ضائعه في غابه ظنونه الفصل الثامن

0


الفصل السابق
 كالوحش الضاري كان حمزة يقطع الغرفة ذهابا وايابا يتطلع اليها كل لحظة والأخري بينما مازالت سيرين تحت تأثير المخدر منذ أن حملها وخرج بها من تلك العيادة والشياطين تتراقص امام عيناه ..... 

لايزال لا يستوعب ماحدث.... انها حامل.!! وحينما يعرف حقيقه صادمه كتلك يعرفها بصدمه اكبر وهي انها كانت قاب قوسين من التخلص من ذلك الحمل ببساطة وليس كأنه روح...... نظر اليها بعيون محتقنه يريد الفتك بها فهي كانت ستقتل طفله بدم بارد لولا وصوله اليها....! 

اتجه ناحيتها باندفاع يريد أن يوقظها ليصب عليها جام غضبه الحارق  فمن أين أتت لها الجرأه لتقتل طفله دون أن يعرف به...!! 

حتي وان كان حدث نتيجه مافعل لايحق لها ابدا ان تقوم بشئ كهذا وفي النهاية هي زوجته وماحدث حقه وان كان أخطأ في أخذه الا انها زوجته ... كور قبضته وضربها بالجدار واغمض عيناه بقوة فهي ضحيه هي الاخري وبعد أن كان يريد الفتك بها اصبح يريد أن يعتذر لها....! 

دار حول نفسه مرات ومرات يتساءل

ماذا فعل ليحدث له كل هذا.... لماذا عليه أن يتعذب كل هذا العذاب.... لماذا تسبب بهذا الوجع لها وظلمها وظلم نفسه ايضا بتلك الطريقه....! فرك وجهه بانفعال فلم يعد يدري ماذا يمكنه ان يفعل.... لقد حاول نسيانها ووجد نفسه يذهب الي منزلها ليتفاجيء بتلك الكارثه التي مؤكد ان القدر ساقه الي هناك لانه يريد أن يكشف له هذا الخيط الذي يجمعهم مرة اخري....! 

نظر اليها بينما احتضن الشحوب وجهها ليردد لنفسه للمرة الالف بعدم تصديق    .... حامل....! 

حامل بطفل منه نتيجة تلك الليله التي لن  تنساها ابدا ... لا... لا.... سيشت عقله....!! 

............

....

فرك هشام  يداه بقلق فقد تأخر الوقت ولم تعد سيرين ليتصل علي هاتفها مجددا لينظر اليه حمزة الذي أخرجه من جيبها  بغل قبل ان يلقيه ويحطمه بالحائط ماان رأي اسم هشام .....!! 

أمسكت سلمي بيد إياد توقفه ولكنه سحب يداه من يدها وأسرع ليقف امام هشام هاتفا بحقد : اهو اخد بنتك تاني... شوف هترجعها ازاي المرة دي 

بوغتت ملامح هشام لترتجف أوصال هدي التي قالت بصدمه.... اخدها.... مين اخد بنتي.. ؟

قال إياد بغضبنشتعل من بين وجهه المتورم : اللي اسمه حمزة...... 

أشار لهشام باتهام : انت مش بقالك شهر بتحاول توصل لبنتك التانيه عشان تنقذه من السجن لما ساب سيرين ترجع.... اهو كان سايبها وهي حامل عشان عارف انها هترجعله تاني....! 

زجرته سلمي حينما انهارت هدى بصدمه : انت حيوان... ازاي تقول كدة 

ردد هشام بلسان ثقيل : حامل...! 

هز إياد راسه بغل وحقد : اه حامل منه....! الحيوان اغتصبها 

اسرع يغادر بخطوات غاضبه تحرق الارض أسفل قدمه بينما 

اسرعت سلمي تجاه خالتها التي انهارت باكيه تردد : حامل....! 

وضع هشام وجهه بين كفيه بخزي يهز راسه 

بأسي فهو من تسبب بهذا...! 

لقد كانت عاقبه الطمع فقدان كل شئ لديه...، ليته لم يستمع لكلام تلك الحيه السامه .... ليتذكر ذلك اليوم الذي نصبت شباكها حوله.... 

بابا انت شايف حاله حمزة... الحادثة كبيرة اوي والدكاترة بتقول احتمال ميقومش منها 

قال ابيها بمواساه: بعد الشر عليه يابنتي ان شاء الله يقوم بالسلامه 

قالت بجمود لايناسب حاله امرأه تكاد تفقد زوجها : ولو مقامش منها يابابا... اعمل اية انا ساعتها 

قطب هشام جبينه لتتابع بخبث : يابابا لو حمزة حصله حاجة انا هضيع..... كل حاجة هتروح مني 

ربت هشام علي كتفها ليتفاجيء بها تكمل : عيله حمزة اللي في الصعيد هتورث كل حاجة وانا هطلع من غير اي حاجة 

:ياسيدرا اية الكلام ده ...انتي ازاي تفكري كدة .. قاطعته :لازم افكر كدة يابابا.... مش وقت عواطف خالص..... يرضيك يابابا بعد العيشة اللي اتعودت عليها اطلع من المولد بلا حمص...... 

بدأت سريعا في نفث سمومها : بص يابابا انا مش هعرف حاليا اقنع حمزة يكتب ليا اي حاجة في ثروته عشان ممكن يفهمني غلط ويفكر اني طمعانه فيه..... وكمان اللي اسمه زين ده لازق لحمزة ومش بيطيقني ووقتها هيقنعه اني طماعه في حين اني خايفه علي مستقبلي.... انا عاوزاك تساعدني يابابا وتقف جنبي وتعرفني كل حاجة في حسابات الشركة... وانا بقي هشوف طريقه اقنع حمزة يكتبلي ثروته... انا اولي من عيلته اللي هترميني برا 

نظرت الي ابيها وتابعت ; ولو حمزة قام منها وقتها ارجعله فلوسه... مقامش يبقي حقي 

وكانت تلك اول خطوة في طريق الوحل الذي خطي به..... بعد ان حصلت علي التوكيل من حمزة بحجة ان تتابع عمله وهو بالمشفي تفاجيء هشام بتلك الحسابات المزورة للموقف المالي للشركة والتي ساعدها بها جمال زوج والدتها ليقول هشام بذعر : اية ده ياسيدرا 

قالت بمكر لمع بعيونها الطامعه : ده الموقف المالي للشركة 

تلجم لسانه : بس... بس ده ورق مزور 

تابعت بكذب ; ده عشان الضرايب 

قطب هشام جبينه : ضرايب ايه؟ 

: انت هتعمل تقرير جذافي علي الموقف المالي ده وبكدة حمزة مش هيدفع المبلغ الكبير بتاع الضرايب 

هزت كتفها وتابعت بخبث  : بابا.... انت اولي بالفلوس دي من الضرايب 

التفت اليها هشام بصدمه لتكمل وهي تتلاعب علي وتر ضعف النفس البشرية الطامعه : دي ملايين انت اولي بيها.... انت كل اللي هتعمله تقرير  حقيقي تديه لحمزة يمضي عليه وتقرير تاني نقدمه للضرايب 

هز هشام رأسه برفض في البدايه ; لا... انا مش ممكن اعمل كدة.... انا كدة بشرق حمزة 

:يا بابا بتسرق اية.... انا بقولك انت اولي من الضرايب..... دي ملايين انت اولي بيها 

وبعدين ماانا بقولك حمزة حالته خطيرة ومش داري بحاجة 

نظر اليها هشام بشك... بس كان كويس وابتدي يفوق

; لا... دي مرحله مؤقته كدة إنما الدكتور مأكد ليا ان حالته صعب وبعدين ماانا قولتلك يابابا اهله اللي في الصعيد لو عرفو هيجيوا ويكوشوا علي كل حاجة 

ظلت تقنعه وكان الشيطان حليفها ليقدم هشام التقرير المزيف للضرائب التي سرعان ماقدمت البلاغ ضد حمزة بعد ان قدمت الموقف المالي المزيف للمستثمرين... انصدم هشام بفعلتها ولكن الأوان قد فات فقد تم إلقاء القبض عليه هو الاخر مع حمزة الذي  تفاجيء بالقوات تداهم المشفي قبل ان يستعيد كامل وعيه وتتهمه بالاحتياط والتزوير.... لم يكد حمزة يستوعب مايحدث لتطلب سيدرا منه الطلاق وهو لم يهتم فلتذهب من تركته في شدته لذا طلقها سريعا لتضرب سيدرا ضربتها القاضيه قبل ان يفيق وتستغل التوكيل سريعا وتستولي علي ثروته وتختفي....! خطة محكمه الشيطان نفسه يصفق لها علي ترتيبها الجهنمي لكل شئ بتلك البراعه ....! 

بعد بضعه إيام اكتشف محاموا حمزة ان الموقف المالي مزور ولكن كان هذا بعد فوات الأوان فأن كان موقف شركته مزور والموقف الحقيقي ليس ماقدمته سيدرا للمستثمرين... فقد سرقت أموال القرض التي جعلت شركته تنهار كما وأنها أثارت الضجة حوله ليطالب البنك سريعا بالتحفظ علي ممتلكاته بضمان تسديد القرض واضحي محتال سارق بين ليله وضحاها .....!! 

قام هشام من مكانه يجر أقدامه الخائنه فعليه ان بدفع ثمن خطأه والاعتراف به....! 

........... 

.... 

بدأت سيرين تستعيد وعيها شيئا فشيئا بتحريك جفونها الثقيله بصعوبه ولكنها فتحتها علي وسعها ماان واجهت تلك العيون التي تتطلع اليها ....فقد شعر حمزة باستفاقتها ليتوجه اليها وعيناه تفيض بمشاعر كثيرة......تسارعت دقات قلبها التي ركدت طويلا بين جنبات قلبها طوال الشهر الماضي رافضه الاعتراف بتلك الدقات الغريبه التي كانت تبحث عنه.....! تقابلت عيناها بعيناه التي امتزج سوادها بلهيب غاضب ومشتاق بنفس الوقت... لو لم تكن تعرف بكل ماحدث بينهم لأقسمت انه اشتاق اليها كما لاتستطيع الاعتراف انها اشتاقت اليه فقد غالبت كثيرا تفكيرها به الذي يعتبر نشاذ عن الطبيعه... فهو لم يقدم لها إلا كل اذي وبالرغم من هذا كان هناك جانب دفين بضميرها يعطيه العذر علي ماحدث له.... ودون ارادتها لاتستطيع ان تنكر ان هناك جزء دفين بداخلها لم ينساه ولم يستطيع أن ينساه ابدا مهما حاولت...! 

ابتلعت سيرين لعابها وهي تستجمع صوتها : انت 

انت... انت جبتني هنا لية 

اقترب منها ببطء مدروس وهو يضغط علي اعصابه يتمسك بها بينما قال ; امال عاوزني اوديكي فين...؟ 

فتحت فمها لتتحدث ليشير اليها بيده بتحذير  ; ششششش مش عاوز اسمع منك اي حاجة غير  تفسير للي كنتي عاوزة تعمليه 

انحني ناحيتها وامسك بذقنها يضغط عليه بقليل من القوة بينما يكمل : انتي ازاي تتجراي تعملي كدة.... وازاي اصلا تخبي عني انك حامل  

هتفت بحدة متجاهله نبرته المحذرة : واقولك ليه ؟

تهكم بقسوة بينما لازال يقبض علي ذقنها : باعتبار اني ابوة مثلا... وليا حق زيك بالظبط اعرف ان ليا ابن.. ابني اللي لو مكنتش وصلت كنتي موتيه بدم بارد.... وكنت فضلت طول عمري معرفش عنه حاجة 

ابعدت وجهها عن يده تقول بغصه حلق : ابنك اللي جه بالاغتصاب 

انفعلت ملامحه ليهدر بها : جه زي ماجه..... برضه مش من حقك تقتليه 

احتدت ملامحها لتقول : و انت مالك ومالي... انت مش سبتني 

هتف باتهام حاد; انتي اللي قلتي سبيني..انتي اللي طلبتي وانا وقتها قلتلك مستعد اتحمل نتيجه اللي عملته وانتي برضه صممتي تمشي ... كنتي عاوزاني اعملك اية 

اركع تحت رجلك اترجاكي تفضلي 

اشاحت بوجهها ; وأفضل مع واحد زيك ازاي  ... اعيش معاك ازاي بعد اللي عملته 

هتف بحدة فهي لاتتوقف عن جلده : تعيشي بأي طريقه وخصوصا لما عرفتي انك حامل كان لازم تقوليلي مش تعملي اللي عملتيه 

زمت شفتيها بغضب واحتقن وجهها بينما هتفت به ; وهو لما كنت بتتجوزني غصب عني وبتعمل اللي عملته مكنتش قادر تفكر في عواقب لعملتك.... بأي حق جاي تحاسبني ولا ليك عين اصلا تتكلم 

اهتاجت اعصابه ليصيح بها غضب مرعب جعلها تتراجع بظهرها للخلف .. لا ليا عين ومش عين واحدة يابنت هشام.... اوعي تنسي لحظة اللي عمله ابوكي واختك... واوعي تلوميني هما السبب في كل ده.. وانتي زيك زيهم... انتي انانيه .. هما سرقوا فلوسي وشقي عمري ودمروا حياتي  وانتي كملتي عليا وكنتي عاوزة تقتلي ابني... زجرها وهو يقبض علي ذراعها ; هما خدعوني وكدبوا عليا وانتي خبيتي عليا ابني ومن غير رحمه رايحة تقتليه..... لا وكمان معاكي حبيب القلب 

دفعته بغضب ; اخرس

زمجر بعنف ; انتي اللي تخرسي..... اخرسي خالص مش عاوز اسمع صوتك بدل ماهحاسبك علي كل اللي عملتيه 

واشكري ربنا انك حامل والا كنت وريتك الوش التاني 

قفزت الدموع من عيونها : مين اللي يحاسب مين.... مين اللي غلط في حق مين..... 

انا اللي اخدتك بذنب مالكش اي يد فيه.... انا اللي دمرتك ودوست علي كرامتك.... انا ولاانت... انطق انا ولاانت 

انغرزت كلماتها كالسهام المسمومه بقلبه فاندفع ناحيتها باعصاب تالفه يمسك ذراعها بعنف يصيح ; اسكتي...  اسكتي خالص 

... وانا لو عارف كنت هبقي واقف قدامك مش عارف انا عاوز اعمل فيكي ايه 

اخنقك ولااسامحك ولا اطلب تسامحيني.... انتي اييييه .... 

نظرت الي عيناه بتحدي : انا واحدة بكل جبروتك اغتصبتها وكانت حامل منك عاوزني اخلي طفل دي كل فكرتي عنه 

زمجر بعنف ; اخرسي... اخرسي خالص مش عاوز اسمع صوتك 

دفعته بعيدا عنها : متتكلمش معايا كدة 

صاح بقوة : انا اعمل اللي انا عاوزة

هتفت بتحدي : وانا اعمل اللي انا عاوزاه وانا مش عاوزة الطفل ده 

: مش بمزاجك 

بأي حق تقتلي روح ملهاش ذنب 

نظرت الي عيناه باتهام ; ليها ذنب انها منك اغمض عيناه يتمسك باعصابه وهو يقول :انتي تخرسي خالص مش عاوز اسمع صوتك عشان مفقدش اعصابي  انا ماسك نفسي بالعافيه

امسك كتفها بعنف ولكنه سرعان ماتركها يهتف بغضب وهو يفرك وجهه ; ليييه بتخليني اعمل كدة.... قلتلك اسكتي سبيني إتكلم واسمعيني وانتي ساكته

هتفت باستنكار ; لية بقي عبده اشترتني 

نظر اليها بتطلق عيناه السعير بينما يقول بنفاذ صبر ; لا... انا لو فضلت لحظة كمان قدام لسانك الطويل ده هخنقك...... 

انا هطلع برا... 

خرج من الغرفة وهو يكبح نفسه لايريد صب جام غضبه عليها والذي سيكون وخيم فإن امسكها لن يتركها الا وهي جثه هامدة بسبب سم لسانها.... حاول أن يهديء من اعصابه التي تثيرها بردودها ليتحدث نفسه انها ماتزال مجروحة من فعلته ويحق لها كما وأنها حامل ويجب عليه احتواءها 

حاول أن يتفهم موقفها بالرغم من عدم اقتناعه ولكن ماحدث امر واقع وعليه ان يشكر الله أنه وصل بالوقت المناسب لذا عليهم إيجاد طريقه لسبيل بينهما..... لم ولن ينسي انها ابنه واخت من حرقوا حياته وهي لم ولن تنسي انه اختطفها واغتصبها ولكن وجود الطفل مؤكد ليس بلا داعي... لابد وان القدر شاء أن يكون هناك ما يجمعها......! 

مسحت سيرين دموعها بعد ان استغفرت كثيرا لما كانت ستقترف من ذنب... انه محق هذا الطفل لا ذنب له.....! 

نصف ساعه تركها لتهدا ويهدأ هو الاخر ليدخل الغرفه بملامح خاليه بينما قال بجدية  : اسمعي الكلام ده عشان مش هعيده تاني ومش عاوز منك اي تعقيب

... انا قلتلك قبل كدة اني غلطت... بس في الاول   وفي الاخر انتي مراتي واللي عملته ده حقي ... كلمه اغتصاب دي تنسيها ومش عاوز اسمعها منك تاني خلاص اللي حصل حصل تحت أي مسمي الا الكلمه دي.... عارف اني جرحتك بس كله بسبب اللي اهلك عملوه واستفزازك ليا وانتي برضه شفيتي غليلك مني.....! 

دلوقتي بقي في بينا طفل ومضطرين نعيش علي الأساس ده.... من دلوقتي انتي هتأقلمي نفسك علي كده... انتي ام ابني.... 

لية

.. ؟ازاي.. ؟واللي حصل؟ .... كل دي اسئله خلاص اجابتها مش هتفرق...! ودلوقتي 

من غير نقاش قومي خدي دوش علي مااجهزلك الاكل...

قبلان تفتح فمها كان بشير لها باصبعه بتحذير : انا قلت من غير نقاش نفدي اللي قلت عليه


.......... 

وقف هشام امام منزل حمزة الذي نظر اليه بأزدراء ما ان راه... 

: عاوز اية ؟

قال هشام بانكسار ; عاوز بنتي 

سخر حمزة : ... مالكش بنات عندي... 

قال هشام بتوسل : كفاية اللي عملته فيها.... ارحمها هي ملهاش ذنب 

نظر اليه حمزة وهتف بحدة : ليها اكبر ذنب ان واحد خاين وغدار زيك يبقي ابوها 

اومأ له هشام بانكسار : عندك حق.... 

تهكم حمزة : ده من امتي ... 

نظر اليه هشام قائلا ; حمزة بيه.... سيب سيرين ترجع لأمها وانا اوعدك اني هرجع سيدرا..... انا بقالي شهر بحاول اوصلها وقربت  صدقني.... 

انتي حمزة الانقضاض علي هذا الحقير ولكن ماان لمح بطرف عيناه سيرين في انعكاس المرأه اتيه خلفه بعد ان خرجت بخطي بطيئة من غرفتها  تستمع الي حديثهم لتتغير خطته علي الفور وقد انتوي ان يعرفها الحقيقه....! 

نظر حمزة الي هشام الذي تشعشع الندم بملامحه مليا قبل ان يقول ببطء، مدروس :عاوز بنتك ياهشام 

قال هشام بلهفه : اه 

رفع حمزة حاجبه قائلا ; طيب انا مستعد اسيب بنتك.. واعمل نفسي مصدق انك هتسلمني الكلبه بنتك التانيه وكمان اعمل نفسي مصدق انك توبت  ....

رفع هشام راسه بعدم تصديق بينما تابعت سيرين تقدمها منهم تستمع لحديث والجهة معه ولاتنكر ارتجافه قلبها حينما استمعت له يقول لابيها انه سيتركها..... 

نظر حمزة اليه وقال بفحيح : . بس عشان تتوب صح لازم تعترف بذنبك..... كدة ولااية ياهشام

رفه ابيها راسه متساءلا :يعني اية ؟

نظر اليه حمزة ببرود : يعني عاوز اسمع منك عملت كدة ليه 

قال هشام باندفاع: انا معملتش...قاطعه حمزة بحزم ; . لو هتشغل اسطوانه الكذب بتاعه معملتش، حاجة وماليش  ذنب هفقد اعصابي وارميك برا وادخل اطلعه علي بنتك 

قال هشام بسرعه : لا.... لا....

تسمرت قدم سيرين بالأرض وقد شعرت بصفعه قويه تدمي قلبها حينما نطق ابيها بخزلان ;.. انا طمعت..... وقتها سيدرا لعبت بيا وشيطاني غلبني وطمعت....سلمتها حساباتك كلها و زورت تقرير الضرايب... اردف هشام يسرد علي حمزة كل ماحدث بينما لتنتحب سيرين بدموع غائرة وهي تستمع لما فعلته اختها وما لم يوقفها ابيها عنه.... 

قال هشام اخيرا بندم : مكنتش اقصد....صدقني    ... مكنتش،اقصد.... طمعت غصب عني طعمت... بس مكنتش فاكر انها هتعمل كل ده 

انا مستعد ادفع التمن بس بنتي ملهاش ذنب سيبها ابوس ايدك 

لمعت عينا حمزة بالتشفي بينما تهادت شهقات سيرين الباكيه الي اذن ابيها بعد ان تلقت تلك الطعنه..... 

نظر اليها هشام بمفاجاه فلم يكن يتمني يوما ان تستمع ابنته لحقارته ليقول باسف :سيرين 

انت... انت هزت راسها بهستريا 

ليقول هشام بانكسار... سامحيني ياسيرين.... تعالي معايا يابنتي وانا هفهمك 

توقف حمزة امامه هاتفا بجمود : تجي فين؟ 

نظر اليه هشام قائلا ; انت قلت هتسيبها 

قال حمزة بتشفي وقد وصل لمبتغاه وهاهي تري ابيها علي حقيقته ;رجعت في كلامي 

نظر هشام اليه ليمسك حمزة بيد سيرين التي ارتخت قدماها من صدمتها واوقفها خلفه بينما قال لهشام : بنتك تبقي مراتي وابني في بطنها... وعرفت دلوقتي انك حرامي خاين... تفتكر ليك عين تبصلها

ظلت قدماها الهلاميه واقفة بينما دموعها المكسورة تنهمر بصمت ليدفع حمزة هشام خارجا بينما همس بجوار اذنه.... ااه نسيت اقولك... 

انا هسجنك ياهشام وقريب اوي كمان هدفعك تمن عملتك.... ولو علي بنتك متقلقش هتشرف جنبك هي كمان لأني انا اللي هوصلها... برا ياكلب ياحرامي... 

انهارت سرين وتعالي صوت بكاءها فقد انهزمت قوتها لينظر اليها ويضغط علي عيناه بقوة فلماذا يتمزق لرؤيه دموعها انها ابنه ذلك الذي تأمر عليه ودمره وهاهو اعترف .... لماذا القي بوجهها الحقيقة بتلك القسوة   .... لا ينكر انه أراد هذا... هل لتكون له... ولكن هل سينسي يوما انها ابنته واختها.... هل أراد أن يكسرها بتلك الطريقه لتتوقف عن مقاومته... لايعرف شيء سوي انه يريد أخذها بحضنه ووضع جرحه علي جرحها ليري من منهما سيداوي الاخر بعد كل ماحدث 

امسك بذقنها يقول بمشاعر :سيرين 

ابعدت يداه عن ذقنها واسرعت الي غرفتها ليتركها تواجهه صدمتها....! 


........ 

امتلئت نظرات جمال بالتشفي بينما يقرأ تلك المعلومات التي حصل عليها والتي جعلته سيدرا مقابل المال يعرف كل شيء عن  حمزة لتعرف خطوتها القادمه ولكنه اخفي عنها خبر زواجه لاختها مؤقتا ليستخدمه لاحقا فهي خبيثه بغاية الذكاء ويعرف انه لابد أن يؤمن نفسه ضد غدرها .. 

قالت سيدرا بثقة : انا لازم اخلي حمزة روحة في أيدي عشان ميقدرش، ياذيني 

قال بخبث: وده ازاي 

قالت وهي ترفع حاجبيها :الشركة اللي هتورد له المعدات.... انا وصلت ليهم ومش هيكون عند عزام الصاوي اي مانع انه يتعامل معايا... 

هتف بداخله : يابنت الشيطانه 

قالت بوعيد :لو حمزة فكر ياذيني هساوية بالأرض المرة دي... 

............ 

كانت ليلة صعبه للغاية عليها وهو تركها لتجمع شتات نفسها.... 

في الصبح دخل الي غرفتها يوقظها وهو يعلم أن النوم لم يطرق جفونها .... سيرين 

هتفت بقهر دون أن تنظر اليه ;عاوز اية 

قال بثبات: قومي عشان تاكلي 

قال بصوت مختنق : مش عاوزة 

هتف بقسوة تعمدها : مش كل شوية هنعيد نفس الكلام.... 

قالت بوهن ; قول لنفسك 

: يبقي تسمعي الكلام وتأكلي اللي في بطنك مالوش ذنب في اللي بيحصل 

صمتت بانكسار لم يعهده بها فهي تأكدت ان ابيها فعلها 

قال برقه وهو يقترب منها : سيرين قومي كلي انتي ماكلتيش من امبارح 

: قلتلك لا وسيبني في حالي 

قال باصرار : وانا قلت هتاكلي..... 

ويلا قومي عشان عاوز انزل عندي شغل 

: مقلتلكش اقعد جنبي 

: ماشي... مش هقعد جنبك 

انا نازل وانتي مش صغيرة وهقفل عليكي الباب.... بس لو فكرتي تخرجي ياسيرين هتشوفي مني وش مش هيعجيك. 

هتفت بوهن :متهددنيش

اومأ لها بحنان : ماشي ياستي اسف ممكن تأكلي بقي 

غص حلقها فهو مضطر ان يفعل كل هذا من أجل الطفل الذي انجبر عليه.....


....... 

... 

دخل زين سريعا الي مكتبه هاتف : حمزة عندي ليك خبر بمليون جنبه 

نظر اليه حمزة : اية 

قال زين : الحادثة بتاعتك 

طب جبينه : مالها 

صعقه حمزة ; كانت متدبرة 

تهكم بمرارة فهو شك بهذا حينما فقد محمود سائقه السيطر ة علي السيارة بدون مكابح ; وانت فرحان اوي 

قال زين باعتذار ; لا طبعا.... بس  الخبر ده يساوي ملايين 

نظر اليه حمزة ليكمل زين : ملايين التأمين.... 

ربت علي كتف صديقه وتابع :اسف ياحمزة... انا بس فرحت لما عرفت ان الشركة هتدفع فلوس التأمين...وانت عارف احنا محتاجين الفلوس دي اد اية وخصوصا انك مصمم ترجع فلوس جدك 

اواما له حمزة بمرارة ; عندك حق مش مهم مين دبرها المهم حاليا الفلوس... 

لازم حاليا ادوس علي اي حاجة عشان ارجع تاني زي ماكنت واقدر اخد حقي 


..... قطب عبد الحميد جبينه بمفاجاه حينما وجد حمزة امامه 

اية ده.. ؟

قال حمزة بجمود : فلوسك ياحج عبد الحميد 

: ومين قال اني عاوزها. 

هز كتفه :ولا انا عاوزها 

هتف عبد الحميد من بين أسنانه : حمزةةةة

قال حمزة ببرود : نعم ياحج

:كفاية ياولدي... 

هز كتفه : كفاية فعلا... انت دفعت فلوس عشان شركتي وانا برجعها

قاطع حديثهم دخول جدته التي باندفاع ارتمت بحضنه تهتف ببكاؤ ;  

ابوس ايدم ياحمزة ياولدي كفاية بقي.. كفايه جفا بقي ورحمه امك. 

بكت نبيله كثيرا وهي تعتذر وكذلك عيد الحميد ليقول حمزة بجمود وهو يتماسك امامها : طيب.... بس انا لازم امشي مراتي لوحدها 

أفلتت الكلمات الغير راضيه من فم عبد الحميد :بنت الحرامي 

التفت اليه حمزة بحدة : لا... مرات حمزة السيوفي... وام ابنه 

تهكم عبد الحميد : كمان 

اسكاته نبيله ; عبد الحميد... كفاية بقي 

اومأ عبد الحميد لسحب نفس طويل : 

ماشي ياحجة.... هسكت انا كل همي صالحك 

ياحمزة  


.......... 

عاد بعد منتصف الليل ليجد باب غرفتها مغلق ليدخل بخطوات بطيئة يتطلع اليها وهي تعتصر جفونها يدري انه سيضغط عليها 

... لذا تركها وانصرف.... 

دفنت وجهها بوسادتها تبكي بقوة طويلا بينما يعتصر الألم بطنها وهي تتجاهله.... فوجع قلبها اكبر بعد ان اقرت انها احبته وبنفس الوقت تعلم أن لاسبيل لهذا الحب إلا الوجع بعد مافعله ابيها واختها.... 

طال المها حتي لم تعد قادرة علي تحمله لتزحف من الفراش ولاتجد ملجأ لها سواه.... 

ااه... اااه

زحفرت بألم تجاه غرفته تهتف باسمه لأول مرة .... حمزة..... 

انتفض من نومه ليراها تبكي بقوة وتمسك بطنها ; سيرين مالك؟ 

قالت بألم ينهش بها : تعبانه اوي..... اااه 

تعبانه اوي 

قام ناحيتها بذعر ; متخافيش... تعالي.. تعالي ارتاحي وانا هكلم دكتور 

ماان امسك بها حتي تمسكت بملابسه واعتصرتها بقبضتها وقد سلب الألم أنفاسها : خدني المستشفي.... 

حملها وأسرع بها الي المشفي وهو يمسح حبات العرق المتصببه علي جبينها لتشعر بيد

ه تمسك بيدها بحنان وقلق... متخافيش انا جنبك. 

تلقي صدمه موجعه اخري حينما قال الطبيب : 

للأسف الجنين مفيش فيه نبض.. لازم ينزل

تلجم لسانه.. فالصدمات اقوي من احتماله 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !