الفصل الثاني والعشرون
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بوجهه احمر محتقن كانت ماس تغادر السيارة وتصفق الباب خلفها بقوة ما أن أوقفها جاسر اسفل المنزل بعد ان ظلت طوال الطريق صامته ولكن بداخلها كان حريق مشتعل وكانت كل دماءها تهدر وهي تتفث النيران
ألقت ماس حقيبتها علي طرف الفراش وزفرت بحنق شديد وهي لا تعرف كيف مرت عليها الساعه الماضيه تشاهد هذا الحديث والمزاح بينه وبين رغده .....!!
وعلي الجهه الأخري كانت نظرات الاستمتاع تلمع بعيون جاسر طوال الوقت فهو ما أن لمح الغيرة حتي تعمد مسايرة رغده في حديثها الذي لم يتوقف ما أن وجدت منه تشجيع فقط ليجعلها تشعر بما يشعر به حينما يغار عليها ....!!
اغلق باب المنزل خلفه بهدوء وهو ينظر حوله ليري الي اين ذهبت بينما يعاتب نفسه أنه ضايقها ولكن مبرره كان بالنسبه له مقبول فإن تبادلا الاماكن بنفس إجابتها أن عليه التحكم بغيرته التي لاتري لها مبرر بينما تحبه هو فقط فهو يحبها هي فقط وكانت رغده صديقه أخته وجالسه برفقه عائلته وفي وجودها فما سبب غيرتها ؟! !
لا ينكر أنه أراد أن تشعر بتلك الغيرة التي تنهش قلبه من أبسط المواقف لعلها تقدر موقفه ومن يفهمه أكثر منها فهي تدرك جيدا مقصده من مجاراه رغده في حديثها الذي اختصته به وحده وسهلت الخبيثه مي هذا الحديث إلا أن الغيرة نالت منها واشعلت النيران في قلبها فقد اعتادت أن يكون لها وحدها وباقي الفتيات لا تحصل منه إلا علي حديث مقتضب ....
بصوت ناعم كان يناديها وهو يدخل الي الغرفه : ماسه
لم يجد منها اجابه بالرغم من أنها كانت بوسط الغرفه تتحرك بخطوات عصبيه ......اخفي ابتسامته الماكرة التي ارتسمت علي جانب شفتيه وهو يتجه ناحيتها بينما حاول اختبارها ليعرف مدي غضبها ليناديها مجددا : ماسه
لم ترد عليه ليضع يده علي كتفها :
ماسه حبيتي انا بكلمك
زفرت ماس بحنق والتفتت له وهي تعقد ذراعيها حول صدرها : خير
رفع حاجبه وهو يخفي ضحكته علي ملامح وجهها المحتقنه مرددا :
خير ؟!!
في ست ترد علي جوزها اللي بيقولها حبيتي وتقوله خير
أومات ماس بغضب طفولي بينما انفجرت غيرتها لتبعد يداه عن كتفها بحنق هاتفه : اه ...خير ....بتكلمني ليه ..؟! روح كلم رغده
هز رأسه وجذبها إليه لينظر لها قائلا برفق : ماسه حبيتي ...انا وانتي فاهمين اللي فيها
رفعت حاجبها بحنق : واللي هو ايه ....عاوزني اغير صح
اومأ لها بابتسامه هادئه لتزم ماس شفتيها بحنق : طيب ماشي انا اهو غيرت ...بس قعدتك من الشغل ؟!
حاول اخفاء نظرة نفاذ الصبر في عيناه بينما كل الطرق تقود لنفس الحديث عن عودتها لعملها ليتنهد قائلا : هو الموضوع ده هتفضل نتكلم فيه كتير
هزت راسها وهي تبعد عيناها عن عيناه بتصميم الا تتأثر بنظراته أو كلماته أو قربه : اه وهنفضل متخاصمين ...عشان مينفعش اسكت و.......دون مقدمات كان يمسك بوجهها بين يديه ويميل تجاهها ويسكت شفتيها بعد أن همس : هششش..... بحبك و مفيش حاجه اسمها متخاصمين ...
التهم شفتيها بين شفتيه بقبله عاصفه لم تستطيع ماس مقاومتها كثيرا لتذوب بين ذراعيه التي أحاطت بها يضمها إليه بعد لحظات من الممانعه .....طالت قبلته رافضا أن يترك اسر شفتيها من بين شفتيه بينما يضمها إليه لتشعر ماس بدفء حبه كما حال دفء جسده الذي ضمها إليه ....تحركت شفتاه علي وجهها بقبلات متفرقه شغوفه قبل أن ينزل الي عنقها بينما تحركت يداه تجاه جسدها الذي استجاب لقربه وسرعان ما كان يتراجع بها الي فراشهم ليشهد نوبه حب واشتياق جارفه بعد جفاء طال بينهم ....
.............
....
بلهفه أسرعت ليليان تجاه صالح الذي فتح باب المنزل ودخل لتسأله ملامحها القلقه قبل شفتيها : عملت ايه مع ياسمين ....قدرت تخلصها ؟!
وهل هو بحاجه لسماع اسمها الان .....تغيرت ملامحه التي جاهد لإبعاد عنها ذلك الخزلان الذي تملك منه بعد أن جلده عقله بقوة طوال الساعات الماضيه يذكره أنه انخدع علي يدها للمرة الثانيه وهاهي طعنته بلا رحمه مما فعلتها قبل وغدرت به ...
عقدت ليليان حاجبيها بقلق شديد بينما أثارت ملامح صالح بداخلها عواصف من القلق ....لتسأله مجددا : صالح انت مش بترد عليا ليه ....ياسمين حصل لها حاجه ؟!
كل ما استطاع فعله هو هز رأسه بينما جاهد لينقي نبرته وينتقي كلماته ليهدأ من قلق والدته : هي كويسه اطمني
اتسعت عيون ليليان بعدم تصديق بينما يقول لسانه عكس ملامحه ؛:طيب طالما كويسه ايه اللي حصل ...مالك ياصالح ....؟! احكيلي وطمن قلبي انا منمتش من امبارح وهموت من القلق عليك وعليها
عاد كلماته المقتضبه : كويسه يا امي متقلقيش
لم تصبر كلماته أغوار نفس والدته القلقه : طيب ايه اللي حصل احكيلي
تهرب من والدته قائلا : بعدين يا امي ...عاوز ارتاح
تحرك بضع خطوات باتجاه غرفته لتوقفه ليليان سريعا : صالح في حاجه مهمه حصلت وعاوزة اقولك عليها
اتجه صالح الي غرفته : بعدين ياامي ...
حاولت إيقافه بشده والحاح فهو يجب أن يعرف بما حدث لتسرع خلفه ولكن بنفس اللحظه كان رافت يخرج من غرفته لتتوقف ليليان مكانها حينما سألها : صالح رجع ؟!
أومات له ليسألها بحزم : مش قولتلك أول ما يرجع تقوليلي
قالت ليليان بتعلثم ؛ ماهو ...ماهو لسه راجع حالا
اوما واتجه الي غرفه ابنه لتقول ليليان برجاء خافت : سيبه دلوقتي يا رافت هو راجع تعبان
نظر لها رأفت بحده مزمجرا : متتدخليش
نكست ليليان رأسها بقله حيله ليدخل رافت الي صالح الذي ارتمي فوق فراشه دون حتي أن يبدل ملابسه
اعتدل جالسا ما أن دخل والده إليه ليقول رافت بدون مقدمات بصوت به قليل من الحده : كنت فين ياصالح ؟!
قال صالح باقتضاب : قولت لحضرتك اني مع مهران وجاسر
ضيق رأفت عيناه بسخط قائلا : مهران بيجهز لفرحه ومن الصبح وانا شايفه راجع ...
قطب صالح جبينه بضيق من محاصره ابيه قائلا : رجع الصبح وانا فضلت مع جاسر شويه
زفر رافت وقال بعدم رضي : وهي حجه جاسر ومهران دي مش هتخلص ...؟!!!
عقد صالح حاجبيه بينما لم يستسيغ نبره والده : قصدك ايه يابابا
انفجر رافت بحنق : قصدي انك مش عيل صغير هفضل ادور وراك واعرف انت بتروح فين وبتقابل مين ....صالح انت راجل والمفروض انك مش محتاج ابوك يسألك كنت فين ..
انفلتت كلمات صالح دون تفكير : اعتقد الكلام ده حضرتك تقوله لنفسك بدل ما كل شويه تحاسبني انا فين ورجعت امتي
انفجر رافت هو الآخر : ماهو لو انا شايف قدامي راجل مش عيل اكيد مش هدور وراه ...!!
اتسعت عيون صالح بغضب كظمه بداخله بينما يقف أمام أبيه قائلا بسخط : طالما حضرتك شايفني مش راجل يبقي اتفضل دور ورايا ....
زفر رافت بغضب وضيق من نفسه لضغطه علي ابنه ولكنه لم يتراجع ليقول بقسوة : هفضل ادور وراك واهتم بكل حاجه تخصك عشان انت ابني حتي لو اللي بعمله ده مش عاجبك ....بكرة لما تخلف هتفهم كلامي
تنهد صالح وكعادته سحب كل شيء بداخله لتتواجهه نظراته لحظات بنظرات أبيه الذي ختم كلامه : النهاردة للمرة التانيه تحرجني مع حماك ومتكونش موجود مع اني مأكد عليك
ثارت ثائره صالح بداخله ولكنه صمت ليتابع رافت
: الراجل جه وطلب مني نحدد ميعاد كتب الكتاب وانا حددت معاه كمان اسبوعين
انفجرت ملامح صالح بالغضب كما انفجر سؤاله : ازاي حضرتك تعمل كدة من غير ما ترجع ليا .....
نظر له رافت بعدم رضي : وهو انت كنت موجود ومأخدتش رأيك ؟!
هز صالح رأسه بغضب : مش مبرر أن حضرتك تحدد ليا حياتي ....انا مش موافق ومش هتجوز
رفع رأفت حاجبه : معناه ايه كلامك ده
اشاح صالح برأسه هاتفا : معناه اني هفسخ الخطوبه دي
انصدمت ملامح رأفت من قرار ابنه : تفسخها
اوما صالح : اه ...مش هتجوزها لاني مش بحبها ولا عارف احبها
لوي رافت شفتيه : بتحب بنت الحرامي مش كدة
التفت صالح بحده لأبيه : لا مش كدة ....وياريت كفايه تأنيب فيا عشان أنا تعبت ومش هضمن رد فعلي .....بابا لو سمحت دي حياتي انا وانا اللي هختارها مش حضرتك
قال رافت باندفاع : وانا شوفت نتيجه اختيارك وعشان كدة مش هسمحلك تختار
انصدمت ملامح صالح : يعني ايه ؟!
قال رافت بهيمنه : يعني انا اختارت لك الزوجه اللي تليق بيك وينفع تدخل عيلتنا
نظر صالح لأبيه بعدم تصديق : حتي لو اختيارك ده ضد رغبتي
اشاح رافت بوجهه : انا بختار مصلحتك
انفجر صالح بحنق : وانا عارف مصلحتي كويس ومش هتجوز واحده مفروضه عليا ومش بحبها
تنهد رافت ونظر الي ابنه بحزم قبل أن يقول بنبره قاطعه : وانا أديت كلمه للراجل ومش هرجع فيها
ردد صالح بعدم تصديق لموقف أبيه الصارم : الراجل اهم من ابنك ؟!!
قال رافت بتصميم : ابني حاليا مش عارف مصلحته ....كتب الكتاب هيتم في الميعاد اللي حددته
نظر صالح لأبيه بتحدي : وانا مش موافق
واجهه رأفت ابنه بنفس نظرات التحدي بينما ينهي الحديث : لو متجوزتش مها مش هتكون ابني ولا اعرفك .....!!
انهي حديثه وخرج من الغرفه صافقا الباب خلفه بقوة لتتقهقر خطوات ليليان الي الخلف بينما انسابت دموعها بصمت علي خدها ....حازم وصارم زوجها لذا تشفق كثيرا علي ابنها من قراره ...
...........
....
اعتدل مهران جالسا بعد أن استيقظ قبيل وقت المغرب ليفرك وجهه بمزاج معكر ليمد يداه الي ساعته التي خلعها ووضعها بجواره علي الكمود ليجدها قد قاربت السادسه ...لقد نام كثيرا ولكنه كان يشعر بالارهاق ...حرك رأسه يبحث عن هاتفه ليجده بجواره ...ضغط عليه ليجده مغلق ..استغرب فهو لم يغلقه ولكنه لن يهتم ليفتحه وينظر به بينما يتظاهر أنه لا ينتظر شيء ليضعه بإهمال علي الفراش ثم يقوم بثقل من مكانه ويتجه الي الشرفه يزيح الستائر القاتمه وينظر للاسفل حيث تعالت تلك الأصوات .....كانت التجهيزات لليله زفافه تتم علي قدام وشاق بالاسفل يبنما تعلق بعض الرجال علي السلالم الخشبيه العاليه يعلقون الانوار المزينه بكل أرجاء الحديقه
تنهد بغيظ بينما يفكر أنها لم تتصل أو تأتي للاطمئنان عليه وغيظه الأكبر كان من نفسه التي تاقت لاهتمام من أحد لأول مرة وتكون هي من يريد اهتمامها ....
أشار له زوج أخته عوني الذي كان واقف برفقه الرحال بالاسفل يتابع كل شيء بأوامر عمران ليخرج مهران من شروده ....
مبروك ياعريس ...ربنا يتمم بخير
هز مهران رأسه : الله يبارك فيك ...
قال عوني بابتسامه : ابقي انزل شوف لو في حاجه ناقصه ياابن عمي
اوما مهران قائلا : نازل
هندم من ملابسه و خرج من غرفته ليتجه للاسفل بينما ينادي علي ذكيه ولكنه لم يجد رد
....اتجه الي المطبخ : ذكيه ...بت يا ذكيه
خرجت له أخته سحر وهي تجفف يدها : نعم يامهران
حمحم قائلا : فين البت ذكيه ؟!
: مع ماما والبنات بتوضب اوضتك ياعريس .....عاوز حاجه ؟!
قال لها : قوليلها تعملي قهوه وتجيبها برا
قالت سريعا : هعملها انا
هز رأسه : لا شوفي وراكي ايه وخليها تنزل تعملها
أومات له وتحركت للاعلي لتنظر لها تهاني التي كانت نظرات الانتصار تلمع بعيونها الخليقه بينما تتظاهر بأنها تقف علي تجهيز كل شيء من أجل ابن زوجها
انتبه مهران الي أنه نسي هاتفه ليستدير ويدخل مجددا الي المنزل .....
: ماما مهران عاوز ذكيه تعمل له قهوه
قالت تهاني باستفهام : هو صحي
أومات سحر : اه ونزل تحت
قامت ذكيه سريعا بعد أن تركت ما تفعله قائله : هنزل اجهز القهوة ياست تهاني
اوقفتها تهاني : استني انتي انا نازله
سحبت تهاني نفس عميق وهي ترتب الحديث برأسها بينما جهزت سيناريو محكم لتشكي له عدم مجيء العروس أو عائلتها لتفرش جهازها كما هو معروف وكأنها غير سعيده بهذا الزواج ولكنها ما أن تحركت خطوتين حتي لمحت مهران يصعد الدرج لتغير خطتها سريعا وتقف علي باب الغرفه توليه ظهرها وتتحدث بصوت عالي ليسمعها
: انا مش عارفه يا بنتي ازاي عروسه متجيش تفرش اوضتها .....
نظرت لها سحر بعدم فهم لتخرسها نظرات تهاني التي تابعت وكأنها مندمجه بهذا الحديث ولا تعي أن مهران اتي ناحيتها : انا من صباحيه ربنا بعتت البت ذكيه ليها عشان تيجي تفرش وتفرح ولا عبرتني وقولت يمكن مش فاضيه قومت بعتت البت تاني وتالت ولا جت ولا حتي حد من أهلها جه تقوليش مش عروسه ولا حد فرحان بالجوازه .....تمصمصت بشفتيها وتابعت : وآخره المتمه بعتت الحاجه مع ولاد عمها ومشيوا
تنهدت بحزن مزيف : قولت انا هفرشها بأيدي لمهران ومش هقوله حاجه احسن يتضايق
لمحت سحر مهران الذي وقف بوسط ممر الغرف وقد استمع لكامل الحوار لتحاول أن تقول شيء لتنبيه تهاني أنه واقف ولكن الخبيثه تدرك جيدا أنه واقف لتلقي بأخر كلماتها : انا الشيطان فضل يلعب بدماغي ويقولي أنها مش عاوزة الجوازة دي وشايفه لها شوفه تانيه بس قولت لا يا تهاني بلاش تظلميها وجايز طبعهم غير طبعنا ما هي أصلها غريبه عننا .....تنهدت وتابعت بحزن مزيف : يلا المهم يكون مبسوط ماهو اللي اختارها ...ربنا يسعدهم ....
!!
تدعي له بلسانها وقلبها المتشبع بالسواد قد أقام الافراح بينما نفثت كل سمومها بنجاح لتصل إليه ... بحنق شديد جذب مهران هاتفه واندفع الي سيارته خارج المنزل متجاهل نداء زوج أخته بينما كلمات تهاني تتردد في أذنه بقوة ....
..............(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....
دثرت ياسمين جسدها بالمئزر بعد أن أنهت استحمامها وتركت خصلات شعرها القصيرة تنساب حول وجهها الذي وقفت مليا تتطلع إليه في المراه بمشاعر متشابكه ..... شفقه وحب وكره و حزن وانتصار وخزلان .....اشفقت علي نفسها من كل ما مرت به و كرهت صمتها علي اتهامه لها وكرهت ضعفها أمام زياد وأبيها الذي اوصلها لتلك الحاله بانتصار لأنها تخلصت منه ولو مؤقتا وبخزلان لنظرة صالح الكارهه لها بعد أن أصدر حكمه عليها
وضعت جسدها علي الفراش الوثير وأغلقت عيونها وهي تحاول بقوة ابعاد التفكير عن راسها تأمل بأن تنام ليله هانئه بعد كل ما نالها وبالفعل نامت من الارهاق .....
........
انتشر ضوء الشمس القوي بكل مكان في الغرفه لتتحرك ماس في الفراش الوثير بكسل بينما تمرر ماس أناملها بين خصلات شعرها وهي تحرك أهدابها الكثيفه قبل أن تفتح عيونها وتلك الابتسامه الحالمه مرتسمه علي شفتيها ....شهقت بهلع وتلاشت ابتسامتها حالما قابلت تلك الابتسامه اللعوب المرتسمه علي طرف شفاه جاسر الذي استند رأسه الي ساعده القوي وقد استيقظ قبلها بقليل ولكنه ظل جالس بجوارها يتطلع إليها بينما عيناه تتأمل ملامحها التي تحولت بلحظه من قمه السعاده الي هذا الغضب الطفولي ما أن فتحت عيناها وتذكرت احداث الليله الماضيه ......
ضيقت عيناها بحنق وجذبت الغطاء بعنف تحيط به جسدها مزمجرة به : انت ازاي تعمل كدة ....؟!
رفع جاسر حاجبيه : ايه ؟!
اغتاظت من برودة لتزجر نفسها بغضب وهي تجر الغطاء حول جسدها وتتحرك مبتعده عن الفراش :: انا مكنش المفروض اعمل كدة.....مكانش لازم يحصل كده ......اااا
شهقت حينما جذبها جاسر بلحظه إليه لتقع بحضنه ويحيط بها بذراعيه وينظر الي عيونها متسائلا : ليه مكنش لازم يحصل .....
ابتلعت ببطء وابعدت عيناها عن عيناه قائله : عشان ....ثقلت أنفاسها حينما قربها الي صدره أكثر لتتوقف الكلمات بحلقها حينما داعبت أنفاسه الساخنه بشرتها وهو يهمس : عشان ايه ؟!
وضعت يدها فوق صدره العاري تبعده وهي تقول بتعلثم : عشان احنا متخاصمين ....
لمعت ابتسامه هادئه في عيناه التي لا تترك النظر لعيونها ليقول : ده هو ده اللي لازم يحصل لما نتخاصم .....أغمضت ماس عيونها ببطء بينما يميل جاسر تجاهها ويلغي المسافه بينهم هامسا :: وحشتيني ....!!
سرعان ما اختطف أنفاسها بينما هامت شفتاه فوق شفتيها بقبلات صغيرة وانفاسه الساخنه تحرق بشرتها لتغمض عيناها لحظات بافتتنان دائما ينجح به قبل أن تدرك بدايه الدوامه التي يسحبها إليها ككل مرة لتضع يدها فوق صدره سريعا وتبعد راسها للخلف وترمقه بتلك النظره الغاضبه ليغادر جاسر سحابته الورديه سريعا وينظر لها بانزعاج حينما ابتعدت عنه هاتفا : ايه ياماس ....وبعدين بقي في اللي بتعمليه ...انا كل ده ساكت وباخدك براحه بس متزوديهاش
عقدت ماس حاجبيها ونظرت له باحتقان وهي تلملم الغطاء حول جسدها وتنظر إليه هاتفه : انا مزوداها !؟
اوما جاسر وهو يسند ظهره الي الوساده خلفه : اه مزوداها ....اتخانقنا وصالحتك بدل المرة عشرة يبقي خلاص
هزت ماس راسها بعناد وإصرار فهي لن تخضع لطريقته في قلب الطاوله ليكون هو المحق وهي المخطئه : لا مش خلاص ...ومش هيخلص المرة دي بطريقتك ابدا ياجاسر
زفر بنفاذ صبر : طريقه ايه ؟!
قالت ماس بجديه : اللي بتعمله ده .....بتأثر عليا بحبك عشان اعدي وانسي انك بكلمه منك غيرت مستقبلي وخليتني اسيب شغلي
احتقن وجهه جاسر بالغضب ليغادر الفراش بحنق متجها ناحيتها بخطوات حاده : هو احنا مش هنخلص من الموضوع ده ....انا اخدت قرار ومش هرجع فيه
اندفع الغضب إلي وجهه ماس ولم يكن جاسر بأقل منها غضبا ليتابع .....ايييبه ياماس عيله صغيرة وفاكرة انك بالزن ده هترجعيني في كلامي ...خلاص الموضوع انتهي وكمان ياستي اللي بعمله انتهي عشان متقوليش بأثر عليكي من دلوقتي مش هقرب منك ولا اتكلم معاكي وخلينا زفت متخاصمين ...اوووف
تركها ودخل الي الحمام لتنتفض ماس علي صوت إغلاقه للباب بتلك القوه لتزفر هي الأخري بغضب بينما غص حلقها بالدموع ...دائما هو الرابح في أي خلاف ...!!
..........
.....
فتحت فيروز عيونها علي اصوات الزغاريد التي ملئت المكان لتسحب نفس مطولا بينما تفكر في ماهو قادم ......لقد جهزت كل شيء وقطارها سيغادر في تمام الثامنه ومنه الي طريقها ومستقبلها. .... نظرت إلي الكمود بجوارها حيث جهزت حقيبتها الصغيرة والتي وضعت بها كل ما ستحتاجه ثم جذب حاسوبها وبدأت تنظر إلي تلك الرسائل الالكترونيه التي أرسلتها الي اماكن كثيرة تبحث فيها عن عمل ...ابتسمت حينما وصل لها بعض الردود لتنهمك في تدوين العناوين وارقام الهواتف لوقت طويل قبل أن يجذب انتباهها تلك الأصوات بالاسفل. ...قامت سريعا من مكانها ليهدر قلبها بقوة بينما اصوات مشاجره بالاسفل تتعالي .....هل هذا صوت مهران ...؟! وضعت يدها علي قلبها الذي يخفق بقوة بينما فكرت انها تسرعت كثيرا بترك كل شيء له بالأمس فكان عليها أن تفعلها اليوم حتي لا يدرك أحد غيابها الا بعد أن تكون قد استقلت القطار ......
انتفضت علي صوت فاروق الذي كان يزمجر بصوت جهوري لتتراجع سريعا الي غرفتها تفكر أنها قد انتهت فلابد أن مهران أخبرهم أنها تركت كل شيء .....!!
.......
...........
بحنق شديد كانت ماس تتحرك في أرجاء المطبخ تعد له الأفطار وكل كلامه يدق برأسها كالمطارق الحاده و ما أشد منه قوة هو احساسها أنها انهزمت وان قراره أصبح أمر واقع بينما جالت برأسها ردود أفعال كل من حولها والكل سينصحها أن تستمع الي حديث زوجها .... حتي أبيه لم يستمع إليه إذن فقد انتهي ....قهر شديد تغلغل بروحها بينما أخفقت في حربها وأصبحت تابع له يوما بعد يوم ....نظرت إلي دبلتها الذهبيه ومررت يدها فوقها وشعور قوي بالاختناق سيطر عليها بأنها فعلا مقيده ليس فقط بسبب قراره وانما بعدم قدرتها علي الدخول بنقاش معه حتي ولو كانت وجهه نظرها سليمه لمجرد أنه الرجل وكأن بها عيب او نقص لا يؤخذ بحديث لها وتنتهي كل الطرق الي تلك المقوله ( حافظي علي بيتم واسمعي كلام جوزك )
وقف جاسر لدي باب المطبخ بعد أن انتهي من ارتداء ملابسه ليراها وقد استندت بذراعها الي الطاوله الرخاميه وشردت بوجوم شديد جعل قلبه يتحرك من موضعه فهو يعشقها ولا يحب أن يكون سبب في حزنها .....وكعادته لا يصمد طويلا ليقترب منها ويقف خلفها ويضع يده علي كتفها ....التفتت ماس له ولم تحاول اخفاء نظره الجفاء في عيونها بينما اتي بأكثر لحظه شعرت فيها بالنفور منه
مال ناحيتها وقبل جبينها ولم يقل شيء لتبعد ماس راسها عنه وتشيح بوجهها فتستمع الي زفره قصيرة منه بعدها يتجه الي الباب قائلا : انا نازل لو عاوزة حاجه كلميني .....هرجع علي الضهر ياريت تكوني جاهزة عشان نسافر فرح مهران .
......
.........
هدأت فيروز من ضربات قلبها وهي تغسل وجهها الشاحب بالماء البارد بعد أن تبينت أن عمها يتشاجر مع أحد رجاله ولا شأن لها بالأمر ...ارتاحت قليلا ولكنها شعرت بالم مجددا في معدتها وهي تفكر بهذا الهدوء والصمت من جهته ... هل تقبل الأمر ؟!
تساءلت كثيرا ولكن منذ أن غادرت منزله وتركت كل شيء لتهاني ولم يحدث شيء إذن فقد تقبل الأمر ....تنهدت وهزت راسها لنفسها إذن فلابد أن زوجه ابيه اقنعته أنها لاتناسبه وهو ارتاح أن الأمر اتي منها وهاهو الهدوء يسود الوسط حتي المساء وربما بالصباح التالي ستكتشف والدتها غيابها ....كل ما عليها فعله هو أن تسير كما خططت وفي المساء تستغل انشغال الجميع بحفل الحنه وتتسلل خارج المنزل ...
وبالرغم من هذا الهدوء الذي تفكر به وقد رسمه مهران بقوة علي ملامحه ألا إن عقله كان يشتعل اشتعالا وهو يخوض تلك الحرب مع نفسه منذ الامس ....كل شيء يشير الي أنها لا تريده فلماذا يتابع زواج بفتاه لا تريده .....أخطأ كثيرا حينما لم يقف مع نفسه موقف ويعرف بالتحديد ماذا يريد منها ويتحدث معها به ....
كلام جاسر صحيح بأن ربما بدايتهم لم تكن كما المفترض أن تكون ولكنه يريدها وكان عليه أن يتصرف علي هذا الأساس وألا يكون طرف في خلاف مع عمها تظن أنها تحتمي به منه .... زفر مهران وقام من مكانه بينما حاول طوال الليل أن ينام ولكن عبثا وبالرغم من أن تفكيره بها كان السبب إلا أنه كعادته لم يعترف وأخبر نفسه أنه نام كثيرا أثناء اليوم لذا يشعر بالأرق ليس أكثر .....وقف امام المراه يهندم ملابسه وهنا تقابلت عيناه مع انعاكسها ليزفر بضيق ويزجر نفسه بأن يتوقف عن الهروب وان يواجهه نفسه ....!!
امسك هاتفه ومرر يداه عليه ليطلب رقمها بعد أن قرر أن عليهم الحديث فزواجهم غدا وعلي كل شيء بينهم أن يكون واضحا ولكنه تراجع قبل أن يضغط علي الاتصال ...( مش هينفع في التلفون ...لازم اشوفها ) هكذا حدث نفسه ليوميء ويفكر بأن غذا بعد زواجهم سيكون هناك متسع من الوقت ويتحدث معها بكل شيء ....نعم لم يعترف بالبدايه أنه يريد هذا الزواج ولكنه الآن يعترف بهذا ....جالت صورتها بخياله ومواقفها معه وحديث تهاني ....ويفكر بعقلانية ان ربما معها حق في اتخاذ موقف كهذا أمام رجل أخبرها أن زواجهم لعبه من البدايه ...ارتاح بينما تفتح عقله وهو يضع نفسه مكانها ويتلمس لها الاعذار فهي لاتعرفه وهو مازال لايعرفها لذا فكل ما يحتاجه كلاهما هو وقت للتعرف علي شخصيات بعضهم والأهم من هذا حديث طويل وصراحه ....
عاد ليمسك هاتفه مجددا ويتصل بجاسر يؤكد موعد مجيئه ثم يخرج من غرفته ....توقعت تهاني أن يكون بوجهه متجهم بعد ما استمع له وساعدتها به الظروف حيث علقت خالاته و عماته أيضا بالمساء علي عدم وجود العروس أو أي فرد من عائلتها لفرش جهازها لتتفاجيء به ينزل الدرج بوجهه مرتاح بل ويتبادل التهاني بابتسامه واسعه. .... مبروك ...الف مبروك
تعالت الأصوات بكل من في المنزل لمهران لتزم بسمه شفتيها بحزن كطفله صغيرة وتغادر سريعا طاوله الإفطار
أوقفها عمران : علي فين يا بسمه ؟!
قالت الفتاه بصوت مختنق : شبعت ياعمي
لم يعير مهران اهتمام لمغادرتها ليلتفت الي تهاني : جهزتي بيت الضيوف يا مرات عمي لجاسر ومراته
أومات تهاني وهي تحاول رسم ابتسامه : امال ...كل حاجه جاهزة ....
قال عمران بابتسامه : مبروك يا مهران
ابتسم لوالده : الله يبارك فيك ياحاج
قامت تهاني من مكانها قائله : هقوم اشوف ورايا ايه ياحاج بالهنا والشفا ...
تبادل مهران الحديث مع أبيه ثم خرج ليقابل صالح ...
...........
.....
عقدت ليليان حاجبيها حينما دخلت الي غرفه ابنها ولم تجده وقد كان صالح بالفعل في طريقه الذي لا يعرف لماذا دوما يقوده إليها ....ذلك اللعين الذي يدق بين ضلوعه دوما يعيده الي قيودها .....تعلل بكلام والدته القلق عنها وفكر بأنه بالفعل تركها دون أن يطمئن أنها أصبحت بخير فليكذب ويقنع نفسه أنه فقط سيوصلها الي بر الأمان ويخلصها من زياد بعدها يخرجها تماما من حياته ...
........
....
دار زياد حول نفسه بغضب شديد ما أن نطق وكيل النيابه بقرار حبسه اربعه ايام علي ذمه التحقيق ليهتاج مزمجرا في محاميه ... اعمل حاجه انا مش هتسجن
اوما جمال قائلا : متقلقش يازياد ده إجراء شكلي ....بعدها هتخرج
خفت صوته وتابع : الكلام ده من العميد ذكي ...متقلقش هو مش ساكت
قال زياد بغل : عرفت ليا كل حاجه عن الضابط
اوما جمال ليهتف زياد بنفس الاشتعال : وياسمين ....ياسمين فين مجتش ليه ؟!
صمت جمال ولم يقل شيء ليضيق زياد حاجبيه ؛ ياسمين فين جرالها حاجه ...؟!
هز جمال رأسه وظل صامت ليعقد زياد جبينه بينما ظنها ستأتي إليه بعد أن تفيق ولكن لايدري من اين اتت له تلك الثقه فقد تركها في غرفه مغلقه وهي مخدره ....
ليحاول عقله المشتت ربط الأحداث ....الضابط ..والطلاق ....إذن هناك شيء في الأمر وليس مجرد صدفه
زجر جمال بضيق من كثره الاحتمالات التي جالت برأسه : انطق قول ايه اللي حصل
قال جمال وهو يهز كتفه : انا روحت البيت زي ما طلبت مني بس مفيش حد في البيت ....كل حاجه متكسرة في مكتبك وحتي الخزنه مفتوحه ....انا فكرت للحظه أن حرامي دخل البيت بس راجعت تسجيل الكاميرات بتاعه البوابه لقيت أن ياسمين هانم هي اللي دخلت وخرجت وهي شايله شنطه كبيرة ....تابع اخبار زياد برؤيته لتلك السيارة خارج أسوار المنزل ودخول رجل خلفها وخروجه قبلها ثم مغادرتها
ساد الصمت لحظات قبل أن يقول جمال بحرص : تحب اخد اجراء
هز زياد رأسه بشرود فقد خرجت من اسره ....لا خرجني بس هنا
...
.....
: هو فاكر اني هروح معاه ....لا طبعا هو مش قعدني من الشغل يبقي كمان مش هخرج ولا اروح معاه فرح صاحبه
قالت هويدا بهدوء : لا ياماس ياحبيتي الأمور متتاخدتش كدة ابدا
قطبت ماس جبينها وهتفت باندفاع : امال ازاي يا ماما ...انا من الاول مكنتش عاوزة اتجوز
ضحكت هويدا بحنان علي اندفاع ابنتها لتقول بمرح : دلوقتي بقي مكنتيش عاوزة تتجوزي ....يا ماسه اعقلي
زفرت ماس قائله بدفاع عن نفسها : انا عاقله يا ماما بس هو اللي عنيد
قالت هويدا بحياديه : انتوا الاتنين اعند من بعض ده اولا ثانيا انا معاكي انك عاقله جدا واشطر واحده تنصح غيرها بس في حياتك مندفعه
تمهلت هويدا ثم تابعت : بصي ياماسه ....جاسر ذكي اوي واذكي منك في تصريف الأمور بينكم وعشان كدة بيوصل للي هو عاوزة إنما انتي بتتصرفي معاه غلط ..... الرجاله مش كلها واحده ولا كلها ابوكي ....ابوكي راجل متفهم وهاديء في طبعه وانتي وأخواتك متربين علي التفاهم وعشان كدة انتي متعوده أن نقاشك مع بابا بيوصلك الي انتي عاوزاه جاسر بقي شخصيه قويه وقيادي وانتي مش بتتناقشي معاه انتي بتقولي له هو كدة ....شغلي هرجعه والا نتخانق وده اول الغلط وتاني غلط انك اشتكتيه لباباه وفاكره أن مش هيعاند اكتر
فرحت ماس خصلات شعرها بتشتت وضياع لتقول بيأس : طيب اعمل ايه ....ماما انتي حاسه بيا ...انا حاسه اني مقهورة واكتر حاجه قهراني اني مش قادره اعمل حاجه وكل ما احاول ادافع عن وجهه نظري في حقوقي يوصل بينا الأمر لخناقه وبرضه بيكون هو الكسبان
: انتوا مش في حرب ياماس خسران وكسبان .....دي حياه مشتركه
قالت ماس بحنق : وهو صاحب القرار وانا لا
هزت هويدا راسها : لا طبعا ...انتوا الاتنين ...انتي اللي بتخليه يعاند معاكي بطرح الموضوع غلط
اهدي براحه وسيبي الحياه تمشي بينكم كام يوم وهتلاقي الموضوع لتفتح لوحده وقتها تتناقشي فيه ....تقوليله الكلام اللي بتقوليه ليا ...حقك تشتغلي وان شغلك مش هياثر علي حياتكم وانك هتراعي غيرته وكدة ياماس ....غيري استرايتجيتك
فهمتي ياحبيتي
أومات ماس بالرغم من أنها غير. مقتنعه بكامل حديث والدتها الذي برقت منه فقط اخر جمله ...تغيير الاستراتيجيه ...!!
نظرت إلي هاتفها الذي تعالي رنينه لتعقد حاجبيها حينما وجدته رقم مهاب ..مستر مهاب
ابتسم مهاب بهدوء : بقالك يومين مش علي مكتبك
قالت بتعلثم : ماهو ....تراجعت سريعا لتسعل بزيف قائله : ماهو انا واخده دور برد وتعبانه شويه
: الف سلامه ....ايه اللي حصل ؟!
صمتت ماس لحظه تفكر في سؤاله لتقول بعدها باقتضاب : مفيش حاجه ...دور برد عادي
اوما مهاب بحرج بينما يزجر نفسه علي طرح سؤال غبي فقط لتتحدث معه ليقول : عموما انا كنت بتصل لأن في لجنه من القاهرة جايه تعمل audit اخر الشهر وكنت عاوز انسق معاكي شويه حاجاات
لم تعرف ماس بماذا تجيب لتقول بصوت متخازل : انا ممكن اخلي ريم تعمل ....قاطعها مهاب سريعا : لا ...هنتظرك لما ترجعي بالسلامه ....اعتقد اجازتك مش هتطول عن كام يوم ...انتي قولتي دور برد بسيط
صمتت ماس ليقول مهاب : انا هكلم ال hr يعملوا ليكي إجازة يومين كمان مرضي
قالت وهي شاردة : مرسي اوي يامستر مهاب
قال بابتسامه هادئه : العفو
أغلقت الهاتف وجلست بكمد تفكر في حديث والدتها وما يحدث بينها وبين جاسر وفي اتصال مهاب الذي لم توليه اهتمام الا لرغبتها الشديده برؤيه نتيجه عملها مع تلك اللجنه وقرار جاسر يمنعها لتعود لحديث والدتها وتفكر بتلك الاستراتيجيه الجديده التي عليها تغيرها ولكن قبل أن تستغرق في تفكيرها كان جرس الباب يتعالي بارجاء المنزل .....اتسعت ابتسامتها حينما وجدت ياسمين امامها
: ياسمين
ابتسمت ياسمين بامتنان قائله وهي تمد يدها بهذا المغلف الأنيق بعد أن قام الفندق بغسل وكي ثياب ماس : هدومك ...متشكرة اوي
ابتسمت ماس قائله : هدوم ايه بس ...تعالي ادخلي
دخلت ياسمين بينما شعرت بالارتياح لترحيب واستقبال ماس لها وكم كانت بحاجه لتتحدث مع أحد
لتجد نفسها تفتح قلبها وتخبر ماس بكل شيء وكم شعرت ماس بمقدار ضأله مشكلتها التي كانت تظنها مشكله بليغه قبل قليل لتقترن بين حياتها وحياه تلك الفتاه وتدرك أن عليها شكر ربنا علي حياتها
تركت ياسمين تتحدث وتتحدث بكل شيء لتقول ياسمين اخيرا : انا عمر ما كان ليا أصحاب وحتي ماما عمرها ما كانت قريبه مني ....محستش أن ليا حد الا لما حبيت صالح وعرفت طنط ليليان ....كنت بحس في بيتهم بدفء وحياه عكس حياتنا خالص ....نظرت إلي ماس وقد انسابت دموعها وهي تعترف : انا بحبه اوي وقلبي واجعني اوي منه
ربتت ماس علي كتفها وقدمت لها منديل لتمسح دموعها لتتابع ياسمين : كان نفسي اقوله علي كل حاجه بس هو مصمم يشوفني وحشه وكان هيشوفني اوحش لو عرف موضوع الفيديوهات ....
قالت ماس بتأييد : انتي معاكي حق متتكلميش بعد هجومه عليكي كدة ....كان لازم يسمعك وقبل اي حاجه يثق فيكي
قالت ياسمين وهي ترفع عيونها لماس : تفتكري ممكن يثق فيا بعد اللي امي عملته
قالت ماس بجديه : افتكر أنه حبك بعد ما كان عارف الحقيقه كلها يبقي مفيش داعي يرمي اندفاعه وعدم ثقته فيكي علي شماعه الماضي
نظرت ياسمين الي ماس التي تابعت : علي فكرة لو بدلنا الأماكن جايز يكون عنده حق بس برضه مفيش مبرر أنه يتهمك من غير دليل
: بس كل مرة الظروف بتأكد له اني مش عاوزة غير الفلوس
: انتي طلبتي منه يتجوزك وسبتي كل حاجه عشانه
أومات ياسمين بقهر : وبعت ليا باباه يقولي أنه مش عاوز واحده زيي في حياته
انتبهت ماس لتقول بحياديه بالرغم من موقفها المتحامل علي صالح : بس ايه اللي غيره كدة
أعادت ياسمين اخبار ماس بما حدث لتتابع : لما رجعت البيت وقررت ارجع الفلوس وارجع لصالح لقيت البوليس في البيت وبابا قدم فيا بلاغ اني سرقته
غص حلقها بالدموع وتابعت بقهر : تخيلي أن اب يسجن بنته
اتسعت عيون ماس لتتابع ياسمين : كان مصمم يسجني لولا زياد يومها اتدخل وبابا كان بيسمع كلامه عشان الشغل اللي بينهم واتنازل عن المحضر وخرجت من القسم وبعد كل ده قررت اني برضه هرجع لصالح واتجوزه مهما حصل ..فضلت أكلمه كتير وابعت له رسايل لغايه ما قابلني أبوه وقالي الكلام ده وبعدها صالح اختفي من حياتي اللي بقت جحيم
لم تجد ماس أن تحليل كلام ياسمين سيساعدها الان لتقول : عموما دلوقتي مفيش حاجه مهمه إلا أن تخلصي من المختل ده
هتف قلب ياسمين باندفاع : وصالح ؟!
قالت ماس بجديه : حياتك اهم ....انتي لازم تكملي اللي بدأتيه و تخلصي نفسك منه من غير ما تكوني مستنيه مساعده حد ايا أن يكون ...دي حياتك انتي
قالت ياسمين بخوف واضح : خايفه من رد فعله
قالت ماس بقوة : مش المفروض انك اللي تخاف ...هو اللي لازم يخاف ...انتي لازم تهدديه بكل المصايب اللي تعرفيها عنه وتكوني قويه وتواجهيه ...
: تفتكري هيسكت
: لازم يسكت ولو مسكتش تبلغي عنه بكل اللي تعرفيه. الورق اللي معاكي اكيد فيه مصايب وهيخاف منها هدديه واوعي تبيني له لحظه انك خايفه منه
............
...شحنت كلمات ماس قوه ياسمين وشددت من اذرها لتتجه يانسن بخطوات ثابته الي زياد بعد أن تحدثت مع محاميه ليرتب لها مقابلته وقد كانت كما راها اول مرة فتاه قويه واثقه وليست ذلك الشبح الذي تركها خلفه
نظر لها زياد بأفتتان لا يقل بل يزيد : ياسمين
واجهته بعيون قويه ووقفه ثابته : اسمي ده هيكون اخر اسم يفكر لسانك ينطقه بعد كدة
عقد زياد حاجبيه : يعني ايه ؟!
قالت ياسمين بحزم : يعني من اللحظه دي هتخرج من حياتي للابد ومش هتفكر ترجع لها تاني
التوت شفاه زياد بابتسامه خبيثه : وجايبه الثقه دي منين ؟!
قالت ياسمين بثبات : من البلاوي اللي اعرفها عنك
نظر لها زياد باستخفاف : تعرفي عني ايه ...اوعي تكوني فاكرة انك تعرفي تعملي معايا حاجه بشويه الورق اللي في ايدك واللي عرفت انك سرقتيه من ورايا
نظرت له ياسمين بثقه عكس داخلها المهتز: جايز انا معرفش بس غيري يعرف ...لو دورت وراك هلاقي بدل العدو الف يتمني يمسك الورق ده
بدأت ملامح زياد تتغير ليندفع ناحيتها ولكنها كانت اسرع برد الفعل لترفع يدها أمامه بتحدي : اوعي تفكر تقرب مني والا هطلع من هنا علي مكتب وكيل النيابه واقوله علي كل حاجه من ورق ومخدرات وسلاح وهشهد عليك ومش بس كدة هشتري بفلوسك كل واحد يقدر يشهد عليك وأولهم ابويا وهتروح في ستين داهيه وبعدها عرفه عليك قضيه طلاق وهكسبها ...انا معنديش حاجه تخسرها بس انت عندك كتير .....نظرت له باحتقار : انت هتخاف اوي ترجع لمكان ما كنت لما تخسر كل حاجه
نظر لها زياد بحنق لتتابع ياسمين بقوة نبعت من داخلها بتلك اللحظه وهي تري ثمار مواجهتها له : انت
هتطلقني يازياد وهتبعد عن طريقي وطريق اي حد يخصني وأولهم صالح ....!!
اغتلت ملامح زياد لتضغط ياسمين عليه أكثر متابعه : لو منفذتش كلامي هنفذ انا تهديدي ....انا هخرج اقف برا وانت هتطلب المحامي بتاعك وتخليه يخلص كل إجراءات الطلاق
نظرت له بتشفي وتابعت : وكل اللي إخدته منك اعتبره تمن اللي عملته فيا
تركته وخرجت بخطي واثقه ليثور زياد بغل ويرفض الرضوخ فليس بتلك البساطه يتركها ولكنه يتذكر شيء
من كلماتها إن لم يعد هناك شيء لديها لتخسره وحينما يصل الإنسان لتلك المرحله فلايجب ابدا اختباره .....
..........
الفصل التاني والعشرون جزء ٢
تفاجيء جاسر بياسمين أمامه ليعقد حاجبيه : انتي
اهتزت جفون ياسمين ودون إرادتها تطلعت حولها لعلها تري صالح ولكن كل ما رأته هو نظرات جاسر التي ملئها التساؤل : انتي بتعملي ايه هنا ؟!
قالت ياسمين باقتضاب : بخلص نفسي منه
استهجنت ملامح جاسر. : ازاي
قالت ياسمين بكلمات قليله : مش مهم ازاي ....المهم أني خلصت منه
وبالفعل انتهي كل شيء ورضخ زياد لها وهو يعد الدقائق الباقيه في تلك الأيام الأربعه التي سيكون بها سجين وبعدها يخرج إليها ولكن بعد أن يكون قد رتب أوراقه جيدا ....
............
....
عقد صالح حاجبيه بينما يجيب جاسر عن سؤاله حينما سأله عن مكانها : رفضت ترجع معايا انا وماس وصممت تنزل في أوتيل
صمت لحظه قبل أن يتابع : في حاجه كمان لازم تعرفها ياصالح
نظر له صالح بترقب : زياد طلقها
قبل أن يفكر صالح بشيء كان جاسر يخبره بما حدث
.............
....
فتحت مي الباب لرغده التي تجدد الأمل بداخلها منذ الامس بعد حديث جاسر معها والذي ظلت طوال الليل تتذكره فهو لأول مرة يتحدث معها مطولا بل وفي وجود ماس التي تأملت بقوة أن قريبا لن يكون لها مكان بينهم ما أن يدرك جاسر أنه أخطأ باختياره
ابتسمت رغده لادم : دومي عامل ايه
جلست رغده برفقه مي وكعادتهم تحول الحديث الي ماس التي استماتت رغده لمعرفه كل شيء عنها وعن حياتها مع جاسر وهاهي مي تقدم لها كل شيء من بين كلماتها الغيورة من ماس ....
.......
...
كانت ماس قد بدأت بالفعل تفكر بايجابيه بعد أن حلت تشابك أفكارها لتقتنع بحديث والدتها وتدرك أن عليها التوقف عن النديه وإيجاد طريق آخر للوصول إلي ما تريده وبنفس الوقت لا تبدو وأنها تنازلت عن موقفها أمامه .....انتبهت الي عودته لتتجه الي الباب
قال جاسر وهو يلقي بمفاتيحه علي الطاوله : السلام عليكم
قالت ماس : وعليكم السلام
نظر إليها قائلا : اجهزي يلا علي ما اخد دوش والبس
أومات دون اعتراض كان يتوقعه لا ينكر لتتجه الي الغرفه خلفه وتبدأ بتجهيز ملابسها
التفتت له بينما بدأ بخلع ملابسه لتقول : مش هتتغدي
هز رأسه قائلا : نأكل اي حاجه في الطريق عشان نلحق نوصل قبل بليل
أومات له واتجهت الي تلك الحقيبه التي جهزتها علي طرف الفراش وتحاول غلقها قبل أن تلتفت إليه قائله : ممكن تساعدني اقفل الشنطه
اوما واقترب منها يمد يداه الي الحقيبه ليلامس ذراعه خصلات شعرها بينما انحنت تضغط الحقيبه له ليغلقها لتتقابل عيناه بعيونها فيري صفاءها ويتسائل ماذا تغير ....؟!
وبالفعل كانت ماس هادئه طوال الطريق وتتحدث معه ببضع كلمات وكأن كل شيء بينهم علي مايرام ....تناولا الغداء الذي اختارته بطريقهم الذي تابعه جاسر وهو يختطف لها نظره من حين لآخر وكأنه يتأكد أنها بالفعل هادئه بل صافيه للغايه امواج بحرها عكس ما كان يتوقع ....
عقدت ماس حاجبيها بينما تعدل من وضع مقعد السيارة للخلف قليلا حينما شعرت بألم في ظهرها
التفت جاسر لها : مالك ؟!
هزت راسها وهي تسند ظهرها للخلف : عادي ...ضهري واجعني شويه
تمهل بالسيارة حتي أوقفها والتفت لها باهتمام لاتنكر أنه أخذ جزء من قلبها : واجعك ليه
ابتسمت لحنانه واهتمامه بها الذي لاتنكره : عادي عشان الطريق طويل مفيش حاجه
سألها مجددا : متأكدة
هزت راسها بابتسامه : اه
اوما لها وعاد ليقود مجددا وكل بضع دقائق يسألها كيف اصبحت وبالفعل قليلا وكان الالم يزول وتلتهي عنه بالطريق والحديث مع جاسر حتي اتسعت ابتسامتها وهي تري تلك الأشجار والزروع تغزو الطريق حولهم ....الله حلو اوي المكان
ابتسم لها : هتحسي بتغير كبير اليومين دول
أومات له ليدير جاسر السيارة تجاه ذلك المنزل الكبير الذي برقت حوله الانوار الملونه بكل مكان وتعالت اصوات الطبول ....
اسرع الجميع يرحبون بحفاوة كبيرة بهم ليعرفها جاسر الي عائله مهران الذي رحب بهم بشده وهو يقودهم للداخل ....
تمهلت خطوات جاسر بينما تقدمت تهاني ترحب بهم : يا اهلا يا اهلا
ابتسمت لها ماس لتحتضنها تهاني : نورتي البلد كلها .....أبعدت ماس قليلا لتتفحصها ثم تعود تربت علي كتفها بترحيب : ده ايه النور ده .....هو حضرة الضابط اختار احلي واحده في اسكندريه كلها ولا ايه
ابتسمت ماس بخجل : مرسي ياطنط ...مش اوي يعني
قالت تهاني بمجامله كبيرة : ازاي بقي ده انتي قمر ...تعالي ياحبيتي
نظرت إلي جاسر ليهز لها رأسه أن تذهب برفقه تهاني حيث اجتمعت النساء في أحد أركان المنزل الكبير وقد تعالت أصوات الاغاني والزغاريد ليتجه هو برفقه مهران الي حيث تجمع الرجال ...
انشرح قلب ماس لهذا الجو المليء بأجواء الفرح والتي كانت تهاني متأكدة أنه بغضون بضع ساعات سيتحول للعكس.....تعرفت ماس علي بسمه وسحر وسهام وخالات مهران وعماته ولم تتركها تهاني لحظه وهي ترحب بها بحفاوة ...... بدأ الليل يسدل ستاره والانوار الملونه تضيء منزل عمران وفاروق وأجواء الفرح تعلو بكلا المنزلين ....
نظرت منيرة إلي وداد قايله بصوت خافت : العروسه فين ...الناس بتسال عليها
قالت وداد : هطلع اشوفها
أومات منيرة وتابعت التصفيق مع النساء التي امتليء بهم المنزل لتتجه وداد خارج البهو الكبير باتجاه الدرج ....لتصعد الي غرفه ابنتها ...عقدت وداد حاجبيها وهي تنظر في أرجاء الغرفه الخاويه لتسرع الي الحمام وتفتحه ومعه تهوي دقات قلبها حينما وجدته خاوي لتنطلق تنادي اسم ابنتها بجنون وهي تخشي أن يكون ما تفكر به صحيح وان ابنتها هربت .....
أسرعت عزيزة تجاه وداد التي جذبها نداءها علي فيروز
: ايه ياوداد في ايه ؟!
قالت وداد وهي تلطم وجهها : فيروز .....فيروز هربت
انصدمت ملامح عزيزة : انتي بتقولي ايه يا وداد ..
ولولوت وداد ببكاء : البنت هربت ياعزيزة ....البت هربت يوم حنتها
بسرعه أسرعت عزيزة تجاه باب الغرفه تغلقه بعد أن تأكدت أن لا أحد بالخارج لتعود الي وداد هاتفه : بس ياوداد وطي صوتك حد يسمعك
هتفت وداد ببكاء : ماهو الكل هيعرف
قالت عزيزة بتمهل : اهدي بس ياوداد وخلينا نتاكد جايز تكون هنا ولا هنا
قالت وداد ببكاء وهي تلطم وجهها : من ساعه سبتها في التوسع بتلبس وطلعت اشوفها لما اتاخرت ملقتهاش .....هي كانت ساكته وفيروز مش طبعها تسكت اتاريها بترتب أنها تهرب .....بنتي فضحتني وعمها مش هيرحمها ولا يرحمني انا واخواتها ...اااه يا ناري من اللي بتعمله فيا ...
فركت عزيزة وجهها بينما ظلت وداد تبكي بقهر وتندب حظها العاثر لتقول عزيزة بعد قليل : اسمعي ياوداد لو زي ما بتقولي بقالها أقل من ساعه مش هتكون بعدت كتير عن هنا
نظرت لها وداد بعيون دامعه ؛ عمها هيجيبها ويقتلها
هزت عزيزة راسها بامتعاض : ولا هتفرق معاه في حاجه هو اخد خلاص الأرض من مهران وبالنسبه له فيروز تروح مكان ما تروح
نظرت لها وداد بقهر : يعني بنتي ضاعت
هزت عزيزة راسها : لا ...الوحيد اللي هيلاقيها ويرجعها هو مهران
قالت وداد بفزع : لا يا عزيزة ده هيقتلها لو عرف انها هربت منه ...ابوس ايدك لا
: اسمعي بس ...اللي بقوله هو الصح ...لازم نقول لمهران وهو يتصرف
نظرت وداد الي عزيزة التي كانت طوق النجاه بالنسبه لها لتقول بعقلانية : المهم محدش يعرف اللي حصل ...انا هخرج وانتي هتفضلي هنا وتقفلي الباب بالمفتاح وانا هقولهم انك مع بنتك بتظبطيها وانا هروح لمهران واقوله
قالت وداد بخوف : خايفه عليها اوي
: مفيش الا الحل ده والا بنتك مش هترجع
أومات وداد برجاء : حاضر هعمل اللي تقولي عليه بس بنتي ترجع ....
خرجت عزيزة وأغلقت وداد عليها الباب من الداخل لتنزل عزيزة للاسفل بابتسامه أتقنت رسمها وهي ترحب بالجميع ...سالت منيرة : .فين العروسه ؟!
: بتجهز ومعاها امها فوق خليكي مع الناس وانا هشوف شويه حاجات
همست منيرة : حاجات ايه ...هتسبيني لوحدي
قالت عزيزة سريعا : البت مني لسه مخلصتش طرحه العروسه هروح اجيبها مني ولو الحاج سأل قوليله اي حاجه
أومات منيرة لتؤكد عزيزة عليها : اوعي حد ياخد باله اني مش هنا
هزت منيرة راسها وعادت للداخل : متقلقيش بس متتاخريش
خرجت عزيزة من الباب الخلفي وهي تتلفت حولها لتسرع بخطواتها تجاه منزل عمران الذي كانت الاحتفالات به علي قدم وساق بالطبل والمزمار .....
نظرت تهاني الي ماس التي بدأت تشعر بالالم في ظهرها مجددا بالاضافه للصداع الذي بدا يتملك من راسها : مالك يا حلوة
قالت ماس بابتسامه : ابدا بس مصدعه شويه
ربتت تهاني علي كتفها : الف سلامه ...تعالي قومي معايا اوصلك بيت الضيوف ترتاحي
أومات ماس لتتحرك برفقه تهاني التي خرجت بها من المدخل الجانبي وسارت في حديقه موازيه تؤدي الي منزل ملحق صغير .... قالت ماس وهي تتلفت حولها : هو جاسر فين ؟!
قالت تهاني وهي تشير الي الحديقه الأخري : مع الرجاله ...هبعت حد يناديه
هزت ماس راسها ؛ لا عادي خليه براحته
أومات تهاني وقادت ماس بضع خطوات الي السلم الرخامي المؤدي لباب المنزل لتتوقف خطواتها بينما تلمح هذا الخيال الاسود واقف برفقه مهران في أحد الزوايا ....بفضول شديد اتجهت ناحيتهم ولكن قبل أن تدركهم كان مهران يندفع بخطوات غاضبه جعلتها تتراجع من بعيد لمحت ماس جاسر يتبع مهران ويجذبه الي نفس الممر الذي يقود إليهم لتضيق تهاني حاجبيها تحاول فهم ما يحدث بينما مهران في حاله هياج وجاسر يجذبه بقوة بعيدا عن الناس .....لمعت ابتسامه خبيثه في عيون تهاني بينما أدركت أن الفتاه هربت وهاهو عرف ....قالت لماس سريعا : ادخلي انتي ياحبيتي وانا هرجع اشوف الناس
أومات ماس ولكنها ظلت واقفه مكانها وعيونها علي جاسر ومهران تخشي أن تتجه ناحيتهم لتفهم ما حدث .....علي الجانب الآخر كان جاسر يجاهد بقوة أن يسيطر علي مهران الذي غاب عقله و هدرت الدماء الحارة بعروقه حينما أخبرته عزيزة بهروب فيروز
: هخلص عليها ...
أوقفه جاسر وأمسك به بقوة : اهدي يا مهران متفرجش الناس عليك
هتف مهران بغضب وهو يضرب الحائط بقبضته : وهي لسه الناس هتتفرج .....دي فضحتني ...
توعدها بغضب جنوني : انا هقلب عليها الدنيا وهجيبها واشرب من دمها
قال جاسر بعقلانية وهو يسحب هاتفه من يده قبل أن يعطي أوامره لرجاله بالبحث عنها : اهدي وخلينا نتصرف بعقل ....الست بتقول انها مبعدتش ....اهدي يامهران وانا هتصرف
لم يلتفت مهران له فماذا بإمكانه تهدئه رجل في مثل موقفه ليتجه سريعا الي سيارته ولكن جاسر سرعان ما كان يلحق به ....قاد مهران بسرعه ليزفر جاسر بحنق من تهوره الغير معهود : هتلف تدور عليها في الشوارع
قال مهران وهو يضرب المقود بيده : هجيبها من تحت طقاطيق الأرض
جذب جاسر هاتفه قائلا : اصبر بس وهنعرف هي فين ...مستحيل تكون بعدت
تحدث جاسر في هاتفه ليعرف مواعيد القطارات المغادره وبالفعل كان توقعه سليم لتتفاجيء فيروز به يقف أمامها وعيناه تنذر بشرور العالم ....!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
....
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك