ستكونين لي الفصل العشرون

0


 

الفصل السابق

فتحت زهرة الباب الذي تعالي رنينه ليقفز عمر الذي اعاده جواد بعد ان قضي اليوم برققته الي حضنها قائلة ... حبيبي وحشتني 

قال عمر بحماس وهو يريها تلك الألعاب التي احضرها له جواد : بصي جود جابلي اية يامامي 

اعتدلت واقفه تنظر اليه لتشتبك عيونها بعيناه التي لمعت بالفرحة ولايدري كيف يستطيع أن يقف هكذا وألا يجذبها الي حضنه  ليشعر بنبض طفله الذي ببطنها... 

:تعبت نفسك مكنش في داعي 

داعب شعر عمر بحنان : مفيش اي تعب... 

خانتها عيناها لتتطلع اليه باشتياق بينما انحني يقبل عمر ويتمني له ليله سعيدة.... 

ركض عمر الي الداخل يحمل العابه الجديدة بينما تضايقت زهرة علي اضرارها علي معاملته كالغريب وعدم دعوته الي الدخول علي الاقل ولكنها تخشي من ان تخونها مشاعرها.... تنبهت الي عيناه التي تنظر اليها لتتساءل لماذا ينظر اليها هكذا..... تري هل اخبره عمر بأمر حملها.. حمحم جواد وهو يبعد عيناه عن بطنها قائلة : عامله اية؟ 

قالت بهدوء : كويسة 

خانته عيناه لينظر مجددا الي بطنها التي لايبدو عليها أي شئ.... متأكدة 

هزت كتفها بدهشة : اه 

احمق وهل يظن ان الحمل سيبدو عليها بتلك السرعه ليهز راسه ومن أين يدري... انه يريد أن يعرف كل شئ منها... 

طالت وقفتهما كثيرا وكلما طالت كلما خانتها عيونها واشتبكت بعيناه التي تحطم ارادتها وتخبره بمقدار اشتياقها الجارف له والذي يماثل اشتياقه لتقول بهدوء 

:تصبح علي خير 

ابتسم لها وقد شعر بها كعادتها تقاومه ليطمئن قلبه فهي مجرد ايام اخري يصبرها لتكون له مجددا : وانتي من اهله 

التفت ليغادر ولكنه التفت اليها مجددا يوقفها ماان قاربت علي غلق الباب : زهرة 

: نعم 

: خدي بالك من نفسك 

اومات له وعادت لتغلق الباب ولكن خطواته كانت الأسرع لتجده امامها يطبع تلك القبله الطويلة اعلي جبينها لتتخبط دقات قلبها ماان شعرت بدقات قلبه أسفل يدها ألتي وضعتها فوق صدره..... اغمضت عيناها تستنشق بنشوة رائحة عطرة الممزوجه براحته التي تعشقها لتمتد يداه وتقربها الي صدره وتطبع شفتاه قبله اخري فوق خصلات شعرها هامسا : تصبحي علي خير ياعمري... 

انتزعت نفسها من بين ذراعيه وعادت للداخل وكل انش بها ينتفض له شوقا لتسرع الي الشرفه تنظر اليه.... 

ترددت قدماه قليلا قبل ان يركب سيارته لتجده يجلس بها دون أن يتحرك..... اوجعها قلبها حينما شعرت بتعذيبها له وهو جالس لليله التاليه بسيارته ولكنها موجوعه اكثر منه لذا عليها ان تتحمل لتملك القوة الكافيه لازاله وجع كلاهما.... 

......

....

قالت الطبيبه بهدوء : مجرد تفكيرك في كدة يا زهرة ده دليل انك ماشيه في الطريق الصح 

اعتدلت زهرة جالسه تنظر الي الطبيبه وتسترسل في الحديث : يعني لقيت نفسي بطلت اعمل اي مقارنه بين جواد وامجد.... احساسي ان جواد مش بديل وانه الوحيد في حياتي اللي بحس معاه بالمشاعر دي خلاني تقريبا نسيت حاحة اسمها أمجد.... حتي في حملي.. فاكرة كل تفاصيل حملي في عمر بس عقلي بياخدني لتخيلاتي لردات فعل جواد مش لافعال أمجد وقتها.... دايما بلاقي نفسي فرحانه وانا بتخيل رد فعله لما يعرف... وانه هيكون معايا لحظة بلحظة وازاي عيتعانل مع ابنه او بنته بنفس الحنان اللي بيعامل بيه عمر 

:كنتي بتكرهي المقارنه بينهم 

هزت راسها : عشان كنت بحس اني بظلم جواد انه يكون في مقارنه مع أمجد خصوصا ان تقريبا كل اللي بعيشة مع جواد بعيشه لأول مرة.... حتي... حتي 

احمرت وجنتها وهي تكمل : حتي علاقتنا بالرغم من انها كانت مش اول مرة ليا بس احساسي معاه مختلف... انا بحس انه اول راجل يلمسني... معاه بكون حابه نفسي عكس أمجد اللي كنت بكره جسمي وبكون عاوزاه يبعد عني بأسرع وقت... عمري ماحسيت معاه بأي مشاعر لانه من اول مرة كان عنيف واناني ومش بيهتم بمشاعري... 

اغمضت عيناها باشمئزاز وهي تتذكر تلك الأيام ولكنها فتحت عيناها سريعا تتجاوزها ; مش حابه افتكر اي حاجة من الأوقات دي 

قلالت الطبيبه بمغزي : ومع جواد 

قالت بلاتردد : بحب افتكر كل أوقاتي معاه.... تقريبا مش ببطل تفكير فيه 

: حاسة بتغيير طول الفترة دي يازهرة 

اومات لها قائلة : جدا... انا من وقت ماعرفت جواد وانا حاسة انه مش من حقي وانه كتير عليا واني بعد اللي حصلي صعب اني ابدا من جديد.... حتي لما بدأت حياتي مع جواد كنت بدأها لانه كان مصمم.... بصراحة حبه ليا خطف من قلبي حبي ليه بس انا كنت دايما خايفة من الحب ده وحاسة انه مسروق من الدنيا 

:وأية اللي اختلف 

: اني ابتديت احس دلوقتي ان جواد ده الراحل الوحيد اللي حبيته و انه جوزي و من حقي وان اللي بمر بيه ده فترة وهتعدي.... يعني بقي عندي استعداد احارب عشان سعادتي ومعنديش استعداد استسلم للحزن تاني 

ابتسمت الطبيبه برضي : عموما يازهرة ده تقدم كبير اوي في فترة قصيرة وانا برجح ان حملك له دور كبير في التقدم ده 

ابتسمت زهرة ووضعت يداها فوق بطنها بحنان ; منكرش اني مبسوطة اوي ان حته منه بتكبر جوايا.. بس محتاجة اتأكد انه هو كمان مش هيندم في يوم علي الحب اللي بينا 

: لية بتفكري في كلامه اليوم ده 

هزت راسها : غصب عني... بس مش عاوزة في يوم من الايام حتي لو مقلش انه ندمان يحس انه ندمان انه حبني 

........ 

....... 

انسابت الدموع من عيون وفاء وهي تحتضن ابنتها بعتاب :كدة برضه يازهرة تعتلي فينا كدة..... ده انا كنت هموت انا وابوكي 

قالت زهرة باعتذار ; معلش ياماما بس كان لازم ابعد 

قال فهمي بأسف شديد : سامحيني يازهرة انا اللي عملت فيكي كدة 

قالت بسماحة : انت كنت خايف عليا

قال فهمي وهو يطأطأ راسه : انا مكنتش الاب اللي تتسندي عليه حتي في ضيقتك ملجأتيش ليا ولجأتي لعماد 

هزت زهرة راسها وقد تضايقت من اشعارها لابيها بهذا الذنب لتقول : لا طبعا يابابا... انا بس كنت عارفة ان جواد هيسال عني وحضرتك مكنتش، هتكدب 

ربت علي كتفها بحنان جارف : كنت هقف جنبك ومش، هكرر غلطتي... زهرة يابنتي لو مش مرتاحة مع جوزك وعاوزة تسببيه انا جنبك انتي وابنك هزت راسها سريعا : لا يابابا

انا مرتاحة مع جواد 

قالت وفاء، ; امال سبتي بيتك ليه 

تنهدت قائلة : يعني ياماما مفيش   .. 

:  يابنتي ماتقولي 

... انتي متعرفنيش الوقت ده عجي علينا ازاي وجوزك كان زي المجنون وهو بيدور عليكي 

: اسفة اني سببت ليكم القلق ده.. بس غصب عني... اتخانقنا وانا كنت محتاجة اكون لوحدي فترة 

قالت وفاء، بلهفه : واتصالحتوا

اومات لها : ايوة ياماما 

قال فهمي وهو يربت علي كتف ابنته : انا من هنا ورايح جنبك يابنتي 

اومات له بابتسامه ليداعب خصلات شعرها بحنان ويقبل راسها وتركها لوفاء التي لم تتوقف عن طرح الأسئلة 

:  أخص عليكي يازهرة كدة برضه 

ده جوزك ابن حلال ويستاهل ترضيه باي طريقه تقومي تعملي كدة... لا انا بقي في دي معاه 

هزت زهرة راسها واخفت خبر حملها عن والحتها والتي تحب جواد وربما يطلق لسانها فهي ستخبرة بالوقت المناسب. لقد اجتازت الكثير مع طبيبها النفسيه وبقي القليل.... 

........ 

.... 

تعلق عمر بعنق جده فهمي الذي حمله ونزل به ليوصل زهرة لتتسع ابتسامته ماان راي جواد بالأسفل.... نظرت اليه زهرة فهو يلاحقها خطوة بخطوة 

: مش كنت تطلع ياابني 

: معلش ياعمي كان عندي شغل بس قلت اجي اخدهم 

ابتسم فهمي بحنان : ربنا يهدي سركم ياابني 

نظرت زهرة لجواد ولم تستطع منع ابتسامتها 

وهي تقول : انت بتعرف مكاني منين 

حتي ماكس مش معانا 

ضحك عاليا وغمز لها : قلبي بيقولي 

ابعدت عيناها عن عيناه لتنظر الي عمر من خلال المرأه بينما بدأ يغفو لتقول لجواد الذي أوقف السيارة : ممكن تروح ومتستناش تحت زي اليومين اللي فاتوا 

نظر اليها قائلا : انتي بتراقبيني 

قالت بهدوء راجي : لو سمحت ياجواد.... انت كدة هتتعب 

قال بحنان وهو ينظر لعيونها : خايفة عليا هربت من سؤاله وفتحت باب السيارة بتنزل منه متجه لتحمل عمر ليقول سريعا : لا لا استني انا هشيله

: لا عشان تروح انت 

قال برفض وهو يتجه لحمل عمر : لا هطلعه وابقي امشي 

نظرت اليه والي اصراره لوضع عمر بفراشه ورفضه لحملها له بتساؤل ولكنها سريعا ما نفت فهو لايعلم بحملها 

: عاوزة حاجة؟ 

هزت راسها : شكرا 

: تحبي عدي عليكي بكرة اخد عمر الحضانه 

هزت راسها : لا عندي انترفيو تاني هبقي اخده في طريقي 

تنهد مطولا : تاني يازهرة ماقلتلك شغلك موجود

صمتت ليقارب منها ويضع يداه علي كتفها بحنان : لية بتعانديني يازهرة... انا خايف عليكي 

رفعت عيناها اليه : احنا قلنا هتسببني براحتي 

قال بنفاذ صبر ولكن بمنتهي اللين ; ماانا سايبك يازهرة بس غصب عني مش قادر.... ازاي ارجع البيت وانتي هنا لوحدك مع عمر 

: انا كنت هنا شهر 

: شهر مكنتش، اعرف عنك حاجة..ومكنتش بنام وانا بدور عليكي زي المجنون في كل حته.... . إنما دلوقتي انا عارف مكانك وانتي بتطلبي مني ابعد.... زهرة متضغطيش عليا 

هزت راسها تفهمه وتعرف انه تحمل الكثير ولكن فليتحمل قليلا بعد... رفعت عيناها اليه تطلب برجاء : معلش.. استحملي شوية كمان واستغل الفرصه وجرب هتعرف تعيش، من غيري ولا لا 

هز راسه برفض : مش هعرف يازهرة مستحيل اعرف.... وحطي ده في دماغك اني مهما ابعد عمري ماهعرف اعيش، من غيرك 

:جرب... ارجوك ياجواد عشان مستقبلنا 

هز راسه وتنهد مطولا بقله حيله فهو مضطر لعدم الضغط عليها.... 

......... 

.... بقلم رونا فؤاد 


أمسكت الهام بيد جواد قائلة برجاء : سامحتني 

ابعد عيناه قائلا ; ماما احنا قلنا مش عاوزين اي كلام في اللي فات.... خليكي في صحتك 

هزت العان راسها بيأس فهو منذ أن علم بمرضها وهو بجوارها دائما ولكنها تشعر بهذا الحاجز بينهما ولكما حاولت التحدث او الاعتذار يجيب بنفس الإجابة انه لا داعي للحديث عن الماضي... وهو محق فأي كلام لن يزيد الا في الجروح... لاينكر ان مابداخله هدأ كثيرا عن السابق حينما وجد زهرة واعتبر ان مامضي... مضي وانتهي بينما الهام لامت نفسها كثيرا علي كل ماتسببت به فهي دمرت حياة أولادها الاثنين واخجلتها كثيرا كلمات زهرة عن انها ام لهذان الرجلان فكيف ربتهما بتلك الطريقه وهي تحمل هذا الغل والحقد والذي بررته الهام كثيرا بأنه خوف علي أبنائها..... لم تكن عادله ابدا حينما أحبت ساندي وكرهت زهرة.... تقبلت كل تصرفات ساندي ولم تحاول تقبل زهرة..... هزت راسها بضيق وخجل وعي تتذكر كل تصرفاتها السابقه مع زهرة والتي كما قالت لن تكن تريد منها شئ إلا أن تتركها بحالها وياليتها فعلت لم تكن لتخسر ابنها..... 

..... دخلت سالي الي غرفه الهام بابتسامه : ازيك ياجواد 

: الحمد لله.... انتي عامله اية؟ 

: تمام 

: الدكتور وصل عشان يتابع طنط 

اومأ لها جواد واتجه للاسفل لاستقبال الطبيب لتنظر الهام لسالي بحب فهي من ظلت بجوارها طوال مرضها : شكرا ياحبيتي 

: علي اية بس ياطنط... ربنا يعلم اني يعتبرك زي ماما 

ابتسمت لها الهام وايضا خجلت من انها كانت اوقات تزيف مشاعرها وتعد تلك الفتاه بالزواج من جواد فقط كيدا في زهرة.... 

دخل الطبيب بابتسامه وهو يفحص ضغط الهام قائلا : لا عال العال الضغط اتطبطت كتير 

قالت الهام بامتنان : كله بفضلك يادكتور ابراهيم 

دون بضع أدوية قائلا : انا هقلل جرعة الأدوية 

وهطلب منك شوية تحاليل جديدة 

هز جواد راسه وتناول الروشته من الطبيب 

قائلا ى متشكر يادكتور اتفضل

نزل جواد برفقه الطبيب الي الخارج بنفس لحظة دخول نادين بسيارتها الي الفناء.... 

قطبت جبينها بمفاجاه وهي تقول : دكتور إبراهيم 

ابتسم الطبيب قائلا : نادين... 

تشابكت عيونهما لحظة قبل ان تحمحم نادين قائلة : انت.. انت بتعمل اية هنا ؟

قال جواد : دكتور إبراهيم بيتابع حاله ماما 

قال الطبيب وهو ينظر الي جواد ويتمني الا ينصدم بالاجابه : انتي... انتي 

قالت نادين موضحة : طنط الهام مرات عمي الله يرحمه 

اومأ الطبيب ليقول جواد ى انتوا تعرفوا بعض

اومأ الزبيب بابتسامه هادئة لتقول نادين بنبرة قاطعه : دكتور إبراهيم كان استاذي في الجامعه 

ابتلع الطبيب ببطء قبل ان يهز راسه موافقا ويستاذن مغادرا.... 

حاولت نادين تجاهل هذا اللقاء ودخلت لتطمئن علي الهام ليجلس جواد بالحديقة قليلا شاردا في زهرته العنيدة فهاهو مر اسبوع وهي متمسكة بهذا البعد الذي يقتله وهو يجاهد بصعوبه ان يتمسك بارادته في عدم إعادتها اليه او الضغط عليها ولكنه لم يعد يحتمل..... خاصة حينما علم بأمر حملها انه يخشي عليها كثيرا 


.......

نزلت نادين اليه ليساله بدون مقدمات : انتي مخبيه عليا اية ياصاحبه عمري 

ضحكت قائلة : ولااي حاجة 

: كدابه 

قالت باقرار : عندك حق.... بس ده كان زمان 

:زمان اللي هو ازاي وانا عمري ماسمعت منك كلمه عنه بالرغم من اني اعرف كل اسرارك 

ضحكت قائلة : بس أسرار المراهقة معرتعرفهاش

:وعاوز اعرفها حالا 

هزت كتفها : ابدا ياسيدي... كنت الطالبه اللي قاعده في أول بنش كل يوم عشان معجبه بالدكتور بتاعها... وبترسم خيالات عنه كل يوم والإعجاب بينط من عينيها..... ومن عنيه 

يوم بعد يوم وكلمه بعد كلمه لقت قلبها بيدق وقلبه كمان 

تنهدت وأكملت ; بس هو كان عقلاني اوي وشاف انه مش اكتر من حب مراهقه ليا وبعد وراح اتجوز بعقله 

قال جواد وهو يربت علي يدها : هو الخسران 

هزت كتفها بضحكة تتجاوز ذلك الماضي فهي تعتبر اول واخر مرة دق بها قلبها : اكييد... وهتجوزني سيد سيده مش كدة 

ضحك جواد بحنان فهي ليست ابنه عمه فقط بل اخته الصغيرة وصديقه عمرة : انت بس شاور ياجميل 

...... 


قال مراد ضاحكا : وبعدين ياسي جواد احنا مطفيشنها من ٤ شركات لغاية دلوقتي 

: ان شالله ٤٠.. مش هتشتغل عند حد 

ضحك مراد قائلا : دي لو عرفت باللي بتعمله هتقتلك 

قال بغيظ : وعاوزني أعمل اية يعني.... ماهي مجنونه لو متخيلة اني هسيبها تبعد عني 

:رجعها غصب عنها.. هي بتحبك

ضحك جواد بمكر : لا انا زوج ديمقراطي هسيبها لغاية ماتقولي انا عاوزة ارجعلك

ياجود

ضحك مراد ليقاطعه جواد قائلا :بطل ضحك بدل مااقوملك

: خلاص خلاص.. الطيب احسن 

....... 

قالت مي بعتاب : كدة ياندله تسيبيني كل ده قلقانه عليكي 

:معلش يامي غصب عني 

: طيب يلا اتفضلي احكي عشان اسامحك 

........ 

... 

فتحت زهرة الباب صباحا وهي معتقدة انه جواد ككل يوم لتجدها مي ومراد 

:  صباح الخير  

كلاهما ظلوا يقنعوها بعودتها للعمل بالطبع بعد أوامر جواد الذي كلما ذهبت لمقابله عمل افسدها باتصالاته 

قالت مي برجاء : عشان خاطري يازهرة 

قال  مراد : يعني انا ومي ملناش خاطر عندك  قالت مي : اسمعي بقي  انا مش رايحة الشغل من غيرك 

قال مراد ; وانا هرفدها بسببك 

نظرت اليه ليقول مراد ; ايوة... انتوا بتغيبوا شهور ده..... انا مبعملهاش ولو عملتها جوز سيادتك هيرفدني من غير رحمه 

ضحكت زهرة لتقول مي : يلا بقي قومي البسي الشغل موحشكيش

بالتاكيد افتقدت عملها ومكتبها الذي شهد الكثير والكثير من احاديثها مع صديقتها المليئة بالبكاء والفرح 

......... 

قال مراد وهو ينظر الي جواد الذي يقطع الغرفة ذهابا وايابا : ماتقعد بقي يااخي خيلتني

: مالك ومالي يااخي... شوف شغلك 

: شغل اية وانت عينك منزلتش من شاشة الكاميرات قال جواد وهو ينظر اليها من خلال الكاميرات تذهب وتجيء بين اروقه المكاتب تتلقي الترحيب بعودتها : طيب اخطفها ولااية ؟

قال مراد : لا جيب لها ورد 

نظر الي أخيه قائلا ; عندك حق 


نصف ساعه وكانت زهرة تتلقي تلك الباقه الرائعه من الورود الجميلة مع كلمته ; حمد الله علي السلامه 

ابتسمت لتتنهد مي قائلة : ياسيدي... 

ضحكت زهرة وصمت الكارت الي صدرها لتقول مي : طيب اية بقي يامفترية مش كفايه كدة 

هزت راسها بتأكيد : هانت يامي... 

........... 

.... 

دخلت ميادة والده ساندي الي غرفه ابنتها الجالسه بكدر قائلة بحنان : مش هتاكلي برضه ياحبيبتي 

هزت راسها : ماليش نفس ياماما

: هيرجعك ياساندي.... مراد بيحبك وهيرجعك

ترقرت الدموع بعيونها : كرهني خلاص ياماما... انا خليته يكرهني 

: اللي بيحب مش بيكرهه 

: بس انا اللي خليته يكرهني وهو استحملني كتير 

: مراد طيب بس هو زعلان منك... انتي برضه ياساندي غلطتي 

: كنت بغير منها 

: من غير داعي ياحبيتي.... 

هزت كتفها : عندك حق بس عرفت ده متأخر.. غصب عني لما لاقيته بيتكلم عنها كدة وكانها ملاك وشفت جواد بيحبها ومتمسك بيها اد اية غيرت 

: ماانتي جوزك بيحبك ومتمسك بيكي 

: مع سنين الجواز الكتيرة بقيت عادية بالنسباله وكنت شايفه جواد بيحب مراته اكتر مامراد بيحبني 

: كل حياة وليها حاجة غير التانية

هزت راسها باقرار : عندك حق ياماما 

: طيب ما تكلمي الهام 

:معتقدش هيقبل كلام من حد وخصوصا هي 

: يبقي تروحيله تاني وتعتذري 

: مش هيرضي 

: جربي 

........ 

.. 


لم يحتمل جواد رؤيتها واقفة امام طاولة العمل اكثر من هذا ليقول سريعا للجالسين بالاجتماع ; كفاية كدة النهاردة 

انصرف الجميع وبينهم زهرة التي اوقفها قائلا :استني يازهرة 

توقفت ليغلق الباب ويعود اليها قائلا :اقعدي 

سألته : في حاجة 

قال وهو يأخذ بيدها ليجلسها علي المقعد بحنان ;لا بس انتي واقفة من بدري و الوقفة كتير غلط..

نظرت اليه بتوجس ليقول سريعا ; . قصدي رجلك هتوجعك 

رفعت حاجبيها باستفهام : نعم 

قال ببراءه ; انا بنصحك الدكتور قالي كدة امبارح لما كنت عنده 

قالت باهتمام : انت تعبان

تنهد وهو ينظر بعيناها ; اوي 

نظرت اليه بقلق : مالك 

اسعده اهتمامها ليقول بدلال : تعبت شوية 

: وجيت ليه طالما تعبان 

قال ببراءه وقد أعجبه اهتمامها به  : عندي شغل كتير 

قالت وهي تتفحص وجهه بقلق ; مراد يخلصلك الشغل ده وانت ارتاح 

: لا مفيش داعي.. انا كويس 

هزت راسها لتقف مجددا فلايستطيع منع نبرته الامره : اقعدي 

نظرت اليه باستفهام : في أية؟ 

: مش بقولك متقفيش كتير عشان متتعبيش

: هو مش انت اللي تعبان 

قال بمكر وهو ينظر اليها ; ماانا وانتي واحد... 

هربت كعادتها من عيناه لتعود الي مكتبها ولا تنفذ من نظرات مي التي كلما راتها حتي بدأت اسطوانه الإقناع : يابنتي حرام عليكي اللي بتعمليه فيه 

: وانا عملت اية يامي 

: بتعذبيه... ده انا بتعذب معاه 

قالت زهرة : انتي هتزني وانا صدعت.. هروح اجيب قهوة اجيبلك معايا 

:ياريت 

....... 

اتجهت لمنطقه البريك لتحضر لها القهوة لتجده واقف خلفها وما ان رآها تمسك بكوب القهوة حتي قال :لا قهوة اية اللي هتشربيها 

قالت بعدم فهم : امال اشرب اية؟ 

قال بلا تردد وهو ياخذ كوب القهوة من يدها : لبن طبعا 

نظرت اليه بدهشة ليقول ببراءه : الدكتور قالي اللبن مفيد 

سألته بمكرر; مفيد لايه بالضبط 

قال بمكر مماثل : للجسم طبعا 

سألته وهي تضيق عيناها : انت في أية بالضبط

هز كتفه قائلا ; مفيش... بس بقولك الدكتور نصحني بأية

: وهو الدكتور بتاعك يعرفني 

: لا يعني كلام عام 

أمسكت بكوب القهوة من يده قائلة : طيب نفذ انت نصايح الدكتور بتاعك وهات قهوتي او سمحت عشان عندي صداع 

قال بقلق : مالك... اطلبك دكتور 

قالت بدهشة وهي تكاد تجن فهو يعرف بحملها ام لا ; دكتور عشان صداع 

والمسكنات راحت فين 

قال بنبرة قاطعه ; لا طبعا... انتي مينفعش تاخدي مسكانات من غير دكتور 

هزت كتفها :ولية مينفعش 

قال بهدوء : عادي يازهرة شئ طبيعي محدش ياخد أدوية من دماغه 

نظرت اليه بمكر قائلة : ده لما يبقي تعبان إنما أنا كويسة 

امسك بكوب من العصير بابتسامه واثقة : طالما كويسة يبقي اشربي عصير بدل القهوة 


عادت الي المكتب لتقول لمي : شكله عارف 

قالت مي : و هيعرف منين 

اشارت لها ; انتي قلتي يامي 

هزت راسها ; لا طبعا 

اه انا هتجنن ويعرف بس مقلتش 

وبعدين نفسي انتي اللي تقوليله

تنهدت قائلة : هقوله بس مش دلوقتي 

: امتي بقي؟ 

هزت كتفها : مش عارفة... بس مش عاوزة يندم

قالت مي : يابنتي حرام عليكي هو عشان كلمه قالها ساعه عصبيه هتشكي في حبه

: مش بشك.. بس محتاجة اتأكد برضه 


.......... 

... 

قال أمجد بخبث لنانسي التي وضعت امامه كوي القهوة ;  بقالك فترة لازقه فيا.... 

اية معنديكيش شغل...ده حتي موسم السواح

ضحكت بمراره من كلماته الجارحة : لا بطلت 

رفع حاجبه ; والله 

هزت راسها قائلة : اكتفيت بيك 

قال ساخرا : ده حب بقي 

قالت بتأكيد : انت بتقول فيها 


......

رفع مراد عيناه لساندي التي دخلت الي مكتبه قائلا بجمود : خير

قالت بمشاعر : وحشتني يامراد

اشاح بعيناه عنها دون قول شئ لتقترب من مكتبه قائلة : مش ناوي تسامحني

قال بجمود : قلت لا ولو سمحتي مش عاوز اشوفك تاني

خرجت ساندي بدموع لتلتقي بجواد الذي قال بقلق : مالك ياساندي

نظرت اليه ثم اندفعت تركض ودموعها تنهمر

دخل الي أخيه قائلا ; اية يامراد مش كفاية كدة

هز راسه : لا...

: لية بقي ماهي اتغيرت

: محدش بيتغير كدة بسهوله

: اديها فرصة.... خلاص يامراد كلنا بنغلط

وهي كانت عملت اية... ست زي اي ست غارت عليك شوية

وبعدين ماهي امك اللي استغلت كلامها

: وهي اتجسست علي مراتك ووقعت بينكم

: خلاص بقي يااخي متبقاش حمقي

صالحها يامراد

قال بتسويف ;لما اتأكد انها اتغيرت وبطلت انانيه وغيرة


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !