الفصل الثالث والثلاثون
الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تحرك جاسر بعصبيه شديده بينما لا يتوقف عن اشعال سيجاره تلو الأخري بعد أن عاد قبل دقائق الي المنزل ووجدها لم تعود
وماهي الا لحظات وكانت ماس تضع المفتاح بالباب وتدخل لتتفاجيء بجاسر يزمجر بها بغضب : كنتي فين ؟!
عقدت حاجبيها بينما لم تسعفها الكلمات حينما تفاجات به يمسك ذراعها بغضب مكررا سؤاله : بسألك كنتي فين ؟!
هتفت ماس به بانفعال بينما لأول مرة يتطاول عليها بتلك الطريقه : سيب ايدي ياجاسر.
صاح جاسر بغضب اعماه : ردي عليا ومتجننيش
......انا روحت ليكي البنك قالوا مجتيش النهارده. .....كنتي فين ؟!
ازدادت حده نبرته بينما تابع : اييييه كمان اخرتها مطلعاني طرطور قدام الناس ميعرفش انتي فين .....
ملئت الدموع حلق ماس الجاف بينما تصطدم كل لحظه بالمزيد والمزيد من جفاء طباعه وعصبيته دون مراعاه لما تشعر به فكل ما اهتم له هو حديث الناس بينما لا يهتم بما كان قد يكون حدث لها .....ظلت ساعات تدور بلا هدف وعقلها ومشاعرها يتنازعون بين حياتهم التي تنهار وبين الحب الذي جمعهم وبين كل ما عاشته بحلوه ومره معها .... لا تصل إلي شيء بينما عصبيته تدمر كل شيء وكأنها طوفان جارف ....لا تريد أن تتحدث مع أحد لتعرف الصواب والخطأ في حياتهم وما يحدث بينهم بينما هو الوحيد الذي كانت بحاجه للحديث معه وليس طرف آخر قد يقف بصفها أو صفه بينما ليس من المفترض أن يكون هناك صفان متنافران بل كيان واحد يجب أن يتماسك ويصمد أمام تحدي واجهه حياتهم ملئت نظرات العتاب عيونها وهي تقول : كل اللي فارق معاك شكلك ؟!
كما مليء العتاب نظراتها مليء الغضب نظراته بينما يزمجر بغضب اهوج لا يعرف كيف الطريق الي السيطرة عليه وكل لحظه تمضي بينهما يشعر أنها تبتعد عنه أكثر تفقده صوابه وتجعله لا يري أنه السبب : ردي ومتهربيش....!!
احتقن وجهه ماس التي دفعت العتاب بعيدا ورفعت عيناها إليه بهجوم : مش محتاجه أهرب .... كنت بلف بالعربيه
نظر لها باستهجان : يعني ايه بتلفي .... في واحده تعمل اللي عملتيه ده .....
أومات له ماس بانفعال وصل إلي قمته : اه عشان كنت مخنوقه من تصرفاتك ومش عارفه اروح فين ..... نظرت له بنفور واضح وتابعت بصوت منفعل وانفاس متهدجه : انت شايف نفسك بقيت عامل ازاي ولا بتتصرف معايا ازاي ....متوقع مني ايه ....ماهو يا كنت هنفجر أو ابعد عشان احاول افكر في سبب تصرفاتك
اصطدم جاسر بكلماتها التي نبعت من قمه ضغطها وبفطره ترفض الاعتراف بالخطأ حاول القاءه عليها قال باستهجان : وانتي مش عارفه سبب تصرفاتي
هزت ماس راسها ونظرت إليه بغضب انفجر به : لا مش عارفه ....مش عارفه ايه اللي خلاك مرة واحده تتحول لشخص غريب معرفهوش مش بيعمل حاجه إلا أنه يضغط عليا ويتحكم فيا بكل طريقه ممكنه مع أنه عارف أنه كدة بيدمر حياتنا ....حياتنا اللي جنبتني منها واخدت فيها قرار لوحدك وبلغتني بيه من غير ما تشاركني فيه ..... ومع ذلك شايف اني انا اللي انانيه وانك انت المظلوم .....ازدادت حده نبرتها بينما تابعت بقهر : انت حتي مفكرتش تسألني انا عامله ايه ولا حاسه بأيه .... مفكرتش تطبطب عليا وانا طول الليل بعيط جنبك ...اخدك غرورك واتماديت في أوامرك وجاي تحاسبني كنت فين ..... حقك بس انا فين حقوقي
امتلئت نظراتها بالعتاب بينما تشتت نظرات جاسر وهو يستمع إلي كلماتها التي بالرغم من قوتها إلا أنها عكست قهر كبير مليء قلبها : مش عاوزة حق في شغل عاوزة حق في قلبك اللي بتقول بيحبني ومع ذلك مش بيعمل حاجه إلا أنه يجرحني ....
رد عليا بتحبني ازاي وانت بتعذبني كل شويه وبتدمر حياتنا وبتخليني اكرهك بسبب تصرفاتك
لاحت الصدمه علي وجهه جاسر حينما نطقت بتلك الكلمه .....تكرهه !!
نشب نزاع دامي بداخله بينما أراد هو الآخر الانفجار ولكنها ربحت حينما اخذت زمام المبادرة .....ربحت حينما لعبت علي اوتار حبه وطالبته بحقوقها فيه ....ربحت حينما دعست بقوة علي اكثر ما يخشاه وهو خسارتها.....!!
كلمات كثيره وردود أكثر دارت بعقله بتلك اللحظه ولكن لسانه لم ينطق بشيء بينما أدرك أن أي كلام بينهما الان لن يصلح شيء بل سيزيد الدمار .....وقفت ماس أمامه وصدرها يعلو صعودا وهبوطا من فرط انفعالها وتلك الكلمه التي غادرت شفتيها جرحت قلبها أكثر مما انجرح هو فهي لا تدرك كيف استطاعت أن تنطق بتلك الكلمه ولكن دون إرادتها ولد ضغطه عليها الانفجار الذي كان لابد أن يحدث لعله يفيق ....!!
ابتلع جاسر جفاف حلقه ونظر لها نظره حملت الكثير قبل أن يبعد نظراته ويحرك قدمه تجاه الباب ....
ارتجفت شفاه ماس ولاح الاستنكار علي ملامحها بينما كانت مغادرته هي الرد علي كل ما قالته وكان هذا هو الافضل من وجهه نظر جاسر الذي شعر أن اي كلمه منه أو منها أكثر ستؤدي لمزيد من الدمار لحياتهم
أمسكت ماس ذراعه توقفه هادره بانفاس غاضبه : هو ده ردك علي كلامي ....
نظر لها جاسر واراد نطق الكثير ولكنه تمسك بزمام صمته قبل أن يقول باقتضاب : انا مسافر بكره وهاخدك تقعدي عند اهلك عشان اعصابك ترتاح ....
تركها وانصرف بينما ظلت ماس واقفه مكانها علي شفا الوقوع بتلك الهوه السحيقه من الدمار النفسي بسبب الحزن علي كل ما يحدث بينهما و التي لم تلبث الا لحظات وابتلعتها بداخلها لتترك ماس لدموعها العنان والتي ازدادت انهمارا حينما خانتها كل إرادتها وهي تخطو الي داخل الغرفه التي شهدت حبهما وهاهي تشهد فراقهما بينما وقعت عيناها علي تلك الحقائب التي جهزها جاسر فهاهو شبح الفراق يجثم فوق صدرها محطم كل اراده لها تجعلها تفكر ولو للحظه بأنه السبب أو المخطيء .....
بقيت ماس وقت طويل جالسه تضم ركبتها إليها وتنظر الي تلك الحقائب تحاول إقناع نفسها بأنه السبب في المشكله بينهم ولا تريد التفكير بالفراق ...تهرب وتهرب ولكن الي اين الهروب ....!!
لتجد نفسها تقوم وتجذب حقيبتها تضع بها ملابسها بينما بداخلها لم تعترف انها تراجعت بل أنها تحارب حتي لا تكون تلك النهايه بينهما .....
حاولت الي النهايه وليس معني محاولتها الرضوخ ستذهب معه لأنها تحبه ولا تحتمل فراقه ولن تكابر مثله
وتتغنج بغرور زائف ....!!
بقي جاسر جالسا بأحد الاماكن لوقت متأخر ورأسه يغلي والصراع المشتعل ليس فقط بين عقله وقلبه بل كرامته وغرورة وكبرياءه تجاذب كل منهم طرف للصراع .... أحدهما يلومه والاخر يلقي باللوم عليها وتلك الدوائر التي يتحرك بها لا تنتهي ويبدو أن لا نهايه لها وليت كان لديه القليل من شجاعه ماس مع نفسها والتي ما أن اعترفت لنفسها بأنها تحبه ولا تقوي علي فراقه وأن هذا الشعور اقوي من شعورها بالغضب منه وأن هذا شيء طبيعي فهو حبيبها وليس عدوها حتي بدأ الارتياح يسري بداخلها ويبدأ الصفاء يغزو سماء عقلها وترتب أولويات حياتها والتي كان هو أولها لذا أخذت قرارها بمرافقته ..... عاد جاسر قبل الفجر بقليل بينما لايريد ان يتخيل أنه لن يراها بالليله التاليه..... نظر إليها وقد أغمضت عيونها ونامت وتمني لو يعود الزمن بضع ساعات فلا يتحدث معها ويزيد الجفاء بينهما ..... يتمني لو ياخدها بحضنه قبل أن يسافر ويمليء رئتيه برائحتها.... قاوم عقله كثيرا رغبته ولكن كانت الغلبه لصوت قلبه لتشعر ماس بذراعه تحيط بها ويقربها إليه .....لحظه كانت الفارقه لكلاهما بينماكان قلبها يشعر بصقيع ضاري وما أن احاطها بذراعيه وضمها الي صدره حتي شعر بالدفء وذهب صقيعه ...
لتعجز عن تفسير مشاعرها بتلك اللحظه وهي تستسلم الي حضنه .....هل هذا هو الحب ....!! الحب هو ما يحول مشاعرنا بلحظه من قمه النفور الي قمه التوق ....
الحب هو الوحيد القادر علي ازاله كل خلاف بلحظه لقاء بين القلوب ....كل تنافر ينتهي بهذا الحضن الذي كانت بحاجه اليه كما كان جاسر بالضبط بل وأكثر ليزيد من ضمها إليه ويغمض عيناه وقلبه ينطق بألف اعتذار ممزوج بألف عتاب أنها لم تراعي ضعف وانانيه قلبه في حبها .....أنه الحب الذي لايعترف بكلمات أو شجار ويضع كل شيء جانبا ما أن يدخل المحبين الي محرابه ....
.........
....
أسرعت ليليان بأقدام لاتقوي علي حملها تهتف ببكاء وهي تحاول جذب تلك الحقيبه من يد صالح : لا ياصالح مش هتمشي ....صالح ....
ابعد صالح يد والدته برفق ونظر لها بأسف : معلش يا اني غصب عني
نظرت له بعيونها الباكيه ترجوه : عشان خاطر امك متمشيش
نظر لها بأسف : سامحيني يا ماما ...لازم امشي
عقد رافت حجر فوق قلبه الذي لم يسمح له يوما بأن يتحكم به بينما يربي ابنه بحزم كما تربي ونشأ ...فهو رجل وعلي ابنه أن يكون مثله ....لا يعترف يوما بحب أو مشاعر فالرجل رجل قادر علي التحكم بكل شيء فكيف لا يقوي علي التحكم في قلبه المزعوم .... أنه يفعل الصواب هذا ما ظل يردده لنفسه كما ردده من قبل وهو يبعد تلك الفتاه عن طريق ابنه .... لم يندم ولو للحظه والان أيضا لن يفعلها ....أنه يريد صالح ابنه وليس هناك اب يكره مصلحه أولاده مهما اختلف معهم فدوما يري الآباء شيء لا يراه الأبناء لذا هم محقين وهو محق فتلك الفتاه لن تجلب لحياه ابنه الا العناء ...ذلك المال الحرام الذي نشأت عليه سيقف دوما حائل بينهما ويجلب الشؤم لحياتهما ...... ابيها ولعنته لن تفارقهم يوما وسيحمل أحفاده دماء هذا الرجل وتلك المراه التي استحلت سرقه ابيها ولم يرجف لها جفن ....تلك الفتاه التي كانت علي وشك سجن ابنه وضياع مستقبله لن يكون لها مكان بحياته ابدا ....الجميع يراه مخطيء وهو لايهتم ويرفض أن يصرخ بهم ويخبرهم أنه فعل الصواب .....ماذا يتوقعون من اب بلحظه كان ابنه سيضيع من بين يداه ويوصم بالسارق طوال حياته ...بأي وجهه عادت تلك الفتاه الي حياته ...بأي حق تمزج حياتها الملوثه التي امتلئت برجال امثال ابيها وزوجها ووالدتها بحياتهم النقيه وتدخل إليها ....لا لن يتراجع فهو محق وان جعله العالم أجمع مخطيء فهو اب يدافع عن ابنه كما تضع القطه أطفالها بين أسنانها ويتهمها الجميع بأكلهم بينما ماهي الا تحاول حمايتهم ....!!
.........
...
بوجهه محتقن تحركت فيروز ذهابا وإيابا بالغرفه التي أشار مهران لها برفق أن تصعد اليها ولم يدعها تعرف سبب وجود عمها ....
اوما مهران بهدوءه المعتاد قائلا : ماشي ياحاج فاروق يومين وارد عليك
حك فاروق ذقنه قائلا : يومين كتير يا مهران .... وبعدين انت مش محتاج تفكر قولتلك المكسب مضمون
اراح مهران ظهره الي مقعده قائلا بتمهل : المكسب مش كل حاجه ....
رفع فاروق حاجبه : امال ؟!
قال مهران بتفكير : احنا كده هنضر الحاج رياض في شغل الفاكهه
قال فاروق بعدم اكتراث : ولا بنضره ولا حاجه ....كل واحد وشطارته
اوما مهران : معلوم بس برضه مينفعش نضاربه في شغله بالطريقه دي .....
حاول فاروق إقناع مهران الذي سرعان ما انهي الحديث وهو يعتدل واقفا قائلا : عموما زي ما قولتلك سيبني يومين وهرد عليك
اوما فاروق علي مضض حينما لم يجد رغبه من مهران في متابعه الحديث ليعتدل واقفا هو الآخر ويمد يداه إليه قائلا : هستني ردك
اوما مهران قائلا وهو يوصله الي الباب : شرفت. .
اتجه الي الدرج ليتقابل من بسمه ولكنه دون تعمد كان يتجاوزها ويتابع صعوده وهو يخرج هاتفه الذي تعالي رنينه .....وقفت بسمه مكانها تتطلع في أثره وغصه قلبها تنحرها بينما حتي لم يلقي عليها التحيه وتجاوزها وكأنه لم يراها .....
ما أن أجاب مهران حتي جاءه صوت ليليان الباكي : الحق صالح يا مهران
انخلع قلب مهران : ماله صالح .
قالت ليليان ببكاء : اتخانق مع ابوه وساب البيت ومش عارفه راح فين
اوما مهران يهدئها : طيب اهدي وانا هشوفه وهطمنك ...
اغلق مهران وخطواته تتجه الي الغرفه التي فتح بابها وهو يطلب رقم صالح مرارا حتي أجاب .....ما أن فتح باب الغرفه حتي أسرعت فيروز إليه بلهفه لتسأله عن سبب وجود عمها ولكنه تحدث بنفس اللحظه الي صالح الذي اجاب اخيرا : انت فين ياصالح وايه حصل ؟!
قال صالح باقتضاب : بعدين يامهران. ...
: طيب قولي انت فين وانا جاي لك
هز صالح رأسه : أنا رايح اسكندريه متشغلش بالك يامهران انا كويس
: طيب طمني عليك لما توصل
اوما صالح واغلق الهاتف لتفتح فيروز فمها بسؤالها ولكن عاد مهران ليتحدث في هاتفه ويطمئن والده صالح لتزم فيروز شفتيها بصبر نافذ حتي انتهي وسرعان ما كانت تسأله باندفاع كعادتها : كان هنا بيعمل ايه ؟!
لم يكن عقل مهران صافي لأي حديث وكانت متسرعه ومخطئه في اختيار التوقيت ليقول باقتضاب بينما عقله بما حدث لصالح : كان بيتكلم معايا في موضوع
قالت بتطلع الي المزيد بينما لم تشفي إجابته المقتضبه فضولها : موضوع ايه ؟!
قال مهران باقتضاب وهو يرسل رساله لجاسر يخبره بما حدث ليكون بجوار صالح : شغل يافيروز
قالت بعناد : أيوة هو ايه ؟!
قال مهران بعدم اكتراث وهو يرسل رسالته :
هتفهمي لو قولتلك يعني ؟!
هتفت فيروز باندفاع : شايفني جاهله ولا غبيه
نظر لها مهران بنفاذ صبر وهو يضع هاتفه جانبا : ولا ده ولا ده شايفك عاوزة تعملي مشكله
رفعت حاجبها باستنكار : قصدك ايه اني بعمل مشكله ....مجنونه انا
انفلت مهران بانفعال : انا اللي هتجنن يابنت الناس..... جري ايه لكل ده ما كنا كويسين
قالت فيروز بعناد : انك مش عاوز تجاوب علي سؤالي
زفر قائلا : جاوبت وجوابي معجبكيش
أومات له بعصبيه : اه ....عشان المفروض ميكونش في بينك وبينه شغل
رفع مهران حاجبه باستنكار : اذا كان في بينا نسب ...ميكونش في شغل ازاي ؟!
هزت كتفها وتابعت بنفس العصبيه : انت عارف اللي بينه وبيني
نظر لها مهران بتحذير من علو نبرتها : وانتهي خلاص
هزت راسها بانفعال : منتهاش ومش هينتهي ..... وانا بقولك اني مش عاوزة يكون بينك وبينه شغل ولا اي حاجه
استنكرت ملامح مهران : افهم من كدة ايه.... بتمشي كلامك عليا ؟!
اشاحت بوجهها عنه وهي تقول بتهديد لم يستسيغه مهران ابدا : معرفش اهو ياكده يا اما مش هتشوف وشي تاني
امسك مهران ذراعها بغضب مزمجرا : ردي عليا كويس وانا بكلمك بنت الناس
واياك تديري وشك وانتي واقفه قدامي ...... !!
نزعت ذراعها من يده وخرجت الي الشرفه بغضب ليزفر مهران بعصبيه ويخرج ويترك لها الغرفه
........
..........
وصل صالح قبيل الفجر ليقف متردد أمام بابها الذي لم يتجرأ علي طرقه بالرغم أنه بحاجه اليها ....لا يحتاج لشيء إلا هي بحياته ...يريد أن يخبرها بما حدث لتخبره أنها بجواره وهذا هو ما يكفيه لشد عزيمته والوقوف بوجهه ظلم أبيه ومحاوله قمعه .....اتجه بعزيمه مشتته الي شقته المقابله وجلس علي أول مقعد أمامه وترك الباب مفتوح وعيناه علي بابها الذي سينغلق بوجهه أن نفذ أمر أبيه .... ذلك الأمر الذي كان كسيف حاد النصلين .....نصل سيقتلها أن تزوج بأخري والنصل الآخر سيقتلها أن خذلها ولم ينفذ وعده بحمايتها وتوفير حياه امنه لها ولاخيها المريض ستنتهي أن سحب أبيه منه كل شيء ..... !!
.........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....
بدأ الظلام ينقشع شيئا فشيئا ومعه خيوط الفجر الأولي تبدأ بارساء انوارها .....وهاهو جاسر الذي لم يغمض له جفن يرفض الاستماع لنداء عقله بأن الوقت قد حان للفراق ويتمسك بقربها وبأبقاءها بحضنه الذي جعلها تنام لا تفكر بشيء ....وهاهي فيروز مازالت تصارع اشباح وهميه برأسها عادت لتتغلب علي حياتها من جديد وتفقدها حلاوة ما بدأت تشعر به حينما استسلمت لكراهيه عمها الذي لن تنسي ظلمه لها ولابيها من قبلها بينما مهران جلس واجم يتطلع الي المسافات التي تضعها بينهم وكلما ظن أنه قطعها تعيده الي بدايتها التي لا ييأس من تجاوزها مره بعد الأخري وهو مقتنع أن تلك الفتاه التي التقاها اول مره ماهي الا طير جريح انهكته الحياه بصراعتها باكرا بعد أن فقدت ابيها وهو يريد أن يعوضها ويشعر بحاجتها إليه مهما أنكرت ولكنه كلما حاول تضميد جروحها تنفض جناحيها وترفض ظنا منها أنه سيجرحها هو الآخر بينما كل ما علي ذلك الطير فعله هو سكون جناحيه والاطمئنان الي يداه .....بينما صالح كان واقف مكانه كعادته ينازع صراعات بداخله ولايقوي يوما علي أخذ قرار لإنهاء أي صراع بينما كانت دوما صراعاته اكبر من ان يكون حلها قرار ....فكل قرار يأخذه الي هاويه سحيقه بلا نهايه .....وهناك من يختلق صراع كما حال مي التي لا تدرك كم هي محظوظه بعدم وجود ما تصارعه في حياتها التي أبت أن تنظر إلي مزاياها ونظرت دوما الي مزايا آخرين رأتها فقط بمرأه زائفة لا تعكس الحقيقه وكل ما تراه به هو مجرد قشره جميله سواء لقصه حب كما قصه ماس وجاسر التي لا تدرك كم يصارعون حتي لا تنتهي وكما حياه هادئه تنعم بها ولا تشعر بقيمتها وكل ما تراه هو نعم الآخرين فقط بينما اكبر نعمه هي رجل يحتويها كما يفعل مالك الذي وضع رأسها فوق صدره واحاطها بذراعيه كما يحيطها بداخل قلبه الذي يتصنع لها الحجج والاعذاز ويتمسك بحبها ولايري بها عيوب مؤمنا أن حبه قادر علي اصلاح تلك العيوب إن لم يراها ...... الشمس تشرق علينا جميعا ولكن كل منا بداخله هم او فكر يشغله ويلهيه عن تأمل هذا الشروق الذي ربما تأمله يكمن به الكثير من الحلول أن فكرنا فقط بأن اشراق يوم جديد يحمل الكثير لنا وقد يغرب بحال ويشرق بحال اخر لذا ربما علينا استقبال الشروق وتأمل الخير بكل صباح .....!!
فتحت ماس عيونها حينما شعرت بغياب دقات قلبه اسفل راسها الذي كان فوق صدره لتنتفض جالسه سريعا وتألقت حولها بخوف شديد جعل قلبها يدق بجنون حينما تخيلت للحظه أنه غادر لتهدا دقات قلبها حينما شعرت بخطواته بالخارج ...قامت بلا تفكير واسرعت تركض خارج الغرفه لتناديه نبرتها العاشقه : جاسر
توقف جاسر مكانه بينما حارب نفسه كثيرا وهو يستعد للمغادره رفضا أن يتوقف امامها حتي لاتنهار عزيمته الزائفة بأنه سيتحمل الابتعاد ....
التفت لها ليتوقف الزمن وهو يراجع تفاصيلها التي يعشقها بينما تحب أن تسير بأقدام حافيه صباحا لأنها تكره أي صوت لحظات حتي تفيق وتبدأ بتمرير يدها علي خصلات شعرها المبعثر تجمعه اعلي راسها وهي تضع قهوته التي يجب أن ترتشف منها اول قطره بمرح أنها تتذوقها ولكنها فقط تبحث عما يبعد النعاس عن عيونها ....يعشقها تفاصيلها وهي تتحرك هنا وهناك ترتدي ملابسها وتأخذ اكبر حيز من المراه بينما يقف هو بعيدا يهندم ملابسه التي يدرك كم هي غاضبه لانه ككل صباح يترك اختيارها لاخر لحظه فيربكها وهي تبحث هنا وهناك عن قميص لم يكن جاهز له وهو لا يغير عادته ويختار ملابسه بالمساء لتجهزها له كما تطلب دوما ....يعشق الطريق الطويل الذي لا يشعر به وهم يتجاذبون الحديث ويعشق تلك القبله التي يخطفها وهو يتركها إمام عملها يعشق ذلك الأفطار الذي يفاجأها به احيانا فيجعلها تحلق فوق السحاب ....يعشق تلك الفتاه بانهاك لم يعد قلبه قادر عليه بينما كل تلك التفاصيل التي يعشقها لن يعيشها وهي بعيده عنه ....
: انت ماشي
اوما دون قول شيء لتقول بعتاب : من غير ما تقولي
هز كتفه وقال بكذب : مرضتش اقلقك ....
غص حلق جاسر بقوة بينما يتابع وهو بقوة يكبح نفسه من ضمها إليه بينما غالبه اشتياقه لها منذ الآن واشعل لهيب بقلبه ليقول بصوت حاول قدر استطاعته ان يكون ثابتا :: خدي بالك من نفسك....مالك هيعدي ياخدك كمان كام ساعه ..انا كلمته واتفقت معاه
أومات ماس وظلت واقفه مكانها تنظر اليه بعيون ملئها العتاب فكيف سيتركها ويبتعد
تابع جاسر وعيناه تحاول الهروب من عيونها : ماس نظرت له ليقول بصوت حنون وقلبه متمزق حرفيا فهي صغيرته التي سيتركها بعد أن اعتاد وجودها بحياته : متسوقيش لو الجو مطر عشان مش هتعرفي تتحكمي في العربيه ابقي خلي محمود يوصلك أو خدي تاكسي
.....متعبييش نفسك وكلي عشان انتي بتكبري دماغك وتفضلي طول اليوم من غير اكل .....كلي خضار وحاجات مفيده مش مكرونه بس
....بلاش تتقلي في القهوة والسهر ولا تطلعي السلم بسرعه عشان بتتكعبلي
لمعت الدموع في عيونها دون إرادتها بينما يتابع كل تفاصيلها التي يحفظها عن ظهر قلب ولكنه أغفل اهم تفصيل وهو أنها لا تستطيع الابتعاد عنه ...!!
انحني يحمل حقيبته ليتجه الي الباب ولكن أوقفه صوتها : جاسر
التفت لها قائلا : نعم
نظرت إلي عيناه بعتاب : مش هتاخدني في حضنك قبل ما تسافر
هز جاسر رأسه بينما هذا اخر ما سيفعله والا لن يخرجها من بين ذراعيه ليقول بنبره حاول أن تكون حازمه : لا
رفعت ماس حاجبها مردده : لا
اكتفي بهز رأسه لتساله وهي تنظر في عيناه :
ليه ؟!
هل يخبرها أن كل إرادته ستتحطم أن بقي دقيقه أخري امامها ....هل يخبرها أنه لايستطيع الابتعاد عنها هل يخبرها أنه كره عدم قدرته علي اظهار مشاعره مثلما تفعل هي حتي ولو بالدموع ليبتلع غصه حلقه القويه قائلا وهو يستدير : سلام ياماسه كلميني طمنيني عليكي لما توصلي عند مامتك وانا اول إجازة هتلاقيني قدامك
اتجه الي الباب ولكن عاد صوتها ليوقفه : جاسر
التفت اليها لتتجه إليه بخطوات متمهله وهي تتطلع إليه بعتاب
قالته بصوت ممزوج بالدموع : هتقدر تسافر من غيري
صمت وهو يريد أن يختفي من امامها فهو بالكاد يسيطر علي إرادته بينما هي من إرادت وهو امتثل لرغبتها علي مضض ولكنه لايستطيع أن يضغط عليها برغبتها أن تكون معه ...
لامست يداها يداه وهي تتوقف أمامه لتنفلت قبضته عن حقيبته فترفع ماس عيونها إليه قبل أن تنطق ببطء
وهي تقول كلماتها لتري وقعها علي ملامحه : ادخل هات شنطتي ونزلها علي ما اجهز
نظر لها بعدم تصديق لتنظر له بعتاب : لو انت متخيل اني اقدر ابعد عنك تبقي غلطان ....!!
.......
..........
تفاجات ياسمين وهي تفتح باب الشقه صباحا للذهاب للاطمئنان علي أخيها بباب شقه صالح المواجه لها مفتوح .....
لتسرع الي الباب وتنطق اسمه بفزع جعله يفتح عيناه التي عليها النعاس وهو جالس مكانه : صالح ...انت كويس ؟!
ابتسمت عيناه التي فتحها علي وجهها لينسي كل شيء عن صراعات وقرارات وأوامر ويبتسم لها : صباح الياسمين ....
غالبا الابتسامه عيونها الجميله : صباح النور ....اتخضيت لما لقيتك قاعد كدة ....انت كويس
اوما صالح وقال بصدق -: انا كويس طول ما انتي جنبي
ابتسمت له وقالت بدلال : عشان كدة جيت بسرعه مع انك قولت هتفضل يومين تخلص شغلك
اوما لها وعاد الحزن يخيم علي قلبه وهو يتذكر واقع حياتهم مهما قاوم : وحشتيني
ابتسمت له وقالت دون تفكير : وانت كمان ....
ابتسم لها بهيام : بجد يا ياسمين ...
أومات له بخجل ليسألها برجاء : يعني خلاص سامحتيني
أومات له وقد كللت السعاده وجهها لينتفض كل الحزن من قلب صالح الذي قال : حيث كده انتي رايحه فين ؟!.
: هزور عبد الرحمن
اوما لها قائلا وهو يسحب جاكيته ويرتديه : طيب تعالي نفكر سوا في أي مكان بعدين نروح زوره سوا
اومات له ليقاطع حديثهم اهتزاز هاتفه بينما لم تتوقف والدته عن الاتصال به لتقول ياسمين وهي تراه يتجاهل الاتصال : انت مش هترد
قال باقتضاب : بعدين
عقدت حاجبيها : بس طنط هتقلق عليك ....رد
أجاب علي والدته التي لم يغمض لها جفن وتورمت عيناها من كثره البكاء : صالح ....ابوك تعبان ...تعالي بسرعه
انتفض صالح بقلق : تعبان
قالت ليليان : اه ياصالح ....تعب بعد ما مشيت وجبت له الدكتور ...تعالي خليك جنبي انا محتاجه لك
نظرت ياسمين بقلق الي صالح : أن شاء الله يبقي كويس .....
نظر لها باعتذار : معلش يا حبيتي لازم امشي
أومات له : ولا يهمك ...المهم باباك يبقي كويس
تنهدت بثقل وتابعت : ياريت كنت اقدر اجي معاك ....بس ...بس انت عارف موقف باباك مني
اوما صالح وربت علي كتفها : متشغليش بالك بأي حاجه
انا هسافر اطمن عليه وهرجعلك
هزت ياسمين راسها : ابقي طمني
اوما لها قائلا : خدي بالك من نفسك وكلميني
...........
.....
قام مهران من جلسته الغير مريحه والتي بقي جالسها طوال الليل علي هذا المقعد لينظر الي فيروز النائمه ويهز رأسه بضيق بعد أن انقلب الحال بينهم .....دخل للاستحمام وخرج بعد أن ارتدي ملابسه ليجدها ما تزال نائمه فيجذب ساعته بهدوء من فوق الكمود بجوارها ويضعها بمعصمه ويتجه الي الباب ... ما أن سمعت فيروز صوت انغلاق الباب حتي فتحت عيونها بينما كانت تتظاهر بالنوم لتزفر بضيق بينما تري أنها لم تفعل شيء ليجافيها بعد أن كان يتقرب منها ....قامت علي مضض من الفراش وهي تحاول أن تستعيد ما اكتسبته منه خلال الأيام الماضيه من هدوء وحسن تصرف لتستبدل ملابسها وبداخلها تفكر ان تتحدث معه فهو بالنهاية وقف بجوارها كثيرا ولم يكن عليها إدخاله في العداوة بينها وبين عمها ....
رفع مهران رأسه تجاه بسمه التي نزلت الدرج خلفه لينظر إليها : مالك يا بسمه في ايه ؟!
نظرت إلي ملامح وجهه المكفهره لتقول بعتاب رقيق ماثل رقتها : انا اللي عاوزة أسألك مالك يامهران
عقد حاجبيه باستفهام لتقول بتوضيح وهي تهز كتفها : اصلك متغير معايا وبتتعامل معايا وحش
هز مهران رأسه بابتسامه هادئه بينما يكن معزه لها فهي بمثابه أخته الصغري ليقول : لا ابدا
هزت راسها بإصرار. : انت حتي امبارح شوفتني ومكلمتنيش ولا كلمه
ربت علي كتفها بأخويه قائلا : تلاقيني مأخدتش بالي ....حقك عليا ...
سخنت الدماء بعروق فيروز التي كانت تنزل الدرج ووجدته واقف أسفله ويربت علي كتف تلك الفتاه لتعض علي شفتيها بغيظ شديد وغيره لأول مرة تشعر بها بينما كل ما إرادته بتلك اللحظه أن تنقض عليهما وتجذب تلك الفتاه من خصلات شعرها بعيدا عنه ....ذلك الذكر الاحمق الذي يشابه أبناء جنسه فما أن استشعر منها خلاف حتي ركض الي أخري يستشعر منها الاعجاب ...ستقتله !!
لم تكن يوما ممن يتراجعون لذا أصدرت صوت لخطواتها أثناء نزولها الدرج لتتجه ناحيتهم وهي تقول بهدوء لا تعرف من اين اتت به : صباح الخير
اوما مهران لها : صباح النور
قالت بسمه هي الأخري علي مضض :صباح الخير
التفتت الي مهران وابتسمت له : شكرا يامهران
هز كتفه دون قول شيء فهو لا يعرف علي ماذا تشكره من الأساس وبسمه شكرته لانه عاملها بحنان ورفق اعتادته منه بينما كان هناك بالاعلي من يشكر الظروف والمتمثلة بتهاني التي ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفتيها بينما وقعت وتابعت كل ما حدث لتفكر كيف ستستطيع استغلاله ....
...........
....
وقف جاسر مكانه مأخوذ وغير مصدق ما نطقت به ماس التي ما أن أنهت كلماتها حتي اتجهت الي الغرفه وبداخلها شعوران متناقضان كعادتها أمامه ...إحداهما يخبرها إنها فعلت الصواب لحياتهما والاخر يراها قدمت تنازل اخر وفي النهايه ككل مرة تركض خلف صوت قلبها ..... لو كانت هناك سيارة إطفاء تحاول إخماد حريق ضاري لما استطاعت أن تفعلها بنفس السرعه التي استطاعت بها كلمات حبيبته أن تطفيء غضبه المتوهج ....فهي بكلمه منها أخمدت حرائق قلبه وعقله وقضت عليها وعاد العاشق المتيم بها ....
هل ارتسمت ابتسامه علي شفتيه ....ليست فقط ابتسامه بل سعاده تماثل سعاده طفل صغير حصل علي لعبته المفضله ...سعاده غزت كل كيانه وبلحظه محت كل ما كان بداخله من حزن وكمد ...
.........
...
بهلع تلتفت ياسمين حولها وهي تخرج بخطوات متعثرة من غرفه أخيها تبحث عن طبيب أو مممرضه لتسرع تجاه تلك الممرضه تسألها بقلب لهيف : لو سمحتي عبد الرحمن ....ثقل لسانها وهي تتابع :
عبد الرحمن حصل له حاجه ؟!
هزت الممرضه راسها بابتسامه هادئه : لا يافندم اطمني
حدود علمي أنه خرج
رفعت ياسمين حاجبها بعدم فهم : خرج ..؟! خرج ازاي ؟!
قالت الممرضه : والده نقله مستشفي تانيه
سألت بقلق : نقله فين ؟!
هزت الممرضه كتفها : معنديش فكرة
بغضب أمسكت هاتفها تتصل بابيها الذي لن يتغير ابدا ولكنه لم يجيب لتسرع الي منزله .....ما أن فتح الباب حتي هتفت ياسمين به باندفاع :
انت اخدت عبد الرحمن ؟!
قال عماد ببرود ؛
طيب قولي ازيك يابابا ولا نسيتي أن ليكي اب ؟!
نظرت له ياسمين بغضب : رد عليا عبد الرحمن فين ؟!
هتف عماد بسخط : انتي اللي تردي عليا وتقولي ليا انتي فين كل الوقت ده ....انا روحت الاوتيل وعرفت انك سبتيه ...روحتي فين ؟!
نظرت له ياسمين بانفعال : انت عاوز مني ايه ....مالك بيا اكون مكان ما اكون
هدر عماد بحده : من أمتي بتكلمي ابوكي بالطريقه دي ...
تنهدت ياسمين بحنق : من وقت ما بعتني للمجرم ده وانت مبقش ابويا .....
نظر لها عماد بغضب ولكن نظرات زياد الواقف مختبيء بأحد الأركان حذرته أن يتماشي معها بالخطه التي رسمها له لاستدراجها بعد أن عجز عن معرفه مكانها بعد أن تركت الفندق ليعرف أن أخيها هو نقطه ضعفها كما نقطه ضعف عماد الأموال لذا اتفق معه علي نقل عبد الرحمن الي مشفي اخر وهنا ستظهر ياسمين بل وستأتي بقدمها الي حيث يريد ....
سحبت ياسمين نفس عميق وقالت وهي تهز راسها رفضا من العوده لتلك الدوامه السوداء فهي قد وضعت قدمها علي أول طريقها الجديد : انا مش عاوزة اتكلم في اللي فات ....فين عبد الرحمن
اشار لها عماد وهو يتراجع الي داخل المنزل : ادخلي
دخلت ياسمين ولم تتخيل انها تدخل الي شرك نصبه ابيها لها لتتفاجيء بزياد امامها وقبل أن تخطو خطوة متراجعه كان زياد يقف أمامها بينما يوصد عماد الباب ....!!
.........
....خرجت ماس من الغرفه بينما استغربت عدم مجيء جاسر خلفها لتستمع الي صوت قادم من المطبخ فتتجه إليه لتجد جاسر واقف
عقدت حاجبيها باستفهام : انت بتعمل ايه ؟!
قال بهدوء وهو يشير الي تلك العلب التي وقف يغلقها بعد أن جهز بداخلها الطعام وكأن شيئا لم يكن
: جهزت ليكي ساندويتشات وفاكهه عشان الطريق ...كمان عملت عصير الفراوله اللي بتحبيه فريش زي مالدكتور قال تأكلي اكل مفيد
وقفت ماس مكانها بعيون متسعه بينما كررت لنفسها نفس جملتها السابقه أنه سيقتلها يوما ما بتناقضاته فهل من وقف يجهز لها الطعام هو من كان يصرخ ويهدد ويندد بها قبل ساعات ..... تنهدت بثقل دون قول شيء فقد احتارت في تفسير تصرفاته كما حيرها قلبها الذي يعشقه وكما اخذها بين ذراعيه ليله الامس وكأن شيئا لم يكن هاهو مجددا يفاجأها بما يفعله الان ....كم هو سهل أن توقفت زر عقلها عن العمل وعاشت كل لحظه بلحظتها دون أن تفكر في ما مضي ولكن الواقع ليس بتلك السهولة وعقلنا ليس له زر للنسيان وتلك التراكمات لا يمكن أن تنسي إلا حينما نواجهها ونحلها والا وقتها سيكون تجاهلنا لها مجرد تناسي مؤقت الي أن يحدث خلاف اخر فتتجدد كل تلك التراكمات .....!!
.........
...
بغيظ من نفسها اتجهت فيروز الي الدرج بعد انتهاء الأفطار بينما عجزت عن نطق كلمه واحده له لمحاوله استدراك ما حدث بالأمس وهاهو انهي إفطاره وسبقها لاستبدال ملابسه وسيخرج دون أن تتحدث معه. ...استجمعت شجاعتها وصعدت خلفه مقرره أن تتحدث ولا تخجل ليجتذب سمعها صوت تهاني التي قصدت أن يكون مسموع بينما تولي فيروز ظهرها : هو ده كل اللي حصل ياسحر ....قال لبسمه أنه ندمان علي الجوازه دي وكمان بسمه قالت ليا أنه كان هيكمل كلامه معاها لولا الحربايه مراته نزلت ...!!
احتدت نظرات فيروز وزمت شفتيها بحنق وهي تستمع لحديث تلك الخبيثه التي تظاهرت بالمفاجاه ما أن استدارت ووجدت فيروز امامها ...!!
.........
....
حدثت ماس نفسها وهي علي أول درب الجنون بينما بلحظه تحول ٣٦٠ درجه بينما كان يقود بمزاج هاديء بل وهناك تلك الاغنيه التي تحبها يدندنها وينظر لها كل لحظه والاخري بعيون عاشقه .....( هتجنني معاك !!)
التفت جاسر الي همسها الذي همست به لنفسها : بتقولي حاجه ياماسه ....
أعادت كلماتها بصوت عالي : بقول هتجنني معاك
تفاجات به يبتسم لها ويمد يداه يمسك يدها متسائلا : ليه بس يا حبيتي .....اتسعت عيون ماس بعدم استيعاب لسرعه تحوله من النقيض الي النقيض وكأنه بالفعل طفل ...طفل كان غاضب لحرمانه من لعبته لذا أخذ يصرخ ويحطم كل شيء وما أن حصل عليها حتي عاد بلحظه الي هدوءه وحسن مزاجه ....اجفلت ماس حينما رفع يدها الي شفتيه ليطبع قبله بداخل كفها ليستشعر جاسر منها الرفض حينما سحبت يدها من يده ونظرت تجاه النافذه بصمت ليعقد حاجبيه ويزفر بضيق فهو متاكد انها لن ترضي بتلك البساطه وان هناك شيء آخر خلف مجيئها معه ولكن بالواقع لم يكن هناك أي شيء إلا أنها بالفعل تحبه بالرغم من أنها تكره تصرفاته في بعض الأحيان
وكان هذا هو ردها حينما وصلوا الي المنزل الذي سيبقون به ليضع الحقائب أرضا ويتجه خلفها وهي تتطلع الي المنزل الذي لم يكن سيئا ولكنه مازال مكان غريب عنها ....شعرت به يقف خلفها وبلحظه يحتضنها من ظهرها ويضع رأسه في عنقها يشتم رائحتها أثناء تمرير شفتيه علي بشره عنقها الناعمه وهو يهمس : وحشتيني ...!
ابتلعت ماس ببطء وهي تهديء من ضربات قلبها المستجيب لقربه لتضع يدها فوق ذراعيه وتبعدها بهدوء من حولها وتستدير لتنظر له فتري علامات الامتعاض علي وجهه من أبعادها له عنها ....في ايه ياماس ؟!
نظرت له بعقلانيه بينما تقول : في ان انا مش بزرار ياجاسر هتدوس عليه فهنسي كل اللي حصل بينا ...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك