هاهو اللقاء الذي لم يتوقعه أحدهما ان يكون بتلك اللهفه وقد لمعت ملامحه التي شاخت سنوات بهذا الشهر.....
تجمدت مكانها واتسعت عيناها بصدمه حينما رأته امامها وارادت ان تكذب عيناها ولكنها عجزت تماما وقد اشتبكت عيناهما مطولا... قبل ان تغمضها بقوة تخبر نفسها انه حلم لتفتحتها ماان لامست يداه خدها برقه قائلا بصوت دافيء... وحشتيني يازهرة
اندفعت الدموع لعيناها لتغمضها مجددا بوجع ومازالت تعتقد انه حلم او خيال
لتهمس دون ارادتها... انت.. انت هنا بجد
منحتها ذراعيه التي طوقتها الاجابه لينطق لسانه... انا هنا ياحبيتي وعمري ماهسيبك تاني
غابت بين ذراعيه يعانقها بحراره تماثل سخونه دموعها التي انسابت بلاتوقف بينما تهمس أنفاسه المتقطعه التي لامست خصلات شعرها الذي اشتاق لرائحته... زهرة حبيبتي
.... وحشتيني اوي... اوي
تنفس مجددا وقلبه اخيرا وجد نبضاته الضائعه وهي بين ذراعيه ليهمس مجددا بانفاس مشتاقه ملتهبه... اااه يازهرة يامعذباني من يوم ماشفتك
انسابت الدموع من عيونها ماان شعرت بعناقه الحار المرة تلو الاخري تتأرجح بين ذراعيه التي تحيط بها بمنتهي اللطف واللين
....... مرت لحظات غاب كلاهما بهذا العناق حتي بدأت تهديء قليلا نوبة بكاؤها ليربت جواد برقه علي ظهرها ويرفع ذقنها اليه ليري ملامح وجهها التي اشتاق اليها يلتهمها بنظرات اشتياق ملتهبه قبل ان يعود ويدفنها مجددا بين ذراعيه هامسا بندم شديد... سامحيني يازهرة... انا اسف ياحبيبتي علي كل اللي قلته...
رفعت عيناها المترقرق بها الدموع وقد ماتت كل كلماتها وعتابها حينما انحني تجاهها يطبع قبله رقيقه فوق عيونها....
لتغمض عيناها لحظة تبحث عن ارادتها لتتراجع خطوة ماان شعرت بشفتاه تتجه تجاه شفتيها لينظر اليها جواد ويعود معتذرا... متزعليش مني ياحبيتي.... كانت لحظة عصبيه واندفاع مني واسف اني مسمعتكيش
غص حلقها بالدموع فهاقد انتهت حلاوة اللقاء وحلت مراره الماضي ليخرج صوتها متقطع وهي تهز راسها : متتاسفش ياجواد
.... انت عندك حق.... انا غلطت في حقك وانا اللي المفروض اتاسفلك... انا جرحتك لما عملت كدة... بس ده كان غصب عني.... قاطعها وهو يمسك بكتفيها بلطف قائلا : خلاص يازهرة انسي كل اللي فات...
هزت راسها باسف قائلة : صعب
قطب جبينه باستفهام لتبعد عيناها عن عيناه
قائلة : النسيان مش بالسهوله دي ياجواد.... ودي كانت غلطتي من الاول... انا لسة منستش الماضي عشان كدة ظلمتك دلوقتي
اوقفها عن المتابعه حينما تطرقت للماضي ليقول : زهرة حبيتي بلاش تأنبي ضميري اكتر بكلامك ده..... انا اللي ظلمتك وجرحتك
انا اللي مسمعتكيش واديتك فرصه تفهميني...
كان لازم افهم خوفك من الخطوة دي واقدره وانا كنت اناني...
هزت راسها : وانا كنت انانيه لما سمحت لخوفي يظلمك ويخليني اخدعك واكذب عليك
جذبها الي صدره وقبل راسها قائلا : انا جنبك ومش هتخافي تاني ابدا... يلا ياحبيتي احنا هنرجع بيتنا ونبدأ من جديد
رفعت راسها من فوق صدره وهي تهز راسها قائلة : جواد.... انا مش هرجع معاك
عقد حاجبيه مرددا : مش هترجعي
هزت راسها وابعدت عيناها عن عيناه قائلة بثبات : لا... ... انا ببدا حياتي
انصدمت ملامحه ليردد بعدم تصديق : بتبدأي حياتك من غيري
صمتت فقد كانت كلمته موجعه لقلبها ولكنها يجب أن تفعلها لتقول : احنا مكانش ينفع نكون مع بعض اصلا
احتدت ملامحه وهدر بعدم تصديق ; زهرة اية اللي انتي بتقوليه ده....
امسك بكتفها يوقفها امامه قائلا بعيون تنساب حبا : اللي مينفعش اننا نبعد عن بعض... انا كنت بموت من غيرك... وانتي اكيد كان ده احساسك انا واثق
لمعت الدموع بعيونها لتهز راسها : ايوة
... بس انا محتاجة اكون لوحدي واجمع نفسي تاني.... لازم اخد الخطوة دي لوحدي
نظر بعيونها وقربها منه بحنان : لية ياحبيتي انا عارف اني قسيت عليكي وجرحتك بس كان غصب عني ...
هزت راسها : انت قلت الحقيقة ياجواد....
احنا لازم نبعد..... اعتبرها فرصه ليك انت كمان تراجع نفسك... قاطعها بحزم وعيناه تفيض رفضا لما تنطق به ;
من غير فرص انا اختارتك وحبيتك
قالت بأسي : وندمت
قال بألم : زهرة متوجعنيش.... كفاية بعدك عني طول الفترة دي.... انا مقدرش اعيش من غيرك
ادرات وجهها تتمسك بارادتها وهي تقول : محتاجة وقت...
: انتي بتعاقبيني يازهرة
هزت راسها : لا ياجواد.... انت متستاهلش مني إلا كل حاجة حلوة وانا معنديش حاجة اقدمهالك
امسك بيدها قائلا : متقوليش كدة... انتي احلي حاجة في حياتي... وحتي لو كدة انا راضي كفاية تكوني في حياتي يازهرة
ابعدت يدها من يداه قائلة بثبات لايعكس شعورها الذي لايريد سوي الارتماء بين ذراعيه ;قلنا كدة.... قبل كدة ومقدرناش
الحياة غصب عنا بتحطنا في اختبارات وعشان ننجح لازم زي ماقلت ابقي قوية واتجاوز كل ده
قال بحنان : انسي يازهرة.. هنلوم بعض هنتوجع اكتر
هزت راسها قائلة : هنسي ياجواد... اكيد هنسي...
: اديني فرصه تانية وانا هنسيكي
هزت راسها وغص حلقها بالدموع : مش هينفع.... انا لازم اخد الخطوة دي لوحدي
قال بحب وهو يمسك بوجهها بين يداه : انا بحبك يازهرة ومقدرش ابعد عنك
نظرت لعيناه قائلة : لو بتحبني فعلا سبني اكمل اللي بداته واجمع نفسي
هز راسه وتقتله نظرات عيونها التي تخبره انها تحبه ولكنها ماتزال خائفة وخاصة بعد ما فعله ليقول بحنان :
حاضر يازهرة هديكي كل الوقت اللي انتي محتاجاه... بس ده مش معناه اني هبعد
انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك
ارجعي معايا البيت ووعد مني مش هقرب منك ولا حتي اتكلم معاكي لو مش عاوزة ده
: مش هينفع... لو سمحت ياجواد سيبيني شوية وخد وقتك انت كمان تقرر فيه انت عاوزني في حياتك ولا لا
قال بحزن : طبعا عاوزك ياحبيبي
.... انتي اللي مش عاوزاني في حياتك
: لا
امسك بكتفها لتنظر اليه ; امال عاوزة تبعدي عني ليه؟
: عشان ناخد قرارنا... اللي لو كان اننا نكمل حياتنا مع بعض ميكونش فيه اي حاجة تقدر تبعدنا تاني ونتأكد من مشاعرنا و اننا بنكمل بعض مش مجرد مشاعر هتروح بعد فترة بعد ما تسيب جوانا جروح
تنفس مطولا قبل ان يقول : ان عن نفسي متأكد من مشاعري زي ماانا متأكد انك واقفه قدامي دلوقتي وعشان كدة انا موافق نبعد فترة عشان تتاكدي من حبي ليكي
ابتسمت بحزن وهي تهز راسها فهاهو يوافق علي طلبها الذي لم تظنه سيكون بتلك الصعوبه....
.....
جووووود..... التفت بابتسامه واسعه لعمر الذي استيقظ حينما لم يشعر بزجوج زهرة بجواره ولم تصدق عيناه الناعسه انه يري جواد... لتتسع عيناه ويركض اليه وكذلك كان جواد الذي اسرع تجاهه يحمله ويضمه اليه باشتياق... عمر حبيبي وحشتني اوي.. اوي
اندثر الطفل الصغير بين ذراعيه يصيح بفرحة : وانت كمان ياجود وحشتني اوي
..... متسافرش تاني ابدا ياجود.... انا مكنتش عارف انام من غيرك...
ضمه جواد وهو يقبل كل انش بوجهه البريء: ولانا كنت عارف انام من غيرك ياقلب وعيون جود
وضع الصغير راسه الناس علي كتف جواد مسترسل : مامي كانت زعلانه وبتعيط كمان
ابتسم جواد بينما رفعت زهرة حاجبها من عمر : وانت يابطل كنت بتسيبها تعيط
هز عمر راسه الراقد فوق كتف جواد :معرفتش ابقي سوبر هيرو زي ما وعدتك
ربت جواد علي كتفه :انت اكبر بطل...
بعد كدة لما تلاقيها بتعيط تكلمني علي طول
:مكانتش،بترضي
قالت زهرة بتحذير : عمر حبيبي كفايه كلام وتعالي عشان تكمل نومك
احتضن جواد قائلا : بس هنام مع جود
اقتربت من جواد لتحمل عمر برفق قائلة : مش هينفع ياعمر... جود عنده شغل
التفت اليها جواد قائلا بهدوء : هفضل معاه لغاية ماينام
اومات له ولم تستطع الرفض وهي تري اشتياق ابنها له ليسير جواد بضع خطوات باتجاه الغرفه وهو يحمل عمر علي كتفه قائلا :
ها بقي باعمور قلتلي مامي كانت بتعيط
قال عمر ; كل يوم
التفت اليها وغمز لها بمكر قائلا : كل يوم
هز عمر راسه : كل يوم..
ماان دخل الغرفة حتي وضعت زهرة يداها علي قلبها تحاول تهدئة تلك الخفقات المتضاربه بداخل صدرها... انه هنا... عاد... لم يتركها وعاد.... لم يستطع الإبتعاد عنها... راجعت كلماته ونظرات عيناه لتبتسم برضي فهو يحبها... وهي تحبه كما يحبها...!
ستبتعد قليلا حتي تستعيد اجواءها الناقصه ثم تعود اليه لتسطر هي وهو سطور حبهما بلاماضي....! فقط مستقبل يجمعها به ويكون بينهما طفلهما وطفلها الذي يعتبره كأبيه.....
........
..........
نظرت سالي بلهفه الي الطبيب الذي اخذ يدون ملاحظات بعد ان فحص الهام لتساله بخفوت وهي تعيد يداها الي داخل الغطاء بعد ان اخذت تلك الحقنه المهدئة : طمني يادكتور
هز الطبيب راسه وأشار لها لتخرج برفقته الي الخارج ليقول ; بصراحة حالتها سيئة... الضغط مش بينزل ولاالسكر
: طيب في حاحة نقدر نعملها
: ايوة طبعا... لازم تبعد عن أي انفعال وحالتها النفسيه تتحسن لأنها لو فضلت كدة هضطر ادخلها المستشفي
هزت راسها : متشكرة يادكتور واسفة ازعجتك في الوقت المتأخر ده
ابتسم الطبيب قائلا : مفيش اي تعب... ده واجبي
خرج الطبيب لتتصل بمراد وتخبرة بحالة والدته التي تسوء يوما بعد يوم بعد ان ترك أبنائها المنزل... قال مراد بقلق ; انا جاي علي طول
ربت بحنان علي خصلات شعر والدته الرمادية ثم قبل جبينها الشاحب وخرج بهدوء ليجد سالي واقفة امام الباب...
اية اللي حصل ؟
هزت كتفها : حالتها وحشة اوي يامراد من وقت ماانت وجواد سبتوا البيت وبقاله كام يوم مش عاوزة تأكل لغاية مااغم عليها والدكتور نبه انتا ناخد بالنا منها ومن نفسيتها
زم مراد شفيته فهي من تسببت بكل هذا ولكنها والدتهم بكل الاحوال ليقول : ماشي ياسالي.. معلش احنا تعبناكي
هزت راسها بابتسامه خفيفة ; مفيش اي تعب.... انا هروح اجهز لها حاجة خفيفة تأكلها وانت خليك جنبها اكيد لما تفوق وتلاقيك هتفرح اوي
هز راسه واخذ نفس عميق قبل ان يعود لغرفة والدته ليجلس بأحد المقاعد بجوار فراشها ينظر اليها بأسي يستغرب كيف بالرغم من حبها لهما استطاعت ان تدمر حياة جواد بتلك الطريقه وحتي حياته بموافقتها علي تصرفات ساندي الغير مسؤله.... ولكن بالنسبه له يعطيها العذر فهو من سمح لساني بالتمادي اما جواد فلا.. لقدظلمته ودمرت حياته.. انه يتمزق لرؤيه أخيه بتلك الحاله بدون زوجته التي وكأنها ذابت ولم يفلح بالبحث عنها لشهر كامل
.............
.....
دخلت ملك الي مكتب أمجد بابتسامتها الهادئة تقول : اتفضل يااستاذ أمجد الملف اللي حضرتك طلبته
اومأ لها وتناول الملف قائلا : كتبتي المذكرة اللي طلبتها
اومات له واعطتها له ليقول وهو ينظر بالاوراق امامه : لا برافو عليكي... بتتعلمي بسرعه
هزت راسها بابتسامه : متشكرة... تآمر بحاجة تانية
: لا متشكر... روحي انتي...
.....
نزلت ساندي من سيارتها التي اوقفها بالغناء واتجهت للداخل لتقول صفاء بترحيب : اهلا مدام ساندي
قالت ساندي ;ازيك ياصفاء... وطنط عامله اية دلوقتي
: بخير... بس الهام هانم تعبانه اوي
قطبت جبينها قائلة بتأثر : انا جاية اطمن عليها ...
: ياعيني عليها.... تعبت اوي الكام يوم اللي فاتوا
هزت راسها واتجهت للداخل لتجد مراد ينزل الدرج للتو.... اسرعت ناحيته قائلة بلهفه
: مراد
تجاهلها وسار بضع خطوات لتقف امامه قائلة برجاء : مراد
اشاح بوجهه بجمود : خير انا مش قلت مش عاوز اشوفك تاني
قالت بغصه حلق : جيت اطمن علي طنط لما عرفت من صفاء انها تعبانه...
هز راسه بعدم اكتراث وخطي خطوة لتوقفه بندم : انا اسفة يامراد سامحني....
هز راسه بجمود : لا
قالت بأسي فليست المرة الاولي التي تعتذر منه وهو يرفض حتي التحدث اليها : انت عمرك ما كنت قاسي كدة اية اللي حصل
قال ببرود : فوقت...!
التفت اليها واكمل بجدية : مستغربه ليه.... اية.... ؟هفضل عمري كله
عايش مع واحدة أنانية حقوده زيك
كنت طول الوقت بضحك علي نفسي واقول بتدلع عليك
خليك انت الراجل استحملها.. إنما توصل خطط ومؤمرات وحقد يدمر حياة اخويا الوحيد يبقي لا كفاية اوي كدة
انسابت الدموع من عيونها : مراد انا مكنتش اقصد
هتف بحدة : امال تقصدي اية.... مين فيكم اللي اتجستت علي كلام زهرة ونادين
خفضت عيناها بخجل ليقول باشمئزاز : طبعا انتي.....جريتي تقولي سرها وامي استغلته صح ...
هز راسه واكمل :
انتي مش كنتي شايفة نفسك احسن منها عشان هي مطلقه..... اديكي اهو زيها احساسك اية بقي.....
نظر اليها باحتقار وأضاف :
مع العلم انك متظلمتيش في حياتك لو يوم واحد زيها...... امشي ياساندي.... امشي مش عاوز افتكر اي حاجة من اللي حصلت عشان فعلا هكرهك كل ماافتكرت حقدك وغيرتك عملت فيها اية
...........
.....
لوت سيدرا شفتيها قائلة : وانتي ازاي متقوليليش طول الفترة دي ان مراته مشيت وسابته
رفعت ساندي عيناها الي صديقتها بعدم تصديق : سيدرا انتي بجد
قالت سيدرا باستفهام : يعني اية
هتفت بحدة : يعني انا بقولك مراد طلقني وحياتي اتهدت وانتي اللي فارق معاكي جواد
هزت كتفها بتاثر زائف : لا ابدا ياساندي اما بس مستغربه انك مقولتيش
هتفت ساندي بحدة :واقولك ليه
: مالك يا ساندي
هزت كتفها بغضب ; ماليش ياسيدرا ..... انا بسألك اقولك لية.... مالك ومال جواد
اية.... عاوزة منه اية.... افتكر انك عرفتي مليون مرة انك مش دماغه
قالت سيدرا بدهشة من تغيير صديقتها ; اية الل جرالك... انا مش صاحبتك ويهمك مصلحتي
: وانا مش صاحبتك ياسيدرا والمفروض تقفي جنبي
ولاهي مصلحتك بس.... اييية عاوزني في خطة جديدة ولااية......
: اية ياساندي بتتكلمي معايا كدة ليه ماكنا مع بعض
: اه عندك حق...كنت غبيه ومش شايفه ان حياتي انا وانتي احسن منها الف مرة وسبت الحقد يعميني.... كنت غبيه اوي سمحت لواحدة زيك تستغلني ومفكراها صاحبتي... انتي مش صاحبه ابدا لو صاحبتي كنتي هتخافي عليا وتحاولي تساعديني مش تشتغلي الوضع
قالت سيدرا بوعيد : بقي كدة
هزت ساندي راسها : ايوة.... ولو فكرتي تقربي منه تاني هتشوفي مني اللي مش هيعجبك
تركتها وانصرفت تلعن وتندم للمرة الالف حقدها وغيرتها التي دموت حياتها
.......
وقفت زهرة مكانها أسفل المنزل تنظر بدهشة لسيارة جواد الواقفة بالأسفل تسأل نفسها وهي تراه يرجع راسه للخلف امام المقود نائم..... هل نام أسفل المنزل...
طرقت علي زجاج السيارة تسأله بدهشة :انت بتعمل اية هنا
فتح عيناه علي عيونها الجميلة تنظر اليه فلم يستطيع الذهاب وتركها ليقول : مش عارف.... بس تقريبا نسيت مفتاح العربيه ومرضتش اقلقكم فقلت استني تحت لغاية ماتصحوا
رفعت حاجبيها : نسيت مفتاح العربيه.. امال فتحتها ازاي
ابتسم ببلاهه ليهز راسه قائلا وهو ينزل من السيارة : خلاص ياستي الواحد ميعرفش يكدب عليكي يعني..... ايوة يازهرتي مقدرتش امشي..... حلوة الإجابة دي
لمعت الابتسامه بعيونها ولكنها اخفتها سريعا وهي تقول بجديه : جواد
قال بحنان ; قلب جواد
: متعملش كدة تاني
قال ببراءه : وانا عملت اية؟
: انت عارف كويس انك بتحاول تحسسني بالذنب
مال ناحيتها قائلا : انا بحسسك بحبي مش بالذنب
ابعدت عيناها عن عيناه التي ستجعلها تتراجع عن قرارها ان ظل ينظر اليها بتلك الطريقه لتقول :طيب يلا روح
هز راسه قائلا : انتي رايحة فين بدري كدة
: عندي انترفيو
قطب جبينه : انترفيو اية؟
: بشوف شغل جديد
ابتلع لعابه قائلا بهدوء : ماانتي شغلك موجود
: قلتلك ببدا من جديد
و انت قلت مش هتدخل
هز راسه : ايوة.... بس انا بقول شغلك موجود
: معلش ياجواد لو سمحت سيبيني براحتي
اخذ نفس عميق يهديء من نفسه ليحتويها قائلا :ماشي يازهرة طيب وعمر فين؟
: في الداي كير
هز راسه : طيب تعالي اوصلك
......
علي مضض أوقف سيارته لدي العنوان الذي ارادتة لتنزل زهرة من السيارة وتدخل لمبني تلك الشركة...: متشكرة
: هستناكي
هزت راسها : لا... هرجع لوحدي
عنيده وهو ليس بأقل عناد.. ظل واقف علي بعد ينظر نزولها ليجدها تنزل بعد ساعه
لتوقف سيارة أجرة وتستقلها ليقود خلفها وهو يهز راسه بين شطري الرحي لا يستطيع أن يتركها وينفذ رغبتها بالابتعاد وايضا لايستطيع الاقتراب حتي لا تشعر انه يضغط عليه
طبيبه نفسيه...!!
وقف قليلا ينظر لهذا العنوان الكي مكثت به زهرة ساعتين قبل ان تعود للمنزل
بلا تردد ذهب للقاء تلك الطبيبه قائلا : انا جواد الخولي... جوز زهرة فهمي. .... هي كانت عندك من ساعه
هزت الطبيبه رأسها ليسألها :
ممكن اعرف كانت بتعمل اية هنا ؟
قالت الطبيبه ببساطة ; بتتعالج
قطب جبينه باستفهام : بتتعالج
هزت راسها : ايوة....
يااستاذ جواد المرض النفسي أخطر من المرض العضوي... ومدام زهرة بتمر بمرحله صعبه محتاجة علاج نفسي يساعدها تتجاوزها
هز راسه بتفهم لتكمل الطبيبه ; اتفضل اقعد... نتكلم شوية
وبصراحة كويس انك موجود عشان تساعدها الفترة دي
: معنديش مانع... بس هي حالتها محتاجة دكتور
هزت راسها : هي محتاجة تتكلم عن كل اللي جواها
قال بهدوء، : ماتتكلم معايا
: اسمحلي يافندم..... انت مهما كنت انت جوزها استحاله تتكلم معاكعن كل اللي حاسة بيه لان كل اللي هتقوله هيبقي في ذاكرتك...
انا من اللي عرفته انك وقفت جنبها ونوعا ما بنسبه كبيرة فاهم هي مرت بأيه عشان كدة
انا هسمحلك تتابع معايا خطوات العلاج بس مه الاحتفاظ باسرارها... وده هيساعدها اسرع
: انا معنديش اي مانع اعمل اي حاحة عشانها
ابتسمت برضي وهزت راسها : عظيم
..........
....
قال جواد بلهفه : ها يامراد تعرفه
قال مراد وهو يهز راسه : مجدي الغانم
... اه ماله؟
قال جواد وهو يداعب القلم بين يديه ; فاتح مكتب هندسي زهرة قدمت فيه علي شغل
عاوزك تتصل بيه وتخليه يرفضها
قال مراد بدهشه ; جواد
انت بتقول حاجة وتعمل عكسها ..... انت مش قلت هتديها فرصه.... دلوقتي بتقف في طريقها
هز راسهة: انا ولا بقف ولاحاجة... ماتشتغل معنديش مانع بس زي ماكانت معاك.... إنما عند حد لا..... يلا بقي بطل كلام واتصل بيه
: واقوله اية
: قوله اي حاجة المهم متشتغلش
نفذ مراد طلب أخيه ليتصل بالرجل وبعد استفهام أجاب ; لا ابدا.... هي موظفة مجتهدة بس اختلفنا وترجع الشغل معايا
ابتسم وأضاف وعيناه تراقب تلهف جواد قائلا ;تمام مرسي اوي ياباشمهندس متشكر
..........
....
في اليوم التالي وجدته امام بابها.. صباح الخير
: صباح النور
: جيت اشوفكم عاوزين حاجة
هزت راسها ومازالت واقفة لدي الباب : شكرا مش عاوزين حاجة
ركض عمر اليه ليحمله جواد ويقبله :جود وحشتني
; وانت ياحبيبي.. عشان كدة جيت افطر معاك.... نظر اليها وتابع بمكر ; بس شكل مامي مش عامله فطار
تراجعت زهرة خطوة للخلف تسمح له بالدخول : لا عامله فطار.....
يتقافز قلبه بين ضلوعه وهو يتناول الافطار الذي لم يعد يتناولة بدونها وتتقافز معها ذكريات افطارهما العائلي السعيد
قال بخبث وهو يضع لقمه بفك عمر الذي يقفز فرحا :عملتي اية في الشغل
قالت باقتضاب وهي تحاول الا تنظر بعيناه ;لسة هيردوا عليا
قال بهدوء : طيب ماترجعي شغلك
قالت بنبرة قاطعه ; لا
قال بابتسامه ماكرة : علي فكرة انا مبقتش اجي الشركة تقريبا... المصنع واخد كل وقتي
لو يعني مش ترجعي عشان مش عاوزة تشوفيني
أفلتت كلماتها : ماانا بشوفك كل يوم
قال بابتسامه ; قولي لنفسك.... يبقي الشركة اولي بيكي..... ده حتي مي اجازة من وقت ماانتي سبتي الشغل
ياعيني مش عارفة تشتغل من غيرك
قالت بتنهيده : الحياة مبتقفش عند حد
تغيرت نبرتها كثيرا لينظر اليها مطولا فهي تريد بناء شخصيه لها وهو لايعترض ولكنه يحشي ان تكون تبني جدارن حول نفسها الإبتعاد
قال بهدوء وهو ينصرف : بكرة الجمعه
انا هاخد عمر يقضي معايا اليوم... وحشني اوي ومشبعتش منه
ترجاها عمر بتهز راسها موافقه
..........
...
لعب عمر مع مراد وجواد وتعالت ضحكاتهما ليجلسا بعد قليل بالحديقة يتحدثان سويا ليقول جواد بحنان وهو يداعب شعر الصغير ;
: ها بقي وريني رسمت ايه ياعمور
قال عمر بابتسامه وهو يشير لرسمته : ده بيت ماكس الجديد
قال جواد بضحكة متعاليه ; بيت ماكس.... ماشي نغير بيت ماكس ياعمور.... ده انا مديون لماكس اوي
ضحك مراد ليقول جواد ; هابقى استاذ ماكس عاوز بيت شكله اية
قال عمر ببراءه : بيت كبير عشان اخوه
قال جواد باستفهام ; اخو مين؟
قال عمر بحماس : ماكس... اكيد اخويا وهو جاي هيجيب لماكس هو كمان اخ
تقابلت عيون مراد وجواد الذي تجمد مكانه بتساؤل هل مافهمه صحيح
ليردد : اخوك....
هز عمر راسه ; اه مامي قالتلي اخويا جاي في الطريق
انسحب جواد سريعا بضع خطوات بعيدا عن عمر يستوعب مانطق به ليدورحول نفسه بفرحة عارمة وعدم تصديق قبل ان يحتضن أخيه قائلا بسعادة جارفه : سمعت قال اية.
زهرة حامل يامراد..... زهرة حامل
احتضنته مراد بسعاده : مبرووك.... مبروووك ياحبيبي
اسرع بضع خطوات ليوقفه مراد : انت اريح فين..
قال جواد بسعاده لايستوعبها : رايح لها طبها
; لا تعالي... واهدي بس
انت لازم تعمل نفسك مش عارف
قطب جبينه باستفهام ليكمل مراد :
دلوقتي طبعا زهرة.... هتفكر زي اي ست غبيه انك عاوز ترجعها عشان البيبي وهتعاند
: طيب اعمل اية ؟
: تعمل نفسك مش عارف لغاية ماهي تجي تقولك
: مش هقدر... مش هقدر يامراد..... عاوز اخدها في حضني.. انا مش مصدق
ربت مراد علي كتفه ; هتقدر
اتعامل عادي وهي هتقولك
هتخليه جواها يعني.... مسيرها تقولك
اصلا مش مستبعد انها تقولك وخصوصا الحمل هيبان عليها
اومأ له : عندك حق يامراد... خليها هي تقولي
: طيب تعالي بقي عشان عمر.... قدامه تعمل كأنك مفهمتش حاجة
احتضن عمر بسعاده قائلا : عمر ده تميمه حظي هو والكلب بتاعه
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك