الفصل الثاني والثلاثون
الفصل السابق
تحدث جاسر بضيق واضح بما حدث ليقول صالح بتردد وهو يري ملامح وجه جاسر : عاوز رأيي بصراحه ياجاسر .... انت غلطان
عقد جاسر حاجبيه باستنكار : غلطان عشان ظروف شغلي اضطرتني اسافر وعاوزها معايا عشان ده شيء طبيعي ...
هز صالح رأسه : لا طبعا ...وانت بتصيغ الموضوع بالطريقه دي انت مش غلطان
بس انت متكلمتش معاها كدة .....انت قولت أمر و عاوزها ببساطه تقول حاضر وامرك
زفر جاسر وهز رأسه : ولا حاضر ولا امرك .....قولتلك شيء طبيعي تكون جنبي ومعايا بس اتفاجأت برد فعلها وأنها ماسكه في الشغل كأن ماليش وجود في حياتها
هز صالح رأسه قائلا : مختلفناش أنه شيء طبيعي تكون معاك واكيد طبعا وجودك مهم في حياتها وانت متاكد من كده ..... بس واحده واحده مش فرض
هتف جاسر باعتراض : فين الفرض ياصالح
نظر صالح له : امال اللي عملته ايه ؟!
قال جاسر بموضوعية من وجهه نظره : قولتلها في الوقت المناسب
رفع صالح حاجبه باستنكار : ده كدة وقت مناسب امال لو مش مناسب .....ضحك ليخفف من حده توتر الجو وتابع بمرح : وعمال تقول لمهران ابو الروس ابو الروس ..... ده طلع اعقل منك
ربت علي كتفه وتابع بجديه : ايه ياجاسر انت اكتر واحد عارف انها بتحب شغلها
اشاح جاسر ساخرا بحنق : اكتر مني
هز صالح رأسه : اكيد لا ..... بس اساسا ليه تدخل نفسك في مقارنه مع حاجه ؟!
نظر جاسر له ليتابع صالح بتوضيح : هي يعني لو قارنت بينها وبين عيلتك أو شغلك او حتي صحابك هتختار ولا مش هيكون في مجال للمقارنه
بالرغم من نظرات الاقتناع التي بدأت جليه علي وجهه جاسر إلا أن غروره وكبره في حبها رفض الاقتناع أن يكون هناك شيء آخر في حياتها سواه ...قمه الانانيه ولكنها انانيه مبررة من وجهه نظره فهو عاشق متيم ...!!
نظر صالح الي صمت جاسر وتابع : شوفت بقي أن المقارنه في الأساس ملهاش داعي .....ده كدة اول الغلط ... تاني حاجه وقت مناسب فين ده وقت مش مناسب خالص ...اولا هي لسه مترقيه وثانيا حامل وعامله حادثه وانت جاي تاخدها اخر الدنيا فجاه ...اديها علي الاقل مساحه أنها تستوعب الأحداث دي ....
صمت جاسر وهز رأسه بتسويف ليسأله صالح باهتمام :
هو ايه اللي حصل في الشغل اصلا وايه موضوع النقل اللي حصل فجاه ده ؟!
زفر جاسر قائلا : مش عارف .....محتاج افوق من اللي انا فيه عشان اعرف ايه اللي حصل من ورا ضهري..... الدنيا اتقلبت مره واحده مشكله الشغل و العربيه ومشاكلي مع ماس مش عارف افكر وافهم
اوما صالح ليقول برفق مراعيا حيره صديقه : عموما انت دلوقتي نفذ الأمر وهنشوف بعدها......
ساد الصمت لحظه ليفكر صالح بعدها يسأل جاسر : انت عامل عدواه مع حد تقيل ؟!
هز جاسر رأسه : لا
اشار صالح له : انت فاكر الواد ابن اللواء اللي كان في بينكم مشاكل
اوما جاسر قائلا : اه بس ده موضوع قديم ومفتكرش له يد فيها
تنهد صالح قائلا : عموما متستبعدش اي احتمال
.......المهم انك تحاول تحل مشكلتك مع مراتك
... سايسها ياجاسر وميبقاش خلقك ضيق ....الدنيا مفيهاش يا كدة يا خلاص ....مينفعش
قال جاسر باحتدام : لازم تعرف أن عندها معايا بيوصلنا لكدة
قال صالح بحياديه : انا شايف انك اللي بتعاند
زفر جاسر بحنق قائلا : وهي لما نزلت ولا عملت اعتبار لكلامي .....ازداد حنقه ليتابع متبرطما : لو معملتش كدة متبقاش هي
ضحك صالح قائلا : شوفت بقي انك حافظها ازاي ..... لازمته ايه المشاكل.... وبعدين ياراجل ده انا قولت هتتجنن من خبر جاسر الصغير اللي جاي في الطريق
تنهد جاسر بحزن : ملحقتش
اوما صالح مرتفقا بحاله صديقه : طيب نقطه ومن اول السطر ....صالحها
اشاح جاسر بوجهه دون قول شيء لينظر له صالح ويهز رأسه بينما يتذكر مقدار النصائح الحكيمه التي نكون قادرين علي منحها للآخرين ولكن حينما نكون بوسط الأمر لا نتصرف بنفس الحكمه وهاهو جاسر من كان يعطيه النصائح قبل أيام لا يستطيع حتي ابتلاع صحه نصائحه ....
...........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
...
زفر مهران بضيق بينما بصعوبه بالغه اقنع رياض أن يترك مها مع أخته حتي تهدأ وأخذ منه وعد بعدم المساس بها حتي يقوم بحل هذا الأمر ....
عقدت فيروز حاجبيها حينما دخل مهران الي الغرفه ليسحب ملابسه ويتجه الي الحمام بينما اكتفي بالرد باقتضاب علي سؤالها عما حدث : مفيش حاجه متقلقيش
خرج بعد أن ارتدي ملابسه لتسأله فيروز : انت خارج ؟!
اوما مهران وهو ينظر إليها من خلال المراه : اه مسافر
رفعت حاجبها بدهشه : مسافر كده فجاه
اوما مهران قائلا : اه زي المرة اللي فاتت هرجع علي الفجر
رفعت فيروز حاجبها وتبرطمت بحنق من غرابه تصرفاته فتلك المره الثانيه التي يسافر بها خلال يومان : دي كان عندها حق
عقد حاجبيه والتفت لها باستفهاك : هي مين ؟!
هزت فيروز كتفها : تهاني
رفع مهران حاجبه : تهاني حاف ؟!
ارتسمت ابتسامه ساخره علي شفاه فيروز الغاضبه : لا تهاني بالحشو ....نظر لها مهران بتمهل بانتظار المزيد بينما يقول : كان عندها حق في ايه تهاني ...؟!
هزت راسها : انك كل شويه بتسافر
تنهد مهران قائلا : وماله ....زهقان بفك شويه مع صحابي.
انفلتت الكلمات من شفاه فيروز : اعرف الرجاله لما بتزهق بتنزل القهوة مش بتروح اسكندريه
ضحك مهران قائلا : اعتبريها القهوة وعديها انا من امبارح في النكد ده
زفرت فيروز بغيظ : قصدك ايه بنكد
رفع مهران يداه بسرعه : مش قصدي اي حاجة
أومات فيروز : طيب ماعلينا انت هتسافر وتسيبني
عقد حاجبيها بقلق : ليه في حاجه ؟!
هزت فيروز راسها : اه افرض تهاني ضايقتني
قلب مهران عيناه بملل ولكنه تحامل علي نفسه ليقول برفق : معلش عديها بجميله عليا وانا هتصرف لو ضايقتك
أمسكت فيروز ابتسامتها بينما كانت الوحيده بجداره من استطاعت إخراجه عن طوره الهاديء لتتابع بدلال وتمهل : معرفش إذا كنت هعرف امسك اعصابي
قال مهران ضاحكا : لا امسكيها عشان خاطري
نظر لها وتابع بمكر : ولا ماليش خاطر عندك
احمر وجهه فيروز التي تهربت من سؤاله وهي تقول بسرعه : خدني معاك
نظر لها مهران باستفهاك : ايه ؟!
هزت كتفها : فيها ايه .....هروح اشوف ماس
: وهي ماس دي مش عندها حاجات تشغلها
: هتصل بيها وأشوف فاضيه ولا لا
تنهد مهران قائلا بمكر : طيب ولو اخدتك هنكمل موضوع تهاني في السكه الطويله دي ولا هنتكلم في حاجه تانيه
نظرت له فيروز بعدم فهم : معرفش
هز مهران رأسه وتابع بمكر وهو يقترب منها :
لا قوليلي عشان اعمل حسابي
: ازاي
: لو نكد اخد فلاشه اغاني النكد عشان عليها كام اغنيه نكد حلوين اوي ..... إنما لو حاجه تانيه أخذ الفلاشه التانيه
احمر وجهه فيروز التي انفلتت ابتسامتها الخجوله دون إرادتها لابعد عيناها عن عيناه سريعا بينما تقول بتعلثم ممزوج بخجلها : يعني .... بلاش نكد في الطريق
ارتسمت ابتسامه علي شفاه مهران الذي قال : عاقله ياست البنات ...!!
...........
.....
عقدت هويدا حاجبيها بقلق بعد أن أغلقت الهاتف مع ماس التي لم يعجبها نبره صوتها بينما ماس لم تفعل شيء إلا البقاء في الفراش طوال اليوم تهرب بالنوم من التفكير الذي اضناها وارهقها فكم تشعر نفسها ممزقه بين هذا وذاك .....أنها حتي لا تستوعب ماحدث لتنقلب حياتهم فجاه بتلك الطريقه ....غص حلقها وملئته المراره بينما تعبت من كثره إلقاء اللوم علي جاسر ....تعبت من الشعور بالنفور منه وكأنه عائق امامها وليس رفيق دربها وسندها في الحياه ...اعتادت الحريه منذ صغرها ...ليست حريه مطلقه ولكنها ضمن قيود من التفهم والتفاهم من قبل عائلتها ومعه تشعر أنها مقيده بقيود من عدم التفاهم ..... يفهمها ويحفظ طباعها كما تفعل هي ولكن مع اول خلاف يختفي كل هذا ويتعامل معها بسطوه ذكورته .....لماذا لا يفهم أن لا شأن لكيانه في حياتها بعملها أو بأي شيء آخر ....
تعبت كثيرا وساءت حالتها النفسيه خلال تلك الساعات التي مرت عليها وكأنها دهر طويل فاصعب شيء علي النفس هو عدم وجود ما يفهمها وهي لا تريد شيء إلا الجلوس بهدوء والتحدث سويا وترتيب حياتهم القادمه ....كم هي بسيطه طموحاتها وكم هي بعيده المسافه التي وضعها بينهم حينما ظن أن سياسه الأمر الواقع هي الطريق الأسهل أو أن رؤيته لحياتهم من وجهه نظره هي مسؤوليته وحده وأنها ليست شريك له بتلك الرؤيه واتخاذ القرارات ..... قامت ببطء من فراشها حينما تعالي رنين جرس الباب لتتجه إليه تفتحه وعلي الفور ترتسم ابتسامه علي شفتيها حينما وجدت ياسمين امامها
: جيت في وقت مش مناسب
هزت ماس راسها بترحيب : بالعكس ...اتفضلي
وضعت ياسمين قالب الحلوي علي أحد الطاولات : قولت اعمل ليكي حاجه حلوة
ابتسمت ماس : تسلم ايدك ....تعبتي نفسك
هزت ياسمين راسها : بالعكس أنا بحب المطبخ جدا
ضحكت ماس قائله : عكسي خالص انا مش بحب الطبخ
نظرت لها ياسمين : بتتكلمي جد ...ليه ؟! ده انا طول عمري بحلم يكون ليا بيت واسره عشان اعملهم الاكل اللي بيحبوه
نظرت لها ماس بابتسامه لطيبه قلبها وسماحتها لياخدهم الحديث مطولا تستمع فيه ماس الي ياسمين التي شعرت لأول مرة بكم كانت بحاجه الي صديقه مثلها
.........
....
اخيرا ظهرت ابتسامه علي شفاه جاسر بينما يسأله مهران
: انت بتضحك علي ايه ؟!
قال جاسر بمرح تعليقا علي زيارة ياسمين و فيروز لزوجته : انتوا اللي جبتوه لنفسكم وخصوصا انها مش طيقاني يعني جرعه حقوق المرأه هتكون مضاعفه
ضحك صالح وهز رأسه بينما رفع مهران حاجبه : انت بتقول ايه يا جدع ....لا وحياه ابوك صالحها انا مش ناقص ده انا عندي مدفع الي شغال لوحده مش محتاج تسخين
ضحك الثلاثه ليستدرك مهران سبب مجيئه وينظر الي صالح بقليل من التردد قبل أن يخبره بما حدث ....!!
عقد جاسر حاجبيه باستنكار بينما انتفض صالح هاتفا : انت بتقول ايه يا مهران ؟!
قال مهران بجديه : بقولك الراجل واقع في عرضك ياصالح
هز جاسر رأسه : انت مقتنع بكلامك ده يامهران
قال مهران وهو يهز كتفه : مش مهم انا اقتنع المهم صالح
هتف صالح باستنكار : اقتنع بأيه ....اني اتجوز واحده مش بحبها عشان كلام فارغ
قال مهران برفض : سمعه البنات مش كلام فارغ ياصالح
هز جاسر رأسه : وهو ماله ....الخطوبه وفسخها وخلاص
نظر له مهران بجديه : فسخها امتي ياجاسر .... قدام الناس فسخها بعد ما رجعت .....ابوها عنده حق محدش هيرحمه والناس كلها هتجيب سيرة البنت بسبب صالح
احتقن وجه صالح بالغضب : انت اللي بتقول كدة يامهران ...؟!
اوما مهران : دلوقتي اه ....انت لو كنت عملت كدة من كام يوم محدش كان هيلومك وكانت تلزم ابوها إنما دلوقتي لا
هتف صالح بنبره قاطعه : دلوقتي أو بعدين انا بالنسبالي الموضوع خلص
اوما جاسر موافقا : عندك حق ياصالح ...بلاش مزايدات دي حياتك وانت حر فيها
رفع مهران حاجبه : وسيرة البت والراجل اللي هتبقي علي كل لسان
هتف صالح بامتعاض : مش مشكلتي ....انا خلاص نهيت الموضوع ده ....تنهد بثقل وتابع : وبعدين مش بعد ما بدأت اصلح علاقتي بياسمين اروح اتجوز غيرها
نظر له مهران الذي أخذته حميه دماءه للدفاع عن تلك الفتاه التي ستكون فريسه للشائعات : يابوي جواز كان شهر ولا سنه وطلقها
هز صالح رأسه برفض تام : مستحيل ولا حتي يوم .....انا مش هتجوز الا ياسمين
نفخ مهران بضيق : ولما هو كدة كنت اتكلمت عليها ليه من الاول. ....الخطوبه نص كتاب يا صالح وانت أديت كلمه للرجاله
هز صالح رأسه وسانده جاسر للتمسك برأيه ::قولت لا يا مهران .....انا حاولت ياأخي ومعرفتش .....مش عاوز اظلم حد تاني
افلتت الكلمات من شفاه مهران : وهو انت كدة مظلمتهاش ؟!
عقد جاسر حاجبيه وتولي مهمه الدفاع عن صالح : مظلمهاش لأنها عارفه الموضوع من الاول ووافقت وعلي يدك حاول اكتر من مرة ينهي الخطوبه
فرك مهران وجهه : واهو اللي حصل ياجاسر ....انت عندك اخت يرضيك يحصل لها كدة ....دلوقتي ذنب البنت دي في رقبته
هز صالح رأسه بضيق : لا يامهران ...ذنبها هي تتحمله عشان هي اللي مسمعتش الكلام وفضلت تماطل
اشاح مهران بوجهه : وانت كمان سكتت ....الغلط منكم انتوا الاتنين واللي هيدفع التمن ابوها
نظر له جاسر برفض : مهران متضغطش علي صالح
قال مهران بجديه : مش بضغط عليه انا بقول اللي يرضي ضميري
هتف صالح بسخط : ضميرك ...!! ضمير ايه اللي يخليني اعمل كدة في ياسمين واظلمها تاني بعد ما وعدتها
أجاب مهران باقتناع تام بكلامه : ما انت وعدت التانيه .....!!
..........
.....
بعد وقت قليل ذابت المسافات بين ياسمين وفيروز التي شعرت بدماءها تتحرك في عروقها وهي تجد لها اصدقاء تتحدث معهم بحريه وراحه ....فتيات تشاركهم تفكيرها وحياتها ...يفهمون ما تتحدث عنه ولا احد يحكم عليها ليمر الوقت عليهم وهم يتجاذبون الحديث بينما ماس لم تتحدث بشيء عما يدور بينها وبين جاسر والذي هي بالأساس لا تعرف كيف تشرحه ....أن تحدثت من وجهه نظرها ستكون محقه كما يري جاسر نفسه محق من وجهه نظره ودوما ما كانت ماس علي قدر من العقلانية لتعرف أن اختلاف وجهات النظر يولد خلاف ولذا لا تريد أن تزيد الخلاف بينهم بحديث يؤيد وجهه نظرها والتي هي من داخلها مقتنعه بها .....نظرت باهتمام الي ياسمين لتسألها : يعني مسمحاه ؟!
تنهدت ياسمين بارتياح : جدا ياماس ....اصلا مش عاوزة اضيع من عمري وقت تاني في زعل وخلافات ....انا عشت ايام صعبه ومش عاوزة حاجه غير اني اعيش مرتاحه معاه ....
هزت كتفها وتابعت : وعدني أنه مش هيزعلني تاني وانا من قلبي مش حاسه بحاجه الا اني بحبه
ابتسمت فيروز بخجل بينما تمنت لو بداخلها تستطيع التحدث عن مشاعرها التي بدأت تداهمها بقوة تجاه مهران ولكنها لا تستطيع فهي ماتزال خجوله من حتي الاعتراف بهذا بينها وبين نفسها
: مفكرتيش تشتغلي ؟!
نظرت ياسمين الي ماس : اشتغل ؟!
أومات ماس لها وتابعت : اه ..
فكرت ياسمين بحيرة بينما لم تفكر بهذا من قبل واكتفت بنيل شهادتها الجامعيه : بصراحه لا ....يعني بابا كان موفر ليا كل حاجه ومفكرتش أشتغل قبل كدة
أومات ماس قائله : اكبر غلط بتقع البنات فيه هو أن الشغل لمجرد المرتب .....الشغل حياه يا ياسمين
نظرت إلي فيروز التي وافقت ماس : عندك حق ...انا كان نفسي اشتغل اوي بس اللي حصل
قالت ماس : وايه اللي حصل ...اتجوزتي اه بس ايه المانع يكون ليكي شغل أو حياه جنب جوازك
تنهدت وتابعت بدفاع عن فكرتها : وجود كيان وتفكير وحياه لينا مهم جدا وخصوصا لما نتجوز ...سنه بعد سنه بتلاقي حياتك بقت البيت والأولاد وده مش غلط ولكن لازم يكون في وقت لنفسك .....مش لازم شغل بمعني شغل ولكن معناه حاجه تشغلك تعمليها وتكوني بتحبيها .....ارسمي ..اكتبي ....اشتغلي حاجات يدويه ..اقري ....اتعلمي ....اطبخي ....اعملي اي حاجه بتحبيها ...حاجه تكوني بتستمعتي بيها مش بتعمليها عشان حد تاني حتي لو الحد التاني ده زوج أو اولاد
لمعت نظرات الإعجاب بعيون فيروز التي واخيرا وجدت ما يعبر عن تفكيرها المشتت وهي ترفض أن يكون الزواج هو النهايه الطبيعيه لأي فتاه
: ساعات بحس أن كلامي في انانيه بس برجع افكر أن ده الصح ..... لما تعملي حاجه بتحبيها لنفسك هتحبي نفسك وهتحبي اللي حواليكي .....هتتطوري ويكون ليكي كيان وشخصيه وبالتالي كل ده هينعكس علي ثقتك في نفسك
أومات فيروز موافقه علي كلمات ماس بينما سألتها ياسمين بحيره : عندك حق في كلامك يا ماس .....بس تفتكري ينفع. ..يعني انا مشتغلتش قبل كدة
ابتسمت ماس : وايه المشكله ....جربي
سألتها فيروز بحماس متردده : تفتكري هيرضي
عقدت ماس حاجبيها باستفهام : مين .....مهران ؟!
أومات فيروز لتقول ماس : اعتقد مش هيرفض .....شوفي شغل مناسب لحياتك ....انتي خريجه اعلام يافيروز يعني تقدري تشتغلي علي النت في مجالك ...الموضوع سهل خصوصا لو انتي حباه .....انتي كمان كان نفسك اوي تكملي الدكتوراه......ابدأي و ذاكري واعتقد مهران مش هيمانع
قالت ياسمين بمواقفه بينما فتح كلام ماس افقها علي اشياء جديده : عندك حق يا ماس ..... انا ازاي مفكرتش كده
هزت ماس كتفها بابتسامه : المهم انك مقتنعه
قالت ياسمين بابتسامه واسعه : مقتنعه جدا ..... وهبدأ كمان ...
..........
....
وقف جاسر بتردد يتحرك ذهابا وإيابا اسفل المنزل بعد أن غادر مهران وزوجته ليفكر أن يصعد الان أم أنه سيجدها ما تزال بنفس حالتها المجافيه له ....
........
....
قالت ماجده برجاء : عشان خاطري يامي اوعي تقولي انك عرفتي حاجه. ...ابوكي مش هيسكت
لوت مي شفتيها بامتعاض : متقلقيش ياماما مش هقول حاجه .....تنهدت وتابعت بسخط : واصلا لو اتكلمت كالعاده هطلع انا اللي وحشه
صمتت مي بينما استمعت لصوت مفاتيح مالك بالباب لتقول بصوت خافت لوالدتها ::مالك رجع
أومات ماجده قائله : ماشي يا حبيتي اقفلي ....شددت علي كلماتها : اوعي يامي تتكلمي
أومات مي : متقلقيش ....مع السلامه
أغلقت الهاتف ونظرت الي مالك الذي قال : السلام عليكم
ابتسمت له : وعليكم السلام ....
نظر حوله متسائلا : ادم نام
هزت راسها ليقول بتهذيب : طيب ممكن تجهزي لينا العشا
أومات مي : حاضر يا حبيبي
ابتسم مالك لها واتجه الي غرفته يستبدل ملابسه بضيق مما عرفه عن أمر نقل جاسر ...!
اخرج هاتفه حينما تعالي رنينه ليجيب بلهفه ممزوجه بالقلق : ماسه ...اتصلت بيكي كتير مش بتردي
قالت ماس بصوت واهن : معلش يا مالك مسمعتهوش ...انت عامل ايه ؟!
قال مالك بحنان : انتي طمنيني عليكي انتي وجاسر عاملين ايه ؟!
صمتت ماس واكتفت بالإجابة : الحمد لله .
شعر مالك بحزن أخته ليقول : زعلانه انك مسافره معاه ....!!
تركت مي ما بيدها واتجهت الي الغرفه حينما استمعت لرنين هاتف مالك لتتغير ملامح وجهها وهي تستمع إليه يتحدث مع ماس : مش عاوزة تسافري معاه .....لا ياماس انا مش معاكي ...ازاي تفكري تسيبيه لوحده
تحدثت ماس ليرد مالك : ولو برضه ..... مينفعش
عادت ماس لتحاول اخبار أخيها بكل ما يدور برأسها ليتنهد مالك بهدوء قائلا : ماس حبيتي انا معاكي انك تزعلي شويه علي شغلك بس مينفعش تسيبيه يسافر لوحده خصوصا لو شغلك مش ضروري اوي
حاولت ماس التحدث ليقاطعها مالك لمحاوله إقناعها : وهو اللي خلق الشغل ده مخلقش غيره ...استقري شويه مع جاسر وشوفي شغل تاني
هتفت ماس بامتعاض فكيف تترك عملها بعد أن وضعت قدمها علي أول الطريق ليكون رد مالك المقنع : وايه يعني ....ابدأي من اول وجديد ....ماس جاسر محتاج لك خليكي جنبه
زمت مي شفتيها بحنق وعادت علي أطراف أصابعها الي المطبخ بينما يزداد الحقد بداخلها علي ماس التي بدورها رأت كم هي انانيه ولا تفكر الا بنفسها ....
.......
....
ضحك صالح بصوت عالي بينما يستمع إلي ياسمين التي قطبت جبينها وقد ظنته يسخر منها ليهز رأسه سريعا : لا لا ....انا بضحك عشان بتقولي ماس اقنعتك ...الظاهر أن جاسر عنده حق وأنها نصيرة حقوق المراه
أومات ياسمين : كلامها صح جدا وعندها حق ...هو يعني لازم تكونوا انتوا محور الكون
هز صالح كتفه : اكيد لا ...بس يعني هو الشغل ده مش محتاج وقت ومجهود ...نظر لها بحب وتابع : وهيشغلك عني
احمرت وجنه ياسمين التي خفضت عيونها بخجل بينما تقول : مش شرط ..
ابتسم صالح لها فلا يهم اي حديث تقوله أو قرار تتخذه فكل ما يريده هو البقاء والتحدث معها بلا توقف لتتابع ياسمين بحماس طفله صغيره أيقنت أنها تعلمت السير علي قدميها للتو ولا تنكر فضل ماس بذلك وهاهي فيروز لم تتواني هي الأخري عن البوح بما اقتنعت به لينظر لها مهران باهتمام لم تتوقعه حينما فتحت معه أمر عودتها لدراستها وتفاجئت بعدم رفضه الذي توقعته : وماله كملي علام
نظرت له فيروز بتردد : يعني مش هتمانع
هز رأسه : لا وقولتلك قبل سابق أني مش ممانع
افلتت الكلمات بدون تفكير من شفاه فيروز التي مازالت تحمل سذاجه وفطره محببه : فكرت بتضحك عليا وبتقول كدة وخلاص ....وبعدين اصلا شكلك ميديش انك بالتفاهم ده
ضحك مهران بصخب : الله يسامحك ياست البنات ...يعني شكلي يدي شيخ منصر
هزت راسها بخجل : لا مش قصدي ....انا يعني قصدي انك صعيدي ودماغك قفل ....عاد مهران لينفجر ضاحكا علي كلماتها التي لا تفكر لحظه بها قبل أن تدعها تفارق شفتيها بينما بالفعل يحب عدم ترتيبها الكلام ليشعر بمدي فطرتها : قفل ...!! متشكرين يا فيروز
عضت فيروز علي شفتيها ونظرت له : انت زعلت ...؟! انا مش قصدي علي فكره
ابتسم لها وداعب وجنتيها بعفويه بطرف يداه : مزعلش منك ابدا يافيروز
شعرت بالكهرباء تسري بجسدها من أثر لمسته لتخفض عيونها بخجل بينما تنفلت مجددا الكلمات من بين شفتيها : مقولتش ياست البنات تبقي زعلان
التفت مهران لها بينما هدأ من سرعه السيارة لينظر إليها بابتسامه متأمله وهاهي بدأت تسمح له أن يفتح باب يلو الآخر للوصول إليها ليقول بمكر : وهو انا بقول ست البنات لما مش بكون زعلان
تدفقت الدماء بوجهه فيروز التي هزت كتفها وهي تقول بخجل محبب : بتقولها لما تكون مش متضايق مني ....ولما بتكون متضايق بتقول يا بنت الناس
ضحك مهران واختطفت ابتسامتها قلبه الذي دق وهو يري أنها بدأت تفهمه وتلاحظ تفاصيله ....ليمد يداه مجددا الي وجهها يمرر أطراف أصابعه عليه برقه وهو ينظر إلي عيونها قائلا : فيروز ياست البنات ....اخدتي قلبي ...!!
أن كانت قد اختطفت قلبه فماذا فعل هو بقلبها بعد تلك الكلمات فقد دق قلبها وهدر بجنون بين طيات صدرها لتتطلع لحظه لعيناه التي فاضت بمشاعره تجاهها ولكنها لم تحتمل لتخفضها سريعا بخجل تقبله مهران بصدر رحب ....
......
..........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
قالت ماس لجاسر الذي دخل الي الغرفه قائلا : السلام عليكم
: وعليكم السلام ....اجهزلك العشا ؟
نظر جاسر إليها بينما مازالت تتحدث معه باقتضاب واضح : وانتي؟!
سألته دون أن تنظر له متظاهره بترتيب الملابس :
انا ايه ؟
قال جاسر وهو ينظر بضيق الي تجاهلها له عن عمد والذي يمقته بشده : انتي مش هتاكلي
هزت راسها وأغلقت الخزانه : مش جعانه
أوقفها جاسر حينما وقف امامها : مش ملاحظه انك مش بتاكلي وده غلط علي البيبي
هزت كتفها وتجنبت النظر إليه بينما لا تريد منه اهتمام زائف بما لا تحتاج إليه الآن ...فهي لا تريد طعام بل تريد تفاهم : مش جعانه
رفع جاسر حاجبه وتأهب للهجوم : مش جعانه ولا بتلوي دراعي بقله أكلك
انتفخت وجنه ماس فهاهو لا يتواني لحظه عن إظهار اندفاعه لتتنهد وتقول بارهاق واضح لا ستنزافه لطاقتها في الجدال الذي أصبح ضيف ثقيل فوق أي نقاش أو حديث بينهم : ولا لوي دراع ولا حاجه ولو هنتكلم بطريقتك دي يبقي منتكلمش انا مش عاوزة اتخانق
احتقن وجه جاسر بغضبه سريع الاشتعال ليقول بامتعاض من ردها عليه بتلك الكلمات والتي تخبره بها أن يتوقف عن الحديث : طريقتي ....!! ايه بقي كلامي وطريقتي مش عجباكي ياماس
رفعت ماس عيناها إليه قائله باحتدام : جاسر مش كل كلمه اقولها تفسرها علي هواك انا مقولتش كده
رفع حاجبه هاتفا بحده : امال قولتي ايه ؟!
هتفت ماس بحنق : قولت نتكلم من غير خناق يا نسكت
زفر جاسر بغضب : نسكت ياماس عشان انا معنديش كلام اقوله لواحده طول الوقت بتنتقد تصرفاتي ....نظر لها بتهكم وتابع : مع انها المفروض بتحبني .....
تركها وخرج من الغرفه صافقا الباب خلفه بقوة لتتهاوي ماس فوق فراشها وسرعان ما تشق الدموع الطريق الي حلقها بينما عجزت عن مجاراته في قلب الأمور بينهم وتحويل أي نقاش أو حديث عادي أي اتهامات ..... اي تعليق منها عن تصرفاته يتهمها أنها لا تحبه ....هو من يشكك بحبها بالرغم من أن تصرفاته هي ما تخبرها أن الرجل الواقف امامها لا يحبها بل ويتصيد لها الأخطاء
نامت والدموع تنساب من عيونها بصمتو بداخلها بركان يغلي بصمت أيضا بينما تعبت وانهكت من كثره الجدال لتخبو طاقتها وتنطفيء مهجه روحها ..... شعر جاسر بدموعها ولكنه ظل يوليها ظهره بغيظ وغضب شديد ازداد حينما شعر بحركتها بالغرفه في الصباح بينما ماس لا تريد شيء أكثر من الهروب لا تريد أن تبقي مع ما تحول إليه بسبب غضبه وغيرته من اي شيء ....اعتدل جاسر سريعا ونظر لها يوقفها بينما مجرد رؤيته لها تستعد للخروج سكبت بنزين فوق نيران غضبه المتأجج بكل مرة يستشعر بذهابها لعملها تحدي له ومزيد من أشعاره أنه لا شيء بالنسبه لها
: استني هنا
وقفت ماس مكانها متوقعه المزيد من اللوم والتقريع بسبب ذهابها لعملها لتجده يشير إليها بامتعاض ونقد : ايه اللي انتي لابساه ده
نظرت إلي بدلتها السوداء التي ارتدتها دون انتقاء وفقا لمزاجها العكر : ماله
هتف جاسر بلهجه أمره : غيريه
نظرت له ماس بعدم فهم : ليه ؟!
هتف جاسر بحزم : اسمعي اللي قولت عليه من غير نقاش
انتفضت الدماء بعروقها من نبرته لتهب مستقبلات عقلها بهجوم رافض لاسلوبه وطريقته معها : لا
انصدمت ملامح جاسر لينظر لها مرددا : لا
أومات ماس وواجهته بعيون قويه بالرغم من ضعفها الداخلي : اه عشان انت بتأمرني
افلتت الكلمات الغاضبه من شفاه جاسر : انا اعمل اللي يعجبني
بادلته ماس التحدي : وانا كمان اعمل اللي يعجبني
احتقن وجهه جاسر بالغضب : انتي بتردي عليا !!
قالت ماس بثبات : حقي
فارت الدماء بعروق جاسر الذي هتف بانفعال شديد : وانا كمان حقي ..... قولت غيري اللبس ده يا مفيش نزول
نظرت له ماس بغضب شديد نابع من يأسها مادام يتحكم بها بتلك الطريقه وكل ما تقدر عليه هو اعتراض واهن لايراه لتقول بوجهه محتقن وصوت امتزج بدموعها التي كبحتها بداخلها رافضه أن تبكي أمامه : انت ....انت ...ضاعت كلماتها بينما تغير بصورة مخيفه وأصبح وحش مقيد لها ولو لمجرد تعليق بسيط عن ملابس ولكن طريقته المجبره جعلت النفور يسري بكيانها لتقول بشفاه مرتجفه وعتاب قاسي وهي تنظر له بعيونها التي تزاحمت بها الدموع : ...انا مش لاقيه كلام اقوله
....انت بتتحكم فيا وبتضغط عليا عشان بس انت جوزي وليك حقوق عليا ......ازدادت حده نبرتها بينما تابعت بوعيد مبطن نابع من انكسار قلبها : ماشي ياجاسر ....بحقوقك هتكسب بس شوف هتخسر ايه قدام تحكماتك
واجهته بعيونها التي حملت قوه وهي تتابع : هتخسرني ياجاسر ....
تركته وهي تسحب جاكيت طويل من خزانتها تضعه فوقها وتغادر صافقه الباب بعنف لتترك لدموعها العنان
وتظل تدور بلا هدف وهي تري امامها نهايه سيئه لقصه حب تحولت واختنقت بقيد تحكماته ....!!
........
.....
تغيرت ملامح ماجده بينما تتابع مي باحتقان : شوفتي بقي الهانم عامله ايه في جاسر ...امبارح مالك ساعه يتحايل عليها تسافر معاه وهي رافضه .....لوت شفتيها وتابعت باستهزاء وحقد : ايه شغاله في المفاعل النووي عشان تقول شغلي شغلي ......اهو جاسر يا عيني مش كفايه سفره وعربيته اللي كانت السبب في اللي حصلها لا كمان مش عاوزة تسافر معاه ....
........
.....
فتح صالح الباب بعد أن عاد علي مضض للمنزل وهو متوقع ثورة ستندلع من أبيه تجاهه ما أن يراه ليتفاجيء بأبيه جالس بمقعده بجوار النافذه يطالع كتاب بهدوء مستطير
أسرعت ليليان ترحب بأبنها : حمد لله على السلامه ياصالح
ابتسم لوالدته قائلا : الله يسلمك
نظر الي ابيه بتوجس من هذا الهدوء ليهز كتفه ولا يسمح لشيء بتعكير صفوه فيكتفي بالقاء التحيه ثم يتجه الي غرفته ...استبدل ملابسه وجلس علي فراشه ممسك بهاتفه يتصل بها ويستمع الي صوتها الهاديء بينما لم تعد ياسمين تستطيع اخفاء حبها له اكثر بعد أن اشتاقت له ولو لمجرد بضع ساعات لتأخذهم ساعات من الحديث ....
حتي الصباح التالي
قال صالح وهو يتجه الي خارج غرفته حيث جلس أبيه علي طاوله الفطور : صباح الخير
أجاب رافت بنفس الهدوء وهو يرتشف من كوب القهوة الخاص به : صباح النور
قالت ليليان وهي تضع الاطباق علي الطاوله : يلا ياصالح اقعد نفطر سوا هجيب باقي الفطار وجايه
نظر رافت بطرف عيناه الي ليليان التي غادرت الي الداخل لينظر الي صالح بخبث قائلا : اخبار الشغل ايه ؟!
قال صالح باقتضاب : تمام
اوما رافت وتابع ببرود وهو ينظر إلي ابنه : واخبار بنت عماد ايه ...؟!
رفع صالح عيناه الي ابيه ليتابع رافت بنفس الهدوء والبرود وهو يتابع ارتشاف قهوته : مرتاحه في الشقه اللي اشتريتها لها ...!!
جزء صالح علي أسنانه ليتابع رافت بحنق وقد اختفي فجاه كل الهدوء من ملامحه ليهاجم صالح بقوة :: اشتريت لها شقه بفلوسي
تماسك صالح ورفع عيناه مواجه أبيه : ده اقل تعويض عن اللي عملته فيها
رفع رأفت حاجبه باستنكار : عملته فيها ؟!
اوما صالح باتهام : اه ولا فاكر اني مش هعرف انك وقعت بينا
لوي رافع شفتيه ساخرا : ولما عرفت فرق في ايه....؟! اتغيرت حقيقه انها بنت الحرامي بتاع القمار
قال صالح باحتدام : ميهمنيش ابوها يهمني هي
قال رافت بتهكم : هتكون ايه ماهي زي أهلها
انتفض صالح بانفعال لتدخل ليليان علي صوتهم : في ايه ؟!
قال رافت بنبره قاطعه وهو يرفع إصبعه أمام وجهه صالح : علي جثتي تتجوز بنت الحرامي ويكون في علمك ده مش كلام قسما بالله هحرمك من كل حاجه وشوف هتعيش البرنسيسه ازاي
قالت ليليان برجاء : رافت اهدي. .....ايه اللي حصل ؟!
هتف رافت بعصبيه : اللي حصل أن ابنك بقي نسخه من جوز اختك الحرامي ..... داير ورا بنته وعمال يصرف عليها من فلوسي وشقايا
امتقع وجه ليليان بينما نظر لها رأفت بغضب وتابع : وطبعا سيادتك عارفه ومخبيه عليا
هربت الدماء من عروق ليليان ليقول صالح بشجاعه مدافعا عن والدته : ماما ملهاش دعوه ...خرجها برا الموضوع
هتف رافت باحتدام : مفيش مواضيع ...كلامي واضح ....انت هتقطع علاقتك بالبنت دي والا مش هيكون ليك اب من الأساس
قالت ليليان برجاء : رافت ده ابنك
قال رافت بسخط : ابني يسمع كلامي عشان أنا عارف مصلحته
خانت ليليان شفتيها التي انفلتت بتلك الكلمات : مصلحته يتجوز اللي بيجبها حرام تحرمه منها
التفت لها رأفت بغضب : انتي بتردي عليا
تراجعت نبره ليليان لتقول برجاء : ده ابنك الوحيد عشان خاطري سيبيه يتجوزها
نقل رافت نظره بين زوجته وابنه للحظه قبل أن يقول بنبره قاطعه : يتجوز مها بنت رياض وانا اوافق علي جوازته منها
انصدمت ملامح صالح لتقول ليليان باستهجان: انت بتقول ايه يارأفت ؟!
نظر له رافت بحزم : اللي سمعه ......ده شرطي
هز صالح رأسه برفض : لا يمكن ...مستحيل
اوما رافت بغضب هاتفا : خلاص روح شوف هتعيش علي قفا جاسر ولا مهران عشان أنا هاخد منك كل حاجه وبنت عماد مش هتاخد قرش مني وهطردها برا الشقه وهرميها في الشارع. ......!!
.............
.....
تغيرت ملامح فيروز التي كانت قبل لحظات بغايه السعاده بينما اخذها مهران لتناول الإفطار أثناء طريق عودتهم ليوقف السيارة بباحه المنزل وينزل منها برفقتها ولكن بلحظه غابت الابتسامه من فوق وجهها حينما رأت فاروق امامها .....
........
...
تحرك جاسر بعصبيه شديده بينما لا يتوقف عن اشعال سيجاره تلو الأخري بعد أن عاد قبل دقائق الي المنزل ووجدها لم تعود
وماهي الا لحظات وكانت ماس تضع المفتاح بالباب وتدخل لتتفاجيء بجاسر يزمجر بها بغضب : كنتي فين ؟!
عقدت حاجبيها بينما لم تسعفها الكلمات حينما تفاجات به يمسك ذراعها بغضب مكررا سؤاله : بسألك كنتي فين ؟!
هتفت ماس به بانفعال بينما لأول مرة يتطاول عليها بتلك الطريقه : سيب ايدي ياجاسر.
صاح جاسر بغضب اعماه : ردي عليا ومتجننيش
......انا روحت ليكي البنك قالوا مجتيش النهارده. .....كنتي فين ؟!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك