روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
خرجت فيروز من حوض الاستحمام وهي تستند الي الحائط الرخامي لتسحب نفس عميق وهي تحيط جسدها الذي مازال يرتجف بالمنشفه وكل ما حدث في الساعات الماضيه يدور بعقلها كدوامات متسارعه .... كلمات والدتها ....نظرات وكلمات مهران لها ....كلمات تلك الفتاه التي خرجت لها من وسط الفراغ لتمليء فراغات قلبها المنكسر ... نعم الان تعترف انها من داخلها مكسورة وضعيفه هشه حتي أنها لم تقوي علي المواجهه ...كل وجهه نظرها وتفكيرها الذي كانت مقتنعه بها وتشد ازرها بها لم تقوي علي مواجهه أحد بها .... وقفت أمامه صامته وهو يلقيها بتلك التهم ...تلقت تهديده الاخير وهي صامته لتتذكر تلك الكلمات التي نطق بها وهو يسلمها الي زوجه عمها
Flash back
نظر لها مهران بغضب مكتوم داخل عيناه التي واجهت عيونها بنظرات أوقعت الخوف في قلبها بينما يقول من بين اسنانه : لو فكرتي تعيديها تاني مش هرحمك ....اشكري ربنا اوي اني ساكت لغايه دلوقتي
دفعه خفيفه من جانب يده تلقتها بينما يتركها الي زوجه عمها التي أمسكت بيدها واسرعت تركض بها بخطوات مسرعه عائده الي المنزل الذي تسللت إليه من الباب الخلفي
Back
ارتجف جسد فيروز ليس خوفا قدر ماهو قهر وإحساس بالذل والمهانه بينما كل هؤلاء الظالمون حولها يتشدقون بفضيحه لم تكن أكثر من محاوله منها للدفاع عن نفسها أمام سطوة ظلمهم ....
لماذا لا يستوعب أحدهم مقدار ظلمه لها ...حتي والدتها شاركتهم بهذا الظلم ولم تفهم ابنتها ...لم تفهمها أو تفهم ما تمر به وتشدقت بتلك الكلمه عن فضيحه افتعلتها ولا تنكر فيروز أنها ربما أخطأت ولكن خطأها نتج عن أفعالهم بها .... انتبهت علي صوت تلك الطرقات علي الباب لتسمع بعدها صوت زوجه عمها : فيروز انا عزيزة مرات عمك افتحي
قامت فيروز ببطء واتجهت الي الباب لتفتحه وتخرج إليها ...قالت عزيزة بحنان وهي تتجه الي الخزانه :خدي البسي يا بنتي همومك احسن تاخدي برد
لمعت الدموع بعيون فيروز فقط لسماع نبره تلك المراه الحنون بينما عجزت والدتها أن تقف بجوارها مثلما فعلت تلك المراه مرارا ...حتي ولو كان وقوفها بجوارها مجرد كلمات هي كل ما استطاعتها
اتجهت عزيزة إلي جانب الغرفه تضع تلك الصينيه التي حضرت عليها الطعام لفيروز التي وقفت ترتدي ملابسها
ابتسمت عزيزة لها بحنان قائله : يلا بقي تعالي اقعدي وكلي لقمه انتي وشك اصفر وبعدين واحده واحدة احكيلي عملتي كدة ليه.....
............
....
احمر وجه جاسر حينما رأي نظرات ماس المشتعله له بينما التفت لها وهو يغلق الباب خلف تلك الفتاه التي لعن بسره الف مرة لظهورها بل ولتلك الكلمات التي القتها
حمحم ليقول شيء ولكنه لم يجد ولم يكن بحاجه لنطق شيء أمام ماس التي سألته باتهام واضح : كانت بتقول ايه ...؟!
قال جاسر بقليل من التعلثم وهو يستجمع ثباته لهذا الموقف الذي خرج له من حيث لا يدري : دي ...دي اخت مهران
هتفت ماس بانفعال : عارفه .....انت هتعرفني عليها ...جاسر انا سؤالي محدد ...
اوما جاسر واتجه ناحيتها : سمعته يا ماس ....بس مش عارف
قالت ماس بعصبيه من إجابته وتعلثمه الواضح والذي يعطي تفسير لكلمات تلك المراه يجعل نيران الغيرة تشتعل بقلبها : مش عارف ايه ....؟!
مش عارف ترد ولا مش عارف معني كلامها ولا مش عارف ايييه
عقد جاسر حاجبيه من علو نبره صوتها : ماس وطي صوتك وانتي بتكلميني
نظرت له ماس بانفعال : ده كل اللي فارق معاك ....اني اوطي صوتي
احتدت نبرتها وتابعت بعصبيه : جاسر ...حالا تقولي البنت دي تقصد ايه بكلامها والا ...قاطعها جاسر وهو يحاول أن يكون هادئا : ماس انتي عارفه اني مش بحب نبره التهديد ...خلينا نتكلم براحه
نظرت له ماس باحتقان ليتجه ناحيتها ويمسك بيدها قائلا : اولا ياحبيتي انا معرفش ايه معني كلامها ولا ايه لازمته اصلا ....كل الحكايه أنها اخت مهران
نزعت ماس يدها من بين يداه وهتفت بسخط بينما يحاول الاستخفاف بعقلها كعادته : عارفه انها اخت زفت ....انا سؤالي واضح ياجاسر بلاش لف ودوران
نظر لها جاسر بينما يحاول اكتساب الوقت ليجد رد مناسب : انا مش بلف وادور ياماس ....قاطعته بعصبيه : لا بتلف وبتدور عشان معندكش رد
زفر جاسر قائلا : لا عندي ...بس ردي مالوش داعي ولا معني ...اه ياماس كنت اعرفها
انصدمت ملامح ماس ليكمل جاسر سريعا بشرح وتوضيح : اول ما اشتغلت هنا من سنين شوفتها وزي اي شاب لسه جاي مكان جديد عليه لقيت بنت قدامي ....اتكلمنا مع بعض شويه وهي كانت مخبيه عني أنها اخت مهران وانا اول ما عرفت قطعت علاقتي بيها وخلاص خلصت
احتقن وجهه ماس بغيرة قاتله بينما جاهد جاسر لاخبارها
الأمر كما هو حتي لا يخفي عنها شيء لا يستحق
نظرت له ماس باتهام : علاقتك بيها ...؟!
قال جاسر سريعا : مش زي ما فهمتي يا حبيتي ...قصدي يعني الكلام اللي كان بينا
نظر لها بعيون راجيه وتابع : ماس والله ما كان حاجه اكتر من اللي قولته ...مجرد كام يوم اتكلمت معاها فيهم وده شيء عادي اكيد مكنتش ملاك بس وحياتك عندي ما كان اكتر من كام يوم ولما عرفت انها اخت صاحبي قطعت كل ده
دفعت ماس شعرها للخلف بعصبيه ...فهاهو ماضيه يظهر امامها ...من يحسب عليها أنفاسها ..ذو ماضي مشرف
اقترب جاسر منها وحاول امساك يدها ولكنها لم تسمح له : اوعي متقربش مني
قال برفق: ليه بس يا حبيتي ....انا قولتلك الحقيقه
نظرت له بغضب : بغير عليك ولا بلاش
اوما بتفهم : حقك يا روحي ...بس تغيري من ايه اصلا ؟!
نظرت له بتهكم : لا ياراجل ....تحب نبدل المواقف واقف قدامك وواحد بيقولي هيسمي بنته علي اسمي
غلي الدم بعروقه لمجرد الوصف بكلماتها ليجز أسنانه : ماسه حبيتي مالوش داعي الكلام ده ...دي بنت عبيطه ومش عارفه بتقول ايه اصلا
رفعت ماس حاجبيها باستنكار : عبيطه ....لا ده انا اللي طلعت عبيطه في الاخر وواضح أن وراك قصص كتيرة معرفش عنها حاجه
هز رأسه سريعا : لا طبعا .....ماسه يا روحي انا محبتش في حياتي غيرك و الموضوع ده كان هبل وتسليه عشان كنت لسه في أول شغلي وفجاه لقيت نفسي في البلد دي ومفيش عندي حاجه تشغلني
نظرت له بغضب : هو ده عذرك
هز كتفه : مفيش اعذار يا روحي .....انا بقولك الحقيقه زي ما حسيت وقتها
اشاحت ماس بوجهها عنه دون قول شيء ليضع جاسر يداه علي كتفها : ماسه ساكته ليه ...؟!
زفرت والتفتت له : تحب اقول ايه
قال جاسر ببساطه : ولا حاجه ....نكمل كلامنا اللي. كنا بنقوله قبل شويه
نظرت له بحنق : بالبساطه دي
نظر لها برجاء : اه ياحبيتي عشان الموضوع مش مستاهل تضايقي نفسك عشانه
هل لو أخبرته الان بقصائد غضبه علي كل شيء بسيط حدث بينهما وكان مبررة أنه يغار سيظن أنها تستغل الموقف وأنها شيء مقابل شيء ...فكرت ماس بعقلانية وعدم اندفاع للحظه لتتراجع عن فتح اي شيء مضي وتظل صامته ولكن ظلت نظراتها تقول الكثير .....كره جاسر أن يكون في محل اتهام امامها ليحاول التملص من هذا الموقف السخيف بينما يقول وهو يمرر يداه علي كتفها : خلاص بقي يا حياتي بلاش تكشري... والله الموضوع زي ما حكيته ليكي
نظرت له ماس بسخط وهي تبعد يداه عن كتفها : ولما هو الموضوع كده جايه بتعاتبك ليه علي بعدك
قال جاسر ببراءه : معرفش ....انا قطعت كل كلامي معاها زي ما قولتلك أما عرفت انها اخت مهران وهي حاولت بعدها تكلمني كتير وانا مكنتش برد وبعد كدة رجعت اسكندريه وغيرت تليفوني وانتهي الموضوع ومش فارق معايا عتاب ولا زفت منها اصلا ولا فاكرها
هدأ من نبرته وتابع : ماس ياروحي ...دي اخت صاحبي يعني استحاله يكون بينا حاجه
هل ظن أنه يهدأها بتلك الكلمات ...واهم ..!! فقد فتح علي نفسه ابواب الجحيم لتحتد نظرات ماس المشتعله وهي تهتف بعصبيه : وانا ايه ...ماهو انا اخت صاحبك ايه بقي يخليني اصدق انك معملتش معاها زي ما عملت معايا
حقا غبي حينما نطق بهذا المبرر ظنا منه أنه سينقذه ليقول بدفاع عن نفسه : انا حبيتك ياماس وهي لا ...
نظرت له ماس بغضب مشتعل : وانا اعرف منين ؟!
قال بعتاب : بعد كل اللي بينا شاكه في حبي ليكي
........
...
جلست تهاني علي جمر ملتهب تحاول معرفه ما حدث لتزداد نيران فضولها حينما ارسلت خاله مهران وخاله في طلبه بالاسفل بغرفه عمران لتتجه الي الباب علي مهل تحاول استراق السمع ولكنها لم تستطيع بينما باقي العائله هنا وهناك بارجاء المنزل. .....
دخلت ذكيه تحمل المشروبات وتضعها أمام عمران ومهران وتلك المراه التي تجاوزت الستون بينما جلس خاله عبد الرحيم بجواره يتحدث معه. ..... حاولت التمهل لتسمع شيء من حديثهم كما امرتها تهاني ولكن عمران زجرها لتنتهي : خلصي يا بت واطلعي برا
تحركت ذكيه سريعا وخرجت وعلي وجهها علامات خيبه الامل لتزفر تهاني بضيق .....اتجهت بسمه الي والدتها بلهفه تهمس : ايه ياماما عرفتي حاجه ؟!
قالت تهاني وهي تهز راسها في محاوله منها لطمئنه نفسها : هنعرف كل حاجه .....انتي بس روحي وانا اول ما يخرجوا هعرف من عمك كل حاجه. ..
بالداخل تحدثت رجاء خاله مهران : الف مبروك يا ولدي ....أخرجت صندوق خشبي ثمين ووضعته أمام مهران قائله : دي الامانه اللي امك الله يرحمها سابتها ليا ووصتني اديهالك يوم فرحك .....دهب المرحومه
نظر عبد الرحيم الي عمران قائلا : معلش ياحاج ...دي امانه ووصيه
اوما عمران بتفهم : عارف ياحاج وده حقه ودهب امه الله يرحمها
اوما مهران الذي لم يكن يعي شيء مما يحدث حوله وهو يعد الدقائق لتقف أمامه تواجهه بأي شيء لما فعلته
خرج مهران وهو يحمل هذا الصندوق بين يديه واتجه الي غرفته متجاهل نداء تهاني التي زفرت بنفاذ صبر ثم اتجهت الي غرفه زوجها ...رحبت برجاء وعبد الرحيم : منورين يا حاج وانتي منورة ياحاجه رجاء
نظرت لها رجاء ببرود : البيت منور بأهله
اعتدل عبد الرحيم واقفا وهو يقول : نقوم احنا ياحاج
قال عمران باعتراض :: مش قبل ما نتعشي كلنا سوا. .... ده ليله مهران
قال عبد الرحيم : بكرة في الفرح أن شاء الله
...........
....
خرج صالح من المنزل وهو يواجهه نظرات أبيه الغير راضيه ولكنه تجاهلها واتجه للخارج ليتصل بجاسر الذي سرعان ما أجاب علي هاتفه بينما جاء في الوقت المناسب ليفلت من بين براثن ماس
: طيب ياصالح ...انا هخرج ليك حالا
نظرت له ماس بخبث فهاهو يهرب. .....حسنا فليهرب
: انت رايح فين ؟!
قال ببراءة : صالح كلمني وعاوزني في حاجه ....دقايق هخرج اشوفه وارجع ياحبيتي
نظرت له بهدوء شديد قائله : تمام
نظر لها بعدم تصديق الي هدوءها الذي حل فجاه ليميل ناحيتها يقبل وجنتها : مش هتاخر
قالت ماس بوعيد مبطن : براحتك
اندفع جاسر خارج الباب وكأنه سجين يفر ليسرع بخطاه تجاه صالح الذي أخذه ليسيران سويا بمحازاه الزروع
قال صالح باعتذار : معلش لو كلمتك في وقت مش مناسب
هز جاسر رأسه وتلقف أنفاسه قائلا : بالعكس ...مكالمتك جت في الوقت الصح
نظر له صالح باستفهام : ليه ؟!
تنهد جاسر قائلا بغموض : حوار قديم وعلي حظي الزفت ماس عرفته
ضحك صالح بالرغم من ضيقه : واضح أن مراتك بنت حلال وكل مرة تقفشك .....عملت ايه المره دي
هز جاسر كتفه : ولا حاجه ....والله حوار قديم أنا اصلا ناسيه
...........
...
بعد أن نطقت بتلك الكلمات لم يطرق الندم طريق لها بينما كانت تردد نفس الكلمات لنفسها وكأنها تؤكدها بأنه من سيندم ....نعم سيندم حينما يعرف الحقيقه التي لابد أن يعرفها يوما ما ....حاولت ياسمين استجماع نفسها وقوتها بعد كلامها مع ماس لتجلس علي الأرض وتفتح تلك الحقيبه التي جمعت بها كل شيء ....بأشمئزاز أمسكت بأكياس المخدرات ووضعتها جانبا ثم أمسكت بتلك الاوراق تقرا محتوياتها ....عقود لكل شيء عقارات وأراضي ومحلات وسيارات سبائك ذهبيه ...اشياء كثيرة وأوراق بعقود كثيرة لا تفهمها ولكنها تدري انها تعني لزياد الكثير لذا طلقها دون تردد حينما ضغطت عليه ..... جذبت تلك الرقاقه وامسكت بمزهريه كريستاله وأخذت تحطمها وتدمرها وهي تهز راسها وتتذكر محتوياتها ...ذلك الحقير الذي لا يملك ذرة واحده من الأخلاق وقد صورها بتلك الهيئه ...أنه مريض سادي لم يترك شيء واحد قذر الا وفعله بها ....
أعادت وضع الأموال والذهب بالحقيبه ووضعتها بالخزانه ثم جمعت الأوراق ووضعتها بحقيبه يدها الكبيرة
ثم اتجهت الي فراشها وتوسدته تنشد الراحه بعد أن تخلصت منه لتفكر في خطوتها القادمه التي لن تنظر بها خلفها أو لأي شيء مضي ...
........
....
نظر جاسر الي صالح قائلا بتمهل : وانت ناوي تعمل ايه ....هتتجوزها ؟!
هز صالح رأسه برفض : مستحيل ...
نظر له جاسر باستنكار : طالما مستحيل ايه اللي مانعك تنهي الموضوع
صمت صالح بينما لم يكن جاسر اول من سأله هذا السؤال فهو يسأله لنفسه الآلاف المرات .....ليعترف واخيرا بأن تلك الخطبه كان يضعها بمثابه حجر لنفسه في طريق عودته الي ياسمين ....ولكنه الآن بعد أن تقلب قلبه علي جنب ملتهب يهفو للعوده إليها حتي بعد كل ماحدث لم يجد بد من الاعتراف
نظر صالح الي جاسر قائلا باعتراف :عشان غبي ...انا غبي ياجاسر ...كنت فاكر اني بكدة هجبر نفسي اكمل حياتي ومرجعلهاش ....
تنهد بحرقه وتابع : بس مقدرتش وبرضه رجعت امشي في طريقها تاني ....بالرغم من كل ده لسه بحبها ومش قادر اواجهه نفسي بالحقيقه دي
نظر جاسر لصديقه بتفهم : عارف انك لسه بتحبها بس هروبك من المواجهه دي ياصالح مش هتفيدك بحاجه .....انت لازم تقرر انت عاوز ايه ولو مش عاوز الجوازه دي يبقي تاخد موقف وبرضه لو عاوز تدي ياسمين فرصه ....نظر له صالح باستنكار : فرصه ؟! اوما جاسر بينما الحيرة دارت برأسه لينطق بها بدون تفكير :
مسألتش نفسك ياصالح زياد طلقها ليه ..؟!
عقد صالح حاجبيه بينما لم يخطر سؤال كهذا بباله ليقول جاسر بتفكير : ...أن زياد يطلقها بالسهوله دي ......معناه أنها هددته بحاجه اقوي من تهدديدي له اني اسجنه ...
نظر له صالح بعدم فهم ليوضح جاسر : انا بفكر معاك ومعنديش حاجه مؤكدة ...بس اللي يخليه يطلقها بسهوله كدة بعد ما راحت له يخلينا نفكر في السبب القوي اللي ياسمين ضغطت بيه عليه ......عاوز رايي
اوما صالح : امال بتكلم معاك ليه
ربت جاسر علي كتفه : شايف أن في كلام لازم تسمعه منها......لازم تحاول تسمعها ....انت قولت كل الكلام اللي جواك فاضل تسمع الكلام اللي جواها وتعرف منها سبب غدرها بيك
نظر جاسر الي صالح وتابع بتأكيد : وقبل اي حاجه تروح لحماك وتنهي الجوازة دي
اوما صالح بإصرار فلن يصمت أكثر من هذا وكلام جاسر صحيح ......
ساد الصمت لحظات بينهم ليقول صالح وهو يتلفت حوله هكلم مهران ينزل يسهر معانا شويه
أوقفه جاسر قائلا : لا سيبه
عقد صالح حاجبيه باستفهام : في حاجه حصلت
هز رأسه: لا بس تلاقيه مشغول وخليه يريح وانا كمان هقوم
.........
....
ضحكت ماس التي كانت تتحدث مع مالك علي الهاتف بينما يقول : لا يا بنتي انا خدمت في الغردقه إنما جوزك كان رزقه الصعيد
تابع مالك بغرور محبب : لاوم يبعتوا ضابط حلو زيي الغردقه ينشط السياحه للبنات الحلوة وجوزك آخره يروح الصعيد
رفعت ماس حاجبيها : طيب علي فكره بقي هنا في بنات زي القمر ... احلي من بتوع الغردقه
ضحك مالك لتستمع مي من خلال الغرفه الأخري لصوت ضحته فتقوم علي أطراف أصابعها وتسترق السمع من خلال باب الغرفه التي بقي بها وحده بعد خلافهم الاخير
: لا بقي انتي تقوليلي ايه حكايه البنات الحلوة دي
تابع مالك حديثه مع أخته بينما احتقن وجهه مي بالغضب وهي تستمع له يتحدث عن فتيات وبالطبع لم تفهم شيء وتحرك عقلها الحاقد تجاه ماس التي لم يكن حديثها أكثر من مزاح مع أخيها والذي انهته : معلش بقي يا مالك متبقاش تنسي موضوع رخصه ريم
فرك مالك رأسه باستدراك : اه ...ده انا نسيت فعلا
عموما خليها تعدي عليا بكرة وانا هخلص ليها كل حاجه
قالت ماس بحماس : بجد يا مالك
: طبعا يا حبيتي ...ابقي ابعتي ليا رقمها وانا هكلمها الصبح
أغلقت ماس الهاتف ليشتعل وجهه مي بالحقد والغيرة ....هل وصلت بها أن تعطيه رقم فتاه أخري ....توعدتها مي بسرها بعد أن تراجعت عن فكره مواجهه مالك بما سمعته وسحبت يدها من فوق مقبض الباب وعادت الي غرفتها وهي لا تري شيء إلا الانتقام من ماس ......
......
دخل جاسر بعد منتصف الليل وهو يتسلل علي أطراف أصابعه بينما بداخله يتضرع أن تكون قد نامت فهو مرهق للغايه وليس بحمل شجار اخر .....
دخل بهدوء شديد الي الغرفه ليراها وقد نامت علي الضوء الخافت بجوارها .....خلع قميصه وبنطاله ووضعهم جانبا ثم دخل الاستحمام وخرج بهدوء بعد قليل ليمد يداه الي حقيبتهم يخرج منها شورت يرتديه ثم بخطوات هادئه اتجه الي الفراش بجوارها لتهب ماس من نومها ما أن شعرت يتوسد الفراش بجوارها : به انت بتعمل ايه ؟!
قال ببراءة : بنام ياحبيتي .....اسف لو عملت دوشه وصحيتك انا هنام علي طول
رفعت ماس حاجبها باعتراض : ومين قال انك هتنام هنا ؟!
نظر لها باستفهام : امال هنام فين ؟!
ألقت ماس له بالوساده ليرفع حاجبه ؛ ايه ده ؟! ... انام علي الأرض ...لا انسي
قالت ماس وهي تنظر له بشرور متقده :
لا انت اللي تنسي تنام جنبي ....
نظر لها يحاول التأثير عليها : اهون عليكي.... دي الأرض تلج
هزت كتفها وقالت بتشفي : انت راجل استحمل
رفع حاجبه : ملهاش علاقه بالرجوله ..... ...مستحيل انام علي الأرض ...انسي اني انام عليها تاني ...ياما
نمت عليها كتير لما كنت في الخدمه هما ومستحيل اعملها تاني...دي كانت ايام عذاب
غمز بها بشقاوة وتابع بينما يميل ناحيتها : وخصوصا وانا قدامي سرير حلو ودافئ وقمر
وضعت ماس يدها علي صدره ورفعت عيناها له بتحدي : ايه العذاب فيها ...... ما انت كنت حلو وبتظبط بنات ...
استشرست كل ملامحها بينما تضع الوساده بحضنه وتتابع : نام بقي علي الأرض يا ...جاسر ( تعمدت نطقها بنفس نبره سحر )
اقترب جاسر منها يراضيها : ياماسه
قاطعته بحنق : ولا ماسه ولا زفت
قال جاسر ببراءه : الله وانا عملت ايه ...؟!
اقترب منها لتلامس أنامله خصلات شعرها ويميل هامسا بمشاكسه : المفروض اللي حصل ده يخليكي مبسوطه أن جوزك ساب كل البنات واختارك انتي ....
رفعت حاجبها ليهز رأسه ويتابع بغرور محبب : طبعا كنت ظبوطه حلو ومتخرج والبت متحملتش .....ياماسه ياحبيتس جوزك راجل زي القمر لازم تخافي عليه عشان معجبينه كتير
.......هل زاد جرعه غرورة ؟! سأل نفسه بينما يري
ابتسامه ماس الباردة والتي أخفت خلفها أنياب غيرتها لتلقيه بالوساده بحنق : يبقي خلي معجبينك ينفعوك
تفادي الوساده واقترب منها قائلا بحب : بس انتي حبيتي
قالت ماس بإصرار : قولت ابعد ومش هتنام جنبي
قال برجاء : طيب خلينا نتفاهم ...اولا انا معملتش حاجه عشان نتخانق ونبعد عن بعض واحنا اصلا لسه يادوب متصالحين ...ثانيا انا اعترفت بكل حاجه ...ثالثا وده المهم
انا حبيبك ومش ههون عليكي .....الأرض تلج ياروحي وضهري هيتكسر من النوم عليها
قالت بعناد : ماليش دعوه ....
زفر قائلا : طيب مش هاجي ناحيتك انا هنام في اخر السرير ومش هتحرك من مكاني ....
قبل أن تفتح فمها كان يتابع : وبعدين ياروحي انا برضه كرامتي متسملحيش اني اتطرد كدة من السرير بس انا ساكت وعمال اراضيكي عشان تعرفي بس انا بحبك اد ايه
التوت شفاه ماس بتهكم : لا ساكت عشان غلطان
رفع حاجبه : غلطت في ايه...؟! والله حوار قديم وانا اصلا ناسيه
زفرت ماس قائله : طيب روح اخر السرير واياك اصحي الاقيك حاضني وتقولي مش حاسس
نظر لها جاسر بحنق : في اوامر تانيه يا فندم
قالت بابتسامه بارده : لا
تزحزح جاسر الي نهايه الفراش لتزجر نفسها انها طيبه ومررتها له لتزفر وهي تتقلب بضع مرات بينما تخطط لشيء وهي تتذكر كلمات الفتاه
( بقي هتسميه جاسر علي اسمك...... ماشي ياابن ماجده
وانت فاكرها عدت وهتنام كدة ....هتشوف هعمل فيك ايه )
رفع جاسر رأسه من علي الوساده حينما قامت من الفراش جواره :
في حاجه ياحبيتي ؟!
قالت بهدوء ماكر : لا
بعد قليل عادت الي الغرفه لتسحب فرشاه شعرها تصففه التفت جاسر لها ليبتلع ببطء بينما عادت عكس ما ذهبت من بيجامه باكمام الي شورت قصير للغايه وفوقه تيشرت بحمالات رفيعه
غابت عيناه بتأملها لحظات طويله خرج منها حينما وضعت الفرشاه فوق الطاوله بعد أن جمعت شعرها فوق راسها
ليقول ببراءه : ايه ده يا حبيتي غيرتي هدومك ليه
قالت ببرود : الجو حر
ابتلع ولا ينكر الحرارة التي هبت في جسده من رؤيتها بتلك الهيئه ليقول بأمل أن تتراجع عما تفعله :
بس انا خايف تبردي
قالت ببرود وهي تتجه لمكانها بجواره : الغطاء تقيل
نظر لها جاسر بغيظ بينما يتبرطم ......تقيل..؟!.
ولم يكن شيء ثقيل كما أنفاسه التي ثقلت وهو يشعر بغليان الدماء في عروقه بينما توسدت ماس الفراش وجذبت الوساده الصغيرة لتحتضنها بتشفي بينما تحول الي كتله ناريه يتقلب من جنب الي اخر وهي لا تسمح له بالاقتراب ليتبرطم بغيظ
: ياريتني نمت علي الأرض
...........
...روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
في الصباح
تقلبت ماس بكسل لتفتح عيونها الناعسه وتتطلع الي جانبها ولكنها لم تجد جاسر لتعتدل جالسه ببطء وتدور بعيناها في الغرفه بحثا عنه ....
قامت ببطء وخرجت لتجده جالس في تلك الشرفه الواسعه المطله علي منظر بديع من الحقول الخضراء
اتجهت ناحيته وهي تعقد حزام روبها الحريري حول جسدها النحيل قائله : جاسر انت صاحي بدري ليه ؟!
التفت لها جاسر بمغزي بينما لايزال الغيظ يكلل ملامحه بينما تركته يحترق بنيران اشتياقه لها : وهو انا نمت اصلا ؟!
ابتسمت بمكر بينها وبين نفسها ولكنها تظاهرت بالبراءه وهي تسأله : ومنمتش ليه ؟!
هز جاسر كتفه قائلا بتهكم : ابدا بس كنت بتعاقب
رفعت حاجبها ببراءه حمل وديع : مين بيعاقبك ؟!
ارتسمت ابتسامه عابثه علي طرف شفاه جاسر وهو يقول لها باعتراف : الوحيده اللي عارفه انها تقدر تعاقبني ومقدرش اعمل ليها حاجه
ابتسمت ماس وتطايرت الفراشات حولها من كلماته ولكنها قالت باستفهام : ودي مين ؟!
جذبها جاسر فجاه لتسقط في حضنه بينما يقول : حبيتي هو حد غيرها يقدر يعمل كدة
ذابت ماس حرفيا مما يفعله سواء بكلماته أو نظراته او حتي ذراعيه التي أحاطت بها
لتحاول الثبات أمامه وهي تقول : انت مش كنت مكشر من شويه
رفع حاجبه وداعب شحمه اذنها بشفتيه وهو يقول بأنفاس ساخنه : ده انا بغلي غليان
ضحكت برقه وأحاطت عنقه بذراعيها وسألته ببراءه : ليه ؟!
: اسالي نفسك ....
نظرت له ببراءه وطفوليه ليداعب جاسر وجنتها بظهر يداه ويقول بحنان : عموما ياستي انا بعترف انك عذبتيني واصلا معرفتش اغمض عيني طول الليل
رفعت حاجبها وقلبها تتراقص دقاته علي وقع تلك السيمفونيه من كلماته : للدرجه دي ؟!
اوما لها وذاب بتأملها :واكتر ....و لو كنت فضلت جنبك كنت هتهور بس محبتش اضايقك
مرر يداه برقه علي جانب عنقها وقال بهيام : وياريتني كنت اتهورت بس قولت اخليكي تاخدي حقك مني
ابتسمت ماس مطولا بينما تتطلع إليه وقد صاغ الحقيقه لتقول بإعجاب : انت ذكي اوي ياجاسر
داعب شعرها قائلا :وانتي حلوة اوي ياماسه
جذب عنقها ليقرب شفتيها من شفتيه يقبلها قائلا : بموت فيكي
............
....
استيقظت ياسمين لتظل جالسه في الفراش مكانها لاتشعر برغبه في مفارقه الفراش ولكنها يجب أن تقوم فلديها الكثير ......
تفاجيء عماد بياسمين تقف أمامه : ياسمين
انتي ...انتي كنتي فين وايه اللي حصل
تهكمت ياسمين : ايه يابابا مروحتش لزياد ليه .....
صمت وخفض رأسه لتكمل بمغزي : غريبه توقعت انك هتجري تقف معاه ولا خوفت منه
هتف عماد باحتدام : ياسمين متنتسيش اني ابوكي
نظرت له ياسمين بعتاب وهتفت بغضب : انت اللي نسيت انك ابويا وحقك تحميني
: انا جوزتك
أوقفته ياسمين هاتفه : اسمعها بيعتك وعموما مش فارق معايا أنا جايه لحاجه واحده بس .......
انت من دلوقتي برا حياتي زيك زيه وانا جايه هنا عشان أحذرك مالكش أي دعوة بيا عشان وقتها هنسي وهأذيك
وضعت مغلف كبير بيده وتابعت : دي فلوس عشان مصحه عبد الرحمن وده هيكون كل اللي بينا بعد كدة بس فلوس علاج عبد الرحمن كل شهر
تركته وخرجت
باتجاه المشفي لزيارة أخيها
........
...
وبنفس الإحباط وعدم الرغبه بالاستيقاظ كانت فيروز تفتح عيونها علي صوت والدتها التي قالت بجفاء وهي تزيح الستائر القاتمه جانبا وتسمح للشمس بالعبور الي الغرفه ...يلا قومي ورانا حاجات كتير
احتقن وجه فيروز من جفاء والدتها لتظل مكانها بعناد ولكن وداد اتجهت ناحيتها ووكزتها بكتفها : قولت قومي شوفي وراكي ايه ....
نظرت لها فيروز بغضب احتقن داخل مقلتيها لتشد وداد من عزيمه قلبها علي ابنتها التي تخيلت طوال الليل ما كانت ستكون عليه حياتهم أن كانت بالفعل نجحت في هذا الهروب الذي تجرأت وفعلته دون أن تفكر بوالدتها ولا إخوتها ....انانيه للغايه ولم تربيها لتكون فتاه هكذا
نظرت وداد الي نظرات ابنتها الغاضبه لتواجهها بحنق : بتبصي ليا كدة ليه .....؟! واحده غيرك تحط عينها في الأرض بعد عملتها
غص حلق فيروز وكذلك وداد بعد كلماتها القاسيه لابنتها ولكنها لم تتراجع عنها بل رمقتها بنظره غاضبه وخرجت من الغرفه لتعتدل فيروز جالسه ويسري الغضب بوجدانها
لتقوم من مكانها وتنظر الي عيونها المتورمه قليلا من بكائها ليله امس بينما بكت بحضن عزيزة تخبرها عما يجول يصدرها وتشكي لها قسوة والدتها وعدم احتوءها لها وشدت عزيزة من ازرها .....
Flash back
لتتذكر كلامها مع عزيزة ليله امس والتي تفاجات بما فعلته فيروز لتقول باستنكار : انتي ازاي تعملي كدة
يعني يابنتي بعقلك ده وعلامك مش شايفه أن تهاني دي بتكرهك....تقومي تسلمي القط مفتاح القرار
مالكيش حق
هتفت فيروز بعدم اكتراث مزيف وهي لاتريد الاعتراف أنها أخطأت أو تسرعت : وهي هتسرق الحاجه ...اكيد رجعتها له
: لا طبعا وانتي ايه اللي ماكدلك ...... انتي اول حاجه لازم تحكي لمهران اللي حصل
: احكي له
: طبعا خلاص ده وقت الصراحه وانتي كلها كام ساعه وتبقي مراته ولازم كل حاجه بينكم تكون علي بياض
Back
لمعت الدموع بعيون فيروز بينما تتذكر كلام والدتها السام وتقارنه بكلام عزيزة ...فمن منهم أولي بأن تحتويها ...والدتها ام زوجه عمها ؟!!!
دخلت إليها عزيزة بوجهها البشوش ....يلا يا عروسه عشان تفطري وبعدين تشوفي وراكي ايه .....انا كلمت البنت وجايه بعد الضهر تزوقك
قامت عزيزة من حوار فيروز لتوقفها : طنط
التفتت لها عزيزة : نعم
انفلتت الكلمات من جوف فيروز التي واخيرا اعترفت بشيء تشعر به من وسط تلك الدوامه التي تسحبها الي أعماقها ولا تعرف ماذا ينتظرها بها : انا خايفه
ابتسمت لها وربتت علي كتفها قائله : لازم تكوني خايفه وده طبيعي
بس متخافيش انتي مش لوحدك انا جنبك وزي امك ولو عاوزة اي حاجه قوليلي
ابتسمت لها فيروز : شكرا يا طنط انتي عملتي اللي امي معملتهوش
: معلش يا بنتي. ...امك بتحبك
قالت فيروز باستنكار : بتحبني ؟!
: اه طبعا هو في ام تكره بنتها
انتي بس اهدي ويوم والتاني وربنا يكرمك بعيل وتعرفي وقتها أن امك كانت خايفه عليكي
.........نظرت ماس الي جاسر الذي كان يرتدي ملابسه : انت رايح فين ؟!
قال جاسر وهو يغلق ازارا سترته : هروح اشوف مهران وصالح
رفعت حاجبيها : هو كل شويه مهران وصالح .....
ايه ياجاسر متسوقش فيها عشان أنا ساكته علي خروجك كل شويه
رفع حاجبه : سكتالي
أومات له وعقدت ذراعيها أمام صدرها : اه طبعا .... انت طول اليوم خارج وانا قاعده لوحدي ....ماليش دعوه مفيش خروج
ابتسم رافعا حاجبه : في ناس بقت بتتحكم
قالت وهي تنظر له بثبات : حقي
ابتسم لها جاسر برفق ومد يداه ناحيتها لتأتي اليه : طيب عاوزة ايه ؟!
قالت بدلال : اقعد معايا
لمعت عيناه بالشغف : بس كدة حاضر
ابتسمت ماس بانتصار بينما بهدوء ودون شجار امتثل لطلبها والذي توقع أن يكون محصلته قرب بينهما ليتفاجيء بها تفتح تلك الحقيبه وتخرج محتوياتها وتبدأ باختيار ما سترتديه اليوم
نظر جاسر بملل طوال فترة الظهيرة وهي ترتدي هذا وذاك
ليبعد اخر ما قررت تجربته : سيبي ده من ايدك وتعالي اقولك حاجه تضيع الزهق
تملصت ماس منه قائله : لا انسي ده بعينك
قال بنبره لعوب : وليه بس
قالت ماس بابتسامه ماكرة : عشان انا لسه مش ناسيه حكايتك يا دنجوان
نظر لها بامتعاض : طيب تخلص بايه...؟!
خروجه هديه سفريه اللي انتي عايزاه
قالت ماس بدلال وهي تتطلع له بينما يكاد يموت شوقا لها : مش عاوزة حاجه غير انك تفضل كدة
رفع حاجبه : عاوزة تفضلي تعذبيني
أومات : انا مرتاحه كدة
جذبها إليه وحاول تقبيلها هامسا : ماسه
وضعت يدها علي صدره توقفه : انسي
: طيب واهون عليكي
: ما انا بهون عليك
هز رأسه ووضع وجهها بين يداه : عمرك ما هونتي عليا علي فكرة حتي واحنا متخاصمين
ولا ناسيه كام مرة صالحتك
نظرت له قائله : مش ناسيه . ..بس صلحك دايما مشروط
: يعني ايه يافليسوفه
تنهدت ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها لتحيط عنقه بذراعيها قائله :
يعني صالحتني بس قرارك مش هيتغير
نظر لها بطرف عيناه لتهمس أمام شفتيه : انت عارف اني بحبك ومش بحب ازعلك بس ......
نظر جاسر إليها بتأهب بينما تركت جملتها بلا تكمله ليقول : أيوة جينا ل بس
سحبت ماس نفس عميق ونظرت له قائله بهدوء : حبيبي ينفع نتكلم براحه جايز نوصل لطريق بينا
اوما بانصياع : ينفع اتفضلي
قالت ماس وهي تحاول ترتيب كلماتها استغلالا لهدوءه : انا مش هتكلم كتير في اللي حصل بينا اخر فتره بس هسألك حاجه
نظر لها لتسأله : انت بتحبني ؟!
اوما دون تفكير : اكيد
عادت لتسأله مجددا :: طيب بتحبني ليه
صمت لتكمل : عشان أنا كدة صح
هز رأسه اه
لتنطق سؤال اخر ::طيب ليه بتحاول تغيرني؟؛
نظر لها بعدم فهم لتشرح ماس : انت عارف ان انا مش الست اللي بتسمع الكلام كده وتنفذه من غير نقاش ولا اقتناع ليه بقي بتجبرني علي كدة
قال برفق كعادته ليهاودها ويغلق الحديث دون التطرق لمزيد من النقاش قد يصل الي نتيجه لا يريدها وهو يعلم كم هي بارعه في النقاش : انتي ست الستات ياقلبي وبتسمعي كلام جوزك حبيبك
أومات ماس وتابعت بينما لن تخسر ما وصلت له : مختلفناش بس جوزي حبيبي لازم كمان يسمع كلامي
تابعت برقه وهي تمرر يداها علي جانب عنقه : ياجسورة انا عارفه انك متضايق من اللي حصل وانا كمان طبعا متضايقه بس انا ماليش ذنب تتعامل معايا زي اي راجل رجعي وتصدر فرمان وانا انفذه ....مش هكون مرتاحه ولا مبسوطه وانا حاسه ان ماليش كلمه ولا رأي وان كل سنين عمري واحلامي أن يكون ليا حياه عمليه انتهت بمجرد قرار منك ......نظرت في عيناه وتابعت : جاسر
مش عاوزة اسيب شغلي وده مش معناه ابدا تقليل من احترامي لكلامك بس ده دفاع صغير عن حقي
انت عارف اني كده ....ربنا خلقني ليا صوت لازم استخدمه
نظر جاسر لها بينما حشرته في تلك الزاويه لتكمل ماس بذكاء حتي لا يظن أنها من انتصرت وتجعله يشعر بانتصار زائف حتي تنتشي ذكوريته :
وبعدين اصلا انا لو قعدت في البيت هبقي ممله وهزهقك وكمان هنكد عليك
ذكيه بإدخال المرح لحديثهم لتدير الدفه قليلا الي صفاء بعيد عن الشجار ليرفع جاسر حاجبه وقد ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه : بقي كدة ؟!
أومات له : اه انا صريحه وبصراحه اكتر انا مش هنسي مهما تعمل وبقولك اهو عشان مترجعش تقولي معرفش ايه ونكد وخناق
: ده عشان اااقلم نفسي علي النكد من دلوقتي
أومات والقت اخر مافي جعبتها بقليل من عدم التفكير : لا انا مش عاوزة يكون بينا نكد ...انا بس عاوزة تفكر في كلامي وانا واثقه انك مش هتيجي عليا ولا تزعلني وهتخليني ارجع شغلي خصوصا لو عرفت كمان أن الزفت ايمن ده اتنقل اصلا
نظر لها سريعا : عرفتي منين ؟!
دون إرادتها أخفت الحقيقه التي مسبقا تعرف رد فعله عليها أن عرف بمكالمه مهاب لها لتقول بكذب :
من ريم طبعا
هز جاسر رأسه باقتضاب : طيب
سألته بلهفه : طيب ايه ؟!
قال وهو يربت علي يدها : طيب هفكر
رفعت حاجبها : انت بتاخدني علي قد عقلي
نظر لها جاسر وضيق عيناه : والله واضح انك انتي اللي اخدتيني علي قد عقلي
قالت ببراءه وهي تخفي انتصارها بينما بداخلها عرفت أنه سيغير قراره : انا ....ده انا اجي ايه في عقلك بس ياحضرة الضابط
نظر لها بإعجاب لا ينكره فهي ذكيه ماكرة وهو يعشقها ليميل تجاه شفتيها يقبلها وتلك المره تركته ماس واغمضت عيناها تاركه شفتاه تتذوق شفتيها بعد حرمان طويل ولكنها كانت ذكيه لتوقفه في الوقت المناسب بينما لا تريد منه أن يتراجع ما أن ظن أن المشكله بينهم انتهت : انت مش رايح لمهران
رفع حاجبه : ده من أمتي...انتي مش قولتي اقعد معاكي
أومات له : اه ..بس شكلك زهقت
قال بمكر : طيب ما تيجي نكمل كلامنا جوه
هزت راسها ' لا
: لا ليه مش كنا بنقول كلام مهم
ضحكت ماس بدلال : اه بس مش اللي في دماغك
قال بشغف واشتياق : ليه ؟!
قالت ماس : عشان احنا هنا
: وهو هنا حرام
: لا بس مش بيتنا وانا مش بكون مرتاحه الا في بيتنا
رفع حاجبه بامتعاض : والاوتيل بتاع شهر. العسل كان ايه ...ما كنتي مرتاحه
هزت راسها وهربت بنظراتها : اهو بقي..... خلينا في بيتنا وعلي الكنبه بتاعتنا
ضحك جاسر قائلا : ده تعجيز
هزت راسها بدلال : توء ....عشان افضل وحشاك
قال بحب وهو يجذبها الي حضنه : وحشاني وبعدين الواد مهران هيتجوز وانا بحقد عليه
ضحكت قائله : للدرجه دي
اوما قائلا بشغف : امال..... ده انا ليله فرحها مش قادر انساها وبفتكرها اول ما بشوف اي فرح
شاكسته ماس قائله :
قصدك لما نمت علي الكنبه
رفع حاجبه : الحق عليا اني كنت جنتل مان معاكي ومرضتش ارخم من اول ليله
ضحكت ماس ليلمع الغيظ بعيون جاسر فتوقف ضحكتها قائله ::طيب خلاص وعموما معتقدش اصلا بكل اللي هما فيه هيحصل حاجه
هز جاسر رأسه : لا ياقلبي ماهو ده صعيدي ودماغه قفل مش زي جوزك المتفهم
هزت ماس راسها بثقه بينما من رؤيتها لفيروز تعرف انها ليست بفتاه هينه ابدا : بيتهيالك ...وبعدين مين قال إنه قفل ده اصلا كان بيتلكك أنه يهدي عشان مش عاوز يزعلها
نظر لها بتفكير لتقول ماس : ما تحكيلي ياجسورة
: علي ايه ؟!
: حكايه صحابك ....انا عرفت من البنات احكيلي بقي انت من وجهه نظرهم هما
قال جاسر : لا مش وقته هروح شويه اشوفهم وارجع
أوقفته ماس قبل أن يغادر بصوت رقيق : جسور
؛ عيون جسور .....غيرتي رايك وعاوزاني اقعد معاكي
هزت راسها ضاحكه لترفع أمامه أحدي ردائين : لا....ايه رايك البس ده ولا ده
ارسل لها قبله في الهواء قائلا : كله عليكي حلو
...........
...
عقدت مها حاجبيها بينما لا يجيب صالح علي هاتفها
نزلت الدرج لتستمتع لصوت ابيها الغاضب
يعني ايه يا منصور ..... الموسم كدة هيضيع مني
قولت لا ....انت اللي لازم تتصرف
فكرة تخزين المحصول كانت فكرتك عشان تضرب السعر متجيش تقولي دلوقتي لا
انا واخد من رافت المحصول كله وقولتله أنه اتباع وفي انتظار الفلوس لو عرف أنه لا هيعرف اني كداب
دخلت مها الي والدها بعد أن استمعت الي مكالمته : بابا في ايه
هتف رياض باقتضاب : مفيش ....شويه مشاكل في الشغل
: انا سمعتك بتقول اسم عمي رافت
: ابدا يامها ....انتي جايه ليه ؟!
تنهدت قائله :
انا بكلم صالح مش بيرد بقاله اسبوع
قال رياض بضيق : اعمل ايه دي مشاكلك مع خطيبك حليها
انفلتت الكلمات من شفاه مها بقصد إثارة غصب والدها : قولتلك مش عاوزة اكمل
احتد رياض قائلا : انا قولتلك مفيش حاجه اسمها مش عاوزة تكملي .....انا خلاص أديت كلمه للراجل ...اياك اسمع كدة
نظر إليها وتابع بجديه : مها لو الخطوبه اتفسخت شغلي هيتضرر مع رافت فاهمه ...
نظرت مها إلي ابيها بصمت بينما هي من الأساس لم تكن لتفرط بالزواج من صالح
....
.......الفصل الرابع والعشرون الجزء الثاني
ابتسمت ليليان الي صالح وهي تضع أمامه الافطار قائله : عقبالك يا حبيتي
نظر صالح لوالدته دون قول شيء لتتنهد ليليان وتسحب المقعد وتجلس بجواره قائله بهدوء : انا عارفه أن ابوك ضايقك بكلامه الفترة اللي فاتت ياصالح
بس ياابني هو خايف عليك
التفت صالح الي والدته بتساؤل : خايف عليا من ايه ....؟! صمت لحظه ثم أكمل سؤاله بوجوم : من ياسمين ؟!
وبعد هذا السؤال انفلت سؤال اخر من بين شفتيه : تفتكري انها تقدر تاذيني ؟!
قالت ليليان وهي تهز راسها :
هي ياسمين تقدر تاذي نمله ياابني ...اكيد لا بس هو ميعرفهاش وواخدها بذنب ابوها
اجابه والدته لم تشفي شيء من حيرته بل زادتها ليقول بوجوم وحيرة أشد :
امال مين آذاني ...امال مين آذاني غيرها
امي انا هتجنن
عقدت ليليان حاجبيها بقلق وهي تضع يدها فوق يد ابنها هاتفه : في ايه ياصالح مالك ....انت مخبي عليا ايه ؟!
تنهيده ثقيله انطلقت من صدر صالح وافاض بمكنونات قلبه لوالدته التي استنكرت كل ملامحها وهي تقول بعدم تصديق : انت بتقول ايه ياصالح ياسمين .....ياسمين تعمل كدة ؟! ياسمين بلغت عنك ...ازاي ...ازاي ياابني تعمل كدة وازاي انت متقوليش حاجه زي دي .....
لا...لا ....لا يمكن ...ياسمين تعمل كدة
قال لوالدته بغصه حلق : متعملش كدة ليه .....؟!
تعلثمت ليليان ولكنها تابعت دفاعها عن ياسمين : عشان ...عشان ياابني هي مش كده ....ياسمين متعملش كده
نظر صالح لوالدته وهز رأسه قائلا برفق :
انتي طيبه ياأمي
قالت ليليان : وهي الطيبه عيب ياابني ......جايز زي ما انت بتقول طيبه بس برضه انا اعرف احكم علي الناس كويس
سحبت نفس عميق وتابعت : اختي كانت عارفه كل قذاره جوزها وساكته عشان بتحبه إنما ياسمين مسكتتش عشان كرهتهم لما عرفت الحقيقه .....لا ياصالح ياسمين مش شبههم ...لو كانت شبههم كانت قبلت حياتها مع الراجل ده
قال صالح بتهكم مرير : مقبلتش عشان كان بيأذيها إنما لو كان طبعه غير كدة كانت كملت معاه ....لما اكتشفت حقيقته لجأت لينا ...ياسمين عاوزة كل حاجه
عقدت ليليان حاجبيها باستنكار : لا ياصالح انت كدة بتظلمها ....وبعدين لو زي ما بتقول هي عاوزة كل حاجه ...هو انت فقير ؟! ...ماهو انت غني زي جوزها وخصوصا دلوقتي بعد ما أحوال شغل ابوك اتصلحت يبقي الأولي أنها بعد ما خلصت من جوزها تحاول معاك مش تبعدك عنها
فركت راسها بعدم اقتناع وتابعت : وبعدين هي كانت هتعرف منين انك ممكن تتدخل وتنقذها .... دي كانت بتتكلم معايا
نظرت إلي ابنها وتابعت بحيرة : وبرضه كان ايه اللي يخليها تعاند مع الراجل اللي اجوزته وتشتري عداوته وتخليه يبهدلها كدة لو كانت عاوزه فلوسه ....ياصالح الراجل ده بكلمه منها كان هيكون خاتم في صباعها لو بس استسلمت له
نظر صالح الي والدته بطرف عيناه يحاول فهم مغزي كلماتها لتكمل ليليان : حاول معاها كتير وهي كانت رافضاه وعشان كدة كان بيتجنن ويضربها
ضاع صالح في غياهب تلك الحيرة من كلمات والدته وكلمات جاسر قبلها ....أن كانت بريئه كما يقولون إذن ما سبب تصرفاتها ليتذكر كلماتها عن أنه سيندم حينما يعرف الحقيقه ...اذن اين الحقيقه .....اين تلك الحقيقه ...يكاد يجن من فرط التفكير
نظرت ليليان الي ابنها بشفقه لتنطق بتلك الكلمات التي ستوصله الي الحقيقه التي يبحث عنها والموجوده فقط لديها هي : صالح ياابني كلمها واعرف منها كل حاجه .....ياسمين مستحيل تعمل كدة من غير سبب ...اعرف أسبابها واسمعها ....
مجددا يصل لنفس النقطه ....(اسمعها ) نفس الكلمه من شفاه والدته وشفاه جاسر .....ولكنه سألها بالفعل ولم يجد جواب .....سألها بعنفوان غضبه والقي بوجهها كل تلك الاتهامات ولم تدافع عن نفسها فماذا لديها مجددا ليسألها عنه ويسمعها به ....؟!!!
............
....
نظر عمران الي تهاني التي كانت كظابط استخبارات منذ الامس ..تتحرك هنا وهناك وتحاول سماع أي شيء يطمئن قلبها بينما مهران لايظهر شيء وكل شيء منذ الصباح يسير وكأن الفرح سيقام ؛ مالك واقفه كدة ليه ؟!
التفتت سريعا الي عمران بتعلثم : ابدا يا اخويا ....كنت ...كنت
قاطعها عمران بنفاذ صبر : كنتي ايه .... روحي شوفي البنات خلصوا ولا لسه عشان نتحرك علي بيت العروسه
هدر قلب تهاني وهي تسأله : بيت العروسه!؟! ليه ؟!
نظر لها عمران باستنكار : ليه ايه يا وليه ..... يلا خلصي عشان كتب الكتاب ....
زفر عمران وتوجه الي غرفته ليجذب عباءته السوداء الفخمه ويضعها فوقه بينما ظلت تهاني واقفه مكانها كالصنم ....ماذا يعني هذا ...؟!
التفتت الي بسمه التي لمعت الدموع بعيونها وهي تسال والدتها : ماما ...مهران هيتجوز البنت دي ؟!
بوغتت تهاني التي حاولت أن تطمئن ابنتها : لا .... لا يا بسمه
قالت بسمه بخزلان فبالفعل بدأت اصوات الأعيرة النارية تنطلق حولهم وهاهو مهران يقف اعلي الدرج و تتعالي الزغاريد من حوله ...... نزل مهران بخطوات ثابته وعيون تهاني لا تبارح النظر الي ملامحه الثابته وهي تتساءل عما حدث ...هربت الفتاه هي متأكدة .....اذن كيف هو ذاهب بتلك الثقه لاتمام الزواج ....
........
.....
توقف جاسر عن عقد ربطه عنقه السوداء الحريريه واستدار الي ماس التي ارتدت فستانها ليقول : ماسه حبيتي كنت عاوز اقولك حاجه......
: نعم
صمت وتأملها لتضيع منه الكلمات فما هو بداخل تلك الفتاه التي تزوجها ومازالت تحمل الكثير بداخلها من جمال يفاجأه كل يوم ليقول بإعجاب واضح وهو يتجه ناحيتها : ده ايه الجمال ده......حلوة اوي
ابتسمت ماس وكللت الحمرة وجنتيها لتقول : بجد ياجاسر
اوما لها باعتراف : حلوة اوي وكل يوم بشوف فيكي حاجه احلي
ابتسمت برضي شديد لتقول بخجل بينما عيناه لا تتوقف عن النظر لها : يعني مش اوي ....لسه معملتش شعري ولا حطيت ميكب
ابتسم لها وفتح ذراعيه لتأتي اليه قائلا : مش محتاجه اي حاجه ....
ابتسمت ووضعت راسها علي صدره متنهده : لما بتكون رايق كده وتقولي الكلام ده بحس اني طايرة ياجاسر
مرر يداه علي خصلات شعرها وقبل راسها : وهو انا ببطل كلام حلو يا ماسه
نظرت له بعتاب رقيق : ساعات لما تكون متخانق معايا
ضحك قائلا : مفتريه علي فكره ....انا اللي بتخانق ولا انتي
رفعت راسها من فوق صدره وابتسمت قائله : احنا الاتنين
اوما لها مشاكسا : احبك وانتي بتوزعي الجريمه عشان متشيليهاش لوحدك
ضحكت بدلال : هتخليني مجرمه ياحضرة الضابط
اوما لها وداعب وجنتيها : سرقتي قلبي
تراقصت دقات قلبها بين ضلوعها قائله : وانت كمان
مال تجاه شفتيها يقبلها لتوقفه ماس باستدراك : كنت عاوز تقولي ايه بقي ؟!
نظر لها بمكر : بتهربي يعني
قالت ببراءه : انا ...لا طبعا
هز رأسه ونظر لها بخبث قائلا : انتي ؟! ده انتي ناويه تخلصي عليا وحطتيني خلاص في دماغك
هزت راسها وهي تخفي نظرات المكر بعيونها بينما عشقت أن تتركه في اشتياق بالغ لها لتراه بتلك الحاله دوما ...عاشق مستعد لارضاءها
ليفاجأها جاسر ويقتنص قبله من شفتيها لم تستطيع ماس مقاومتها وذابت بها لدقائق قبل أن يترك اسر شفتيها من بين شفتيه لتلتقط أنفاسها وهو يهمس باشتياق جارف : وانا هستحمل لغايه بكرة لما نرجع بيتنا ازاي
قالت ببراءه وهي تبتعد عن ذراعيه : معلش بقي
.....وبعدين هانت كلها كام ساعه يخلص الفرح ننام ونصحي نسافر
اوما جاسر بغيظ بينما يفهم لعبتها الصغيرة ولكنه بالرغم من هذا لايستطيع إلا أن يتجاوب معها سواء اقتربت أو ابتعدت فهو يعشقها بكل ما تفعله
: ها ياحبيبي كنت عاوز تقولي ايه ؟!
تذكر جاسر ليقول وهو يتابع عقد ربطه عنقه : اه يا ماسه .....ما تكلمي فيروز
: اقولها ايه !؟
هز جاسر كتفه : اهو شويه كلام بنات تليني دماغها بيه ......ده مهران ابن حلال وواضح أنه بدأ يحبها وانتي بقي شاطرة اوي في الإقناع لو اتكلمتي معاها هتحن بدل ماهي مش مدياله ريق حلو خالص
نظرت له ماس بتفكير : مم دلوقتي بقيت مقنعه
اوما لها بغيظ : مقنعه اوي ....ده انا مأخدتش في ايدك ثواني واقنعتيني
ضحكت ماس بانتصار : يعني اقتنعت ؟!.
هز رأسه بمراوغه : يعني
ضيقت ماس حاجبيها ولكنها قررت ألا تضغط عليه بنفس الموضوع لتتابع حديثها عن مهران :
طيب اوك موافقه بس بصراحه رد عليا
نظر لها لتسأله : هو مهران تاجر سلاح ؟!
هز جاسر رأسه دون تفكير : لا طبعا
: ايه اللي مخليك واثق
قال جاسر بجديه : انتي ممكن تتصدقي اني راجل مرتشي مثلا ؟!
هزت راسها : لا طبعا
: ليه ؟!
: عشان أنا عارفاك
اوما جاسر لها : وانا كمان عارف مهران وواثق فيه
.... زمان كان أبوه شغال كده زي أجداده بس من وقت طويل وقف الشغل ده طبعا
قالت ماس وهي مقتنعه بكلام جاسر : ولما هو مش كدة مقالش ليها ليه ..... متوقع منها تخمن يعني ما يقول لها
: وهي سألته ؟!
قالت ماس بجديه : جاسر انت بتدافع عن صحابك مع أن صالح عمل نفس الموقف مع ياسمين وظلمها من غير ما يسأل
رفع جاسر حاجبه بدهشه من دفاع زوجته عن ياسمين :
ظلمها ...انتي تعرفي ايه عشان تقولي كدة .....
ماس دي غير دي صالح حكايته اكبر من كدة
قالت بلهفه : طيب ما تقولي حكايته
هز جاسر رأسه : لا مش وقته عشان منتاخرش علي كتب الكتاب ..... يلا كملي لبس
............روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
.....
زفرت منيرة باستنكار وهي تقول : انا مشوفتش بنت دماغها ناشفه زيك يا فيروز
اندفعت فيروز بغضب : قولت انا حره اعمل اللي انا عاوزاه
قالت وداد بانفعال : حره تقومي تفرجي الناس عليكي ....في عروسه يكون شكلها كده
اشاحت فيروز وجهها بغضب قد اعماها وزين لها عنادها أنه صرخه في وجهه والدتها بينما لم تدرك أنها فقط تصرخ بجوفها الذي سيكون ضرره لها هي وحدها
.........
....
اتسعت ابتسامه ماس التي كانت بجوار جاسر في سيارته تتطلع من النافذه الي مظاهر الاحتفال التي زينت البلد بأكملها لتشاهدها بحماس ولا تنكر أنها شعرت بحنين وهي تتذكر يوم زفافهم .....أنه يوم لا يمكن لأي امراه أن تنساه .....!!
أوقف جاسر سيارته خلف سياره مهران التي نزل منها هو ووالده ليقف أمام منزل فاروق يتلقي التهاني .....احتضنه صالح مبارك له ثم توقف بجوار جاسر الذي وضعت ماس يدها بذراعه غافله عن عيون سحر التي رمقتهم بحقد واضح ......تماسكت تهاني حينما تعالت الزغاريد من حولها بينما تقودها عزيزة إلي الداخل بالترحاب هي وباقي اخوه مهران بينما اتجه الرجال الي ذلك البهو الفسيح حيث سيقام كتب الكتاب ......
نظرت بسمه بصدمه الي والدتها التي سرعان ما أمسكت بيدها وهمست لها أن تصمت حينما
أجابت عزيزه بثقه علي سؤال تهاني الخبيث : امال فين العروسه ....هي كل ده مجهزتش
قالت عزيزة بابتسامه واسعه : بتجهز في اوضتها .....كلها دقائق وتنزل
أومات تهاني وهي تبتلع رمقها ببطء بينما تزداد
عيونها حقد وغيرة بينما لاتدري ما حدث وكيف سيتم هذا الزواج ..... جلست فيروز بصمت واستسلام تام بينما لاتصل ابدا الي رضي بداخلها عما تسير فيه ومازالت تشعر أنها مجرد ذبيحه ......
همسات تهاني ببضع كلمات الي عمات مهران بعدها التفتت الي عزيزة قائله : احنا هنطلع نشوف العروسه .....اصل الحاجه شاديه عاوزة تشوف عروسه مهران
أومات عزيزة ولم تستطيع الرفض : طبعا ....اتفضلوا
أطلقت بضع زغاريد وهي تصعد الدرج وتقود اخوه مهران وعماته للاعلي بينما لاتريد شيء إلا جذب تلك الخليقه تهاني من شعرها .....
سحبت فيروز نفس عميق وفتحت عيونها علي وسعهما ترفض اغماضها بينما تريد أن تحفر كل نظرات والدتها بذاكرتها .....والدتها التي تدور بين الحاضرين بسعاده لأنها ستزف ابنتها ولا تدري انها قتلتها بدم بارد ..... ستتذكر كل ما يحدث لتشحن قوتها وتهرب من هذا السجن الذي فرضه القدر عليها ....!!
بينما لم تكن تدري شيء عن الحسرة التي ملئت قلب وداد وهي تري تلك النظرات الخبيثه التي لمعت بعيون عائله مهران والتي سمحت فيروز لهم بأن ينظرون لها بها
حينما رفضت أن تتزين كأي عروس وارتدت فقط ثوب الزفاف .....
تبادلت سحر وماس النظرات لتمسح عيون سحر ماس من راسها حتي أخمص قدميها بينما اشتعلت الغيرة بقلبها لرؤيته وقد تزوج من فتاه جميله .....وماس لم تكن بالهينه ابدا فقد تزينت واهتمت بمظهرها لتغيظ تلك الفتاه عن قصد ....
زمت تهاني شفتيها بحقد بينما تهمس لعمه مهران بعد نزولهم من غرفه العروس : شوفي البت قاعده ازاي ولا كأنها عروسه .....دي آخره اختياره
بذمتك ياشاديه دي لايقه عليه
نظرت عمته الي بسمه التي تألقت بفستان ولكنه لم يخفي حزن عيونها بينما تتابع بخبث هي الأخري : اهي بنت عمه كيف البدر ...بس نقول ايه ...؟!
همسات تهاني بصوت خفيض : تقولي طبعا يا حاجه ......لازم تتكلمي معاه
: وهو عاد في كلام بعد ما هيكتب عليها
: طبعا ....يطلقها ..!!
لا تعرف ماس سبب شعورها المفاجيء بالغثيان كان بسبب تلك الكلمات الخبيثه التي استمعت لها بينما جلست بجوارهم ام لسبب آخر ولكنها بكل الاحوال قامت من مكانها لتتجه الي عزيزة بتهذيب تسألها : ممكن مكان الحمام
أومات عزيزة بترحيب : طبعا يا بنتي اتفضلي
حاولت ماس تهدئه معدتها قليلا وعدلت من وضع مكياجها ثم اتجهت الي الخارج وهي تتذكر كلمات تهاني وعمه مهران عن فيروز وكم اشفقت علي تلك الفتاه وشعرت بشعورها بينما يحقد عليها الجميع ولايدري احد شيء عن شعورها
قالت عزيزة لماس : انتي كويسه يا بنتي ؟!
أومات ماس لتقول بفضول : هو انا ممكن اطلع لفيروز
أومات عزيزة : طبعا يا بنتي ....اتفضلي
هزت منيرة راسها باستسلام وخرجت من غرفه فيروز التي ظلت علي موقفها فلماذا تتزين .....الزينه تعني فرحه وسعاده وهي لا تشعر بشيء من هذا ....
ولكن دون إرادتها ابتسمت حينما انفتح الباب ودخلت ماس التي ابتسمت لها هي الأخري
تركتهم عزيزة قائله : دقائق يا بنات وانزلوا عشان الزفه هتبدأ
أومات ماس والتفتت الي فيروز قائله : هتلحقي تجهزي في الدقائق دي
هزت فيروز كتفها : انا جاهزة
نظرت لها ماس بعتاب حلو ورقيق : جاهزة ...؟! ليه يافيروز مش عاوزة تجهزي زي اي عروسه
قالت فيروز بانكسار : عشان أنا مش حاسه اني عروسه
هزت ماس راسها قائله : بس انتي عروسه ولازم تكوني حلوة
قالت فيروز بحزن : ليه ؟!
: عشان ده فرحك .....واليوم ده مش هيتكرر تاني
ابتسمت لها بأخويه وتابعت : وبعدين عاوزة اقولك حاجه يافيروز
نظرت فيروز لها لتقول ماس : انك تكوني حلوة ده مش غلط ولا ضعف من موقفك تجاه الجوازه بالعكس انتي حقك تاخدي موقف بس انتي كدة بتاخدي الموقف من نفسك ....الناس ملهاش الا المظاهر إنما اللي جواكي ده بتاعك انتي .....
علي فكرة يافيروز جمال الست مش ضعف بالعكس قوة انتي مش محتاجه واحد عشان تكوني حلوة كوني كدة لنفسك ...... يلا قومي
اغسلي وشك وتعالي انا هحطلك ميكب
حاولت فيروز الرفض بعناد كعادتها ولكنها لم تفعل بينما شعرت بصفاء وود من كلام ماس التي أسرعت تجاه حقيبتها تري ما معها من مستحضرات تجميل وتفرك وجهها قليلا قبل أن تتصل بجاسر وتطلب منه هذا الشيء الغريب لتقول برجاء : بليز ياحبيبي
همس جاسر الذي انسحب الي أحد الزوايا بعيدا عن صوت الطبول ليجيب علي هاتفه : سشوار ايه يا ماس اللي اجيبه
كررت ماس برجاء : بليز ياحبيبي .....في الشنطه هتلاقي شنطه المكياج بتاعتي وهات السشوار كمان بس بسرعه
: طيب افهم
: هفهمك بعدين ...بس بسرعه
استجاب جاسر بعدم فهم ليعتذر من مهران ويستأذن دقائق ليأخذ سيارته الي المنزل سريعا ويحضر ما طلبت ويعود ليجد تلك الفتاه رضا الخادمه التي ارسلتها كاس له بالاسفل لتأخذ تلك الأشياء منه وسرعان ما كانت تبدأ بتزين فيروز وتتحدث معها ليبرد قلب فيروز وهيتبوح بكل ما تشعر به لتقول بامتنان لماس :
شكرا انا لو ليا اخت مش هتعمل كدة معايا
قالت ماس بحماس وهي تضع لمسه اخيره علي مظهر فيروز الذي لمع وأصبحت بغايه الجمال : علي فكرة أنا واثقه أن كل حاجه بينكم هتتصلح مش مهم اتجوزتوا ازاي المهم بعد كدة
ضحكت ماس وتابعت : فكرتيني بيوم فرحي مكنتش عاوزة اتجوزه
نظرت لها فيروز باستفهام : ليه مش بتحبيه ؟!
هزت ماس راسها : بالعكس بموت فيه .....احنا قصه حب طويله ...هبقي احكيلك عليها المهم اننا كنا متخانقين وانا كنت قاعده زيك واقول مش هتجوزه
قالت فيروز بلهفه : وعملتي ايه ؟!
هزت ماس كتفها : فهمت طبعا أن العند بتاعي كان في الاتجاه الغلط ومكنش ينفع اقول مفيش فرح في وقت زي ده بسبب المجتمع اللي مش هيفهم سبب غير معتقدات غلط ....المهم اني طبعا عيشت يوم فرحي بكل تفاصيله ولما روحنا نام علي الكنبه
انفلتت ضحكه ماس وكذلك فيروز التي اخيرا برقت ضحكتها ؛ بجد
أومات ماس وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك لتقول فيروز : هو وافق
أومات ماس : طبعا ومعتقدش اي راجل هيجبر واحده علي حاجه
فهمت فيروز ما تريد ماس قوله لتهز ماس راسها وتتابع :
انا معاكي جدا انك تاخدي موقف منه بس خديه صح .....يعني اول حاجه لازم يفهمها هي سبب موقفك منه وانك رافضه طريقه جوازكم من البدايه ....بعدها تبداي معاه من اول وجديد
صادف كلام ماس شعور فيروز التي واخيرا بدأت تستجمع صفاء ذهنها المشتت لتقول بشك : وهو هيسمعني
قالت ماس بتأكيد : لازم يسمعك وانتي لازم تتكلمي معاه وقولي كل اللي جواكي اوعي تكتمي حاجه جواكي وهو هيفهم
طرقت عزيزة الباب بنفاذ صبر وهي تستعجلهم لتقول ماس وهي تعدل من وضع طرحه فيروز الشفافه علي وجهها : جاهزين خلاص .....
انصعقت ملامح تهاني حينما نزلت فيروز وجلست وسط النساء ورفعت عزيزة الطرحه من علي وجهها هاتفه بسعاده : قمر ياعروسه
ابتسمت عزيزة لماس وربتت علي يدها هامسه : ربنا يسعد قلبك يا بنتي زي ما فرحتيها
أومات ماس وجلست بجوار فيروز تصفق مع النساء
بينما تقابلت عيونها بعيون سحر التي كانت تتدلل وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخه لتقوم ماس وسط إصرار عزيزة وترقص وسط الفتيات
نظرت لها سحر بغيرة لتزيد ماس من دلالها وهي ترقص بخفه قليلا ثم تعود لتجلس بجوار فيروز وابتسامه منتصره ارتسمت علي شفتيها بينما نجحت في اغاظه سحر .....
دخلت مها بذراع ابيها من البوابه الحديديه الضخمه ليدخل ابيها الي الرجال وتدخل هي الي النساء
رحبت بها تهاني وعرفتها الي فيروز
: دي مها بنت المهندس رياض ....خطيبه صالح صاحب مهران
مدت مها يدها الي بعد أن عرفتها تهاني إليها هي الأخري لتتغير ملامح وجه ماس وهي تستمع لأول مرة أن صالح له خطيبه .....
مرت ساعات الزفاف لتتحرك فيروز بعد أن وضعت عزيزة علي وجهها الطرحه الشفافه البيضاء باتجاه سياره مهران التي توقفت بالخارج .....تمهلت ماس قبل أن تتجه الي سياره جاسر لتتعمد أن تلحق بخطوات سحر وتميل عليها بصوت خفيض هامسه : علي فكره لو عاوزة رأيي بلاش تسمي ابنك جاسر
نظرت لها سحر لتبتسم ماس بسماجه وتتابع : اولا اسمه عادي جدا ..... هو الفكره في الشخص نفسه مش الاسم يعني جاسر جوزي هو اللي محلي الاسم ثانيا جوزك هيسألك اشمعني الاسم ده وقتها هتقولي له ايه .....
وتقولي ايه .....اقولك سميه مهران احسن اهو علي اسم اخوكي مضمون
لمع وجهها بابتسامه منتصره بينما وقفت سحر مكانها بملامح وجهه لاتفسر لتسرع ماس بخطواتها وتتجه الي جاسر الذي وقف بجوار سيارته بانتظارها ورأها تهمس لسحر .....ابتسمت ماس له بدلال ووضعت يدها في ذراعه قاصده أن تغيظ سحر أكثر قبل أن تجلس بجواره وينطلق بها ....قال جاسر بتوجس وهو يري ملامح وجهها السعيده : في ايه ؟!
هزت ماس كتفها وهي تخبره بما قالته لسحر لينظر لها جاسر رافعا حاجبيه
قالت ماس وهي تحتضن ذراعه : كان لازم تفوق من حلم الضبوطه الدنجوان .....
فجاه رفعت راسها ناحيته ووكزته بذراعه : وتعرف أنه بقي راجل متجوز
نظر لها جاسر بدهشه من تحولها من النقيض للنقيض : ما كنا حلوين ...اتغيرتي ليه
ضحكت وعادت لتحتضن ذراعه : متغيرتش ..انا بس بفكرك .....
..........
....
تعالي صدر فيروز صعودا وهبوطا وهي تدخل الي تلك الغرفه وخطوات مهران خلفها لتحاول طمئنه نفسها بكلام ماس ....نعم فهمت أنها كانت تؤذي نفسها بعنادها دون أن تفكر لذا ستفعل الصواب ولكن شعور كبير بالخوف تملك من قلبها وهي تفكر هل سيعطيها فرصه للحديث ....اغلق مهران باب الغرفه الواسعه وتركها لتتحرك بضع خطوات حتي وصلت الي منتصف الغرفه بعدها رفعت تلك الطرحه من فوق راسها واستدارت لتراه واقف مكانه ....دق قلبه حينما وقعت عيناه عليها وللحظه نسي كل شيء ماعدا تلك الفتاه الواقفه أمامه تخفي ارتجافها
.......ابتلع ببطء وقد هدأ ضربات قلبه بعد أن اخذ قراره منذ الصباح بأنه سيتحدث معها .....خلع عباءته الثقيله ووضعها علي ظهر المقعد الممتد أمام الفراش ثم
جلس ونظر الي فيروز وهو يجاهد ليبدو امامها بهذا الثبات والهدوء بينما يسألها : ها...سامعك
كانت فيروز عكسه تماما بينما كل دمائها كانت ثأئرة في عروقها بينما تقول بدفاع عن نفسها : علي فكرة أنا مش كدة
.....انا مش كل اللي قولته عني .....انا بنت متربيه
هزت راسها وقالت بنظرات مشتته : اينعم ابويا كان راجل بسيط بس علمني الادب والأصول
سايرها مهران قائلا بنفس الهدوء وهو يتطلع لها باتهام : وهو اللي عملتيه يصح يابنت الناس ياللي تعرفي الأصول ؟!
اشاحت فيروز وجهها وقالت بتعلثم وهي تفرك يدها :
كنت عاوزني اعمل ايه ....؟!
استدارت له مرة أخري وتابعت : اتجوز بيع وشراء ولا عداوة ولا تمن ارض ولا لعبه انت بتتسلي بيها .
نظر لها مهران مضيق حاجبيه بينما يريد سماع المزيد ليسألها : مين قالك كدة ....لعبه ايه وتسالي ايه ؟!
قالت فيروز بهجوم : امال ايه غير كدة .....
اتجوزتني ليه ...قولت ليا انك عدوي ...
وبعدين قولت أن اللعبه عجبتك ....هزت راسها بحيرة اخرجتها من صدرها : ....لو الفيديوهات انا مسحتها ولو علي التسالي عندك البنات كتير ....انا مش فاهمه اصلا لغايه دلوقتي انت اتجوزتني ليه
مال برأسه للخلف ونظر لها قائلا بهدوء وعيناه لا تغفل عن التدقيق بكل ملامحها التي وضح بها مقدار حيرتها وتشتتها : وهي الناس بتتجوز ليه ...؟!
قالت فيروز بتعلثم : عشان ....عشان بيحبوا بعض
احمر وجهها مما انفلت من لسانها لتحاول التراجع ولكن مهران كان قد بدأ بالحديث الذي قرر أن يتابعه بصراحه فهي اقرب طريق لربط النقاط : كلامك صح .....نظر إلي عيونها التائهه وتابع : جايز موصلناش للحب بس منكرش ياست البنات انك عجبتيني
اندفع الاحمرار لوجهها بقوة من صراحه كلماته ليعتدل مهران واقفا وينظر لها من قرب قائلا : عرفتي السبب ....
أبعدت فيروز عيناها عن عيناه بخجل شديد لاتعرف كيف شل كل أطرافها بينما لم تتوقع منه نطق شيء كهذا ولم تتوقع من قلبها أن يهدر بتلك الطريقه بينما سمعت اعجاب لأول مرة
ابتسامه هادئه ارتسمت علي شفاه مهران لرؤيه احمرار وجهها ليتابع باعتراف وهو يقصي الكثير من شكوكها : جايز مقولتش وقتها بس فكرت انك فهمتي أن موضوع اللعبه والعداوة انتهي لما كنا خارجين سوا
هزت فيروز كتفها بهروب من عيناه بينما تكاد تنصهر من شعورها بالخجل من نظراته وكلماته : وانا اعرف منين ...؟!.
اوما مهران قائلا :
تمام في دي عندك حق وهنتكلم فيها تاني
ضيق عيناه وتابع : بس دلوقتي نرجع تاني لنفس السؤال.... اللي عملتيه ده يصح ؟!
اشاحت بوجهها باعتراف : ملقتش طريقه تانيه ....كلهم شايفين اني اقل منك
عقد حاجبيها باستنكار : ليه بتقولي كدة يا بنت الناس كلنا ولاد تسعه
هزت راسها وغص حلقها : محدش شايف كدة وعندهم حق انت فين وانا فين
ابتلعت غصه حلقها وتابعت : وبعدين انا لما رجعت لك الحاجه قولتك انك فهمت اني مش هتجوزك وخلاص الموضوع انتهي
ضيق مهران حاجبيه و نظر لها باستفهام : حاجه ايه ..؟!
..........
.....أسرعت مها تجاه صالح قبل أن يركب سيارته توقفه : صالح ...
التفت لها صالح بجبين مقطب : خير
قالت له بعتاب : انا بكلمك مش بترد عليا
نظر لها ببرود : وتكلميني ليه .....في بينا ايه عشان تكلميني ؟! ولا لسه مكمله في المسلسل السخيف بتاعك
هزت راسها سريعا وهي تخفي غضبها خلف ملامحها البريئه : لا ياصالح ....اكيد لا ..انا كنت بكلمك عشان اقولك اني هتكلم مع بابا ...قاطعها صالح بحنق : انتي بتضحكي علي مين بالكلام ده .....استهزأ بها بنظراته وتابع : تكلميه وتخليه يحدد ميعاد الفرح
هزت راسها ليقول صالح بحزم : انا بكرة الصبح هنهي كل حاجه
تركها وانصرف لتظهر كل ملامح الغضب والحقد علي وجهها بينما شعرت بسيل من الكراهيه تجاهه بعد أن سخر وقلل منها بتلك الطريقه لتتوعده بأنها ستنتقم لنفسها منه. ........
..........
نظرت فيروز الي مهران الذي طال صمته بينما هي بانتظار رده علي ما قالته والذي اخيرا نطق به باقتضاب : خلاص يا بت الناس
ضيقت عيناها تنظر إليه باستفهام : خلاص ايه ؟!
قال مهران بنفس الاقتضاب : خلاص مصدقك
هزت راسها : وطالما مصدقني واقف ليه ؟!
نظر لها باستفهام لتتابع فيروز : انت هتفضل واقف هنا مش هتروح تكلمها
رفع حاجبه باستنكار : اكلم مين ؟!
قالت فيروز بحنق : مرات ابوك ولا مرات عمك ...الست دي ...مش هتقولها انك عرفت الحقيقه
نظر لها مهران باستهجان : اقول لمين ....؟!
قالت فيروز باحتدام : ليها طبعا ومش بس ليها .... للبيت كله ...لا م يعرفوا حقيقتها
ولا اقولك انا هواجهها واقولها
امسك مهران بذراعها قبل أن تخطو خطوة ليقول بتحذير متجاهل تلك الكهرباء التي سرت بجسده من ملامستها : خدي هنا يا بنت الناس رايحه فين ....؟!
قالت بجديه : رايحه اواجهها
قال مهران وهو يتقرب منها خطوه ومازال ممسك بذراعها : ولا تواجهيها ولا تواجهك ...خلاص يا ست البنات سيبي ليا الموضوع ده وانا هتصرف فيه
نظرت له بشك : انت هتسكت
زفر بنفاذ صبر : مالكيش صالح عاد ...قولت أنا هتصرف
هتفت باندفاع : يعني ايه ماليش دعوه ...لا ليا ....لازم تعرف انها خبت عليك ولازم الكل يعرف
احتدت نبره مهران الذي اندفع بغضب : يعرفوا ايه .....ايه يابنت الناس مش راجل واقف قدامك وقالك خلاص
استدارت له فيروز وقد عاد مجددا لهذا الرجل الذي تقف في مواجهته : وانت لما تقول خلاص المفروض انا اسكت
اوما لها : اه
لفت ذراعيها حول صدرها : وده ليه ؟!
قال مهران ببرود متعمد : عشان أنا قولت كدة .....
احتقن وجهها بالغيظ لحظه قبل أن يحتقن بالخجل ما أن تفاجات به يطوق وجهها بيديه ويجعلها تنظر إليه بينما يقول وهو ينظر لعيناها وأنفاسه تكاد تلامس وجهها : انتي جايز متعرفنيش لسه ...بس اعرفي حاجه واحده
عني ....انا مش هسمح لحد واصل يضايقك ولو بكلمه
..........
....
افلتت ضحكه ماس بينما جاسر يدفن رأسه في عنقها ولا يتوقف عن تقبيلها ما أن دخلوا الي منزلهم باليوم التالي ....جاسر
ابتلع شفتيها ولم يسمح لها بالاعتراض بينما اشتاق لها حد الجنون .......بانزعاج شديد جذب هاتفه الذي قاطع لحظاتهم سويا ليجيب بعد أن الحت مي بالأتصال
: أيوة يامي
قالت مي ببراءه : عامل ايه يا جاسر ؟!
قال من بين أنفاسه المتلاحقة بينما لا يترك ماس من بين ذراعيه : الحمد لله وانتي
: انا تمام ....بس ماما مش كويسه
قال جاسر بقلق : ليه ...ايه اللي حصل ؟!
قالت مي بخبث : زعلانه منك جدا عشان من وقت ما كانت تعبانه مروحتش ليها إلا مرة واحده
استدرك جاسر قائلا : اه فعلا بس كنت مسافر
أومات مي بحقد : اه ما انا عارفه ....بس برضه ماما ست كبيرة وانت عارف انها بتزعل بسرعه وتتراضي بسرعه .....ازدادت نبرتها خبث لتتابع : انا بقول تعدي عليها شويه طالما رجعت
اوما جاسر : أن شاء الله شويه وابقي اعدي عليها
قالت مي بانتصار : طالما كدة معلش يا جاسر لو مفيهاش تعب عليك ابقي عدي عليا خد مني الاكل اللي انا مجهزاه ليها وكنت هعدي عليها بس ادم دافئ شويه ومش هقدر انزل بيه
اوما جاسر : ماشي يامي ....خدي بالك من ادم
اغلق لتقول ماس له : مالها طنط في حاجه
هز رأسه قائلا : لا بس زعلانه اني بقالي كام يوم مش بروح لها
أومات ماس بسماحه : عندها حق .....قوم روح لها
هز رأسه : لا بعد الضهر
قالت ماس بإصرار : لا ياحبيبي قوم روح دلوقتي وانا هفضي الشنطه وأجهز الغدا تكون رجعت
اوما لها بابتسامه وجذبها الي حضنه وقبل راسها : ربنا يخليكي ليا ياحبيتي
....
.......
بابتسامه منتصره أنهت مي مكالمتها مع جاسر الذي أخبرها أنه بالاسفل لتقول له : ثواني ياجاسر رغده نازله
سأل جاسر باستفهام : رغده ؟!
أومات مي ببراءه مزيفه : اه ياجاسر معلش اصل لما لقيتك اتاخرت كلمتها تاخد الاكل لماما
خدها بقي في طريقك عشان هي كمان كانت عاوزة تطمن علي ماما
بالطبع لم يستطيع الرفض بينما وضعته اخته أمام الأمر الواقع وبالفعل لحظات وكانت رغده أمامه . ...
..........
...
لم يغمض لمها جفن طوال الليل بينما تلك المشاعر الحاقده بداخلها تزداد وهي تري نفسها مجرد شيء انتهي منه والقاه أرضا لتصر علي أخذ انتقامها منه .....ليس بتلك السهولة يلقيها خارج حياته
لتنزل إلي ابيها وبداخلها قد رتبت خطواتها جيدا
...عقد رياض حاجبيه بعدم فهم : ايه ده ؟!
قالت بجديه مزيفه : دي الشبكه .... لو سمحت يا بابا رجعها لصالح بدل ما ارجعها انا
اهتاج رياض ليقول : هو انا مش قولتلك متتكلميش في الموضوع ده تاني
هزت راسها بإصرار وهي تلاحظ تلاحق انفاس ابيها الذي بدأ ضغطه في الارتفاع : وانا مش هكمل في الجوازه دي
.........
....
خرج زياد من اسفل ذلك الدوش الذي وقف أسفله لوقت طويل يريح عضلات جسده المرهقه من تلك الأيام التي قضاها بالحبس ليحيط خصره بالمنشفه ويخرج بخطوات رخيمه وهو يطلب رقم جمال ....
جلس علي المقعد الوثير الممتد بوسط تلك الغرفه التي مازالت تحمل رائحتها ليجيب جمال عليه وعلي الفور يقول زياد : عملت ايه ؟!
قال جمال : ياسمين لسه في الفندق اللي قولتلك عليه
قال زياد وهو يهز رأسه : سيبك من ياسمين .....اهم حاجه الضابط ....الضابط عرفت ايه عنه ...؟!
...........
...
فرك مهران عنقه بارهاق بينما فتح عيناه التي اغمضها دون أن يشعر بينما ظل جالس مابقي من الليل علي ذلك المقعد ....فتح عيناه بجبين مقطب ينظر إلي فيروز التي بقيت علي جلستها هي الأخري ولم تتحرك
ليقول مهران وهو يقوم من مقعده : صباح الخير
اشاحت فيروز بوجهها دون قول شيء ليزفر مهران ويتجه الي الاستحمام فهي عنيده برأس يابس وكان عليه إنهاء الحديث بينهما حينما وجدها غاضبه ولا تتوقف عن إصرارها لمواجهه تهاني التي كانت اخر ما قد يفكر به بوقت كهذا .....
انتبهت فيروز من جلستها علي صوت تلك الطرقات علي الباب لتقوم من مكانها وهي تلملم أطراف ثوبها وتتجه الي باب الغرفه الذي فتحته بوجهه متجهم ازداد عبوسه حينما وجدت تهاني امامها وعلي الفور قبل أن تنطق فيروز كلمه كانت تهاني تهاجمها وهي تكشف عن وجهها الحقيقي وبنيتها الخبيثه :
اسمعي يابت انتي ...انا مبحبش اللف والدوران ...المكان اللي انتي فيه ده المفروض مكان بنتي ...عشان كدة انا مش هعمل حاجه الا اني هخليكي تندمي علي اليوم اللي دخلتي فيه البيت ده ....!!
عقد مهران حاجبيه بينما خرج من الاستحمام يفرك خصلات شعره ليجد فيروز واقفه لدي الباب تتحدث بهمس الي أحد .....
تراجعت فيروز خطوة بينما تنظر إليه ثم الي زوجه ابيه التي أطلقت صيحه تهاني قائله بمغزي وهي تنظر إلي فيروز التي مازالت بثوب زفافها : صباحيه مباركه ياعريس....!!
.......
..........
تزامنت خطوات صالح الذي خرج صباحا بعزم لإنهاء تلك الخطبه مع رنين هاتفه بينما يبلغه أبيه أن رياض تعرض لنوبه قلبيه وبالمشفي الان .....!!
.........
....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك