حكايه عمر الفصل السابع والثلاثون

10


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

فتحت جوري عيناها الناعسه واستدارت الي جوارها لتمد يدها الي هاتفها تغلق صوت المنبه وتتثاءب بكسل استعدادا لصباح جديد ... تقلب مراد بنومه وأحاط خصرها بذراعه متمتم بصوت ناعس : كملي نوم يا جوجو انا مش نازل النهارده 

ادارت جوري راسها تجاهه تحرك أناملها في خصلات شعره قائله بصوت ناعم : انت مش رايح الشغل 

هز رأسه وهو مازال مغلق عيناه مستعذب لمستها متمتم : لا يا حبيتي هاخد إجازة النهارده 

ابتسمت جوري له وقالت بمشاكسه : وده تعويض عن الفسيخ 

ضحك مراد وفتح عيناه لتتقابل نظراته بوجهها الجميل : معجبكيش

رفعت حاجبها تنظر له ومازالت تداعب خصلات شعره : واضح أنه معجبش ابنك 

ضحك وهز كتفه : هو كان جربه ...ده انتي مجرد ما شميتي ريحته طلعتي تجري! 

ضحكت بخفه قائله : اعمل ايه ...ريحته صعبه اوي 

رفع جسده قليلا ليميل فوقها وسرعان ما يدفن رأسه بعنقها يشم رائحتها العطره هامسا بهيام : بس انتي ريحتك تجنن 

أغمضت عيناها باستمتاع لقربه وكأن ما مضي قد فات فلا تجد في قلبها اي غضاضه لتجاوزه ... تنهدت بعد قليل قبل أن تهمس اسمه : مراد 

رفع رأسه ونظر إليها لتتردد قبل أن تقول : هو ...هو يعني انا كنت عاوزة انزل النهارده 

نظر لها لتتابع لتكمل جوري بتمهل : د.اياد الشريف عامل ندوة عن تطورات سوق المال ودي هتفيدني جدا في الرساله 

وانا .....ابتلعت باقي حديثها حينما وجدته يرفع نفسه من فوقها ويدفع الغطاء من فوقه بحنق ويغادر الفراش هاتفا بسخط من بين أسنانه : روحي مكان ما انتي عاوزه 

عقدت جوري حاجبيها لغضبه الذي اشتعل بلحظه دون نقاش لتقول لمحاوله منها لتلطيف الأجواء : مش هتاخر دي هي ساعه واحده بتاعه الندوة وهرجع علي طول حتي احنا ممكن نخرج بعد.....قاطعها بغضب وهو يجذب هاتفه : قولتلك روحي مكان ما انتي عاوزة ومش عاوز تبرير 

غادرت الفراش لتتجه ناحيته : مراد ....لم تكمل باقي حديثها حيث تجاهلها واجري مكالمه هاتفيه انتظرت جوري انتهاء دقائقها بغضب اشتعل في أوصالها وسرعان ما صوبته تجاهه وهو يغلق الهاتف لتقول بامتعاض : انا كنت بكلمك يامراد علي فكره واظن ميصحش تتجاهلني كده !

رفع مراد حاجبه باستنكار مزمجرا : انتي بتقولي ليا الكلام ده 

أومات جوري بثبات لينظر لها ساخرا : قولي اللي يصح وميصحش لنفسك ....شوفي انا بقولك ايه وانتي جايه تقوليلي ايه ....ال ندوة ال 

زمت جوري شفتيها بحنق : قولتلك حاجه مهمه وهو لو انت عندك حاجه مهمه كنت هعترض 

زفر بحنق هاتفا بعصبيه : وانا قولتلك اعملي اللي انتي عاوزاه

بادلته جوري العصبيه : قولتها بخناق 

نظر لها مراد بسخط : انا اقول اللي يعجبني 

واجهها بنظراته الغاضبه وتابع بانفعال شديد : ولو زودتي كلمه كمان هقولك مفيش خروج من الأساس 

اتسعت عيون جوري : انت بتقول ايه !

افلتت أعصابه ليصيح بها : اللي سمعتيه واحسنلك متزوديش اي كلمه 

رمشت باهدابها بضع مرات تستوعب أنها مجددا عادت لنفس الدائرة ....غضبه وعصبيته وصمتها وتجاوزها 

قرء مراد نظراتها التي امتلئت استنكار وكعادته لايقبل أن يكون محل المخطيء ليتابع بصوته الانفعالي متبرطما : واحد بيقولك سايب شغله عشان يقعد معاكي وانتي ولا فارق معاكي وتقولي ليا خارجه وكمان مش عاجبك 

لم تصمت لتقول بعصبيه ممزوجه بخزلانها منه : انت اللي مفيش حاجه بعملها عجباك ....

اوما مراد ونظر في عيونها بتحدي بينما يقول : أيوة ياجوري مفيش حاجه بتعمليها عجباني ....كل اللي بتعمليه مش عاجبني وقولتلك اني ساكت وبعديه بمزاجي وانتي عارفه كده لانك عارفاني كويس 

اشاح بيده بعصبيه وتابع مزمجرا : انا مبقاش رقم اتنين في حياتك ...انا وبس رقم واحد ولا شغل ولا قرف ..فاهمه !

تفاجيء بها تقف أمامه وتقول بتحدي : لا مش فاهمه 

ضيق عيناه ونظر إليها لتهز راسها : اه مش فاهمه ايه اللي مضايقك اوي كده كل ده عشان انت قاعد إجازة وانا عندي حاجه مهمه 

افلتت لسان مراد بحنق : لا ياجوري مش ده اللي مضايقني .....اللي مضايقني انك اتغيرتي ....مبقتيش مهتمه بيا زي زمان ...عشان زمان لو انا قاعد في البيت انتي هتغيري كل خططك عشاني إنما دلوقتي لا 

لوي شفتيه وتابع بسخريه : وده كله بعد نصايح عاصم باشا !

بادلته جوري السخريه : ولما انت فهمت أن كل تصرفاتي معاك السنين اللي فاتت اهتمام ودلوقتي بتطالبني بيه فكرت بقي تقدم ليا ايه في المقابل 

بغباء مطلق كان يهتف بها : كنت قصرت معاكي في حاجه ...كل طلباتك مجابه 

رسمت جوري ابتسامه ساخره علي طرف شفتيها وقالت بثبات : وعند عاصم باشا كمان كانت كل طلباتي مجابه ..... احتدت نبرتها وهي تتابع : انا متجوزتش مصباح علاء الدين عشان تحققلي طلباتي يا مراد .....انا اتجوزتك عشان تشاركني حياتي اللي عاوز تكون فيها رقم واحد من غير ما تديني اي حاجه !

ضيق عيناه بينما سيطر عليه الغضب من مثابرتها علي نفس الحديث الذي لا يفهمه بينما اعتاد الاهتمام وحاليا يطالبها به كحق من حقوقه فأين مشكلتها 

دفعت جوري شعرها للخلف بعصبيه من نظراته التي تفهم معناها وقد يأست من أن يفهمها طالما هو متمسك بنفس العقيده والتفكير بأنها لا تفعل شيء زائد بل ما تفعله شيء طبيعي : بتبص ليا كده ليه ....ايه اللي مش فاهمه في كل اللي بقوله ليك كل مره ....انا سنين بعمل كل حاجه عشانك لغايه ما بقي اللي بعمله العادي .... افهم بقي اني كنت باجي علي نفسي عشانك وان مش الطبيعي ده ....راعي مشاعري واحسب كل كلمه من كلامك قبل ما تنطقها ...اقف مع نفسك وشوف قولت ايه يجرحني 

تعالي علي نفسك مره واحده عشاني ومتبقاش اناني عاوز كل حاجه لنفسك وبس ...!

.......

........

: نور 

رفعت نور عيناها الي سيف وتركت هاتفها : نعم يا حبيبي 

اقترب سيف بجسده منها ليداعب أناملها قائلا : هو انتوا تتصالحوا ازاي 

عقدت نور حاجبيها بعدم فهم : مش فاهمه 

حمحم سيف قائلا بشرح: يعني مثلا لو واحده زعلت مني و حبيت اصالحها اعمل ايه 

ضيقت نور حاجبيها باستفهام ليتابع سيف : تقدري تقولي كده زودتها شويه وجرحتها اعمل ايه بقي 

ادارت نور عيناها ببطء ناحيته باستنفار وهي تردد كلماته : واحده ...جرحتها ...وعاوز تصالحها ؟!

قبل أن ينطق سيف بكلمه كانت نور تهتف به : مين الواحده دي .....انت بتخوني ياسيف !

اتسعت عيون سيف وهز رأسه قائلا باستنكار : لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده يا حبيتي 

قالت نور بجبين مقطب : امال ايه الاسئله الغريبه اللي بتسألها دي 

شرح لها سيف : ده ابنك ........

هتفت نور بضيق : يعني اتخانقوا تاني !

هز سيف كتفه : ابنك بيتلكك يانور ....ايه مسقعه وكلام فارغ 

حكت نور ذقنها وهزت راسها قائله : طيب قوم معايا 

سألها سيف وهي تعتدل واقفه : علي فين ؟

قالت نور سريعا : هقولك ...بس يلا يا سيف 

...........

.....

نظرت عزه بعدم تصديق الي المحامي مردده : فيفي !

اوما الرجل قائلا : أيوة ...سابت الشقه وباعتها ولما كلمتها بخصوص الأتعاب قالت ليا أنها ملهاش دعوه اتصرف معاكي 

اهتزت نظرات عزه وفجاه غص حلقها بينما لم تتوقع أن تبيعها ابنتها بتلك الطريقه متناسيه أنها من علمتها اصول البيع والشراء

تجاهل المحامي ملامح عزه المصدومه قائلا بلا حرج : معلش يا مدام اسمحيلي اعرف هتعملي أية بخصوص الأتعاب !

........

....

تلفتت غرام حولها وهي تطل برأسها من باب المطبخ بعد أن أنهت تنظيفه لتطمئن أنه بغرفته وبعدها تسرع الي غرفتها تبقي بها بينما ايهم يتحرك في غرفته ذهابا وإيابا بحنق بينما كلماتها وتحديها له بالأمس تكاد تفتك باعصابه ...!

رفعت غرام عيناها تجاه حلا التي طرقت باب الغرفه ودخلت إليها 

: غرام ما تيجي تتعشي معانا 

هزت غرام راسها بابتسامه هادئه : لا شكرا 

قالت حلا باصرار : ليه بس ده انتي عامله اكل حلو اوي 

هزت غرام كتفها : بالهنا والشفا ....بس ماليش نفس

أومات حلا واتجهت الي باب الغرفه لتوقفها غرام بحرج : حلا...ممكن اطلب منك طلب 

أومات حلا سريعا : طبعا 

فركت غرام يدها وقالت بخجل وهي تشير الي ملابسها : هو ممكن تديني حاجه تانيه ألبسها من عندك لغايه ما اغسل دول ....انا اسفه اني بتقل عليكي وباخد هدومك 

هزت حلا راسها سريعا واوقفتها عن متابعه حديثها : متقوليش كده ....طبعا خدي اللي انتي عايزاه 

أمسكت بيدها لتاخذها الي غرفتها : تعالي اختاري اللي يعجبك 

هزت غرام راسها قائله وهي تسحب يدها من يد حلا بخجل : لا مش مهم ...هاتي انتي اي حاجه تكوني خلاص مش بتلبسيها 

هزت حلا كتفها وقالت بتهذيب : ليه يعني ...هجيبلك تريننج عشان ترتاحي فيه بدل الجينز ده 

أومات غرام فابتسمت حلا لها وأسرعت الي غرفتها لتحضر لها بنطال قطني اسود وتيشرت باللون الوردي وفوقهم ستره من نفس اللون ملائمه لهم ولكنها لم تكن ملائمه للغايه لغرام التي يفوق وزنها وطولها قليلا حلا 

دخلت بتردد الي الحمام المجاور لغرفتها ولكنها بحاجه لاخد دوش بدلا من هيئتها المزريه تلك والتي بقيت بها لأيام ....أنهت استحمامها ووقفت تحاول تصفيف خصلات شعرها المشاركه بعد أن احاطت جسدها بالمنشفه الكبيرة. ...انتهت اخيرا لترفعه الي الاعلي ثم ارتدت الملابس التي اعطتها لها حلا ووقفت تغسل ملابسها ثم وضعتهم جانبا وجففت ارضيه الحمام الرخاميه بما اعتادت عليه في منزلها لتخرج وهي 

تجذب التيشيرت القصير تحاول أن تخفي التصاق البنطال بجسدها البض حتي بعد أن وضعت الستره فوقها واغلقتها إلا أن الملابس مازالت ضيقه للغايه عليها ولم تشعر بارتياح بها ولكن ليس امامها سبيل اخر ...

خرجت من الحمام سريعا واتجهت الي غرفتها لتشهق ما أن وجدته امامها يتجه الي غرفته بوجهه المتجهم ...تراجعت بسرعه قبل أن تصطدم به وامتلئت نظراتها بالارتباك الذي أخذته معها وأسرعت ركضا الي غرفتها تتبعها عيناه الساخطه !

.....

........

وضعت امتثال يدها علي قلبها الذي تزايدت ضرباته القلقه وهي تتصل بوسيله مجددا وعيناها معلقه بالساعه التي تجاوزت السادسه ولم تعد وهاتفها مغلق ....!

قامت من مكانها واتجهت الي غرفه وسيله تبحث هنا وهناك عن تلك الورقه التي دونت لها بضع من أرقام اصدقاءها لتعود تتطلع الي الساعه بانتظار أن تجيب عليها نرمين التي قالت باستغراب : هي راحت فين يا تيته ...؟

قالت امتثال بقلق : مش عارفه يا بنتي انا قولت أنها جايز خرجت معاكي بعد الشغل 

تعلثمت نرمين ولكنها لم تجد مفر من الإقرار : بس ...بس يا تيته وسيله مجتش النهارده الشغل !

للحظه توقفت دقات قلب امتثال عن الخفقان وهي تردد بلسان ثقيل : مجتش ....امال هي فين ؟!

........

....

لم تكن امتثال هي الوحيده التي تحاول الاتصال بوسيله بل كان عمر الذي زم شفتيه بحنق شديد وهو يلقي بالهاتف علي الفراش بعد أن استمع لتلك الرساله المسجله أكثر من مائه مره بكل مره يحاول الاتصال بها ويجد للهاتف مغلق .....لقد وعدته أنها لن تتركه فماذا حدث هذا الصباح ولماذا أغلقت هاتفها ....بعدم ترتيب قام من مكانه واتجه ليستبدل ملابسه مقررا السفر إليها لتتوقف يداه وهو يغلق ازرار قميصه ويأخذ قرار اخر أجله طويلا وحان الوقت لينفذه وهو اخبار أبيه بكل شيء !

لم يحدث بينهم شيء منذ عودته للمنزل أمس ليلا وكل منهما يتعامل مع الآخر بصورة عاديه ولكنه بالتأكيد يتجنب الحديث مع زينه التي حتي الآن لم يسألها عن سبب تراجعها بل اعتبر تراجعها خزلان اخر اضافه لقائمته ....!

نظر إلي سيف الذي دخل إليه : عمر انت خارج 

اوما عمر قائلا بتشتت واضح : كنت رايح اسكندريه بعد كده قولت هكلم بابا في موضوع وبعدين اسافر 

نظر له سيف باستفهام : موضوع ايه ؟

نظر عمر إليه كطفل صغير يعترف بخطأه : وسيله ! 

مينفعش افضل مخبي اكتر من كده ....هي ملهاش ذنب تتحمل أنها تكون في السر 

تفاجيء بانشراح ملامح سيف الذي اتجه ليجلس علي طرف الفراش واشار له أن يجلس بجواره وقال باهتمام : صح يا عمر ده اللي انت لازم تعمله ....قول اللي حصل وبابا اكيد هيفهمك 

لأول مره يري التردد في نظرات أخيه الذي حاول صياغه سؤاله بصورة لا تبدي خوفه من رد فعل أبيه ولكنه عجز فخرج سؤاله يبدي خوفه : تفتكر هيعمل ايه ؟

حاول سيف ابعاد التفكير في رد فعل ابيه عنه حتي لا يفقد شجاعته بينما يقول : اللي هيعمله انت هتقبله لانك غلطت ياعمر ...وهتعدي 

فرك عمر خصلات شعره قائلا باقرار : هقبله بس مش عاوز اكون سبب في حاجه وحشه تحصله 

انتبه سيف الي هذا الاحتمال ولكنه ذهب إلي التفاؤل أكثر ليقول بتشجيع : أن شاء الله مش هيحصل حاجه ....انت اتكلم معاه بصراحه عن ازاي اخذت القرار ده وانك ندمت وعاوز تصلح الغلطه دي وهو هيسمعك وحتي لو اتعصب شويه انت اتحمل 

اوما عمر واعتدل واقفا : ماشي ...هنزل اتكلم معاه 

هز سيف رأسه ليتجه عمر الي باب الغرفه ولكن قبل أن يخرج كان يشير لأخيه : ادعيلي 

اوما سيف بابتسامه : حاضر ....اشار له بتشجيع : هسيبك تمهد له وبعدين هلحقك واتدخل متقلقش

ابتسم عمر له ولاول مره يعترف : ربنا يخليك ليا يا سيفو 

ابتسم سيف أن بحنان وبادله : ويخليك ليا يا اللي مطلع عيني !

........

.....


اشار الضابط لامتثال بهدوء  : بعد ٤٨ ساعه يا حاجه نعمل البلاغ 

نظرت له امتثال بعدم استيعاب : بقولك يا ابني حفيدتي من الصبح مرجعتش البيت 

اوما الضابط بعدم اكتراث : دي الإجراءات ...اتفضلي ياحاجه

قامت امتثال من مكانها وخرجت من مكتب الضابط بعقل مشتت تردد بلا وعي : استني يومين ....ازاي ....استني يومين معرفش حاجه عن وسيله !

بلا هدي سارت في رواق قسم الشرطه لاتعرف ماذا تفعل ....

اندفعت دموع القلق من عيونها وهي تمسك بهاتفها تحاول أن تتصل بها ليلتاع قلبها وهي تري صوره وجهها الجميل فتنهمر الدموع بغزارة من عيونها وتناجيها : روحتي فين وايه اللي حصلك يا وسيله ؟! 

لم تستطيع أن تسيطر علي دموعها وتركت لها العنان وهي تمرر أناملها فوق صورة حفيدتها ترسم ملامحها وتكرر نفس السؤال : يا تري حصلك ايه يا وسيله !!

........

.....


رفع عاصم رأسه تجاه عمر بترقب بينما اطال في المقدمه ليدخل الي صلب حديثه : في ايه يا عمر ....عاوز تقول ايه !؟

تشتت ذهن عمر ما أن تعالي رنين هاتفه ليغلق صوته ويعيده الي جيبه ومجددا يحاول استجماع شجاعته ليتحدث ولكن مجددا تعالي رنين هاتفه ...مره تلو الأخري وعاصم صبره بدء بالنفاذ ليهتف بعمر الذي ثبت عيناه علي هاتفه الذي لا يتوقف عن الرنين برقم جده وسيله 

: عمر سيب الزفت اللي في ايدك وقول كنت عاوز تقول ايه !

لم يستطيع تجاهل الاتصالات أكثر من هذا ليهب واقفا وهو يقول بصوت متحشرج : اسف يا بابا لازم ارد 

استهجنت ملامح عاصم وهب واقفا ولكنه لم يلبث ينفجر بعصبية في ابنه الذي رأي تصرفه قله تقدير منه ليسمع صوت عمر اللهيف : قسم ايه ....امتي خرجت ....مش فاهم حاجه ....انا جاي علي طول !

استشاط عاصم غضبا حينما وجد ابنه يركض من أمامه حتي دون توضيح متجاهلا نداءه : عمر ....عمرررر !

اسرع سيف تجاه غرفه أبيه ليكاد يصطدم بعمر الذي خرج كالعاصفه ...حاول الامساك بذراعه يوقفه ظنا منه أنه تشاجر مع أبيه ليتفاجيء به ينزع ذراعه من يد أخيه : اوعي يا سيف لازم أخرج ...!

بعيون لاتري كان عمر يقفز الي سيارته مطلقا البوق بقوة ليفتح له الحارس البوابه ويسرع خارجا بينما يضغط مجددا للاتصال برقم امتثال يحاول فهم شيء من كلماتها الباكيه....( نزلت الشغل الصبح وانا لما لقيتها اتاخرت عن ميعاد رجوعها قولت جايز خرجت مع صاحبها كلمت صاحبتها واتفاجئت بيها بتقولي أنها اصلا مجتش الشغل ....مجتش الشغل ازاي امال راحت فين ...اكيد حاجه حصلت لها ....وسيله ياعمر .....مش عارفه حصلها ايه ...الحقني ياابني انت تعرف تتصرف احسن مني ....انا روحت القسم قالوا البلاغ بعد يومين ....)

حاول أن يخرج صوته الذي تحشرج بصدره : متقلقيش يا حاجه ...انا جاي علي طول وهتصرف ...!

لم يصله شيء إلا المزيد من بكاء امتثال ليغلق الهاتف ويفرك رأسه يحاول التفكير في شيء ....!

ماذا حدث والي اين ستكون ذهبت ...هاتفها مغلق ...لم تذهب الي عملها ....أن كانت لا تريد التحدث معه فكانت ستفعل مع جدتها وعلي الاقل تطمئنها عليها ...هناك شيء ما حدث ...!

ضغط عمر المكابح فجاه وهو يفكر بهذا الاحتمال الذي ضرب عقله لتتوهج عيناه بغضب حارق وسرعان ما كان يدير مقود سيارته بقوة ويندفع الي الطريق المعاكس بسرعه شديده ....!

.......

...

نظر سيف الي ابيه باستفهام ممزوج بالدهشه بينما تصور أن سبب صوت عاصم العالي هو أنه عرف بكل شيء : يعني مقالش حاجه لحضرتك ؟!

هز عاصم رأسه بحنق : لا....جاله تليفون وطلع يجري زي المجنون 

عقد سيف حاجبيه: تليفون من مين ؟

هتف عاصم بضيق شديد وهو يزيح ما فوق مكتبه بعنف : مش عارف ... ضرب طرف المكتب بقبضته وتابع بغضب : هو انا اعرف حاجه عنه ....انا ماليش لازمه ولا وجود ! 

تنهد سيف وقام من مكانه يحاول أن يهديء أبيه : اهدي بس يا بابا ...جايز مكالمه شغل 

اهدي ولما يرجع انا هتكلم معاه واخليه يعتذر لحضرتك 

........

.....

انطلقت صفارات الانذار عاليا من تلك البوابه الحديديه التي اخترقها عمر بسيارته غير مبالي بالحرس الذين هبوا من مكانهم لينزل من سيارته ويندفع تجاه نديم الذي خرج مهرولا علي تلك الأصوات ودون مقدمات يجذبه بعنف من تلابيبه ويلكمه في وجهه صارخا بغل : عملت فيها اييييه ! 

باغته ظهور عمر فجاه ودخوله المنزل لتلك الطريقه فلم يتمالك نفسه لرد هجوم عمر الذي اطبق بعنف علي تلابيبه صارخا بصوت جهوري : انطق هي فييين ؟ !

لم يفهم نديم شيء وحاول ابعاد عمر عنه بعنفوان ولكن عمر لكمه مره اخري قبل أن تنفلت منه صرخه قويه بسبب تلك الضربه التي تلقاها علي رأسه من الخلف 

فبمثل سرعه عمر في الهجوم علي المنزل ونديم كان أحد الحراس يهجم عليه من الخلف مسدد له ضربه قويه علي رأسه بظهر سلاحه 

خرج صادرق مهرولا علي تلك الأصوات وتفاجيء بما حدث من اقتحام عمر السيوفي منزله 

ليقف اعلي الدرج صائحا بنبره أمره في حارس البوابه الذي ضرب عمر  : امسكه 

امتثل الرجل وسرعان ما كبل جسد عمر الذي دار العالم من حوله بسبب قوه الضربه علي رأسه فلم تثمر مقاومته عن شيء امام الحارس الضخم الذي كبل جسده وسدد السلاح الي رأسه وترك صادق يكمل بسخط شديد وهو يتجه اليه : انا هخلص عليك ياكلب ومش هاخد فيك يوم واحد وانت جاي تتهجم علي بيتي ! 

كل شئ حدث بسرعه شديده حاول شافعي الذي يتبع عمر بناء علي تعليمات زينه استيعابها وسرعه التصرف حينما وجد عمر يقتحم بوابه ذلك المنزل 

ليمسك هاتفه سريعا : الحقني ياعاصم بيه  ..... ! 

عقد عاصم حاجبيه باستفهام : في ايه يا شافعي ؟! 

قال شافعي وهو يسحب سلاحه من خصره ويتجه بخطوات سريعه خلف عمر : الحق بسرعه ...عمر بيه اتهجم علي بيت صادق الورداني 

كادت عيون عاصم تخرج من موضعها ما أن استمع لتلك الكلمات ليهدر وهو يقوم متعثرا  ....عمررر

اسرع سيف يسأل أبيه : في ايه يا بابا 

قال عاصم وهو يتجه الي الخارج متحامل علي جسده : بسرعه يا سيف كلم الحرس اخوك عمل مصيبه ! 


وقف عمر أمام صادق الورداني وهو يرحب بأي نهايه ولكن قبلها يريد الاطمئنان عليها ليحاول أن يقاوم بكامل قوته وبنفس اللحظه كان يتدخل ذلك الصوت الذي زمجر بالجميع آتيا من الخلف 

: سيب عمر بيه بدل ما هخلص عليك 

استدار الحارس وهو مازال ممسك بعمر ليري شافعي يسدد سلاحه أمامه ويقترب منه بخطوات حذره 

هتف صادق بنبره أمره في حارسه  : اياك تسيبه 

نظر له شافعي مزمجرا : لو حد قرب لشعره واحده من عمر بيه مش هيكفيني موتكم كلكم ....اخشنت نبرته أكثر وسحب زناد سلاحه هاتفا : سيبه بقولك !

أزاح نديم الدماء عن أنفه وهتف بسخط في الحارس : اياك تسيبه 

امسك الرجل جيدا بعمر الذي مازال يقاوم ليتجه نديم إليه وبغل شديد يرد له اللكمه تلو الأخري وعمر يزمجر كالاسد الحبيس !

رفع شافعي سلاحه للاعلي مسددا طلقه في الهواء قبل أن يزمجر بغضب وتحذير : الطلقه اللي جايه مش هتكون في الهوا ....!

اهه قويه انفلتت من شفاه نديم الذي جثي علي ركبته متألما واضعا يداه علي أنفه بعد ان استغل عمر شتاته وباغته بضربه قويه من رأسه في انفه ليتشتت الحارس مع تألم نديم ويستغل عمر الفرصه ويضربه هو الآخر بمؤخره رأسه فتنفلت قبضه الحارس عن ذراعيه وسرعان ما كان عمر يستدير إليه مسددا له اللكمه تلو الأخري وينزع السلاح من يده ويسدده تجاه صادق ثم الي نديم الجاثي علي الأرض انفه تنزف بغزاره !

: انطق هي فين ؟!

نظر له صادق باحتدام: نزل سلاحك يا ولد !

اقترب شافعي يدعم ظهر عمر قائلا بخفوت : متتهورش يا عمر بيه !

حمد شافعي الله أن بنفس اللحظه كانت تلك الأصوات تتعالي حولهم والتي تعلن عن وصول عاصم !

.......

..........

نظر مراد باستهجان شديد الي جوري هاتفا : يعني ايه ؟

قالت جوري بثبات : يعني احنا محتاجين نبعد عن بعض شويه 

ضغطت كلماتها علي وريده لتتراجع جوري بخوف الي الخلف خطوة ما أن وجودته يندفع ناحيتها وعكس ما توقعت كانت نبرته لينه وهو يمسك بكتفها : جوري كفايه بقي ....تغيرت نبرته وتحولت للانفعال وهو يتابع بامتعاض : انا زهقت من الخناق والنكد 

زفرت جوري هي الأخري وابعدت عيناها عن عيناه التي تتطلع لها بمثل هذا الرجاء وكأنه يخبرها أن الأمر بيدها وحدها لتقول بثبات : وانا كمان يا مراد تعبت .....شددت علي كلمه (تعبت وليس زهقت) مثلما قال 

لتتابع بخزي : تعبت من اني كل مرة اكتشف اننا عايشين مع بعض سنين ومش فاهمين بعض 

خفضت عيناها للأرض وتابعت بخزلان وهي تهدل كتفها : والمفروض اننا بنحب بعض 

غص حلقه لينظر لها باستنكار وعتاب : مش المفروض انتي متاكده اني بحبك 

امسك كتفها وجعلها تتطلع إليه وهو يتابع : بحبك يا جوري ومش فاهم ايه المشكله اللي فجاه غيرتك ...انتي عارفه طبعي وكنتي بتتعاملي معايا علي أساسه ايه اللي اتغير 

نظرت له جوري وقالت بصدق : اللي اتغير أن طاقتي خلصت ....خلصت ومبقتش قادرة ادي من غير ما اخد 

عقد مراد حاجبيه وكعادته لايفهم : يعني مبقتيش تحبيني 

هزت جوري راسها تنفي وتؤكد ...تنفي أنها لم تعد تحبه وتؤكد حاجتها لأفعاله التي تضيف لحبها له ولا تنقص منه كما يفعل

: بحبك يا مراد بس زي ما قولتلك محتاجه تحط في رصيدك عندي حاجات تحسسني أن حبي ده له مقابل 

هز مراد رأسه بضع مرات وزفر بضيق شديد نابع من قله حيلته فهو يريد خطوط واضحه وليس كلمات يفسرها 

لتنظر جوري الي صمته وتبعد يداه عن كتفها وتتجه الي الخزانه قائله بصوت خافت : انا هروح اقعد كام يوم عند ماما 

مجددا تصاعد الغضب بداخله ظنا منه أنها تضغط عليه ليتجه إليها بخطوات انفعاليه يدفع باب الخزانه الجرار بغضب ليغلقه هاتفا بنبره قاطعه : مش هتسيبي البيت !

........

....


هتف صادق بغضب شديد في عاصم الذي سدد له نظرات ناريه : سيطر علي ابنك ياعاصم .....اشار تجاه عمر الذي امسك سيف به وأبعده عن نديم بصعوبه ليتابع بسخط : انا كان ممكن اخلص علي ابنك برصاصة زي الكلب ...!

توهجت النيران بعيون عاصم وبلا تفكير مدفوعا بدماءه الحاره كان ينقض علي صادق يمسك بتلابيبه هاتفا بغضب شديد: ابن عاصم السيوفي مش كلب 

امسك صادق بيد عاصم يحاول أبعاده عنه هاتفا بسخط : عاجبك اللي بيعمله ...!

امسك سيف بذراع أخيه يسحبه بحنق بعيدا عن نديم الذي اسرع الحارس يساعده لالتقاط أنفاسه ليهتف سيف بأخيه بتوبيخ : ايه اللي بتعمله ده ....انت متخيل كان ايه ممكن يحصل لو شافعي مكلمش ابوك وقاله علي اللي حصل !

فتح عمر فمه باندفاع : خطف وسيل...تباطأت الحروف علي شفتيه ولم يكمل جملته بينما يدير رأسه تجاه شافعي ...ترك أخيه في عدم فهمه واندفع الي شافعي وسرعان ما زمجر به من بين أسنانه : انت عرفت منين مكاني ؟

تغيرت نظرات شافعي ونظر الي مباغته عمر له بفطنه ليقول بتردد وخفوت : زينه هانم قالت ليا امشي وراك 

بدأ عمر يربط الأحداث بينما يزجر شافعي ليتابع : راجت العنوان اللي اديته لها في اسكندريه 

ضيق عمر عيناه وبدء صدره يعلو ويهبط ليزمجر بشافعي : امتي حصل الكلام ده ؟

خفض شافعي عيناه واجاب بخفوت: النهارده الصبح 

رفع عاصم إصبعه أمام وجه صادق بتحذير : لو قربت من ابني تاني مش هرحمك 

احتدت نبرته وتابع بوعيد وهو يترك تلابيب صادق ليتقهقر للخلف : من دلوقتي اعتبر انك اشتريت عداوتي لو فكرت بس تقرب لشعره من ابني !

وقف سيف بحيره في الوسط لايعرف الي اين يخطو ....تجاه أبيه ام تجاه عمر الذي تبخر بلحظه بعد أن أخذ مفاتيح سيارة شافعي وانطلق بها ....ليتجه الي ابيه الذي سار مبتعدا عن صادق بخطوات تبدو قويه

ولكن الوهن والألم تغلغل بكل انش به ولكنه رفض أن يبدي اي ضعف أو الم وهو يشير إلي ابنه ورجاله أن يتبعوه للخارج !

وكالعادة عمر يحطم ويدمر ويترك الساحه دون الالتفات للخلف لينطلق في طريقه وهو يحاول ربط مابقي من الأحداث بعد أن علم أن والدته قابلت وسيله هذا الصباح إذن هناك سبب لاختفاء وسيله التي بفطنه وذكاء استبعد أن تكون أخبرت والدته بشيء عن علاقتهم والا كانت والدته واجهته بشيء عكس نظراتها الغاضبه ....هناك حلقه مفقوده وامتثال لاتعلم شيء عن مقابله والدته لوسيله بدليل قلقها وحديثها معه ...زمجر بغضب وضرب مقود السيارة بقبضته وهو يطوي الأرض بسرعتها الفائقه ....!

دخل عاصم الي السيارة وأشار بيده لسياره حرسه أن تنطلق أمامهم ثم استدار الي سيف الجالس بجواره وتخلي عن قناع قوته قائلا بوهن شديد وهو يضع يداه فوق صدره : خدني المستشفي يا سيف !

......

.........

نظرت غرام الي ساعه هاتفها ودون تفكير عرفت أن موعد نوباتيجه والدتها قد حل لتمسك بيد مرتعشه الهاتف وتطلب رقم منزلها ...خفق قلبها بقوة وهي تستمع الي الرنين مره تلو الأخري قبل أن تتوقف دقات قلبها للحظه حينما أتاها صوت اختها الصغيرة وسرعان ما يواصل قلبها الخفقان بسرعه وصورة تلك البريئه تتجلي أمام عيونها وتدب لوعه الاشتياق باوصالها 

: الو ...الو 

قررت أن تستمع الي صوت اختها وتغلق فلماذا خرج صوتها : شيماء !

لم تصدق الفتاه لتهتف بحماس : غرام ....غرام انا شيماء 

ابتلعت غرام غصه حلقها القويه وقالت بينما تندفع الدموع من عيونها : عامله ايه يا حبيتي ؟

قالت الفتاه بتهليل : انا كويسه ...انتي وحشتيني اوي ياغرام ...انتي فين وليه ماما قالت انك مش راجعه تاني 

أزاحت غرام دموعها من فوق وجنتيها وقالت بحنان : عشان أنا زعلتها اوي يا شيماء 

قالت الفتاه ببراءه : طيب صالحيها واعتذري ليها 

تنهدت غرام بثقل ليت كان الأمر بتلك البساطه لتقول لها : حاضر يا حبيتي ....المهم دلوقتي عشان ماما متزعلش منك بلاش تقولي ليها أن انا اتصلت ...ماشي 

أومات الفتاه الصغيرة لتقول غرام : انا هكلمك كل يوم اطمن عليكي انتي واخواتي بس اوعي تقولي ليهم 

أومات الفتاه لتتابع غرام بحنان : خلي بالك من نفسك ومن اخواتك 

أومات الصغيرة قائله : حاضر ...انا بقيت كبيرة وباخد بالي منهم لغايه ما ماما ترجع من الشغل

ابتسمت غرام من بين دموعها : برافو ياحبيتي 

أغلقت الهاتف وضمته الي صدرها تبكي بلوعه نيران الاشتياق الي عائلتها الذي افقتدت حضنها بعد فوات الاوان ....بقيت تبكي طويلا ليجثم علي صدرها احساس ضاري باليأس من إيجاد طاقه نور بآخر الطريق المظلم الذي سارت وعلقت به لتقوم من مكانها وتتطلع لانعكاس صورتها بالمراه تسال نفسها بقهر : لغايه امتي ياغرام هتفضلي تعيطي ؟! خلاص كده مبقاش قدامك الا العياط ....!

..........

....

أجاب عمر بلهفه علي الهاتف : وصلت لايه ؟!

قال الطرف الآخر : اخر اشاره للتليفون اللي بعت ليا رقمه كانت في العنوان ده 

اوما عمر قائلا : طيب خليك متابعه ولو وصلت لحاجه كلمني 

اوما الرجل ليغلق عمر الهاتف ويقضم شفتيه متمتما : روحتي فين يا وسيله ؟!

تابع قضم شفتيه بينما استغرق عقله الذي عمل بكامل كفاءته دقائق وهو يربط مكان الهاتف بأين قد تكون 

وسرعان ما كان ينطلق الي الكورنيش يبدأ من العنوان الذي أخذه .....تطلع الي الطريق بعيون تتفحص كل من يسيرون عليه وهو يسير ببطء وتمهل بسيارته الي جانب الطريق غير عابيء بأصوات الأبواق خلفه والتي تحثه علي الإسراع .....بكل ساحه توقف كان ينزل ويسأل عن سيارتها أو عنها أن كان رأها احد دون أن يترك انش قد تكون به ...!

.......

..........

وضع سيف يد أبيه بجواره بعد أن انتهت الممرضه من غرس تلك الحقنه بها ليقول سيف بقلق : ايه يابابا ....لسه تعبان ؟

هز عاصم رأسه وهو يحاول أن يعتدل جالسا : احسن الحمد لله

ابتسم سيف له بغصه حلق : سلامتك يا بابا 

ربت عاصم علي كتفه : الله يسلمك 

ساعده ليجلس لينظر عاصم إليه قائلا بصوت واهن : عمر فين ؟

تعلثم سيف ونظر الي أبيه بضياع لينكس عاصم رأسه بأسي متمتما : انا تعبت يا سيف 

اوما سيف بتأثر ولم تخرج من شفتيه الكلمات التي اعتادتها أن يهديء أو أن أخيه سيتعقل فلا شيء يبرر تصرفاته الا قول الحقيقه كامله لعله يجد عذر لدي الآخرين الذين يدفعهم عدم فهم سبب تصرفاته الي الخزي والحكم عليه أن يبقي بتلك الصورة دوما  !

...........

.....

اتسعت عيون عمر وتهلل وجهه بينما يسأل بلهفه : شوفتها فين ؟!

عقد أحد العاملين بنظافه الشارع حاجبيه وفرك رأسه من أسفل قبعته البرتقاليه اللون يحاول أن يتذكر اين رأي تلك الفتاه ذات العيون الخضراء ليقول وهو يشير إلي الطريق المعاكس : كانت ماشيه علي البحر ومن غير ما تاخد بالها من الإشارة كانت هتعدي الشارع لولا قولتلها تاخد بالها 

اوما عمر بلهفه : وبعدين ؟

قال الرجل وهو يهز كتفه : ابدا يا اابني كملت طريقها ومشيت لقدام

هز عمر رأسه بمزيد من التلهف وهو يتطلع بعيناه تجاه اشاره الرجل : كان امتي الكلام ده 

قال الرجل : من يجي ساعه كده 

اوما عمر قائلا وهو يخرج من جيبه بضعه اوراق ماليه يضعها في يد الرجل : شكرا 

ابتسم له الرجل قائلا بامتنان وهو يرفض أخذ النقود : مفيش داعي ياابني انا معملتش حاجه 

قال عمر بأصرار : معلش دي حاجه بسيطه

اسرع عمر الي سيارته يتابع طريقه وعيناه مازالت تتفحص كل من يسير ....تاره ينزل ليسأل عنها وتاره يتابع طريقه وهو يحسب خطواتها أن كانت كما قال الرجل شارده فلن تكون قد ابتعدت كثيرا ....قارب طريق الكورنيش علي الانتهاء وبدأت اعداد الناس تقل لتلك البقعه النائيه جزيئا لتتجلي له الصورة أوضح لكل من يجلس أو يسير علي السور الذي يطوق البحر ...!

......

........

باللحظه المناسبه كان رنين جرس الباب يوقف مراد عن الاندفاع بلا تفكير خلف عصبيته ليترك جوري مكانها ويتجه ليفتح الباب ....عقد حاجبيه حينما رأي أمامه والدته وخلفها والده الذي يحمل بعض الأغراض 

: ماما 

ابتسمت نور وتصرفت بتلقائية: وحشتوني قولت انا وبابا نعدي عليكم 

قال مراد وهو يفسح لهم المجال : اتفضلوا 

دخلت نور تبحث بعيناها عن جوري : فين جوجو ....لسه نايمه 

هز مراد رأسه ولاحت خيبه الامل في عيناه والتي مهما أخفاها كانت واضحه : لا صاحيه ....ثانيه اناديها 

أومات نور بابتسامه لتقول لسيف : واقف ليه يا سيف ؟

هز سيف كتفه قائلا : مستني افهم 

ابتسمت نور له وقالت بخفوت : مش محتاجه فهم يا سيف ....طبعا اكيد متخانقين فأنا قولت بدل ما نتدخل مباشرة نعمل نفسنا بنزورهم واهو لو في حاجه نقدر نعملها نلطف الأمور بينهم 

اوما سيف وأشار إلي الاشياء التي يحملها : ودول ايه لازمتهم 

ابتسمت نور وقالت بحماس : ليهم لازمه طبعا ....لما يشوفوا حاجه البيبي هيهدوا وعقلهم هيبعد عن التفكير في المشاكل ....تعالي بس اقعد وسيب الحاجه اللي انت شايلها علي قلبك 

ضحك سيف متبرطما : ماهو ابنك البغل مكلفش خاطره يشيل مني 

ضحكت نور ووكزته بجانبه : متقولش علي ابني بغل 

ضحك سيف مشاكسا : دافعي عنه ولما نشوف هتفضلي تدافعي عنه كده ولا لا لما تعرفي مصايبه 

قطع حديثه حينما جاءت جوري ومراد تجاههم بينما قبل لحظه كانت قد أصدرت قرارها بأصرار ( مؤقتا هأجل اي خلاف بينا بس ده مش معناه أنه خلص يا مراد ) 

لأول مره يري الصمت اسلم طريق ليهز رأسه دون قول شيء يستفزها بوجود أهله ليشير لها أن تتقدمه 

: اهلا يا طنط 

احتضنتها نور بحنان : اهلا بيكي يا حبيبه طنط ...عامله ايه ياجوجو Sorry لو جينا من غير ما نتصل بس وحشتوني 

أومات جوري بتهذيب : حضرتك تنوري في أي وقت 

بدأت نور بإخراج اشياء الطفل التي اشترتها لهم ليصدق حدثها وتهبط السكينه الممزوجة بالسعاده علي قلب كلاهما وهم يتطلعون لتلك الأشياء الصغيرة الجميله ويسود حوار لطيف بينهم بتلقائية وهم يتبادلون آراءهم حول الاشياء : ده تحفه ولونه جميل اوي 

ابتسمت نور قائله : قولت اجيب الوان محايدة عشان لسه مش عارفين نوع البيبي 

مالت علي سيف : نفسك في ولد ولا بنت يا حبيبي. 

قال سيف بابتسامه مهذبه : زمان كان ليا حق لما كنتي انتي الحامل إنما دلوقتي ده حقهم هما يقولوا نفسهم في ايه 

ربتت نور يده قائله : وبصراحه عمرك ما قولت وكنت مبسوط بولادنا

ابتسم سيف لها قائلا بحنان وهو يرفع يدها الي شفتيه يقبلها : كفايه أنهم منك يا روحي 

ابتسمت جوري له وللطف حديثه مع نور لتقول بغيرة تلقائيه وهي تتطلع لمراد بغيظ بينما عجز أن يكون رومانسي مثل أبيه : ياريت كل الرجاله لطيفه مع زوجاتهم زي حضرتك يا اونكل 

ابتسم سيف لها لتتغير ملامح مراد وينظر لها بغيظ طفولي : قصدك اني مش لطيف زي بابا 

نظر سيف بطرف عيناه الي نور التي رأت للحظه انغلاق عقل ابنها وعجزه عن تلطيف الأمور بينه وبين زوجته ولو بكلمه لايدرك أن احيانا يكون لها مفعول السحر لتقوم من مكانها وتشير الي جوري : ما تيجي نعمل حاجه نشربها يا جوجو 

استجابت جوري ليد نور لتتبعها نظرات مراد التي امتلئت بالغيظ: شايف يابابا بتلقح عليا بالكلام ازاي ....زم شفتيه بحنق وتابع : وهو يعني حبكت شويه الرومانسيه دي قدامها اهو شافت اني تنين بيطلع نار عشان مش ببوس أيدها 

ضحك سيف بصخب علي الكلمات التي تخرج من شفاه ابنه مثل مدفع رشاش ليقول له : ومش بتبوس أيدها ليه ...!!

نظر مراد له وهز كتفه : وابوس أيدها ليه من غير سبب 

حك سيف رأسه وقال ببديهيه : وهو لازم سبب ....الستات تحب الكلام والدلع من غير سبب 

نظر مراد لأبيه الذي أشار له أن يقترب : تعالي بقي اقعد وقولي ايه اللي حصل بينكم 

هز مراد كتفه قائلا بامتعاض : زي ما قولتلك يا بابا ...ماسكه في النكد 

رفع سيف حاجبه وهز رأسه : لا سيبك من اللي قولته ومن موضوع المسقعه .....من الاول يا حبيبى قولي بالتفصيل انت عملت ليها ايه خلتها تمسك في النكد ماهو مش هتمسكه من غير سبب ولا ايه !

......

.........

بشرود كانت عيون وسيله الممتلئه بالدموع تتطلع الي موجات البحر المتلاطمه موجه تلو الأخري تمام كما تلاطمت الأحداث بحياتها منذ أن ظهر بها وكل شيء يندفع تجاهها بلا توقف ....!

لم تعد كما كانت ولم تعد تعرف كيف السبيل للعوده أصبحت حياتها تتمحور حول كلمه واحده ( عمر !) 

كل شيء يحدث لها يكون به هو ....!

تغيرت وأصبحت أخري لاتدرك متي ولا كيف اصبحت كاذبه جبانه ضعيفه والابشع هو صورتها بعيون والدته التي رسمتها عنها دون أن تعرفها ....صورتها التي أصبحت تعجز عن النظر إليها في المراه لأنها تري بها فتاه كاذبه خانت ثقه جدتها فلم تعد تعرف كيف تنظر في عيونها ...!

تاخذ قرار بالابتعاد عنه فتأتي نظرات عيناه تزحزح اي ثبات لها عن قرارها وتجد نفسها تغرق أكثر واكثر بالبحر الذي لاتعرف مني أصبحت بوسطه تصارع موجاته ولا تعرف أين السبيل للخروج ...!

: وسيله !

ابتلعت غصه حلقها ببطء وغامت عيناها بالدموع التي خانتها ما أن استمعت لهذا الصوت الذي تصارعه بأعماق عقلها ومجددا كان لقلبها السطوة وهي تلتقي بنظرات عيناه الملتاعه ونداء قلبه اللهيف غير مصدق أنه وجدها ......ومجددا يغلبها ضعفها الذي كانت بأشد حالاته وهو يجذبها الي ذراعيه وكأنه يخبر وحدتها وضياعها أنه بجوارها وقلبها الغر يصدق وعود عيناه ويخفق له 

ضمها عمر إليه بقوة ليشعر بارتجافه جسدها بين ذراعيه وهي تبكي بحراره ولا تدرك علي ماذا تبكي ....؟!

تبكي هذا الحب الذي تكنه له والذي تسبب لها بكل هذا ام تبكي بفرحه لأنها الان فقط تشعر بالأمان الذي كانت بحاجه له قبل لحظات وهي تفكر كم أنها وحيده لايوجد لديها من تشاركه ثقل أسرارها التي امتلئت بهم جعبتها منذ أن ظهر في حياتها !

: اه ....اه ياقلبي ليه ياحبيبتي تعملي فيا كده ...انا كنت هموت من القلق عليكي 

نطق قلبه بسيل من المشاعر يعبر عن خوف لم يكن يعرف له طريق قبل أن تتربع داخل قلبه : خوفت اوي يا وسيله ...اول مره اخاف حاجه تضيع مني ...خوفت حتي افكر في الخوف ده ....!

انا كل حاجه بحسها جديده عليا .... عمري ما حسيت ولا بخوف ولا حب ولا أن حياتي مقدرش اعيش فيها لحظه الا معاكي ....وسيله اوعي تعملي فيا كده تاني !

........

...

قضمت غرام أظافرها بخوف وتردد قبل أن تضع هاتفها بجيبها وتسير بخطوات متشجعه تجاه خارج غرفتها بعد أن اطمأنت لخروج الفتيات صباحا 

كان ايهم جالسا يرتشف القليل من قهوته فاقده الطعم ويتطلع لهاتفه الذي رفع عيناه عنه ما أن استمع لخطواتها 

لوي شفتيه وقال بامتعاض ما أن توقفت امامه : خير !

سحبت غرام نفس عميق شجعت نفسها به قبل أن تقول : انا ...أنا فكرت في جل لمشكلتنا

قال ايهم ببرود رافض ان يمنحها ما تريده بانها تستطيع تهديده : مشكلتك مش مشكلتنا ...انا معنديش اي مشكله 

زمت غرام شفتيها وهزت راسها تخفي مكرها بين اسنانها : ماشي مشكلتي 

اوما لها بإشارة أن تتابع لتقول غرام : انا موافقه اسيب البيت واعيش في المكان اللي قولت عليه وابدء من جديد 

حاول ايهم اخفاء ملامح الراحه التي بدأت تتهادي الي وجه وتمسك بجبينه المقطب لتتابع غرام بسرعه قبل أن تفقد شجاعتها لتنفيذ خطتها : بس انا سمعت واحد من الشيوخ بيقول إن حتي لو قطعت الورقه ده مش معناه انك طلقتني 

ضيق ايهم عيناه باستفهام ممزوج بالاستنكار : قصدك ايه ؟!

قالت غرام بمكر : قصدي لازم ترمي عليا يمين الطلاق 

التوت شفاه ايهم بسخريه : لا يا شيخه 

أومات له بثبات ليقوم ايهم من مكانه ويقف امامها قائلا ببرود شديد وهو ينظر في عيناها : انتي طالق !

لم يفهم للحظه سبب تلك الابتسامه التي ارتسمت علي شفتيها وتسرب الشك الي عقله وبغباء واندفاع كانت غرام دون أن تقصد تضع يدها في جيبها تتأكد أن هاتفها به قبل أن تسرع بخطواتها مبتعده ليضيق ايهم حاجبيه وتشتعل النيران بعيناه وهو يفكر في حيله تلك الماكره وسرعان ما كان يسرع بخطوتين خلفها يمسك ذراعها : استني عندك !

ابتلعت غرام بخوف ودق قلبها بجنون وقبضت بيدها بقوة علي هاتفها : عاوز ايه ؟!

نظر لها ايهم بعيون م

تفحصه يحاول قراءه مكرها 

ليخفض عيناه ببطء تجاه يدها التي تقبض علي الهاتف بجيبها ولكن ما أن مد يداه إليها حتي أسرعت غرام تركض من أمامه لتندفع الي اول غرفه قابلتها تدخلها وتغلق الباب خلفها بالمفتاح هاتفه : انا سجلت اللي قولته ومعني انك طلقتني يبقي احنا كنا متجوزين ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. الفصل حلو اوي نفسي ميخلصش
    وغرام عسل اوي

    ردحذف
  2. مبدعة عالعادة 😍😍😍💗

    ردحذف
  3. هههههه احسن يا ايهم

    ردحذف
  4. برافووووووو غرام بس التنين هيبلعك😅

    ردحذف
  5. برافوو عليكي يا غرام

    ردحذف
  6. جميلة غرام بدءت تغير طريقة تفكيرها

    ردحذف
  7. لقيمه غرام دي الفصل روعه ياريت يارونا تكتري مشاهد عمر وسيلا

    ردحذف
  8. روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف
  9. روعة يا رونا بجد تحفة مش سهلة خالص غرام ووسيلة صعبانة عليا اوى متشوقة اوى

    ردحذف
  10. جميله اوى بس عايزين نعرف ايه المشكله اللى هتحصل بين عمر وسيله

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !