ستكونين لي الفصل الثامن والعشرون

0


 نزلت ملك من السيارة الأجرة امام تلك العمارة الكبيرة وتلفتت يمينا ويسارا قبل ان تدخل اليها.... بضع لحظات وقفت بانتظار ان يفتح لها الباب لتسرع نانسي تفتح الباب بلهفه تحتضن الصغير من يد ملك وهي تقول :وحشتني.... وحشتني اوي ياحبيبي 

قالت ملك بنبرة معاتبه وهي تري لهفه نانسي علي طفلها :فرطتي في ابنك ليه يانانسي؟ 

رفعت نانسي عيناها ناحيه ملك قائلة : عشان كدة احسن له

قالت ملك باستنكار : احسن له في أية..؟ 

اية احسن لابنك من انه يعيش بعيد عنك ويعرف ان وحدة تانيه امه 

اومات نانسي قائلة بثبات : ام احسن مني 

تنهدت ملك قائلة : نانسي .. انا عرفت كل حاجة خلاص..... 

بوغتت نانسي لتردد :  عرفتي؟! 

اومات ملك قائلة : ايوة عرفت ..... عرفت ان ابوه  أحقر راجل في الدنيا.... بطلي تحملي نفسك لوحدك الذنب عشان زي ماغلطتي هو غلط..... ازاي بعد كل اللي تعرفيه عنه  تأمنيه علي ابنك 

قالت نانسي بثبات : عشان مصلحة ابني يكون مستقبله مع اب زي أمجد بدل مايكبر ويلاقي نفسه ابن واحدة زيي 

قالت ملك باستنكار ; مصلحة اية مع الحيوان ده 

قالت نانسي بثقة : أمجد هيتغير ياملك معاكي وهيبقي اب كويس

سخرت ملك :  اذا كنتي انتي ومراته معرفتوش تغيروة سنين..... انا هعرف

اومات لها نانسي : ايوة....  عشان انتي بتحبيه

قالت ملك بحدة : انا مبحبوش

قالت نانسي بتفهم  : عارفة انك اتصدمتي فيه.... بس أمجد تحت كل الشياطين اللي جواه في راجل كويس ياملك صدقيني وانتي هتعرفي تطلعي الراجل ده..... 

نسيتي ياملك اول مالجأت ليه خلصك من السجن وبعد كدة عمل اية في ابن عمك 

لوت ملك شفتيها دون قول شئ فكم كانت حمقاء لتحكم عليه دون أن تعرفه حقا قالت نانسي :  ملك لو  أمجد حبك هيتغير صدقينى 

قالت باستنكار : انتي بتقنعيني بأيه انا مش ممكن اكمل مع واحد زيه  ..... 

وبعدين ليه هو ياخد فرصه وانتي لا

قالت نانسي : ومين قال انا ماخدتش فرصه

صدقيني احسن فرصه اخدتها ان ابني يتربي معاكي ومع ابوه.... ده احسن من وجوده معايا الف مرة.... 

مسيرة يكبر و يعرف حقيقتي ووقتها هيكرهني وهدمره.... انا مش ممكن ابقي انانيه واحكم عليه بمستقبل زي ده 

مهما كانت وحاشة أمجد هيتغير بس انا الماضي بتاعي امسحه ازاي..... 

ملك.... زهرة مرات أمجد فضلت ماسكة فيه عشان مصلحة ابنها مع انها كانت بتدمره وبعد وقت كتير فهمت ان مصلحة ابنها نش لازم تكون مع ايوة الحقيقي ولو كانت تقدر تشيل اسم أمجد عشان ابنها ميعرفش حقيقهة ابوة مش هتتردد.... انا برضه حاليا مصلحة ابني مش انه يعرف اني امه الحقيقيه لان مهما تبت الماضي بتاعي ورايا.... وانا جت ليا الفرصه عشان ابني ميعرفش وامسح اسمي من جنب اسمه اللي هيبقي وصمه عار في حياته يبقي لازم مبقاش انانيه..... 

عشان خاطري ياملك ادي أمجد فرصه 

قالت ملك بتنهيدة حارقة : 

انتي بتطلبي مني ارمي نفسي في البحر

قالت نانسي بتشجيع ; وهتعرفي تعومي....انتي قدرتي علي غدر الدنيا  ومستسلمتيش زيي... يبقي هتعرفي 

: ولو معرفتش

:هتعرفي.... بس حاولي

: انا بظلمك يانانسي وباخد مكانك... انتي اللي المفروض تكوني معاه وتاخدوا فرصه مع ابنكم 

: بالعكس انتي بتقدمي ليا معروف..... أمجد عمره ماهيقبلني وحتي ممكن يكره الولد عشان مني... بس معاكي واحدة واحدة هينسي مين اللي ولدته.... حتي اهله عمرهم ماهيقبلوني..... 

قالت ملك بعناد : قبلوا البيبي.... وتقبلوا عمايل ابنهم 

: قبلوا الولد عشان من دم ابنهم.. ظبس انا لا 

وعمايل ابنهم هيقبلوها عشان ده مجتمعنا... يسامح الراجل والست لا..... . شوية وهينسوا اني امه وحتي أمجد هينسي اني امه 

خليه يحبك ياملك 

هو عمره ماحب مراته كانت بس واحدة عجباه عمره ماتفكر يحبها والا كان اتغير عشانها.... ولا حبني عشان انا كنت واحدة بتريحة غير مراته 

إنما انتي غيرنا.... انتي تقدري تروضي شروره 

زي ماروضتي شرور الدنيا... اينعم هتتعبي 

بس هترتاحي بعد كدة 

قالت ملك بحزن : وانتي؟! 

: انا هكون مزمنه علي ابني معاكي.... وجواد 

بيه هيسفرني فترة لغايه مايكون أمجد اتغير  ووقتها ممكن ارجع كل فترة اشوف ابني من بعيد لبعيد.... 

تنهدت نانسي قائلة وهي تودع ملك : ابني امانه عندك ياملك..... وانا لما احدد ميعاد السفر هكلمك عشان اشوف عماد قبل مااسافر

...  ...... 


اهتاج أمجد هاتفا بأمه ; 

ازاي ياماما تسيبها تاخد عماد وتخرج

قالت سمحية ; وهتروح فين بس ياامجد

قال وهو لايريد التفكير بهذا الاحتمال : افرضي اخدته وهربت

هزت سمحيه راسها : لا... لا ياامجد ملك بنت حلال ومش هتعمل كدة

.... انا قلبي بيقولي ان دي اللي ربنا بعتها عشان تصلح حالك 

تنهد أمجد بضيق هو ينتابه نفس شعور والدته خاصه وهو فجأه وجد بداخله شئ يسمي ضمير اصبح يوخزة ويجعله يندم علي هذا الماضي... 

: أمجد.....ربنا بعتلك فرصه مش بيديها لحد... اوعي تضيعها

قال بشجن ; مصممه علي الطلاق

ابتسمت سمحيه قائلة : بس لما عملت نفسي تعبانه امبارح..... رجعت في كلامها 

هي شكلها بتحبك

التفت الي والدته : تفتكري 

اومات له ولكنها اكملت بتحذير ; بس يكون في علمك... 

قلبي وربي هيبقوا غضبانين عليك لو زعلتها في يوم.... اوعي تعمل فيها اللي كنت بتعمله في زهرة 

والله ياامجد وقتها انا وابوك هنتبري منك ومش هنخليك تشوفها ولاتشوف ابنك ابدا 

......... 

صمتت سمحيه وتظاهرت بالمرض كما فعلت بالأمس حينما صممت ملك علي الطلاق ليحن قلب ملك وتبقي وقد تفاجأت بعماد يوافق علي مسرحيتها الصغيرة وفد صادف هوي في نفسه انكسار غرور ابنه وهو يطلب منها فرصه.... ليوافق سمحية الرأي انها ربما من يكون صلاحة علي يدها..... 

دخلت ملك من الباب تحمل الصغير ليلتفت اليها أمجد قائلا بانفعال : كنتي فين؟ 

وكزته سمحيه لنبرته الحادة  لتقول ملك ببرود ;  كنت في مشوار

تجاهل يد امه وتابع :  مشوار ايه... وازاي اصلا تخرجي من غير ماانا اعرف

التفتت اليه ملك ببرود : وانت تعرف ليه؟ 

قال أمجد بانفعال : عشان انا جوزك ولا نسيتي

قالت ملك بحدة ; لا.... انت متنساش اني طالبه منك الطلاق

وبس عشان خاطر مامتك تعبت امبارح انا أجلت الموضوع بس ده مش معناه اني رجعت في طلبي 

نظر اليها كوحش مكبل بالاغلال ففي العادة كانت ستنال صفعه منه تنسيها اسمها وليس مجرد مانطقت به كما كان يفعل مع زهرة.... ولكنه امامها يجد نفسه مجبر علي ان يهدأ حتي لاتتركه..... بينما ملك نظرت اليه وقد عرفت كيف ستروض الوحش . بعد ان فكرت طوال الطريق بكلام نانسي فهي روضت شرور الدنيا وبامكانها ترويض شرور هذا الرجل 

فكما قالت نانسي ان أحبها سيتغير..... وهي ستجعله يتغير.... 

تركته دون قول المزيد ودخلت الي الغرفة...

لتقول  سمحيه بتأنيب : انا كنت بقولك ايه    .... 

قال من بين أسنانه ;مااااما.... 

: وبعدين معاك يااامجد 

: وانا عملت ايه.... وبعدين انتي شفتي بتستفزني ازاي

: استحملها

هتف بحدة : مش هقدر 

: هتحاول...... كان هذا صوت عماد الذي اخيرا خرج عن صمته : هتحاول تتغير 

هتحاول تحترم رأي مراتك وكلامها.... هتحاول تسمعها وتستحملها طالما مجتش علي كرامتك... هتسيب القرف اللي كنت بتعمله وتلتفت لحياتك وابنك فاهم 

اومأ له بدون تفكير... لتبتسم سمحيه بينما قال أمجد : هتسامحني 

: لما اشوف انك اتغيرت 

: هحاول يابابا 

اومأ له ليتجه أمجد للباب هامسا لأمه ; ماما 

متخليهاش تنزل من غير مااعرف تاني

............... 

...... 


قبله طويلة وضعها جواد علي جبين زهرة قائلا بابتسامه واسعه :  مبروك ياحبيتي 

ابتسمت له بوهن ;  الله يبارك فيك 

قال مراد بسعاده وهو يحمل الصغير ;... شبههي

التفت اليه جواد واخذ الصغير منه : مين ده اللي شبهك..... لا ده كله شبهي انا مش كدة يازهرة 

ضحك الجميع لتقول الهام ;  لا بقي ولاشبهك ولاشبهه..... ده كله شبه ابوك الله يرحمه

نظرت إليهم نادين قائلة : هو مش باين ملامحه  ياجماعه

هز جواد راسه باصرار ; لا ازاي بقي... ده شبهي جدا.... 

انحني لعمر قائلا : ها ياعمور قولهم اخوك شبه مين 

قال عمر ببراءه :  شبه ماكس

انفجر الجميع ضاحكين ليقول جواد :  لا كله الا ماكس...

قال عمر بجبين مقطب : ماهو ماكس مجاش له آخ زيي

قال جواد وهو يداعب شعره : بس كدة.... نجيب ل ماكس اخ حاضر 

التفت مراد الي زهرة قائلا : انتي اية رايك يازهرة البيبي شبهه مين؟.. بس بصراحة 

همس جواد بجوار اذنها :  افتكري ابوه الغلبان اللي كان بيشربك اللبن كل يوم 

اشتعلت وجنتها بالخجل ووكزته بجنبه; جوااد... 

نظر اليها جواد بطرف عيناه وتابع بهمس :وافتكري ابوة اللي بينيمك فوقه.... لتهز راسها وقد اكتسي وجهها بالخجل قائلة : 

شبه جواد 

قال مراد بمرح  : بقي كدة..... شربتي شاي بالياسمين يازهرة 

تعالت ضحكات الجميع بعد ان عجت الغرفه بهم وقد اجتمعت عائلته وعائلتها بعد ان جمعهمها هذا الصغير 


.........

بعد يومان قضتهم زهرة في المشفي وحان وقت خروجها... 

أصرت وفاء علي اخذ زهرة الي منزلها للاهتمام بها وكذلك الهام أصرت هي الاخري علي مجيئهم لمنزل العائلة لتستمع بحفيدها الصغير ..... كل منهما أصرت وبشده ليحسم جواد الأمر ويدعوهم الي منزله كلاهما...... وليته لم يفعل..!! 

فقد كانت سعاده الهام جارفه بحفيدها لتدعو عائلة الخولي لمباركة الحفيد الجديد وكذلك عائلة زهرة  دعتهم وفاء لرؤيه حفيدها ليعج المنزل يوميا طوال الشهر الماضي بالعائلة وجواد يفقد جزء من عقله وهو لايعرف كيف 

يستفرد بزهرة التي اصبح لايراها فهي ان انتهي وجود الأقارب تكون مع والدتها او والدته بغرفه الصغير الذي اخذ كل وقتها......! 

جلس جواد مساءا ينظر اليها كطفل صغير محروم من لعبته بينما لم تتركها والدته لحظة هي وعمته لايتوقوفن عن إعطاء النصائح والتحدث معها  .... قبل راس عمر وظل كلاهما ينظران لأحدهم الاخر فقد انشغلت عنهم طويلا بعد مجيء هذا الصغير....!! 

قامت لتحضر رضعه للصغير ليلحق بها جواد قائلا بعتاب : انتي نسياني انا وعمر خالص 

قالت بحنان وهي تمرر يداها علي يده : معلش ياحبيبي... مراد مش مخليني اخد بالي من عمر بس انت موجود 

اومأ لها ونظر لعيونها الجميله قائلا باشتياق:وانا مين ياخد باله مني؟ 

ضحكت قائلة : بطل دلع... هتغير من ابنك 

اومأ لها وجذبها الي حضنه قائلا :ااه اخدك مني 

شهقت وابعدته سريعا : جواااد.... عمتك جاية 

لوي شفتيه لتقول عمته نبيله : اية يازهرة اتاخرتي ليه... مراد جعان 

قالت وهي تسرع خلفها : انا جاية اهو ياطنط 

....... 

.... 

انبتها كلمات جواد فهي بالفعل انشغلت عنهم طوال تلك الأسابيع التي تلت ولادتها لتحمل مراد بعد ان نام وتتوجه الي غرفه عمر تقبله بحنان فهي قصرت بحقه قليلا ولكن جواد لايتركه لحظة يشعر بعدم وجودها..... بعدها ذهبت الي غرفتهم بوقت متأخر من الليل لتجد جواد غارق بالنوم وضعت الصغير برفق علي الفراش بوسطهم وتمددت بجواره بارهاق فهي مستنزفه ومرهقه بوجود مراد الصغير وعمر كما وجود عمات وخالات جواد ووالدته فهي لاتستطيع النوم ان نام صغيرها فعليها أن تكون جالسه برفقتهم حتي لا يتضايقوا وهي احبت وجود عائلته بمنزله وفرحتهم بطفله..... في الصباح 

هدهدت الصغير الذي اوقظ جواد علي بكاءه ليبتسم لها حينما وجدها اخيرا بجواره  : صباح الخير 

ابتسمت له : صباح النور ياحبيبي 

أحاط كتفها بذراعه وقبل رأسها مطولا يستنشق عبيرها باشتياق : انتي جيتي امتي؟ 

: بليل 

: مصحتنيش ليه؟ 

: محبتش اقلقك... 

قبل راس مراد قائلا : ماهو البيه قام بالواجب 

ضحكت قائلة : معلش ياحبيبي... انا عشان كدة بنام في اوضته

هز راسه بجبين مقطب ; انتي سيباني عشانه بقالك كتير يازهرة 

: معلش ياحبيبي غصب عني... هو مش بينام ساعة علي بعض  زي ماانت شايف وبعدين طنط وسالي وماما بياخدو بالهم منه معايا فمش، هينفع ننام هنا عشان مش هتعرف تنام 

زفر باعتراض وهو يحيط خصرها بذراعه قائلا بشوق ; مش عاوز انام.... انا عاوزك انتي

زفر باحتراق وتابع وهو يدفن رأسه بعنقها : وحشتيني يازهرتي 

قالت وهي تنظر لمراد الذي بدأت جفونه بالانغلاق : ششش 

قال بتذمر :هو كل ماهقربلك هتقوليلي شششش يازهرة 

قطبت زهرة جبينها واشارت لمراد الذي غفي واخيرا..... لتهمس له بتحذير :جواد... بلاش تعمل دوشة عشان ميصحاش.. انا ماصدقت انه نام 

اومأ لها لتضع الصغير علي الفراش وعيون جواد تكاد تلتهمها اشتياقا.... فكم احترق وهي بعيده ومشغوله عنه طوال تلك الفترة..... شعرت بيداه حولها لتضع يدها فوقها توقفه بتحذير من بين أسنانها فهو سيوقظ الطفل وهي ماصدقت ان ينام لتنام هي ساعه قبل استيقاظ من في المنزل ; جواااد 

همس بانفاس مشتاقه : جوااد هيتجنن خلاص..... 

جذبها اليه هامسا : تعالي بس اقعدي معايا شويه .. اهو نايم اخيرا وكل اللي في البيت نايمين 

قالت بهمس : بس ياجواد بقي... انت كدة هتصحيه وانا عاوزة انام  وبعدين 

طنط بتصحي بدري وعمتك كمان هنا 

زفر بضيق : يوووه يازهرة...

قطبت جبينها : وانا اعمل اية ياجود... هي بتبقي اول فترة وجود بيبي صعبه استحمل معايا 

اومأ لها علي مضض قائلا : طيب خليني اجيب واحدة تساعدك 

: ياحبيبي الموضوع مش مستاهل.. وبعدين طنط وسالي موجودين وسعاتا ساندي وعماتك 

قال باستنكار : وهما هيفضلوا هنا علي طول 

: هنطردهم يعني 

زفر قائلا : ياريتني ماعزمتهم.... دي امي ماصدقت وجايبالي العيلة كل يوم 

ضحكت عاليا لينظر لها بطرف عيناه ; بتضحكي علي اية ؟

: عليك... عامل زي العيال 

اومأ لها بمكر وجذبها بين ذراعيه قائلا ; ايوة انا بقي عيل وماليش دعوة عاوز مراتي 

: جواد بطل دلع بقي 

زفر بتذمر ;ماانا مبطل غصب عن عين اهلي 

ضحكت ليتوجه للاستحمام فيتفاجيء بها تقول : جواد حبيبي معلش ابقي خد هدومك والبس برا عشان مراد هيقلق  علي صوتك 

التفت اليها وقال باستنكار ; نعم يااختي 

انتي هتطرديني كمان عشانه 

هزت راسها قائلة  : لا ياجود مش قصدي 

قطب جبينه كالاطفال لتقترب منه قائلة برقه ;

متزعلش مني... مكنتش اقصد 

شعر بجسدها يلتصق به لتشتعل النيران بجسده فليتفت اليها ويحيط خصرها بذراعه ولكن ماان قاربت شفتاه من الارتواء من شفتيها بعد عطش طويل حتي طرقت عمته نبيله علي الباب... زززهرة 

ابعدته زهرة : ايوة ياطنط 

: يلا صحي جواد الفطار جاهز 

; صاحي... صاحي ياطنط ونازل علي طول 

زفر باحتراق لتمد يدها تراضيه فيقول بتحذير ; متقربيش مني احسنلك 

قالت برقه : جود 

قال وهو يجاهد للسيطرة  علي الحريق المشتعل بجسده ;  ابعدي يازهرة بدل مااهفقد اعصابي ومش هخرجك من الاوضه النهاردة 

اسرعت تغادر الغرفة ليتعالي بكاء مراد بعد قليل فينظر اليه جواد بحقد حينما اسرعت تعود اليه وتحتضنه وتغرقه بالقبلات قبل ان تضمه الي صدرها تطعمه...... 

كان يرتدي ملابسه بحنق وعيناه لاتتوقف عن النظر اليها والي صغيره الذي اصبح ينعم بها وهو لا 

ليقول بغيظ من بين أسنانه : متأكليش الواد ده قدامي 

التفتت اليه بدهشة وعدم فهم للحظة قبل ان يحمر وجهها بشدة ماان فمهت المعني الخفي لكلماته... حينما مال تجاه اذنها هامسا بوقاحة : هبقي عاوز ااكل انا كمان 

دفعته هاتفه وقد اشتعل وجهها احمرار : انت قليل الادب 

تعالت ضحكته العاليه وهو يحمل الطفل منها يلاعبة وينزل به الي الاسفل..... 

أعطاه لأمه واتجه الي عمر قائلا : صباح الخير ياعمور 

: صباح النور يابابي 

:يلا ياحبيب بابي نفطر عشان هاخدك في طريقي المدرسة 

اومأ له عمر لتقول عمته : وخدني في طريقك انا كمان ياجواد

قالت الهام باعتراض : علي فين يانبيله

: هروح بقي كفايه يومين 

كتمت زهرة ضحكتها علي جواد الذي تنفس الصعداء 

: لا خليكي كمان يومين 

نظر جواد لوالدته بغيظ ولكنه سرعان ماارتاح حينما أصرت عمته علي المغادره 

.. 


وقفت زهرة تودعهم ليهمس لها جواد بوقاحة : بليل هقل أدبي ماليش دعوه 

وكزته زهرة بجنبه : بطل قله ادب... وبعدين طنط الهام وسالي موجودين 

: ماليش دعوة.. تسبيي مراد معاهم وتجي يازوزو بدل مااجي انا 

عضت علي شفتيها تكتم ضحكتها من وقاحته... ليغمز لها وينصرف 


في المساء تبخرت احلام جواد بقضاء الليله معها واطفاء لهيب اشتياقه الجارف لها 

حينما وجد امه قد دعت مراد وساندي وإبراهيم ونادين وثريا للعشاء...... 


قلب جواد نظره بغيظ بارجاء الغرفة التي امتلئت بافراد العائلة.... 


قامت زهرة الي المطبخ لتحضر الحلويات لتتفاجيء بجواد خلفها يلحق بها 

سألته : جواد.... عاوز حاجة ياحبيبي

اومأ لها وهو يتقرب منها : عاوزك ياروحي 

: اعقل ياجود... 

زفر بنفاذ صبر : هو الموال ده مش هيخلص 

مش عارف استفرد بيكي يازهرة 

ضحكت قائلة : بطل قله ادب.... وبعدين 

وبعدين بالعكس الجو العائلي حلو اوي 

هز راسه كالاطفال ;مش حلو ولاحاجة انا عاوزك انتي وولادي وبس.... 

أحاط خصرها بذراعه هامسا بين ثنايا عنقها :

وبعدين... انتي وحشتيني اوي يازهرتي وهتجنن عليكي

قالت وهي تبعد يداه عنها ;اعقل ياجود الناس برا هتسمعك

هتف بتذمر ; مش هعقل..... والله هعمل فضيحة لو قلتي ليا ابعد دي تاني 

اتسعت عيناها تهمس ليصمت  ; جواااد 

قال من بين أسنانه : بلا جوااد بل زفت..... انا بقالي شهر ونص مش عارف اتلم عليكي.... عارفة يعني ايه شهر ونص 

اولته ظهرها سريعا بوجهه اشتعل احمرار حينما رأت مراد علي باب المطبخ : مالك صوتك عالي لية ياجود 

.... وبعدين شهر ونص اية 

التهب وجهها بالاحمرار بينما 

حمحم جواد قائلا ; مفيش حاجة.... بقولها بقالي شهر ونص مشربتش قهوة من ايدها ... 

رفع مراد حاجبه وضحك  بخبث قائلا ; ااه.. ليك حق تتنرفز 

....وخصوصا انا عارف انت بتحب القهوة اد ايه 

لكمه جواد قائلا ; اتنيل بقي 

همس له قائلا ; طيب واللي يخليك تشرب قهوة وتعدل مزاجك

قال جواد بسرعه : اعمله اللي هو عاوزة 

قال مراد ; ساعه وهاخد امك وافضيلك البيت وانا هسهر مع صحابي يوم الخميس وتغطي عليا قدام ساندي 

اومأ جواد بحماس ;تمام اتفقنا 

انفجر وجهها خجلا من وقاحته لتظل توليهم ظهرها لاتجروء علي النظر لمراد بعد مافهمه من وقاحة جواد الذي ستقلته

..... بالفعل ساعه وكانت الهام تغادر مع مراد الذي أصر علي عودتها معه 

لتجد زهرة جواد يدخل خلفها الغرفة وقد لمعت عيناه بزهو الانتصار ليحمل مراد قائلا : هودية اوضته وراجع 

تركه برفقه ام حسن وعاد اليها وعيناه تتراقص بالعبث لاتمسك زهرة بغضبها منه هاتفه : 

اوعي كدة انا مش مصدقه اللي عملته

قال ببراءه : وانا عملت ايه 

: اللي قولته لمراد

: وانا قلت ايه.... مراتي ووحشتني 

قطبت جبينها 

ووضعت يدها علي صدره توقفه ; قلتلك بس بقي ياجواد..انا مش طايقاك بعد اللي عملته

لحظة كان يحملها ويضعها فوق الفراش هامسا وهوو يجثو فوقها ; 

لا بقي ده انا هشرب قهوة يعني هشرب قهوة الليله دي!



بمنتصف الليل تسللت زهرة بهدوء، من جوار جواد لتذهب لغرفة صغيرها.....! 

ظلت معه قليلا بعد ان اطعمته ثم تركته لام حسن بعد ان نام وتوجهت الي عمر لتطبع قبله علي جبينه ثم عادت لغرفتها... 

حينما شعر بها جواد لدي عودتها فتح عيناه الناعسه يسالها باهتمام .. مالك ياحبيبتي؟

قالت بابتسامه وهي تتمدد بجواره : مفيش كنت بطمن علي عمر ومراد 

ضمها جواد اليه وقبل جانب ثغرها لتغمرها ذراعيه بالدفء وتعود مجددا للنوم  

.......... 

... 

قالت نانسي بامتننان لجواد : انا مش عارفة اشكرك ازاي 

هز راسه ; مفيش شكر ولا حاجة.... انتي واثقة من الخطوة دي... هتقدري تعيشي بعيد عن ابنك 

اومات له قائلة : عشان مصلحته ومستقبله هستحمل  

هز راسه قائلا : طالما واخده قرارك 

هخلي جاسر يعدي عليكي بليل يوصلك المطار 

هزت راسها بامتنان : لا مفيش، داعي تتعبه... انا هشوف ابني الاول وبعدين هبقي اروح المطار 

: تمام... 


.. ضيق أمجد عيناه وهو يجد ملك تنزل حامله ابنه وتدخل الي العمارة التي بها شقتها التي كان قد جلبها لها.... ليتساءل عن سبب ذهابها الي هناك.... ظل قليلا بالأسفل ليتفاجيء بتلك التي تتلفت حولها ثم تدخل الي البوابة بسرعه.... نزل منسبارتع وعبر الشارع بسرعه البرق يلحق بنانسي.....! 


اسرعت نانسي بلهفه تحمل طفلها للحظة قبل ان يقتحم أمجد الشقة وعيناه تطلق شرارات غاضبه... تراجعت نانسي للخلف بخوف واضح حتي كادت تسقط الطفل من يدها لولا يد ملك التي حملته وهو يصيح بها بوعيد :كنتي فاكرة مش هعرف اوصلك.... 

نطقت نانسي بعدم تصديق وهي  تتراجع للخلف : أمجد..! 

اتجه ناحيتها يزمجر بغضب : ايوة أمجد اللي استغفلتيه يابنت ال..... اوقفة صوت ملك التي توقفت امامه تماما تهتف بتحذير ; متقربلهاش

نظر الي ملك لتري مقدار الشر الذي يكبحة بعيناه لدرجه ارعبتها مهما أظهرت تلك القوة امامة وهي تقول ; اوعي تفكر تقرب منها او تأذيها لو مش عاوز تخسرني....! 

لحظات مرت رأت فيهم ملك هذا الصراع المحتدم بداخله والذي لأول مرة يعيشه فهو طالما حصل علي مايريده وعلي ماياتي لهواه ولأول مره يكون وسط مايريده ووسط ماتريده تلك الفتاه....! 

........ 

.... 


كانت زهرة تسير ذهابا وايابا بمراد الذي يبكي منذ اول خيوط الصباح لتهدهده بهدوء وتسير به بخطوات بطيئة قاطعها دخول جواد الذي استيقظ ولم يجدها بجواره... 

قال بخفوت وهو يقترب منها : صباح الخير 

ابتسمت له برقتها : صباح النور 

مد يداه ليتناول منها مراد يحمله قائلا : الباشا مش مبطل عياط ليه

زفرت باحباط.. مش عارفة 

لاعبه جواد قليلا لتهدأ نوبه بكاءه وهو ينظر لجواد بعيناه الجميله... ليضع قبله حانيه علي راسه الناعم ويعيطيه لها 

لتبتسم زهرة وهي تقول بغيرة واضحة : يعني سكت دلوقتي يااستاذ مراد 

ضحك جواد عاليا ومال تجاه اذنها هامسا :امال لو شرب اللبن مني هيعمل ايه..؟ 

افلتت ضحكتها الحلوة لتجد نفسها بين ذراعيه وشفتاه تنهل من ثغرها قبله طويلة لم يفصلها الا بكاء مراد القابع بينهم.... 

نظر اليه جواد بتحذير ; لا بقولك اية.... انت تحترم نفسك احسنلك ومتقاطعنيش بدل ماارميك لام حسن تاخد بالها منك واخد انا مراتي اخد بالي منها..... مش كتر خيري انا سايبهالك اصلا... 

ضحكت زهرة عاليا... حررام عليك انت بتهدد ابنك 

: ولو ابويا حتي .... جذبها اليه وقال بعبث وهو يدفن راسه بعنقها يوزع عليه قبلاته الناعمه ;انا معاكي معنديش هزار.... 

......ضحكت مجددا قبل ان يعود لتقبيل شفتيها لدقائق اخري..... بعد ان عتق شفتيها التفتت الي مراد الذي غفي بين ذراعيها لتقول بدهشة : ده نام 

غمز لها ; واد محترم بيسمع كلام ابوه... 

وضعه برفق من يدها في فراشه ليلتفت اليها وقد فهمت نظراته بينما قال بوقاحة :ماتجي نجرب اوضه مراد....

لتتراجع للخلف وهي ترفع اصبعها إمامة..... لا احنا الصبح وانت عندك شغل وعمر عنده مدرسة ....اعقل ياجود... 

جذبها اليه وهمس امام شفتيها :اهي جود دي بتطير عقلي........ .... 

..... 

.... 

بعد تناولهم الغداء جلسوا في غرفت المعيشه حيث زهرة وقفت تهدهد مراد الذي تعابي بكاءة بينما  جثا جواد علي ركبتيه بجوار عمر الجالس علي الارض يركب معه قطع الميكانو قائلا : بابي... هو مراد بيعيط كتير ليه 

قال جواد بحنان : عشان ياحبيبي هو صغير مش بيعرف بيتكلم زيك... لما بيكون جعان او عاوز ينام او زهقان مش بيعرف يقول فبيعيط

اومأ له عمر قائلا ببراءه : طيب ما نعلمه يتكلم 

ابتسم له جواد قائلا : لما يكبر شوية انت هتعلمه كل حاجة تعرفها... مش كدة ياعمور 

اومأ له عمر بحماس ;ااه وهخليه ياخد كل العابي يلعب بيهم... 

ضمه جواد اليه وقبل راسه قائلا :ربنا يخليكم لبعض ياحبيبي 

تنهدت زهرة بامتنان لهذا الرجل الكي لاتصفه كلمات فهو منذ أن اتي مراد وهو لا يتواني عن صب المزيد من الاهتمام بعمر حتي لايشعر بالغيرة من وجود أخيه. لان زهرة تهتم بالصغير اكثر لانه محتاج اليها.... 

.......... 

... 

بعد دقائق طويلة سأل امجد ملك : يعني ايه؟ 

نظرت ماك اليه قائلة : يعني الوضع اللي احنا فيه انت السبب فيه.....

نانسي تبقي ام عماد بمزاجك او غصب عنك 

ومش لوحدها اللي غلطت.. انت كمان غلطتت وغلطك اكبر لما كنت عاوزها تقتل ابنها.... وجودي انا بينكم برضه غلطتك مكنش المفروض واحد بكل سيئاتك يعمل نفسه بريء ويدي نفسه الحق في فرصه يبدأ مع ابن وزوجه وهو حاكم علي ام ابنه انها تفضل هربانه طول عمرها .....

مراتك وابنك انهم يكونوا بعيد عنك برضه بسبب غلطاتك

امك وابوك اللي هيموتوا بحسرتهم برضه غلطتك....

نظرت نانسي بتوحس لملامح أمجد والتي عي متأكدة انه سيثور علي ملك التي تكسل له كل تلك الاتهامات وتلقي الحقيقه بوجهه بتلك الطريقه ولكنها تفاجات به صامت يسمعها ويكبح بقوة عقال اعصابه

: انت لازم تحل الموضوع ده...... طلقني واتجوز نانسي وربي ابنكم... وسامحها

لمعت الدموع بعيون نانسي وهزت راسها سريعا : لا...

التفتت ملك اليها بدهشه ; قلتلك لا ياملك.... مينفعش... ابني مسيرة يعرف حقيقتي 

وانا مش ممكن اكون سبب في دمار مستقبله 

نظر أمجد اليها وعيناه خاليه من التعبير فهو ربما اكثر بني آدم خطاء ومع ذلك لايستطيع ان يتزوجها...... لا يستطيع ابدا ان يتقبل شئ كهذا.... فليس الكل مننا بسهل عليه السماح

الكلام سهل لملك ان تنطق به ولكن اتطلب من رجل ان يتزوج بعاهرة....!!.

...............

.....

تنهد ابراهيم بارهاق وهو يخرج من غرفه العمليات بعد ان قضي بها ست ساعات طويلة ليخلع زي العمليات ويخرج ليجد نادين جالسه بانتظارة....

نادين ؟ نظر الي ساعته : انتي اية اللي مخليكي هنا لغايه دلوقتي

هزت كتفها بابتسامه ; مستنياك

ابتسم لها : اه ياروحي بس الوقت اتأخر

: مش مشكله... كدة كدة  عندي عمليه كمان ساعتين

اومأ لها وصمت لحظة قبل ان يتطرق لما أراد أن يتحدث به معها منذ وقت طويل : نادو حبيتي

نظرت اليه : نعم

امسك بيدها ونظر الي عيناها قائلا : في موضوع احنا لازم نتكلم فيه وانا واثق انك هتفهميني...

نظرت اليه بقلق ; انت هترجع في كلامك وانلفي الفرح ولااية 

ضحك وهز راسه قائلا ;لا طبعا.... ده ماصدقت وبقول امتي يجي بعد بكرة عشان اتجوزك 

ابتسمت له :طيب اية بقي

: بصي ياحبيبتي.... انا عارف انتي بتحبي شغلك اد اية... بس انتي كمان بتحبيني مش كدة

اومات له بتوجس :ابراهيم انت عاوز تقول اية؟...

: نادين... انا عاوزك تسيبي الشغل وتتفرغيلي انا وبيتك وولادنا ان شاء الله .

انصدمت ملامحها ولم تصدق مانطق به للتو والذي اضاف عليه.... حبيبتي.. انا جراح قلب يعني حياتي كلها في ايدي واعصابي... وانا مش هكون مرتاح ابدا وانتي في شغل طول الليل

او عندك عمليه وياعالم هترجعني امتي  أو يجيلك تليفون في نص الليل تضطري تسيبي بيتك وتنزلي....طبعا انا عارف ان دي تضحيه كبيرة بس انتي بتحبيني وانا بحبك وهعوصك عن التضحيه دي 

لم يصلها شئ مما كان ينطق به والذي يخبرها كم ان عقله حسب كل شئ وكأنه لم يتغير ابدا.... دون قول شئ سحبت يدها البارده من تحت يده وغادرت دون أن تلتفت لنداءه وهو يسرع خلفها..... نادين

امسك بذراعيها ماان دخلت الي المصعد ليقول بجبين مقطب ; نادين... انا بكلمك

قالت وهي تجاهد للسيطرة علي اعصابها : اسمها انا ببلغك بقراري مش بكلمك.... واضح انك واخد قرار في حياتي

قال باستنكار ; حياتنا يانادين

هزت راسها : لا... دي حياتي انا.... حياتي انا اللي بنيتها وتعبت فيها سنين وانت جاي بمنتهى البساطه تقولي سيبيها..... نظرت اليه وتابعت باتهام : عشان بحبك... اتخلي عن كياني وحياتي.. عشان انت جراح مهم انا لازم اكون ولا حاجة... عشان بليل تنام مرتاح انا لازم اضحي وهتعوضني.....

اغمض عيناه وزفر بضيق فحينما يسمع الكلام منها يري نفسه بمنتهي الانانيه ; نادين...

نزعت ذراعها من يده وسارت خارج المصعد الذي توقف دون قول شئ....

............

.....

كان قرار نانسي وامجد واضحا فهي لاتريد فرصه هو بالأساس لن يعطيها لها وحتي ان أعطاها لها فالمجتمع لن يعطيها لها 

لتقول بهدوء : ملك احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدة انا واخدة قراري مفيش داغي نتكلم فيه تاني... عماد بقي ابنك وأمانه عندك وامجد مش محتاج توصيه علي ابنه 

زم أمجد شفتيه كالوحش المقيد بسلاسل حديدية غير مرئية ففرصته بيد ملك التي عرفت كيف تروض ذلك الوحش الضاري بداخله..... 

نظرت ملك الي أمجد قائلة ; نانسي مش هتسافر.... طالما هي ضحت التضحيه الكبيرة دي يبقي لازم علي الاقل انت كمان تضحي وتديها فرصه تكون في حياه ابنها حتي لو من بعيد ... وتوعدني انك مش هتاذيها 

نظر اليها باستفهام حارق لتقول : لو مش عاوزني اصمم علي الطلاق... تديها فرصه هي كمان

شوف ليها شغل وسيبها تعيش في البيت ده وكل فترة تشوف ابنها براحتها

تهلل وجه نانسي وقالت بلهفه : وانا والله عمري ماهقهوله الحقيقه

صمت امجد واحرقت نظراته نانسي التي نظرت الي ملك مراهنه انه سيرضخ..... وقد رضخ ليهز راسه اخيرا.. موافق

لا يعلم من اين خرجت له تلك الفرصه المعلقه بيد تلك الفتاة التي لم يكن يظنها يوما ستقف امامه بتلك الطريقه....

ملك لا تنكر انها كانت تريد منه أن يرفض او ان يفعل اي خطأ لتوهم نفسها انها كرهته ولكنها تفاجأت به يوافق والأصعب هو انها تري بعيناه مقدار الصراع المشتعل بداخله... فشخص مثله ليس بالسهل عليه أن يرضخ لأي ان كان....! لن يصيبها الغرور وتتوهم انه يحبها لذا رضخ... بل ستخبر نفسها ان الظروف هي ماساعدتها.... فهو قد وصل لحافه الهاوية وقد خسر كل شئ وما يمنعه من السقوط هو وجود هذا الطفل ليجد امامه فرصه ولو ضئيله لاستعاده ادميته وتكوين عائلة واستعادة حب ابيه وأمه لذا كما جاءت اليه فرصه هي ايضا جاءت اليها فرصه لإصلاحة وستستغلها.....

ركبت بجواره السيارة وهي تحمل عماد بين احضانها لتبدا بالحديث قائلة : أمجد

التفت اليها دون قول شئ فهو لايستطيع ابتلاع تحديها له لتقول بتحدي اكبر  ; انا مش هطلب الطلاق بس ليا شروط

تهكم دون ارادته : غير اللي سمعتهم فوق

قالت بهدوء : ااه... ده كان اللي يخص نانسي... إنما اللي يخصنا احنا لسه

قال بنبرة خاليه : سامع...

: اول حاجة احنا هنعيش مع اهلك.... هما محتاجين ليك وانا هكون مطمنه اكتر وانا معاهم

سحب نفس عميق فهي تستفزة بكلامها هذا وكأنه تلميذ لتكمل : انت طبعا هتتغير عشان ابنك... ده شئ مفروغ منه

وتنسي اي حاجة ليها علاقه بحياتك اللي فاتت.... انت فاهمني طبعا... شرب... ستات الحاجات دي هتنساها خالص

نظر اليها بطرف عيناه لتنظر الي عماد وتكمل دون أن تنظر اليه ; اخر حاجة...

تهكم بداخله: كمان

: جوازنا هيكون علي الورق بس   ...

رفع حاجبه ينظر اليها نظرة تشكر الله انها ام تراها وهي تشتغل نفسها بتعديل وضعيه عماد بين ذراعيها ولكنها تشعر بالنيران تجتاحها من عيناه قبل ان ينطلق بالسيارة....

..........

...

فتحت نادين الباب بتأفأف بعد ان تعالي رنين الجرس للمرة الثالثه لتجد تلك الباقه الضخمه من الورود مجددا... فهو لايتواني منذ شجارهم الامس عن إرسال الزهور لها فيكون مصيرها ان تعيدها للمحل مرة اخري وترفض استلامها..... حتي انه ارسل اليها باقه زهور في الصباح بمكتبها فكان مصيرها ان تلقيها بالقمامه امامه وتسير مغادرة  رافضة التحدث معه حتي كاد يجن منك الامس 

هتفت بانفعال : انا مش،قلتلك مش هستلم الورد وترجعه تاني 

... طيب وبالنسبة للي جايب الورد... كمان هترجعيه 

بوغتت بإبراهيم يخرج وجهه من خلف باقة الزهور وينظر اليها برجاء حاولت تجاهله وهي تنتوي غلق الباب ليسرع قائلا : نادين اسمعيني... 

نظرت اليه : عاوز تقول اية؟ 

: انا مستعد اسيب الشغل واقعد في البيت 

اربيلك العيال بس سامحيني 

تجمدت مكانها من الصدمه وهي تستمع لما نطق به بتلك الطريقه لتنفلت ضحكتها التي جاهدا لاخفاءها ليضحك هو الاخر ويغمز لها : صالحيني بقي..... ده بكرة فرحنا علي فكرة .. 


........ 


قال جواد لعمر بينما يرتشف قهوته الصباحيه... يلا ياعمور اجهز عشان تمرين 

السباحة

اومأ له عمر وركض لغرفته ليرتشف جواد باقي قهوته ويصعد ليرتدي ملابسه......

دخلت زهرة الغرفة لتجد جواد واقف انتم المرأه يصفف شعره وقد ارتدي ملابسه الرياضيه التي جعلته بغايع الوسامة بينما ضاقت سترته الرياضيه علي عضلات صدره العريضه... وضع عطره الاخاذ علي عنقه وكتفه لينظر اليها بسعاده حينما دخلت ووقفت تتامله...قائلا : بتبصيلي كدة  ليه..... معجبه 

اومات له وهي تقف خلفه قائلة : ااه.. معجبه اوي 

ضحك وضمها اليه وقبل جانب شفتيها قائلا :وانا عاشق ولهان 

ضحكت بنعومه قائلة : طيب ياعاشق ياولهان... لابس كدة ليه 

قال ويداه تداعب وجنتيها : ابدا بس قلت اتمرن شوية بما اني بروح كل يوم مع عمر

اومات له وقالت وعيناها تنظر الي جسده الذي لاتشوبه شائبه ; مع انك مش محتاج

غمز لها.. بجد يازهرتي

عادت لتنظر الي عضلات صدره المشدودة قائلة : اه

تفاجأت به يخلع سترته ويلقيها لتندفع الدماء لوجهها حينما قربها الي صدره العاري قائلا بمكر : لا مش هينفع انتي لازم تشوفي كويس وتحكمي 

أفلتت ضحكتها ليجذبها اليه ويلتهم شفتيها بين شفتيه الجائعة دوما لعسل شفتيها.....

همست قبل ان تغيب معه بدوامه عشقه التي لاتنتهي : مجنون

دفن راسه بعنقها يلتهمه : مجنون بيكي 

........

... 

جاهد مراد لكتم ضحكته بينما يواجهه نظرات ساندي الحارقه وهي تسأله عن سبب عدم إغلاقه لسحاب فستانها ليقول وهو يحاول الا يضحك : تقريبا السوسته باظت ياحبيتي 

التفتت اليه بعيون تطلق شررا....سوسته الفستان ده كمان باظت يامراد 

هز كتفه ببراءه يتمني ان تنقذه من براثنها والتي ستلتهمه الان ان نطق واخبرها ان سبب فساد الثلاث فساتين هو ازدياد وزنها... مش عارف ياحبيتي.... طيب شوفي حاجة تانية 

هتفت بضيق... حاجة اية يامراد......مفيش عندي فستان ينفع 

قال ببراءه وهو يتجه الي الخزانه... شوفي 

تقريبا كان قلبي حاسس.... انا اشتريت ليكي فستان جديد قلت يمكن تحتاجيه 

وضع الكيس الورقي الضخم امامها بحرص وكانه يمسك بقنبله ليسحب ربطة عنقه قائلا : هروح اكمل لبسي برا وانتي البسي براحتك... 

خرج من الغرفة سريعا لتضع سالي يدها علي فمها تكتم ضحكتها بينما تري مراد يركض من اعلي الدرج.... لتساله ; شافت الفستان 

هز راسه : جريت قبل ماتفتحه.... ربنا يستر

ضحكت سالي وسرعان ماتعالي صوت ساندي الغاضب... مرررراااد 

اسرع الي غرفة المكتب فهي ستقتله لا محاله حينما تري مقاس الفستان الذي اشتراه لها بعد ان اري انها اشترت فستان لحفل زفاف نادين بمقاس مستحيل ان يلائم جسدها بعد الحمل وبعد التهامها لتلك الكميه من الطعام فقد أصبحت اربعه من ساندي زوجته وهي لاتريد الاعتراف بهذا... لذا اصطحب سالي بهذا المهمه الانتحارية لتساعده علي شراء ثوب يناسب مقاسها ويعرف انها ستحتاج اليه حينما لاتستطيع ارتداء الفستان الذي احضرته..... 

ضحكت الهام لتنظر اليها ساندي بغيظ... كدة ياطنط 

: معلش ياساندي... هما الحوامل كدة دايما بيزيد وزنهم شوية وبعد الولادة هتخسي تاني 

هتف مراد بحنق في اذن امه : شوية بس يامفترية قولي اربع خمس شويات.... دي هتاكلني

وزكته الهام :أخرس ياولد

نظرت اليه ساندي بشرر : انت بتقول اية 

قال ببراءه : ولا حاجة.... بقول لماما... اية رايها في ذوقي في الفستان 

نظرت ساندي لنفسها بالمرأه فهو بالفعل فستان أنيق يناسبها ولكنها قالت : بس واسع شويه 

كتم مراد ضحكته لتنظر اليه ساندي بتحذير ; ولااية ؟

اومأ لها : ااه... واسع اوي.. بس انتي عارفة الرجاله مش بتفهم في المقاسات وكدة 

اومات له برضي لينصرفوا للحفل  ....... 

بينما في منزل جواد كان حفل من نوع آخر.. . 

فكيف يستطيع تمالك نفسه امام زهرة التي تجرأت واشترت فستان بهذا الجمال بل وارتدته امام عيناه التي تكاد تلتهمها اشتياقا لها بعد ان اصبح انفراده بها نادرا بسبب ذلك الصغير الذي اصبح يقاسمه فيها.... 

تمهلت يداه وهي تغلق سحاب فستانها لتقول زهرة.... اية ياجود... خلصت ولا لسة 

لم تلتقط اذناه شيئا مما تقول فقد انشغل عقله ببشره ظهرها التي وقعت اسيرة يداه التي زحفت تجاهها باستكشاف مثير.... التفتت اليه زهرة بتوجس حينما شعرت بيداه تتحرك علي ظهرها... لا.. بص مش هينفع اللي بفكر فيه خالص.... 

أحاط خصرها بذراعه ونظر اليها بعيناه التي تذيب رفضها.... وانك تنسيني بالطريقه دي مش هينفع 

نظرت اليه بحنان :مش ناسياك ياحبيبي... غصب عني 

لغي المسافه الفاصله بينهم وهمس امام شفتيها باشتياق جارف.. وحشتيني يازهرتي 

بادلته عاطفته : وانت كمان ياحبيبي... 

غابا بقبله طويلة اضطرت بعدها ان تنتزع شفتيها من بين شفتيه برجاء.. حبيبي هنتاخر

هز راسه برفض وهو يمرر انفه علي عنقها بنشوة وقد اسكرته رائحتها التي يعشقها.... حبيبي قالت برجاء ليبتعد علي مضض قائلا بتحذير : بس بليل هتعوضيني 

اومات له ورفعت نفسها علي أطراف اصابعها تقبل وجنته ; يلا بقي اقفلي السوسته عشان منتاخرش 

قال يعبث : مابلاش السوسته... الشيطان شاطر.... 

.......... 

... تألقت نادين بليله زفافها السعيدة والتي تستحقها عن جدارة بطيبه قلبها وبشخصيتها الجميلة لتكون ليله سعيده للجميع.... ماعدا جواد الذي تطايرت أحلامه وتبخرت حينما نامت زهرة المرهقه بعد تلك الليله الطويلة ماان وضعت صغيرها بفراشه.... 

نظر اليها بحنان غلب احباطة ليضمها اليه ويحاول ان ينام يسكت اشتياقه المتلهب بين جنبات صدره 


اثني عماد علي عقل ملك التي أخبرته بكل ماحدث ليبق بينها وبينه بعد ان طلبت منه أن يساعدها ليتغير ابنه... بينما سعدت سمحيه كثيرا حينما خرفت ان ملك تراجعت عن طلب الطلاق لتقضي الاسبوع المنصرم بتجهيز غرفه أمجد السابقه لهما كما خصصت غرفه غايه بالجمال لحفيدها وملئتها بالألعاب وغيرت الكثير من اثاث المنزل فرحة منها بوجود ابنها وزوجته وابنه معهم... طلبت من ملك كثيرا ان تختار علي ذوقها ولكن ملك برقتها تركت كل شئ لتلك المرأه الحنونه فهي لا تهتم باثاث او غيره دون الاهتمام لتأسيس دعامات حياتها برفقه هذا الرجل الذي تغامر كليا ببقاءها معه بعد ماعرفت عنه..... 


........... 

...... 

نظر جواد باحباط لزهرة التي نامت ككل ليلة طوال الاسبوع الماضي ليقف قليلا يتأملها 

وقد نامت بهذا الجمال وقد ارتدت ذلك القميص الذي أبرز جمالها ووضعت عطرها الذي تغلغل بمسامات روحة ليزفر بضيق ويخرج للشرفه ينفث غضبه بدخان سيكارته يسخر من صعوبه الابوة...! والتي حرمته من حبيبته...!


...........

...

داعبت شعر عمر وطبعت قبله علي راسه بعد ان جهزته لتمرين السباحة ليسالها ببراؤه : مامي انتي لية مش بتجي معانا النادي

قالت بحنان : عشان مراد ياحبيبي لسة صغير لازم اكون معاه

: طيب اشمعني طنط ياسمين بتجي معانا

التفتت الي جواد تنظر اليه بطرف عيناها الذي قال : يلا ياعمور...

اومأ له وركض اليه لتقضي زهرة اليوم تتساءل عمن تكون ياسمين تلك

....!

بجهل وبراءه نظر اليها جواد متساءلا حينما قالت : استني ياحواد 

: نعم ياروحي 

: استنوني... 

; في حاجة 

قالت وهي تضيق عيناها : ااهة.. هلبس وهاجي معاكم.... ولا فيها مشكله

هز راسه : لا طبعا... هستناكي في العربيه


......... 

جلست تتابع تمرين عمر وهي تضحك علي غيرتها التي اشتعلتها كلمات عمر والتي لابد وانه تهيأ له فهاهو جواد يركض بالتراك وحده سرعان ماتلاشت ابتسامتها وهي تري تلك الفاتنه تلوح له وتنضم اليه 

صرخ عقلها.. ستقلته...! 

لاحظ جواد احتقان وجهها فهو هالك لا محاله... 

:زهرة مراتي... كوتش ياسمين.. مدربه عمر

اومات ياسمين بابتسامه : اهلا مدام زهرة 

اومات زهرة وهي تقتلع الابتسامه من داخلها بينما نهشت الغيره قلبها.... 

........ 

بسعاده بدأت سمحية تساعد ملك بتوضيب حقائب أمجد بالغرفه التي ستشاركها معه بعد ان احضر حقائبه.... 

دخل أمجد بعد ان تحدث مع ابيه قليلا والذي تخلي عن جموده معه شيئا فشيئا بعد ان لاحظ رغبه ابنه الواضحة بالتغير..... 

التفتت اليه سمحيه قائلة : هاتي ياملك عماد اخده اوضته

قالت ملك بتهذيب : متتعبش نفسك ياطنط.... انا هنيمه

اومات لها سمحيه وقالت وهي تنصرف : تصبحوا علي خير 

اومأ لها أمجد : وانتي من اهله 

تجاهلت ملك وجوده وهي تعطي لعماد رضعته ليسحب أمجد ملابسه ويدخل للاستحمام... عاد بعد قليل ليجلس علي الفراش وعيناه تتابعها بينما تسير ذهابا وايابا بعماد لينام.... استغرق بتأملها طويلا 

ينظر لجمالها الهاديء ورقتها البالغه يتساءل كيف تستطيع ارضاخة بتلك الطريقه.... ويتساءل لماذا لم تفعلها زهرة التي تشبهها كثيرا.... ربما المشكله به وليست بها او بزهرة فهو الان من يرغب بالتغير..... هو من يريد التعرف عليها وليس فقط الاستمتاع بجسدها.... هو من لم يفكر يوما بالنظر لزهرة كامراه دون النظر لمتعته.... 

خرج من شروده علي صوتها... قوم عشان انيم عماد 

قال بدهشة  : ما تنيميه

قالت بضيق : وانا انام فين؟ 

قال بمكر ليستفزها وهو يتزحزح لطرف الفراش ; ماتنامي السرير واسع 

قالت بحزم : لا...مش هينفع تنام هنا اصلا 

: لية؟ 

: اهو كدة وخلاص.. قوم نام علي الكنبه عشان انام انا وعماد 

رفع حاجبه ينظر اليها ليجدها تنحن

ي لتضع الطفل بوسط الفراش وهي تقول بنفاذ صبر ;يلا قوم 

قال وهو يسحب وساده بحنق : أوامر تانيه 

هزت كتفها ولمع النصر بعيونها : لا 

.......قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !