ستكونين لي حلقه خاصه

0

حلقه خاصه بجواد وزهرة بعد مرور سنوات

طايرت النظرات الناريه من عيون زهرة 

لتتعالي ضحكه سيلا الرقيقه وهي تقفز بين ذراعي جواد.... احلي بابي في الدنيا 

داعب جواد شعرها قائلا : فين بوسه بابي..؟ اغرقته بقبلاتها ليضحك جواد علي زهرة التي لم تتوقف عن النظر شزرا الي جواد وابنته المدلله والتي لاتحصل علي الدلال منه فقط وإنما من الجميع 

همس جواد في اذن سيلا ببضع كلمات لتركض الي غرفتها ثم اتجه الي زهرة قائلا وهو يداعب وجنتها : زهرتي مكشرة ليه..؟ 

ابعدت يداه قائلة بجبين مقطب: دلوقتي افتكرت زهرتك

همس بجوار اذنها : وهو انا عمري نسيت ياقلبي 

هزت كتفها بدلال : اه نسيتني خالص وسيلا اخدت مني الدلع كله

ضحك وهو يجذبها اليه قائلا بعبث : لا ده كله الا الدلع.. الدلع ليك انت وبس ياجميل 

رفعت حاجبيها تحاول الا تنساق خلف محاولته لالهاءها عن تدليله الزائد لابنتهم : ياسلام 

همس بجوار اذنها بحميمه : اه طبعا ده حتي بقالي كتير مش عارف اشرب قهوة 

أفلتت ضحكتها ليمرر يداه برقه علي طول ظهرها باغواء ويكمل بغمزة شقيه : طيب ماتعمليلي فنجان قهوة من ايديكي الحلوين دول وتجيبهالي علي المكتب... 

زجرته وهي تبعد يداه : جود بس.... الولاد..! 

هز كتفه بعدم اكتراث وتابع مايفعله ليجذبها اليه قائلا : وهما فين الولاد دول.. ركزي مع ابو الولاد 

حملها بين ذراعيه لتشهق بخجل وهي تتلفت حولها خوفا من ان يراهما احد أبناءنا بهذا الوضع.. جواد بس يامجنون نزلني 

هز راسه برفض وتابع طريقه لغرفتهم لتقول : انت رايح فين... ؟

دفن راسها في عنقه قائلا بهمس حميمي ; هشرب قهوتي...! 

ضحكت واحاطت عنقه بذراعيها واسندت راسها علي كتفه بسعاده تزداد يوما بعد يوما) 

......... مسحت زهرة دموعها التي انهمرت علي خدها بظهر يدها سريعا وخرجت من شرودها واتجهت لتفتح باب الغرفه لتتغير ملامح وجهها ماان وجدت أمجد امامها... 

هتفت بحدة : انت بتعمل ايه هنا..؟ 

قال بهدوء وهو يمد يداه اليها بتلك الباقه من الزهور التي يحملها : جاي اعمل الواجب 

تهادت الشماته الي نظراته التي وجهها تجاه جسد جواد الموصل بتلك الأجهزة علي فراش المشفي لتزداد حدة أنفاسها وهي تدفعه للخارج وتخرج خلفه وتغلق الباب 

مزمجرة بحدة ; انت عاوز ايه ياامجد... ؟

لانت نبرته ليقول : انتي عارفه كويس يازهرة اني مش عاوز حاجة غير انك ترجعيلي انتي وابننا.... فكري كويس وشوفي انا وصلت لأيه ... ليه عاوزة تحرمي ابني انه يرجع لحضني

تفاجأت زهرة بعمر خلفها ليتدخل بشراسه : انا مش ابنك.... انا ابن جواد

نظر له أمجد بحدة مزمجرا : لا انت ابني انا..... وجواد ده قريب همحيه من علي وش الارض.....!!

...... تمحي مين من علي وش الارض ياابن ال..... كان هذا صوت مراد الأخ الأصغر لعمر والذي تصادف جيناته عمه مراد بطيشه واندفاعه... امسك عمر سريعا بكتف أخيه يوقفه عن الاشتباك مع أمجد بينما هدرت زهرة به توقفه : مرااااد وبعدين 

نظر أمجد الي مراد ثم الي عمر قائلا بتهكم :  هو ده اخوك ابن جواد اللي واقف بيشتم ابوك قدامك ياعمر.... ونعم التربيه....!! 

زم عمر شفتيه بثبات تشربه من ابيه جواد بينما يداه تقبض علي كتف اخيه الأصغر يوقفه عن المزيد من الغضب

قالت زهرة بحزم : عمر حبيبي خد اخوك واسبقوني علي البيت 

جذب عمر مراد بصعوبه حتي لايزداد الوضع سوء، ويتعرض للوقوف بين ابيه وأخيه 

التفتت زهرة الي أمجد بحدة : انت عاوز ايه.... مش كفايه اللي عملته فيا... ؟

تنهد قائلا : بعد السنين دي كلها ولسة قلبك اسود ومش ناسيه 

زمجرت بشراسه : وعمري ماهنسي يااامجد 

.... عمري ماهنسي فمتتعبش نفسك وابعد عني وعن حياتي 

رفع حاجبه وهو يقول : وابني..؟ 

قالت بحدة :  انساه هو كمان وابعد عنه 

.... واظن انت بتشوف رده فعله كل مرة تحاول تقرب منه 

ضحك ساخرا :  انساه... انسي ابني لية كسبته في عرض 

سخرت هي الاخري : لا بعته بالفلوس زمان 

احتدت ملامحه ليهدر بغضب :  اسمعي بقي يازهرة انا السنين اللي فاتت عمري مانسيت ابني يوم بس كنت بقول مسيرة يكبر ويرجع لحضن ابوه بس طبعا مكنتش عامل حساب الكلام اللي انتي والبيه بتاعك كبرتوه في، دماغه عشان تكرهوه فيا 

نظرت له بسخريه : نكرهه فيك..... علي اساس انه بيحبك اصلا ولا فاكرلك ذكري كويسه....! 

تعالت أنفاس أمجد الغاضبه ليقول :  

محدش مبيغلطش...... وانا غلطت وكفرت عن ذنوبي ١٥ سنه بعد عن ابني 

..... احتدت نبرته بحسرة غاضبه وهو يتابع :ابني اللي لما بشوفه بحس بالحسرة وهو واقف جنب جوز امه وبيقوله يابابا وعمري ماسمعتها منه...... ابني اللي كل الابهات تفتخر يكون عندهم ابن زيه 

التوت شفاه زهرة بتهكم قائلة : انت شايف كل ده ومش شايف ان ابنك اللي بتقول عليه ده بقي كدة بسبب تربيه جوز امه ليه زي مابتقول..... 

ضغطت عليه وهي تتابع بتأنيب : بص بعينك وشوف ابنك نسخة من مين..... منك ولا من جواد

هدر أمجد بغضب : متنطقيش اسمه 

هتفت بشراسه : انت اللي تخرس ومتنطقش اسمه علي لسانك..... واسمع يااامجد اوعي تفكر اني ممكن في يوم ارجعلك مهما حصل ولا ان ابني يبعد عني لحظة 

رفع أصبعه بوجهها قائلا بصرامه ; انتي الي تسمعيني يازهرة كويس ابني مش هسيبه انا ابوه ولو كان رجوعه ليا يساوي رجوعك انا مش عاوز غير كدة......فكري كويس يازهرة في مستقبلك ومستقبل ولادك...... الوضع اتغير 

جواد اللي كنتي بتتحامي فيه خلاص بح.... بقي مجرد جسم علي أجهزة..... ولادك محتاجين لراجل قوي يقف جنبهم وانا اوعدك هكون اب ليهم لو وافقتي ترجعيلي ومش هفرق بينهم وبين عمر..... 

فكري كويس قبل ماتردي علي عرضي.... انتي مش هتفضلي قاعده جنبه كتير... خلاص جواد  بقاله شهرين في غيبوبه والمساله بقت مسأله وقت قبل متلاقي نفسك انتي وولادك لوحدكم 

غص حلقها وشقت العبرات الطريق لعيونها ولكنها امسكت بها بداخل جفونها وهتفت بقوة ; انا مش لوحدي.... والجسم اللي علي الأجهزة زي مابتقول بالنسبه ليا احسن من ألف واحد زيك..... جواد هيقوم وان شاء الله هيبقى احسن من الاول... ازدادت غصه حلقها وتابعت : ولو بعد الشر حصله حاجة انا عمري ماهحتاج لواحد زيك ولا اصلا هعيش لحظة واحدة بعده

رفع حاجبه : للدرجة دي..؟! 

اومات له ;  اه... جواد هو الهوا الي بتنفسه ومن غيره هموت واتدفن معاه

نظرت له وتابعت بثبات :  ووقتها برضه مش هتاخد عمر لانه هيكون اب لاخواته 

................ 

... 

... دخلت غرفه جواد لترتمي علي صدره تبكي بحرقه بينما لاتسمع شئ سوي طنين الأجهزة التي تخبرها انه مازال علي قيد الحياه بعد هذا الحادث البشع الذي تعرض له ليدخل بتلك الغيبوبه منذ شهران......! 

بللت دموعها صدره الذي لم يعد يحتويها بداخله بذراعيه لتناجيه بقهر : جواد متسبنيش..... اوعي تسبيني ياحبيبي عشان انا هموت بعدك 

رفعت راسها علي تلك اليد الحانيه التي تربت علي كتفها والتي لم تكن الا فلذه كبدها عمر ذلك الشاب الذي اضحي يوما بعد يوم نسخة من ابيه جواد بحنانه ورجولته المبكرة وكل صفاته الحميده التي اكتسبها منه..... جذبها برفق من فوق جسد ابيه ليضمها اليه بحنان قائلا : هيقوم وهيبقي كويس 

بكت بين حضن ابنها بوجع : وحشني اوي

دمعت عيون عمر ليضمها اليه اكثر ويربت علي ظهرها قائلا :  وانا كمان وحشني..... 

امسك بوجهها برفق بين يديه ومسح دموعها قائلا :  هيبقي كويس وهيقوم علي رجله تاني..... بابا طول عمرة راجل قوي ولا نسيتي 

هزت راسها ولم يخرج صوتها المختنق بالدموع ليكمل عمر بحنان : مش عاوزك تعيطي ابدا.... جود عمره ماخلي دموعك دي تنزل عشان خاطرة متعيطيش

اومات له وجففت دموعها ليقول بحنان : 

انا هديت مراد وسايبه تحت في مكتب نادين يلا خديه و روحي وانا هفضل مع جود الليله دي

هزت راسها فهي لاتفارق جواره الا للاطمئنان علي أبنائها وتعود اليه مجددا ليقول برجاء ; عشان خاطري اسمعي الكلام ياماما ..... مراد نفسيته وحشه هو وسيلا ومحتاجين لك جنبهم 

على مضض انصرفت ليبتسم عمر بحنان لوجه ابيه الشاحب وينحني مقبل اعلي جبهته : متسبيناش ياجود.... اوعي تسيبنا

.......!! 

ربت ابراهيم علي كتف مراد الصغير بعد ان تحدث معه عن تطوله علي أمجد والذي عاد ليفرض وجوده بقوة في حياتهم بعد ان تغير الحال وأصبح من أشهر رجال الأعمال ويوما بعد يوم لايتوقف عن محاوله اعاده عمر لجابنه ودوما ماكان جواد يوقفه انا الان فلم يعد هناك من يوقفه 

قال إبراهيم بحنان ابوي : خلاص يابطل اتفقنا 

اومأ له مراد علي مضض ليبتسم له ابراهيم قائلا : القوة مش في الاندفاع يامراد ولا في الغلط.... مهما كان ده ابو اخوك ولازم تحترمه 

هتف مراد بانفعال : ده غلط في ابويا

: مهما كان هو أكبر منك.... يلا بقي اتفضل معايا هوصلك 

قالت نادين ; لا ياابراهيم زهرة نازله دلوقتي 

وبالفعل دقائق ودخلت زهرة لمكتب نادين التي استقبلتها بنظرتها الحزينه فوضع جواد الصحي مازال اكبر من استيعاب الجميع.... 

: ازيك يازهرة 

هزت راسها دون قول شئ ليقول ابراهيم : الدكتور الأجنبي هيوصل بكرة وان شاء الله يطمنا علي حالته

تنهدت قائلة برجاء : يارب

.......... بقلم رونا فؤاد 

........ 

عضت ساندي علي شفتيها بتاثر وهي تري حاله مراد التي تسوء يوما بعد يوم حزنا علي أخيه لتجلس الي جواره قائلة  بحنان : اية ياحبيبي مفيش جديد 

تنهد مراد قائلا : كنت لسه مع ابراهيم ونادين والدكتور الأجنبي 

قالت بلهفه : ها وقال ايه...؟ 

: طمني وقالي الحاله استجابتها كويسة 

ابتسمت قائلة : طيب ماهو ده خبر حلو... امال انت زعلان ايه 

هز كتفه قائلا : كل حاجة اتقلبت ياساندي..... امي حالتها وحشة جدا من وقت حادثه جواد وشغله بيضيع وانا مش عارف اعمل حاجة 

ربتت علي كتفه بحنان : معلش ياحبيبي شده وتزول..... الدكتور طمني علي وضع طنط الهام وان شاء الله جواد هيقوم ويبقي كويس ويقدر يعوض خساير شغله..... خلي أملك في ربنا كبير 

تنهد قائلا : ونعم بالله 

ربتت علي كتفه قائلة : طيب قوم خد دوش وهجهزلك العشا 

هز راسه قائلا ; لا ماليش نفس انا محتاج انام 

: حبيبي بلاش تنام من غير عشا 

: مش قادر ياساندي 

............. 

....... 


عقدت زهرة حاجبيها وهي تضغط رقم عمر وعيناها علي الساعه التي تجاوزت العاشرة لتغلق الهاتف ماان دخل من الباب بنفس اللحظة 

اسرعت اليه بلهفه وقلق  : عمر حبيبي انت كنت فين كل ده..قلقتني عليك ؟ 

قال بابتسامه هادئة :  وتقلقي عليا ليه... اية ياست الكل ناسيه اني بقيت راجل 

قالت بابتسامه : لا طبعا ياحبيبي... بس غصب عني لازم اقلق عليك ..... انت كنت فين لغايه دلوقتي 

هز كتفه قائلا : في المصنع..؟ 

رفعت حاجبيها : وبعدين ياعمر مصنع ايه وانت عندك امتحانات بعد اسبوعين ...  

قال عمر بدفاع : مصنع ابويا 

: ودراستك

: مش مهم اي حاجة دلوقتي.... شغل ابويا اهم 

قالت بتفهم : ياحبيبي انا عارفه انك عاوز تقف جنب ابوك بس انت لسة صغير وعندك دراستك اهم  

: ماما مفيش حاجة اهم من الشغل اللي بابا عاش، عمرة يكبره 

: ياحبيبي وانت تفهم ايه في الشغل ده بس اذا كان مراد ذات نفسه مش عارف يعمل حاجة 

: ومين قال اني مش،فاهم.... انا جود علمني كل حاجة وحتي لو مش فاهم لازم افهم واتعلم لغايه ماابويا يخف ويرجع يقف علي رجله 

قالت بحيرة من موقف ابنها الرجولي الذي شابه اباه :  ايوة ياعمر بس امتحاناتك قربت هز راسه : تتعوض السنه اللي جايه بس  حاليا ابويا محتاجلي 

هزت راسها : لا ياعمر 

قال بحزم : ماما لوسمحتي ده قراري

انا مش هسيب ابويا في وقت شدته لازم اوقف خسايره واحاول اعوضها 

تنهدت قائلة : ماشي ياعمر انا مش قادره اناهد معاك انت عنيد جدا

اومأ لها مغاير للموضوع قائلا :  مراد وسيلا 

فين..؟ 

: ناموا ياحبيبي 

اومأ لها لتقول : هخلي ام حسن تجهز لك العشا و انا رايحة لجواد 

هز راسه قائلا : لا استني ياماما انا هطلع اخد دوش واجي معاكي

: لا ارتاح انت تعبت طول اليوم 

هز راسه قائلا : لا مش هسيبك لوحدك 

نظرت باعجاب وفخر يزداد يوما بعد يوم  له فهو اصبح نسخة مصغرة من جواد بالرغم من انه لا يحمل دماءه 

........... 

... بقلم رونا فؤاد 

.......... 

تسمرت مكانها وهي تري هذا الكم من الاطباء والممرضين يخرجون من غرفته لتتباطيء دقات قلبها بين ضلوعها لتتسرب بروده أطرافها الي يد عمر التي تمسك بيدها..... لحظة توقف كلاهما بقلوب منخلعه رعبا متساءلين هل حدث لجواد شئ....! ؟


..... 

ابتسم الطبيب المشرف علي حالته بسعه وهو يخرج من غرفه جواد ملتقي بزهرة وعمر ليهلل قائلا :

جيتي في وقتك يامدام وكأن قلبك حاسس 

قالت بلهفه مممزوجه بعدم تصديق : فاق...؟! 

اومأ لها وقبل ان ينطق كلمه كانت تندفع من باب الغرفه 

ارتمت في حضنه هاتفه من بين دموعها التي انهمرت كالشلال :  جواااد... جواااد حبيبي 

انسابت دموعها بقوة وهي تتطلع اليه وقد استعاد وعيه... حبيبي حمد الله علي السلامه.... الحمد لله.... يارب.... الحمد لله

حاول جواد تحريك يده ليحيط بها بصعوبه بعد تلك الغيبوبه الطويله ومحاولته لاستيعاب الوضع ولكن لايهم شئ سوي انها بين ذراعيه 

قبل راس زهرة بحنانه الجارف ... بتعيطي ليه 

قالت بنشيج وهي ترتمي فوق صدره مجددا : حمد الله على السلامة ياحبيبي وحياتي ودنيتي....... 

كدة ياجواد تعمل غيا كدة انا كنت هموت الايام اللي فاتت 

ابتسم بوهن مازال يكلل ملامحه :حقك عليا

احتضنه عمر بسعاده لاتصفها كلمات ; الف حمد الله على سلامتك يابابا 

; الله يسلمك ياعمر 

بصعوبه ابعدها الطبيب عنه وهو يقول بتحذير : يامدام كدة غلط.. المريض لسه لم يستعيد قوته بعد 

قال جواد وهو يحيطها بذراعه : سيبها لو سمحت 

قال الطبيب : طبعا ياجواد بيه انا مقدر قلقها بس حالتك مش محتاجة إجهاد 

اومأ له ليقول عمر بغمزة شقيه : متقلقش ياجود كلها كام يوم تخرج تاخدها في حضنك براحتك 

ضحك جواد وهو يضع يده علي صدره المتألم 

لتمسك زهرة بيده سامحه للطبيب بفحصه مجددا 

انتهي الطبيب من فحص جواد وخرج لسير عمر برفقته يطمئن علي حاله ابيه ويهاتف مراد يخبره بهذا الخبر السعيد....! 

......... 

لم تترك زهرة جانب جواد ليعود عمر الي المنزل قبيل الفجر...... دخل ليطمئن علي إخوته ثم اتجه الي غرفته واخد دوش وارتدي ملابسه ثم اتجه الي احد أركان الغرفه ووقف يصلي شكر لله لقد نجي ابيه. 

جلس علي طرف الفراش بعدها وانهمك بتلك الأوراق وبداخله اصرار فولاذي علي الفوز بذلك المزاد ليعوض كل خسائر جواد 

فقد كانت الضربات الموجعه متتاليه بسبب  ذلك الحادث الذي تعرض له جواد ليقبع بالمشفى شهران وقد عجز مراد عن تسيير عمله لتقع الخسارة تلو الاخري في ظل غياب جواد..... 

تنهد عمر وهو يتطلع الي تلك الأوراق بتركيز شديد هذا المشروع كفيل بتعويض الكثير كما وانه قد استعاد الايام الماضيه السيطرة علي عمل ابيه مع مساعده احمد زوج سالي وعمه مراد  

......... 


نظر مراد بشك لعمر : دي مناقصه كبيره ياعمر بلاش ندخلها احسن 

قال عمر باصرار ; المناقصه ده اللي احنا محتاجين لها بالضبط عشان نعوض خسايرنا 

اسمع كلامي يامراد 

قال مراد بتوبيخ : قولي عمي ياواد انت 

هتف عمر بمشاكسه : عمي ايه بس هو ده وقته....... المهم انا دفعت خلاص فلوس التأمين وجهزت المظروف

قال مراد بحيرة : مش عارف ياعمر انا مش بفهم في الشغل ده زي جواد وهنقع في السوق لو خسرنا المناقصه دي

قال عمر بثقة : ان شاء الله هترسي علينا 

.............. 

نظر أمجد الي عمر قائلا : اية ياعمر     كمان مش هتسلم علي ابوك 

قال عمر بجمود :  اهلا ياامجد بيه 

رفع أمجد حاجبه قائلا باستنكار : أمجد بيه.. ؟اومأ له عمر قائلا :اه.... وبعد اذنك عشان متأخرش، علي فتح المظاريف 

ضحك أمجد باستهزاء ;  ووهو جواد الخولي ملقاش عيل اكبر منك يبعته 

نظر له عمر دون قول شئ ببرود وثقه تعلمها من ابيه علي مدار السنوات فالافعال هي ماتقيس الرجوله وليس الكلام 

وبالفعل خرج عمر منتصر وفاز بالعمل....! 

ضرب أمجد الارض بقدمه بحنق وهو يصيح بمحاسب تلك الشركة التي امتلكها فقط ليضارب جواد بالسوق وقد نجح مرارا في هذا لولا مافعله عمر...... فهو كلما رأي عمر كلما زادت حسرته... اصبح شاب يفخر به أي اب فكم كان احمق طائش ارعن حينما اضاعه من يده..... حاول بشتي الطرق ان يستميل عمر ولكنه ابي بيحاول تحطيم عمل جواد لعل عمره ينجذب الي ثروته ولكن هاهو يتمسك بجواد اكثر 

.......... 

ساعدت زهرة والهام جواد ليعتدل جالسا حينما دخل مراد وعمر بثورة مهللين.... 

:  ابنك يامعلم كسب مناقصه ارض المعارض 

نظر جواد بعدم تصديق لتقول زهرة 

انت بتتكلم جد 

ربت مراد على كتفه قائلا : امال..... بطل زي ابوه

جذبه جواد لحضنه وربت علي ظهره  ليقول مراد بمرح : ابنك ياحبيبي طالعلك في كل حاجة.... ولا دراسه ولا بنات ولا صرمحه هو الشغل وبس

ضحك جواد وغمز لعمر فهو الوحيد الذي يعرف بعلاقته بتلك الفتاه التي يحبها 

دخلت ساندي ونادين الي الغرفه ليقول عمر :اقدملكم ياجماعه.... دراعي اليمين والمساعده بتاعتي 

نظر الجميع لتبتسم ساندي بتعالي.. انا دراعه اليمين 

ضحك الجميع ليقول مراد مشاكسا : ودي ساعدتك في ايه ان شاء الله... جابت صحابها في النادي يشجعوك 

ضحك عمر قائلا : انت بقول فيها.....دي هي وصحابها اللي خلوا مزاد السخنه يرسي علي الشركة... 

اينعم بسعر اكبر  شويه من اللي كنت حاطه بس مش مهم المهم ان المكسب ممتاز

نظرت الهام بفخر الي عمر الذي دوما ما كانت تحذر جواد منه لتدمع عيونها وهي تراه يرد جميل ابنها كما لم يتوقع احد 

جذبه جواد اليه قائلا :ابني البطل 

قال عمر بفخر :  طالعلك ياجود 

جذب مراد ساندي الي حضنه قائلا بمرح ; مراتي البطله 

ضحك الجميع لتعود السعاده لحياتهم بعوده جواد اليها 


........ 

استند جواد بظهرة للخلف وهو يضع يداه علي صدره ليقترب منه عمر و يقبل راسه قائلا : انا اسف يابابا 

قطب جواد جبينه قائلا : علي ايه ياعمر 

قال عمر بأسف : انا السبب في اللي حصلك 

نظر جواد الي عمر الذي تابع : انا عارف ان أمجد هو اللي خسرك المزاد يوم الحادثه..... 

غص صوته ليقول بندم ; لو كنت وافقت اعيش معاه مكنش حصل ده كله..... 

كنت هتسبب في خسارة امي واخواتي ليك 

جذبه جواد لحضنه قائلا : اوعي تقول كدة.... انا اخسر الدنيا كلها فداك انت وامك واخواتك 

..... انت ابني ياعمر وانا مستحيل افرط فيك حتي لو حاربت الدنيا وخسرت عمري عشانك انت واخواتك وامك دي حاجة بسيطة 

وضع وجهه بين كفيه واردف بحنان ; عمر انت ابني..... ابني اللي ايوة مش من صلبي بس انت حياتي كلها 

قال عمر وهو يحتضن ابيه : وانت ابويا وكل اللي ليا في الدنيا  

ربت جواد علي ظهره قائلا ; ربنا يخليك ليا ياحبيبي 

........ ابتسم كلاهما للآخر ليقول جواد ; اسمع بقي يابطل انا عاوز اطلب منك طلب

قال عمر بلهفه ; قول يابابا 

قال جواد وهو ينزع المحلول الطبي من يده ;انت هتخرجني من المستشفي. 

قال عمر ببلاهه :  اخرجك

قال جواد ; اه انا زهقت 

قال عمر برفض : لا طبعا دي زهرة لو عرفت هتقتلني 

قال جواد بتشجيع : اية ياواد انت وهي هتقربلك وانا موجود ولا انت مش واثق في ابوك

قال عمر : لا بس

قاطعه جواد : ولا بس ولاحاجة.... انت اتصل بيها اشغلها بأي حاجة عشان تفضل في البيت ومتجيش علي هنا واتصرف مع الدكاترة وخرجني

............. 

... 


خرجت زهرة من الاستحمام بعد ان اخذت دوش لتزيل إرهاق اليوم وتعود للمشفي

لتحيط جسدها بالمنشفه وتتجه للخارج... 

شهقت بهلع ماان وجدت تلك اليد تجذبها من خصرها...... صرخت بعدم تصديق : جواااد

ابتسم لها بابتسامه لعوب لتقول بعدم تصديق : انت بتعمل ايه هنا.... وخرجت من المستشفي ازاي

قال بضحكه وهو يجذبها اليه  : واحدة واحدة يازهرتي..... 

مرر يداه برقه علي خصلات شعرها المبلل وتطلع الي عيونها باشتياق قائلا : اولا بعمل ايه..... وحشتيني وكان لازم اخدك في حضني 

ثانيا خرجت من المشفي ازاي.... من الباب عادي

رفعت حاجبيها ; والله

... قطبت جبينها وتابعت : مين خرجك.... عمر طبعا 

قال جواد : مالكيش دعوة بيه

قالت برجاء : جواد حبيبي  انت لسه تعبان ولازم ترجع المستشفي حالا

هز راسه قائلا : لا

قالت باستنكار : لا يعني ايه..... لازم تكمل علاجك

جذبها الي صدره قائلا :  علاجي في حضنك

قالت بنبره راجيه : جواد

رفع وجهها اليه قائلا برقه : قلب وعيون جواد...... اية يازهرتي موحشتكيش ولاايه 

قالت وهي ترتمي بحضنه : وحشتني اوي اوي


.............

قلب أمجد القلم بين أصابعه بحنق بينما انتهت الاعيبه لاعاده ابنه اليه باستفاقه جواد واستعادته السيطرة علي خسائره التي كبدها له 

ليخبر نفسه انه سيظل يشعر بالقهر كلما رأي ابنه بظهر جواد وليس بظهره هو..... 


اغلقت ملك هاتفها الذي كانت تعبث له ووضعته بجوارها واولته ظهره ماان دخل امجد الي الغرفه

لاحظ جفاءها وتجنبها له ليقول : مالك ياملك

تجاهلت الرد عليه ليزفر قائلا  :  في ايه.... ؟عملت ايه عشان تتجاهليني بالطريقه دي

لم تجيب ليمسك بكتفها ويديرها اليه قائلا بنفاذ صبر ; ملك انا بكلمك

هتفت بغضب ; وانا مش عاوزة ارد عليك

عقد حاجبيه باستفهام : ليه..؟ 

قالت باستنكار ; انت لسة بتسأل

قال بهدوء : ومسألش ليه..؟ 

هتفت باتهام ; عشان انت عارف كويس اوي....

: عشان عمر

قالت بدفاع عن نفسها :  أمجد انا معنديش اي اعتراض علي علاقتك بابنك

: امال

هتفت بحدة : أمجد بلاش لف ودوران انت لسه بتفكر في زهرة

هز راسه قائلا : لا طبعا...... انا بس فكرت لو هي هتكون الطريق اللي هرجع ابني بيه هرجعها

قالت بعدم تصديق لما نطق له ;وانا

قال بابتسامه وهو يقترب منها : انتي حبيتي

ابعدت يداه قائلة بغضب : بطل كذب

هو راسه وقال بهدوء : مش بكذب..... ملك حبيتي انتي اكتر واحدة عارفه انا اتغيرت اد ايه

قالت بتهكم : كنت فاكرة كدة

تنهد قائلا : والله انتي ظلماني طول عمرك..... ياملك ياحبيتي افهميني.... عمر ابني اتحركت منه ١٥ سنه علي امل انه هيكبر ويقرب منى..... ياملك انا لما بشوف عمر بحس بقهر انه مش واقف جنبي وواقف جنب راجل تاني

قالت بانصاف : ده الراجل اللي رباه 

قال باحتدام ; وانا ابوه 

قالت بانفعال ; ايوة اللي رماه زمان 

هدى بحدة : .... ملك

قالت : ماشي ياامجد هسكت

قال أمجد بجبين مقطب ; متسكتيش بس مش لازم تفكريني باللي فات 

قالت بتفهم : انت نسيت وانا نسيت بس عمر وزهرة عمرهم ماهينسوا

وضعت يدها فوق يده تريده ان يتوقف عن المحاوله بعناد بقضيه خسرها وسيظل يخسرها فابدا لن ينسي عمر قسوة ابيه ; أمجد لو سمحت كفايه بقى  ...... حرام عليك كل شويه تدمر حياتها...... ابعد عن طريقها

: لا عشان طريقها هو طريق ابني 

قالت بتهديد ; يبقي انا اللي هبعد

قال بحدة : متهددنيش، ياملك احنا مش صغيرين وفي بينا بدل الطفل تلاته

قالت ملك ; يبقي تحترم مشاعري

قال أمجد بانفعال : بحترمها ياملك..... قولتلك كل اللي بفكر فيه عمر

قالت : عمر مرتاح مع عيلته 

: نفسي اعوضه عن الي عملته 

: يبقي قرب منه... عمرك ماهتعوضه وانت بتعمل كدة في الراجل اللي بيعتبره ابوه.... 

أمجد اللي بتعمله هيخليك تخسره اكتر 


بقلم رونا فؤاد 

............ 

.. 

صفقت زهرة باب السيارة بقوة لتنفجر بجواد ماان ركب بجوارها : ممكن تقولي مين دي..؟ 

ضحك جواد باستفزاز قائلا : بس اية رايك مش حلوة اوي 

لكمته في صدره : مين دي اللي حلوة..... جوااد

وضع يده علي صدره متألما : ااه.. براحة عليا يازهرتي 

: زهرتك ايه وانا جايباك قاعد مع البنت دي 

ضحك بصخب قائلا ; اه لو تعرفي البنت دي مين هتبوسيني 

رفعت حاجبيها بوعيد : والله 

اومأ لها قائلا بغمزة شقيه : دي الجو بتاع عمر 

نظرت له لعدم تصديق : عمر 

اومأ لها ليخبرها بما لم تعرفه يوما من ابنها وهذا ليس بغريب فعلاقه عمر بجواد طوال عمرها أقرب منها هي شخصيا 

وكزته بتوبيخ : ايه جو دي.... انت قديم اوي 

ضحك قائلا : غصب عني يازهرتي ماانا عجزت بقي 

مالت عليه بدلال وهي تداعب ربطة عنقه قائلة : مين ده اللي عجز ياحبيبي.. انت لسة زي ماانت 

قال بولهه ويداه تحيط بخصرها يقربها اليه ; بجد يازهرتي 

اومات برقه وهي تتطلع لوسامته التي تزداد كل يوم حتي مع تقدمه بالعمر : طبعا ياحبيب قلب زهرتك 

عضت علي شفتيها وهمست بجوار اذنه بدلال : ده انا حتي المكتب وحشني ياجود

ذاب من دلالها الذي يفقده صوابه ليتلقط شفتيها بين شفتيه باشتياق بالغ قائلا  : اه ياقلب وعقل جود 

.......... 

.... 

بعد مرور عام.......! 

توقفت زهرة مكانها واندفعت الحمرة الي وجنتها ماان دخلت مكتب جواد لتري عمر يتبادل القبل مع زوجته زينه التي شهقت بحرج ودفنت وجهها في صدر عمر لتتراجع زهرة سريعا وتخرج مغلفه الباب...! 

اصطدمت بجواد الذي كان في اجتماع بالخارج واستغل عمر الفرصه لينفرد بزوجته التي تعمل مهندسة معهم... 

: اية يازهرتي مالك انتي كنتي بتدوري عليا..؟ 

اومات له قائلة : اه افتكرت انك رجعت

قال وهو يتطلع لاحمرار وجهها : طيب مالك في ايه....؟

افلتت ضحكتها لتقول : ابنك طالع بتاع مكاتب زيك.... 

ضحك جواد بصخب ماان أخبرته زهرة ليخرج عمر بنفس اللحظة ممسك بيد زينه التي يكاد وجهها ينفجر من الخجل.... غمز 

له جواد بشقاوة وهو ياخذ بيد زهرة الي مكتبه ليغلق الباب وسرعان مايجذبها الي صدره وينقض علي شفتيها بقبله عاصفه هاتفا بمكر : تعالي نعيد أمجاد المكتب 

............. 

.... 

اية رايكم في علاقه عمر وجواد اللي حبيت اوي اسلط الضوء عليها.... ياتري عجبتكم الحلقه 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !