قيد من دهب الفصل السادس والعشرون

0


 

الفصل السابق

الفصل السادس و العشرون


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


اهتزت نظرات فيروز لتخفضها سريعا من أمام نظراته التي تأججت بها نظرات الغضب بتلك الطريقه ....أنه محق بكل كلمه نطق بها بينما أزال غشاوة عيونها التي جعلتها تندفع بلا تفكير لأي عواقب كما تفعل دوما .... 

ظلت فيروز واقفه مكانها بينما خرج مهران صافقا الباب خلفه بعنف وخرج وهو يحترق من الغضب .....

تحرك ذهابا وإيابا في أرجاء الغرفه بلا توقف وهو يكاد ينفجر و ليس من عادته ابدا أن يفجر غضبه بأمراه .....فكيف بأمرأته هو ....... تلك الفتاه ستجعله يفقد عقله بالتأكيد وأكثر ما يكاد يفقده عقله هو وقوفه امامها بلا رد فعل علي كل أفعالها المندفعه ولكن ماذا يفعل وهذا شيء خارج عن إرادته فهو كلما أخذ أفعالها بداخل عقله يجد جزء بقلبه يوقفه وسرعان ما يبرر لها .....يراها دوما طفله صغيرة تهدد وتندد بلا حيله .... تغضب وتجرح بلا تفكير وتكون اول المصابين بتلك الجروح ..... أفقدته صوابه بهروبها و برر لها قلبه أنها خائفه وأنها تدافع عن نفسها ووجد نفسه يتحدث معها بصراحه كما فعلت وهنا ظن أنها قد فهمت أن الصراحه هي اقصر طريق سيجمع بينهم وما عليها أن تفعل شيء إلا أن تصارحه بكل شيء حتي مكنونات قلبها وعقلها ...عقلها السميك الذي ينغلق عن أي تفكير سليم ويدفعها الي الخطأ ....زفر بضيق من كثرة دورانه حول نفسه بينما عقله يدور بنفس الدائرة ليتوقف مكانه ويزفر بصوت مسموع متبرطما وهو يتذكر اخر أفعالها ....يابووووي واحده تفتح الباب يوم الصباحيه بفستان الفرح ......!!!

ظلت فيروز واقفه مكانها لا تعلم أن كان بسبب شعورها بالخجل من تصرفاتها بعد أن أوجز الموقف ببضع كلمات عن أنها لم تفكر في شيء إلا أن ترد علي تلك المراه ولم تراعي وقوفه بجوارها سواء وقوفه فعليا أو مجازيا بمواقفه معها حتي الآن لتزفر هي الأخري بضيق ولكن من نفسها ولتعترف لأول مرة أنها علي خطأ .....وهو محق ... لم يكن عليها ابدا الاندفاع بتلك الطريقه واحراجه أمام عائلته خاصه وهو صعيدي وتلك الأمور تؤخذ بمنظور اخر ....لتتذكر كلماته أمام زوجه ابيه وكيف دافع عنها وحتي لم يحرجها أو يضايقها بكلمه أمام تلك المراه دفاعا عن كرامته لتخرج من شتات تفكيرها بنتيجه لأول مرة وهي أنها مخطأة وأنها تخطيء ولذا عليها التفكير قبل اتخاذ خطوة ولكن هاهي خطوة أخري لم تفكر بها بينما أنهت استحمامها واكتشفت أنها لم تأخذ ملابس معها لتظل واقفه مكانها تفكر في حل....سحبت مئزر الاستحمام الوردي المعلق بأحد الجوانب لتحيط جسدها به وتضع منشفه فوق راسها وتظل واقفه ويدها فوق مقبض الباب ....هل ستخرج ام لا .....

بعد فترة استجمعت شجاعتها وقررت أن تخرج 

لتفتح الباب ببطء وتطل برأسها الي داخل الغرفه لتجده واقف بمنتصف الغرفه يوليها ظهره ..... تشجعت حينما لم يستدير بينما فتحت باب الحمام لتخرج بخطوات مسرعه صوبا الي الخزانه تجذب منها بسرعه أحدي العباءات ثم تمد يدها لتجذب باقي ملابسها وعيناها معلقه عليه بينما ظل علي وقفته .....انتبه مهران لخروجها ليستدير بنفس اللحظه التي ركضت بها مجددا الي الحمام كطفله صغيرة هاربه ..... رفع حاجبه وضرب كفيه علي تصرفاتها ولكن قبل أن ينطق كلمه كانت الطرقات تتعالي علي الباب 

فتحه قائلا : في ايه ياذكيه ؟! 

قالت ذكيه : اهل الست فيروز تحت جايين يباركولها 

اوما قائلا : طيب روحي واحنا نازلين 

خرجت فيروز بعد أن ارتدت ملابسها ليعبس مهران بملامحه قاصدا أن لا يبدي لها لين حتي لا تكرر تصرفاتها 

ويقول بلهجه أمره : يلا اجهزي عشان ننزل اهلك تحت ..

للحظه شعرت بالدماء تسخن داخل عروقها من كلماته التي حملت صيغه الأمر لتجذب خصلات شعرها بحنق وتجمعه فوق راسها ثم تمسك بوشاح قاتم تلفه حول وجهها 

وهي تقول : انا جاهزة 

اغتلت ملامح مهران وهو ينظر لها بتقييم بينما ارتدت عباءه سوداء ووشاح بلون قاتم ليقول باستنكار : ايه ده؟!  

نظرت له واستعدت لمعركه بعناد بينما بالفعل كانت طفله صغيرة اعتادت منه الدلال وليس الاقتضاب لتقول : ايه ؟!

اشار مهران الي ملابسها : ايه اللي انتي لابساه ده ؟! 

للحظه ظنت أنه يقلل منها لتقول بانفعال : ماله لبسي ماهو عادي اهو !!

رفع مهران حاجبه من اجابتها ليقول هو الآخر بانفعال بينما لم يهتم بما فهمته من انتقاده لاختيارها لون كهذا بيوم صباحيه عرسها : وهو في عروسه تكون عاديه يوم صباحيتها ..... ولا انتي قاصده تقولي للناس أنها كانت ليله سوده ....

رمشت بعيونها بينما أدارت راسها تجاه المراه لتبتلع ببطء ولمرة أخري تراه محق وهي مخطاه وخطأها نتج عن اندفاع غاشم ليس أكثر لتجده يزيد من خطأها وهو يتابع بنبره هادئه ولكنها تحمل الكثير من الرفض لتصرفاتها : اسمعي يابت الناس انا صبري مالوش حدود مع اي حد ما بالك بمراتي اللي من هنا ورايح لازم تفكر وتشوف انا كام مرة عديت عمايلها .....تنهد وتابع بتوبيخ : لما تعاندي وتفتحي الباب بفستانك ولا تنزلي لابسه كدة محدش هيقولك شاطره لا يابت الناس هيتكلموا عليكي ....مش عشان هما نفوسهم وحشه وبس لا عشان انتي اللي فتحتي ليهم الباب ...المثل قال كل اللي يعجبك واللي اللي يعجب الناس ...عارفه ده معناه ايه 

نظرت له دون قول شيء ليتابع : معناتو أن الناس بتحكم بالمظهر وطالما انتي بقيتي وسط ناس يبقي تخرسي لسانهم طالما تقدري ......

غلي عقلها لوقوفها أمامه كتلميذه يوبخها استاذها وبنفس الوقت كلامه محق ولكن ماذا نقول في رأسها الذي اعتاد أن يدفع بكلماته الي لسانها دون أن يفكر به اولا لتقول : انا ميهمنيش الناس 

اتسعت عيون مهران واشتعلت بها براكين الغضب لتخفض فيروز عيناها سريعا من مواجه عيناه وهي تحاول نطق شيء ينقذها مما نطقت به قبل لحظه : قصدي ...قصدي يعني هما مالهم 

اغتلت ملامح مهران بالغيظ وهدأ غضبه بينما لا يراها أكثر من تلميذه مشاكسه لديها استعداد فطري للهجوم بسبب ولا سبب لديكور قبضته ويقترب منها خطوة جعلتها تتراجع سريعا للخلف ليتوقف مهران مكانه وهو علي وشك الجنون ..... من تملك لسان كهذا تخاف من خطوته ....؟! ليستجمع سريعا سيطرته علي غضبه قائلا : 

عموما يا بت الناس واضح أن دماغك ناشفه وانا معنديش مانع اكسرها بس مش دلوقتي .....اه الناس ملهاش دعوة بينا بس انا بتكلم في الأصول والأصول انك تكوني عروسه... فهماني 

لم تجيب ليسألها مجددا .....فهماني يا بنت الناس 

كرهت أن تعترف بخطاها لترفع عيناها إليه وتقول بمراوغه : اسمي فيروز علي فكره 

شقت الابتسامه طريقها الي جانب شفتيه لتتقابل عيناه بعيونها فيري بها شقاوة طفله لم يراها بها من قبل .....نعم انها ذلك الطفل المشاكس الذي بالرغم من تصرفاته الهوجاء إلا أن الجميع يقع بحبه 

لتتسع ابتسامته لهذا التفكير وهو يسأل نفسه .....هل احبها ؟!  

لتنتابه هو الآخر نوبه اندفاع بينما سحبته نظرات عيونها من مكانه وطافت به الي مكان آخر ...مكان لم يفكر أن يصل إليه من قبل فيندفع لسانه بكلمات هادئه خرجت من بين شفتيه التي مازالت تحمل نفس الابتسامه علي طرفها : حاضر يا ست البنات ...اسمك فيروز 

اندفعت الدماء الي وجنتيها وخفضت عيناها سريعا بارتباك .....لتحاول دفع خطواتها من أمامه وتتجه الي الخزانه وتجذب منها عباءه أخري بايدي مرتشعه بينما تحاول اخفاء صوت دقات قلبها الذي تعالي بقوة من مجرد بضع كلمات سمعتها منه ......

جذبت عباءه أخري بلون وردي فاتح ومعها وشاح حريري بنفس اللون واستبدلت ملابسها ثم خرجت لتجلس امام المراه 

بينما كان مهران واقف أمام أحدي زوايا تلك المراه الكبيرة هو الآخر يهندم ملابسه بينما وضع علي كتفه عباءه من الحرير الباهظ باللون الاسود عززت من بياض جلبابه الأبيض الأنيق لتخونها عيناها وتتطلع إليه من خلال المراه ...... كيف يكون بتلك الهيئه الجذابه بل والاكثر جاذبيه هو كلماته التي سمعتها من قبل من ماس ..... فهم محقين فالناس لا تري الا القشور لذا عليها إلا تظهر ضعفها أو قلتها أمامهم ...... وهي لم تكن يوما تلك الفتاه الاجتماعيه بل توارت دائما بوحدتها حتي لاتشعر نفسها أقل ممن حولها علي الرغم من أن داخلها لم تكن يوما تخجل من ابيها ..... ولكنها الآن أدركت أن تلك الوحده المنشورده لم تكن أكثر من هروب وان اندفاعها وحدتها أيضا هروب من المواجهه .... 

نظر مهران إليها حينما شعر بها تنظر له لتخفض عيناها سريعا وتجذب تلك العلب من مستحضرات التجميل التي تراصت فوق طاوله الزينه .....لم تضع يوما منها وخبرتها قليله ولكنها ستحاول .....

رمقها مهران بنظره جانبيه بينما بدأت بوضع مستحضرات التجميل علي وجهها وكم كانت جميله بتلك اللحظه بالرغم من قله ما وضعته وهي تتذكر خطوات ماس وهي تزينها بالامس 

انتهت بوضع احمر شفاه باللون الوردي الهادئ لتجذب فرشاه وتصفف خصلات شعرها ثم جمعته جديله وأحاطت وجهها بوشاحها الحريري .......خجلت حينما استدارت ولمحت نظرات اعجاب واضحه في عيناه لتعود دقات قلبها تطرق بصخب بين ضلوعها 

وعلي الفور قامت من مكانها واتجهت الي الباب قائله : انا جاهزة 

أوقفها مهران : استني 

استدارت إليه باستفهام : في ايه ؟!

اشار لها : استني ثواني 

اتجه الي الباب ونادي مهران بصوت عالي لتركض إليه ذكيه : نعم يامهران بيه 

قال مهران : بنت ياذكيه نادي علي الست تهاني 

ركضت الفتاه وظلت فيروز واقفه مكانها بعدم فهم لتجد بعد قليل تهاني تقف أمام مهران بملامح وجهه غير راضيه لتقول باقتضاب : 

خير يامهران 

نظر لها مهران بوجهه خالي من التعابير لحظه ثم قال ببرود : وحياتك يامرات عمي ابعتي شبكه فيروز 

تجمدت الدماء في عروق تهاني لتقول بتعلثم واضح مهما حاولت أن تبدو ثابته أمام سؤاله : شبكه....!! 

شبكه ايه ؟!

نادي مهران بصوت عالي لتركض إليه ذكيه : نعم يامهران بيه 

قال مهران : بنت ياذكيه نادي علي الست تهاني 

ركضت الفتاه وبعد قليل كانت تهاني تقف أمام مهران بملامح وجهه غير راضيه لتقول باقتضاب : 

خير يامهران 

نظر لها مهران بوجهه خالي من التعابير لحظه ثم قال ببرود : وحياتك يامرات عمي ابعتي شبكه فيروز 

تجمدت الدماء في عروق تهاني لتقول بتعلثم واضح مهما حاولت أن تبدو ثابته أمام سؤاله : شبكه....!! 

شبكه ايه ؟!

تابع مهران بهدوء وهو يشير لفيروز التي وقفت مكانها تحاول فهم ما يدور برأسه : شبكتها 

قالت تهاني سريعا بهجوم : وانا مالي ومال شبكتها ماهي قدامك اسألها

فتحت فيروز فمها لتتحدث ولكن تلك المرة اخرستها نظرات مهران وحزم كلماته بينما قال بنفس الهدوء : سألتها وقالت إنها اديتها ليكي 

اتسعت عيون فيروز وكذلك تهاني التي بهتت ملامح وجهها من ذلك الرجل الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته لتنظر فيروز إليه وتري كم هو هاديء بارد ولكنها تري بنفس الوقت تأثير هدوءه وبروده علي تهاني 

التي قالت بنبره صوت عاليه لتقلب الطاوله علي فيروز 

  : اديتهالي ...؟! وهي هتديني شبكتها ليه يامهران ...

ماهي واقفه قدامك تكذبني وتقول اخدتها منها امتي ....

بنفس ملامح الوجهه الخاليه كان مهران يستقبل كلمات تهاني ليقول اخيرا بهدوء شديد : 

مرت عمي قصري في الحديث وهاتي الشبكه انا مسألتكيش عن حاجه تانيه 

نظرت تهاني بغل الي فيروز التي لأول مره تري الصمت طريق لها بينما مهران بكامل كلماته القليله وصل إلي هدفه وأصابه لتجد تهاني تتمسك بكذبها 

وهي تقول : خليها تشوفها في دولابها 

اوما مهران ببرود وأشار لفيروز الواقفه تتابع ما يحدث : شوفي يافيروز الشبكه في الدولاب 

نظرت إليه فيروز بتردد ...فهل يصدق كلام تلك المراه...؟! ليهز مهران رأسه بحزم أن تنفذ ما قاله 

فتحت فيروز أحدي جوانب الخزانه ثم فتحت ضلفه أخري لتتفاجيء بتلك العلب موضوعه بأحد الجوانب 

تهلل وجهه تهاني لتنظر الي فيروز بشماته ثم تواجه مهران بعيون واثقه : شوفت اهو شبكتها في دولابها ....!!

للحظه بدأت دقات قلب فيروز تتزايد لتنظر له بعيون ملئها الشك في رد فعله عن كذب تلك المراه التي لا تستطيع مجابهتها لتتسع عيونها حينما أجاب مهران بهدوء مستطير : تسلم ايدك يامرات عمي ماهو انتي اللي وضبتي كل حاجه بايدك ولازم انتي اللي حطيتي الشبكه هناك .....

احتقن وجهه تهاني التي وقفت أمامه تتمني لو تذوب وتتبخر بينما فيروز ظلت تراجع ما نطق به بتلك الطريقه الماكرة والتي تخبرها أنه يصدقها ويكذب زوجه ابيه ....حك مهران ذقنه وهو ينظر إلي ملامح وجهه زوجه ابيه والتي يراها لأول مرة امراه كاذبه ....!!

ليتابع كلماته بتشديد : بس كان اصول تقولي لفيروز انتي حطاها فين عشان دي كانت امانه عندك ...والأمانة واجب ردها ....!!

بهتت ملامح وجه تهاني لينظر لها مهران بنظرات ثاقبه بينما وقفت فيروز بجواره وكم عشقت لأول مرة صمتها بينما تتابع سميفونيه هادئه من احترافيه الرد المثالي من زوجها ......توقف قلبها للحظه لنطقها تلك الكلمه ....زوجها !!

نعم هذا الرجل زوجها والذي لم يكذب حينما قال لها أن عليها أن تترك له كل شيء وهو سيحله

  احتقن وجه تهاني بقوة وبادرت بالهجوم يعد أن وقفت لحظات طويله صامته بموضع المتهم :  

هي مراتك قالت لك ايه عني يامهران...امانه ايه اللي انا ممكن اخدها ...حاجه مراتك كانت في الشنط اللي أهلها بعتوها ...ده اللي حصل واللي واضح أن مراتك بتقول حاجه غيره .....نظرت لملامحه الخاليه بينما لم يصدر منه أي رد فعل علي كلماتها لتتابع بنبره ضعيفه قليلا : انت اول مرة تكلمني كدة يامهران ... مفيش ليها يوم في البيت وخلتلك تكلم الست اللي في مقام امك بالطريقه دي وكمان تتهمها ياعالم بأيه 

قال مهران بحزم مقاطعا حديث تهاني : مرات عمي قولتك قصري في الحديث...انا مسألتكيش عن حاجه وقولتلك تشكري علي اللي عملتيه  

هل نظرت له بإعجاب بتلك اللحظه وهي تري تهاني تفر من أمامه ......نعم لا تنكر بينما بثبات وبضع كلمات وصلت الي هدفها مباشرة كان يثبت برائتها .....سالت نفسها لماذا ليست هكذا مثله فهي عصبيه مندفعه لا تفكر بعواقب الأمور 

اشار لها مهران بتلك العلب التي أخرجها من الخزانه : البسي دهبك 

لم تعترض بل فتحت العلب ووجدت نفسها تختار من كل تلك القطع الذهبيه التي امتلئت بها العلب ..... لتضع اسورتان ذهبيتان بأحدي ذراعيها بينما وضعت خاتم كبير بيدها الأخري ثم أمسكت بعقد يتدلي منه الكثير من القلوب ورفعته الي عنقها ولكنها تراجعت عن وضعه حينما حاولت وضعه حول عنقها وغلقه وفشلت 

ارتجفت حينما امسك مهران بيدها التي كانت تعيد العقد الي العلبه بينما قال بنبرته الرجوليه : 

لفي وانا هقفله ليكي 

استجابت له بإراده ملسوبه بينما وقف خلفها وأمسك بالعقد لتنساب رائحه عطره الي أنفها وتتخلل 

كيانها لتشعر بشتات مختلف من المشاعر تضرب قلبها وعقلها لأول مرة يقف عن التفكير فهي مازالت لم تفيق بعد من إعجابها بما فعله قبل لحظات لتشعر بأنامله تتحرك حول بشره عنقها وتشعل شرارة عجيبه في أطرافها لأول مرة تشعر بها ......تباطأت انامل مهران ما أن لامس بشرتها و فجأه لم يعد يدرك ما يفعله بينما تراوده تلك المشاعر القويه تجاهها والتي ازدادت وهو واقف بهذا القرب منها ....انسابت تلك الجديله التي جمعت بها خصلات شعرها من اسفل طرحتها ليمسك بها ويجد أنامله تتلمس خصلات شعرها الناعم للحظات قبل أن يضعها علي أحدي كتفيها.....

تحركت فيروز ما أن شعرت به انتهي بينما مازالت تلك الرجفه تسري بكل أوردتها ليخرج مهران من نوبه مشاعره ويسحب نفس عميق قبل أن يتقدم برفقتها الي باب الغرفه ومنه الي الأسفل وهو يحدث نفسه ( ثور يامهران وبتغلبك من غير ما تنطق حتي كلمه .....الواد جاسر عنده حق شكلي حبيتها ...!! )

شردت فيروز هي الأخري بينما تنزل بجواره الي الأسفل بينما مازالت تفكر بهذا الاعجاب الذي برق من داخلها تجاهه وكأنها تفاجات به .....لتقول لنفسها ( وهو ايه الجديد ماهو كل تصرفاته كدة )

لتعيد شريط الذكريات وتتذكر كل مواقفه معها بينما لم تكن إلا مواقف رجوليه بحته تنم عن مدي رقي شخصيته بالرغم من تلك الهاله السوداء التي كانت تراها دوما حوله ....!!

..............(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

.....

وقف زياد يتطلع الي ياسمين وبداخله بدأ الأمل بالبريق وللحظه بالفعل كاد ينال منها.......نعم كادت تستمع للحظه لوعوده بينما هي ضائعه مشتته مكسورة ولكن سرعان ما تدفقت تلك الوعود الكاذبة التي دوما ما كان يعدها بها لتهز راسها برفض لسماع المزيد من تلك الوعود الكاذبه..... فإن كان صالح جرحها بتلك الطريقه فماذا سيفعل زياد الواقف امامها يبرر كل إساءته لها بأنه يحبها .......ليس مبرر ابدا ان يتخذون الرجال امثاله الحب سبب لتصرفاتهم ..... هي وسواها من النساء لا تريد هذا الحب المريض بالتملك من رجل مثل زياد ولا أيضا الحب المختلط بالشك وعدم الثقه من رجل مثل صالح

وبالنسبه لها فهي لا تريد اصلا اي حب يوجع قلبها الذي مازال يتألم من جروحه ولا تظن أنها قد تشفي يوما ما من تلك الجروح البالغه  

لترفع عيناها الي زياد توقفه عن متابعه حديثه : مش عاوزة اسمع حاجه 

حاول زياد التحدث مجددا : ياسمين 

قاطعته بحزم : لو سمحت قولتلك مش عاوزة اسمع حاجه .......ولو عاوز اتكلم يبقي تقول كلامك ده لنفسك وانت بتواجهها باللي عملته فيا وتسأل فين الحب ده......

قال زياد باستعطاف : قولتلك بحبك ياياسمين ورفضك خلاني اعمل كدة 

قالت ياسمين بنبره قاطعه : مش مبرر ابدا ......الحب والاذي والابتزاز ميتجمعوش في كلمه واحده 

قال زياد وهو يهز رأسه : غصب عني يا ياسمين.....انا خلاص عرفت غلطي اديني فرصه وانا هصلح غلطتي ..ياسمين انا بحبك 

رفعت راسها أمامه وقالت بجرأه : وانا مش بحبك 

تغيرت ملامح وجهه زياد وبدأ يفقد سيطرته علي نفسه ليقول بهدوء حذر : بتحبيه ؟! 

قالت ياسمين بانفعال : ولا بحبه ولا بحب حد.... الشخص الوحيد اللي هحبه من هنا ورايح هو نفسي 

: ياسمين ....اسمعيني 

قاطعته ياسمين بحزم وهي تشيح بوجهها : لا 

مش عاوزة اسمع حاجه سيبني في حالي وأخرج من حياتي 

قال زياد برفض لأي حديث عن واقع أنها غادرت سجنه وأنها لم تعد ملكه : انتي حالي وحياتي يا ياسمين و انسي اني أخرج من حياتك

التفتت له ياسمين باستفهام ...أنه طلقها فماذا يعني عدم خروجه من حياتها لتتفاجيء به يتابع بنبره قويه : انا هديكي فرصه تهدي بس اعرفي انك ليا مهما حصل 

ومش هسيبك له ابدا يا ياسمين ....فاهمه 

للحظه شعرت بألم في معدتها بينما تتذكر تهديداته لها وما يتبعها من اهانه واذيه ولكن قبل أن يبدأ الخوف في السريان بداخل أوردتها كان ذلك الصوت يتعالي من خلف زياد : 

في حاجه ياياسمين هانم ؟! 

تجمدت ملامح زياد و استدار ببطء تجاه مكرم الذي ظهر من العدم خلفه لتمر لحظه يتبادل خلالها مكرم وزياد النظرات .....كانت نظرات زياد مليئه بالغضب والحقد بينما نظرات مكرم ثابته قويه وقد وقف معتدا بقامته المديده أمام زياد الذي هدر بغضب : 

انت ايه اللي جابك هنا ؟؛ 

تجاهل مكرم كلمات زياد وكرر كلماته التي وجهها لياسمين والتي شد من اذرها كثيرا وجود مكرم : تأمري بحاجه يا هانم 

احتقن وجهه زياد بينما قالت ياسمين بقوة : وصل زياد بيه 

اوما مكرم ولكن قبل أن يتحرك كانت ياسمين تقول : لحظه يامكرم 

اختفت لحظه بداخل الغرفه ثم عادت تعطي مكرم حقيبه سوداء ونظرت له بنظره فهمها جيدا 

كان زياد واقف مكانه ووجهه ساحه من التعبيرات ... هل خانه رجله واصبح يقف في في وجهه لحمايتها ...؟!!! 

تفاجيء زياد بمكرم يشير له أن يتحرك من أمام الغرفه وحينما لم يستجيب لم ينتظر لحظه وكان يمسك ذارعه قائلا بحزم : اتفضل يازياد بيه ...مفيش داعي للشوشرة 

هدر زياد بغضب وهو يسحب ذراعه ولكن مكرم قبض عليها بقوة وتابع سيرة متجاهل نبره زياد الغاضبه : انت اتجنتت اوعي ايدك ......

نفض مكرم يده عن زياد بينما وصلوا ألي حيث سياره زياد 

قائلا ببرود : أوامرك ....بس انا قولت اساعدك تخرج 

هتف زياد بغضب ممزوج بالوعيد : انت كدة بتشتري عداوتي يا مكرم..... وانت مش قدي 

نظر مكرم الي زياد ببرود ثم مال تجاهه هاتفا 

بشراشه من بين أسنانه : انت اللي مش قدي يا زياد .....

لو انت جايبها من تحت فأنا تحت ذات نفسه.... ولا ناسي انا مين. ..؟!

واعرف كويس ان لو عندك واحد يخدمك بفلوسك انا عندي قصاده الف يخدموني محبه

احسنلك بقي متقفش في سكتي تاني وابعد عن الهانم 

احتقن وجهه زياد بالغضب ليدخل الي سيارته صافقا الباب بعنف ليفتح مكرم باب السيارة الخلفي ويقذف تلك الحقيبه التي اعطتها ياسمين له بداخلها ويغلق

قائلا باستهزاء : دي حاجتك يا زياد بيه ......

عقد زياد حاجبيه ومد يداه سريعا الي الحقيبه التي ما أن فتحها حتي رأي اكياس المخدرات التي تخصه لينظر له مكرم بتحدي ويتابع بتحذير : ابقي خد بالك يا زياد بيه ....احسن الكماين في الطريق كتير ....

احتقن وجهه زياد بغل شديد ليدير سيارته ويتحرك بها بسرعه بينما عيناه تتطلع من خلال مراه السيارة الي مكرم الذي ظل واقفا بثقه ويداه في خصره 


...........

اتسعت عيون مها بصدمه حينما قاطعها صالح قائلا : انتهي ....الموضوع انتهي ومفيش اي كلام هتقوليه هيغير حاجه 

نظرت له بعدم تصديق أن كلماتها لم تجدي نفعا معه ككل مرة تتلاعب بها علي اوتار رجولته 

ليكمل صالح بحزم : جايز شايفه اني ظلمتك ....بس ده الصح واللي كان لازم يتعمل 

انا وانتي عمر ما هيكون في بينا حاجه 

....

بكسل فرك مالك عنقه وهو يعتدل جالسا في هذا الفراش الصغير الذي أصبح أكثر الاوقات يشاركه برفقه ابنه فزوجته لا تتغير ولن تفعل وهو قد مل وتعب ولن يحاول معها مجددا ولولا حديث والدته معه والذي هدأه قليلا لكان أخذ قرار الانفصال ولكن من أجل ابنه فليصبر 

نظر إلي جواره ليجد ابنه مازال نائم ليميل عليه ويقبله ثم يتجه الي الخارج لينظر في الثلاجه عن أي شيء يسكن الم عنقه 

وجد أحدي الدهانات ليمد يداه الي التيشيرت الذي يرتديه ويخلعه ويبدأ بتدليك عنقه  

انتفض حينما لامست انامل مي عنقه بينما دخلت بهدوء من خلفه 

ابعد مالك يدها بجفاء عنه لتنظر له مي بعتاب : مالك ...ليه كدة ؟!

بعد أن قرر للحظه الاجابه عن سؤالها تراجع بينما أخبره عقله أن لا جدوي من للحديث معها ليقول باقتضاب : 

انا صاحي عندي صداع ومش عاوز اتخانق 

قالت مي برقه : مش هنتخانق 

اشاح مالك بوجهه قائلا : كل مرة بتقولي كدة 

حاولت التبرير : مالك غصب عني ....انت عارف اني ساعات بتعصب وبقول كلام مالوش لازمه 

نظر لها مالك بتهكم بينما تابعت التبرير والشرح لتموت الكلمات علي شفتيها حينما باغتها بالسؤال : انتي 

بعتتي رغده ليه مع جاسر ؟!!!

تفاجات مي بما قاله لتتعلثم : رغده. ...... بعتت رغده 

انا مش فاهمه 

رفع مالك حاجبه : مش فاهمه ايه ......انا بسألك قصدتي رغده تروح مع جاسر ليه  

تماسكت مي لتواجهه بانفعال مزيف : انت بتقول ايه يا مالك .....معقول انا اكون قاصده حاجه زي دي  

..... ايه شيطان انا للدرجه دي ومش واخده بالي 

نظر لها مالك بصمت لتنظر له مي بضعف وتقول بعتاب زائف تخفي به نيتها التي لم يحتاج مالك لذكاء كثير ليفهمها : طول الوقت بتقول اني اتغيرت مع أن واضح اوي انك انت اللي اتغيرتلدرجه انك بقيت شايفني كدة واكيد ده من كلام اختك ...اختك اللي طول الوقت مش بتعمل حاجه الا أنها تخليك تكرهني 

.....عموما يامالك انا مش هدافع عن نفسي ....طالما انت شايفني كدة وصدقت حاجه زي دي عني ...

.........

....

بعد حماس يوم عمل طويل عادت ماس الي المنزل مرهقه جسديا وعقليا ولكنه كان إرهاق لذيذ بينما شعرت وكأنها اليوم بأول يوم مدرسي لها فبداخلها تشعر بحماس شديد لعودتها لعملها الذي انقضي ما بين العمل والحديث من ريم الذي لا يتوقف .....تركت حقيبتها وحاسوبها بجانب الغرفه وسرعان مااتجهت لأخذ دوش ساخن ثم خرجت الي المطبخ ومازال حماسها يغلب اي إرهاق تشعر به لتعد وصفه طعام لجاسر سألت عنها والدتها بينما بالرغم من أنه أعطاها حقها بعودتها الي عملها ولكنها تريد أن تكاڤأه ...... ومن افضل منها مكافأه له ليضعها جاسر بين أحضانه بعد انتهاء الغداء بينما يهمس وهو يشدد من ذراعيه حولها ....الكنبه وحشتني 

افلتت ضحكه ماس التي تعالت حينما دغدغتها أنفاسه وهو يلتهم بشره عنقها يطبع عليها قبلاته التي لم تترك انش بشفتيها الا وتذوقه .....بعد وقت طويل ارتمي جاسر فوقها بأنفاس لاهثه لتضم ماس جسدها إليه أكثر وتريح رأسها فوق صدره وتغمض عيونها بانتشاء ....

ظلت تمرر أناملها برقه فوق صدره وهي مغمضه عيونها باستمتاع لهذا الصمت الذي لا يتخلله الا صوت أنفاسهم المتناغمه .....لحظات وتعالي رنين هاتف جاسر 

: صالح 

: جاسر ...انت فين ؟!

: في البيت مالك 

: ابدا....انا بخلص شويه حاجات مع السمسار خلينا نتقابل بعدها عشان مخنوق 

نظر جاسر الي ماس التي رفعت راسها ونظرت له ليقول : طيب خليها بكرة عشان بخلص شويه حاجات 

عقد صالح حاجبيه : حاجات ايه ...خلص ياجاسر بقولك مخنوق وجاي ليك مخصوص 

قال جاسر بتعلثم : ماهو انا عندي ماموريه 

: ماموريه ايه يا جدع انت مش بتقول في البيت 

احمر وجهه جاسر الذي نظرت له ماس بشقاوة وهي لا تتوقف عن تقبيله ...اه ...في البيت ..قصدي عندي شغل 

ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفاه صالح الذي قال : طيب ياسيدي فهمت ......معاك ساعتين خلص المأمورية واستأذن مدام ماس اخطفك منها ساعتين 

....صمت لحظه ثم أعادها بمكر : قصدي من المأمورية 

ضحك جاسر وهو يغلق الهاتف لتنظر له ماس بترقب : انت هتخرج 

حاول التملص : ماهو يا حبيتي اصل صالح 

قاطعته : سمعته ....ماشي ياجاسر هسمحلك تخرج 

ضحك رافعا حاجبه: تسمحيلي 

أومات له بشقاوتها المحببه : اه بس خد بالك انا هنام بدري ...يعني لو اتاخرت عن الساعتين انسي انك تتعشي 

ضحك جاسر بعبث وجذبها إليه قائلا بمكر : لا .....كله الا العشا ....

............

......

تفاجات ياسمين بصالح يقف الي جوار تلك الطاوله حيث أشار له موظف الاستقبال بمكانها أنها تجلس بها حينما سال عنها ليجظها جالسه برفقه مكرم 

الذي كان يخبرها بما حدث وسرعان ما كان يستأذن حينما وجد صالح : بعد اذنك يا هانم 

أومات له لتشحن قوتها وتنظر الي صالح الذي قال بهجوم بلا تفكير : كان بيعمل ايه هنا ؟!

قالت ياسمين ببرود : انت شايف ايه ....بيتكلم معاكي 

اوما صالح بحنق وهو يجلس علي المقعد المقابل لها : أيوة كان بيتكلم معاكي في ايه ....واصلا ايه الكلام اللي بينك وبين واحد زيه 

للحظه كانت ستجيب ولكنها تراجعت لتقول : اظن دي حاجه تخصني 

افلتت الكلمات من شفاه صالح : مفيش حاجه اسمها كدة .....اي حاجه تخصك تخصني 

رفعت حاجبها تنظر له : وده ليه ؟!

تعلثم صالح ؛ عشان ...عشان .....

...........

....

فتحت ماجده الباب لتتفاجيء بمي امامها وبجوارها حقيبه : مي ....ايه اللي حصل ؟!

دخلت مي وهي تحمل ابنها والحقيبه قائله : انا سبت البيت لمالك. .....

اتسعت عيون ماجده : ليه ...ايه اللي حصل ؟!

هتفت مي بحقد : كله منها ......ماس ...!!

.........


.....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد.

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !