الفصل السابق
دفعها بقوة علي الفراش خلفها قائلا باشمئزاز : انا ندمان اني حبيت واحدة زيك
........
خرج وصفق الباب خلفه بعنف لتغمض زهرة عيناها وتردد بصوت مختنق بالبكاء وانا مش ندمانه اني حبيتك....
.......!
انهيار عالمها يماثل انهيار عالمه بالاضافه لذلك الوغز الشديد بقلبه الذي يجعله غير قادر علي التنفس.... كان يدور بسيارته بلاهدي لايري امامه سوي مقتطفات من اول تلك النظرة الحزينه التي انحفرت بثنايا قلبه منذ اول مرة وقعت عيناه عليها بها واقسم الا تذوق تلك العيون دموع.... الي تلك النظرة الباكيه التي كانت كلماته السبب فيها....
وذاقتها علي يده...!
ولكن الم الطعنه تلك المرة اكبر من احتماله
... اكبر من انه يخفيها بداخل قلبه.... انه أضعف من ان يسمع لحديث كهذا ويقف صامت.... لا لقد طعنته بكرامته ورجولته...
لقد انهارت علي فقدان جنينها بالرغم من انه كان من زوج كهذا بينما هو لا تحتمل ان تحمل في جنين منه.... دوائر وداوئر تقوده لنفس النقطه وهو شعورة بالغدر من جانبها
دون أن يرتكب اي جريمه سوي انه احبها... لم يحبها فقط بل عشقها حد النخاع..... لم يكن يستحق ابدا منها ان تخدعه بتلك الطريقه بينما هو كلما وقعت عيناه علي ذلك الصغير المستنسخ منها لا يحلم بشئ قدر حصوله علي مثيل لها ولكن يكون من صلبه هو.... لا يقيم وزنا لكلمات والدته عن طمعها بالتاكيد فتلك هي جائزة والدته التي تكافئة بها علي اختلافه معها ولكنها اخذت تلم الحبوب لسبب اخر.... ولاسبب سواه.... لاتريد شئ يربطها به لأنها لاتحبه... او ربما احبته ولكن ليس بالقدر الذي يجعلها ترغب في التمسك بأي رابط يجمعها به.... تداخلت الاصوات والصور براسه... ضحكتها وبكاؤها.... تمسكها به ورفضها له.... نطقها لكلمه بحبك وقد سبقتها بمائة مرة بكرهك.... دمرت حياتي... متبعدش عني.... الآلاف من الأصوات والصور والمواقف تنعاد امامه بلاتوقف....!
..
.......
وضعت الهام من يدها فنجان قهوتها السوداء التي تشبه سواد قلبها حينما رأت زهرة تنزل الدرج..... لم تكن الساعه الماضيه بسهلة علي زهرة بل انها من أكثر الساعات التي مضت عليها حزنا ووجعا طوال حياتها ... لقد حزنت وانجرحت وانهارت كثيرا ولكن أيهما لم يقسم قلبها نصفين مثلما فعل جواد.... مجرد تلك النظرة الكارهه التي رأتها بعيناه لها كانت كافيه لقتلها لا لانشطار قلبها فقط.... ولكنها تستحقها..!
نعم تستحقها ولا تستحقه ابدا..... انها شظايا جاهد لجمعها لتنتهي بجرحها له وهو ابدا لايستحق منها اي جرح....!
ربما حكم عليها دون السماع لها ولكنها تعطيه كل العذر فلماذا تبحث عن سبب تلومه به بينما كل اللوم يقع عليها هي..... هي من كان عليها الا تكون بحياته من البدايه.....! هاهي ربحت بتوقعاتها وهو من خسر ولم يخسر فقط وإنما خسر وانجرح منها بقوة..!
خلعت ذلك الخاتم الألماس الذي اهداه لها بزواجهما ووضعته بجوار تلك الورقه التي وقعت بها تتنازل عن أي شئ وهبه لها وباعماق قلبها ذلك الصوت الذي ينتحب ويخبره انها لم تكن تريد منه أموال لتشعر بالأمان بل أرادت منه أن يستمر بدعنها واحتوءها وحبهما كما كان يفعل دائما.... ذلك الصوت الذي ينتحب بشده بداخلها يتساؤل لماذا لم يحتمل منها جرح اخير بعد كل مااحتمله... لماذا بعد ان داوي الكثير من جرحها اتي بكل قسوة يمزقها من جديد بتلك الطريقه.... اخرست ذلك الصوت ولم تدع له أي فرصه بالتعالي فهي لاتلوم جواد علي اي شئ وليس لها أي حق ان تطلب منه أن يستمر بتضحياته من أجلها..... هو محق فهي تلك المرأه التي ندم انه وقع بحبها.... مسحت دموعها ونظرت الي انعكاس صورتها لحظة تتظاهر بها بالقوة قبل ان تنفذ قرارها وتخطو خارج حياته دون أن تنظر للخلف...
نزلت بهدوء يتنافي الانهيار الذي بداخلها لتقع عيناها علي الهام وساندي الجالسون يتناولون القهوة بكل تلك الاريحيه.....! وقفت لحظة تنظر إليهم بعدم تصديق
احقا هناك ابتسامه علي شفتيهم.... احقا يتسطيعون الابتسام... مما هم مصنوعون هؤلاء البشر.. الايوجد لديهم مايدعي بالضمير... الا يوغز قلوبهم اي شعور بالذنب... كيف بتلك السهوله يستطيعون رسم تلك الابتسامات التي تتراقص علي دموع الآخرين..؟!
همست لعمر : حبيبي استناني برا دقيقه وجاية وراك
توجهت بخطوات ثابته ناحيتهم قائلة :
اسمحولي اقاطع قعدتكم اللي اكيد بتدمروا بيها حياة حد تاني وأسألك بس سؤال .... استفدتي ايه؟
عقدت الهام حاجبيها باستنكار فلم تتوقع أن تتحدث اليها زهرة بتلك الكلمات لتقول ببرود : استفدت اية من ايه؟
طالعتها زهرة بنظرات كارهه وهي تقول ; انتي عارفة كويس انا اقصد ايه.
لوت الهام شفتيها : وانتي كنتي عاوزني اخبي علي ابني
هزت زهرة راسها : مكنتش عاوزة حاجة...
مكنتش عاوزة منك اي حاجة غير انك تسيبيني في حالي.... انا فاهمه ان نيتك مكانش خير ابدا... لو انا كنت قلتله كانت هتفرق.... جايز مكنش اتجرح اوي كدة.......
انتي بتكرهيني وانا مقدرش، اقولك ليه.... بس انتي اكيد بتحبي ابنك.. لية تجرحيه بالطريقه دي.... لية توجعيه كدة حتي لو كان السبب انك مش عاوزني في حياته.... كنتي واجهتني انا مكنتيش جرحتيه بيا....
انا ماشيه وهخرج من حياته نهائيا ياريت تكوني مرتاحة ومبسوطة.. انتي وساندي
اللي برضه مش عارفة سبب كل الكره اللي جواها ده ليا.... احنا تقريبا منعرفش بعض عشان تكرهوني اوي كدة.... كل نظرة كره في عنيكم ليا كانت بتبقي لحظة بالنسبالكم بس سالتوا نفسكوا كانت بتعمل اية جوايا... ليه بسهوله كدة تسببوا جرح لناس ملهاش اي ذنب في شعور جواكم ملهمش يد فيه.... انا
عمري مافكرت اخد ابنك منك ابدا حتي سعادتي معاه كنت دايما حاسة انها مش من حقي وانه كتير عليا .....مكانش ليها لازمه ابدا الحرب دي لأنك جرحتي ابنك اكتر ماجرحتيني انا هبعد ومش بتمني حاجة غير أن كل اللي فات ده يكون حلم
عشان مكنش سبب في جرح لجواد خصوصا انه مكانش سبب غير في كل سعاده ليا التفتت الي الهام وغص حلقها بالدموع وهي تكمل ;
ابنك احسن راجل في الدنيا واتمني ابني يطلع زيه راجل بمعني الكلمه انتي فعلا تستاهلي مني احترام بالرغم من كل اللي عملتيه فيه لأنك ربيتي راجل زي جواد وزي مراد وقفوا جنبي وعمري ماهنسي اللي عملوه معايا....
لو سمحتي ياريت ميعرفش اني مشيت لغاية ماابعد
زمت الهام شفتيها ولاتنكر ان كلمات زهرة اوجعتها وضغطت علي ضميرها بينما تفاجأت بدموع ساندي تنساب وتسرع لتقوم من امامها وهي تري كم كانوا كالشياطين.....
تفاجأ مراد بساندي تدخل الي الغرفه والدموع بعيونها ليسالها : ساندي بتعيطي ليه؟
ارتمت بين ذراعيه تبكي بتأثر وتقول بصوت متهدج.... مكنتش اقصد.... غصب عني كنت بغير منها..
ابعدها مراد ينظر الي وجهها وتتابع التعابير البشعه علي وجهه ليهدر بها : مشيت.... مشيت راحت فين؟
قالت بصوت مختنق : معرفش ....
ابعدها من امامه ليخرج من الغرفه مسرعا وهو يزمجر : طبعا وانتي تعرفي ايه غير الغل والحقد..... حسابك معايا......
اسرع ينزل الدرج ليلحق بزهرة لينظر حوله هاتفا ...... توفيق
توفيييق
اسرع حارس البوابة اليه : زهرةة هانم خرجت : ايوة ياباشا
: راحت من اي اتجاه.... أشار له توفيق ليهدر به ; افتح البوابة بسرعه
اسرع مراد بسيارته وعيناه تتأكل الطريق المحيط بالمنزل يبحث عنها..... ولكنها اختفت.... فرك وجهه بانفعال يفكر بما سيكون رد فعل جواد ماان يجدها اختفت
زفر بحدة وهو يلقي بمفاتيحه علي الطاولة مصدره ضجيج قوي
هاتفا بساندي ;
اكيد ارتاحتي دلوقتي.... اهي حققت اسمي أمانيكي ومشيت...
نظر إليها باحتقار قائلا : بجد مش لاقي وصف ليكي ....
كانت عملت اية عشان كل السواد ده....
امسك ذراعها بقوة يهزها مزمجرا : اخدت منك اية عشان تحقدي عليها اوي كدة.... حياتك احسن منها الف مرة ليه استكترتي عليها حياتها....
دفعها بعنف صارخا: انا مش عاوز اشوف وشك تاني..... انتي طالق
انصدمت ملامحها اتمسك يداه برجاء : لا يامراد....
نزع يده منها هاتفا بحدة :
متنطقيش اسمي علي لسانك تاني فاهمه
; مراد
رمقها بنظرة محتقرة : ارجع متكونيش هنا وورقتك هتوصلك
........
..
: هي دي عشرة العمر اللي بينا يانادين... تبقي عارفة ومخليه عليا
قالت نادين بتوجس من صوت جواد : جواد في أية؟
سخر بمراره ; في انك مقلتليش انها مش عاوزة تخلف مني
اغمضت نادين عيناها بقوة فيبدو من صوته مقدار الغضب المحتقن بداخله فأسرعت تدافع عن زهرة : جواد... زعرة كانت متلخبطة وعملت كدة في لحظة ضعف بس وقفتها وكان نفسها تجيبلك الطفل اللي نفسك فيه
هل هو بحاجة لتلك الصفعه التي تلقاها من نادين المتمثله بشرحها لماحدث.... انه هذا التفسير الذي ترجته زهرة ان يسمعه منها ولم يعطيها فرصه....!!
تجمدت اقدامه مكانها وكأنه اصيب بالشلل ماان عاد مسرعا ليحاول إصلاح ماكسره ولكن يبدو أنه جاء متأخرا فقد فقدها...! نظر الي أخيه الذي طاطا راسه بخزلان ثم نظر الي والدته التي حاولت التبرير بعد معرفته الحقيقه ; جواد
قال بنظرات متقده : شششش..هتقولي اية تاني اكتر من اللي قلتيه .... القي تلك الورقه امامها ; اهي سابت كل حاجة ومشيت عشان ترتاحي....
...قالت برجاء باكي ; جواد.. انا كنت بقولك الحقيقة.... قاطعها بغضب ; انتي مقلتيش الحقيقه
انتي كذبتي و خلتيني ظلمتها اكتر ماهي مظلومة..... كذبتي وقلتي خايفه عليا بس لو كنتي خايفه عليا كنتي قولي الحقيقه كلها مش اللي علي مزاجك.... بس ألومك انتي لية.. انا ألوم نفسي عشان انا اللي وجعتها ودوست علي جرحها بكلمه منك
: ياابني انا
صاح بحدة : متنطقيش اسمي علي لسانك وانسي اصلا ان ليكي ابن
رمقها بنظرات كارهه وأسرع يغادر ليلحق به مراد لتميم الهام بيده برجاء ; مراد انت رايح فين؟
نزع يدها من يد امه قائلا : في داهية.
جثت الهام علي ركبتها تبكي لتربت سالي علي كتفها ; اهدي ياطنط
انتحبت الهام : عمره ماهيسامحني وأخوه هيكرهني عشانه.. ولادي راحو مني....
نظرت الي ساندي التي نزلت بحقائبها لتقول بألم ; انتي كمان ياساندي ماشة
هزت ساندي راسها : اه ياطنط... مراد طلقني... واضح ان ده تمن ظلمنا ليها
......
اسرع مراد يلحق بأخيه قائلا ; متقلقش ياجوج هنلاقيها...
اومأ له جواد ليقود مسرعا الي منزل والديها.... قالت وفاء بقلق سافر : اية اللي حصل ؟
قال مراد متداركا الموقف بعد تجمد جواد : ابدا اتخانقوا وسابت البيت فتوقعنا تكون هنا
قال فهمي بقلق : لا مجتش.... تكون راحت فين
قال مراد ; هندور عليها ونطمنك
: لا ياابني انا جاي معاكم
قال جواد : متتعبش نفسك... حضرتك بس قولي هي ممكن تفكر تروح فين... ؟
اسرع الي منزل مي صديقتها فهذا اول مكان ربما تلجأ اليه... بوغتت ملامح مي التي لم تعرف عنها شئ ايضا ليقول المقدم هشام زوجها : اديني موصفات ورقم عربيتها وانا هخلي زمايلي يدورا معانا
.......
مكان وراء مكان لا يكل ولايمل جواد من البحث عنها فيه ليتحطم جزء من قلبه كلما تبخرت اكثر....! لم تذهب لأي مكان توقعه او لم يتوقعه... انه جرحها وجعلها تغادر حياته قاطعه اي طريق يستطيع السير فيه للوصول اليها.....
..........
...
قالت زهرة بامتنان ; انا مش عارفة اشكرك ازاي يااونكل عماد..
قال عماد بسماحة : متقوليش كدة يابنتي... وانا عملت اية يعني
ابتسمت له ليطلع قبله علي جبين عمر قائلا :
انا وصيت حسين يشوف طلباتكم ولو عاوزة حاجة كلميني علي طول
: متشكرة يااونكل..... بس وغلاوة عمر عندك ماتقول لأي حد مكاني
اومأ لها : اطمني يابنتي...
اخرج من جيبه مبلغ ماليا كبيرا ليضعه علي الطاولة : لا يااونكل متشكرة اوي معايا
ربت علي كتفها :
برضه خليهم معاكي
خرج عماد لتستند زهرة الي الجدار وتأخذ نفسا طويلا... لقد لجات لحماها السابق والذي لك يتردد لحظة بمساعدتها حينما فقط أخبرته انها بحاجة للابتعاد واستعادة نفسها
احضرها لذلك المنزل التابع لاحدي المساكن التابعه للشرطة كان يملكه وقتما كان بالخدمه ولاياتي اليه مطلقعا ولن يفكر احد به.... انها لاتختبيء بل تبتعد... تبتعد عن كل شئ بتجمع شتات نفسها وحياتها.... انها بحاجة لجمع كل تلك القطع المتحطمة بداخلها ووضعها بجوار بعضها لعلها تستطيع إيجاد نفسها الضائعة وسط كل هذا الحطام....
اخرجها عمر من شرودها : مامي هو ده بيتنا الجديد.
اومات له بابتسامه : اه..
قال : وجود...
ارتجف قلبها لدي سماعها لاسمه ; ماله؟
: هو مش هيعيش معانا هنا
ربتت علي خده : انا وانت هنقعد هنا كام يوم... و... : لوحدنا
اومات له ليهز عمر رأسه : لا انا عاوز جود....
: ومش عاوز مامي
: عاوزك بس انا بخاف.... ضمته اليها بحنان ;متخافش ياحبيبي
قال الطفل بدموع : هو احنا مش هنشوف جود تاني
صمتت زهرة واحتضنت صغيرها بقوة وهي لاتدري بما تجاوبه
....
نظرت نانسي الي أمجد : سكرتيرة
هز راسه وهو يرجع براسه الي ظهر مقعده : اه سكرتيرة... انتي مش بتقولي عاوزني احميها عشان غلبانه وملهاش حد خلاص تجي تشتغل عندي في المكتب وهأجر لها شقه بعيد عن ابن عمها تشتغل وتصرف علي نفسها
قالت نانسي : بس ياباشا... انا قلتلك اتجوزها
رفع حاجبه : ماهو ده الي مستغربه.... عاوزاها تقع في واحد زيي ليه.. ماانتي قلتي بلسانك هو في واحدة تتحمل اللي بعمله
: غلبانه وهتستحمل
: وهي عشان غلبانه ترميها في سكتي...
هز راسه ونفث دخان سيكارته : لا... انا مش بتاع جواز...
نظرت اليه بشك فهو كما تعرفه لا يفوت فتاه مثل ملك من تحت يده تساءلت هل يخدعها بأمر العمل ويستغلها
... : البنت مش عجباك
هتف بحدة : وبعدين يانانسي قلتلك مش هتجوزها....
قالت وهي تهدئة : خلاص.. خلاص ياباشا روق دمك... انا بس خايفه عليها
قال باقرار : لو كنتي خايفه عليها كنتي هتخافي عليها مني.... انا كنت هموت مراتي ام ابني اكتر من مرة فعهمل اية في واحدة زيها
هزت راسها وهي تنظر اليه.... فهي تفهمه جيدا.. قضت برفقته سنوات... رجل صعب الطباع يستلذ بالالم الآخرين... ليس بالساديه المعروفه ولكنه يريد امرأه لمتعته الخالصه... تتقبل منه أي فعل دون حساب اوعتاب... انها تشفق علي زوجته التي عانت سنوات معه دون أن تفهم ان كل مااراده منها انه تفهمه وتلغي كيانها فهو انسان يمثل المادة الخام للانانيه... يريد أن يقضي لياليه بين أحضان النساء وزوجته تكون تلك البريئة التي لاتعرف سواه... يريد أن ينعم بحب ومتعه دون أن يقدم شئ... يريد ابنه ولكن بلا مسؤليات...
ربما هي فهمته من كثرة مامر عليها من رجال بمختلف الطباع....
قال بتهكم : مالك بتبصيلي كدة ليه؟
قالت بجراه : معجبه....
دعس سيكارته أسفل حذاءه قائلا ; طيب قومي معايا
قامت بانصياع وهي تنكر ان تلك الاحاسيس تجاهه هي حب.... حب من نوع معقد يوافق تلك الظروف التي تجمعهمها فهي عاهرة وهو زبون...!!
هذا ما يحب أن تقنع نفسها به لأنها بالمختصر ليس لديها أحاسيس فقد ماتت منذ وقت طويل تحت أقدام مختلف الرجال الذين اشتروها مقابل المال..!
.........
......
احتضن عمر كلبه الصغير بعد ان بكي مطولا سؤالا عن جواد حتي نام بين احضان زهرة التي جلست تتصفح بضع صفحات في الانترنت تبحث عن عمل لتخونها يدها ككل يوم طوال الشهر الماضي لتجد نفسها تنظر الي صورته.... نيران مشتعله تزداد بداخلها كل يوم اشتياقا له..... لتهمس بخفوت وحشتني اوي...
قبلت صغيرها وخرجت الشرفه لتجلس ككل ليلة وقد جافاها النوم واصبحت عادتها السهر وسط ذكرياتها برفقته ووسط وجع قلبها الملتاع بفراقه تخبر نفسها انها فعلت الصواب بهذا البعد..... شهر مضي عليها لاتعرف كيف مضي ولاكيف استطاعت الصمود بدونه ولكنها بحاجة لتلك الخطوات التي كان يجب أن تأخذها منذ زمن.... مررت يداها علي دبلته الذهبيه التي احتفظت بها ولم تستطع خلعها ولاتدري انه بنفس اللحظة تلامس يداه دبلتها التي ضمها الي قلبه الذي يتمزق بدونها....!
كل يوم يسير خلف خيط لعله يصل اليها ولكنها قطعت كل الخيوط.... حتي حينما لامس الأمل قلبه حينما وجد سيارتها كان درب اخر مقطوع فقد تركتها ككل شئ تركته.... نظر لارجاء منزله الخاوي يتذكر كل لحظة لها به فهنا جلست وهنا ضحكت وعلي صدره بكت.....صدره الذي كانت بحاجة اليه ولم يتسع لها وخلف بوعده ولم يكن لها السند والحماية....فلم يحميها من نفسة التي خانته بلحظة انانيه منه.... انه لمس جروحعا واقسم ان يشفيها ولكنه اخلف قسمه وخزلها.... احتضن وسادتها التي تحمل رائحتها يخبر نفسه انه لن ييأس سيصل اليها ويجثو امامها يعتذر عما بدر منه.... سيمحو كل تلك القسوة التي نالتها علي يده ولن ييأس ابدا من طلب العفو.....!
........
....
انتهت من جلستها برفقه طبيبها النفسيه التي كانت أول خطوة اتخذتها في طريق إعادة جمع حطام نفسها وابتسامه واسعه مرتسمه علي شفتيها شفت طريقها بسعه فهاهو مهما تبتعد يجد الطريق اليها ككل مرة... كلمت افترقت طرقهما تلتقي....
نظرت الي عمر الذي يقفز سعاده وهو يخرج برفقتها كما وعدته لمدينه الملاهي احتفالا بسرهما الصغير....! لتضعه في فراشه ليلا تخبره بتلك القصه التي اجتذبت انتباهه قبل ان يسألها : يعني الصبح هلاقي اخويا
ابتسمت له بحنان : لسة ياحبيبي شوية وهيجي
اعتدل جالسا يقول ببراءه : بس انا عاوزة الصبح...
ضحكت قائلة : هو في الطريق
زفر باحباط ; هيتاخر في الطريق زي جود
قبلته قائلة ; تصبح علي خير ياحبيبي
:.... هو مش بيكلمني ليه.. أصله وحشني اوي
تهربت من أسئلة طفلها التي لاتتوقف يوما عنه وهمست مجددا ; وانا كمان وحشني اوي
.....
.......
انتفض جواد من فراشه ولمع الأمل بداخله بينما كان ينظر لصورهما معا ليتذكر شئ هام..... اسرع للخارج ليطلب رقم جاسر ; ماكس فين؟
قطب جاسر جبينه بعدم فهم ليقول جواد بلهفه : الطوق بتاعه فيه GPS
..... قلبه يقفز لهفه طوال الطريق يتجاهل الاحباط الذي يسري بعروقه ويمني نفسه بالأمل.....
توقف لدي تلك الإشارة التي توقفت لينظر لتلك البناية الكبيرة وبخطوات مرتجفه يملأها الاصرار اسرع لذلك الحارس الجالس أسفل البناية يسأله : مدام زهرة في اي دور
تردد الحارس لحظة قبل ان يضع جواد امامه تلك الورقات الماليه ليقول : الدور الرابع... انت بتسأل عنها ليه.... قبل ان يقول المزيد كانت خطوات جواد تهرع الي ذلك الطابق ويطرق الباب بلا تردد
: اوقفه الحارس : يابيه استني
اسرع خلفه ولكنه كان قد وصل ومايفصل بينهما هو هذا الباب الذي طرقه باصرار اضطرت زهرة لاجابته لتتجمد مكانها وهي تراه
...... هاهو ال
لقاء الذي لم يتوقعه أحدهما ان يكون بتلك اللهفه وقد لمعت ملامحه التي شاخت سنوات بهذا الشهر
....
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك