ستكونين لي الفصل الرابع والعشرون

0


كانت النهاية المثاليه لتلك الليله ان ينعم كلاهما باحضان زوجته لولا تعالي رنين الهاتف.... فقد انزلقت قدم نادين وسقطت علي السلم الرخام أثناء نوبتها الليله بالمشفي لينتفض كلاهما ويسرع اليها..... 

... 

......

كانت نادين قد انهت مرورها الليلي وسارت بهذا الرواق الطويل متجهه الي درجات السلم الرخامي وهي تدون بعض الملاحظات وتغلق القلم وتضعه بجيبها ولكنه يسقط من يدها فيتشتت تركيزها وتنحني تلتقطه دون أن تنتبه الي تفويتها لاحدي درجات السلم فتنزلق قدمها وتهوي مطلقه صرخة عاليه انتبه عليها العاملين بالمشفي والباقيين بهذا الوقت... ركضت الممرضه ليلي بهلع وهي تصيح دكتورة نادين..... 

جحظت عيون دكتور إبراهيم الذي كان يدخل من ابواب المستشفي الزجاجه بنفس الوقت أثر استدعاءه لحاله طارئة ليسرع ناحيتها ماان رأها تقع.... كل شئ حدث بسرعه لم استوعبها نادين ولكنها أدركت ان اصطدام رأسها بحافة الدرج مؤكدة لتغمض عيناها وهي ترفع يدها بحماية حول راسها لتشعر بألم شديد  أثر اصطدامها قبل ان تفقد الوعي 

........... 

لم يصل اليها دكتور إبراهيم في الوقت المناسب ولكنه كان من اول الواصلين ليحملها وسط حالة من الهرج لأكثر من طبيب وممرضه اسرعوا ناحيتها..... 

............ 

.... فتحت نادين عيونها تشعر بألم شديد في انحناء جسدها لتتذكر سريعا وقعتها..... حمد الله علي السلامه.... كان صوته الرجولي هو أول مااستمعت اليه لتدير عيناها ناحيته فتجده مائل فوقها تماما يتفحصها بقلق... 

حمحمت وحاولت ان تعتدل ليقول سريعا ;متتحركيش دلوقتي 

قطبت جبينها ليقول بهدوءه المعتاد وهو يمسك بمعصمها يقيس نبضها... 

:الوقعه اثرت عليكي لازم ترتاحي 

قالت بصوت خافت وهي تقام تلك الكهرباء التي سرت بجسدها أثر لمسته : انا كويسه 

هز راسه : انتي مش كويسه خالص

عقدت حاجبيها باستفهام : اية اللي حصلي ؟ 

قال بهدوء : رجلك اتكسرت 

جذبت نفسها لتعتدل جالسه تنظر لقدمها مردده : اتكسرت 

اومأ لها قائلا : اه وياريت متتحركيش لغاية مانعمل اشعه نطمن ان الوقعه مسببتش اي ضرر 

هزت راسها قائلة باقتضاب : لا مفيش داعي 

انا كويسة 

: لا طبعا لازم نعمل إشعه

قالت باقتضاب ; دكتور إبراهيم افتكر اني دكتورة وعارفة اللي بتقوله ده كله وعشان كدة بقولك مفيش داعي 

رفع حاجبه بغيظ ولكنه سريعا ماقال بهدوء :بس حاليا يانادين انتي مريضه وانا الدكتور... وانا اللي اشوف واقرر اية اللي له داعي وأية اللي مالوش.... 

احتقن وجهها بالغضب وهي تنظر بهدوء ملامح وجهه التي تغيظها فابعدت عيناها عنه بحنق ورفعت يدها تتلمس موضع هذا الألم الشديد بجبهتها وهي تتبرطم :  انا عاوزة اروح لتتفاجيء به يمسك بيدها ويبعدها عن جبهتها قائلا يزجرها كالاطفال ; انا مش قلت متتحركيش قبل مانعمل الاشعه ....

أفلتت منها الكلمات : انا اعمل اللي يعجبني 

زفر بنفاذ صبر قائلا : نادين انتي  واخدة عشر غرز في جبينك غير كسر رجلك.... اية تحبي يكون ف ايه تاني عشان تفضلي مكانك نص ساعه نعملك فحص ونطمن عليكي 

دخلت اليها احد الممرضات لتقول : دكتور إبراهيم احنا جاهزين 

هز راسه قائلا : تمام خدي دكتورة نادين علي الاشعه وانا جاي حالا 

خرج من الغرفة لتزفر نادين بحنق وتمسك بهاتفها تتصل بمراد وجواد... ليس من عادتها ان تقلق احد بشؤنها ولكنها بحاجتهم الان..... يجب أن تغادر بأسرع وقت....! 

ظنت ان هذا الحب الذي كان من وجهه نظره  مراهقه واعجاب من  تلميدة لأستاذها قد انتهي بعد كل تلك السنوات ولكنها مخطئة فمنذ ان عادمن الخارج والتقته صدفه بمنزل زوجه عمها وبصدفه اخري انتدب للعمل بالمستشفي الذي تعمل به وهي تشعر بذلك التخبط... لقد غيرت مناوبتها لتكون بعيده عن مواعيد مناوبته فهي لاتريد ان يكون بينهما اي شئ ولو حتي مجرد سلام بين زملاء هي لاتريد ان تراه فكلما رأته تتخبط بتلك الطريقة وكانها عادت تلك المراهقه من جديد وتخشي ان يري تخبطها فهو لايفهم بالمشاعر.... انه يحكم عقله بكل شئ..!! وهي لا يكون لدي عقلها اي سلطه علي قلبها ماان تراه امامها.... 

تفاجأت به يعود الي الغرفة بجبين مقطب ; ليلي قالتلي انك مش هتعملي الاشعه 

قالت نادين باقتضاب ;  دكتور إبراهيم قلتلك  انا كويسة مفيش اي داعي.... وانا متشكرة اوي يادكتور علي اهتمامك... 

نظر الي عيونها التس تبعدها عن عيناه التي اشتاقت اليها والي تلك الطفله المجنونه التي تختبيء خلف قناع الطبيبه العاقلة ليقول بنبرته الرجوليه ;  نادين انتي مش ملاحظة انك بتقولي دكتور إبراهيم كتير مع ان يعني احنا بقالنا سنين نعرف بعض وانا بقولك نادين من غير القاب .

نظرت اليه قائلة : السنين اللي كنا نعرف بعض فيهم.... طول عمرك دكتور إبراهيم... وانا نادين الطالبه بتاعتك... وحتي هنا انت دكتور إبراهيم المنتدب للإشراف علي قسم القلب وانا يادوب نادين... دكتورة صغيرة اد كدة...  فطبيعي تكون  انت دكتور إبراهيم وانا نادين

طول عمرك استاذي وبتعلم منك

كانت كلماتها تحمل مغزي مانطق به قبل سنوات ينهي حبهم يخبرها انه الاستاذ وهي الطالبه وان إعجابها به شئ سيمر بمرور الوقت وانها لا تفهم مشاعرها... 

تنهد ابراهيم قائلا ; بس بعد السنين دي الأستاذ طلع مبيفهمش حاجة... وطلعت الطالبه بتاعته اشطر منه 

التوي صغرها بابتسامه ساخرة : فعلا 

هز راسه قائلا بمعني خفي  : وطلع ان القلب اقوي من العقل وهو اللي صح 

اشاحت بوجهها قائلة : بيتهيالك يادكتور..... 

انت دكتور قلب وعارف انه مالوش اي دور لو العقل قرر يقف عن العمل.... إنما القلب لو وقف عادي اوي يرجع يشتغل تاني.. 

انفتح الباب فجأه ليدخل منه جواد مسرعا.... نادين....  اية اللي حصل ؟

حمحمت لتنقيه صوتها : مفيش ياجود انا بس وقعت من علي السلم ورجلي اتكسرت

انا بس كلمتك عشان تروحني 

قال إبراهيم... مفيش هروح يانادين قبل متنعمل الاشعه 

التفت جواد اليه ليقول باستدراك وهو يتذكرة :ازيك يادكتور 

: اهلا جواد بيه 

: متأسف ماخدتش بالي من القلق علي نادين 

هز راسه ; مفيش،مشكله... وكويس انك جيت عشان تقنعها تعمل الإشاعات عشان نطمن ان الوقعه مأثرتش، عليها

التفت جواد الي نادين باستفهام ; انتي مش عاوزة تعملي الاشعه ليه 

قالت : انا كويسه ياجود اطمن... عاوزة بس اروح 

: معلش، خلينا نعمل الاشعه ونروح علي طول 

لازمهم ابراهيم بكل الخطوات لتتلاقي عيون نادين بعيون جواد الماكرة ليهمس بينما ابراهيم ينظر لتلك الاشعه  : هو مش كان دكتور بالعقل.... اية اللي غيره

أفلتت ضحكة نادين الخافته مردده : دكتور بالعقل 

: اه مش الحيوان ده قالك كدة زمان 

قالت باندفاع : متشتمهوش

رفع حاجبه : نعم يااختي 

خفضت عيناها بارتباك : لا يعني.. قصدي بتشتمه ليه... 

فرك جواد راسه ونظر اليها لتبعد عيناها علي الفور قائلة :  الاشعه كويسة مش كدة 

اومأ لها ابراهيم بابتسامه سرعان ماتلاشت وهي تقول : يلا ياجود روحني 

قال إبراهيم باندفاع : لا... يعني قصدي 

خليكي كان يوم نطمن عليكي 

قالت : لية كام يوم... انا كويسة 

لحظات واندفع مراد من الباب بقلق : نادين حبيتي اية اللي حصلك

احتقن وجهه ابراهيم ليلاحظ جواد تغيير ملامح وجهه ماان وجد مراد يسرع ناحيتها بقلق شديد سرعان ماانقلب لمزاح....جاسباني علي ملا وشي و كل القلق ده عشان الكام غرزة دول.. انا قلت بتموتي لما كلمتيني 

قالت نادين : عندك حق انا غلطانه... كنت كلمت جواد بس هو اللي بيقف جنبي 

داعب وجنتها : انا كدة هكسرلك رجلك التانيه 

نظر جواد بطرف عيناه لإبراهيم الذي يشتعل غيرة واضحة للعيان ليقول جواد لمراد : روح انت خلص إجراءات خروجها عشان نمشي 

نظر اليها ابراهيم قائلا : ال ٣ اسابيع ياريت بلاش تتحركي فيهم... وانا هبقي اجي اطمن علي الجرح واشوف الغرز

قال جواد بمكر ; دكتور إبراهيم... هو انت غيرت مجالك... انا اعرف انك دكتور قلب

حمحم ابراهيم بحرج قائلا : مم عندك حق... بس يعني شغل الطواريء كلنا عارفينه 

اومأ له جواد وعاد لينظر الي نادين التي ماان

انحني ناحيتها ليحملها حتي  اندفع ابراهيم... : استني متشيلهاش

التفت جواد اليه باستفهام ليقول بتعلثم ووجهه محتقن :

اصل.. يعني بلاش تشيلها... انا هخلي واحدة من الممرضات تجيب كرسي افضل

يعني عشان.. عشان كدة افضل

.... لحظة وراجع

ماان خرج ابراهيم حتي مال جواد هامسا تجاه نادين :ده شكل دكتور عقل بتاعك بيغير ولااية 

احمر وجهه نادين وقالت بتحذير : جواد بس واتفضل روحني 

هز راسه وظل واقفا لتساله بحنق : انت مشلتنيش ليه

التفت اليها جواد ضاحكا :  انتي هتتكلكي...! اشيلك ليه ماهو قال هيجيب كرسي 

ولا عاوزاة يولع اكتر ماهو والع 

طفرت بغيظ واشاحت بوجهها ليكمل بمكر ;

وبعدين ابقي خلي دكتور عقل يشيلك..... واضح انه هيشيل قريب

زفرا بحنق : انت بايخ وانا غلطانه اني كلمتك

ضحك بمكر ; ماانا  مستغرب من امتي نادين بتكلم حد يلحقها 

نظرت الي جواد بجدية : بصراحة مش عاوزة ابقي معاه في مكان واحد.... خايفة احبه تاني ويجرحني تاني 

... حبيته يعرف اني بعد السنين دي مش لوحدي وان عندي حياة واسره وناس بتخاف عليا

ماما طبعا كانت هتعمل فيلم وهتحبه اول ماهتشوفة وتشوف فيه العريس المستقبلي لبنتها العانس.... قلت انت ومراد احسن.

ربت جواد علي كتفها : ابن ال... مبيشوفش الحيوان ده ولااية... حد يطول واحدة زيك تحبه... ومين دي اللي عانس يااحلي واجمل دكتورة في الدنيا... 

ضحكت ليداعب وجنتها قائلا : وبعدين انتي هتشتغليني يابت انتي... .. ده شكله واقع فيكي.. انتي مش شايفاه قلقان وغيران ازاي

هزت راسها : انت متعرفوش  .... سيبك من نظراته وكلامه.... في الاخر بيحكم عقله 

............. 

...... 

جلست ساندي بانتظار مراد الذي تفاجيء بها 

تبتسم له بهدوء : حبيبي حمد الله علي السلامه 

: حبيتي  انتي لسه صاحية 

هزت راسها وقامت لتخلع سترته : اه.... نادين عامله اية ؟

داعب خصلات شعرها بحنان قائلا ; الحمد لله... 

دخل الي الفراش لتنكمش بحضنه متنهدة مطولا بسعاده قبل ان تهمس له ; تعرف ان الوقت اللي كنا فيه بعيد عن بعض مكنتش، يعرف انام 

نظر اليها بابتسامه لتوميء له بحب : الفترة خلتني اعرف اد اية انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك 

مال تجاه شفتيها ليلتقطها بين شفتيه قائلا :ولاانا اعرف اعيش من غيرك 

..... 

......... 

ضيق جواد عيناه بغيظ قائلا : زهرة عارفة لو شفتك بطبق الزيتون تاني هعمل فيكي اية 

زمت زهرة شفتيها قائلة بجبين مقطب : جود 

قال وهو يمسك الطبق من يديها : جود اية بس   ... هو انتي حامل في أية بالضبط الواد ده مش بياكل غير زيتون

هزت راسها ليمرر يداه بحنان علي خدها قائلا :طيب مش بتتوحمي علي حاجات غريبة وصعبه 

هز راسها لتساله باستنكار : وانت عاوزني اطلب منك حاجة  غريبة 

هز راسه بابتسامه : اه وانا هتطلع عيني وهجيبهالك.. اتوحمي انتي بس 

ضحكت قائلة : ياسلام غاوي تعب انت وخلاص 

قال بابتسامه : ياستي اتعبيني براحتك

أحاط عنقه بذراعيها قائلة بدلال تستغل الفرصه : يعني لو طلبت منك اي طلب هتوافق 

تسارعت دقات قلبه ليحيط خصرها يقربها منه وهو يهز راسه مأخوذ بدلالها الذي يفقده عقله : اطلبي اللي انتي عاوزاه 

نظرت اليه ثم عضت علي شفتيها قائلة : عاوزة اروح الشغل معاك 

لمعت عيناه بالعبث فهي تستخدم اسلحتها ضده.... لم يقل شئ بل مال تجاه شفتيها التي تأسرها بين أسنانها يأسرها بين شفتيه يقبلها بتلذذ لدقائق قبل ان يرفع عيناه هامسا : ها.. قلتي اية؟ 

قالت بانفاس متخبطة... بقولك... الشغل.... ارجع الشغل 

مال مجددا تجاهها ولكن تلك المرة وشفتاه تقبل عنقها المرمري تلك القبله التي بعثرت أنفاسها.... ااه أفلتت منها تأوه مستمتعه  بيننا عضتها أسنانه ليهمس بمكر  : ها يازهرتي.... بتقولي اية بقي 

حاولت التحدث ولكنه ابتلع شفتيها بين شفتيه وهو يتراجع بها الفراش لتنسي عن أي شئ كانت تتحدث وهو يهرب بمكر من طلبها.... حمقاء ان ظنت انه سيدعها تغادر المنزل....! 

........... 

.... 

اتسعت ابتسامه الهام في الصباح حينما جلست هي وساندي كعادتهما صباحا في انتظار مراد لتناول الافطار لتقول : وحشتيني اوي ياساندي 

: وحضرتك والله ياطنط 

: نورتي بيتك 

:شكرا ياطنط 

قالت سالي  التي انضمت لهم بابتسامه : مبروك رجوعك بيتك ياساندي 

:الله يبارك فيكي ياحبيتي 

نزل مراد ليقول بمرح ;

استر يارب.... العصابه اتجمعت تاني 

وكزته الهام : ولد اتلم

ضحك قائلا ; وانا قلت حاجة.... انا بس مش مرتاح للتجمع ده

قالت الهام : بس يامراد... وبعدين ماانا وساندي طوب عمرنا بتقعد مع بعض..... وانت عارف اني بحبها

قال مراد بمرح :حبيها براحتك اهم حاجة بلاش... دور ريا وسكينه تاني والنبي 

زجرته الهام بحدة : انا ريا وسكينه

ضحك لتهز راسها :  فعلا معرفتش اربيك

ضحك الجميع ليقوم مراد قائلا وهو يقبل راس والدته : عاوزة حاجة ياأمي

هزت راسها بابتسامه : لا ياحبيبي

التفت الي سالي ; عاوزة حاجة ياسالي

: مرسي يامراد 

جذب يد ساندي لتوصله الي الباب لتتفاجيء به يقبل خدها قائلا بحنان : عاوزة حاجة ياحبيتي 

اتسعت ابتسامتها كثيرا قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي. 

عادت ساندي اليهم بابتسامه واسعه من رومانسيه التي افتقدتها...! 

قالت الهام : انا هروح انا وسالي اطمن علي نادين ياساندي تحبي تجي معايا 

اومات لها : اه ياطنط طبعا 

........ 

...... 

... 

أحاط جواد خصرها بذراعه وهي تعقد له ربطة عنقة.... وبعدين بقي في التكشيرة دي 

نظرت اليه يجبين مقطب كالاطفال ; وهفضل مكشرة كدة كتير 

:لية بقي 

: عشان انا زهقت من القعده في البيت... انت هتنزل انت وعمر وانا هفضل قاعده زهقانه لوحدي مش لاقيه حاجة اعملها 

رفع حاجبه ; يعني هي دي كل مشكلتك  

تفاجأت به يخلع ربطة عنقه ويليقيها قائلا ;ولا تزعلي هقعد انا كمان معاكي 

نظرت اليه بغيظ فهو يقطع عليها كل السبل لعودتها للعمل... جواد 

: نعم 

: انا فاهماك... انت بتاخدني علي قد عقلي عشان ماارجعش الشغل 

داعب وجنتها بحنان ; انا بسايسك ياروحي مش باخدك علي قد عقلك 

زمت شفتيها ليبتسم بهدوء... شفتي بقي انا زوج مثالي ازاي 

: والله 

هز راسه وانحني ليحملها ويتجه بها لفراشهم ويجلسها بحضنه  وهو يقول : بصي بقي ياروحي انا طبعا هرفض وانتي هتصممي وانا هصمم واقول لا 

برضه... وتقوم خناقه كبيرة انا بقي بختصرها... يبقي انا زوج مثالي ولا لا 

اغمضت عيناها تكتم ابتسامتها وهي تقول باقرار : مثالي طبعا 

قبل جانب شفتيها لتضع يدها علي صدره وتفتح عيناها قائلة : بس انا برضه مصممه 

مال بها الي الخلف : وانا مصمم... 

تعالي بقي نشوف رأي مين اللي هيمشي 

شهقت وافلتت ضحكتها الناعمه ماان تحركت يداه تجاه جسدها يدغدغها ليبتلع ضحكتها بين شفتيه ويغيبا سويا بقبله انتهت بجوله شغوفه من جولات حبه ليرتمي بعد فترة طويلة  فوق صدرها بانفاس لاهثه ويغمض عيناه بنشوة فائقة.... 

وضعت زهرة راسها فوق صدره واغمضت عيناها التي لمعت بها سعادتها ودقائق وكانت ذهبت في النوم.... قبل جواد رأسها برفق وتسلل بهدوء شديد من الفراش 

ليرتدي ملابسه ويذهب الي العمل وعلي شفتيه ابتسامه واسعه يتخيل غضبها ماان تستيقظ.... بعد ساعتبن

ضحك عاليا ماان أجاب الهاتف ليأتيه صوتها الغاضب حينما استيقظت لتجده غادر ... انت ضحكت  عليا 

ضحك بصخب قائلا ; طيب انا مستعد اصلح غلطتي 

قالت بوعيد : انت كمان بتضحك... ماشي لما ترجع 

.......... 

...... 

توسدت ساندي صدر مراد العاري تمرر اصابعها فوق عضلات صدره للحظات قبل ان تعتدل جالسه وتسحب لوحها الرقمي قائلة... نسيت اقولك.. مش شاهيناز بنت خالتو جابت بيبي 

ابتسم قائلا : مبروك 

جلست بجواره واستندت الي كتفه وهي  تفتح الصور قائلة بابتسامه .. بص ياحبيبي حلوة اد ايه.... كيوت اوي 

ابتسم لها ليتفاجيء بها تقول : اية رايك احنا كمان نجيب بيبي

هز راسه قائلا : طبعا ياحبيبتي... انتي اللي كنتي عاوزة تأجلي 

رفعت نفسها اليه لتحيط عنقه بذراعيها قائلة : عشان كنت غبيه 

مرر يداه بحنان علي ظهرها لتشاكسه قائلة :علي فكرة ياموري .... 

انا مبطله الحبوب..... يعني اللي جاي انت وشطارتك...

رفع حاجبه وهدرت الدماء بعروقه لترتسم ابتسامه ماكرة علي شفتيه وهو يقول : انا وشطارتي.... طيب تعالي بقي 

ضحكت ساندي ليلتهم شفتيها بين شفتيه ويغيبا في سحابة ورديه تحاول فيها ساندي إصلاح اخطاءها الماضية...... ولكن ليس كل الأخطاء يمكن إصلاحها وكان هذا الوضع بالنسبه لنانسي التي تشجعت وفكرت بتفاؤل انه قد يغفر ماضيها وقد يمنحها فرصه لحياة جديدة ولكن هذا يحدث بالافلام فقط.... إنما الواقع تظل هي فتاه ليل وليس أمجد فقط وإنما اي رجل لايقبل ان تكون ام لطفله...... 

اغمضت عيناها بألم تتلقي صفعه تلو الاخري من أمجد الذي استشاط غضبا وغاب تعقله ماان أخبرته انها حامل..... صفعات وركلات وصراخ وضرب عنيف ... اندفعت الصور الي راسه وتتابعت ذكريات تلك الليله حينما تسبب بمقتل طفله ببطن زهرة ليتوقف فجأه مكانه يلهث بعنف يستوعب مايحدث.... انها حامل بطفل منه.... هل هناك عقاب أشد قد يقع عليه... يفقد ابنه عمر وجنين امه زهرة ويكون له طفل من امرأه كنانسي.... لا لا هز راسه بعنف ومال ناحيتها حيث تكومت علي الارضيه تبكي بألم وتحيط بطنها بذراعيها.. امسك يخصلات شعرها بعنف.... انتي قصدتي تحملي يابنت ال.... 

هزت راسها ببكاء شديد.. لا والله ياامجد.. 

: اخرسي يابنت ال.... متنطقيش اسمي واوعي تفكري اني ممكن اسمح يكون ليا ابن منك... 

انهمرت دموعها واحاط بطنها بقوة تقول بتوسل : ابوس ايدك ياامجد بلاش تقلته

دفعها بقوة للخلف ليدور حول نفسه بغضب اهوج... لن يسمح بأن يكون له طفل من امرأه مثلها وايضا لايستطيع قتل طفل اخر له..... 

انهمرت دموعها المتوسله وهي تدرك انه مستحيل ان يتركها تكمل بهذا الحمل ; مش هطلب منك حاجة.. بس سيب ابني يعيش.. ابوس ايدك ياامجد... حتي خده مني ومتخليهوش يعرف اني امه كفاية اعرف انه عايش كويس.... 

وحياة اغلي حاجة عندك... أمجد.... امسك ذراعها بقوة صارخا ; قلتلك متنطقيش اسمي علي لسانك. الو.... ده 

اسمعي يابت انتي.... انتي مش هتكوني اغلي عندي من مراتي ام ابني......! اوعي تفكري ان اللي في بطنك واللي انتي عارفة كويس هو  جاي ازاي 

هيكون بديل لابني اللي اتحرمت منه 

لو عقلك صورلك اني ملاك وهقول ده تعويض ربنا تبقي غلطانه... ده ابن حرام عمره ماهيشوف النور... 

بالذوق كدة تخلصي منه بدل مااخلص انا عليكم انتوا الاتنين.... 

فاهمه !

زجرها وهو يمسك خصلات شعرها بعنف : انطقي فاهمة 

هزت راسها بخضوع.. فاهمه 

..

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !