قيد من دهب الفصل الواحد والعشرون

0


 الفصل الواحد والعشرون

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تنفست ياسمين بثقل بينما تتراقص دقات قلبها بخوف شديد وهي تغادر سياره ماس وتدخل الي ذلك المنزل الذي عادت له باقدامها ......

بحنق شديد وغضب أشد أوقف جاسر سيارته وهو يتسأل كيف تخرج دون علمه بل وماذا تفعل مع ياسمين التي قادت صالح للجنون بتصرفاتها التي لا يفهمها...فهي تعود الي المنزل الذي كانت تترجاه أن ينقذها منه ؟؟!!

ظل كلاهما بالسيارة لدقائق بينما تغلي مراجل الغضب بداخل صالح و جاسر لم يكن باقل منه غضبا ...كيف تخرج دون علمه ...؟! والي اين تذهب بالاساس ....؟!

وضع يده علي مقبض السيارة وفتح الباب لينزل صالح من الجهه الأخري ويتجه الي حيث وقفت سيارة ماس 

.....التفتت ماس بلهع تجاه نافذه السيارة حينما تفاجات بجاسر يقف أمامها .....اتسعت عيناها و توترت ملامحها وهي تفتح الباب وتنزل تتطلع الي جاسر بعيونها تسأله أن يهدأ و يفهمها حينما نطق من بين أسنانه : بتعملي ايه هنا ؟!

نظرت إليه ثم اختطفت نظرة الي ملامح صالح المحتقنه لتعود ناظرة الي جاسر وهي تقول بتعلثم : اصل ..اصل ياسمين كانت عاوزة تجيب حاجه من البيت ف....ف...فيعني مرضتش اسيبها لوحدها وهي تعبانه وانت عارف انها مش هتلاقي تاكسي ف .. فقولت اوصلها 

احتقن وجهه جاسر ولكنه التفت الي صالح الذي كادت اودجته تنفجر غضبا لتقول ماس بتعلثم وهي تبحث عن تبرير لياسمين التي لم تخبرها بسبب عودتها لهذا المنزل : اكيد هتجيب هدومها وكدة يعني ....

لم ينتظر صالح لسماع المزيد لتجده ماس يتجه بخطوات غاضبه الي داخل تلك البوابه الحديديه التي عبرتها ياسمين قبل قليل بينما لم يكن أحد بالمنزل ....تلفتت حولها فلم تجد أحد بينما تم القبض علي جميع رجال حراسه زياد لتصعد درجات السلم الرخاميه باتجاه باب المنزل الذي كان مغلق ...... ضغطت الجرس بينما تتمني أن تكون امتثال ماتزال بالداخل ولكن بعد بضع مرات دوي بها رنين الجرس في أرجاء المنزل دون اجابه تيقنت بأنه لايوجد أحد بالداخل .....بيأس اخذت تحاول دفع الباب دون جدوي لتشعر بالعبرات تشق حلقها من قله حيلتها ...!! لتقف لحظه مختنقه بعبرات الخزلان من كل ما حولها حتي الظروف تقف ضدها 

تنفست وهي تحاول أن تهديء نفسها بينما تفكر بأن حياتها تتوقف علي دخولها للمنزل لذا لن تستسلم لتتجه الي الجهه الخلفيه تحاول البحث عن مدخل لها ولكن كل النوافذ الزجاجية الضخمه مغلقه ...... تلفتت حولها وسرعان ما جذبت أحد المقاعد الحديديه الموضوعه بالحديقه وبكل قوتها قذفته تجاه زجاج الشرفه الذي أصدر ضجيج قوي وهو يسقط متناثر الي شظايا ......جذب صوت التحطم القوي انتباه صالح الذي كان يدخل بخطواته الغاضبه من خلال بوابه المنزل الحديديه وكل ما يتردد برأسه هو سؤال عن ماذا تفعل هنا ؟! وكل ما بداخله يصرخ أن تكذب ظنونه ....!!

تألمت ياسمين بصرخه مكتومه حينما انجرح كتفها وهي تعبر من خلال شظايا الزجاج لتضع يدها فوق مصدر الالم فتشعر بالدماء تسيل منه ولكنها لم تهتم حينما وجدت نفسها بالداخل ......أسرعت بأنفاس لاهثه تجاه الدرج لتصعد الي تلك الغرفه التي مازالت كما تركتها تحمل كل ذكري سيئه وابشعهم هو الليله الماضيه حينما اكتشفت مقدار قذارته ...... هزت راسها وابعدت عيناها عن الفراش المبعثر بينما جابت برأسها تلك الخيالات والصور عن كيف تلاعب بها هذا الحقير ومقدار الرعب الذي عاشته علي يده ...... أسرعت الي جانب الغرفه باتجاه تلك الطاوله الرخاميه حيث وضعت الخزانه الحديديه لتجثو امامها وأصوات دقات قلبها تقرع بقوة بين صدرها حتي شعرت بأنها تكاد تتوقف ..... بأصابع مرتعشه جذبت ذراع الخزانه ولكنها كانت مغلقه بتلك الارقام السريه ....بسرعه أزاحت تلك الدموع التي شقت الطريق الي عيونها وهي تتخيل أن لا تستطيع فتح الخزنه وتظل أسيرة لدي هذا الرجل المريض طوال عمرها.......تمسكت بشظايا نفسها المحطمه ومدت أصابعها المرتجفه تجاه تلك الشاشه تضغط علي اي ارقام عشوائيه اتت بيأس الي عقلها الذي أخذت تشحن قواه بألا تستسلم 

......!! 

.....

تمهلت خطوات صالح الذي دخل خلفها من زجاج النافذه المحطم ليتطلع حوله الي سكون المكان وعلي الفور تتجه عيناه الي اعلي الدرج .....صعد بخطواته بينما تسبقه أعصابه المحتقنه وهو يفكر بكلمات ماس ...عادت لاخذ ملابسها ...حسنا فليقنع نفسه بهذا المبرر بينما هي ليست بحاجه لان تعود الي هذا المكان لأي سبب ولكنه سيتلمس لها العذر ان كان هذا سببها ....!!

سحبت ياسمين نفس عميق قبل أن تضغط اخر حرف من حروف اسمها ودموعها تنحشر بحلقها الجاف وهي تتضرع أن تنفتح الخزانه لتتهادي ابتسامه يائسه علي شفتيها ما أن استمعت لصوت انفتاح القفل .....استجمعت ارتعاشه أصابعها وهي تجذب ذراع الخزانه التي انفتحت امامها ومعها ازدادت دقات قلبها بقوة وازدادت رجفه يدها وهي تمد يدها بين كل ما امتلئت به من أموال وقطه ذهبيه ثمينه تساوي الكثير وأكياس مخدرات وأوراق لتبحث عن الشيء الوحيد الذي يهمها ....!! 

خفق قلبها بقوة وسرت ابتسامه انتصار الي شفتيها من وسط قهرها ما أن أمسكت بتلك الرقاقه بين يديها المرتعشه ....بينما يردد قلبها خفقات النصر بالخلاص ...!!

: برضه لسه شايفه اني ظالمك ؟!

انتفضت ياسمين بهلع ما أن استمعت لتلك الكلمات من فم صالح الذي رفعت عيناها ببطء إليه وقد وقف امامها بينما انهارت كل ظنونه الجيده تجاهها ما أن دخل الغرفه ووجدتها جاثيه أمام تلك الخزانه اللعينه ...!!

..........

....

قالت ماس وهي تعقد حاجبيها بينما تشرح لجاسر مبرراتها : وفيها ايه يا جاسر. ...واحده وفي حاجه اني اساعدها ايه المشكله لما وصلتها ....

مرتكبتش جريمه يعني ...!

احتقن وجهه جاسر بالغضب ليس من خروجها قدر من نطقها بتلك الكلمات بتلك البساطه ليحاول السيطرة علي قبضته من الامساك بذراعها بينما يهتف بانفعال من بين أسنانه : معندكيش مبرر لكل حاجه تعمليها الا كلمه ايه المشكله. .....صح

فتحت ماس فمها لتتحدث ليزجرها جاسر بسخط : بس متتكلميش ولا تنطفي بأي كلمه ولا هنتخانق في الشارع 

زفرت ماس بكمد ليقول بغضب : اتفضلي حالا ارجعي البيت وهناك لينا كلام تاني 

هزت راسها بعفويه : هرجع من غير ياسمين 

انفلتت أعصاب جاسر : وانتي مالك ومالها ...؟!

حاولت ماس أن تشرح له بهدوء : ياجاسر البنت جايه معايا اعتقد عيب اوي اسيبها وامشي 

عاد جاسر كلماته الحانقه من بين أسنانه : وانتي مالك بيها ....تعرفيها منين عشان تجرجرك وراها من غير علمي ....مااااس حالا اركبي عربيتك وارجعي البيت بقولك ... انا ماسك اعصابي بالعافيه 

بضيق عقدت ماس جبينها وصورة ياسمين تقتحم تفكيرها بينما وضعها بين شقي الرحي....تشفق علي تلك الفتاه ولا تستطيع تركها وبنفس الوقت تعرف أن اثاره غضب جاسر الان ليس بمصلحتها لتوازن معضلتها سريعا وتتحدث بهدوء راجيه : جاسر لو سمحت خلينا علي الاقل نستناها .....نظرت إلي البوابه الحديديه وتابعت : صاحبك دخل وراها وانت شوفت امبارح أنه اتخانق معاها وكانت عاوزة تمشي مع انكم قولتوا ملهاش حد ومينفعش تكون برا عشان جوزها ....خلينا نستني واول ما تخرج نرجع البيت ...اصلا انت مش هتسيب صاحبك وترجع ....

نظر لها جاسر بطرف عيناه بحنق لتفهم أنها استطاعت تليين قراره فتتابع : لو خرج متضايق هتروح وراه ...طيب ياسمين هترجع ازاي ...حرام ياجاسر تسببها لوحدها في الظروف دي 

لامست ذراعه بعفويه وتابعت : هي قالت ليا عن وقفتك معاها ومع صالح عشان تنفذها من المختل ده ...كمل جميلك وخلينا نطمن عليها 

سرت كهرباء بجسده من لمستها بينما يكره كيفيه استطاعتها لتحويل نيران غضبه الي رماد حينما تعرف انتقاء الكلمات بتلك الطريقه 

ابعد ذراعه من يدها وقطب جبينه أكثر بينما يقول باقتضاب : ادخلي العربيه 

أومات ماس سريعا بينما تحاول اخفاء ابتسامه انتصارها بينما اخترقت عقله الصلب .....جلست داخل السيارة وهي تفرك يدها وتنظر الي ساعتها بينما لم تخرج ياسمين أو صالح ....

..........

...

نظرة ساخره بل تقييميه قابلتها عيون ياسمين بعيون صالح الذي لم يكن لديه اي مجال للشك ....فهاهي خزانه الملابس مغلقه وهاهي جاثيه أمام الخزانه وكأن أقدامها تعرف تحديدا اين تقف ....

مال صالح بجذعه تجاه تلك الخزانه ليري كل ما بداخلها ومعها تزداد نظرات الاتهام ولكن تلك المره ليس مجرد اتهام بل اتهام موثق بالادله 

لوي شفتيه بابتسامه ساخره : ايه....انا ظالمك برضه المرة دي ؟!

كورت ياسمين يدها بينما استقرت تلك الرقاقه بين قبضتها ونظرت له بعيون مشتته ضائعه ...فقط لو يصمت عن كيل الاتهامات لها لنطقت بكل شيء بل وبكت وافرجت عن كل مكنونات قلبها تشكي له كل ما تعرضت له علي يد ذلك الرجل ....!!

أشار باشمئزاز تجاه الأموال والذهب الذي لمع بالداخل وهتف وهو ينظر لها من أعلي الي اسفل : مش قولتلك شاطرة ....!!مينفعش تخرجي خسرانه 

أصدر صوت ساخر من بين شفتيه وتابع : سمعت الحكايه من ابويا وجدي كتير .....سمعت ازاي امك سرقت ابوها وكنت بسأل نفسي ازاي جت ليها جرأه تعملها وجرأتها الأكبر أنها واجهت الكل وكأنها معملتش حاجه واخدت حقها ..... بس دلوقتي مبقتش استغرب سؤالي ده وانا شايف نسخه منها قدامي بنفس الجرأه ....!! 

ازدادت مرارة سخريته وهو يتابع سلخها بحده كلماته القاسيه : من يوم ما سبتيني وانا بجلد نفسي كل يوم واقول ظلمتها ياصالح .....اكيد ابوها ضغط عليها عشان مترجعش ....هي كانت عاوزة تساعدك بالفلوس ....هي ..هي ...هي ...ألف عذر كنت بحاول الاقيه ليكي وقصادهم الف اتهام من عقلي ومن ابويا بحاول ابرأك منهم لغايه ما لقيت نفسي اكبر مغفل علي وش الأرض .....ضحك بصوت عالي ساخرا بينما يخفي بداخله مراره صدمته بينما طعنته مجددا ولكن تلك المره سيطعنها ويدمي قلبها 

: لا لا. .... انا كنت فاكر لغايه من شويه صغيرين أني اكبر. مغفل بس دلوقتي اتاكدت من كدة ..... 

لم يعطيها فرصه للحديث ليجذب ذراعها بعنف فتندفع تجاهه مصطدمه بصدره الذي يغلي كمراجل لاهبه وينظر لعيونها يضيف اتهام جديد : عملتي المسلسل الصغير ده عليا عشان اخلصك منه وانتي تاخدي الفلوس واكيد لو مكنتش كشفتك كنتي هتكملي دور الضحيه ...اكيد ماهو ازاي تكوني في العذاب ده وابوكي ساكت ...ابوكي اللي كان معيشك ملكه هيسيب عيل من صيانه يعذبك ويسكت اكيد لا ...تقومي تعملي تمثيليه العذاب وصالح المغفل ينقذك ويخلصك منه وتطلعي بالفلوس ...صح 

انسابت دموعها بغزارة وهزت راسها ليخرج صوتها متحشرج : لا .....

انتفضت حينما صرخ بها بصوت جهوري : لا اييييييه.....لا اييييه ...ردي ....ردي جايه هنا ليه ....لسه عندك كذب ...قولي كذبه واحده تتصدق 

كان يقول كلماته ويهزها بعنف كالمجنون بينما لا يتخيل مقدار خداعها ....تلك الملاك يخرج منها كل هذا الخداع .....!! بينما احاك شباك عقله تلك الأفكار المرعبه عن كونها حقيرة مستغله طامعه والدليل أمامه ....

افاق لنفسه ليترك ذراعها وينظر لها باشمئزاز : خسارة اتكلم مع واحده زيك اصلا واضيع وقتي معاها اكتر من كدة .....خسارة ..!!

تركها واندفع خارج الغرفه لتحاول ياسمين اللحاق به ولكن ساقيها تكبلت مكانها لتجثو علي الأرض وتنهار بنوبه بكاء حارقه .....!!

.........

...عقد جاسر حاجبيه حينما وجد صالح يخرج ووجهه ككتله ناريه ملتهبه ليسرع تجاهه ...حصل ايه ياصالح ؟!

لم يقل صالح شيء بل اتجه الي سيارة جاسر المتوقفه وسرعان ما القي بنفسه داخلها وقادها وانطلق بها .....

فتحت ماس باب السيارة تنظر إلي صالح الذي غادر بتلك الطريقه ثم الي جاسر باستفهام .. .ومن قال إن لديه اجابه او حتي يعرف ماذا عليه أن يفعل ... ؟!

ظل علي وقفته دقائق يتطلع الي أثر صالح والي بوابه المنزل حيث اختفت ياسمين ....؟!

بتعلثم نطقت ماس وهي تري ضياع جاسر : ادخل اشوفها ؟!

التفت لها جاسر وهو رأسه برفض دون قول شيء ليخرج هاتفه ويتصل بصالح مع أنه متأكد مسبقا أنه لن يجيب .....!!

.........

....

تعالت تلك الزغاريد بكل مكان بالمنزل حيث بدأت زوجات عمها تجهيزات الزفاف علي قدم وساق فقد امتلئت غرفه فيروز بتلك الحقائب حيث وضبت زوجات عمها ووالدتها كل مستلزمات جهازها لإرسالها الي منزل مهران اليوم...... وضعت فيروز يدها علي أذنيها التي بالفعل اغلقتها عن سماع أي صوت لعقلها بعد أن أخذت قرارها بالمغادرة .....

نظرت إلي تلك الحقيبه الصغيرة التي أعدتها بزاويه الخزانه وقد وضعت بها كل ما ستحتاج إليه ....أمسكت بين أصابعها تلك السلسله الذهبيه المعلقه بعنقها وقد قررت أن تبيعها ما أن تصل الي الاسكندريه ليكون لديها المال حتي تجد عمل لتتنهد وهي تستحضر صورة والدها الذي اشتري لها تلك القلاده مكافاه تخرجها لتبتسم فهو معها بكل خطوة .....!!

وقعت عيناها علي تلك العلب القطيفه الموضوعه علي الكمود بجوار الحقائب لتهز راسها بأن تلك اخر خطوة عليها القيام بها قبل الرحيل كما خططت ...

...............

.....

جفت مقلتي ياسمين التي هزت راسها برفض لأي بكاء بينما تنهض من اسفل حطام حياتها مقرره أن وقت الضعف انتهي ..... لن تنتظر ثقته او تصديقه لها ...لن تنتظر أن ينقذها ... لن تنتظر ابيها ...لن تنتظر أحد ليصلح شروخ حياتها التي تصدعت بقوة وستنهار فوقها بين فنيه والاخري لتجر جسدها الواهن وتقوم من جلستها تتطلع حولها ثم تخفض عيناها تجاه قبضه يدها المغلقه علي تلك الرقاقه وتسأل نفسها إن كانت بالفعل تخلصت من زياد أم أن هذا اللعين معه نسخه أخري وسيظل يهددها بها ....؟! 

أسرعت بعد أن اشتعلت جذوة قوتها بهذا الفكره الي الخزانه تجذب بحنق محتوياتها وتبعثرها علي الأرض تنظر في كل اتجاه عن شيء آخر يضغط به عليها ..... لن تضع حياتها مره اخري اسفل قبضه أحد ...ستتعلم القوة وتنفذ نفسها ولن تنتظر إنقاذ أحد لها.....نظرت حولها الي ما بعثرته لتتجه الي خزانه ملابسها تخرج منها حقيبه كبيرة تضع بها ملابسها بعشوائيه ومعها تجمع تلك الأموال والذهب التي تناثرت حولها .....جذبت كل الملفات التي لم تهتم بالنظر الي محتوياتها ولكن مجرد وضعه لها بخزانته اذن هي اوراق هامه .....سحبت الحقيبه الكبيرة بعد أن اغلقتها وسارت وهي تنظر حولها تفكر ماذا ستفعل لتتذكر بطاقتها الشخصيه التي ستكون بحاجه لها فتعود الي الغرفه تبحث بكل مكان عنها ولكنها لم تجدها فتتذكر غرفه مكتبه وتنزل إليها .....

تنفست بضع مرات وازاحت انهار دموعها التي لم تستطيع السيطرة عليها بالرغم من قرارها الا تخضع لظلم مجددا لتمد يدها الي إدراج المكتب الواحد يلو الآخر وتأخذ كل ما بداخلها من أوراق وهواتف ...وقفت أمام ذلك الدرج الذي كان مغلق بالمفتاح لتجذب أحدي الاشياء الحاده من المطبخ وتعود مسرعه تحاول فتح الدرج الموجود  

بوسط المكتب الابنوسي الضخم .... انكسر قفل الدرج لتمد ياسمين يدها تبحث عن بطاقتها وأوراقها 

تنهدت بارتياح حينما وجدت بطاقتها وجواز سفرها ووثيقه زواجهم وكل شيء يخصها ..... جمعت كل الاوراق التي وجدتها امامها ووضعتها في الحقيبه ولكن قبل أن تقوم نظرت الي حاسوب زياد الموضوع علي طرف المكتب ففتحته لتجد اسمها نفس كلمه السر لتبتسم ساخره ....أن كان حبه العقيم لها كان سبب كل هذا العذاب فهي ستستغل هذا الحب لتنقتم منه .... 

أدارت إليها شاشه الحاسوب ولم تتعب نفسها كثيرا لتقوم بمسح كل شيء علي القرص الصلب وبعدها بغل كبير تمسك الحاسوب وتحطمه بقوة كما حطمت كل شيء بالغرفه لتتجه بعدها الي الباب وصدرها يعلو ويهبط بفعل أنفاسها اللاهثه ....

............

.....

زفر فاروق بضيق بينما يكرر نداءه علي زوجته التي أسرعت إليه : نعم ياحاج 

زفر بحنق مرددا : نعم ايه ياعزيزة ....بقالي ساعه قايلك عاوز قهوة 

أومات عزيزة سريعا : ثواني ياحاج وتكون عندك 

ابتسمت وتابعت : معلش ياحاج كلنا مشغولين بتجهيزات الحنه 

لوي فاروق شفتيه : طيب خلصي وهاتي القهوة ....

أومات عزيزة واسرعت تجاه المطبخ الكبير الذي كان الجميع به يعملون علي قدم وساق 

التفتت منيرة الي وداد وهمست : البنت ناديه هتيجي بليل تزوق فيروز 

أومات وداد بامتنان بينما تتعامل معها منيرة وعزيزة وكأنها اخت لهم وكأن ابنتها ابنتهم 

عادت عزيزة لتعطي بعض التعليمات الي الفتيات : يلا خفوا ايديكم عاوزة كل حاجه تخلص 

قالت وداد بامتنان : تعبتكم وكلفتكم

ابتسمت عزيزة : ولا في اي حاجة. ..فيروز بنتنا واول فرحتنا ....بكرة أن شاء الله ليله حنتها البلد كلها هتحكي عنها 

أومات وداد بابتسامه لتقول عزيزة : بت يا ذكيه خدي القهوة للحاج ويلا يا وداد نطلع نشوف فيروز قاست فستان الفرح ولا لسه 

دخلت وداد الي غرفه ابنتها التي كانت جالسه امام حاسوبها بينما لم تترك اعلان عن وظيفه الا قدمت به ...أغلقت الحاسوب سريعا حينما دخلت والدتها وزوجه عمها التي سألتها بابتسامه : ايه ياحبيتي كل ده لسه مجربتيش الفستان 

كذبت فيروز وهي تقول بعدم اكتراث : جربته ...كويس 

رفعت عزيزة حاجبيها : طيب وليه منادتيش علينا نشوفه عليكي 

قالت فيروز باقتضاب : مفيش داعي 

اقتربت وداد من ابنتها وقالت بحنان غلبها : ليه يا بنتي مفيش داعي ...انتي عروسه ..قومي البسي فستانك وجربيه وافرحي 

افلتت ابتسامه ساخره من شفاه فيروز : افرح !!

أومات وداد وهي تبتلع سخريه ابنتها : مش ده فرحك 

هتفت فيروز بتهكم : فعلا فرحي ..

نظرت وداد الي ابنتها بقله حيله لتهمس لها عزيزة : اطلعي وانا هتكلم معاها 

جلست عزيزة بجوار فيروز علي طرف الفراش : مالك يا فيروز ....انتي مش فرحانه بجوازتك 

نظرت إلي زوجه عمها وسألتها بجديه : هو المفروض افرح 

أومات عزيزة قائله : اه تفرحي .... اسمعي يا بنتي انا ست كبيرة وشوفت كتير ولو سألتيني رايي هقولك افرحي وانسي كل اللي فات .... عمك غصبك علي الجواز اه بس قولي الحمد لله أن الغصب جه في شاب ملو هدومه مش في راجل كبير ولا عيل مالوش قيمه ....زعلتي من عمك اه بس الدنيا راضتك وبعتت ليكي عوض في راجل يقف في ضهرك ...ارضي عشان تعرفي تفرحي 

............

....

ادارت ماس راسها سريعا تجاه بوابه المنزل الحديديه حيث خرجت ياسمين وهي تجر تلك الحقيبه الكبيرة خلفها ....انتظر جاسر لحظه ثم اتجه ناحيتها وعيناه تتسأل قبل أن تطرح هي سؤال عن صالح ولكن من قال إنها ستسأل أو تستغرب ان تركها بعد أن كانت تلك الصورة البشعه هي كل صورتها برأسه 

حمحمت ياسمين لتنقي حلقها وهي تقول بامتنان : متشكرة اوي يا استاذ جاسر علي وقفتك جنبي انت وماس ...

هز جاسر رأسه دون قول شيء لتقول ماس سريعا وهي تنظر إلي الحقيبه : جبتي حاجتك 

أومات ياسمين لتقول ماس : طيب يلا نرجع البيت 

هزت ياسمين راسها بهدوء : لا اتفضلوا ارجعوا انتو كفايه عليكم كدة 

نظرت لها ماس باستفهام بينما قطب جاسر جبينه متسائلا : وانتي ؟!

قالت ياسمين : هنزل في أوتيل لغايه ما اشوف هعمل ايه 

هز جاسر وماس رأسهم برفض بنفس الوقت : لا طبعا ....اتفضلي في البيت عندنا وبعدين اصلا صالح جهز ليكي شقه جنبنا 

ابتلعت ياسمين غصه حلقها علي مجرد ذكر اسمه لتقول بإصرار : شكرا ...مفيش داعي يشغل نفسه بيا اكتر من كدة ... كفايه وقفته معايا 

حاول جاسر وماس أثناءها ولكنها صممت ليوصلها جاسر الي أحد الفنادق كما طلبت لتنزل ياسمين ويسرع أحد العمال لأخذ حقيبتها فتعود تنظر تجاه ماس وجاسر تشكرهم ....بسرعه جذبت ماس ورقه وقلم من حقيبتها ودونت عليها رقم هاتفها : كلميني يا ياسمين وطمنيني عليكي 

اوما ياسمين بابتسامه لتسحب بعدها نفس عميق قبل أن تسأل جاسر : زياد محبوس فين ؟!

...............

.....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

لا تنكر ماس بأن طوال الطريق وحكايه ياسمين تشغل بالها ....فتاه تعرضت لزواج مصالح وتعذبت به وهاهو حبيبها أنقذها إذن ماذا حدث ليكون الفراق هو النهايه لتلك الحكايه .....خرجت من شرودها حينما أوقف جاسر سيارتها التي قادها اسفل المنزل ليقول وهو ينظر أمامه ولا ينظر لها : اتفضلي اطلعي البيت 

نظرت له وقطبت جبينها : وانت ؟!

قال باقتضاب : عندي مشوار 

رفعت ماس حاجبها : وانا ؟!

التفت لها جاسر باستفهام : انتي ايه ؟! 

قالت ماس باندفاع : اعتقد ان في بينا كلام لازم نتكلمه ....هتسيبني اقعد انفجر وانت تروح تشوف مشوارك صح ؟!

زفر جاسر والتفت لها بغيظ : يعني انتي عاوزة تتكلمي ....وماله ...نتكلم ..!!

غبيه وفتحت علي نفسها ابواب الجحيم هكذا حدثت ماس نفسها وهي تخطو أمامه الي داخل منزلهم ...ماذا يحدث أن كانت صمتت وتركته يذهب ...؟! لن تكون وقتها ماس !!

: نتكلم بقي ....هكذا بدا جاسر حديثه بتأهب واضح لتلتفت له ماس وسرعان ما كان يبدأ حديثه دون أن يعطيها فرصه للحديث : لو هنجنب كل حاجه واخد بس اللي عملتيه اخر ساعه هسألك انتي ازاي تخرجي من غير علمي ...

قالت ماس وهي مقتنعه بموقفها : قولتلك مرضتش أسيبها لوحدها 

هتف بغيظ : وانا قولتلك وانتي مالك ...؟! 

هزت كاس كتفها بتفكير بينما لا تتصنع الاصرار بل هي بالفعل مقتنه بما فعلته لتقول : معاك انك لازم تتضايق اني خرجت من غير ما اقولك بس مكنش ده قصدي ولا تفكيري 

رفع حاجبه بسخط : امال فكرتي في ايه ؟!

قالت بوضوح : في أن حد محتاج مني حاجه بسيطه واني تقدر اساعده بيها عشان كدة مترددتش 

اساعدها ....

نظر لها جاسر بغيظ شديد بينما لا ينكر أنها اسكتته باقتناعها بوجهه نظرها والتي لا ينكر أنه يحترمها ويقدرها ووقع في حبها من اجل قلبها الطيب ليهتف بغيظ من بين أسنانه وهو لا يجد كلمات : ساعات كدة ببقي عاوز اخنقك 

نظرت ماس اليه مردده بعفويه : تخنقني ....؟! اهون عليك 

اجاب جاسر بنفس العفويه من بين غيظه : لا متهونيش

ابتسامه واسعه زينت وجهها لتلتقي عيونها التي لمعت بشقاوه بعيناه التي لا يستطيع ابدا اخفاء حبه لها بها ولكنه عقد حاجبيه سريعا مرددا : بتضحكي ليه دلوقتي ؟! 

زمت ماس شفتيها ومسحت ابتسامتها ولكن ظلت خفه روحها وهي تقول : 

لا طبعا مش بضحك.... واضحك ليه معاك.... اصلا انا مخصكماك

نظر لها بطرف عيناه بمكر قائلا : عارف وقولتك براحتك 

عقدت جبينها بغيظ ورددت وهي تسدير تجاه غرفتهم : طبعا براحتي ...

توقفت واستدارت له قائله : هتتغدي

جلس جاسر علي الأريكة خلفه ومدد ساقه بارهاق : 

اللي تشوفيه ...

هزت ماس راسها : هغير هدومي وأجهز الغدا 

..............

....

عقد مهاب حاجبيه حينما تعمد المرور أمام مكتب ماس ليراه خالي ....عاد الي مكتبه متظاهرا بعدم الاهتمام وهو يقول لسكرتيرته : عاوز فايل القروض من مسز ماس 

أومات السكرتيرة : حاضر يافندم 

لحظات وطرقت الباب ودخلت إليه قائله : للاسف يافندم مسز ماس إجازة ....انا هتصل بيها واسألها عن الملف لو حضرتك مستعجل 

هز مهاب رأسه : لا متشكر اتفضلي 

خرجت السكرتيرة ليسحب مهاب نفس مطولا وهو يتذكر أنه انهي الخلاف وشدد علي عودتها للعمل ....اذن لماذا لم تأتي ؟! 

...........

.....

حاول جاسر الاتصال بصالح كثيرا ليجيب عليه بالاخير قائلا باقتضاب دون السماح لجاسر بقول شيء :انا ركنت عربيتك تحت بيتك وسبت المفتاح مع الأمن ....

: صالح انت فين وعربيه ايه اللي بتتكلم فيها 

قال باقتضاب : انا راجع عشان عندي شغل مهم 

: بس ياصالح ...ياسم...قاطعه صالح عن النطق باسمها : ميخصنيش اللي هتقوله ...اشوفك في فرح مهران 

اغلق الهاتف ليزفر جاسر بضيق ....ماذا فعلت تلك الفتاه مجددا .... يعرف مقدار جرح صديقه منها والذي لم يكسره شيء سواه طوال الفتره الماضيه مهما حاول اخفاءه ....وقف وبدا يفك ازارا قميصه ويتجه الي الغرفه لتتوقف يداه حينما فتح الباب وكانت ماس تمسك ببيجامتها البيتيه ترتديها ما أن جففت جسدها 

حمحم وهو يشعر بتلك السخونة تتصاعد بين عروقه وهو يتطلع الي جميلته التي تمادت في دلالها .... أسرعت ماس تضع بيجامتها فوقها وتغلق ازاراها وتعقد شعرها الندي سريعا وتتجه الي باب الغرفه حيث ظل جاسر واقف ولم يفسح لها مجال لتمر ....وسع عشان اعدي 

ابتسامه لعوب تراقصت علي شفتيه بينما يدرك أن عنادها مهما طال ستعود إليه ....عدي هو انا ماسكك 

ضيقت عيناها ونظرت له بغيظ بينما تدرك جيدا لعبته ولكن تلك المرة ستكون علي طريقتها. ..... أخفت نظره الوعيد بعيونها التي نظرت له بوداعه قبل أن تلتصق بجسده متعمده وهي تعبر باب الغرفه ليحترق بناره التي أشعلها بينما اوهتمه للحظه بالاقتراب وما أن مد يداه ليحيط بخصرها حتي تبخرت من أمامه ..... زفر جاسر بضيق ولكن ابتسامته المرتسمه علي طرف شفتيه لم تفارقه .....يحبها كما هي ...تلك التي تعرف كيف تثأر لنفسها بذكاء حتي لو منه هو ....؟! فقط لو تكون له وحده سيكون طوع بنانها ...!!

........

.....

ما أن بدات ماس بتجهيز الغداء حتي وجدت جاسر يتجه إليها لتنظر له بينما قال : مي اتصلت بيا وبتقولي ماما وقعت ورجلها اتكسرت

قالت ماس بقلق : الف سلامه عليها ...هي كويسه 

هز رأسه : مي بتقول انها تعبانه ...انا نازل رايح لها 

أومات ماس وهي تضغط زر اغلاق الموقد : استني هاجي معاك 

ابتسم لاهتمامها لوالدته التي تعمدت مي إيصال الأمر إليه أنها مريضه بشده ليسرع جاسر إليها ولكنه يهدأ حينما وجدها بصحه جيده 

: الف سلامه علي حضرتك يا طنط ....الحمد لله أنه مجرد التواء 

نظرت ماجده لماس بقليل من الغيظ : ايه مجرد التواء ....كنتي عاوزاني انكسر 

فتحت ماس فمها لتدافع عن نفسها بينما احتقن وجهها من أسلوب والدته الهجومي الذي لا يتغير ولكن جاسر سرعان ما سبقها قائلا : وهي ماس قالت حاجه يا امي ...كل الموضوع أن مي قالت إن رجلك انكسرت وحالتك صعبه فقلقنا عليكي وجينا جري ....فماس بتقول الحمد لله انها جت سليمه 

نظر زيدان الي زوجته بتوبيخ لتزم ماجده شفتيها بكمد من كبستها أمام دفاع جاسر عن زوجته لتسرع تتأوه وهي تضع يدها علي ساقها : انت مش متخيل الالم اللي انا فيه ياجاسر ....معلش يا ماس يا حبيتي من الوجع مش عارفه بقول ايه 

ابتسمت ماس بسماحه انتوتها ليس لشيء إلا لأنها لاتريد الدخول في مهاترات لن تغني من جوع ...طبع حماتها وتعرفه بل إنها أصبحت تستمتع بهذا الجدال معها وتأخذه بمرح : ولا يهمك يا طنط 

تعالي رنين هاتف ماجده لترد بصوت واهن : أيوة يا مي ...اخوكي معايا اهو وماس كتر خيرها كمان جت تتطمن عليا 

لم تهتم ماس لسماع مكالمه حماتها مع مي لتلتفت الي حماها بابتسامه : واحشني يا اونكل 

ابتسم زيدان : وانتي يا ماسه ....ايه ياجاسر مفيش مرة اقول اعدي اقضي اليوم مع ماما وبابا 

اوما جاسر : والله يابابا غصب عني ...الشغل كتير 

اوما زيدان ليجتذب حديث ماجده انتباههم بينما تقول بترحيب : تنور يا حبيتي ....تشرف وتنور 

أغلقت الهاتف لتنظر إليهم قائله : دي رغده أما عرفت اني تعبانه صممت تيجي مع مي تتطمن عليا 

اوما الجميع ليقول زيدان : طيب طالما مي وصاحبتها جايين كده نطلب اكل من برا عشان نتغدي كلنا 

ابتسم وتابع : انا كنت بجهز الغدا وقولت مرات ابني مش هتتريق علي طبخي إنما طالما كدة نجيب اكل جاهز افضل

هزت ماس راسها : لا يااونكل متتعبش نفسك ....انا ممكن اقوم اجهز الغدا 

قال زيدان بسماحه : متتعبيش انتي نفسك يا حبيتي ...انا هطلب خلاص 

هزت ماس راسها بإصرار : لا يااونكل خليني اعمل انا 

نظرت إلي ماجده : تحبي تأكلي ايه يا طنط 

قالت ماجده بابتسامه : اي حاجه ياحبيتي 

أومات ماس واتجهت الي المطبخ لترفع ماجده حاجبيها بينما لاتدري أن كان عليها أن تحب زوجها ابنها ام تكرهها ....؟! 

انتهز زيدان فرصه وجود ماس بالمطبخ ليتحدث مع جاسر في شكوي ماس له عن تركها عملها ليرفض جاسر دون تفكير فيقول زيدان بعتاب 

: مش هتعمل ليا حساب ياجاسر

تدخلت ماجده قائله : سيبه براحته يا زيدان وبعدين ما تقعد من الشغل وفيها ايه .....نظر لها زيدان بحنق قائلا :  

متتدخليش انتي ياماجده ...انا بتكلم مع ابني 

زفرت ماجده واشاحت بوجهها علي مضض دون قول شيء ليلتفت زيدان الي ابنه قائلا : في ايه ياجاسر ...؟! 

هو انت شوفت ايه وكبرت الموضوع ليه كدة .....مراتك اتكلمت معايا وحكت علي إللي حصل وانا معاك أن حقك تتضايق بس تجبرها تسيب شغلها لا 

زفر جاسر بضيق ليقول وهو يتهرب من إكمال الحديث مع والده الذي أدخلته بينهم وهو حذرها من ذلك : 

بابا انا بغير عليها وده حقي.... انا راجل حقه يغير علي مراته 

اوما زيدان بعقلانيه : مختلفناش بس انت بتعاند والعناد ده غلط 

اشاح جاسر بوجهه بسخط : يبقي هي تبطل تعاند وتسمع كلامي 

نظر له زيدان باستهجان لرأسه العنيد الاقسي من الصخر : وانت ...؟! مش شايف نفسك بتعاند

هز جاسر رأسه بثقه : انا صح وعشان كدة متمسك بقراري 

زفر زيدان بعدم رضي ليقول باستسلام : عموما انا مش هتجادل معاك اكتر من كدة عشان واضح أن مفيش عندك استعداد تسمع ...بس هقولك كلمتين عشان انا ابوك واكتر واحد يهمه مصلحتك .......وبقولك انت غلط 

ياجاسر الغيرة لما تزيد عن حدها بتكون غلط 

انت كدة بتكرهها فيك وبتخنقها 

صمت جاسر ونظر الي التلفاز دون قول شيء .....

.............

....

أطلقت الخادمه الزغاريد وهي تتجه الي غرفه مهران لتعقد تهاني حاجبيها وتخاف بغضب : اخرسي يا بت انتي .. ايه الدوشه دي 

قالت الخادمه بابتسامه واسعه : مش حاجه العروسه وصلت لازم ازغرد

زجرتها تهاني بغضب : اخرسي يابت وقوليلي حاجه ايه اللي وصلت 

قالت الخادمه : جهاز العروسه ...أهلها وصلوا تحت و هيطلعوا يحطوه في اوضه العرسان 

زفرت تهاني بغضب وهي تتطلع تجاه غرفه مهران المغلقه لتزجر الخادمه : طيب اسكتي وانزلي خليهم يستنوا تحت وانا نازله 

بهدوء تحركت علي أطراف أصابعها لتتجه الي غرفه مهران وبرفق شديد تفتح الباب وتتطلع من خلاله لتري الغرفه يعمها السكون والظلام حيث رقد مهران بفراشه غارق بنومه العميق واغلق الستائر لينام بعد أن وصل بالصباح 

تنفست وعادت لتغلق الباب بهدوء شديد وتنزل إلي الأسفل ..... ببرود رحبت بعزيزة ومنيرة ووداد : اهلا ....

قالت عزيزة باستدراك : اهلا بيكي ياست تهاني ....احنا قولنا نجيب جهاز فيروز 

أومات تهاني ونظرت الي فيروز التي جلست مكانها دون قول شيء ....لا تهتم بأي كلام لتلك المرأة فمن هي بالأساس ....مجرد محطه وستعبرها وتنتهي من حياتها غدا 

قالت تهاني بقله لياقه : كان ودي اقولكم اطلعوا افرشوا بس اقول ايه 

تظاهرت بالتأثر وهي تتابع : البنات اللي يتشكوا في أيديهم من الصبح بقولهم يخلصوا تنضيف الاوضه وهما قالبينها فوقاني تحتاني ...

أومات وداد بحرج : ولا يهمك 

قالت تهاني لتقطع عليهم السبيل للصعود لتلك الغرفه وعيش أجواء اختفال بفرشها : انا كنت واقفه علي أيديهم لغايه ما جيتوا وحالا هطلع أفضل واقفه علي أيديهم لغايه ما يخلصوا وبأيديا هفرش كل حاجه ياعروسه 

نطقتها بمغزي وهي تنظر لفيروز التي اشاحت بوجهها بينما تذكر نفسها انها هنا في مهمه محدده 

نظرت تهاني بتقييم إلي فيروز ثم أطلقت سياط لسانها بتنمر واضح علي هيئتها وملابسها البسيطه : يووه ....ياا اختي اللي يشوف عروستنا ولا يفكر أنها عروسه ...

نظرت إلي وداد وتابعت وهي تلوك شفتيها : ايه ياأم العروسه فرش ايه اللي شاغله نفسك بيه ...حقك تاخدي بالك من العروسه شويه ....لازم تلمع كده وتبقي لايقه لمهران ...امال 

حمحمت وداد بحرج لتتابع تهاني التي جذبت نظرات الحنق لعيون عزيزة : انا حالا هبعت ليكم البت ورده اللي بتزوق بسمه وسحر وسهام ....ضحكت بخبث وتابعت : اصل انا في الحاجات دي مقولكيش لازم اهتم ....شوفي كده بناتي بيلمعوا وقمرات ازاي ....اه اصل سحر وسهام بعتبرهم بناتي واول باول اديهم نصايحي. الست لازم تكون ست حلوة وتلبس وتتزوق عشان جوزها ميبصش برا 

لوت شفتيها وتابعت بخفوت سمعته فيروز التي التهب وجهها بالغضب من احتقار المراه لها : ومهران مش اي راجل ...كان حقه ياخد واحده تليق بيه 

قالت عزيزة سريعا : بنتنا قمر ومش محتاجه حاجه يا ست تهاني .....بكرة أن شاء الله جوزها ميشوفش غيرها عشان حلاوة طبعها 

نظرت إلي تهاني بمغزي وتابعت : ماهو اصل الحلاوة مش بتتاكل بالملعقة 

احتقن وجهه تهاني لتنظر لها عزيزة بثبات وتتابع : نقوم احنا بقي ...وااه ...مفيش داعي لا للورده ولا لجنينيه ....زي ما قولتلك بنتنا قمر مش محتاجه حاجه 

كتمت تهاني غيظها من رد عزيزة الذي افحمها لتقوم معهم توصلهم الي باب المنزل لتتمهل خطوات فيروز حتي سبقتها والدتها وزوجات عمها للخارج لتقول بصوت خافت : هو موجود؟!

نظرت لها تهاني بخبث : هو مين ....مهران ؟!

أومات فيروز : اه كنت عاوزاه في حاجه مهمه واتصلت بيه تليفونه مقفول 

قالت تهاني بمكر : مش هنا ....في اسكندريه مع صحابه 

ابتسمت بمزيد من الخبث وتابعت : ماهو اصل صاحبه ضابط كبير ومتجوز واحده اسكندرانيه زي القمر هتشوفيها في الفرح وكمان صالح ابن الباشمهندس رأفت صاحبه وخاطب مها بنت شريكه صاحب مزارع كبير برضه هعرفك عليهم ...اهو بقي مهران كل يومين في اسكندريه مع أصحابه ....نظرت لها بينما فهمت فيروز مغزي كلامها ومن هي أقل من زوجات أصدقاءه لتبتلع فيروز غصه حلقها بينما تربت تهاني علي كتفها بخبث متابعه : بكره تتعودي علي سفره 

هزت فيروز راسها وسرعان ما مدت يدها الي حقيبتها وأخرجت منها تلك العلب القطيفه التي وضعتها بداخلها لتعطيهم الي تهاني التي نظرت لها باستفهام : ايه ده ؟!

قالت فيروز وهي تضع فوقهم ورقه مطويه: دي الشبكه اللي جبتوها والورقه دي فيها تنازل عن المهر . .....أشارت إلي الحقائب الموضوعه بوسط البهو وتابعت : ودي كل الحاجات اللي جبتوها ....ياريت توصليهم له وتحاولي تدوري له علي عروسه تليق بمقامه ...!!

أسرعت فيروز تخرج بينما تسمرت تهاني مكانها لا تستوعب ...هل بالفعل ماسمعته صحيح وانتهي أمر تلك الزيجه بهذه البساطه ....لتتسع ابتسامتها الغير مصدقه وتتسارع أنفاسها وتلمع عيونها .....أسرعت الي وسط البهو تنادي الخادمه : بت يا زفته شيلي الشنط دي بسرعه وطلعيها فوق وإياك حد يعرف مين كان هنا 

أومات الخادمه التي لمحت تلك العلب التي أمسكت بهم تهاني بكلتا يديها واسرعت بهم للاعلي تفكر ماذا ستفعل. ....؟!

جلست بغرفتها بعد أن أخفت الذهب بين ملابسها لتفكر بترتيب كل الاحداث . ...واضح أن عائله الفتاه لاتدرك نيتها عن فسخ الزواج الذي يعرف الجميع انه سيتم والا كانت قد أعادت كل شيء أمام أسرتها ....اذن هي تخطط للهروب ...اتسعت ابتسامه تهاني الخبيثه بينما كل شيء مرتب لها دون ادني مجهود .....لو اخبرت مهران الان مؤكد سيركض خلفها ويحاول إيقافها ...اذن فلتتظاهر بأن شيئا لم يكن ولتتابع كل شيء كمشاهده .....ضحكت بصوت عالي وهي تتخيل فضيحه هروب العروس .....؟!

مش بعيد فورا يتجوز بسمه عشان يغطي علي الفضيحه .....أومات لنفسها بانتصار لتقوم تتابع كل التجهيزات وكأن شيئا لم يكن بينما كل الظروف واقفه برفقتها حتي هاتف مهران الذي حرصت علي إغلاقه منذ عودته صباحا خدمها حتي لا تتصل به تلك الفتاه .....

.........

....

اخذت ماس تحاول رفع نفسها علي أطراف أصابعها وهي تحاول الوصول للرف العلوي ..

دخل جاسر لتشعر بوقوفه لدي باب المطبخ : مالك ؟!

قالت ماس وهي تهز كتفها ببرود : مفيش ....

رفع حاجبه بغيظ من برودها معه : طيب ....خلصتي ولا اساعدك  

زفرت ماس وقالت بعناد بينما تحاول باستماته الوصول لذلك الرف الذي تبرطمت بكل الألفاظ وهي تتطلع إليه ....هو في حد يحط الاطباق فوق اوي كدة ... 

انفلتت ضحكه شماته من جاسر : وهما بيعملوا المطبخ مكانوش عارفين انك قصيرة 

التفتت له بغيظ لتنفث عيونها النيران تجاهه قبل أن تلتفت مجددا حولها تبحث عن شيء تقف فوقه ولكنها قبل أن تسحب أحد المقاعد كانت تنفلت شهقه من بين شفتيها حينما حملها جاسر ....

تشتت نظراتها وتسارعت أنفاسها حينما وجدت نفسها بين ذراعيه 

ولم يكن جاسر رجال افضل بينما دق قلبه بجنون لقربها الذي اشتاق له حد الجنون قالت بكلمات متقطعه وهي تحاول استجماع نفسها التي فقدتها بقربه : انت بتعمل ايه ....اوعي كدة ؟!

لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الملتهبه بالحمرة بينما يقول : بساعدك 

تقابلت عيناه بعيونها بينما كاد وجهه يلتصق بوجهها وقد قاربت شفتاه علي نفاذ صبرها ليميل تجاه شفتيها ولكنه ما أن قارب علي اخذها بين شفتيه حتي استجمعت ماس ثباتها لترجع راسها للخلف مبعده شفتيها عن شفتاه وهي تقول ....كدة بتساعدني ولا ....

ابتسامه لعوب ارتسمت علي طرف شفاه جاسر الذي طالبها بإنهاء جملتها : ولا ايه ...؟!!

حاولت ماس فك حصار ذراعيه من حولها : بتتحرش بيا طبعا 

انفجر جاسر ضاحكا ولكنه شدد من ذراعيه حولها ولم يتركها تنفلت من بين ذراعيه 

لكمته ماس بكتفه بغيظ : انت بتضحك علي ايه 

نظر جاسر لها وداعب طرف أنفها بأنفه : علي احلي قضيه تحرش هلبسها .....

تنفست ماس أنفاسه بينما شفتيه علي بعد سنتيمترات من شفتيها التي همس جاسر امامها بصبر معدوم : وحشتيني 

تباطأت شفاه ماس التي أحاطت عنقه بذراعيها بينما أدركت أن عليهم الالتقاء بالوسط وعدم التنافر اكثر لتقول بمشاعر : وانت كمان .....جاسر انا بحبك بس متأكدة انك بتضحك عليا 

رفع حاجبه وببطء انزلها من بين ذراعيه ولكنه ظل محتضن جسدها بيديه : بضحك عليكي 

أومات : اه ....عشان اسكت علي موضوع الشغل ...انا سمعتك وانت بتتكلم مع اونكل زيدان وسمعت انك مصمم علي رايك مع أنه حاول يفهمك أن غيرتك الاوفر دي غلط بس انت عنيد 

زوبعه سرعان ما تطلقها بداخله وهي بتلك الحاله من الصدق والاعتراف بكل ما يدور برأسها ....تحبه وتفهمه ربما أكثر من نفسه ولذا اوقات يقف عاجزا عن الرد ....

قربها بين ذراعيه أكثر ولم تمانع ماس فتركت العنان لجسدها ليلتصق بصدره : انا عنيد ...امال انتي ايه ؟!

قالت ببراءه انسابت من نظرات عيونها تكاد تقتله : قولتلك بدافع عن حقوقي وكياني 

انفلتت ضحكه خافته من جاسر : برضه كياني 

أومات ماس : طبعا ....حقي اشتغل 

نظر جاسر مطولا الي عيونها ثم مال تجاه شفتيها لتتسارع انفاس ماس وتغمض عيونها بانسجام تام لتلامس شفتيه طرف شفتيها يلثمها بشغف قبل أن يهمس : وانا حقي اغير عليكي 

..........

...

رحبت ماجده برغده التي جائت برفقه مي ليركض آدم الي زيدان الذي حمله يداعبه 

قالت مي : سلامتك يا ماما ....مالك هيخلص شغل ويعدي يطمن عليكي 

اومات ماجده التي همست لمي أن تقوم لتساعد ماس. ...

مرت لحظه علي ماس التي أدركت مغزي مانطق به بينما لا تحتاج لذكاء لتدرك ما يريد قوله بأنه لن يتراجع ولكنه فقط غلف كلماته بطعم الحب حتي تبلعها برضي ....

توقفت مي مكانها حينما اتجهت الي المطبخ لتلمع نظرات الغيرة بعيونها وهي تري ماس بين ذراعي جاسر بتلك الطريقه .....لم تحتاج ماس لدخول مي فقد ابتعدت عنه ما أن استوعبت تلك الكلمات التي نطق بها لتنظر له بحنق شديد ...وتتذكر كلماته التي طالما رددها عليها ( انا كدة يا ماس ومش هتغيير ) .....بالفعل لم ولن يتغير ....!!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد


اقتباس 

: هتطلقني يازياد وهتبعد عن طريقي وطريق اي حد يخصني وأولهم صالح ....!!

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !