قيد من دهب الفصل الواحد والثلاثون

0


الفصل السابق

 الفصل الواحد والثلاثون


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

هزت تلك الفتاه راسها بأسف وهي تقول : للاسف ياماس مينفعش 

نظرت ماس إليها وسألتها : ولا لأي سبب ؟! 

شرحت دنيا أحدي موظفات التنميه البشريه بالبنك لها : الأسباب العاديه.... زي إجازة الوضع أو رعايه الطفل ودي انتي عارفه قوانينها وحتي المرضي كمان له فتره معينه ...إنما شهرين وبدون سبب أو اذن مفتكرش 

قالت ماس بإحباط : يعني هتفصل؟!

تنهدت دنيا قائله : لو إجازة زي ما بتقولي لوقت طويل وبدون سبب اه 

قامت ماس وشكرت الفتاه : مرسي يا دنيا تعبتك معايا 

هزت الفتاة راسها بابتسامه هادئه : مفيش اي تعب 

اتجهت ماس الي باب المكتب لتقول دنيا باستدراك : ماس

التفتت ماس لها لتقول : لو زي ما بتقولي ظرف قهري ما تجربي تتكلمي مع مستر مهاب ...جايز يلاقي ليكي حل 

بالرغم من ان ماس هزت راسها الا انها استبعدت هذا الاحتمال ولكنها بكل الاحوال عادت لتشكر دنيا : اوك هشوف ....مرسي يا دنيا 

أومات دنيا بتأكيد : أن شاء الله مستر مهاب يلاقي ليكي حل ...وخصوصا انك مجتهده وطموحه ومعتقدش أنه يفرط فيكي بسهوله 

أومات ماس وخرجت من المكتب وبداخلها احباط كبير بينما استبعدت تماما أن يهتم مهاب بأمر كهذا ...فمن تكون ليغير لها القوانين التي تحكم القطاع الخاص 

جذبت حقيبتها من فوق مكتبها واتجهت لباب المكتب لتسألها ساميه : انتي ماشيه ولا ايه ياماس ؟! 

أومات ماس لتقول ساميه بدهشه وهي تنظر في ساعتها : بس لسه بدري ... كده هيتخصم اليوم 

هزت ماس راسها بعدم اكتراث : مش فارقه ...

غادرت الي المنزل وطوال الطريق وعقلها غارق في تلك الأفكار التي كان عنوانها الإحباط فهاهي تسير في طريق انتهاء كل أحلامها وطموحاتها التي لم تكد تبدا بتحقيقها حتي انتهت .... كل تلك الأحلام بكيان صنعته بمجهودها وفرصه اتت لها لتثبت جدارتها انتهت حتي قبل أن تبدأ .....و لا تنكر أن كل تلك الأفكار السلبيه زادت من مشاعرها النافره تجاه جاسر فهو السبب أو ليس هو تحديدا بل ذلك القيد الملتف حول أصابعها لتدور برأسها العديد من القصص عن نجاح كبير لنساء بدأت به ما أن تخطت عقبه وجود رجل بحياتها .....!!

لتسأل نفسها ما دام خلف كل رجل عظيم امراه لماذا لا يكون العكس .....فالرجال انانيون بطبعهم وقليل منهم من يري المراه مثله بحاجه لان تكون لها حياه مستقله عنه سواء بعمل أو اصدقاء أو أي نشاط وليست مجرد امراه متزوجه به ترعي منزله وام لأطفاله

علي مضض كل منهم يقبل عملها ولكنه لا يدعمها اغلب الاوقات مثلما تفعل المراه ....

أوقفت سيارتها اسفل المنزل ونزلت وتلك الشحنه السلبيه تلوح في افقها .....لتشعر بقليل من الدوار وهي تصعد درجات السلم بينما تذكرت انها لم تتناول شيء منذ الصباح او بالأحرى منذ الامس ....

فتحت الباب متخيله أنه قد غادر لتستمع الي صوته 

يأتي من الشرفه المفتوحه ......اتجهت بضع خطوات للداخل لتسمع صوته المنفعل يتحدث في الهاتف ::

وهو تقرير الشركه هياخد وقت اد ايه ياباشمهندس؟! 

......ليه كل الوقت ده ؟!...... العربيه أقساط التأمين بتاعتها متسدده لآخر وقت يعني ايه استني كل ده عشان مقايسه ....؟! 

زفر بضيق بادلته اياه ماس التي شعرت بالذنب الشديد تجاه ما فعلته بسيارته ومن الواضح أنها ستتكلف الكثير 

بينما يتابع جاسر مكالمته : تمام ......ولو الشركه مدفعتش التأمين التصليح هيتكلف كام ؟! 

تنهيده حاره انطلقت من بين شفتيه أخبرت ماس عن طبيعه تكلفه تصليح السيارة التي تدمرت قبل مرور عام من شراءه لها 

قال جاسر اخيرا : تمام عموما خلال كام يوم هرد عليك 

.....متشكر مع السلامه 

اغلق الهاتف وزفر بضيق بينما يفكر في كيفيه تدبير مبلغ كهذا والذي يساوي نصف ثمن السيارة .....التفت ليدخل ليتفاجيء بعودتها مبكرا ......لم يقل شيء لتسأله ماس بدون مقدمات : العربيه هتتكلف كام ؟! 

بالرغم من غضبه منها بسبب ماحدث بينهم الا انه قال بصوت هاديء : متشغليش بالك 

هتفت ماس بصوت ممتعض : ازاي مشغلش بالي .... مش انا اللي بوظتها 

قال بهدوء : خلاص ياماس ...متتكلميش تاني في موضوع العربيه ....كده كده كانت هتتخبط طالما ربنا أراد ....المهم انك بخير 

ضايقها رده والذي تمسك به منذ الحادث فهو حتي لم يعاتبها ليزداد شعورها بالذنب تجاهه وهاهي بين نارين أن تكون ممتنه له وأن تقبل ما طلبه منها ..... دخلت خلفه الي الغرفه لتجده يستبدل ملابسه 

: جاسر انت خارج ؟!

قال دون أن يلتفت لها : عاوزة حاجه 

قالت ماس باحتدام من موقفه معها بهذا الجفاء : عاوزاك ترد علي سؤالي مش تسألني سؤال 

زفر والتفت لها قائلا : نعم 

هزت ماس كتفها وسألته : سالتك انت خارج ؟! 

قال ببرود : فارق معاكي في حاجه ؟!

زفرت ماس هاتفه ؛ جاسر بلاش طريقتك دي 

رفع حاجبه باستنكار : طريقه ايه ؟! 

قالت ماس باندفاع : انك تحسسني بالذنب 

قال جاسر بانفعال بينما يري أنها من أخطأت ومازالت تلقي اللوم عليه بينما فضلت عملها علي وجودها بجواره : انا ولا بحسسك بذنب ولا حاجه .....واصلا خارج 

جذب هاتفه واتجه خارج الغرفه ليوقفه صوتها الغاصب : يعني هو يا اسيب شغلي يا تاخد جنب مني وتبعد عني وتحسسني اني انا الغلطانه والأنانية واللي بفضل شغلي عليك 

التفت لها بحده : انا مقولتش كدة...رفع إصبعه وازدادت حده نبرته بينما تابع : بس لو في مقارنه ...اه ياماس انتي انانيه وفضلتي شغلك عليا .....هز رأسه وتابع باتهام : للاسف هو ده الوضع 

انتفخت وجنه ماس بالغضب لتزمجر به بعصبيه بينما كعادته أعاد احاكه الأمور لتكون هي المخطئه : الوضع اللي انت فرضته عليا 

رفع جاسر حاجبه باستهجان ::فين الفرض اللي فرضته عليكي ..... انا قولتلك متسافريش واختار شغلك 

احتقن وجه ماس بكمد وقهر بينما لا تجد سبيل للحوار معه مادام مقتنع بشيء ما لتتقهقر نبرتها وتكون اقرب الي العتاب وهي تقول : هو ليه لازم انا اللي اختار....؟! ليه دايما انا اللي اتنازل ؟! 

استنكرت ملامح جاسر بينما لا يري ابدا ما تقوله في واقع حياتهم فهو يريد أن الطبيعي أن تكون برفقته والا تفكر اساسا بشيء إلا وجودها معه ليصطدم بما حدث وتمسكها بعملها لتزداد الصورة قتامه بعد أن أخبرها الا تسافر معه ولم تتراجع ليقول باستنكار واضح : فين التنازل ده ؟! 

قالت ماس بانفعال من غرورة الذي لا يجعله يري نفسه مخطيء بشيء بينما الخطأ خطاه هو منذ البدايه في طرح أمر كهذا وكأنه أمر مسلم به ولا يحتاج لقرار منها 

: هو تنازلي عن شغلي مش تنازل ؟!!!

لوي جاسر شفتيه بامتعاض واضح بينما لا يحتمل أن تري تركها لعملها تضحيه بينما تري ذهابها معه تضحيه : محدش طلب منك تضحيه عظيمه زي دي .....قولتلك الصبح اشتغلي براحتك 

تقابلت نظراتهما لحظات طويله لتري حائط صلب من أفكاره عبثا أن تستطيع تجاوزه ما لم يدرك بنفسه ضرورة 

تجاوزه له ومحاوله فهمها فهو ما أن تختلف معه حتي يتمطأ تفكيره الصلب ويخرج واقفا امامها 

شعرت ماس بالدموع تبلل حلقها الجاف لتنفلت دموعها بينما تشعر بضغط شديد وهو لا يساعدها ابدا بتجاوزه التفت جاسر لها حينما وجدها تبكي ليزفر هاتفا بينما لا حيله في قلبه الذي لا يحتمل بكاءها : بتعيطي ليه ؟! 

قالت ماس بصوت مختنق : انت عارف ....!!

ليس فقط تلك الكلمات ولكن تلك النبره المنكسرة التي تحدثت بها والتي لا تصل إليها إلا بعد ذروة حزنها وهذا ما وصلت إليه ماس وهي تشعر بهذا الضياع بين قرارين كل منهم اصعب من الاخر وهو لا يساعدها بل يزيد من الضغط عليها أكثر غير منتبه الي حالتها النفسيه الحساسه بسبب الحمل 

زفر جاسر بتراجع ليقول بانفعال مما وصل إليه الأمر برمته : اعمل ايه قوليلي ياماس ..... هو دايما انا اللي وحش وانا اللي بزعلك 

هزت ماس راسها وقالت من بين دموعها : انا مقولتش انك وحش ...انت مش حاسس بيا 

انتفخ صدر جاسر بتنهيده عميقه وهو يقول : انتي اللي مش حاسه بيا ومش شايفه غير نفسك 

رفعت عيناها له باستنكار : انا ياجاسر ؟! 

اوما لها بتأكيد : اه .....وانا مش عاوز افكر كدة بس ده الواقع 

نظرت له بعيون دامعه : واقع ايه ...اني انانيه ؟!!

نظر جاسر لها باحتقان قائلا : واقع انك بتختاري بيني وبين اي حاجه تانيه 

انفلتت الكلمات من شفاه ماس الغاضبه : الحاجه التانيه تبقي شغلي وطموحي ومستقبلي 

ازداد احتقان ملامح جاسر الذي لا يحتمل أن يكون في مفاضله بينه بين اي شيء أو شخص آخر في حياتها 

ليقول باقتضاب وهو ينظر لها بعتاب قاسي : انا متحطش في اختيارات .... 

تركها وخرج لتجلس ماس بكمد علي فراشها وتنساب دموعها بينما بالرغم من كل القوة التي كانت تشعر بها دوما بداخلها إلا أنها أدركت كم هي ضعيفه وهشه ولا تستطيع أخذ قرار بحياتها التي أصبحت مقيده بقيود حياتها الزوجيه ....!

..........

...

احتقن وجه جاسر بالغضب بعد منتصف تلك المكالمه التي وردت إليه من اللواء حازم والذي هتف بثبات : نفذ التعليمات ياحضرت الضابط 

قال جاسر برفض : لما اكون فاهمها ....واعرف سببها 

قال حازم بانفعال : من غير سبب ياجاسر .....قولتلك دي أوامر 

قال جاسر باستياء واضح : سيادتك شايف كدة 

لانت نبره حازم ليقول : شايف أن مش من مصلحتك انك تعاند ......اسمع الكلام ياابني واهدي الفتره دي ونفذ قرار نقلك وكلها شهرين تلاته وهتنزل الحركه الجديده وترجع وانا نفذت طلبك وحطيتك في المكان اللي طلبته 

زفر جاسر دون قول شيء ليشدد حازم علي كلماته : الأمر اتمضي خلاص ..... خلال يومين تكون بتستلم الخدمه في الصعيد ...!!

...........

.....وقفت فيروز تعقد شعرها جديله خلف راسها بينما تستعد للنزول برفقته الي الأفطار ليقف مهران خلفها يهندم من عباءته التي وضعها فوق كتفه .....

التفتت له بخجل من نظراتها له والتي مؤكد ظهر الاعجاب بها : هي ماس عامله ايه ؟! 

اوما لها بابتسامه : بخير الحمد لله 

نزلت برفقته للاسفل لتتغير ملامح وجه تهاني التي كانت واقفه تشرف علي ذكيه وهي ترتب الاطباق فوق الطاوله الكبيرة ......تمالكت نظراتها وتحلت بالبرود بينما تقول 

: كنت هخلي ذكيه تطلع الفطار لاوضتك ياعريس ....نزلت ليه ؟! 

قال مهران ببرود مماثل : مرضتش اتعبك يا مرات عمي....التفت الي فيروز التي لم تستطيع أن تسيطر علي ملامح وجهها الغاضبه من تلك المراه التي لا تعرف سبب صمته علي تصرفاتها بعد كل ما عرفه منها وتأكيده أنه يصدقها 

اشار مهران الي فيروز وتابع بنفس البرود إلقاء كلماته الي تهاني : فيروز لازم تنزل وتقعد معاكم وتاخد عليكم ولا ايه يامرات عمي 

انتفخ وجهه تهاني الحقد ليبادلها مهران نظراته البارده وهو يتلفت حوله ويسأل ': الحاج فين ؟!

قالت تهاني وهي تنصرف من أمامه : رايحه انادي عليه  

اوما لها ليشير الي فيروز لتجلس بجواره بينما سرعان ما حضرت سهام أخته لتلقي التحيه علي فيروز : صباح الخير يامرات اخويا 

ابتسمت فيروز لها بخجل : صباح النور

اشار مهران الي ابن أخته الصغير الذي ركض إليه ليحمله : وريني العضلات بتاعه الرجاله 

اشار له الطفل لتبتسم فيروز للصغير ابن سهام وتداعبه بينما ظل مهران يلاعبه ......حتي مجيء عمران تجاذبت فيروز الحديث الخجول مع سهام التي لم تسلم من نظرات تهاني الحانقه 

بينما اكتفت بسمه بالصمت 

حمحم عمران وهو يتجه الي الطاوله ليقول : صباح الخير يامهران 

ابتسم وداعب حفيده والقي الصباح علي سهام وبسمه وسأل عن سحر متعمد أن يتجاهل فيروز 

نظر مهران بطرف عيناه الي ابيه الذي قال باقتضاب دون أن ينظر لفيروز : صباح الخير 

تغيرت ملامح وجه مهران بينما حاولت فيروز أن تخفي دهشتها من تجاهل عمران المتعمد لها بينما لم يعاملها الا بكل طيبه ولياقه منذ أن قابلها ولكن هذا الصباح معاملته لها تغيرت ......

وكان هذا واضحا اثناء الأفطار بينما أولي بسمه اهتمام خاص .....

اعتدل عمران واقفا بعد أن تناول بضع لقيمات ليقول باهتمام خاص لبسمه : هشرب القهوة من ايدك 

ابتسمت بسمه له وازدادت نظرات تهاني سعاده بينما فهمت أن عمران لم يقتنع بكلام مهران عن هروبها وهاهو بدأ يعاملها بجفاء فهمه مهران علي الفور بينما احتارت فيروز في تفسير سبب تغير معامله عمران لها وحاولت اخبار نفسها أنه لا يقصد ولكنها تراجعت عن تلك الفكره حينما استمعت لصوت عمران دون أن تقصد بينما كانت تتجه الي الحديقه بعد انتهاء الأفطار ودخول مهران الي غرفه مكتب أبيه  

سأل عمران بسمه التي وضعت أمامه القهوة : 

رايحه علي فين يا بسمه  

هزت بسمه كتفها : رايحه البلد اشتري شويه حاجات 

اوما عمران ليقول : مهران وصل بنت عمك 

هزت بسمه راسها ليقول مهران باقتضاب : هخلي عواد يوصلها 

احتدت نبره عمران وهو يقول : ومتوصلهاش ليه ...؟! ايه يامهران من أمتي بتعارض كلام ابوك 

انسحبت بسمه بحرج بينما شعرت أنها سببت مشكله بين عمها ومهران لتقول : عمي متتعبش مهران انا هروح مع عواد .....

خرجت بسمه ليزيل مهران قناع البرود الذي ارتداه ويقول بانفعال : كلام ايه يا حاج اللي بعارضه ......؟!

هتف عمران باحتدام : كلامي ....

اوما مهران بنفاذ صبر : كلامك اللي هو ايه ..... اسيب شغلي ومراتي و ادور ورا بنت عمي ....دي الأصول 

احتقن وجهه عمران الذي اعتدل واقفا : بترد عليا يامهران .....نظر له باستنكار وتابع بتوبيخ : دي بوادر جوازتك من الغريبه 

تغيرت ملامح وجهه مهران مرددا : غريبه ؟!! 

مراتي بقت غريبه ......؟!

زفر بتنهيده غاضبه عمران دون قول شيء ليبادله مهران هو الآخر التنهيده بينما يقول بتشديد : مراتي مش غريبه ياحاج .....لو هتعاملها بالطريقه دي يبقي انت عاوزها فعلا تكون غريبه في بيتي 

ترك أبيه وانصرف بوجه غاضب كانت قد سبقته فيروز بنفس الغضب بينما استمعت لأول حديث عمران عنها وماهي الا لحظه وكانت تهاني تقف أمامها بتشفي وهي تقول بسخريه : بركاتك يا عروسه .....الواد وأبوه بيتخانقوا بسببك ....

احتقن وجهه فيروز واسرعت تضعد الي غرفتها بينما تراقص الغضب علي ملامحها من عدم ردها علي تلك المراه فهي لم تفعل شيء ليحدث خلاف بين مهران وأبيه لتشعر بغصه في حلقها وهي تفكر ان حماها هو الآخر لايراها مناسبه لابنه ....!! 

لحق مهران بفيروز التي استغرب من عدتها لغرفتها بعد أن أخبرته أنها ستجلس بالحديقة واخبرها أنه سيتحدث مع أبيه ويلحق بها ....

دخل الي الغرفه يناديها : فيروز 

جففت يدها بعد أن غسلت وجهها بضع مرات وهي تحاول الوثوق نفسها ورفض أي تعليق عن عدم مناسبتها له خاصه من امراه خبيثه مثل تهاني التي لا تريد شيء إلا أن يوقفها عند حدها 

خرجت فيروز إليه قائله : نعم 

نظر باستفهام الي ملامح وجهها : مالك ؟!

هزت كتفها : ابدا 

: طلعتي ليه ...مش قولتي هتقعدي برا شويه 

خفضت عيونها قائله : مش عاوزة اضايق حد ...

استنكرت ملامح مهران : حد مين اللي متضايق منك ؟!

ابتلعت فيروز غصه حلقها : كلهم .....كلهم متضايقين مني ...!!


............

......

نظرت ماجده بدهشه الي زيدان قائله بتساؤل : بنك ايه ؟؛ ومن انتي بتروح البنك لوحدك 

.....انت رايح لماس ؟!

هز رأسه قائلا : لا ....عاوز اخلص حاجات 

أومات ماجده : طيب ما انا بروح معاك علي طول ...رايح ليه لوحدك ....استني هلبس واجي معاك  

هز زيدان رأسه قائلا : لا 

ازدادت دهشه ماجده التي قالت : ليه.... انت رايح تعمل ايه ؟! 

أخبرها زيدان ليري الرفض علي وجهها بينما كان متاكد من رفضها لذا فضل ان يذهب وحده 

هتفت ماجده باستنكار : ازاي يازيدان عاوز تفك وديعه بنتك وتديها لاخوها 

قال زيدان بثقه : ادي انتي قولتي لاخوها.... لانه محتاجها 

هتفت ماجده بامتعاض : محتاجها في ايه ؟! 

نظر لها زيدان باستنكار : انتي مش عايشه معانا ولا متعرفيش موضوع عربيته 

أومات ماجده : عارفه بس انت مش هتصلحها انت عاوز تجيب له عربيه جديده 

قال زيدان : وايه المشكله ؟!

هتفت ماجده بإصرار : المشكله ان دي فلوس مي 

قال زيدان باحتدام : فلوسي وانا سايبهم لولادي وحقي اشوف مين محتاج حاليا اكتر الفلوس دي 

قالت ماجده وهي تهز راسها : بس مي هتزعل 

رفع زيدان حاجبه : ومين هيقولها .....وهي تعرف اصلا حاجه عن الوديعه ؟! 

صمتت ماجده فهي بالفعل أخبرت مي بأمر تلك الأموال التي وضعها ابيها بوديعه باسمها ليزفر زيدان بحنق من تصرفات زوجته : اسمعي ياماجده...انا عملت الوديعه لها عشان الزمن بس حاليا اخوها محتاج لها اكتر 

هزت ماجده كتفها : وهو يعني ده العدل ...؟!

زفر زيدان : ده اللي انا شايفه صح .... اياك تفتحي بوقك بكلمه والا انتي اللي هتكوني بتوقعي بين الاخوات ....

جاسر مينفعش يقعد من غير عربيه وخصوصا أنه مسافر ...!! 

اتسعت عيون ماجده بصدمه : مسافر ...!!

...........

...

جلست ياسمين مكانها بوسط تلك الغرفه ذات الألوان الزاهية لتشعر بالدفء يتسرب الي قلبها ويغمره منذ ليله امس ...فهاهي بمنزل يخبرها أنه سيكون لهما سويا ...منزل تشعر به أنه منزلها منذ ان وطأته قدمها ...منزل ستنسي بين جدرانه كل شيء مضي عليها ...ازداد اتساع ابتسامتها حينما تذكرت طرقاته علي الباب ليله الامس بعد ان تركها بقليل لتجده يحضر لها الطعام ويمد يداه بابتسامه أثره : انتي اكيد جعانه ؟! 

هزت كتفها وحاولت الرفض بينما يجب أن تظل علي موقفها أمامه وتخفي كل ما تشعر به تجاهه حتي لا تنجرح مجددا : لا ....اصلا انا كنت ماشيه 

عقد صالح حاجبيه بامتعاض. : ماشيه ؟! 

أومات ياسمين بينما داخلها يرفض أن يعذبه بتلك الطريقه ....ياسمين !!

انتشلتها نبرته من شرودها لترفع راسها إليه فتري ندمه ممزوج بحب واشتياق : عارف اني استاهل تعذبيني وتبعدي عني ...بس انا .....هدرت الدماء بعروقها حينما امسك بيدها البارده ليحتويها بين دفء يداه وهو يتابع : انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك .....هز رأسه وتابع بمشاعر : مقدرش ....مش هقدر اعيش تاني من غيرك ...ياسمين انتي رجعتيني تاني للحياه بعد ما كنت كارهها ومش عاوز اعيشها ....سامحيني يا ياسمين 

ليس بحاجه لطلب أو سؤال او رجاء فهي بالفعل سامحته ....فقط تريد أن تعيش بسلام والا تنجرح مره اخري ....

طال صمتها ليشعر بدقات قلبه تتعالي مع هدوء ملامح وجهها بينما لا يريد إلا الوقوف أمامها بتلك الطريقه وتأملها ....فقط يريد التأكد أنها عادت لحياته وان كل ما مضي عليه قد مضي وانتهي ...

مجددا عادت نبرته لتخرجها من صمتها وتلك المره امتزجت مع ابتسامه علي طرف شفتيه : انا جعان اوي تسمحيلي ادخل نأكل مع بعض ....

Back 

عادت ياسمين من تذكرها ليله الامس بينما تشعر أنها ولدت من جديد لتسحب نفس عميق وتدور بارجاء ذلك المنزل تفكر في كيف ستحيا برفقته بكل ركن بها ...

..........

.....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

هز جاسر رأسه برفض : لا يابابا .....

قال زيدان بإصرار : اسمع الكلام ياجاسر انا حولت الفلوس خلاص لحسابك 

زفر جاسر بعناد : بابا مفيش داعي.....العربيه هتتصلح ....الفكره كلها اني مستني شركه التأمين 

هز زيدان رأسه قائلا : مش هتركت عربيه محدثه ....بيعها وكمل واشتري عربيه جديده 

هز جاسر رأسه : بعدين يابابا ... .مش هلحق انا مسافر خلال كام يوم 

قال زيدان بتأثر : قررت هتروح فين 

اوما جاسر : الصعيد 

ابتلع زيدان غصه حلقه : كويس عشان اكون مطمن عليك مع مهران وصالح 

.........

.....

القي زياد مفاتيحه فوق سطح مكتبه وجلس علي المقعد يكمل تدخين سيجارته بضيق شديد ....التفت جمال إليه قائلا : مالك ؟!

هز زياد كتفه ونفخ دخان سيجارته : مفيش ....ايه اخبار ابو العز ؟!

قال جمال بضيق : اخد الحصص بتاعه التجار الصغيرين 

لوي زياد شفتيه : وهما وافقوا

اوما جمال قائلا : طبعا وهو يقدر يعمل كدة من غير موافقتهم ...وبعدين كله في الاخر لمصلحتهم 

تنهد جمال ونظر الي زياد بمغزي قائلا : قولتلك من الاول خلينا حبايب معاه ...

اشاح زياد رأسه بعدم اكتراث : لا ...

توقف عن متابعه حديثه حينما دخل ذلك الشاب الي مكتب زياد ليميل عليه محدثه ببضع كلمات اوما زياد بعدها ثم فتح أحد ادراج مكتبه وأخرج بضع رزم ماليه ووضعها أمام الشاب قائلا : خد دول اديهم له .....

اوما الشاب وأخذ الأموال ليشدد زياد عليه : التقرير يطلع زي ما انا عاوز 

هز الشاب رأسه بتأكيد : طبعا يا زياد بيه 

اوما زياد لينصرف الشاب .....عقد جمال حاجبيه باستفهام : فلوس ايه .....انت عملت ايه يا زياد ؟!

هز زياد رأسه : معملتش حاجه. .....

قال جمال بعدم اقتناع : انت عملت اللي في دماغك يا زياد .....عملت ايه ؟! قولي عشان اعرف اتصرف 

بعد إصرار جمال أخبره زياد ليزفر جمال بحنق : برضه عملت اللي في دماغك .....قولتلك ابعد عن الضابط ....اهو دلوقتي هيعرف أن فرامل العربيه حد فكها 

ضحك زياد بثقه : وهو انا بلعب ...... مهندس التوكيل هيكتب التقرير اللي انا عاوزة ....اطمن يا جمال 

..........

...

استمع مهران الي حديث فيروز التي أخبرته بما قالته تهاني لتري وجهه كما عهدته ...صفحه هادئه 

تابعو فيروز كلماتها : انا مش عاوزة اكون سبب في مشكله بينما وبين والدك 

هز مهران رأسه برفق : ولا مشكله ولا حاجه .....هو بس الحاج كان متعصب حبتين وجت فيكي .

نظرت له فيروز بعدم اقتناع فهي متاكده أن تهاني أخبرت عمران بشيء غيره من ناحيتها وهذا ما قرر مهران إخفائه عنها ....: هو زيهم شايف انك تستاهل واحده احسن مني ؟!

رفع مهران حاجبه باستنكار : وهو الواحده اللي احسن منك هيكون فيها ايه زياده عنك يا بنت الناس .....اي راجل هيكون عاوز ايه زياده ؟!  

نظرت له فيروز بينما بدأت الدماء تزحف الي وجنتيها حينما تابع مهران وهو يمد يداه الي وجهها برفق يتلمسه بين أنامله وهو يتابع : بنت ناس متربيه متعلمه حلوة ....ايه ناقصك يافيروز 

خفضت عيونها خجلا من رقه كلماته : يعني انت مش شايفني اقل منك 

ضحك مهران لتنظر له : بتضحك علي ايه ؟!

قال مهران بمكر : اجابتي مش هتعجبك 

نظرت له بعناد : قول

اوما مهران قائلا : انا شايف بس لو تهدي حبتين هتكوني احسن مني في كل حاجه ياست البنات 

اندفعت الدماء لوجهها خجلا لتحاول خفض عيونها من نظرات عيناه ولكنه لم يسمح لها حينما مد يداه الي ذقنها ورفع وجهها لتنظر اليه ويبدا حديث آخر بينهما بلغه العيون .....ومن حيث لا يدري كان سؤالها ينتشله من تلك اللحظه التي جمعت بينهم وقادتهم خطوة أخري في الطريق الذي مازالوا في بدايته : هو انت ساكت لها ليه ؟!  

عقد مهران حاجبيه باستفهام : هي مين ؟!

هزت كتفها : مرات ابوك 

نظر لها مهران باستفهام : و اعملها ايه ؟! 

قالت فيروز بجديه : تواجهها بحقيقتها ....مفتكرش انك خايف منها ...

رفع مهران حاجبه : خايف !!

هزت راسها باستدراك : مش قصدي ... يعني بسألك ساكت ليه 

قال مهران ببساطه : واتكلم ليه .... مش خلاص عرفت اللي عملته 

أومات برفض : ماهو عشان كدة مش المفروض تسكت 

قال مهران بمسايرة : وتقوم حريقه في البيت 

قالت فيروز بتصميم : ايا أن يكون دي ست مش كويسه ولازم الكل يعرف حقيقتها 

زفرت وتابعت : ....كانت عاوزاك تتجوز بنتها و بناء علي كدة ....قاطعها مهران قائلا : ومتجوزتهاش واتجوزتك ....خلصت خلاص 

هزت فيروز راسها الذي بدأت مراجله بالغليان :: مخلصتش ...انت لازم تواجهها ولازم والدك يعرف حقيقتها ....

تنهد مهران بضيق يقاطعها : وبعدين عاد يافيروز قولنا سبيها 

احتقن وجه فيروز من موقفه السلبي بوجهه نظرها لتهتف بانفعال ::وبعد ما أسيبها تفضل تضايقني 

قال مهران بنفاذ صبر : لما تضايقك قوليلي وانا اجيب حقك 

اندفعت فيروز بغضب : وانا معرفش اجيب حقي يعني 

بدأت نبره مهران في الانفعال بينما يقول : 

لا ابقي امسكي في خناقها قدامي ولا كأني راجل قادر يحميكي

اشاحت فيروز وجهها بغضب : انا مقولتش كدة وبعدين انت بتتعصب عليا ليه اصلا ...

زفر مهران قائلا : عشان معرفش لازمه كلامك ايه..... ما كنا كويسين 

زفرت فيروز هي الأخري بينما تقول بتبرير : انا مش شايفه سبب لسكوتك .....قول لوالدك 

: وليه اغيره عليها 

: عشان هي بتوقع بينا

قال مهران بلين : ومفيش حاجه وقعت بينا 

يبقي نقفل علي السيرة دي وهي انا هعرف اتصرف معاها ....

زفرت فيروز بعدم اقتناع وعدم رضي لتجذب حاسوبها بحنق وتجلس علي أحد المقاعد متجاهله مهران الذي ما أن فتح فمه ليتحدث حتي تعالي رنين هاتفه .....!! 

أجاب علي الهاتف ليأتيه صوت أخته المنفعل : مهران  

قال بقلق : سحر في ايه ؟! 

قالت سحر سريعا : تعالي بسرعه يامهران ...

اغلق واسرع الي منزل أخته الواقع بجوار منزلهم الكبير بينما ظلت فيروز واقفه مكانها علي باب الغرفه بقلق بعد أن عجزت عن اللحاق به تريد أن تعرف ما حدث ...

.........

...

قبل وقت قليل كانت مها تتلفت يمينا ويسارا قبل أن تسرع بخطوات هادئه تنزل الدرج ثم تفتح باب المنزل بهدوء وحرص شديد وهي تخرج منه وتغلقه خلفها وما أن وجدت نفسها بالخارج حتي أسرعت بخطواتها تجاه منزل صديقتها سحر 

فتحت سحر الباب لتندهش من وقوف مها امامها بهذا الوقت المبكر : في ايه ياسحر مالك 

دخلت مها وهي تتلفت حولها وتقول بتعلثم : سحر انا محتاجه منك خدمه 

أومات سحر وهي تدخلها : طبعا يا حبيتي 

وماهي إلا دقائق قليله وكان رياض يلحق بأبنته ويطرق باب منزل سحر بقوة ...

........

....

وقف صالح في ساحه استقبال الفندق ينتظر ياسمين التي أصر علي الذهاب معها لإحضار اشياءها ....نزلت ياسمين وخلفها أحد عمال الفندق يحمل حقائبها لتتجه حيث وقف صالح ...هدفع حساب الاوتيل واعمل chick out واحصلك

قال صالح وهو يقود خطواتها للخارج : خلاص انا خلصت كل حاجه 

نظرت ياسمين له برفض وهي تجلس بجواره في سيارته : ليه ياصالح دفعت حساب الاوتيل. .... انا معايا فلوس 

نظر لها صالح بعتاب ممزوج باستفهام : جبتي الفلوس منين ...؟! 

......

لليوم التالي تستيقظ ماس وهذا الجفاء يحلق في سماءهم ويعكر صفو حياتهم ويجعلها تختنق من تلك السحابه الكئيبه بينما بالفعل لاتعرف ماذا تفعل ولا كيف تتخذ قرار فهي حرفيا ممزقه بين قرارين كل واحد منهم اصعب من الاخر .....

تتركه أو تترك طموحها ؟! 

حاولت بضيق اشغال نفسها بأس شيء عن التفكير لتغرد بأحدي كلماتها علي تلك المدونه التي مر وقت طويل ولم تكتب بها شيء ( حينما تقعين في الحب فحاولي قدر الإمكان عدم الوقوع في حب ذلك الرجل الذي لا تستطيعين التفاهم معه .... التفاهم هو ما يجعل الحب قائما ومستمرا بالرغم من كل الخلافات فكثيرا مننا يتفقون ومع اول خلاف يسير كل منهم في طريق مضاد غير منتبهه الي ما يمزقه في طريقه الذي يسير به عكس اتجاه قلبه ...... ربما تبدو لك عزيزتي كلماتي بها الكثير من العقلانية وربما ستفكرين بها كثيرا حينما تقعين في الحب ولكن اخر كلماتي هو الهام بالأمر لانها مجرد كلمات لأننا ببساطه لا نختار من نقع بحبهم ....فالقلب يعشق دون استئذان أو تفكير .....وتظل دوما معضله الحب الكبري من مننا سيعود من طريقه المضاد ويحاول جذب يد الآخر ليسيران يدا بيد في نفس الطريق الذي جمعهم منذ البدايه .....ماسه )

أغلقت حاسوبها وهي تفكر بضيق في اخر ما كتبته ..... هل تظل هي من تحاول إنجاح حياتهم ام انها بتلك الطريقه تدفعه للمزيد من العناد تسليما بأنها من تتنازل دوما وأنه من علي صواب .....!! 

.......

.........

انتهت ياسمين من اخبار صالح بكل شيء لتهتف بعيون لمعت بها الدموع : لازم كنت اخد منه كل حاجه عشان اعرف اعيش واخلي عبد الرحمن يعيش .....لسه معاه كل الاوراق اللي فيها ديون ابويا وكان هيحاول يضغط عليا لو معملتش كدة 

تنهد صالح وربت علي يدها وهو يزيل دموعها بيده الأخري قائلا بنبره مطمئنه : مش هيقرب منك تاني .....اهدي وبطلي عياط واتاكدي أن الصفحه دي اتفقلت من حياتك ....انتي معايا ومفيش حاجه هتنقصك وعلاج عبد الرحمن هيكمل وحتي ورق الديون انا هأخده منه 

رفعت ياسمين عيونها إليه بعدم فهم : انت ناوي علي ايه ؟!

ابتسم لها بحنان لامس قلبها المتعطش لإحساس الامان والحنان والاحتواء : ناوي اني احقق كل اللي بتحلمي بيه ...انسي كل حاجه وبس فكري واحلمي وصالح هينفذ ...

نظرت إليه بعيون مبهورة بينما سألها بنبره أثره : ها بتحلمي بأيه ؟! ...

.......


...

لم تلبث سحر تفهم من مها سبب حالتها والتي نطقتها بكلمات متعلثمه : بابا مصمم اتجوز صالح غصب عني 

رفعت سحر حاجبها بعدم فهم : صالح ....؟! غصب عنك ازاي ؟! انتي اصلا هتموتي وتتجوزي صالح 

هتفت مها بما تحاول إقناع نفسها به ؛ وهو مش عاوزني ...يبقي مش هتجوزه 

نظرت لها سحر بعدم اقتناع : وايه اللي اتغير ؟!

هزت مها كتفيها : لما سافرت لخالتي واتكلمت معاها فكرت أن عندها حق ....ليه اتجوز واحد مش عاوزني والحياه لسه قدامي .....واهي خالتي عايشه كويس جدا وعندها حياتها وشغلها 

قالت سحر بعدم تصديق : وانتي عاوزة تبقي زيها 

أومات مها : وايه المشكله ....هعيش معاها واشتغل وجايز اقابل واحد يحبني وأحبه 

انفلتت الكلمات من لسان سحر : وجايز لا .....ايه مشكلتك في جوازك من صالح 

هتفت مها بضيق : أنه مش بيحبني 

: الحب حاجه والجواز حاجه .....بعد الجواز هيتغير كل ده 

هزت مها راسها بإصرار : لا ياسحر ....انا مش هعمل كده ...انا هكلم خالتي وهتيجي تاخدني ...

نظرت لها سحر بعدم اقتناع وقبل أن تمد مها يدها الي هاتفها كانت تلك الطرقات تتعالي علي باب المنزل ......أسرعت مها تمسك يد سحر : ده اكيد بابا ...متفتحيش

نظرت لها سحر بقله حيله حينما سبقت خطواتها الخادمه وفتحت الباب الذي اندفع منه رياض منقضا علي ذراع مها يسدد لها صفعه قويه .....حاولت سحر التدخل والحول بينهما ولكنها لم تستطيع لتسرع الي هاتفها وتتصل بمهران .....الذي وصل خلال لحظات يسألها بأنفاس مقطوعه ...في ايه ياسحر ؟! 

قبل أن تفتح سحر فمها بكلمه كان مهران ينتبه الي رياض الذي رفع يده ليسدد لمها صفعه أخري ولكن يد مهران أوقفته ....

ايه ياحاج رياض .....في ايه؟! 

قال رياض بغضب شديد وهو يحاول مجددا الاعتداء علي مها التي اسرع مهران يجذبها ويوقفها خلف ظهره : في أنها عاوزة تفضحني وتهرب .......

قال مهران بهدوء بينما بدأت انفاس رياض بالتعالي : اهدي بس يا حاج وخلينا نتكلم براحه 

اشار مهران الي أخته : خديها جوه وسيبيني هتكلم مع الحاج .....اشار للخادمه : هاتي كوبايه ميه 

أومات الخادمه واسرعت تحضر الماء ليتهاوي رياض علي أحد المقاعد قائلا بأنفاس لاهثه : 

عاوزة تفضحني يامهران ......بعد غيابها يومين تقولي أن صالح فسخ الخطوبه......هربت من البيت ....عاوزني اعمل فيها ايه ..... الناس هتجيب في سيرتها وسيرتي لما يعرفوا أن خطوبتها اتفسحت بعد رجوعها ...هيفكروا فيها حاجه عشان كدة صالح سابها ...

يرضيك يامهران يحصل ليا كل ده .....يرضيك سمعتي تبقي في الأرض 

تغيرت ملامح مهران بينما تابع رياض برجاء : مهران انت لازم تقف جنبي وتتكلم مع صاحبك .....ابوس ايدك يا مهران ..انا مش حمل فضيحه زي دي. ...

..........

...

رفع زياد رأسه تجاه صالح الذي دخل دون مقدمات الي مكتبه الواقع بأحدي كبري محلات الذهب التي يملكها 

ودون أن يعطي له فرصه للحديث كان يضع تلك الحقيبه أمامه ويفتحها ليري زياد كل ما أخذته ياسمين منه ولكنه قال باستفهام مزيف : ايه ده ؟! انت مين اصلا ؟!

نظر له صالح باستخفاف : انت عارف انا مين كويس وعارف ايه الحاجات دي فبلاش نضيع وقت بعض ...انا كتير بس اقولك كلمتين ؟!

نظر له زياد ببرود وهو يتراجع الي مسند مقعده ؛ خير ...كلمتين ايه ؟!

قال صالح بثقه : انت هتاخد حاجتك وهتديني الورق بتاع عماد وانت من سكه وانا سكه ...عشان لو شوفنا بعض تاني مش هتكون سكتنا سالكه 

رفع زياد حاجبه متمسك ببروده : انت بتهددني ؟!

لوي صالح شفتيه هاتفا بثقه : اه ....

نظر له زياد : وجايه منين الثقه دي ؟!

ارتسمت ابتسامه خبيثه علي طرف شفاه صالح وهو يشير الي هاتفه الذي عبث به لحظه ثم اشار الي زياد به : من اعمالك الزباله ....شوف بقي عندي كام فيديو ليك وانت بتاخد مخدرات من الواد اللي شغال عندك ...ده غير شغل الصاغه المضروب .....

اهتزت نظرات زياد للحظه قبل أن يحاول التماسك : انا ....قاطعه صالح بحزم : انت مش فارق معايا ...قولتلك انت من سكه وانا من سكه ويا دار ما دخلك شر ....هات الورق وابعد عن سكتي تفضل الفيديوهات دي بعيد عن البوليس ...

دقائق وكان صالح يخرج منتصرا بينما أثمرت فكرته عن ملاحقه زياد الايام الاخيره ليتصيد له الأخطاء وهاهو نفذ اول وعد لها واقصاه عن طريقها .....

.......

...........

بضيق شديد كان جاسر يغادر المنزل مجددا بينما لم يمر علي عودته ساعه شعرها دهر كامل ثقيل وهي تعامله بجفاء شديد وتتجاهل وجوده وتضع نفسها داخل فراشها وتتظاهر بالنوم ليخرج مجددا .....بضيق شديد نظر حوله وهو واقف اسفل المنزل بينما لايعرف اين يذهب ....تنهد حينما وجد سياره صالح تتوقف بالقرب منه وينزل منها 

: جاسر مالك ؟!

ابتسم جاسر : نسيت انك هنا 

اشار صالح بابتسامه ممزوجه بالراحه التي لم يشعر بها منذ وقت طويل : اه هنبقي جيران 

ضحك جاسر : قدمك قدم السعد .....انا رايح الصعيد 

عقد صالح حاجبيه : انت بتقول ايه ....؟! ايه اللي حصل 

قال جاسر بضيق : تعالي نقعد في اي حته نتكلم ...

قال صالح : تعالي نطلع المكتب ....مهران كلمني وقال عاوزني في موضوع مهم وهيجي علي هنا 

اوما جاسر وصعد معه ليتركه صالح دقائق يتجه الي الشقه المقابله حيث كانت ياسمين تتحرك بخفه في المطبخ تعد أحدي أصناف الحلوي بينما لم تشعر نفسها سعيده كما هي اليوم ....

سعيده بكل ما حدث وقلبها مليء بالرضي ولكن لا بأس بقليل من العذاب له بعد أن عذبها كل هذا العذاب ...

اتجهت تفتح الباب : صالح ...في حاجه ؟!

نظر لها بعتاب : ده بدل ما تقوليلي اتفضل 

هزت راسها بتمنع زائف : لا طبعا تتفضل فين .....انا عايشه لوحدي وبعدين احنا اتفقنا أن وجودي في البيت ده مش معناه اني سامحتك 

اوما صالح وهو يبتسم فهو قابل كل دلالها ليقول بمراوغه : وهو حد جاب سيرة السماح ....انا بس بما اني جارك جيت اطمن عليكي تكوني عاوزة حاجه 

هزت راسها : شكرا ....لحظه وكانت تتركه وتركض الي المطبخ تغلف الفرن 

اسرع صالح خلفها لتنحني ياسمين تحمل قالب الحلوي وتضعه علي الطاوله الرخاميه ومع حركتها تنساب دقات قلب صالح الذي أخذه الخيال وهو عائد من عمله وهي واقفه تعد له الغداء وهناك طفل صغير يركض إليه باشتياق .....حمحم وخرج من تخيلاته بابتسامه واسعه : بتعملي ايه ؟!

هزت كتفها : قولت اعمل حاجه حلوة لماس واروح ازورها 

ابتسم صالح لها وغمز بشقاوة : وانا ماليش في الحاجه الحلوة دي 

أمسكت ياسمين ابتسامتها المتناغمه مع دقات قلبها : عاوز ؟!

اوما لها : ياريت 

أومات واتجهت لتحاول تقطيع قالب الحلوي ليوقفها صالح وهو يسرع يمسك يدها قائلا : خدي بالك لسه سخن 

ذابت من لمسه يده لتبتلع بوجل من اقترابه الذي تابعه صالح وهو ينظر إلي عيونها باشتياق : للدرجه دي عاوزاني اخد الحاجه الحلوة و امشي 

سحبت يدها ببطء من يده بينما أبعدت عيونها الخجوله عنه : لا ...قصدي ....قصدي اه 

ابتسم صالح قائلا :ماشي ....همشي ...بس هستني تخبطي عليا وتديني نصيبي 

ابتسمت ياسمين وهزت راسها ليتجه صالح الي الباب ويتابع : وتعملي حساب جاسر معايا ......عاد إليها ليهمس بمرح : واضح أن صاحبتك قلباها غم ونكد عليه 

ضحكت ياسمين ليبادلها صالح الضحكه التي خرجت من قلوبهما بعد تعب طويل ......

عاد الي جاسر الذي قال بملل : كنت فين ....؟!

هز صالح رأسه : كنت بشوف ياسمين ....رايحه لمراتك كمان شويه 

اوما جاسر دون قول شيء ليقول صالح : ايه اللي حصل ...؟! 


..........

...قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !