ستكونين لي الفصل السادس والعشرون

0


 اشاحت نادين بوجهها دون قول شئ ليعيد ابراهيم سؤاله : نستيني يانادين ؟

استدارت بحدة قائلة ; وانت مين اصلا عشان افتكرك.... 

عقد حاجبيه من حدتها لتقول بانفعال ساخر : اية يادكتور انت ناسي ان مشاعري دي كانت مجرد إعجاب ونزوة وهتعدي... افتكرك ليه بقي 

قال بدون تفكير ; كنت غلطان 

نظرت اليه لحظة ليكمل بنبره مليئة بالمشاعر النادمه : غلطت غلطة حياتي لما فكرت بالطريقه دي..... نادين.... قاطعته وقد عرفت الكلمه التاليه والتي لاتريد سماعها الان لتقول بحزم :دكتور إبراهيم لو سمحت انا عندي شغل 

احتقن وجهه وقام من مقعده ينطر اليها بضع لحظات قبل ان يهز راسه ويغادر قائلا :ماشي يانادين 

جاءه صوتها بحزم تصحح له اسمها باللقب ; اسمي دكتورة نادين 

التفت اليها وازداد احتقان وجهه وهو يرفع حاجبه لتبعد عيناها عن مرمي نظراته وتنظر في الأوراق امامها متظاهرة بالبرود...... 

...... 

فعلت نادين الصواب بإنهاء هذا الحديث فهل سيعتذر ويخبرها انه يحبها ويريد فرصه مثلا حسنا فقد فات الأوان لذلك ... تحبه ولكن جرح كرامتها كبير بالرغم من مرور سنوات عليه فقد كان قاسي جرحها بشده وهو ينهي حبها الغر تجاهه ويصدم قلبها بأول حب لها بتلك الطريقه.....! 

........ 

دار ابراهيم حول نفسه بغضب فهي رفضت حتي مجرد الاستماع اليه.... ماذا فعل ليكون رد فعلها بالك الحدة..... لقد كان يري ان هذا هو الصواب وقتها ... بالرغم من ان قلبه كان يخبره انها تحبه حقا ولكن عقله سيطر علي قراره وحينما تزوج ولم يشعر بأي من تلك المشاعر التي كان يحسها برفقه نادين عرف انه ظلمها وتسرع باصدار هذا الحكم القاسي علي حبهما...... سنوات وهو ينكر تلك المشاعر التي اندفعت بداخله دفعه واحدة ماان ألتقاها صدفة بعد كل تلك السنوات وهو يعرف ان لقاء كهذا لايكون ابدا عبثا بل لسبب ما رتبه القدر....!! لذا تشجع تلك المرة وسار خلف قلبه ولم يتردد لحظة حتي انه جاء للعمل بنفس المشفي التي تعمل بها...... ظن انها ستتقبل اعتذاره او علي الاقل ستعطيه فرصه وتسمع لوجهه نظرة ولكن ان تغلق الباب نهائيا بتلك الطريقه هذا مالم تتوقعه ابدا....! 

حدث نفسه.... انها مازالت تحبه ولكنها غاضبه منه.... 

ايمكن ان يكون هناك أحد اخر بحياتها؟!..... لا لا... هز راسه وابعد تلك الفكرة....انها لم تتزوج الي الان... ظولكن اهناك حب بحياتها جال براسه مراد وجواد وقلقهم عليها يوم المشفي ... . ولكنه يومها رأي خاتم زواج باصبع كل واحد منهم كما أنه كان يعرف بعلاقتها الجيدة بابناء عمها...عصفت الأفكار براسه مطولا وصورتها لم تفارق خياله 

..... بينما غرقت نادين بافكارها.... فبأي حق يأتي بعد تلك السنوات ويقتحم حياتها مجددا بل وينتظر منها فرصه وكأنه لم يفعل شئ..؟! .. 

طالت أفكارها حتي قطعها رنين هاتفها لياتيها صوت جواد المنخلع لتقول سريعا : 

طيب متقلقش ياجواد.... متخليهاش تتحرك خالص وانا جايه حالا

اسرعت نادين تتحامل علي قدمها التي مازالت لم تتعافي كليا مسرعه الي الخارج.....! 

لمح ابراهيم خروجها من مكتبها بتلك السرعه ليلحق بها... نادين

غاب صوته حينما انطلقت بسيارتها مسرعه ليجد نفسه يسرع الي سيارته خلفها 

.......... 

.... 

كررت كلماتها المنهارة وهي تتمسك به وكانه طوق نجاتها وحارسها الذي لن يدع مكروة يصيبها.... متخليش يحصله حاجة

ضمها جواد اليه يمسح شلال دموعها المنهمرة 

وهو يقول بصوت مطمئن لا يعكس القلق الناشب باعصابه : متخافيش ياحبيبتي.... متخافيش انا معاكي

امسك بيدها بين يديه بينما تقوم نادين بفحصها لدقائق لتتنهد براحة قائلة : متقلقوش الحمد لله جت سليمه 

نظرت اليها زهرة برجاء : بجد 

هزت راسها لتقول لجواد الذي نظر اليها بتوجس : بجد طبعا... البيبي كويس والحمد لله الوقعه مأثرتش عليه.... 

انهمرت دموع زهرة اكثر وهي ترتمي بين ذراعي جواد الذي قبل رأسها كثيرا وهو يهمس لها بحنان : شششش بس ياحبيتي كفايه عياط...

لم تستطع التوقف عن البكاء منذ تلك الساعه الماضيه فالخوف الذي انتابها بفقدان طفلها وعيش نفس الاحساس السابق جعلها تنهار .... نظر جواد الي نادين باستفهام لتقول نادين برفق وهي تربت علي كتفها : زهرة حبيتي ممكن تهدي.... البيبي بخير ...والحمد لله ربنا حفظة وياما ستات كتير بتقع ومش بيحصل حاجة اهم حاجة متخافيش عشان الخوف بيزود انقباصات الرحم وده هو اللي غلط

هزت زهرة راسها بيتفهم ليربت جواد علي ظهرها مرارا بحنان لتهديء

لتقول نادين : احسن حاجة انك تحاولي تنامي..... خليها ترتاح يومين في السرير ياجود وبلاش تتحرك كتير لان ظهرها اكيد هيفضل يوجعها...وانا هكتب لها مسكن يهدي وجع ظهرها تاخدة عند اللزوم 

اومأ لها وخرج برفقتها ليسالها بقلق بعيدا عن زهرة : انتي متأكدة ان هي كويسة يانادين 

: ايوة طبعا..... 

متقلقش هي كويسة... انت بس حاول تهديها وتطمنها لان واضح اوي انها خايفه من ان اللي حصل يتكرر وده شئ طبيعي.... 

انت كام يوم وهاتها العيادة اوريكم البيبي عشان تكون مطمنه اكتر وتنسي اللي حصل 

هز راسه قائلا : تمام شكرا يانادين... تعبتك 

ابتسمت له ; علي اية ياحبيبي 

: طيب خليني اوصلك الوقت اتأخر

لا خليك جنب زهرة.... انا كنت في المستشفي كدة كدة 

ماان خرجت من بوابة المنزل حتي تفاجأت بنور سيارة خلفها... 

نظرت بدهشه الي من أوقف سيارته امامها ... ابراهيم...؟!... انت اية اللي جابك هنا

قال بهدوء ; قلقت عليكي

اندفعت : نعم؟! 

قال ببساطة : اية يانادين..... اللي سمعتيه قلقت عليكي لما لقيتك خارجة بسرعه كدة فنزلت وراكي 

هزت راسها قائلة : اه مرات جواد كانت تعبانه

: الف سلامه عليها.... 

قالت وهي تعود الي سيارتها : الله يسلمك 

اوقفها قائلا : استني هنا

التفتت اليه باستفهام : في أية؟ 

سألها : انتي هتمشي 

هزت راسها : اه.. عندك مانع

هز راسه : اه... عاوز اتكلم معاكي

نظرت اليه نادين قائلة : عارفة اللي هتقوله... ومش عاوزة اسمعه... معنديش استعداد اعيش اللي عيشته قبل كدة...معنديش استعداد احلم تاني وفي الاخر الاقيك بتقولي انك مش بتعترف بحاجة اسمها حب ولا مشاعر 

دخلت الي سيارتها وأطلقت بها ليظل واقف مكانه مستنكرا رفضها له بتلك الطريقه وكانها أصبحت تكرهه.....! 

.......

....... 


دخل جواد الي غرفه عمر الخائف بين أحضان ام حسن ليحمله اليه قائلا بحنان .... تعالي ياعمر ياحبيبي

سأله عمر ببراءه : مامي فين؟ 

ربت جواد علي خده قائلا : متخافش هي كويسة...

دخل جواد الي الغرفه يحمل عمر وينظر اليها بحنان بينما كانت كل ملامحها تخبره بالخوف والقلق الذي تعرضت له....قال بابتسامته الهادئة : عمر باشا جاي يطمن علي مامته الحلوة 

فتحت ذراعيها لعمر ليجلس جواد علي الفراش بجوارها ويضع عمر بينهم....قائلا بحنان : عامله اية ياحبيتي دلوقتي 

اومات له : الحمد لله 

قبل راسها وخد عمر قائلا : يلا بقي ننام عشان مامي ترتاح 

نظرت اليه ولمعت الدموع مجددا بعيونها فهل هو ساحر ليعرف ماتحتاج اليه دون أن تعرفه هي.... فهو شعر ان وجود عمر بجوارها اكثر ما سيجلب لها الراحة والسعاده 

... وضع جواد ذراعه أسفل راسها ورأس عمر واحاطهم بذراعه الاخري لتغمض زهرة عيناها وتنام بعد ان ارهقها البكاء ولكن جواد ظل مطولا ينظر اليها ليطمئن انها بخير حتي انه كلما غفت عيناه يسرع بفتحها ناظرا اليها.... مع خيوط الشمس فتح عمر عيناه ليشعر جواد باستيقاظة فيفتح عيناه سريعا يهمس لعمر ;.... شششش ياعمور... عشان مامي تنام

هز عمر راسه : الشمس جت 

: طيب تعالي ياعمر 

قفز عمر من الفراش برفقه جواد ليخرج به الي غرفته ويوصي ام حسن به

: فطري عمر وخدي بالك منه.. ولو حب ينزل يلعب مع الكلب بتاعه خليكي معاه.. 

: حاضر 

: مش عاوز ازعاج عشان المدام تعبانه ونايمه 

عاد جواد اليها ليدخل الغرفة ويغلق الباب خلفه بهدوء..... كانت زهرة نائمة ولكنها شعرت بذراعيه ترفعها ليضع راسها فوق صدره لتحيط خصره بذراعها وتدفن راسها في تجويف عنقه وتستسلم للنوم مجددا... 

........... 

.... 

تغيرت ملامح وجهه ساندي الجالسه بالنادي برفقه الهام لتدير الهام راسها تري سبب تلك الملامح التي اكتسي بها وجهه ساندي... 

قالت الهام بنبرة غاضبه ; انت ليكي عين تورينا وشك بعد اللي عملتيه 

قالت سيدرا ببرود : وهو انتوا اشتريتوا النادي 

قالت ساندي بغل : انت خرجتي ازاي؟ 

قالت سيدرا بتعالي : انتي ناسية انا بنت مين ولااية 

هتفت الهام بنبرة محذرة : انتي اللي متنسيش انا مين يابنت انتي..... يكون في علمك لو فكرتي تقربي مرة تانية من واحد من ولادي انا اكلك بسناني... انتي فاهمه 

روحي ارمي علي واحد غيرهم 

نظرت ساندي الي الهام بامتنان لتقول الهام باستنكار : انا مش،عارفة كنت ازاي عاوزة ابني يتجوز العقربه دي... 

هزت ساندي راسها بندم : عندك حق ياطنط... عقربة فعلا

الحمد لله انها خرجت من حياتنا 

: الحمد لله 

انتهت سالي من ركضها لنصف ساعه كما قالت لها ساندي لتعود إليهم بالنفاس لاهثة : كفايه بقي ياساندي تعبت 

قالت ساندي بتشجيع ; بس تعبك بفايدة...انتي مش شايفه خسيتي ازاي 

ابتسمت سالي بسعادة : فعلا ياساندي... شكرا 

هزت ساندي راسها بتشجيع : استمري انتي بس وهتشوفي النتيجة 

...... 

... في المساء جلست ساندي بجوار مراد الجالس وواضع حاسوبه علي فخدة يعمل 

.. مراد حبيبي اية رايك انا بفكر افتح gym 

التفت اليها لحظة يفكر قبل آن يقول : وليه لا؟ 

اجتاحت السعاده محياها لتصفق بلهفه : بجد 

يامراد

: اه طبعا ياحبيتي وليه لا

: طيب انا هشوف مكان حلو ومناسب وسط البلد ينفع اعمله

قال وهو يعود للنظر بحاسوبه يعرض عليها احد الصور قائلا : لو علي المكان اية رايك في ده 

نظرت اليه ليهز راسة : ااه المشروع الجديد بتاعي فيه مكان مناسب.. اعتبريه كمان اتفرش واتجهز 

قفزت من مكانها بسعاده تحتضنه : مرسي ياحبيبي 

.......... 


... 

قال أمجد وهو ينظر لوالده : كدة يابابا تتعب واعرف بالصدفه 

ابعد عماد عيناه الواهنه عنه ليسحب أمجد المقعد ويجلس بجوار ابيه قائلا : لغايه امتي هتفضل تتعامل معايا كدة 

قال عماد بصوت متعب : انا مش قادر اتعامل معاك عشان كل مابشوفك بتحسر علي تربيتي ليك السنين دي كلها 

زم أمجد شفتيه من تأنيب والده الذي لايتوقف لتربت سميحة علي يد عماد قائلة : 

ارتاح ياعماد وبلاش تتعب نفسك

اومأ لها أمجد ليقول : انا هستني برا 

ماان خرج من الغرفة حتي تفاجيء بملك جالسة بأحد المقاعد بجوار الغرفة

: انتي لسة مروحتيش

هزت راسها : لا.. والدك عامل اية دلوقتي 

هز راسه : الحمد لله... تعالي اوصلك 

; لا مفيش داعي... انا قلت استني اطمن علي والدك وهمشي علي طول 

هز راسه قائلا : لا هتمشي ازاي... الوقت اتأخر وبعدين انتي لسه تعبانه 

اومات له وخرجت برفقته ليوصلها الي منزلها بينما لايعرف أمجد كيف يشعر بالغضب والاحتقار لما فعله ابن عمها بها بينما هو كان يفعل هذا بزوجته..... لأول مرة ينصدم بشده وهو يري امرأه أسفل يد رجل وكانه يري نفسه بالمرأه.... لقد كان هذا الرجل حقيرا يستقوي علي انثي ضعيفه لينصدم بشده انه نسخة من هذا الرجل بل هو أحقر.... 

فليس لديه اي سبب ليكون بتلك الحقارة ... يضرب زوجته لاتفه الأسباب بل ويجبرها علي تقبل لمساته لها وايضا يتفاخر بهذا ويري 

انه حقه ..! 

..........

.....

فتحت زهرة عيونها علي قبلات جواد الرقيقه التي يضعها علي كل انش بوجهها لتبتسم له : صباح الخير ياحبيبي

قبل جانب شفتيها : صباح النور يازهرتي

... يلا قومي عشان تفطري

.... اااه أفلتت منها تأوه حينما حاولت الجلوس بعد ان المها ظهرها بشده ليقول جواد بقلق وهو ينظر اليها ; زهرة مالك ياحبيبتي؟

: مفيش ياحبيبي... ضهري بس وجعني شوية

جلس بجوارها ورفع ملابسها عن ظهرها ليري تلون جزء منه باللون الأزرق ليمرر يداه برفق فوقها يدلكها لها بأحد الكريمات

ربتت علي يده : شكرا ياحبيبي

داعب وجنتها برقه ووضع صينيه الافطار امامها علي الفراش قائلا : يلا بقي كلي عشان تاخدي الدواء

اكلت بضع لقيمات من يده ليغمز لها بمكر : لسة اللبن

أفلتت ضحكتها الناعمه ليقبل وجنتها قائلا : ايوة كدة عاوزة تضحكي علي طول

: طول ماانت جنبي ياحبيبي انا مبسوطة

........

.... 

التفتت سميحة الي تلك الطرقات البسيطة علي الباب لتقول : ادخل

دخلت ملك بابتسامه هادئة تحمل باقة صغيرة من الورود : حمد الله علي السلامه

تذكرت سميحة تلك الفتاه التي كانت مع ابنها الليلة الماضيه ولكن في خضم تعب عماد لم تسأل أمجد عن من تكون

قالت ملك بصوتها الهاديء : انا سكرتيرة الاستاذ أمجد...

ابتسمت لها سمحيه : اهلا يابنتي اتفضلي.

جلست تفرك يدها بتوتر قبل ان تقول :بصراحة استاذ أمجد افضاله كثير اوي عليا فقلت اقل واجب اني اطمن علي حضرتك

نظر اليها عماد بدهشة فهي تتحدث عن ابنه لتردف ملك تخبرهم عن وقوف أمجد معها منذ البداية...

قالت سمحية بتأثر : ياحبيتي يابنتي.. ده انتي اتعذبتي كتير

لمعت الدموع بعيون ملك : من بعد موت ماما وبابا والدنيا بتعذبني اوي

: معلش يابنتي. ربنا ان شاء الله هيبعتلك اللي يسعدك

....... عاد أمجد من كافتيريا المشفي التي ذهب اليها لارتشاف القهوة ليتفاجيء بملك

: كتر خيرها.... جت تتطمن علي ابوك

اومأ لها قائلا باقتضاب : مكنش،في داعي تتعبي نفسك

: مفيش تعب... انا اللي بتعبك دايما معايا

هز راسه ليدخل الطبيب لفحص عماد ليخرج أمجد برفقه ملك قائلا : خدي كام يوم اجازة ارتاحي فيهم

: لا ميش داعي

نظر اليها باستفهام لتهز كتفها : اصلي مش تعبانه.... وبعدين انا مش، متعودة اقعد ي البيت وبحب الشغل

: لا معلش برضه ارتاحي كام يوم

........

... خرجت سميحة إليهم ليسالها أمجد ; الدكتور قال ايه؟

: الحمد لله الازمة عدت بس ابوك مصمم يروح والدكتور حابب انه يفضل هنا كام يوم

: اعملي اللي يريحه انتي عارفة انه هيصمم

اومات له : ماانا قلت كدة.... هخلي الجور يبعت ممرضه معانا عشان تبقي تعلق له المحاليل

قالت ملك بسرعه : انا ممكن اخد بالي منه

نظر اليها أمجد باستفهام لتقول : انا... انا اصلي كان بابا مريض قلب واتعلمت اتابع حالته عشان كان بيتعب كتير.

قالت سميحة بسرعه : بس هنتعبك يابنتي

: لا ابدا ياطنط مفيش تعب..... وبعدين افضال استاذ أمجد عليا كتير

: متقوليش كدة يابنتي

صمت أمجد قليلا ينظر لتلك الملاك التي تشبهه سابقتها كثيرا والتي تخطو ببراءه الي ظلامه الذي اجتذبته.... منذ أن رآها وهو يري بها زهرة ولكن دون نظرات زهرة الكارهه فهي تراه رجل ذو شهامه ولاتعرف شئ عن وضاعته....!

...........

......

اتسعت ابتسامه زهرة بينما قفز جواد يحتضنها أثناء، زيارتهم الشهرية للاطمئنان علي طفلهما وقد وصلت لنهاية شهرها الخامس لتزف لهم نادين الخبر ان الجنين صبي...!

مبرووك ياجود

: الله يبارك فيكي يانادو عقبالك

هزت راسها ليقول : اية دكتور عقل اختفي فين؟

: مش، عارفة ياجود بس بقالي شهر مشفتهوش

: اوعي يكون رجع لندن تاني

هزت راسها : جايز....

......

نظر مراد الي ساندي التي ذهب لأصحابها للمنزل بطريق عودته من العمل ليجدها واقفه تتابع احد كورسات التمارين بناديها الرياضي من خلف زجاج مكتبها وهي تلتهم تلك الشطيرة الضخمه... بذمتك في واحدة صاحبه جيم تاكل اللي بتاكليه

التفتت اليه بابتسامه : حبيبي انت جيت

قال بمرح : لا مجيتش...

ها يا كوتش بتاكلي كدة قدامهم وتقنعيهم يخسوا ازاي

غمزت له : انا ليا طريقتي

ضحك قائلا :طيب يلا ياكوتش نروح... اصلي ميت من الجوع

قالت وهي تسحب حقيبتها :وانا كمان

اتسعت عيناه دهشه : امال اللي كنتي بتاكليه ده اية

ضحكت عاليا ; لا دي تصبيره...

............

...

بعد عدة إيام

داعبها مراد بمرح بينما جلست برفقه والدته تأكل تلك الحلوي باستمتاع : انا شايف من وقت مافتحتي الجيم وانتي مش مبطله اكل هو فتح نفسك ولااية

هزت راسها بابتسامه وهي تضع احدي قطع الحلوي بفمه ليكمل بمرح : اوعي يفتح نفسك اكتر من كدة لاني ملاحظ ان الآثار ابتدت تبان

قالها وهو يشير لامتلاء جسدها قليلا لتقطب جبينها : قصدك اني تخنت

عاجبك اللي بيقوله ياطنط

قالت الهام ; بس يامراد مالكش دعوة بيها

قال ببراءه : وانا قلت حاجة....

هزت راسها :ايوة قلت اني باكل كتير وتخنت

: لا طبعا ياروحي بالهنا والشفا

نظرت اليها الهام وضيقت عيناها لحظة قبل ان تقول : ممكن تكوني حامل يا ساندي 

اتسعت عيون ساندي بعدم تصديق قبل ان يقفز مراد من مكانه... هروح اجيب تحليل حمل بسرعه وراجع....

..........

.....

.........

أوقفت نادين سيارتها بجراج المشفي وتمهلت قليلا وهي تسير للداخل تخدع نفسها انها لا تبحث عنه فلا تنكر ان غيابه لأسبوعين فاتوا بعد آخر حديث بينهم جعلها تشعر بالفراغ والافتقاد له.... توجهت الي مكتب الاستقبال قائلة بابتسامه مشرقه ; صباح الخير  يانور

ابتسمت الفتاه قائلة :صباح الخير يادكتورة نادين

حمحمت وهي تسالها : هي مواعيد دكتور إبراهيم سعد اية عشان... يعني.. كانت واحدة صاحبه ماما عاوزة تحجز عنده 

اندهشت الفتاه من سؤال نادين لتقول : بس دكتور إبراهيم سافر 

بدت الصدمه واضحة علي ملامح نادين وهي تردد بلسان ثقيل.. سافر 

الهذه الدرجة استسلم ببساطة وعاد ليسافر ويبتعد هذا ماشعرت به وكانه سهام غزت اوصال قلبها لدقيقة قبل ان تكمل الفتاه :ااه عنده مؤتمر في لندن هو حضرتك متعرفيش 

انتبهت كل حواسها وهي تسألها : مؤتمر

... يعني هيرجع تاني 

اتسعت عيون الفتاه بعدم فهم ولكنها رددت :ان شاء الله هيرجع اكيد لما يخلص المؤتمر..... 

: ان شاء الله 

يوم... اثنين.... اسبوع مضي وهي تنتظر 

لقد كان من المفترض أن سعود الاسلوع الفائت بعد انتهاء المؤتمر ولكنه لم يعد 

.... كم تكره هذا الشعور الذي يتملكها ويسيطر عليها....! 

........ 

... 

ارتدي مراد ملابسه لتقوم ساندي بكسل من الفراش قائلة : صباح الخير ياحبيبي 

ابتسم لها من خلال المرأه : صباح النور ياروحي.... نظر بساعته واكمل : لو عاوز اني اخدك في طريقي ياساندي اجهزي بسرعه عشان انا متأخر 

نظرت اليه ساندي وقطبت جبينها باستنكار :اجهز..! اية ده انت مش هتقولي زي كل الرجاله مابتقول لمراتهم الحامل  اقعدي وارتاحي 

تعالت ضحكة مراد العاليه...وهما كل  الحوامل بيقعدو في البيت 

:لا... بس يعني انت المفروض تقولي كدة 

هز كتفه : خلاص ياروحي لو تعبانه متنزليش طبعا 

هزت راسها : بس انا مش تعبانه 

رفع حاجبه والتفت اليها باستفهام لتهز كتفها :يعني انا كان قصدي... انك تكون خايف عليا انا والبيبي وكدة 

تعالت ضحكته العاليه فهي كما هر لن تتغير 

لتقول بحنق : انت بتضحك علي ايه؟ 

داعب وجنتها المنتفخة : عليكي انتي طبعا   .... 

ابعدت يداه قائلة بغضب طفولي : اوعي كدة انت مش بتحبني 

اومأ لها قائلا ; عندك حق انا مش بحبك... 

رفعت حاجبيها بغضب ليدفن راسه بعنقها يقبلها قائلا : انا بموت فيكي... 

أفلتت ابتسامتها الراضيه : والله..! 

اومأ لها قائلا وهو يمرر  يداه فوق بطنها :وطبعا انا خايف عليكي وعلي البيبي... بس يعني مش بتتقاس كدة ياروحي 

انا عارف انك حابه شغلك في الgym ومش حابب احرمك منه.. هي دي فكرتي 

ابتسمت له قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي 

قبل يدها : ويخليكي ياروحي... ها نزله معايا ولالا 

قالت بدلال : بس تعزمني علي الفطار 

: طيب يلا يامفجوعه 

ضحكت واسرعت لتجهز.... 


............. 

... خرجت نادين من غرفه العمليات بابتسامتها الهادئة ليسرع اليها  عائلة المريضه باهتمام.... اية يادكتورة طمنينا؟ 

اومات لهم : الحمد لله قامت بالسلامه... ساعه وتقدرو تشوفوها 

شكرها الجميع لتسير الي مكتبها قبل ان يوقفها ذلك الصوت... دكتورة نادين 

التفتت الي ذلك الرجل الذي اقترب منها بابتسامه : ازيك يادكتورة 

اومات له بابتسامه بسيطة وهي تحاول تذكره ليقول : انا احمد الشريف... صديق مراد الخولي ابن عمك كنا اتقابلنا قبل كدة عندة في الشركة 

هزت راسها وقد تذكرته :اهلا...واسفه اني مفتكرتش

هز راسه : لا..خالص.. بس اية الصدفة دي 

ساره تبقي اختي

ابتسمت قائلة : فعلا.... مبروك علي البيبي 

: الله يبارك فيكي 

...... 

.. هفا قلبه المشتاق البها يسبق خطواته وهو يستقبل الترجيبات بعودته سريعا يريد أن يراها... لقد انتهز فترة المؤتمر ليختبر صدق مشاعره وهل حقا يستطيع الإبتعاد عنها ولكنه لم يستطيع لذا اخذ قراره انه لن يتركها دون أن تعطيه فرصه وتسامحه وتقبل ان يعوضها عن السنوات الماضيه... 

تبخرت أحلامه عن اللقاء ماان رآها واقفة مع ذلك الرجل الذي حظي بنسبه عاليه من الوسامه بالاضافه لطلته المهيبه.... تساءل عمن يكون وهو يقطع الخطوات الفاصله بينما ليختطف عيون وانتباه نادين ماان استمعت لصوته خلف ظهرها.... 

التفتت اليه ببطء وقلبها يتخبط بمكانه فور سماعه لصوته 

: دكتور... ابراهيم... حمد الله على السلامة 

اومأ لها وعيناه ماتزال معلقه بهذا الرجل الذي ينظر لنادين بنظرات تلمع بالاعجاب 

: الله يسلمك... 

مرت لحظة صمت انتظر ابراهيم واحمد انصراف أحدهما ولكن ظل  كلاهما واقفين دون قول شئ لها لتحمحم وهي تنهي اللقاء :اتشرفت مرة تانية يااستاذ احمد ومبروك 

ابتسم احمد قائلا ; الله يبارك فيكي... وان شاءالله اشوفك تاني قريب 

التفتت الي ابراهيم الذي اشتعل بنيران الغيرة لتقول : حمد الله علي سلامتك يادكتور.... بعد اذنك 

خرجت الادخنه من راسه وهو يراها تنهي اللقاء بتلك  السرعه بعد ان توقع انها اشتاقت له كما اشتاق اليها 

اوقفها قائلا : استني هنا رايحة فين 

التفت احمد بجيبن مقطب ينظر العجو ابراهيم الامرة ثم الي نادين باستفهام ليقول ابراهيم : لو سمحتي يادكتورة عندي حاله عاوز اخد رايك فيها في مكتبي 

اومات له ليدير احمد راسه ويتابع طريقه متجاهل نظرات ابراهيم الحارقة 

حاولت نادين استماع نفسها وهي تخطو الي مكتبه لتقول باقتضاب ; خير يادكتور حاله اية؟ 

التفت اليها وقال بدون مقدمات : حالتي انا يانادين 

اتسعت عيناها بعدم تصديق... فهل هذا هو دكتور إبراهيم الذي عهدته لا يفعل شئ دون الرجوع لعقله ورصانته.. توقف امامها تماما لينظر بداخل أعماق عيونها وهوو يقول : مش ناوية تديني فرصه 

كادت تنفلت دقات قلبها من عقالها لتهز رأسها سريعا وهي تقول : قلتلك الموضوع انتهي 

غادرت الغرفة ليزفر ابراهيم بحدة... الي متي ستعاقبه؟! 

ياالهي يكاد يجن فعلا... لقد توقع ان غيابه عنها لأكثر من موعد المؤتمر سيحرك اشتياقها له ولكن يبدو انه مخطيء 


........ 

... 

ارتشفت الهام القليل من قهوتها وهي تقول : وانت ناوي تسمي البيبي اية ياجواد 

نظر جواد الي زهرة قائلا : الاسم اللي زهرة تختاره.... هي امه اللي تعبت فيه... 

ابتسمت زهرة له ونظرت الي الهام التي تغيرت كثيرا معها واصبحت تعاملها جيدا كما تعامل ساندي التي أصبحت صديقتها هي وسالي... :بس انت باباه... اختار الاسم اللي انت عاوزة 

ابتسمت لها الهام برضي ليقول جواد وهو يضع يده برفق علي بطنها المنتفخة : يبقي هسميه مراد 

اجتاحت الابتسامه وجهه مراد الذي ضرب كتف أخيه بحب ; شايفه الأخوات الجدعه 

ضحك الجميع لتقول الهام : ربنا يخليكم لبعض

قال مراد لساندي : انتي تجيبي بنوته حلوة عشان اجوزها لمراد الصغير ابن اخويا 

ضحكت ساندي : ولو جه ولد 

مال جواد تجاه زهرة قائلا بمكر : متقلقيش ياساندي نبقي نجيب احنا بنوته نجوزهاله

ضحك الجميع لتكتمل جلستهم العائلية التي أصبحت مساء كل خميس يتناولوون العشاء برفقه عائلته ويقضون السهرة واليوم التالي يكون من نصيب عائلتها.... 

...... 

......... 

اندهش مراد بشده من طلب احمد الشريف احد أصدقائه والذي بدون مقدمات طلب منه يد نادين... بس... 

: بس اية يامراد... انت مش شايفني مناسب لبنت عمك 

هز مراد راسه : لا طبعا بالعكس... انا بس مستغرب انت تعرفها منين 

ارتشف من قهوته قائلا : شفتها مرة عندك في الشركة ومن اسبوع كانت الدكتورة المسؤله عن ولاده اختي... ومن وقتها لقيت انها عروسة مناسبه.. بنت جميلة ومن عيله مناسبه ليا فقلت اطلبها منك 

: والله يااحمد طبعا ده شئ يشرفنا... بس الموضوع طبعا مش بأيدي والقرار قرار نادين 

... اومأ احمد قائلا : تمام.. يبقي اسألها وهستني ردك 

...... 

... قالت نادين بدون تفكير : لا 

تساءل مراد بدهشة : لا لية ؟

: اهو لا وخلاص يامراد... مش،موافقة 

:هو مش عاجبك؟ 

; لا.. بس.. قاطعها باستفهام : ماتفهميني؟ 

قال جواد : طيب روح انت يامراد وسيبهالي 

:شكل في سر 

هزت نادين راسها : ولا سر ولا حاجة... انا هقوم امشي 

اوقفها جواد : استني يانادو.... روح انت  يامراد 

جلست نادين هاتفه : اية ياجود ؟

: انتي اللي اية يانادين ؟.... رفضتي العريس ليه.؟ 

هزت راسها وخفضت عيناها قائلة : انت عارف رأيي في الموضوع ده... مش عاوزة اتجوز  بالطريقة دي 

أرجع ظهرة الي الخلف قائلا : امال عاوزة تتجوزي ازاي ؟

نظرت اليه : غريبه إنك تسأل سؤال زي ده اوما لها بابتسامه : ماانا بسأل عشان مستغرب ان الحب قدامك وانتي رافضه تديه فرصه 

زفرت بضيق قائلة ; مش رافضه... خايفه 

قطب جبينه : خايفة من اية؟ 

:خايفة اتجرح منه تاني 

تنهد مطولا قبل ان يقول بهدوء : معتقدش انه ممكن يجرحك تاني... نادين خلينا ناخد الموضوع من الاول... هو مش كليا غلطان 

يعني اللي فكر فيه جايز كان صح من وجهه نظره وقتها وخصوصا مع فرق السن بينكم هو في قراره خاف عليكي قبل مايخالف علي نفسه... خاف ان مشاعرك تتغير 

وبرضه انتي مش غلطانه انك تخافي منه بعد ماتخلي عنك وجرحك بالطريقه دي واتهم مشاعرك انها مش ناضجة كفايه 

وانا رأيي انك تديلة فرصه 

هزت راسها بحيرة مزقتها : بس ياجود.... قاطعها جواد برفق : مفيش بس يانادين 

انتي بتحسبيها ليه اوي كدة 

دي مشاعر يعني مفيش سيطرة عليها 

انتي بتعملي نفس اللي هو عمله من سنين عماله تحسبي الخطوات ومترددة 

والتردد والخوف هيضيع الحب..... 

........... 

.... 

نظر عماد الي ملك بامتنان بعد ان نزعت الحقنه الطبيه من يده قائلا : متشكر 

يابنتي 

ابتسمت له ابتسامتها الهادئة : العفو... بالشفا 

اومأ لها لتتجه لتناول حقيبتها وتغادر ولكنها وجدت سميحة جالسه تضع يدها علي خدها والحزن بغلف ملامحها الطيبه 

التفتت اليها ماان اسمتعت لخطواتها لتقول : تعبناكي معانا يابنتي 

هزت راسها : لا طبعا ياطنط علي اية 

.... ده انا مبسوطة اني برد جمايل الاستاذ أمجد 

اومات لها سمحية واجتاح الحزن ملامحها مجددا... مالك ياطنط... في حاجة ضايقتك 

تنهدت سمحيه باحتراق وهي تتمتم باشتياق : عمر وحشني 

نظرت اليها ملك باستفهام : ابنك 

هزت سمحية راسها ولمعت الدموع بعيونها :

حفيدي الغالي اللي اتكتب عليا اتحرم منه باقي عمري.... انهمرت الدموع الحارقة علي وجنتها :  ياااه لو عماد يشوفه دلوقتي... اكيد هيتحسن 

اخفت ملك غصه حلقها فهو متزوج ولدية طفل : طيب.. هو فين ؟ يعني قصدي مااستاذ أمجد يجيبه لحضرتك 

هزت سمحية راسها بأسي  : لا... مينفعش

... استرسلت بالحديث الذي تلهفت ملك لمعرفته : ابني انفصل عن مراته والولد معاها 

اومات لها ملك وربنا علي يدها تشعر بمقدار الحزن الدفين بقلبها ولم تستطيع أخبارها كامل الحقيقه حتي لاتشوه صوره ابنها 

: طيب هي مامته... يعني قصدي اكيد لو كلمتيها هتجيبه لحضرتك طالما واحشك كدة 

ارتسمت ابتسامه باهته علي شفتيها وهي تكذب قائلة : أصلها سافرت 

......... ككل مساء ذهب أمجد لرؤيه ابيه والذي أصبح يرد عليه حتي وان بمجرد كلمات ولكنها بالنسبه لامجد افضل من جفاءه السابق.... 

فتح الباب ليجد ملك جالسه مع والدته 

لقد غادرت المكتب منذ ساعتين... 

قالت سميحة هامسه لملك برحاء وهي تمسح دموعها : بلاش تجيبي سيرة لامجد اني كنت بتكلم عن ابنه 

اومات لها ملك ليقول أمجد : انتي مروحتيش

قالت سميحة : كتر خيرها جت تعلق لابوك المحلول 

اومأ لها قائلا ; مكنش في داعي تتعبي نفسك 

هزت راسها : مفيش اي تعب 

دخل امجد لوالده لدقائق وخرج ليجدها تسلم علي والدته وتهم بالمغادرة

: استني ياملك هوصلك 

تناثرت دقات قلبها وزادت وتيره ضرباته حينما نطق اسمها لاتوقف مكانها تقول بشفاه ترتجف خجلا : مش، عاوزة اتعب حضرتك 

هز راسه قائلا : الوقت اتأخر وانا كدة كدة مروح... هوصلك في طريقي 

التفت الي سميحة قائلا : عاوزة حاجة ياماما 

ابتسمت سميحة بحنان ; لا ياحبيبي 

: تصبحي علي خير. 

كانت قدمها كالهلام وهي جالسه بالسيارة بجواره تخدرها رائحة عطره وهيئته الوسيمه المختبئة خلف ملامحه الصارمه... انها تعرفه منذ أشهر وكل يوم تري به شيء جديد.... انه عصبي حاد المزاج كان يخيفها بشده في البداية حاس انها كانت ترتجف ماان يناديها... لايريد ان يناقشه احد ويريد الطاعه التامه من الذي امامه ووقتما يصل الي مايريد تجده شخص هاجيء رصين قليل الكلام.... معها هو رجل بمنتهي الشهامه فهو وقف بجوارها دون أن يكون له نيه خبيثه بها لتظنه راهب احيانا بينما ايضا تري بعض من هؤلاء  النساء التي تقضي بمكتبه ساعات ولاتبدو كمن اتت للعمل فهو ليس براهب....عرفت طباعه ولكنها لاتعرف عنه شئ لذا لا تستطيع أن تقول انها تفهمه وبالرغم من هذا فقد احتل تفكيرها ويوميا تجد جزء من قلبها ينسل منها ذاهبا الي تلك المشاعر التي تجتاح اوصالها كلما رأته.... 

أوقف امجد السيارة بالاشارة الحمراء ليلتفت اليها لحظة ثم ينظر امامه ولكنه عاج مجددا ينظر الي صفحة وجهها الجانبيه بينما هي بهذا الشرود.... 

انها جميلة ورقيقه وهادئه لدرجة انها تتسلل الي تفكيره شيئا فشيئا دون أن يشعر بها لانه ماان ياخذه تفكيره اليها حتي يردعه بنفس اللحظة فهو يدرك ان قربه منها ستنتج عنه نفس النتيجة وسيحطمها كما حطم زهرة.... تنهد باحتراق فكم اشتاق الي تلك الزهرة التي ذبلت بين يداه بينما مع هذا الرجل تفتحت واشرقت.... مشاعره تنضرم بها النيران ماان يتذكرها.... نيران الغيرة ونيران الغضب ونيران الندم.... فكر كثيرا بتسخير شيطانه وتدمير حياتها ولكن يتسلل صوت ينهره عن فعل هذا فيكفي ماحدث.... لقد خسر الكثير ولايريد المزيد من الخساره...! 

علي الاقل يعرف ان ابنه في امان وحنان امرأه كزهرة 

ولكن ماذا عن طفله الاخر الذي لايعرف عنه شئ.... 

نااانسي تلك الحقيرة التي اختفت من  علي وجهه الارض بعد ان اوقعت به أشد عقاب.... فهو سيظل باقي حياته يتساءل هل أنجبت طفله ام لا وهل هو صبي او بنت وماهو مستقبله مع ام كنانسي.... اثامه اكبر من يرحمه الله من هذه التساؤلات التي لن تنتهي...! 

انتبهه علي تلك الرعشة التي سرن بجسده حينما لامست يدها الرقيقه ذراعه.. فقد كان شاردا ولم ينتبه الي تحول الإشارة الضوئية الي الاخضر ولم يستمع لنداءها لتمد اناملها الي كتفه... 

هاا.. قال امجد 

قالت بتعلثم وقد انتشرت الحمرة بوجهها الهاديء ; الإشارة...

اوما لها وقاد ليوصلها الي أسفل المنزل 

: متشكرة 

اومأ لها بابتسامه خفيفة قلما تراها علي وجهه..... 

............ 

...... 


تقلبت زهرة بصعوبه  تحاول النوم الذي اصبح معاناه بالنسبة لها بعد ان أصبحت بشهرها الثامن وقد جثم طفلها فوق صدرها ماان نامت علي ظهرها... 

وضعت يدها فوق بطنها المنتفخة واتكأت علي جانبها تحاول التنفس من ثقل بطنها...ولكن الوضع ازداد سوء : 

استندت علي يدها واعتدلت جالسه بهدوء حتي لاتوقظ جواد الغارق بالنوم بجوارها

...... خرجت  الي الشرفه بخطي هادئة وجلست و أسندت ظهرها الي المقعد الوثير ومددت قدمها للأمام واغمضت عيناها تحاول أن تنام بينما داعبت النسمات الهادئة خصلات شعرها.... 

فتح جواد عيناه ماان شعر ببرودة الفراش بجواره ليقوم سريعا ينظر بارجاء الغرفه بحثا عنها.... وجد ستائر الشرفه تطير ليخرج اليها فيشفق عليها وهي نائمة بتلك الطريقه... جثا علي ركبتيه امامها يمرر يداه برفق علي وجنتها قبل ان يحملها ويسير بها الي الداخل... فتحت زهرة عيونها الجميلة... جود.. ابتسم لها ووضعها برفق علي طرف الفراش قائلا بحنان وهو يمرر يداه علي بطنها برفق : مش عارفة تنامي... 

هزت كتفها : يعني

ابتسم لها قائلا  : طيب تعالي

جلس الي الفراش واسند ظهرة الي الخلف بعد ان رفع الوسائد قليلا وعدل جسده ليكون بوضيعه تنام لها براحة اكثر  ...

قالت وهي تنظر اليه بحب : بس ياحبيبي انت كدة مش هتعرف تنام  

مرر يداه برفق علي شعرها قائلا : المهم انتي تنامي 

احاطها بذراعه بحنان وأخذت يداه تمر بحنان في خصلات شعرها حتي غفت  

...... 

نامت زهرة مطولا بعد ان هيأ لها جواد جسده لتنام هي دون أن يتحرك طوال الليل  لتشعر بذراعيه تحيط بها بحنان ولا يتوقف عن تمرير يداه بخصلات شعرها ولا عن وضع يده برفق علي بطنها كلما ركل طفله

...في الصباح كان قد غفا وهو مايزال مستند بنصف ظهره الي الوسائد بينما راسه تميل الي الخلف حتي تشنجت عضلات ظهره وعنقه و نام من التعب ولا يبالي ان كان بتعبه راحتها.... 

استيقظت زهرة تنظر اليه بحب جارف تلوم نفسها علي نومته بتلك الطريقه من اجلها لترفع نفسها اليه تقبل جانب شفتيه وتعدل من وضع راسه علي الوسادة بعد ان انزلتها الي الاسفل  ... تسللت بهدوء من الغرفه 

...... وجهزت عمر الي مدرسته ثم حملت الافطار وقهوته الصباحيه وعادت الي الغرفه.. كان مايزال نائما لتضع الفطور علي الطاولة وتتجه اليه توقظه وهي تداعب خصلات شعره الكثيف.... جود حبيبي اصحي 

.... ماان تقلب للجهه الاخري حتي تأااوه من ألم ظهره لتقطب جبينها وهي تنظر اليه بلهفه ;اية ياحبيبي مالك 

هز راسه واعتدل جالسا يخفي ألم عضلاته

قائلا بابتسامته الحلوة : 

صباح الخير علي احلي زهرة في الدنيا

ابتسمت له قائلة : صباح النور علي احسن زوج في الدنيا

قبل وجنتها لتقول : يلا جهزتلك الفطار 

نظر اليها مشاكسا وهي تضع الافطار امامه ; مراتي الحلوة جيبالي الفطار في السرير ... ده اية الدلع ده....

نظرت الي عيناه قائلة بمرح ; ماهو جوزي كمان بيدلعني ونايم طول الليل مش مرتاح عشاني 

قبل راسها قائلا : مش ابني اللي تاعبك وضعت راسها علي كتفه قائلة : مش مشكله اي تعب المهم يجي بالسلامه 

رفعت عيناها اليه قائلة بمشاعر : انت مش متخيل ياجود انا نفسي اد اية اعمل اي حاجة تسعدك زي ماانت دايما مخليني انا وابني مبسوطين 

قبل كلتا يديها قائلا : قلتلك خليكي جنبي وبس.. هو ده اللي بيخليني مبسوط 

ابتسمت له  ووضعت لقمه بفمه تناولها وشفتيه تلامس اناملها الرقيقه مستمتع بدلالها له هذا الصباح.... 

انتهي الافطار ليقوم للاستعداد لعمله بينما غادرت زهرة تحمل الصينيه للمطبخ... 

مدد يداه يحركها وهو يتمطأ بعد ان تشنجت بنومته بتلك الطريقه ولكنه يهون من أجلها 

وقف أسفل الماء الساخنه ليريح عظام جسده المتألمه بعد ان تناول احد الأقراص المسكنه سريعا دون أن تراه زهرة حتي لاتشعر بالذنب ....... 

عادت الي الغرفة لتجدة يستحم فتوجهت لتجهز له ملابسه..... 

خرج وهو يجفف خصلات شعره بالمنشفه الموضوعه علي كتفه العريض ليبتسم ماان وجدها قد اعدت له ملابسه... اوووه ده اية الدلع ده كله... 

ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها لينظر جواد باعجاب لها وقد ارتدت فستان قصير باللون الوردي يصل الي مافوق ركبتها وقد أظهر جمال جسدها بالرغم من بطنها المنتفخة 

اقترب منها واحتضنها قائلا بعتاب لطيف  : بقالك كتير نسياني ومش بتجهزي هدومي ولا بتربطي ليا الكرافت 

رفعت نفسها علي أطراف اصابعها واحاطت عنقه قائلة : مقدرش انساك ابدا..... 

قبل وجنتها الناعمه وهو يقول : حيث كدة يبقي لبسيني كمان 

رفعت حاجبها قائلة بمشاكسه ; ... انت كدة طماع اوي

جذبها الي صدره العاري قائلا بهمس : اووي

أمسكت بقميصه ووقفت خلفه تلبسه له 

لتهدر الدماء بعروقه فمازالت لمساتها تحمل نفس التاثير عليه وتخلب حواسه مهما مر عليهم من وقت سويا .... توقفت زهرة امامه لتغلق ازارا القميص ولكن يداه التي احاطت بخصرها شتت انتباهها لتقول.. جود بس.. 

رفع حاجبه ببراءه بينما يداه تتحرك علي خصرها بنعومه  : وانا عملت حاجة 

بسبب مايفعله وقعت ربطة عنقه من يدها 

لتحاول ان تنحني لتحضرها ولكنه كان اسرع منها ليوقفها قائلا : 

استني بلاش توطي عشان ضهرك

انحني هو سريعا ليحضر ربطة العنق ليتاوه بقوة ماان انحني ظهره بتلك الطريقه :ااه

قالت بهلع وهي تضع يداها فوق يده التي أمسكت بفقرات ظهره : اية ياحبيبي مالك 

اعتدل واقفا وهو يقول : مفيش ياروحي 

هزت راسها : لا انت تعبت بسببي امبارح 

ربت علي يدها بحنان  : ولايهمك ياحبيتي 

قطبت جبينها لتقول بتأنيب : سلامتك ياحبيبي ... انا السبب.. مررت يدها فوق ظهره قائلة بقلق : طيب اجيبلك دوا... 

: لا ياحبيتي مفيش داعي... انا تمام 

: لا شكلك ظهرك بيوجعك جامد وانا السبب 

... قولي اعملك اية عشان تخف

ابتسم لقلقها عليه واحاط خصرها بذراعه ليضمها اليه قائلا : شششش... انا كويس 

رفعت عيناها اليه بشك ليهز راسه ويميل ناحيتها وقد تعلقت عيناه بجمالها بفستان حملها القصير ليقول بعبث : هو في حاجة ممكن تعمليها ليا عشان ظهري يخف  

نظرت اليه وهزت راسها : هي لسة ياحبيبي 

مال تجاه اذنها قائلا : ... مساج 

نظرت اليه لينظر اليها ببراءه : اه ياروحي... لو عملتي ليا مساج ضهري هيفك

هزت كتفها : اه... بس انا معرفش اعمله

تلاعبت نظرات العبث بعيونه قائلا :  هي دي كل المشكله يعني.... اعملكك ياستي 

قال وهو يجذب يدها : تعالي معايا 

اجلسها علي الفراش لتجده يلف ويجلس خلفها مرتكزا بركبته علي الفراش... 

وهو يقول : بصي بقي ياروحي الموضوع سهل... انتي هتعملي زي ماهعمل بالضبط 

مد يداه برفق الي كتفها يمرر اصابعه برقه علي جلد كتفها الناعم 

لتشتعل حواسة ماان لامست يداه بشرتها الناعمه... تخدرت حواس زهرة ماان شعرت بلمساته الرقيقه تتحرك علي كتفها لتندفع الكهرباء بجسدها ماان تحركت يداه الي عنقها المرمري  الذي لم ترحمه شفتيه لينزل دافنا راسه بتجويف عنقها يغمرها بقبلاته 

همهمه باانفاس متسارعه ماان وجدت قبلاته تاخذ منحني اخر.. جود

همس بانفاسه الساخنه لتلهب حواسها :روح جود... 

اغمضت عيناها ولم يخرج صوتها  بينما استمر بتقبيل جانب عنقها ليشتعل شغفه وسرعان مايتحرك  جسده مستجيب لرغبته لتتحرك يداه تجاه سحاب فستانها برفق وقبل ان تهمهم باي اعتراض كانت شفتيها بين شفتيه يتذوق ذلك العسل الذي لم يتوق بحلاوته من بين ثغرها الذي كلما نهل منه كلما أراد المزيد  

..... 

.... 

بعد فترة طويلة أراح جواد جسدها بين ذراعيه هامسا بمكر ; ها ياروحي عرفتي المساج بيتعمل ازاي 

خفضت وجهها الذي تخضب بالحمرة ليميل ناحيتها قائلا بمكر اكثر :  طالما سكتي كدة تبقي مفهمتيش...

...... تعالي بقي وانا افهمك تاني والمرة دي واحدة واحدة عشان تحفظي 

ابتلع ضحكتها بين شفتيه الجائعه بنهم دائم لشفتيها .... 

........... 

.... 


قطب أمجد جبينه وهو يضع هاتفه علي المكتب بضيق لا ينكره.... انها لليوم الثالت علي التوالي تتصل به وتخبره انها لن تأتي للعمل بحجة مختلفه فبالامس صداع وقبله ستذهب لشراء، شئ ما واليوم ليتذكر حجتها 

فهو يتذكر نبره صوتها المتغيرة معه خلال الثلات ايام الماضية... لقد مرت بضعه أشهر 

وهو تعود علي وجودها ولا ينكر ان هناك شئ ما يجذبه اليها ويري انها منجذبه اليه هي الاخري ولكنه يحاول ان يتجاهل هذا الشعور.... 

تضايق من تفكيرة بها مطولا ولكنه ظل مسيطر عليه ليقوم من مكانه ويجد نفسه أسفل منزلها.... 

تعالي رنين الباب لنذهب ملك لفتحة وهي تقول : اتاخرت كدة ليه يا  ..... 

ارتجفت ملامحها بصدمه ماان فتحت الباب ووجدته امامها بعد ان ظنته البواب الذي إرسلته لشراء بعض الأشياء لتبتلع كلماتها 

بدت نظراته مخيفه وهو يسالها بصوت اجش :انتي مستنيه حد ؟

ابتعلت رمقها وقالت بتعلثم : لا.. لا ده البواب كنت بعته يجيب حاجات واتاخر

قيمتها نظراته من اعلي لاسفل ليري ارتباك ملامح وجهها واضحا... قال بنبرة خاليه : وانتي بتفتحي للبواب كدة 

احنت راسها لتري انها بفستان منزلي بعد الركبه بقليل وبنصف كم لتقول بتعلثم : مااخدتش بالي... و.. يعني عم رضا كمان اد والدي

تهكمت ملامحة ليخفي تلك النيران التي لايعرف سببها ; وهو عم رضا ده راجل ولا مش راجل 

هزت راسها بانصياع ليكمل : يبقي متفتحيش الباب تاني لحد وانتي كدة 

اومات له بطاعه جعلت الدماء ترتاح بعروقة وينظر اليها تلك النظرة ذات الابتسامه النادرة لتنسي ماحولها للحظة قبل ان يخرجها رنين الجرس من تلك اللحظة.. اوقفها بنبرة حازمة حينما اتجهت لتفتح الباب ; استني... هتفتحي كدة برضه 

اومات له لتتراجع ماان قال : هفتح انا 

اتجه للباب ليظهر البواب وهو يحمل الأغراض التي طلبتها لتدق ضربات قلبها بقوة كالطبول ماان أغلق الباب والتفت لها يضع الأغراض علي الطاولة بنفس لحظة تعالي بكاء هذا الرضيع...... رفع راسه ببطء ناحيتها 

لتهرب الدماء من عروقها ماان ضيق عيناه يسالها : اية الصوت ده 

قبل ان تفتح فمها كانت خطواته تتجه الي الغرفة لتتسمر قدماه مكانه ماان رأي هذا الرضيع بوسط الفراش

اشتعلت عيناه بنيران كاللهيب بعد ان فخم الأمر كله والذي لايحتاج لذكاء ليعرف هويه الطفل... تراجعت ملك للخلف وهي تري نظراته المرعبه بينما صوته الأكثر رعبا يصيح بها ; هي فييييين ؟

امسك بذراعيها بقوة يوقف تراجعها وهي تقسم انها نسيت ابجديات الكلام بتلك اللحظة خوفا منه.... انطقي هي فين؟ 

دار في ارجاء المنزل يبحث عنها ليعود الي ملك يسالها مجددا بصوت جهوري : انطقي هي فين؟ 

استجمعت شجاعتها وهي تقول : طيب ممكن تهدي وانا هقولك علي كل حاجة 

زمجر بغضب مخيف : انطقي يا.... قطع نعته لها بأي لفظ حينما انهمرت الدموع من عيونها تقول بخوف : انا خايفه منك.... 

اهذا هو مفتاحة...! ؟ أهذا هو ماهيه شخصيته التي تحمل جانب سوداوي يريد الانصياع والطاعه التامه؟! لماذا ارتجف تفكيره ماان توسلته بصوتها المرعوب منه بتلك الطريقه... 

تمسك بجبينه المقطب ولكنه خفف من قبضته حول ذراعها بينما قال من بين أسنانه : انطقي.... 

قالت بصوت متحشرج : نانسي جت ليا من ثلاث ايام وهي شايلة البيبي ده.... قالتلي انه... انه.. تعلثمت وغص حلقها اكتر وهي تكمل : انه ابنك... قالتلي انها هربت منك من كام شهر... 

شهقت وانهمرت دموعها وهي تكمل دون أن ترفع عيناها لعيون أمجد التي تحولت لكتله من النيران ; عيطت كتير وقالتلي انها مقدرتش تموت ابنها..... بالرغم من انها متستاهلش تكون ام ... وقالتلي انها مش عاوزة حاجة غير أن ابنها يعيش كويس حتي لو بعيد عنها عشان كدة جابتهولي... خافت منك..... 

هزت راسها وتابعت بصدمه : كانت مرعوبه منك.... حاولت أقنعها انك استحاله تسيب ابنك او تسيبها مرضتش تسمع وقالتلي انها واخده قرارها... طلبت مني اخد بالي من ابنها وامنتني عليه وقالتلي لو انت رفضت تاخده اربيه انا.... 

ضمت طويلا يستوعب ماسمعه لتقطع ملك جلد يدها من كتر مافركتها خوفا ورعبا منه 

خاصة بعد ان رأت خوف نانسي منه لدرجة ان تتخلي عن طفلها... مازالت تجهل ماضي نانسي ومتخيلة انها أخطأت مع أمجد...!! ذلك الشهم الذي تخيلته..؟! 

; وانتي بقي قررتي تاخديه 

كان هذا صوته الرخيم بعد طول صمت 

لتهز راسها وتبتلع رمقها : لا.. انا... انا خفت عليه 

قام بخطوات بطيئة تجاه ذلك الطفل الملفوف ببطانيته الناعمه لينظر اليه نظرة حاول أن تحمل كل الشرور التي بداخله ولكن براءه الصغير لم تسمح له... ابعد عيناه سريعا عن النظر للطفل وحمله لتقوم ملك من مكانها مسرعه تسأله بخوف : هتعمل فيه اية؟ 

سار بضع خطوات دون قول شئ لتقف امامه مستجمعه قوتها : انت واخده ورايح بيه فين؟ 

قال بجمود : حاجة متخصكيش

اندفعت قائلة : بس ده امانه في رقبتي.... وانا مش مستعده اخون الامانه 

التفت اليها لينظر اليها لحظة قبل ان تلتوي شفتيه بتهكم يحدث نفسه انه كلما قطع طريق وابعد نفسه عنها تقابلت طرقهما مجددا... ليقول بصوت اجش : تتجوزيني..؟! 


............ 

.... 

اسرعت نادين تنزل من سيارتها وتتجه الي المشفي بعد ان اتصلوا بها هاتفيا يخبروها بوجود حالة ولاده طارئة..... 

عقدت حاجبيها ماان وجدت هذا الازدحام امامها من جميع العاملين بالمشفي 

سارت بضع خطوات وسط تلك النظرات التي لم تفهمها قبل ان تنفجر تلك الأوراق الملونه حولها وتتطاير بكل مكان ويظهر امامها ابراهيم بابتسامته الواثقة بعد ان قرر انه سيفوز بحبها مجددا مهما كان الأمر ليسير خلف قلبه مغمض العينان ويقرر ان يطل الزواج منها امام المشفي باكملها وبتمني الا تخذله..... 

ركزت نظراتها علي باقه الورود الرائعه التي يحملها حتي لاتنظر الي عيناه التي لاتبارح النظر الي وجهها الذي أكتسي بالحمرة 

بينما تجاهد ان تخفي لمعه الدموع بعيونها فهل مايحدث حقيقي وليس حلم.... 

لم تستطيع السيطرة علي دموعها ماان فتح امامها تلك العلبه وسالها بنبرته التي تحمل رجاء مشاعره : تتجوزيني 

.... مرت لحظات من الترقب لم يخرج صوتها ولكنها اخيرا هزت راسها موافقة ليتعالي التصفيق من حولهما.. لتجد نفسها بلحظة بين ذراعيه يضمها اليها ويهمس بجوار اذنها.. بحبك يانادين.... 

........ 

... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !