قيد من دهب الفصل الخامس والعشرون

0


 الفصل السابق

الفصل الخامس والعشرين 


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

علي مضض كان صالح يتجه الي المشفي مع أبيه بعد 

علمهم بمرض رياض والذي انتوي صالح الا يوقفه عن تنفيذ قراره .....لن يكمل بتلك الخطبه وليحدث ما يحدث في الأساس علاقته بأبيه ليست جيده لذا لن يهتم لرد فعله ما دام مقتنع أن هذا هو الصواب ....!!

اسرع رأفت تجاه مها التي جلست علي أحد المقاعد المخصصة للانتظار أمام الغرفه التي رقد بها ابيها 

: ايه يا بنتي طمنيني ؟!

قالت مها وهي تهز راسها بأسي : ضغطه علي جدا ياعمي وجت له نوبه القلب 

عقد رافت حاجبيه بقلق هاتفا : ليه يا بنتي ايه اللي حصل ؟!

ألقت مها نظرة جانبيه الي صالح الذي وقف مكانه دون نطق كلمه لتقول وهي تخفض راسها بحزن مزيف : انا ضايقته من غير ما اقصد 

ازدادت عقده جبين رافت وتطلع الي ابنه بينما لم يخفي عليه تلميح مها ليسأل مجددا : ضايقتيه ليه ....حاجه حصلت ؟!

ساد الصمت لحظه بينما كان صالح ينظر لها بترقب ... حسنا فلتفتح الحديث ولينتهي الأمر ولكن مها لم تكن بهذا الغباء لتلقي كل أوراقها دفعه واحده لتصمت دون قول شيء تاركه صالح لتفترسه نظرات والده بعد أن زرعت به الشك أن له يد بما حدث لأبيها 

........

.....

: الضابط اهم حاجه الضابط ....!!

قال جمال لزياد وهو ينهي المكالمه : مش هينفع في التليفون انا هعدي عليك كمان ساعه 

اوما زياد والقي هاتفه علي طرف الفراش ثم اتجه الي الخزانه ليرتدي ملابسه وعيناه تطوف بارجاء الغرفه التي لم تعد سجينته بين طياتها مجددا ...

........

....

اوما مكرم الي ذلك الرجل الذي قال بهدوء وهو يشير الي أحد الطاولات الممتده ببهو الفندق حيث تقييم ياسمين : اتفضل و ياسمين هانم نازله حالا 

جلس مكرم في انتظار ياسمين التي تفاجيء بما فعلته بينما ارسلت له محامي مخصوص لإخراجه هو ورجاله ليتم بالفعل إخراجهم كما خرج زياد الذي استغل بعض الاتصالات علي مستوي عالي ليغلق المحضر من الاساس بينما كان هناك خطأ في إجراءات الضبط ....ليطلب مكرم من هذا المحامي مقابلتها ليعرف سبب وقوفها بجواره هو ورجاله 

ابتسمت ياسمين بهدوء وهي تصافح مكرم : حمد لله على السلامه 

اوما مكرم بتهذيب : الله يسلمك يا هانم 

أشارت له ليجلس : اتفضل اقعد ....سالم المحامي بلغني أنك عاوز تقابلني و تتكلم معايا 

نظر مكرم إليها وقال دون مراوغه : لازم اعرف سبب اللي سيادتك عملتيه معانا 

...........

......

هتف جمال بنفاذ صبر : انا قولتلك من الاول يا زياد بلاش الجوازة دي وانت صممت مع اني قولتلك الخوف مش منها الخوف من عماد وانت مشيت بدماغك .....

وانا عن نفسي مستبعد جدا أنها تكون عملت كدة من نفسها وان عماد لازم هو اللي وراها بس في كل الأحوال دلوقتي كل شغلنا بقت أوراقه معاها وياعالم هتعمل بيه ايه 

اشاح زياد برأسه قائلا بثقه : مش هتعمل بيه حاجه ؟!

عقد جمال حاجبيه : وانت ايه اللي مخليك متأكد اوي كده ؟! هو عماد هيكون واخد الورق ده من غير سبب 

قال زياد بإقرار : ياسمين مش عاوزة حاجه غير اني ابعد عنها وعماد مالوش اي يد في الموضوع 

نظر له جمال باستنكار : بتتكلم بثقه اوي يازياد 

اوما زياد : عشان أنا واثق من اللي بقوله ..... ياسمين اسذج من أنها تعمل حاجه بالورق أو اي حاجه في أيدها ده غير أنها برضه اذكي من أنها تثق في عماد تاني .....اسمع كلامي وسيب ليا موضوع ياسمين ....انا هتصرف فيه وعشان تبقي مطمن انا مش ناوي استفزها خالص دلوقتي لغايه ما اعرف هي ناويه علي ايه 

قال جمال باستنكار : واحنا هنقعد تحت رحمتها 

هتف زياد بحده وهو يضرب طرف الطاوله بقبضته : وبعدين ياجمال

احتدت نبره جمال هو الآخر ليقول باعتراض : 

ماهو الموضوع مش انت لوحدك ....انا كمان معاك فيه ولا ناسي اننا شركاه 

قال زياد بنفاذ صبر : خلاص ياجمال قولتلك ملكش دعوه بيها وقولي عملت ايه في موضوع الضابط 

أشار جمال الي الملف الذي وضعه علي الطاوله أمام زا : المعلومات عنه كلها في الورق اللي قدامك 

ازاج زياد الاوراق دون النظر اليها قائلا : خلصني منه 

اتسعت عيون جمال بعدم استيعاب : انت بتقول ايه يا زياد  

هتف زياد بحزم : اللي سمعته ياجمال ..... خلي اي حد من رجالتك يخلص عليه 

هتف جمال باعتراض وهو يهب واقفا : انت اكيد اتجنتت يازياد ..... ده ضابط مش قطه هخلصك منها 

هتف زياد بعدم اكتراث : وايه يعني ضابط ....بقولك خلص عليه .....رصاصه طايشه ولا فك فرامل عربيته 

هز جمال رأسه برفض شديد : لا يازياد كله الا كدة ...... انا مش هشتري عداوة الداخليه ابدا وخصوصا أنهم دلوقتي مأمنين نفسهم ومش هيسيبوا ثار واحد منهم واصلا استحاله حد من رجالتي يوافق 

زفر زياد بغضب ليقول : جمال وبعدين .....نفذ بأي طريقه 

نظر له جمال باستنكار : قولتلك لا يا زياد .....عقد حاجبيه وتابع باستهجان: وبعدين انت مالك وماله ما انت عرفت مين اللي وراه 

اوما زياد ليقول باعتراف : وانا قولتلك مينفعش اقرب من اللي اسمه صالح عشان هي اكيد متوقعه اني اعمل كدة 

قال جمال : يبقي كمان متقربش من الضابط

هز زياد رأسه بحنق : مستحيل ده بقي بيني وبينه عداوة.....هو السبب اني أطلقها لو مقبضش عليا كانت مستحيل تعمل كدة  

فرك جمال وجهه بانفعال قائلا : وانا ميهمنيش كل اللي بتقوله .....تطلقها أو تتجوزها مش مشكلتي ...انا كل مشكلتي اننا نخلص من كل المواضيع دي عشان نشوف شغلنا وانت لو عايز رايي انا 

منصحكش تفكر تقرب من الضابط ده لانه جايز بنسبه كبيرة يكون حاطط عليك مراقبه 

وضحت علامات الرفض في عيون زياد ليسود الصمت لحظات يفكر جمال فيها بحل لانه يعرف أن زياد لن يمر. الأمر وربما يجر قدمه معه أن نفذ ما برأسه تجاه جاسر ليقول بعد تفكير : 

لو عاوز تنتقم منه ..... انت ممكن تعمل حاجه صغيرة 

نظر له زياد بترقب : اعمل ايه ؟! 

قال جمال بخبث : زيارة لمكتب سياده اللواء*** ..... مع هديه شيك هتخلص الموضوع 

.........

....

نظر مكرم الي ياسمين بتساؤل : يعني سيادتك عاوزاني اشتغل معاكي ؟! 

هزت ياسمين كتفها : مش شغل بمعني شغل ولا شغل زي شغل زياد .....انا عاوزة حمايتك ليا 

قال مكرم بسؤال مجددا : من زياد بيه ؟! 

أومات ياسمين ؛ من اي حد وخصوصا هو لانك اكتر واحد عارف عنه كل حاجه 

تردد مكرم لتتابع ياسمين : انا مش بشتري ولاءك ولا خيانتك لزياد انا عاوزة اعيش في امان وانت من حقك تقبل أن ترفض عرضي 

نظر لها مكرم قائلا بحزم : زياد بيه بعد اللي عمله مالوش ولاء عندي ويحمد ربنا اني مغدرتش بيه لغايه دلوقتي....

أومات ياسمين بابتسامه منتصره بينما تابع مكرم : 

متقلقيش ياهانم جميلك ووقفتك جنبي انا ورجالتي فوق دماغي ومن اللحظه دي اعتبري مكرم في ضهرك 

ابتسمت وهي تمد يدها له تصافحه : شكرا 

.......

....

زفر جاسر بضيق بعد ان انهي مكالمته مع مي بينما لاحت له مشكله أخري في الطريق أن علمت ماس بوجود رغده معه بسبب هذا الموقف السخيف الذي وضعته به أخته .....

التفت جاسر خلفه بعد لحظه ليبتسم الي مالك الذي أوقف سيارته ونزل منها وكان في طريقه ألي منزله ليلمح جاسر واقف بالاسفل 

اتجه مالك ناحيته : جاسر عامل ايه ؟!

صافحه جاسر قائلا : الحمد لله وانت 

: انا تمام .....نظر إلي وقفته اسفل منزله قائلا : ايه انت واقف هنا ومطلعتش ليه ؟!

هز جاسر كتفه قائلا : لا ابدا كنت هعدي علي ماما مي قالت هتبعت ليها حاجات معايا وواقف مستني تنزلها 

قال مالك سريعا : يعني انت رايح لطنط 

اوما جاسر ليساله مالك وهو ينظر الي سيارته المتوقفه : هي ماس معاك ؟! 

هز جاسر رأسه قائلا: لا ....احنا لسه يادوب راجعين من السفر قولت اخليها ترتاح واروح انا اشوف ماما ساعه وارجع 

اوما مالك قائلا : طيب انت ابن حلال ...خدني بقي علي طريقك انا كمان اشوفها عشان مقصر معاها من وقت ما وقعت مزورتهاش إلا مرة واحده 

اتسعت ابتسامه جاسر بينما نزلت رغده بنفس اللحظه ولكن انقذه مالك من هذا الموقف الذي وضعته اخته به ليقول بترحيب : طبعا طبعا 

قال مالك : تمام همشي وراك 

هز جاسر رأسه : لا تعالي معايا ...اصلا مي منزله رغده صاحبتها معايا فخلينا نروح سوا 

اوما مالك لتتغير ملامح رغده التي نزلت للتو وتفاجات بمالك برفقه جاسر بسيارته لتتلاشي تلك الابتسامه من علي وجهها فقد ضاعت تلك الخطه التي وضعتها مي لها لتتقرب من جاسر بعد أن فهمت من صديقتها أن هناك مشاكل لا حصر لها بينه وبين زوجته مما جدد الامل في قلبها ..!!

...........

....

بخبث شديد وابتسامه واسعه جلست مي وامسكت بهاتفها وهي تداعب ادم لتطلب رقم ماس ......

تركت ماس ما بيدها حيث وقفت تعد الغداء واتجهت الي حيث وضعت هاتفها جانبا علي طاوله المطبخ لتري اسم مي

ترددت قليلا قبل أن تجيب بينما تنظر إلي يدها التي اتجهت لغسلها ولكنها تراجعت لتعود لإكمال تقطيع حبات المشروم وتتجاهل رنين الهاتف وهي تهمس لنفسها : مش وقتك يامي 

تغيرت ملامح مي حينما لم تجيب ماس علي هاتفها لتكرر الاتصال وايضا لم تجد اجابه بينما تجاهلت ماس الرنين وتابعت اعداد الطعام الذي وقفت تجهزة بمزاج رائق بعد أن أنهت الكثير من أعمال المنزل 

.......

...

جلست رغده وهي تحاول اخفاء ملامح وجهها منذ أن تغير مخططها لفرصه الاختلاء بجاسر وجذب الحديث معه لتجد مالك برفقتهم وهاهي جالسه برفقه ماجده التي لا تتوقف عن الحديث لذا بعد وقت قليل أستاذنت

لتقول ماجده برفض : لا لسه بدري يارغده 

قالت رغده باعتراض مزيف : معلش ياطنط لازم اروح ...انا قولت اعدي اطمن علي حضرتك 

قالت ماجده بابتسامه : فيكي الخير يا حبيتي 

ابتسمت رغده وقبلت ماجده ثم صافحت جاسر ومالك وزيدان وانصرفت ليستأذن مالك هو الآخر بعد قليل 

قالت ماجده بعتاب لجاسر بعد أن اطمأن مالك عليها وانصرف : كده برضه ياجاسر..... ولا كأن ليك ام تسأل عليها 

داعبها جاسر برفق : ليه بس الكلام ده يا جوجو انا عندي احلي ام في الدنيا 

اشاحت ماجده راسها قائله : لا والله قول عندك مراتك بالدنيا ونسيت امك 

قال جاسر وهو يقبل جبين امه لينهي وصله متوقعه من الغيرة من زوجته : مقدرش .....انا بس كنت مسافر فرح مهران ما انتي عارفه 

قالت ماجده وهي تتدلل بعد أن لانت ملامح وجهها : طيب كنت اتصل بيا

قال زيدان لينهي الحديث : خلاص بقي يا ماجده بلاش تأنيب فيه ....

هتفت ماجده باعتراض : وانا بقول ايه....؟! انا بعاتبه ولا مش من حقي 

قال جاسر بحنان : لا طبعا حقك ياست الكل بس غصب عني .....وبعدين انتي عارفه أن البيت بعيد علي ما بروح مش بقدر انزل تاني 

قالت ماجده سريعا : طيب ما تسمع كلامي وتاخد شقه جنبي 

هز جاسر رأسه ؛ لا .....أنا مرتاح اوي هناك 

أومات ماجده لتقول بمغزي : وماس مفكرتش تيجي معاك تتطمن عليا 

قال جاسر باعتذار : كانت عاوزة تيجي بس انا قولت بلاش خليها ترتاح المشوار كان متعب اوي 

لوت ماجده شفتيها بامتعاض ليشير زيدان لجاسر لينهي اي مجال لمشكله : جاسر قوم نجهز الغدا

اتجه جاسر برفقه ابيه ليفرغ محتويات الطعام الذي ارسلته مي في الأطباق ليتردد جاسر قليلا قبل أن يلتفت الي ابيه : بابا 

نظر له زيدان قائلا : نعم 

حمحم بتردد بينما يقول : اخر مرة لما كنا بتتكلم مع بعض حضرتك قولت ليا حاجه كدة 

عقد زيدان حاجبه بتساؤل: حاجه ايه ؟! 

قال جاسر بينما لم تنفك تلك الكلمه تراود عقله : 

يعني ....يعني لما كنت متخانق مع ماس قولت هتكرها فيك .. .هي ممكن تكرهني ؟! 

تنهد زيدان ليقول بحكمه وهدوء : يا جاسر الإنسان اغلي حاجه عنده حريته.... لو سجنته في قصر هيحس أنه مسجون ومكن يضحي بأي حاجه الا حريته 

قال جاسر بدفاع عن نفسه : انا مش ساجنها

اوما زيدان قائلا : بس

بتحسسها بكدة ...جاسر انا عارف وحاسس بيك وعارف أن نيتك كويسه وانك بتحب ماس وبتغير عليها وهي كمان بتحبك بس انا خبرتي في الحياه اكتر منك عشان كدة بقولك أن الغيرة لما بتزيد عن حدها بتقلب شك وقله ثقه وبتضيع الحب ...

تنهد وتابع بشرح : انت 

لو مسكت سمكه في ايدك هتعمل ايه ؟! 

ضحك جاسر قائلا : هتنط وجايز تعضني 

ضحك زيدان هو الآخر قائلا : طيب ياسيدي بلاش سمكه 

نظر إلي ابنه وتابع : لو مسكت عصفورة بايدك ياجاسر هتتخنق مع انك خايف عليها وبتحميها بس هي مش هنشوف كدة وهتفضل تقاوم ايدك اللي انت ماسكها بيها و هتفضل تعافر لغايه ما تخرج من الحبس....

وضع يده علي كتف ابنه وتابع حديثه الحكيم : 

متحسسهاش بكدة ومتحسسهاش أن جوزاكم قيد علي حريتها طالما متجاوزتش حدودها .....

وصلت كل كلمه قالها زيدان الي جاسر الذي شعر بالراحه تجتاح اوصاله .....

جلس جاسر برفقه والديه علي طاوله الطعام لتقول ماجده بعد أن لاحظت أنه لم يتناول الا القليل : انت مش عاوز تاكل مع امك ياجاسر

هز جاسر رأسه : لا طبعا ياماما ....مسح فمه بالمنديل وتابع : بس بصراحه مي اكلها مش حلو 

ضحكت ماجده حينما مال جاسر وقبل يدها متابع : أكلك انتي احلي 

قالت ماجده بمشاكسه : اكلي انا ولا مراتك .....تلاقيك نسيت طعم اكلي و اخدت علي اكلها 

اوما جاسر قائلا : اكيد ياماما مش بقالي كام شهر بأكل من ايديها وبعدين كفايه أنها بتحاول تعمل الأكل اللي بحبه 

رفعت ماجده حاجبها بغيرة ليتابع جاسر بمرح : اجدع واحده بتعمل مكرونه .....

نظرت له ماجده بدهشه : وانت من امتي بتحب المكرونه 

هز جاسر كتفه ضاحكا : مضطر .... بس في العموم كتر خيرها 

نظرت ماجده له بقليل من الغيرة متبرطمه : وهي بتعمل ايه زياده ماهو كل الستات بتطبخ 

نظر لها زيدان ورفع حاجبه : يا ستي قولي كلمه حلوة .....اه كل الستات بتطبخ بس مش فرض عليهم وبعدين افتكري نفسك اول ما اتجوزنا كنتي مش بتعرفي تقلي بيضتين

ضحك الجميع لتمر الجلسه بينهم وبعد قليل يستأذن جاسر ويتجه الي منزله ...

..........

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

أجابت ماس علي هاتفها حينما اتصل مالك بها : مالك عامل ايه يا حبيبي 

قال مالك بحنان : كويس الحمد لله ....وانتي 

: كله تمام 

سألها مالك : مروحتيش ليه تزوري حماتك مع جاسر 

: لا عادي ...هو قالي خليكي وانا كان ورايا حاجات كتير 

اوما مالك قائلا : انا قولت اطمن عليكي خوفت تكوني متخانقه مع جاسر 

هزت راسها قائله : لا خالص بالعكس 

ضحك مالك قائلا : يعني اتصالحتوا 

أومات له : اه الحمد لله

هز مالك رأسه قائلا : طيب كويس ...عموما ابقي اتصلي اسالي عليها عشان متزعلش لأنها بتاخد بالها من الحاجات دي 

: حاضر .....

كان علي وشك أن يغلق المكالمه لتقول ماس باستدراك : هو ادم بقي كويس دلوقتي 

عقد حاجبيه بدهشه بينما جلس ابنه بحضنه : اه ...ليه ؟!

: ابدا بس لما مي قالت لجاسر يعدي ياخد الامل قالت إن ادم دافئ شويه 

هز رأسه بدهشه : لا ادم كويس و انا لما لقيت جاسر رايح قولت فرصه اروح معاه ورغده كمان جت علي سكتنا 

صمتت ماس لحظه قبل أن تسأله : 

هي رغده كانت هناك 

......... 

أغلقت ماس الهاتف ونظرت الي اتصال مي المتكرر قبل قليل وقبل أن تسبق الأحداث برأسها كانت تتصل بها وهي تتحلي بالهدوء 

قالت ماس برقه مزيفه : سوري يا مي مكنتش سامعه التليفون ....خير يا مي 

قالت مي وقد لمع الخبث في عيونها : لا ابدا ياماس انا لما لقيت جاسر تليفونه مقفول كلمتك عشان قلقت عليه 

: معلش مكنتش سامعه 

ساد الصمت لحظه لتسأل ماس بمكر : طيب واطمنتي علي جاسر 

أومات مي وابتسامتها الخبيثه تلمع علي شفتيها : اه كلمت رغده وقالت إنه كويس 

تأكد حدس ماس لتتظاهر بالمفاجاه : رغده ؟! 

قالت مي بخبث : اه أصلها كانت معاه 

ألقت ماس بقنبلتها بينما احتقن وجهها بالغضب من تلك الفتاه التي فهمت الان سبب اتصالها : فعلا مالك قالي كده 

انصدمت ملامح مي لتردد بدهشه : مالك 

أومات ماس بانتصار : اه ماهو راح يطمن علي طنط مع جاسر ورغده 

انخرس صوت مي لتتابع ماس ببرود : ياريت قولتي انك هتبعتي رغده مع الاكل كنت جهزت حاجه حلوة لطنط انا كمان ......اصل انا عملت كيك شيكولاته تحفه لجاسر ...انتي عارفه هو بيحب الشيكولاته اد ايه 

أغلقت مي وهي تغلي بالغضب بينما ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفاه ماس سرعان ما تبدلت الي الاشمئزاز من معرفتها لنيه مي الخبيثه والتي أن لم يتصل بها اخيها كانت لتقع بمشكله مع زوجها حينما تعلم أن رغده كانت برفقته .....

تنهدت بارتياح فقد حالفها الحظ وبدت لها الحقيقه واضحه قبل أن تندفع خلف كذب مي التي كانت تتعمد تتصل بها لتخبرها أن زوجها كان برفقه صديقتها ......

شردت وهي تخلع ملابسها مقرره أخذ دوش بعد أن أنهت كل شيء لتتفاجيء بصوت مفاتيح جاسر يدور بالباب 

أسرعت بخجل تمسك بملابسها التي خلعتها وتسرع الي الحمام ولكن خطواته كانت قد وصلت للباب 

وسبقه صوته الذي يناديها : ماس ....ماسه  

توقفت كلماته حينما وصل اليها ليتطلع اليها بشقاوة قائلا : جيت في الوقت المناسب 

ضحكت ماس بخجل وهي تحاول اخفاء جسدها بملابسها التي خلعتها قائله : لا مش مناسب خالص كنت اتاخر عشر دقائق 

ضحك بعبث واتجه ناحيتها قائلا : وافوت المنظر ده 

رفعت إصبعها أمام وجهه بخجل : جاسر خليك مؤدب 

ضحك ومد يداه إليها : طيب واقفه ليه بعيد ...تعالي 

هزت راسها قائله وهي تسرع بخطواتها الي باب الحمام : لا هدخل اخد شاور ...

ضحك جاسر وهز رأسه بإحباط حينما افلتت من أمامه ......وقف يستبدل ملابسه لتناديه ماس من خلف الباب : جاسر حبيبي شوف الفرن لما الجرس يرن اقفله 

اوما لها وهو يتجه الي المطبخ قائلا : حاضر يا حبيتي .....

جذب جاسر الاطباق ووقف يضعهم علي طاوله المطبخ الرخاميه لتتجه ماس اليه بعد أن جففت شعرها وجمعته اعلي راسها وارتدت ملابسها المكونه من شورت قصير باللون الازرق وفوقه تيشرت برسومات كارتونيه باللون الابيض ....

اتجهت الي الفرن تخرج محتوياته لتسأل جاسر : مأكلتش مع مامتك 

ضحك جاسر قائلا : ده سؤال ولا فخ 

ضحكت هي الأخري قائله : لا سؤال بريء 

قال جاسر بصراحه : اكلت بس هاكل معاكي طبعا 

ضحكت ماس بمرح وهي تضع القالب الساخن وسط الطاوله : نص بطن هنا ونص هناك 

هز جاسر كتفه ضاحكا : اهو عشان محدش بحبه يزعل مني 

مالت علي وجنته قبلته فكم تعشقه كما هو بصراحته تلك وحديثهم الذي يجري بهدوء بينهم 

قالت بحماس وهي ترفع الغطاء عن الطاجن : عملتلك مفاجاه 

قال جاسر بمشاكسه : مكرونه طبعا  

أومات ماس : اه بالمشروم والفراخ ....انت مش بتحبها 

قال جاسر بامتعاض واضح علي ملامحه فهو لا يحب المكرونه ولكنه يأكلها من يدها : بحبها عشان من ايدك يا حياتي 

اتسعت ابتسامه ماس لتنظر له بحب : انت عارف اني بحبك صح 

اوما لها لتزداد ابتسامتها وتتابع بحب : بموت فيك يا جسور 

......


.. ......


أخذ مهران ذراع فيروز برفق ليدخلها من أمام تهاني قائلا بصوت هاديء ....ادخلي انتي 

انسحبت فيروز الي داخل الغرفه علي مضض بينما تكاد تنفجر من كلمات تلك المراه التي توقعت أن يكون قد استمع اليها والان ستستمع الي رده علي كل تصرفات تلك المراه خاصه بعد أن أخبرته بكل شيء حدث بالأمس وهو أخبرها أنه يصدقها لتتسحب بهدوء بضع خطوات وتستمع الي حديقه مع زوجه ابيه 

التفت مهران الي تهاني قائلا : خير يامرات عمي 

قالت تهاني بابتسامه بارده : كل خير .....انا وعماتك وخالاتك عاوزين نطمن علي العروسه 

عقد مهران حاجبيه باستنكار لمغزي كلماتها : معناتو ايه الكلام ده....؟! 

قالت تهاني بخبث : اللي سمعته يا مهران واللي أنا كمان سمعته وجايز غيري سمعه عن هروب مراتك .....

احتقن وجهه مهران بالغضب وكور قبضته التي يمسك بها الباب ليزجر تهاني من بين أسنانه : جبتي الكلام الفارغ ده منين 

نظرت له بخبث : اهو كلام .... واللي يوقف الكلام اننا نشوف بعنينا أن البت زي الفل واظن أن دي الأصول يامهران ....التوت شفتيها بخبث بينما رأت فيروز ما تزال بثوب زفافها ليفهم مهران مغزي نظراتها 

انتفخت اودجه مهران بالغضب وفتح فمه ليلقي بحمم غضبه في وجهه زوجه ابيه ولكن قبل أن ينطق بكلمه كانت فيروز تندفع تجاه تهاني بحده : انتي ازاي تتكلمي عني كدة ياست انتي واصلا مالك تتدخلي في حياه غيرك ليه ....؟!

تجاهلت تهاني عن عمد كلام فيروز لتنظر الي مهران بتحذير : شايف أدب مراتك يا مهران 

التفت مهران تجاه فيروز بلهجه محذرة : ادخلي جوه 

لم تنساق فيروز لتحذيرة لتزمجر بتهاني : بطلوا العادات الغبيه دي واحترموا بنات الناس ...اصول ايه اللي بتتكلمي عنها وتسمحلك تدخلي في اسرار الناس 

نظرت تهاني الي مهران ومازالت متجاهله فيروز لتقول بحنق شديد : مراتك زودتها اوي يا مهران وواضح انها حتي مش عامله ليك حساب وواقفه تكلم الست اللي في مقام امك كدة وانت ساكت ....

اندفعت فيروز بغضب كعادتها : انا اتكلم زي ما يعجبني .....

قبض مهران علي ذراع فيروز بقوة لينه وهو يجاهد للبقاء علي هدوء أعصابه بينما يقول بنبره هادئه : فيروز ادخلي جوه 

زفرت فيروز بقله لياقه واندفعت الي الداخل لينتظر مهران دخولها وسماعه صوت باب الحمام ينغلق بقوة ليلتفت الي تهاني هاتفا بتحذير : مرات عمي ....الكلام اللي قولتيه انا هعمل نفسي مسمعتهوش من اساسه وياريت متزوديش كلمه عشان متسمعيش مني كلام يضايقك ....

فتحت تهاني فمها ولكن مهران لم يعطي لها أي فرصه لنطق شيء ليتابع بحزم ؛ مرتي خط احمر محدش يقرب منها ولا يجيب سيرتها والا هقطع لسانه 

نظرت له تهاني بوجهه محتقن : بقي كدة يامهران..... دي اخرتها عموما شكرا ياابن الأصول 

صفق الباب ودخل وهو يتبرطم بكافه الألفاظ لهذا الصباح بينما لم تعطيه أي فرصه لفعل شيء وهي تشابه قذيفه طوال الوقت ...... 

بحنق حاولت فيروز مد يدها لتفتح ازار فستانها الخلفيه ولكنها لم تنجح لتجذب أطرافه بغل تحاول تمزيقه بينما لا تريد شيء إلا الخروج من هذا الثوب الذي يخنقها بعد أن خزلها بعدم اتخاذه أي موقف تجاه تهاني بعدما أخبرته بكل شيء لتتبرطم بحنق : وانتي فاكره ايه ....لازم يسكت ولا هيقف قصاد مرات ابوه عشانك ....

تمزق القليل من ظهر الفستان لتجذبه بعنف من حول كتفيها تحاول خلعه ......

شهقت فيروز حينما تفاجات بمهران يدفع الباب ويدخل 

دون مقدمات لتصرخ به وهي تجذب أطراف الفستان وتحاول ستر جسدها بها ...انت اتجننت !!

جذبها مهران من ذراعها بقوة مزمجرا دون وعي : ايه اللي عملتيه ده ؟!

حاولت فيروز نزع ذراعها من يده : اوعي كدة سيب دراعي 

..... عملت ايه ..... !؟ حافظت علي كرامتي قدامها ولا متوقع مني اقف ساكته 

نظر لها مهران باستنكار بينما بمنتهي السهولة تستطيع تحويل هدوءه الي نيران مشتعله بأسلوبها الحاد المندفع 

ليزمجر بها بغضب : اه تقفي ساكته لما راجلك يكون واقف 

للحظه شعرت فيروز بالخوف من نبرته بينما لا تنكر أنه منذ الامس وهو قد خالف توقعاتها وكان هاديء للغايه معها لتتعلثم وهي تقول : لو كنت رديت عليها كنت هسكت 

انفجر مهران بحنق : وهو انتي اديتي ليا فرصه انطق ....اييييه واقف زي الهدمه القديمه قدامكم وانتوا بتردوا علي بعض ....مش عملالي حساب وواقفه تتكلمي معاها وانتي لسه لابسه الزفت ده وتقولي كرامتي ...طيب وكرامتي انا فين يا بنت الاصول. ...كرامه الراجل اللي احترمك وراعاكي وماخدتكيش زي البهيمه من اول ليله .......

اهتزت نظرات فيروز لتخفضها سريعا من أمام نظراته التي تأججت بها نظرات الغضب بتلك الطريقه ....أنه محق بكل كلمه نطق بها بينما أزال غشاوة عيونها التي جعلتها تندفع بلا تفكير لأي عواقب كما تفعل دوما .... 


..........

.....

جلس جاسر يستند بظهره الي الوساده بينما وقفت ماس تمشط شعرها وتجذب معه أطراف الحديث : 

عملت ايه عند طنط ...بقت احسن دلوقتي 

هز كتفه وعيناه تتطلع لها باشتياق : اه الحمد لله ....

نظرت له بينما تدفعه ليقول إن رغده كانت هناك بينما جاسر بالفعل لم يكن ينتوي أن يقول شيء قد يفسد الود بينهم 

لتقول ماس : مي كلمتني وكانت قلقانه عليك 

عقد حاجبيه بدهشه : ليه ؟!

هزت كتفها بينما قررت ألا تصمت علي تصرف مي فيجب أن يعرف جاشر بنيه أخته الخبيثة : قالتلي كانت قلقانه انك مش بترد علي تليفونك وبعدين كلمت رغده اطمنت 

ساد الصمت للحظات بينما ماس تتطلع الي ملامح وجهه جاسر التي تغيرت للحظه متأهبا لرد فعل ماس بينما علمت بالفعل أن رغده كانت معه 

لتقول ماس دون مراوغه : 

مقولتليش ليه أن رغده كانت معاك ياجاسر 

ابتلع جاسر قائلا : عشان منتخانقش وقبل ما تقولي اي كلمه اسمعي اللي حصل ومتفكريش أنني ببرر لك حاجه انا بس هقولك عشان عارف انك بتتضايقي من وجود البنت دي وده حقك 

نظرت ماس له لحظه بإعجاب لم تنكره بينما يقر ويعترف بحقوقها في غيرتها عليه ويعترف أنه اخفي هذا حتي لا يحدث بينهم شجار ليتفاجيء جاسر بها تضع طرف إصبعها علي شفتيه وتبتسم قائله : مش عاوزة اعرف ...

نظر لها بدهشة لتهز راسها : مالك قالي 

نظر لها باستفهام لتتنهد ماس وتتابع : ومي كما قالت ليا .....نظرت له وتابعت بشكوي واضحه : مي قصدت تعمل كدة عشان نتخانق 

عقد جاسؤ حاجبيه : ازاي ؟!

تحدثت ماس معه بما حدث ليهز جاسر رأسه ليس عدم تصديق لماس ولكن رغبته بعدم تصديق أن أخته قد تفعل شيء كهذا عن عمد ليقول وهو يربت علي كتف ماس : حبيتي مي استحاله تكون قاصده تعمل كدة ....هو بس جايز الموقف يتفهم كدة بحكم ان انتي وهي مفيش بينكم صفاء بس مي مش وحشه ولا خبيثه اوي كدة ....الفكرة كلها أنه موقف سخيف هي حطتني فيه وكان لازم الاول تسألني إذا كان ينفع اخذها معايا ولا لا وكمان طبعا تسأل صاحبتها لان اكيد زي ما انا شايفه موقف سخيف كمان رغده شافته كدة أنها تركب معايا العربيه لوحدها 

بعدم اقتناع ورغبه في إنهاء اي خلاف بينهم هزت ماس راسها التي اندفعت بها آلاف الاعتراضات فأخته ليست بتلك النيه الطيبه ابدا وقد قصدت كل ماحدث وتلك الفتاه كانت أكثر من مرحبه بوجودها مع زوجها ولكن لا يهم كل هؤلاء المهم هو زوجها والذي تري أن طريق الود والصراحه بينهم افضل من الشجار لذا فلتصمت حتي لا تخسر كل ما وصلت إليه معه وتحقق لمي مبتغاها 

مرر جاسر يداه علي خصلات شعرها الناعمه ونظر لصمتها : ايه ياحبيتي ساكته ليه ؟!

هزت كتفها وافتعلت ابتسامه ليبادلها جاسر الابتسامه ويفتح لها ذراعيه قائلا : تعالي عاوز اتكلم معاكي 

نظرت ماس له ليتنهد جاسر ويبدأ حديثه : ماسه حبيتي انا عاوزك تعرفي اني مش بس بحبك انا بموت فيكي وبعتبرك كل حاجه ليا ...مش بس مراتي انتي حبيتي واختي وصاحبتي وحتي ساعات بحس انك امي .....تابع تمرير يده علي خصلات شعرها وأكمل : انا مش بخنقك ولا بقيدك انا بخاف عليكي ......عارف أن كلامي ده قولته قبل كدة وعارف أن من جواكي بتكوني مش مقتنعه بيه بس دي الحقيقه .....كل اللي بعمله بيكون خوف وغيره عليكي .....فهمتي 

هزت ماس راسها دون قول شيء بينما لا تعرف سبب لحديثه والذي قرر جاسر أن يقوله لها بعد حديثه مع أبيه : انا فكرت في اللي بيحصل بينا بسبب غيرتي وشوفت الموضوع مثلا انك عصفورة حلوة جميله صاحبها بيخاف عليها من الهوا بس العصفورة شايفه انها مسجونه وعاوزة تطير وهو شايف أنه لازم يحميها 

فهمتي ؟!

اتسعت ابتسامه ماس لتشبيهه الحكيم والجديد عليه كليا بينما نسبه جاسر لنفسه من كلمات أبيه 

لتقول ماس بدلال : يعني انا عصفورة ؟!

اوما جاسر وهو يضع وجهها بين كفيه ويميل يقبل شفتيها بشغف : انتي عصفورتي الجميله 

ظهرت تلك الغمازات علي وجنتيها بينما كللت ملامحها السعاده والتي ازدادت حتي تراقص قلبها حينما تابع جاسر : كلامي ده كله مقدمه للكلمتين دول ..... انا مش بخنقك ولا بقيدك انا بخاف عليكي وبحبك وعشان انا بحبك مش عاوزك تكوني زعلانه ابدا ولا حاسه حبي ليكي قيد عشان كدة هفتح ليكي باب القفص ....طيري ياماسه 

تعالت ضحكه ماس بصخب علي تعبيره الاخير ليضحك جاسر هو الآخر .....نظرت له ماس باستفهام من بين ضحكتها : اطير علي فين،؟!

ضرب ظهر راسها بخفه بيده قائلا : علي الشغل يا عصفورة هيكون علي فين ؟!

نظرت له ماس بعدم تصديق لتقفز من الفراش وهي تردد : لا لا . لا ...لا بتهزر ...بتهزر ..صح 

هز رأسه وضحك بسعاده لرؤيتها طفله تقفز فرحا من أجل استردادها حقها الذي دافعت بجسارة عنه 

فتح لها ذراعيه : مش بهزر ...وتعالي بقي في حضني بطلي تنطيط احسن ارجع في كلامي 

هزت ماس راسها واسرعت تقفز في ذراعيه : لا ترجع في كلامك ايه. ..... ده انت النهارده تستحق شهاده تقدير علي كلامك وعقلك ده 

نظر لها جاسر بنظره لعوب : يعني استحق مكافاه 

أومات ماس بدلال : اكيد ...قول عاوز ايه مكافاه !؟

مال ناحيتها ليتلقط شفتيها بشفتيه هامسا : عاوزك انتي. ....

............

......

فتحت ليليان الباب لتتفاجيء بمها امامها : مها ...ازيك يا بنتي ووالدك عامل ايه ؟!

قالت مها باقتضاب : كويس يا طنط ....لو سمحتي صالح فين ؟!

أشارت لها ليليان : في أوضته 

أومات مها لتتفاجيء ليليان بها تتجه الي الغرفه وتطرق ثم تفتح الباب وتدخل وتغلق الباب خلفها ...

عقد صالح حاجبيه بدهشه : انتي بتعملي ايه هنا ؟!

قالت مها بانفعال متجاهله سؤاله : انا لغايه امتي 

هفضل اتصل بيك ومتردش ..... انت شايف أن ينفع في ظرف زي ده متردش عليا ....لغايه امتي هتفضل غير مسؤل 

اهتاج صالح بغضب من هجومها عليه وكأن لها الحق : انتي ازاي تتكلمي معايا كدة ....انتي مين اصلا 

رفع إصبعه بحنق في وجهها : اظن للمرة الألف انا قولتلك انك برا حياتي 

نظرت له مها بمواجهه حسمتها : مش بمزاجك 

اتسعت عيون صالح لتهتف مها بغضب : أيوة مش بمزاجك ......مش بمزاجك تدخلني حياتك وبمزاجك تخرجني منها ......

بدأت تهدأ من نبرتها لتكمل بانكسار مزيف بينما درست كل خطواتها وكلماتها : انت دلوقتي خلاص مبقتش محتاج ليا عشان كدة رميتني برا حياتك من غير ما تقدر مشاعري ولا حياتي اللي دمرتها ....ابويا كان هيموت لما صممت افسخ الخطوبه وانا سمعتي هتبقي علي كل لسان وانت مفيش اي حاجه هتحصلك ......ليه ياصالح ....ليه ياصالح تعمل فيا كدة ....انت مشوفتش مني اي حاجه وحشه ....

غص حلقها واستدعت الدموع الي عيونها وتابعت : .انت هتقولي انك قولت ليا علي كل حاجه بصراحه من الاول وانك مش بتحبني وانا وافقت اه حصل ....بس وافقت وانا عندي امل تحبني زي ما بحبك ....ياصالح انا اتحملت اللي مفيش اي بنت تتحمله عشان بحبك وانت مصمم تقلل مني وترميني برا حياتك اللي انا مش هعمل حاجه لو دخلتها الا اني اسعدك .......اقتربت منه بينما تري وقع كلماتها علي ملامحه وتتابع : صالح صدقني انا هخليك اسعد وا في الدنيا .....وافق نكمل مع بعض واديني فرصه .....فرصه واحده ومش هتندم 

......

........

تركت ياسمين هاتفها الجديد الذي كانت تظبط اعداداته جانبا واتجهت الي باب الغرفه تفتحه لتتسمر مكانها حينما وجدت زياد امامها ....

: انت ؟!

قال زياد سريعا قبل أن يبدر منها اي رد فعل : متخافيش يا ياسمين ...انا جاي بس عشان نتكلم سوا ....وحياتك عندي مش جاي ااذيكي ولا اضايقك 

تماسكت ياسمين سريعا تخفي كل خوفها منه لتتذكر كلمات ماس بأن هو من عليه أن يخاف وليس هي 

لتقول بجرأه : ومين قال إني خايفه منك ....

اوما زياد قائلا : جميل يبقي خلينا نتكلم سوا 

هزت راسها : مفيش بينا كلام ...ولو علي الحاجات اللي إخدتها منك قولتلك قبل كدة ده تمن اللي عملته فيا 

تفاجات بهدوء نبرته ليقول وهو يتطلع الي عيونها باشتياق بالغ : انتي تاخدي عمري كله مش بس شويه فلوس وورق ....ياسمين انا بقولك انا جاي اتكلم معاكي انتي مش عن اي حاجه .....عننا احنا بس 

استهجنت ملامح ياسمين لنبرته ولكلماته : عننا 

اوما زياد بهدوء : اه يا ياسمين عننا ......ياسمين انا بعترف اني غلطت في حقك كتير ومش اي غلط انا عملت جريمه في حقك ....بس ده من حبي فيكي 

اسمعيني جايز تديني عذر في كل اللي عملته 

مش عاوز منك الا كام دقيقه بس تسمعيني فيها .....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !