ستكونين لي الفصل السابع والعشرون

0


 


سار أمجد بضع خطوات دون قول شئ لتقف امامه مستجمعه قوتها : انت واخده ورايح بيه فين؟
قال بجمود : حاجة متخصكيش
اندفعت قائلة : بس ده امانه في رقبتي.... وانا مش مستعده اخون الامانه
التفت اليها لينظر اليها لحظة قبل ان تلتوي شفتيه بتهكم يحدث نفسه انه كلما قطع طريق وابعد نفسه عنها تقابلت طرقهما مجددا... ليقول بصوت اجش : تتجوزيني..؟!
لم تستوعب ملك للحظات طويله مانطق به للتو والذي ان تكذب علي نفسها وتعتبره عرض زواج يحمل مشاعر لها مقابل عندها فهي لاتنكر مشاعرها تجاهه وايضا لاتنكر انه لا يحمل اي مشاعر تجاهها...
نظر أمجد اليها : سكتي ليه...؟ سألتك تتجوزيني؟
عضت علي شفتيها وهي تسأله : بس احنا منعرفش بعض... ؟
: عاوزة تعرفي ايه؟
هزت كتفها : علي الاقل اية حكايه الطفل ده. وليه تتجوزيني انا مش نانسي
وانت اصلا عندك ابن وكنت متجوز...
نظر اليها أمجد مطولا يتساءل منذ متي وهو يستمع للأسئلة ويبحث عن إجابات ايضا.... ؟!
.........
......
سار عمر بيد المدرسة التي اصطحبته من صفة ليسير بخطواته المرحة التي سرعان ماتلاشت ماان انفتح الباب ودخل بضع خطوات........! تغيرت ملامح عمر وارتسم عليها خوف واضح وهو يتراجع خطوة للخلف برعب لاحظته علي الفور مديرة المدرسة لتنظر الي أمجد باستفهام سرعان ماتحول لصدمه حينما سحب عمر يده من يد المدرسه ماان قالت بهدوء :  بابي عاوز يشوفك ياعمر
صرخ عمر يخفي وجهه بخوف وهو ينادي بأسم : 
جووود... جود... انا عاوزة جود
انحنت المدرسة اليه سريعا تحاول تهدئه نوبه الخوف التي انتابته ماان رأي أمجد الذي تسمر مكانه ولأول مره ينهار جبل غرورة الزائف ويتلجم لسانه ويقف كالمشلول...... ارتبك الوضع مع خوف عمر وبكاؤه ممااثار الدهشة في عيون الجميع فالطفل خاف من ابيه وكأنه قاتل متسلسل....
التفتت المديرة الي أمجد باستفهام واضح لينسحب أمجد بقدم حاول تثبيتها في الأرض قدر الإمكان حتي دخل سيارته ليرتمي بداخلها يضرب المقود بعنف ابنه لا يكرهه فقط بل انتابته نوبه هلع ورعب ماان راه وكانه شيطان....
لتقتحم الذكريات رأسه فلم يكن يوما هذا الاب الذي يركض ابنه اليه ماان يعود من عمله بل كان يختبيء بين أحضان والدته او بغرفته يحاول الا يصدر اي ازعاج حتي لايصرخ به أمجد......
لم يري اول خطوة لطفله ولم يهتم لأول كلمه نطقها حتي انه لم يحمله كثيرا ككل الآباء.... كل ماكان يهتم به هو نفسه وارضاء رغباته سواء بمنزل هاديء او بطعام شهي او بأمرأه جاهزة له وقتما يريد.... وفوق هذا مظهر اجتماعي مكتمل  بطفل يفتخر به أن لزم الأمر
طفل لم يراعي طفولته يوما وحفر باظافره في عقله ذكريات لن ينساها يوما
نظر بالمرأه لنفسه وتساءل....
هل يبكي...؟! ايملك الشيطان دموع بالأساس

........

قالت زهرة بعتاب لمي : كدة برضه يامي شهر بحاله مشفيكش
احتضنتها مي قائلة ; معلش يازوزو... كله من مأموريه هشام بيه اللي لخبطت الدنيا واضطريت اسافر معاه الغردقه الشهر ده
قالت زهرة بابتسامه واسعه : حمد الله علي السلامه وحشتيني اوي
:وانتي كمان.... داعبت بطنها المنتفخة وهي تقول : هتنفجري خلاص يازوز
تنهدت زهرة بتعب; انتي بتقولي فيها..... انتي اولد احسن تعبت خلاص
: ولسة هتتعبي اكتر لما تولدي... هيبقي البيبي وعمر هتتجنني
هزت زهرة راسها : مش مهم المهم اخلص... انا مش بنام ولا باكل ولا بخرج.... زهقت
قالت مي بمكر : وهو جواد نش،بيسليكي
ضحكت زهرة عاليا ; مش هتبطلي أبدا قله ادب
ضحكت مي : لا.. طبعا...ده انا خليت هشام يخلص المامورية ويرجع بسرعه من كتر ماانا مبقتش عارفة استفرد بيه هناك.... طول اليوم شغل ويرجع بليل مقتول نوم
اتسعت عيون زهرة.... : حرام عليكي يامي.... ويعدين انتي اية اللي خلاني تسافري معاه اصلا.
قالت مي : . امال اسيبه لوحده هناك..... لا طبعا رجلي علي رجله
:طبعا مخلصش شغلة ورجع علي طول
: اكييد.. واول ما جعت وديت سيلا عند ماما وجهزت جو رومانسي تحفه عشان اعوض الشهر ده
ضحكت زهرة طويلا حتي دمعت عيونها
لتضحك مي هي الاخري قائلة :وعشان تعرفي اني مش نسياكي.... جبتلك حته هديه
اعطتها الميس الورقي الانيق لتشهق زعرة ماان رأت ما بداخله.... غمزت مي بخبث ;اية رايك.... حته قميص هيجنن جواد
أفلتت الكلمات من زهرة : وهو ناقص جنان
ضحكت مي : عملتي اية في الراجل يازوزو... يلا احكيلي
لتكمل جلستها برفقه مي التي قالت بسعاده :يعني حماتك بقت كويسة
: جدا.... بقت ملاك
رفعت حاجبها : غريبه..؟!
: ولا غريبه ولاحاجة.... يعني هي في الاول والاخر بتحب جواد جدا... وبصرف النظر عني هي مبسوطة ان هيجي ليها حفيد
ربتت مي علي يدها قائلة : انتي تستاهلي كل خير

............
نظرت ملك للطفل الصغير القابع بحضنها وهي تدرك كم كان خطير منها ان توافق علي الزواج بأمجد بعد ان وجدت الصمت هو اجابه اسئلتها..... لتتذكر كلماته المقتضبه المليئة بنبرته الحازمة علي كل اسئلتها ; اللي بتسألي عنه ده ماضي ميخصكيش    .... وسؤالي ليكي مستقبل موافقه تكمليه معايا ولا لا
مع العلم ان إجابتك هيترتب عليها حاجات.... لو مش،موافقه هتعتبري انك مسمعتيش مني حاجة وكل حاجة هتكون زي ماكانت.... ولو وافقتي هتكوني ام لابني قبل ماتكوني مراتي... ام ليه حتي في شهاده ميلاده وهيكبر ويعرف انك امه واسم نانسي ده مش هيسمعه ابدا... من غير ماتسألي اي أسئلة 
انا مش هجاوب عليها..... فكري وخدي قرار
...... بالرغم من كل مانطق به وبالرغم من انه دري من دروب الجنون ان ترضي امرأه بما نطق به الا انها وجدت نفسها منقاده خلف تلك المشاعر القوية التي تجذبه اليه ونبرته وسيطرته حازت علي المزيد من المشاعر بداخلها.... فهي طوال عمرها وهي تعتمد علي نفسها وحتي والديها كانوا يعتمدون عليها لذا فالسيطرة التي تتشبع بها نبرة أمجد عزفت علي أوتار مشاعرها البريئة وخاصة وأنها لاتعرف شئ عنه... فقط عزت كل مانطق به لكونه شخص غامض قليل الكلام....!
القت نظرة اخيرة علي نفسها بالمرأه بعد ان ارتدت ذلك الثوب البسيط وفكت جديلة شعرها الطويل وصففته للخلف مكتفيه بقليل من احمر الشفاه لتنتهي وتحمل الطفل تنزل اليه حيث ينتظرها بالأسفل لاصطحابها للمأذون..... بتلك السرعه  ؟!!
نعم...! كان هذا شئ اخر قرره بعد ان نطقت بموافقتها : حيث كدة نتجوز بكرة
قالت بتعلثم : بسرعه كدة...
هز راسه ليري بداخل عيونها خوف وتردد ليقول بنبره هادئة : عاوز اعمل إجراءات شهادة ميلاد الولد ومحتاج عقد الجواز.... وبعدين مفيش داعي للتأخير طالما اتفقنا
ابتعلت لعابها بتوتر لاتعرف كيف تسرعت بنطق موافقتها لرجل لاتعرف عنه شئ بل وأوضح انه لايريد منها ان تعرف عنه أي شئ
قال أمجد : ملك... نظرت اليه ليقول : احنا هنكتب الكتاب بس حاليا.... ويعدين نبقي نرتب كل حاجة علي مهلنا مفيش داعي للخوف اللي في عنيكي ده
اومات له بارتياح وقد استشعرت بعض الارتياح لتفهمه انها ماتزال لاتعرفه...

جلس أمجد في سيارته بانتظار ملك بعد ان حاول التغلب علي سؤ صباحة بعد ان فكر برؤيه ابنه خاصة وانه حمل طفله الرضيع وشعر بمشاعر لم يشعر بها سابقا ليريد ان يحتضن عمر ويعتذر له عن أخطائه بحقه.....
لقد قرر أمجد المضي قدما بخطوة زواجة من ملك..... انها الخطوة الأولى ان اراد ان يتغير.   فماضيه لا يمكن اصلاحة ولكن مستقبله بيده ولن يكون مستقبله هو  وإنما مستقبل هذا الطفل البريء الذي من سوء حظة كعمر ان يكون هو والده ولكنه لن يجعلة نسخة من عمر....بل سيحاول ان يكون له اب...!
اختار له ام يعرف انه سيشكره عليها وهو سيجاهد شيطانه ليكون اب كما لم يفلح ليكون لعمر
ابتسمت ملك له بهدوء وركبت بجواره تحمل الصغير بين ذراعيها بحنان ... اندهشت قليلا انه لم يقبل طفله او يحمله حين رؤيته لتقول :انت مش هتشوف عماد
اومأ لها واخفي من عيناه ارتجاف نظراتها فهو يتعلم ابجديات الإنسانيه وهي تبدو انها ستاخذ بيده لذلك.....
سألته حينما قاد بوجوم : مالك ياستاذ امجد؟
التفت اليها وارتسمت ابتسامه شقا طريقها عبر حزنه : استاذ أمجد.... في واحدة تقول لجوزها
احمر وجهها وقالت بتعلثم : اصلي... اصلي اتعودت
هز راسه قائلا : ماشي ياانسة ملك
ضحكت برقه لتساله مجددا : طيب مالك... ؟
هز راسه قائلا : مفيش
صمتت بضع لحظات بعدها سألته : هو.. هو يعني مامتك وباباك موافقين انك تتجوز واحدة زيي
سحب نفس عميق والتفت اليها باستنكار :يعني اية.... ؟
قالت وهي تخفض عيناها : يعني... يعني انا مش من مستواك و.. و... قاطعها بحزم :مش عاوز اسمع الكلام ده تاني
وبعدين ياملك.. انا اللي طلبت اتجوزك
ومعتقدش ابدا ان تفكير امي او ابويا سطحي اوي كدة وهما في الاول والاخر هيحترموا قراري
.........

......
دلف جواد من البوابة الحديدية للمدرسة كالاسد الثائر وهو يستمع لمديرة المدرسة التي وقفت أسفل الدرج الحجري بانتظاره تمهد له حاله عمر وتشرح ماحدث....
صاح بها بوعيد :
ده انا هوديكم في داهيه.... ده سوق مش مدرسة عشان اي كلب من الشارع يقدر يدخل ويقرب من ابني....
هتف بها بصوت مرعب : ازاي تسيبيه يقرب من ابني
قالت المرأه بتعلثم تدافع عن نفسها : ياجواد بيه انا طبعا اتاكدت من البطاقه الشخصيه انه والده... والا كان عمري ماهسمح انه يشوف الولد
لولا انها امرأه لكان سحقها بيده فهو مشتعل غضبا حينما عرف ان أمجد تجرا مجددا وعاد للظهور بحياته
صاح بها بصوت جهوري وخطواته تدق الارض بقسوة يقطع الطريق للداخل ; عمر فين؟
قالت بتعلثم وهي تشير بيدها ليتقدمها: اتفضل هو هنا
ارتمي عمر بين ذراعيه ماان دخل جواد الي الغرفة التي كانت بها العديد من الاخصائيات يحاولون تهدئة نوبه الرعب والبكاء التي انتابته
فهو طفل رأي ذلك الرجل يحاول خنق والدته
ارتجف عمر بين ذراعي جواد كورقه شجر بليله عاصفه ليربت جواد علي ظهره بحنان :شششش.... متخافش ياعمر انا معاك....
اندس باحضان جواد ليشعر بالأمان والدفء وينطق لسانه لأول مرة : بابا..
اندفعت المشاعر بقلب جواد ماان استمع لتلك الكلمه منه لأول مرة ليضمه اليه بحب كبير ويهمس بحنان : بابا معاك.. متخافش ياحبيبي
بعد ان هدا عمر حمله جواد واعتدل واقفا ينظر الي المديرة بوعيد ويرشقها بنظراته النارية
بيننا يقول بتحذير وهو يغادر : لو اللي حصل ده اتكرر مش هكتفي اني اقفلك المدرسة
.... مقدار سعادته بسماع تلك الكلمه من عمر الذي بالفعل منذ اليوم الأول لرؤيته وهو يعتبره ابنه مقدار حزنه لان يتذكر ذكري كهذه بيوم كهذا.... ولكنه سعيد ان هذا الصغير بالفعل شعر انه ابيه..... دخل جواد الي السيارة ومازال متحضن عمر ليقول بعتاب لطيف وهو يمسك بوجهه البريء بين كفيه ... كدة الراجل صاحبي مش عاوزبيطل عياط
نظر اليه عمر بعيونه الجميله والتي تشبه عيون من سلبت علقه ليقول بخفوت : انا خفت منه
ضمه جواد اليه بحنان وطبع قبلات كثيرة اعلي راسه وهو يقول :  متخافش من حاجة ولا من اي حد طول ماانا موجود ياعمر .....
اومأ له عمر ليقول جواد وهو يداعب وجنته :وبعدين انت وعدتني انك هتبقي بطل قوي ولا نسيت
هز راسه لتداعب الابتسامه وجهه الجميل ليقول جواد :
اسمع بقي ياعمور ... احنا مش هنروح البيت.... احنا هنروح الشغل سوا
نظر اليه عمر بحماس
ليهز جواد  راسه قائلا ... اية رايك ؟
اومأ له عمر بسعاده ليضعه جواد بجواره وينطلق بالسيارة فهو لم يكن بأي حال سعيده الي المنزل وهو بتلك الحالة حتي لاتعرف زهرة ماحدث......
...........
استغربت زهرة حينما اتصل بها جواد واخبارها ان عمر برفقته وسيعودون بعد قليل... ابعدت قلقها الذي لم تري له داعي فهو برفقه جواد بأمان....
قالت لام حسن... خليني انا هجهز الغدا النهاردة
قالت أم حسن : بلاش يامدام عشان متتعبيش
هزت راسها : لا مش تعبانه... روحي انتي شوفي وراكي ايه ولو احتجت حاجة هناديكي....

بعد عدة ساعات استمتع فيها عمر بصحبه جواد الذي لايصف حنانه كلمات....!!
تجاهل الغضب المستعر بعروقه رغبه في سحق أمجد ليقرر ان يتناسي قليلا حتي يجتاز عمر ماحدث ويعيده الي المنزل بعدها سيكون وقت الحساب....
انتهي من عمله ليمسك بيد عمر و يدخل به
الي مكتب مراد.
حمل مراد عمر وقبله قائلا ; ماشي خلاص ياعمور
اومأ له عمر ليساله جواد :... انت مش هتروح ولااية يامراد
هز راسه : لا... ساعه كدة لسه عندي شوية شغل
: انت ماشي
اومأ له ; اه عمر  تعب وزهرة مش مبطله زن.. كل خمس دقايق تليفون تسأل هنرجع امتي
تبرطم مراد ; الحمل وقرفه
ضحك جواد قائلا ... هي بدأت معاك انت كمان
قال مراد بتذمر : كل مااشوفها الاقيها بتاكل.... انا بقيت اخاف انام جنبها اصحي الاقيها بتاكلني.....
مش عارف اية اللي جرالها
قال جواد بابتسامه : معلش فترة وهتعدي
قال مراد بجديه : ربنا يستر ويعديها علي خير...احسن انا مبقتش، مطمن
امبارح اتفرجت علي فيلم زومبي الناس بتاكل بعض من وقتها وانا خايف منها
ضحك جواد عاليا حتي دمعت عيونه قائلا : للدرجة دي
هز مراد راسه ببؤس: اه واكتر...
قال جواد بمرح : طب خد بالك بقي عشان مش بعيد تاكلك فعلا لو سمعت الكلام اللي بتقوله
قال مراد بخوف ; وهي هتسمع منين؟ اوعي تقولها
هز جواد راسه بضحته العاليه : لا مش، هقولها.... بس انت
لم لسانك واوعي تقول حاجة قدام امك انت عارفهم مش بيخبوا حاجة علي بعض
اومأ له مراد : عندك حق.... دي امك فجأه بقا الحماه الطيبة وواحده زهرة وساندي تحت جناحها وهات يانصايح
ضحك جواد ليقول مشاكسا : بس انا  مراتي مش بتسمع كلام حد غيري
غمز له مراد بمكر : اه ياابن المحظوظة... طبعا ماانت  واخدها وعايش بعيد
قال جواد وهو يمسك بيد عمر : ياساتر علي عينك  .

لدي عودتهم التفت جواد وقال لعمر... اللي حصل ده سر بيني وبينك ياعمور.... مامي بلاش تعرف أسرار الرجاله
هز عمر راسه ليقبله جواد قائلا : برافو عليك ياحبيبي

استقلبتهم زهرة.... حمد الله علي السلامه
ركض عمر لحضنها بينما طبع جواد قبله علي خدها قائلا : الله يسلمك ياروحي
صعدت برفقه عمر تبدل له ملابسه
: اية ياعمور اتبسطت النهاردة
اومأ لها عمر بسعاده : اه.. الشغل بتاع بابا حلو اوي
توقفت زهرة مكانها تنظر لعمر لحظة فهل نطق بابا وليس جود ليأتيها صوت جواد الذي وقف علي باب الغرفه : يلا ياحبيب بابا عشان نتغدي... انت جعت اوي
اومأ له عمر وركض اليه ليحمله جواد علي كتفه وينزل به.....
تعلق عمر برقبه جواد ليجلسه علي ساقه وهم يتناولون الطعام... قالت زهرة : عمر حبيبي اقعد علي كرسيك
قال جواد : سيبه ياحبيبتي.. انا مرتاح كدة
اومات له وهي تتساءل....! تعرف وتري بحب جواد لعمر ولكن اليوم تري عمر متمسك به اكثر.. حتي انه غفي وقت القيلوله اليوميه علي ساق جواد.... أراح جواد راسه علي الوسادة بوسط الاريكة الوثير ثم وضع فوقه الغطاء الناعم الذي جلبته ام حسن
ليقوم من دواره ويجلس الي الاريكة الاخري بجوار زهرة التي نظرت اليه بتساؤل ; مالك ياحبيبي ؟
: مالي ياروحي.... مفيش حاجة
هزت كتفها وهي تنظر بعيناه قائلة : لا... بس في حاجة حصلت النهاردة ... يعني عمر اخدته الشغل معاك وراجع مش عاوز يسيبك
هز راسه وجذبها الي حضنه يداعب شعرها قائلا ; ابدا مفيش حاجة.... انا كنت واعده من زمان ولقيتها فرصه قلت ترتاحي شوية
هزت راسها قائلة : لا انا زهقت من كتر الراحة
امتي اولد بقي.. الشهر ده طويل اوي
قال باستنكار ; مستعجله اوي علي الولاده
رفعت عيناها اليه   وانت مش مستعجل تشوف ابننا
اومأ لها بمكر ; اه عاوز اشوفه..... بس بسبب ابن الكلب ده هتحرم منك
احمر وجهها خجلا من معني كلماته لتهتف به ;جواد بطل قله ادب
ضحك قائلا ; ماانا هبطل إجباري لما تولدي
ضحكت بخجل تتبرطم ; هو ده اللي شاغل بالك
داعب وجنتها الحمراء قائلا ; وهو في اهم منك ياجميل اشغل دماغي بيه
التفتت اليه بدهشه : هو انت مش كنت مكشر من شوية
ضحك وجذبها لحضنه قائلا ; لما بشوفك بنسي كل حاجة
اجتاحت الابتسامه وجهها وهي تقول : ياسلام
اومأ لها لتشهق ماان قام من مكانه وحملها قائلا : طبعا وهثبتلك حالا
قالت بعدن تصديق لما يفعله ; يامجنون بتعمل ايه
دفع باب المكتب بقدمه ودخل وهو يحملها واغلقه بظهر قدمه
قائلا بمغزي عابث لمع بعيونه : عندي شغل في المكتب
اندفعت الحراره لوجهها لتضع يدها علي صدره توقفه ماان اجلسها فوق طرف مكتبه ;
جواد اعقل بجد.... وبعدين مكتب ايه وانا زي البالونه كدة
تناول شفتيها بين شفتيه قائلا : انتي احلي ست شفتها في حياتي...
استسلمت لقبلته الدافئة التي طالت كثيرا قبل ان يضع جبينه فوق جبينها ناظرا لعيونها التي سرعان ما أشعلت الحب والشغف بعيونه ليحملها ويسير بها الي وسط الغرفة وينزلها برفق ناظرا اليها  بتفكير.وهو يجذب الوسائد من فوق الاريكة الوثيرة ويلقيها علي الارض امام تلك المدفئة الحجرية الكبيرة قائلا بمكر  : احنا جربنا المكتب والكنبه
... خلينا نجرب الارض المرة دي.....
..........
مجنون....! نعم هذا اقل مايقال عنه فهو عاصف برومانسيته حد الجنون... جنون لاتستطيع الا ان تتجاوب معه.... فهو جنون يستوطن في كيانها ويسحبها دون هوداه ليغرقها ببحور عشقه الذي يبثه لها ساعات وساعات دون أن يمل ولا تعتقد انه سيفعل...!
انه لم يكن كاذبا حينما قال إنها سلبت عقله فهي ببساطة تتغلغل بكل خلاياه... يعشقها حد الجنون وبرفقتها ينسي كل شئ ماعدا حبه وشغفه الا متناهي بها.... انه يحبها حب لم يعهده لاحد من قبل... يريد أن يضعها بداخله حتي لا تبتعد... يحبها ويعشق كل شئ بها... صوتها... وجهها شفتاها جسدها حتي طفلها.... لا يصف حبه كلمات... فحبه لغه معقده يعجز اعتي الشعراء عن وصفها بكلمات......!
بعد انتهاء نوبه حبه الممزوجه بجنونه توسدت زهرة صدره  العاري بينما أحاط جسدها بهذا الغطاء الفرو السميك وظلا متمددين علي الارضيه امام لعيب المدفأه الهادي الذي يناسب انفاسهم التي هدات بعد فورانها....
زهرة.... تمتمت.. ممم
قبل ؤليها بحنان هامسا ; نمتي ياروحي
هزت راسها ليمرر يداه بخصلات شعرها قائلا : طيب نامي
هزت راسها : لا.. مش عاوزة انام.. زهقت من كتر النوم
ابتسم بخفه وتابع مداعبه خصلات شعرها قائلا ; بس انتي لازم ترتاحي..
هزت راسها قائلة : متلعبش في شعري
ابتسم من نبرتها ليقول ; ليه؟
: عشان هنام كدة وانا مش، عاوزة انام 
همس ويداه تعبث بخصلات شعرها بوتيره هادئة.. شششش نامي
بالفعل غفت بين ذراعيه لتنظر جواد قليلا ماان تأكد من نومها ليحملها ويصعد بها الي فراشها... وضعها به وذهب ليستحم ويرتدي ملابسه... قبل جبينها وانصرف فهو لم يحاسب أمجد بعد..!

.
...
لا تنكر سمحيه انها ماتزال غير مصدقه ماشرحة أمجد لها ولابيه بالأمس.. لتجده يعترف انه كان علي علاقه غير شريعه بفتاه ليل نتج عنها انجابه لطفله وانه عرض علي ملك ان تكون امه....تنازعت سمحيه ما بين سعادتها بأنه سيكون له اسره مجددا ومابين خوفها من تكرار ماحدث ولكنها بالنهاية ام... ظبالرغم من عدم تقبلها لما حدث ولكون حفيدها ابن لامراه كتلك ولكنها تجاوزت عن هذا وحاولت ان تتقبل ان تكون ملك امه.... بينما عماد كما حاله صامت ولكن بداخله يتضرع ان تكون تلم الصدمات سبب في تغير ابنه والذي لاحظ لأول مرة انكسار غرورة الزائف وبدايه ندم علي أفعاله.....
نظر أمجد الي بيه الصامت برجاء : بابا... مش،هتقولي حاجة
نظر اليه عماد مطولا قبل ان ينطق :هقولك... اتقي الله في البنت دي
خفض أمجد عيناه بخزي لدقائق قبل ان يسأل ابيه مجددا : يعني انت موافق
: انت واخد قرارك
; بس انا محتاج رايك
هز عماد راسه : ماليش رأي في بقايا حياتك اللي دمرتها بايدك..... ويااما تعرف تجمعها يااما متظلمش واحدة تانية معاك وتدمر طفل بريء
.........
ابتسمت سمحيه لملك وامجد لدي عودتهم بعد انتهاء إجراءات الزواج قائلة :مبروك يابنتي
قالت ملك بخجل ; الله يبارك فيكي ياطنط
ابتسمت ونظرت بتردد لهذا الصغير بين يداها قبل ان تحمله وتسرع به الي زوجها قائلة بسعاده جارفه ; عماد الصغير...
دق قلب عماد لرؤيه حفيدة ولكن ظل احساسه بالخوف من أفعال ابنه يطغي عليه كلما نظر لتلك الفتاه البريئة....
قالت سمحيه برجاء لزوجها : يمكن دي اللي تصلح حاله
قال بتمني : ياريت
قال أمجد لملك.. يلا عشان اوصلك
قالت سمحيه : ماتخليها معانا النهاردة ياامجد
نظر أمجد لملك لتقول سمحيه برجاء ; انا مشبعتش من عماد الصغير وبعدين انتي في البيت لوحدك... انا بقول أمجد يجيب حاجتك وتقعدي معانا لغايه ما بيتكم يخلص
هزت ملك راسها قائلة برقة : معنديش مانع
اومأ لها أمجد : طيب وانا الصبح هبقي اعدي عليكي اخدك تجيبي حاجتك
: تمام
لاحت الابتسامه النادرة بعيونه وهو يقول لها حينما توقفت لدي الباب : عاوزة حاجة
هزت راسها : شكرا
......
عادت ملك لتجلس مع سمحيه التي تحتضن الصغير بحنان ولاتنكر انها سعيده خاصة بوجود امرأه ورجل يعتبرونها ابنتهم
قالت سمحيه تجيب علي أسئلة ملك المترددة بشأن عدم معرفتها طباع أمجد : انا انه فأكيد هقولك ابني احسن واحد في الدنيا... بس انا هقولك حاجة تانية... أمجد ابني الوحيد .. دلعته كتير وكنت دايما برفض ان عماد يشد عليه فطلع أمجد اناني... ومش اناني شوية لا اناني كتير... تنهدت سمحيه وأكملت ;بس مفيش حد مش بيتغير.. وابني اتغير وهيتغير علي ايدك... انتي بس حبيه ياملك
لو حبيتي أمجد بجد هتعرفي تغيريه...
.............
.....
سحبت نادين يدها من أسفل يد ابراهيم قائلة بتحذير ; وبعدين معاك
قال إبراهيم ببراءه وهو يمسك بيدها مرة اخري ; الله وانا عملت اية؟
: انت عارف انت عملت ايه.... سيب ايدي وبطل قله ادب
نظر اليها ابراهيم باستنكار مرددا : قله ادب عشان ماسك ايدك
امال لو عملت كدة..... اقتنص قبله من وجنتها التي اشتعلت خجلا لتدفعه بعيدا عنه مزمجرة وهي تقذفه بأحد الملفات من علي مكتبها ... اااه ياقليل الأدب
ضحك قائلا : خلاص... خلاص يانادو
اشاحت بوجهها ليقول : لو فضلتي مكشرة هاجي اصالحك
نظرت اليه بتحذير : وبعدين
.... اية اللي جرالك
قال وهو ينظر لعيونها : الي جرالي اني مبقتش قادر علي بعدك.... ماتخلي ما نتجوز بقي ياحبيتي
رفعت حاجبيها : لا... قلت سنه خطوبه
زفر ابراهيم بنفاك صبر ; لا خلاص مش قادر استحمل...
نظرت نادين الي غضبه بابتسامه لتقول بدلال: ولا هتستحمل عشاني ياابراهبم
التفت اليها وابتسم بحب قائلا ; عشان استحمل جهنم...ياقلب ابراهيم.
اشتبكت عيناه بعيونها التي أصبحت تفقد حصونها الواحد يلو الاخر بينما اكمل برجاء : بس خلاص مش قادر.... حني بقي يامفترية
اومات له بابتسامه هامسة : يبقي نتجوز الشهر اللي جاي..
..

..
...
قالت سمحيه وهي تمسك بهذا الهاتف ; ملك
نعم ياطنط
الحقي أمجد نسي تليفونه....
قالت ملك : طيب هاتيه ياطنط وانا هروح له المكتب

دلف جواد من باب مكتب أمجد الذي اقتحمه هو ورجاله ليمسك رجاله بحارس وامجد الذي قال بهدوء شديد ; مفيش داعي للي بتعمله.... انا كنت مستنيك 
وقف امجد امام جواد بانتظار اندلاع ثورته الواضحة علي وجهه فهو يعرف انه لن يمرر له اقترابه من عمر ليترك لنفسه رؤيه مافعله فهاهو امام رجل اخر يعاقبه علي الاقتراب من ابنه
امسكه جواد من تلابيه بقوة هاتفا :  انا مش قلتلك ياحيوان.... تبعد عن ابني ومراتي
تجمدت ملك مكانها تكتم شهقاتها ماان دوت تلك الكلمات باذنها وهي تدخل الي المكتب
قال أمجد من بين أسنانه بتحدي ; 
ابني انا.... متنساش ابدا ان عمر ابني
تهكم جواد بمغزي ;  ابنك اللي خاف حتي يشوفك من كتر ماشاف قذارتك ... ابنك اللي  اتنازلت عنه... ابنك اللي مكنتش بتعمل حاجة غير انك تضرب امه قدامه.... ابنك اللي اتعقد بسببك
شدد جواد من قبضته وقال من بين اسنانه:
اسمع بقي انا صبري معاك خلاص نفذ واعتبر ان ده اخر تحذير..... لو فكرت مجرد تفكير تاني تقرب من مراتي او ابني... همسحك من علي وش الارض
تركه ليرتد أمجد الي الخلف لينظر اليه جواد بمغزي : وبعدين انا عرفت انك خلفت ....  اعقل بقي وربي ابنك التاني
وانسي بقي خالص عمر احسنلك لانه ابن
جواد الخولي
دار العالم من حولها لاتفهم شئ ولكن هاهو ماسالته عنه ورفض الإفصاح عنه.... هاهي الحقيقة السوداء بدأت بالانكشاف... انه رجل بماضي اسود.. بماذا القت نفسها تلك الفتاه ... 
سألتها سمحيه حينما عادت بوجهه لا يفسر
: اية يابنتي لقتيه في المكتب
هزت راسها دون قول شئ،
ودخلت الي غرفتها المظلمه والتي تشابه الظلام الذي القت نفسها به.....
.........
....

استيقظت زهرة قبيل المغرب بقليل لتجد نفسها نائمة في غرفتها... نظرت حولها فلم تجد جواد... ارتدت ملابسها وخرجت لتجد عمر جالس امام التلفاز يلهو بألعابة....عمر حبيبي جود فين؟ 

هز كتفه بعدم علم لتسال : ام حسن هو جواد في مكتبه

هزت المرأه راسها : لا يامدام.. خرج  

هزت زهرة راسها واتصلت به...بعد عدة مرات التقط هاتفه لتساله بقلق : جود انت فين؟ 

قال باقتضاب... معلش يازهرة عندي شغل هخلص واكلمك

التفت جواد الي خروج الطبيب ليساله : اية يادكتور

قال الطبيب : عندها حمي شديدة...

انا علقت ليها محلول بس لازم كمادات علي مدار الساعات اللي جايه 

... افضل انها تكون تحت رعايه مشددة 

اومأ له جواد قائلا ; 

طيب يادكتور ياريت  تبعت ليا ممرضه تاخد بالها منها

هز الطبيب راسه ; تمام مفيش مشكله 

انصرف الطبيب ليزم جواد شفتيه ويفرك وجهه بضيق فهذا ماكان ينقصه........ بعد ساعه نظر بساعته وهو يسير في الرواق ذهابا وايابا فقد تأخر الوقت وزهرة لاتتوقف عن الاتصال...... فبعد انتهاءه من أمجد تفاجيء باتصال من بواب العمارة التي وضع بها نانسي والتي لجات له منذ عدة أشهر تطلب حمايته من أمجد وقد فعلها وخاصة حينما توسلت حكايته لطفلها ووفر لها مكان نائي بعيد عن أمجد لتبقي به لحين ولادتها وحينما أخبرته ان الأفضل لمستقبل طفلها ان يكون مع ابيه ايد رأيها وبالفعل ذهبت وأعطت ابنها لملك وهي واثقة ان هذا الأفضل لطفلهة.... واخيرا طلبت من جواد  ان يساعدها لتسافر للخارج بعيد عن عيون أمجد وقد رتب لها كل شئ ولكن جاءه الاتصال يخبره  انها مريضه فأضطر ان يأتي الي هنا ويحضر الطبيب وهاهو ارسل جاسر ليحضر الممرضه 

..

اتصل بجاسر قائلا بنفاذ صبر :  انت فين كل ده؟ 

خلاص ياباشا ; جبت الممرضة وقدامي دقائق واكون قدامك

قال بلهجة أمره : اخلص ياجاسر

.... نظر جواد الي الممرضه قائلا ; خدي بالك منها كويس واي جديد اتصلي بيا

التفت الي جاسر قائلا : جاسر خلي واحد من رجالتك تحت عشان لو في حاجة 

انتهي وأسرع عائدا للمنزل ليجد زهرة بانتظار بالشرفه...فقد تأكلها القلق فقد تأخر كثيرا وهو لايجيب علي هاتفه 

اسرعت زهرة تنزل الدرج ماان رأت سيارته تدخل الفناء ليوقفها ماان رآها تركض من اعلي الدرج ويسرع ناحيتها  :  زهرة براحة متجريش كدة

قالت بلهفه : انت كنت فين ياجواد قلقتني عليك

ربت علي كتفها قائلا : هكون فين ياحبيبتي مش قلتلك عندي شغل

سارت خلفه للغرفة قائلة : شغل اية اللي لغاية دلوقتي؟

قال باقتضاب ; وهو انا شغلي له مواعيد يازهرة 

لأول مرة ترمقه بتلك النظرة التي امتزجت بالشك وهي تقول : وهو شغلك بيفضل للساعه اتنين بليل

تنهد قائلا لينهي هذا الحديث وهو يخلع ملابسه ويتجه الي الحمام : اللي حصل يازهرة... كنت بخلص شغل مع ناس والقعده طولت شوية 

لماذا تشعر بأن هناك شئ ما يخفيه عنها....! 

لاتعرف ولكن حالته اليوم غريبه.... خرج لتساله : حبيبي انت مش هتتعشي

هز راسه  : لا ياروحي  ماليش نفس

.... سألها : انتي اكلتي؟ 

قالت بكذب فهي لم تاكل شيء ;  اه اكلت 

اومأ لها واتجه الي غرفه عمر ليطمئن عليه ثم يعود لتساله : 

في أية؟ 

هز كتفه قائلا ; مفيش .... كنت بطمن على عمر 

قالت بدهشة : في حاجة حصلت 

هز راسه : لا بس مشفتوش فقلت اشوفه قبل ماانام 

اندفع الكلام من فمها : ماهو كان معاك اليوم كله

انه باعصاب مشدودة اليوم وهي لأول مرة تضغط عليه بالتركيز علي أفعاله واقوله بتلك الطريقه ليقول بجبين مقطب وهو يحاول ان يتمسك باعصابه ; في اية يازهرة.

... اية التحقيق ده؟ 

غص حلقها من نبرته فهي ربما بالغت في اسئلتها ولكن حالته هي ماجعلتها تتساءل 

اتجهت الي جانبها من الفراش دون قول شئ ليزفر بضيق ويذهب خلفها.... 

احتضنها من ظهرها قائلا بحنان : زهرة حبيبتي... مكنتش اقصد اتعصب عليكي  انا بس مضغوط في الشغل النهاردة 

اومات له ليجذبها الي احضانه ويقبل راسها قائلا بحنان ; متزعليش مني 


.......... 

.... 

استغرب أمجد كثيرا حينما أخبرته والدته ان ملك ماتزال بغرفتها... انا قلت اسيبها نايمه لانها اكيد الولد مش بينيمها كويس 

اومأ لها ليخرج والده من غرفته... 

نظر اليه أمجد قائلا : صباح الخير يابابا

هز عماد راسه دون قول شئ لتقول سميحة 

:انا هجهز الفطار علي ما ملك وعماد يكونوا صحيوا 

قال أمجد وهو ينظر لأبيه : لا مفيش داعي ... انا هاخد ملك وانزل علي طول 

يعرف ان والده لم يسامحة ولن يفعل لذا لن يضايقه بوجوده 

قالت سمحيه : ليه ياامجد.. مانفطر كلنا مع بعض 

: لا ياماما... افطروا انتوا بالهنا والشفا وانا هنزل استناها تحت 

بهذا اللحظة انفتح باب غرفة ملك لتلتفت اليها سميحة قائلة بابتسامه وهي تاخذ عماد من يدها : صباح الخير ياملك 

قالت بصوت متحشرج : صباح الخير. 

قال عماد بهدوء : صباح الخير يابنتي 

: صباح الخير 

قال أمجد ; انا هستناكي تحت... افطري وانزلي 

اخذت نفس عميق واوقفته قائلة : استني 

التفت اليها بتساؤل لتقول بدون تردد :لو سمحت انا عاوزة نتطلق 

صعق الجميع لتتجمد ملامح أمجد بضع لحظات يستوعب ما نطقت به فقد ظن انها تحبه وهو انتوي ان يجاهد شيطانه ويبدأ برفقتها صفحة جديدة... فقد خسر كثيرا وليس علي استعداد ان يخسر المزيد... لدية الان طفل وزوجة سيبدأ معهم ويحاول ان يكون انسان وأب وزوج 

طاطا عماد راسه دون قول شئ ولكن شهقه سميحة هي ماانطلقت وهي تقول باستنكار : انتي بتقولي ايه يابنتي؟ 

نظرت الي أمجد بعيون مليئة بالاتهام وهي تقول بصوت مختنق : مينفعش 

نظر اليها أمجد وسألها بصوت اجش ; هو اية اللي مينفعش ؟

قضمت شفتيها وحبست الدموع بعيونها وهي تقول : مينفعش نكمل مع بعض...

تابع بنفس نبرته : لية؟ 

: . انت كذبت عليا... 

أدرك انها عرفت ماضيه ليتمسك بهوئة وهو يقول :انا مكدبتش... انا قلتلك الماضي مالكيش دعوة بيه وانتي وافقتي 

اندفعت باكيه وقد انهارت كل أحلامها فعل ظنته هديه القدر لها بعد طول عذاب لتجدة اسؤ قدر وقعت به... مجرد نسخة اسؤ من كل من قابلتهم بحياتها.... 

: مكنتش اعرف انك كدة....... كنت فاكراك غيرهم.... كنت فاكرة انك هتعوضني عن اللي عشته... بس اذا كنت عملت كدة في ام ابنك هتعمل فيا ايييه.... اذا كانت نانسي سابت ابنها عشان خايفه منك هطمنلك انا ليه 

وضعت وجهها بين كفيها وانهمرت دموعها اكثر ليقف أمجد مكانه ملامحة جامده كالصخر ينظر بعيون امه التي انهمرت دموعها كالشلال بصمت والي راس ابيه الذي يراه منحني بخزي والي تلك التي تبكيه وتساله كيف يمكنها ان تطمئن له...!! 

....... 

اتجه اليها بخطوات ثابته قائلا : ملك تعالي نتكلم 

قالت من بين دموعها : مفيش حاجة نتكلم فيها 

لم يسمح لها بالرفض ليمسك بذراعها برفق وياخذها للغرفة... 

اخذ نفس عميق وهو حقا لايدري ماذا يقول فلم يعتاد التحدث عن شئ او تبرير شئ لاحد ولكنه يجد نفسه يريد أن يقول اي شئ لها حتي تتراجع عن طلبها... فقد ظنها بدايته الجديدة فهل تنتهي بتلك السرعه.... 

حمحم وهو ينقي صوته... مللك 

انا... زفر مجددا ولايعرف كيف يبدأ ليقول 

: اسمعي ياملك.... كل اللي سمعتيه وعرفتيه عني صح...واكتر كمان 

انا فعلا واحد ندل وحيوان... عملت حاجات متتخيلهاش لغايه ماكل اللي حواليا كرهوني وعندهم حق.... انا اتنازلت عن ابني وموتت ابني التاني وهو في بطن أمه.... 

خرج صوتها المختنق بالبكاء : بس... بس مش عاوزة اسمع حاجة تاني 

: مش، انتي كنتي عاوزة تعرفي الحقيقه.... هي دي الحقيقه 

انا شيطان ياملك وانتي هتبقي مجنونه لو كملتي مع واحد زيي... 

اولاه ظهرها بانهيار : طلقني لو سمحت 

: لا

التفتت اليه ليهز راسه بثبات : مش هطلقك 

اديني فرصه نبدأ من جديد 

تمسكت برفضها : مش هقدر... 

انا كنت شايفاك في صورة الراجل اللي طول عمري بحلم بيه يعوضني عن كل العذاب اللي شفته ودلوقتي مبقتش شايفاك غير واحد مجرم من غير قلب ولا رحمه.... مبقتش شايفاك الراجل اللي كنت بحلم بيه 

مينفعش اكون ام لابنك اللي انت متفرقش عن امه كتير..... هي غلطت وانت كمان غلطت اشمعني تاخذ انت فرصه وهي لا.... 

انا ماشيه وهستني في البيت لغايه مااخد ورقه طلاقي بعدها هسيب بيتك خالص... 

امسك بذراعها يوقفها قائلا  : مش هتمشي ياملك ... 

التفتت اليه ليهز راسه مؤكدا : مش هتمشي ومش هطلقك.... انتي وافقتي نتجوز ومفرقش معاكي تعرفي الماضي يبقي انسيه ونبدأ من جديد.... 

امسك بكتفها ولأول مرة يعهد الضعف والرجاء بنبرته وهو يقول : ملك... انا مش هجبرك تعيشي معايا غصب عنك... اديني فرصه نبدأ من جديد ولو مكنتش اد الفرصه هطلقك وقتها 

............ 

...

: نادين 

: نعم 

قال إبراهيم ; انتي هتفضلي تتعاملي معايا كدة لغاية امتي ؟

سألته : كدة ازاي؟ 

: يعني قافله علي قلبك ومش عاوزة تبيني مشاعرك ناحيتي ... انا بحبك يانادين  وعارف انك خايفه تبيني مشاعرك بس انا محتاج اشوف انك  بتحبيني زي مابحبك

صمتت ليكمل وهو يضع يداه فوق يدها :حبيتي انا عمري ماهجرحك تاني صدقيني.... 

فجأه اندفعت الكلمات من فمها : 

انت انفصلت عن مراتك لية؟ 

قطب جبينه وتفاجيء بسؤالها والذي لابد أن تسأله له لتقول بتفسير ; 

انت عاوز نبدأ من جديد وانا عاوزة اقفل الماضي.. وفي أسئلة كتير عاوزة اعرف اجابتها منك 

اومأ لها قائلا بدون تفكير :  محبتهاش

رفعت عيناها ناحيته بعتاب قاسي :مانت وقتها مكنتش عاوز حب  

هز راسه : كنت فاكر الحب مبيفرقش كتير مكنتش.... بس لقيت الحياة من غير حب صعبه وقتها اعترفت ان غلطت في حقك.... اينعم قاوحت شوية وفضلت سنين اشتغل لغاية ما فجأه لقيتك قدامي وقتها عرفت اني محبتش ولا هحب غيرك 


............ 

... 


قطبت ساندي جبينها بشده ووضعت يداها علي بطنها قائلة بألم وهي توقظ مراد : .. اااه مراد قووم 

انتفض مراد من نومه.. مالك ياساندي 

صرخت : اااه مش، عارفة اتنفس يامراد تعبانه اوي 

اسرع مراد يقفز من الفراش ليمسك بها بقلق قائلا ;  طيب اهدي.... اهدي وانا . هنادي ماما 

دمعت عيونها بألم قائلة : ماما خرجت مع سالي 

هلعت ملامحه فلايعرف كيف يتصرف ليسرع  يتصل بنادين.....

سحبت نادين يدها من يد ابراهيم ماان جاءخا اتصال مراد ليسالها ابراهيم بقلق ;في أية مالك ياحبيتي؟ 

قالت وهي تحمل حقيبتها : مرات مراد تعبانه اوي 

سحب مفاتيح سيارته وركض خلفها ; استني هوصلك

قاج السيارة قائلا : اهدي ان شاء الله مفيش حاجة 

هزت راسها قائلة : طيب سوق بسرعه شويه ياابراهيم 

قال بتذمر : هطير يعني يانودي وبعدين هما ولاد عمك مفيش وراهم غيرك مايشوغوا دكتور تاني....  حبكت يكلمك دلوقتي ده انا كنت خلاص هسمع الكلمه اللي مستنيها 

وكزته بتوبيخ ; وده وقته ..... 


...... 

نظرت سالي لالهام باستفهام : ... احنا جاين هنا ليه ياطنط 

قالت الهام بابتسامه ماكرة :ابدا ياحبيتي انتي مخنوقه في البيت اغلب الوقت فقلت نخرج النادي شوية 

لماذا لاتشعر ان الامر مجرد خروجة وان هناك شئ ما تخفيه الهام عنها 

وهذا ماشكت به حينما أتت تلك المرأه الخمسينيه صديقه الهام لتجلس معهم 

وطوال الجلسة تنظر لسالي بتفحص وهي تتحدث مطولا  عن ابنها 

واتضح ام شك سالي بمحله حينما بدات الهام ماان غادة صديقتها أخبارها  عن ذلك العريس المرشح لتسالها : ها اية  رايك ياسالي  

قالت سالي بخجل ; في أية ياطنط؟ 

: في العريس اللي انا جيباهولك... ابن غادة صاحبتي وباباه وجدي السيوفي رجل أعمال معروف والولد لطيف جدا ويشتغل مع باباه 

راجل محترم وصديق لجواد ومراد مامته كانت بتسألني عن بنت كويسة يتجوزها ملقتش احسن منك..

افالت سالي بتعلثم : ايوة ياطنط  بس... يعني هتجوز  بالطريقة دي 

: وفيها اية ياسالي طالما الراجل كويس.... وبعدين احسن حاجة اننا واثقين فيه يعني مش هيكون طمعان في ثروتك 

....... 


........

ابتسمت نادين بعد ان فحصت ساندي قائلة : متقلقش يامراد هي كويسة 

سألها مراد بقلق :امال اية اللي تاعبها كدة؟ 

ضحكت نادين قائلة: ابدا.... تقلت في الأكل شوية 

نظر مراد لساندي التي ارتاحت ملامحها قائلة :

يعني البيبي كويس 

اومات لها قائلة : اه هو تمام... بس انتي اللي تعبانه.... احنا محتاجين ننظم الاكل شوية 

يعني كل ساعتين وجبه خفيفه وبلاش نتقل اوي كدة 

قالت ساندي بعدم تصديق لحالتها النهمه ; انا مكنتش كدة ابدا 

قالت نادين بابتسامه : الحمل معلش بيغير الهرمونات وواضح ان هومرنات الاكل عاليه 

ضحك الجميع لتدون نادين بضع ادويه قائلة : الدوا ده  هيخليمي تحسي احسن خديه قبل الأكل بنص ساعه 

........ 

ابتسم مراد لإبراهيم الذي قال : الف سلامه علي المدام 

قال مراد  : متشكر

التفت الي نادين قائلا بعفويه  :  معلش ياحبيبتي تعبتك معايا 

احمر وجهه ابراهيم بينما قالت نادين بابتسامه ; لا متقولش كدة... تصبح علي خير 

: وانتوا من اهله... متشكر يادكتور ابراهيم 

ماان ركبت بجوار ابراهيم السيارة حتي لمحت الغضب بعيناه... مالك ياابراهيم 

قال باقتضاب ; مفيش 

نظرت اليه بطرف عيناها قائلة بدلال : مفيش ولا اتضايقت انه قالي ياحبيتي... 

أوقف ابراهيم السيارة والتفت اليها بوجهه محتقن : اه ولا مش من حقي 

فأجاته حينما قالت بنبرة ناعمه : لا طبعا.... من حقك... 

.......... 

......

وصلت زهرة لأول اسبوع بشهرها التاسع لتنفجر بها هرمونات الحمل فمنذ يومان وهي عصبيه بس تعبها الذي يزداد يوما بعد يوم      ... لا تأكل جيدا ولا تنام جيدا وبالرغم من اهتمام جواج بهاالا انها ضاق خلقها بسبب الفراغ الذي يجعلها تشعر بالتعب اكثر ولايشغلها عنه أي شئ...... 

نظر جواد الي زهرة التي تسير ذهابا وايابا امامه بينما جلس علي الاريكة فاتحا حاسوبه يعمل..

اية ياحبيتي مالك؟

قالت بضيق واضح وهي تضع يدها فوق بطنها  : زهقانه

قال بحنان وهو يجذبها لتجلس علي ساقه بعد ان ابعد الحاسوب : زهقانه من اية؟ 

هتفت بضيق خلق : زهقانه وخلاص.... تعبت واتخنقت... عاوزة انزل الشغل اليوم طويل وممل وانت بتشتغل طول الوقت وحتي عمر معاك اغلب الوقت وانا زهقانه.... 

بالطبع تلوك كلمات كل يوم والتي تنفث بها عن ضيقها من تعب الحمل في آخر شهورها ليمرر يداه علي ظهرها بحنان قائلا : معلش ياحبيبتي.... 

زفرت قائلة وهي تبعد يداه  : هتضحك عليا زي كل يوم وتقولي هانت وبعد الولاده هتنزلي الشغل وهفضي نفسي ليكي  وكل الكلام اللي حفظته 

ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه من رؤيتها وقد ازدادت جمالا بهذا الغضب ليقربها اليه قائلا : لا مش هقول كدة 

التفتت اليه قائلة : امال هتقول اية ؟

قال بمكر وهو يجذبها اليه : هضيعلك الزهق 

وضعت يدها علي صدره تبعده عنها ... لا اوعي كدة.... 

قطب جبينه : اية بس ياروحي..... 

جذبها اليه هامسا : وحشتيني يازهرة 

هزت راسها قائلة بضيق ; انا تعبانه ياجواد وكمان حاسة اني هولد 

هز راسه وحرك شفتاه يقبل جانب عنقها قائلا ; لا ياقلب جواد مش هتولدي .... انتي بقالك يومين بتقولي كدة عشان تهربي مني وانا سايبك بمزاجي.... لسة بدري علي الولاده.... 

هزت راسها ... لا اوعي بقي انت بتضحك عليا 

عشان اسكت

قال ببراءه :انا برضه....

هزت راسها : ايوة انت

دفن راسه بعنقها : طيب هصالحك

: قلتلك بس ياجواد بجد تعبانه 

همس بأنفسنا ملتهبه وهو يقلب الوضع ليجثو فوقها : ماانا كمان تعبان... يومين يا مفتريه بحالهم وانا بعيد عنك وانتي عارفة اني مقدرش علي بعدك..... 

التهم شفتيها بين شفتاه بقبله حركت مشاعرها ليزحف بشفتاه فوق عنقها يغمرها بقبلاته الشغوفه لدقائق طويلة قبل ان تصرخ....اااه 


............ 

قال إبراهيم وهو ينطر لعيونها التي اخفتها عنه خجلا وهي تقول : بحبك... 

مال تجاهها ينتوي تقبيل تلم الشفاه التي اخيرا رأفت بحاله ونطقت بها ليتعالي رنين هاتفها بتلك اللحظة 

هتف ابراهيم بتذمر واضح ماان صرخت به : علي المستشفي بسرعه مرات جواد بتولد....... 

هما ولاد عمك دول اية. ...! طالعين ليا في المقدر 

قالت بغيظ من بين أسنانها : عارف لو مسوقتش دلوقتي.... هيبقي قدرك اسود .... سوووق 

قال ابراهيم بانصياع وهو يتحرك بالسيارة 

حاضر   .... 

تبرطم من بين أسنانه : انا اللي غلطان... سايب شغلي وال بحب فيها 

... والله لاطلع عينها زي زمان.... 

ضحكت نادين ونظرت اليه بطرف عيناها ولمن ماان نظر اليها حتي هتفت متصنعه الجدية : سووق بسرعه... 

........ 

... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !