الفصل السابق
الفصل الثلاثون
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
هتف صالح بحنق : اتصلي بمكرم ده وقوليله ميجيش واخر مرة اسمع انك كلمتيه أو شوفتيه يا ياسمين
قالت ياسمين ببرود نافي دقات قلبها المشتعله وهي تشعر بغيرته الواضحه عليها بينما تحاول التمسك بموقفها تجاهه : ليه يعني ؟!
شدد صالح علي كلماته : اسمعي الكلام واتصلي بيه......نظر لها وتابع : ولا اقولك
مد يداه الي هاتفها يحاول أخذه من يدها قائلا : انا هكلمه
لامست يداه يدها وهو يحاول أخذ الهاتف منها لتشعر ياسمين بقشعريرة تسري بكامل جسدها من لمسته لتبتلع ببطء وتكاد تنفذ ما طلبه لولا أنها تذكرت كلمات ماس عن أنها لا يجب أن تبدي له مسامحتها بتلك السهولة بنفس لحظه رؤيتها لاقتراب سيارة مكرم لتجذب يدها سريعا من يده وتنظر له قائله : مكرم وصل
التفت صالح بحنق الي تلك السيارة التي توقفت بجانب الطريق ونزل منها ذلك الرجل متجها الي ياسمين سريعا وهو يقول : معلش اني اتاخرت يا ياسمين هانم ... اتفضلي
رقصت دقات قلب ياسمين فرحا وهي تري ملامح وجه صالح التي هددت بغيره قويه بينما يقف أمام مكرم
قائلا بتحذير : ارجع مكان ما كنت واخر مرة اعرف ان ليك صله بياسمين والا هيكون ليا تصرف معاك .....انت فاهم
نظر مكرم الي ياسمين التي انتفخت وجنتيها بحمرة محببه وهي تتظاهر بالغضب من كلمات صالح بينما تهتف بدفاع عن مكرم وهي تكاد تطير وهي تري غيرته ولكنها لا تريد ضرر لمكرم : صالح لو سمحت مالكش دعوة بمكرم
التفت صالح لها بحنق شديد فهل تجرؤ علي الدفاع عن رجل أمامه ليهتف بحده : ياسمين متستفزنيش
نظرت له ياسمين ببرود تظاهرت به تخفي سعادتها لرؤيه حبه وغيرته : انا مجتش جنبك ياصالح ....انت اللي بطل تتدخل في حياتي
نظر مكرم الي ياسمين يستأذن أن يتدخل قائلا : تحبي أتدخل يا هانم
ازداد احتقان وجهه صالح وسرعان ما التفت الي مكرم متأهبا لتشير ياسمين لمكرم سريعا توقفه عن استفزاز صالح الذي قارب الانفجار ما أن قالت : مفيش حاجه يامكرم ...يلا بينا
فتح مكرم باب السيارة الخلفي لياسمين ليتحرك صالح خطوة متوقف امامها يمنعها من الدخول الي سيارة مكرم التي صفق بابها بحنق مزمجرا : قولت مش هتروحي اي مكان معاه
زفرت ياسمين لتسألها عيون مكرم مجددا أن يتدخل لتلتقي عيونها بعيون صالح التي رأت فيها أنه لن يتردد عن الاشتباك مع مكرم أن صممت علي الذهاب معه لتقول
: مكرم خلاص شكرا روح انت دلوقتي
نظر لها مكرم بقلق قاطعه نبره صالح المحذره : يروح علي طول ....قولت مالكيش علاقه بيه تاني
رفع إصبعه أمام وجهه مكرم محذرا : وانت ده اول واخر تحذير ليك مالكش دعوه بيها
قال مكرم باحتدام : ياسمين هانم في حمايتي
هتف صالح بانفعال : مستغنين عن خدماتك ....
أشارت ياسمين الي مكرم أن يتوقف عن الحديث وينصرف ليتردد مكرم قليلا ولكنه اوما لها وغادر
التفتت ياسمين بحنق الي صالح قائله : ايه اللي بتعمله ده ...؟!
تفاجات به يمسك ذراعها ويدخلها الي سيارته : بعمل اللي الصح ...اتفضلي ادخلي
زفرت ياسمين بحنق والتفتت له بهجوم بينما أن احبت غيرته فهي أيضا لم تحب نبرته مع مكرم الذي وقف بجوارها بينما هو تخلي عنها : أظن أن مالكش أي دعوه بيا بعد كل اللي عملته .....وانا سكتت بس عشان معملش مشكله لمكرم .... بس مش معني كدة اني موافقه علي تصرفاتك الهمجيه دي
رفع صالح حاجبه مرددا : همجيه ؟! وساكته عشان خاطر مكرم ...ياسمين خدي بالك من كلامك
هزت ياسمين كتفها : واخده بالي كويس انت اللي المفروض كنت تاخد بالك من كلامك اللي قولته ليا قبل كدة ولا نسيت ......
تفاجات ياسمين به يميل ناحيتها لتتراجع بظهرها سريعا مصطدمه بباب السيارة خلفها ليزيد صالح من قربه منها بينما تبخرت كل الكلمات من عقله الذي شتته نظرات عيونها الوديعه وهي تتطلع له بتلك الطريقه بينما عجزت ياسمين بتلك اللحظه عن اخفاء مشاعرها له وهو يهمس بجوار اذنها : عمري ما نسيت حاجه تخصك ......
همست ياسمين اسمه بصوت متقطع : ص...الح
بادلها صالح الهمس بصوت محتقن بشغف مشاعره التي فاضت من قلبه : يا قلب صالح
اغمض عيناه لحظه يسحب نفس مطولا من رائحتها العطرة التي شابهت اسمها بينما أغمضت ياسمين عيونها وقد بدأ الخدر اللذيذ يسري بعروقها للحظه قبل أن يطرق ناقوس الخطر بداخلها حينما لامست أنفاسه الساخنه بشرتها لتفتح عيونها فتراه بهذا القرب منها وقد قارب علي تقبيلها .... تماوجت ما بين رغبتها في البقاء بقربه وما بين رغبتها في الحفاظ علي كرامتها بعد ما فعله بها ليستجيب عقلها ويتغلب علي نداء قلبها ....
وضعت ياسمين يدها علي صدره لتشعر بدقات قلبه اسفل قماش قميصه الملتصق بصدره
لتنطق اسمه مجددا بصوتها الذي طرب اذناه : صالح
همس صالح دون أن يفتح عيناه مستمتع بقربها بينما لهث طويلا ليصل و يكون بهذا القرب منها ولا ينتوي الابتعاد
....جاءه صوتها الهامس تطلب منه : ابعد
فتح عيناه ونظر لها بعتاب لم ينطقه وهو يسألها وعيناه تنظر إلي داخل عيونها : عاوزاني ابعد
أومات ياسمين وهي تحاول جاهده أن تنكر كل مشاعرها ناحيته بينما تردد : انت اللي اخترت البعد
عض أنامله ندما بينما يهمس باعتذار حقيقي : اسف ....
............
......
وصل مهران قبيل الفجر بقليل ليوقف سيارته بمكانها وينزل منها ويتجه الي الداخل حيث عم المنزل السكون ....تراجعت بسمه للداخل حيث بقيت طوال الليل
في الشرفه بانتظاره لتتنهد بمرارة وهي تسحب نفسها الي الداخل و تدلك أطرافها التي تجمدت ولم تشعر بها طوال هذا الوقت وقد غرقت بالتفكير به وهي تتساءل كيف بيوم وليله ستقبل بواقع أنه لم يعد لها بل لتتقبل الواقع الذي انكرته طويلا وهو أنه لم يكن لها من البدايه ....!!!
خرج مهران من الاستحمام وهو يجفف خصلات شعره بالمنشفه لتتوقف يداه بالمنشفه وترتسم علي طرف شفتيه ابتسامه حينما وقعت عيناه عليها وهي نائمه بينما يتذكر ما حدث هذا الصباح فكم هي بريئه جميله عكس ما تبديه اغلب الوقت من شراسه لاتمت لداخلها بصله بينما كل ما يراه بداخلها هو طفله صغيره مفتقره ليد تمسك بيدها كما كان يفعل ابيها ..... اتجه الي الخزانه ووقف امامها يرتدي ملابسه وما تزال تلك الابتسامه علي شفتيه وهو يتذكر خجلها منه لترافقه ابتسامته إلي أن توسد الفراش بجوارها
التفت ووضع أحدي يداه اسفل رأسه بينما نام علي جانبه يتطلع لها
ليتامل لأول مرة كل ملامحها بهذا القرب بينما ارتخت ملامحها وغرقت بالنوم .....تنهد وسأل نفسه
من اين خرجت أمامه وكيف دخلت حياته...؟!
لا يدري شيء ولا يهتم المهم أنها بالفعل كانت ذلك الجزء الناقص الذي اكتملت حياته بها ...فتاه غير عاديه لم تكن سواها تستطيع أن تدخل حياته ليشكر تلك الصدفه التي وضعتها في طريقه .
......
...
رفعت مها عيونها الباكيه إلي ابيها الذي لم يتوقف عن الصراخ بها منذ أن اخذها عنوة من منزل خالتها : .....عاوزة تفضحيني ...عاوزة تقضي عليا ..!!
بكت مها وهي تهز راسها لينقض رياض علي خصلات شعرها يعنفها : .....تقدري تقوليلي كنت هعمل ايه لو مرجعتكيش ...البلد كلها كانت هتجيب في سيرتي
دفعها لتسقط علي الفراش خلفها : لو فكرتي تكرري تاني اللي عملتيه هدبحك ...
فاهمه هدبحك .....رفعت مها عيونها التي حاكت احمرار الدماء وهي تقول : ادبحني وخلصني
زجرها رياض بغضب : ياريت كنت اقدر ......ياريت كنت خلصت منك ومن العار اللي عاوزة تخليني اعيش فيها
انحني علي ركبته أمامها وتابع بغضب شديد : اسمعي يامها ....جوازك من صالح هيتم بأي شكل وبأي طريقه وكلمه فسخ الخطوبه دي قولتلك الف مرة مش عاوز اسمعها تاني
نظرت له مها بتحدي لتهتف من بين دموعها : بقولك مش عاوزني ...!! ازداد صراخها وهي تكرر كلماتها : مش عاوزني افهم بقي ... هيتم ازاي اقدر تقولي
نظر لها رياض بحنق : ازاي دي بتاعتي انا
تركها وخرج صافقا الباب خلفه بعنف ليرتمي علي أحد المقاعد وصدره يعلو صعواد وهبوطا بينما يتذكر تلك الرساله التي ارسلتها له قبل يومان تخبره أنها سافرت الي خالتها التي تقيم بالقاهرة لتبقي معها وأنها لن تعود
.....وهذا القرار اتخذته مها بعد خروجها من منزل صالح الذي أخبرها بكل اللغات أنه لايريدها وهي لم تستسلم وحاولت كثيرا ظنا منها أنه سيتراجع ولكن حينما تأكدت أنه لن يتراجع ذهبت وهي تجر أذيال اليأس واخيرا نفسها ان الأمر انتهي وارادت بالفعل أن ينتهي الأمر فلم تعد تحتمل مقدار النفور والرفض منه أكثر من هذا .... قلبها رفض الاستسلام ولم يتوقف عن حبه ذلك الحب الذي اشتعل وامتزج بنيران الحقد طويلا لتصر علي الوصول إليه ولكن عقلها أخبرها أنها النهايه لذا سارت خلف عقلها تحاول أن تبدأ من جديد بعيدا عن هنا ولكن ابيها ابدا لم يتقبل أو يحاول الاستماع لها .....انتهاء الزواج يعني انتهاء شراكته مع رافت وهو لن يحتمل خسارة كتلك ابدا ...!!
يومها اهتاج رياض حينما رفضت العوده وأخبرته أن الأمر انتهي ليكذب ويخبر الجميع باختفاءها الذي أعطي به لنفسه فرصه لتبرير غيابها والضغط علي رافت بعدم إفصاح ابنه بفسخ خطبته لابنته
جاهدت مها معه كثيرا بعد أن يأست واستسلمت لكلمه النهايه وايدت خالتها قرارها واخبرتها أنه الصواب فما الجدوي من الزواج برجل يحبها خاصه وأنها ما تزال بمقتبل عمرها لتتغير نظره مها للأمر بعد أن كانت تأخذه علي أنه تحدي لا يجب أن تخسر به فهمت أنها ستخسر الكثير واول شيء ستخسره كرامتها لذا قررت بدأ صفحه جديده ولكن هاهي أطماع والدها لا تسمح لها وهاهو أعادها ...!!
.......(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
......
عقدت ياسمين حاجبيها باستفهام والتفتت الي صالح بخوف واضح حينما وجدته يصطحبها الي تلك الشقه التي تبعد بضعه مباني سكنيه عن منزل جاسر وماس
قالت بتوتر : انت جايبني هنا ليه ؟!
نظر لها صالح ليري خوفها الواضح في عيونها : انتي خايفه مني يا ياسمين ؟!
تراجعت ياسمين خطوه للخلف وهزت راسها بينما عاد بقوة يداهمها شعور الخوف الذي كان ينتابها حينما كانت بمنزل زياد ....
ابتلع صالح ببطء لتأكيدها خوفها منه ليقول وهو يضع يده برفق خلف ظهرها يوقف تراجعها : متخافيش يا حبيتي
نظرت له ياسمين بوجل بعد أن نطق كلمه حبيتي بتلك النبره لتقول ببطء : انت عاوز مني ايه ياصالح ؟!
قال صالح بابتسامه هادئه : عاوزك تشاركيني حياتي
اشار الي تلك الشقه التي فتح بابها وتابع : ودي اول خطوة .....ده بيتك من دلوقتي هتعيشي هنا ومفيش اوتيل تاني لوحدك ...
ازداد اتساع ابتسامته وتابع : بعد ما نتجوز هعيش معاكي هنا
اشار الي الشقه المقابله بنهايه الممر وتابع بحماس شديد : الشقه دي هتكون مكتبي ...انا بدأت خلاص في إجراءات شركه التصدير
نظرت ياسمين له لتقودها خطواته الي داخل المنزل الذي بدأت تشعر بالدفء بداخله من مجرد صمتها واستماعها لتلك الخطط التي وضعها صالح لحياتهم وبدأ يخبرها بهم
: هسيب كل حاجه وهنبدا من اول وجديد مع بعض .....انا خليت شغلي جنبك عشان منبعدش عن بعض خالص
ابتسم لها بينما رأي في عيونها تلك السعاده لتراه قد بدأ بالفعل التخطيط لحياتهم ليتابع وهو يمرر يداه علي جانب وجنتيها : انا عارف انك بتحبيني زي ما بحبك وعارف انك زعلانه مني وحقك تزعلي بس انا بحبك وكل اللي قولته وعملته كان من وجعي .....ياسمين انا حياتي وقفت ومعرفتش اكمل من غيرك ودلوقتي عاوز اعوض كل الوقت اللي فاتنا .....مش عاوز منك حاجه غير انك تسامحيني ....!!
.........
.....
مع انتصاف النهار تقلبت فيروز وبدأت تفتح عيونها التي وقعت علي تلك اليد التي تحيط بها لتفتح فمها وتباغتها رغبتها بالصراخ وهي تنتفض من نومها ولكن تلك المره لم يخرج صوتها لتنظر فيروز الي يد مهران الذي كان بخفه فهد يميل فوقها بجسده ويكمم فمها بأحدي يداه .....قابلت عيناه العابثه بينما يضحك بمكر وهو يقول : لا ماهو مش كل ما تفتحي عينيك وتشوفيني جنبك تصرخي
شعر بابتسامتها من اسفل يده التي تراجعت ببطء من فوق شفتيها ليبادلها الابتسامه التي لمعت في عيناه بينما يمازحها بمرح : ايه يا ست البنات هو انا شكلي اعوذ بالله مثلا ولا بخوف عشان تصرخي كل ما تشوفيني
هزت راسها وانفلتت الكلمات من شفتيها وقد غابت بتأمله وهو بهذا القرب منها : بالعكس
ابتسم لها قائلا : يعني انا حلو
عقدت حاجبيها باستدراك وهزت راسها وهي تبعد عيونها عنه : لا
رفع حاجبه : يعني انا وحش
هزت راسها بخجل : لا
سألها وهو يجبر عيناها علي النظر اليه : امال
هزت كتفها وتهربت منه : عادي
ضحك مهران وظل يميل فوقها بينما يقول بمكر : غريبه مع أن بنات كتير شيفاني حلو
رفعت حاجبها : بنات مين ؟!
ضحك علي رؤيه الغيره في عيونها ليتابع : اهو البنات وخلاص
انتفخت وجنتيها وهي تسأله باندفاع : انت مش قولت ليا انك اول مره تنام جنب بنت
انفجر مهران ضاحكا علي سذاجتها لتزجره بغضب : بتضحك علي ايه
قال مهران وهو يداعب وجنتيها بطرف أصابعه : علي كلامك ..... وهو انا هروح انام جنب البنات وخلاص .....
احمر وجه فيروز خجلا ووكزته فيروز بصدره هاتفه وهي تشيح بوجهها : انت قليل الادب كدة ليه ....اوعي كده
هز رأسه ونظر لها بهيام واضح وهو يقول : صباح الخير والفل والورد والياسمين
قالت بخجل وهي تحاول أبعاده من فوقها : صباح النور
لم يستجيب لمحاولتها أبعاده بينما احب القرب منها لينظر الي عيونها ويتابع : عامله ايه يا ست البنات ...نمتي قبل ما ارجع
أومات له : اه معلش غفلت لما اتاخرت بعد كدة هبقي استناك
هز رأسه بابتسامه حنونه : لا مش قصدي .....نامي وارتاحي انا بس كنت عاوز اشوفك
اختطف قلبها بكلامه لتتقابل عيونها فيقول مهران باعتراف : تعرفي اني فضلت طول الليل ابصلك
نظرت له فيروز قائله : تبص ليا
اوما لها : اه ومبصش ليه....؟!
هلاقي احلي منك ابص له
قالت فيروز بعدم تصديق بينما لأول مرة تسمع تلك الكلمات المعسوله : هو انا حلوة
هز مهران رأسه وهو يمرر يداه فوق شعرها : حلوة اوي
قالت بخجل وهي تخفض عيونها : انت بتضحك عليا ....انا مش حلوة خالص
نظر لها مهران قائلا : في عيوني زي القمر
قالت بخجل : شكرا
ابتسم لها : العفو ...
ظلوا علي وضعهم لعده دقائق لتقول فيروز وهي تضع يدها فوق صدره بينما التهبت وجنتيها بالحمره حينما قرب وجهه من وجهها أكثر : اجهزلك الفطار
ابتسم مهران لها : ياريت ...
أومات وهي تسحب نفسها من أسفله : ماشي ..
.........
هتفت ماس بانفعال : يعني ايه !!
قال جاسر بهدوء لاتعرف من اين أتاه وهو يبرر موقفه المتعصب كل مرة تجاه عملها والذي لا تعرف سببه : في ايه ياماس ....؟! هو ايه اللي يعني ايه..!؟
اظن انك سمعتي كلام الدكتور
صاحت ماس بعصبيه : سمعته كويس وعشان كدة بسألك ايه علاقه اني حامل بأني اسيب شغلي ...؟!
وايه موضوع سفرك اللي بتفكر فيه بقالك يومين وانا معرفش عنه حاجه
نظر جاسر الي نبرتها المتعاليه بتحذير قائلا : وطي صوتك وانتي بتتكلمي معايا
نظرت له ماس بغضب بينما كل ما فرق معه تلك اللحظه هو علو نبرتها : هو ده كل اللي فارق معاك من كلامي
زفر جاسر بضيق وأدار السيارة وتحرك بها بصمت كعادته حينما لم يجد رد امامها ليوقف السيارة اسفل المنزل وتندفع ماس منها الي المنزل برفض تام أن يكون الصمت هو نهايه حديثهم لتهتف به ما أن دخلوا الي المنزل : ها بقي ياجاسر ايه حكايه سفرك دي اصلا
كعاده أي رجل ذكوري لا يقر بكامل الحقيقه من وجهه نظره بينما لن يخبرها أنه تم نقله و سيكتفي باخبارها بأنه سيسافر بمأموريه
لتتسع عيون ماس : شهرين ؟!
هز كتفه وتهرب من ذكر أي تفاصيل : يعني شهرين تلاته علي حسب الشغل
سألته بعدم استيعاب : والمأموريه دي جت فجاه ؟!
زفر جاسر بضيق فهو بالأساس لايريد الحديث بهذا الأمر
ليقول باقتضاب : جت زي ما جت وبعدين عادي جدا في شغلي اني اسافر
دفعت ماس خصلات شعرها للخلف هاتفه : اه عادي تسافر بس مش شهرين
زفر جاسر بحنق : اهو اللي حصل ياماس
نظرت له بغضب : انت بتتعصب عليا ليه وبعدين اصلا مين اللي المفروض يتضايق
تنهد جاسر قائلا : انا ولا متعصب ولا حاجه
نظر لها ليتابع بثبات : كده كدة كلامي خلص و مفيش داعي حد فينا يتضايق .....
استفزتها تلك الكلمات التي خرجت من بين شفتيه بهذا البرود وليس وكأنه يمحي مستقبلها
لتلتفت له بانفعال شديد : يعني ايه كلامك خلص هو أمر واقع
اوما لها جاسر وهو يحاول عدم الانفعال : اه عشان ده واقع حياتنا
نظرت له باستنكار : أمر واقع انك تلغيني
تنهد جاسر وفرك وجهه قائلا : ماس انا مجتش جنبك ولا لغيتك .....انتي واحده حامل وانا بقولك ارتاحي فين الغلط في كلامي
زفرت ماس واشاحت بوجهها : انا مش تعبانه
: امال كنتي ايه الصبح ؟!
هزت كتفها قائله بتحدي : تعبي الصبح كان ظرف وعدي وحاليا انا كويسه ومش محتاجه اسيب شغلي
نظر لها جاسر بانفعال حاول ألا يخرجه بها ليزم شفتيه قائلا : احنا بنلف وندور ليه .....خلاصه الكلام انا قولتلك أن انا مسافر وشيء طبيعي تكوني معايا ....
نظرت له ماس بكمد انبثق بكل خلاياها بينما وضع امامها حقيقه هيمنته الواضحه لتتبخر كل فرحتها بخبر حملها
جذبت أقدامها واتجهت الي الداخل ليزفر جاسر بضيق من تلك النظره التي رمقته بها والتي حملت خزلان كبير
سحب نفس عميق واتجه خلفها
ليقول بعتاب ظن أن له الحق فيه : ليه كل الزعل ده ياماسه .....اللي يشوفك ميقولش انك فرحانه بخبر حملك
التفتت له ماس لتواجهه عيناها بعتاب أشد : انت شايف كدة ؟!
اومأ لها : بصي لشكلك وقوليلي ده شكل واحده فرحانه أنها حامل
حقا سيقتلها يوما ما بتناقضاته فهاهي المخطئه لتقول بدفاع عن نفسها : انت عارف كويس سبب زعلي
تنهد وامسك بكتفيها : عارف انك زعلانه من موضوع شغلك وفاكرة اني قاصد اضايقك .....لانت نبرته بينما تابع : ياحبيتي اعمل ايه ظروف شغلي حكمت بكده
نظرت له بعيون معاتبه : وانا ؟!
نظر لها باستفهام :
انتي ايه ؟!
هزت كتفها باستنكار : ماليش في ترتيباتك ؟! .....انت
حتي مفكرتش تتكلم معايا وتشاركني وجيت علي اخر وقت تقولي بعد ما اخدت قرارك وكأني تحصيل حاصل
هز جاسر رأسه ينفي حقيقه ما حدث بينما لايري أنه أخطأ في شيء : اكيد لا ....كل الموضوع أن انا كنت لسه بفكر في موضوع السفر وجه موضوع حملك اللي محتاج راحه وعشان كدة قررت تسيبي الشغل
انفلتت اعصاب ماس لتهتف بحده : وانت تقرر ليه بدالي ....ده شغلي ...شغلي انا مش انت عشان تاخد قرار فيه
انفعل جاسر هو الآخر : وانتي مراتي وحقي أقرر اس حاجه تخصك
هزت راسها بعصبيه : لا مش من حقك .....انا ليا رأي وشخصيه
ازداد انفعال جاسر ليهتف بغضب : انتي عاوزة ايه دلوقتي ؟!
هتفت به بضيق شديد : عاوزاك تشاركني و تقف جنبي وتدعمني ....مش طول الوقت محسسني أن شغلي عبء عليك أو أنه تفضل منك انك سامح ليا اشتغل
نظر لها باستنكار : انا ياماس ؟!
أومات بحده : اه .....كل حاجه سيبي الشغل وكأن الشغل ده مش حقي وانك بمزاجك تقولي سيبيه أو كملي وان القرار قرارك انت لوحدك زي ما قولت
رفعت إصبعها أمام وجهه وتابعت بعصبيه : جاسر انت لازم تعرف كويس ان شغلي ده حقي
اندفع بغضب : وانا كمان حقي أقرر حياتنا
نظرت له باستنكار غاضب : وانا ماليش حقوق
قال بانفعال : انا عمري ما قصرت معاكي في حاجه
اشاحت بوجهها بغضب : وانا اصلا عمري ما طلبت منك حاجه
قال باقتناع : عشان أنا مش بستني لما تطلبي
واعتقد اني مش مقصر في أي حاجه
نظرت له بعصبيه : مقصر في انك حاططني علي الهامش و بتاخد قرارات حياتنا من غير ما تشاركني فيها
أزداد انفعالها وتابعت : ولو انت بتتكلم عن الماديات انا مش عاوزة منك حاجه ولا بطلب حاجه ....ولو علي عربيتك هدفعلك تمن تصليحها
احتقن وجهه بالغضب بينما تداخلت الأمور ببعضها ليهتف بضيق : لا انا هسكت وهمشي عشان لو فضلت اكتر من كدة هزعلك
انفلت لسان ماس لتهتف به وهو يستدير ليغادر الغرفه : ده اللي انت بتقدر عليه
التفت لها بغضب شديد من استفرزاها له بتلك الكلمات ليهتف بعصبية : مااااس ... خدي بالك من كلامك انا كل ده مراعي انك حامل
صاحت ماس بانفعال شديد : لا متراعيش واعمل اللي انت عاوزة وبلاش تقنع نفسك انك بتيجي علي نفسك عشاني وانك ساكت عشان سكوتك ده مالوش الا معني واحد وهو انك عارف كويس اد ايه انت غلطان بس معندكش استعداد تعترف بكده فبتبرر كلامك انا خايف عليا وان انا اللي بعمل مشكله .... ......هزت كتفها وتابعت بسخريه واضحه : زعلني براحتك هي الست الحامل بتزعل واللي مش حامل تولع .....
احتقن وجهه جاسر من كلماتها التي انفجرت بها بتلك الطريقه ليضغط علي قبضته للحظه قبل أن يخرج ويصفق الباب خلفه بعنف .......
جلست ماس مكانها تهز ساقها بعصبيه وانفعال شديد بينما خرج جاسر .....فركت وجهها وهي تهز راسها بيأس من طباعه الصعبه التي لا تتغير ........ لا تصدق أن كل ما كان يهمه بالموضوع ن تترك عملها ....لا يهتم لشيء إلا أن يمحي شخصيتها ويجعلها تابع له ...كيف لا يري ما يراه الآخرون
كيف يراها مديرها فتاه طموحه ويساندها وحبيبها لا يري هذا .....أخذ قرار وعليها أن تنفذه دون نقاش
ازدادت حده أنفاسها الغاضبه وهي تتذكر نقاشهم وكيف تحول الي طريق آخر سوي الطريق الهام الذي كان عليهم مناقشته ولكن ما الجديد فقد اعتادت هذا منه ....يراوغ بالحديث ويدفعها لتكون هي المخطئه وبكل الاحوال يصل الي هدفه ....
.........
....
رفعت مي حاجبها باستنكار : ماما !!
قالت ماجده بحزم : اسمعي الكلام يامي وشوفي هتيجي معانا انا وابوكي ولا لا ...انا جبت ليكي هديه صغيرة تقدميها ليها
انفعلت مي بغضب : هديه ايه كمان ؟!
....ايه ياماما مالك مكبرة الموضوع كدة
قالت ماجده باستنكار : موضوع ايه اللي انا مكبراه ؟!
هتفت مي بحقد : موضوع حمل الهانم ...ايه يعني نروح نبارك وكمان نجيب هديه
قالت ماجده بسخط : وانتي جبتي حاجه من جيبك ده ابوكي فرحان ونزل جاب هديه للبيبي وليكي عشان تقدميها وقال اهي فرصه تصلحوا اللي بينكم
احتقن وجهه مي بالغيرة الواضحه لتهتف بسخط شديد : نصلح اللي بينا ولا يحرق دمي ويوريني اد ايه هو بيحب الهانم اكتر مني ...... بابا اللي حتي مقالش ليا مبروك رايح يجيب ليها هدايا ....
غص حلقها بالدموع فهي تري نفسها مظلومه دوما ولا تري الأمور الا من هذا المنظور لتقول بضيق شديد : عموما يا ماما براحتكم روحوا باركولها وانا بنتكم خلوني اتقهر
قالت ماجده بتأثر : بعد الشر عليكي ياحبيتي ...حقك عليا متزعليش
قالت مي وهي تبكي : وهو حد فارق معاه زعلي
قالت ماجده بحنان : طبعا يا حبيتي .....وهو احنا بنعمل كدة ليه مش عشان نصلح الدنيا بيكم و مالك يرجع كويس معاكي زي زمان .
.......
فرك جاسر شعره بعصبيه بينما يسير ذهابا وإيابا حول المنزل وهو يتذكر كيف أفسدت فرحته بخبر حملها وكأي رجل لا يري أنه أخطأ بشيء ولا يري أنه من أفسد كل شيء ....
استمعت ماس لصوت مفاتيحه ترتطم بالطاوله الرخاميه بعد مرور ساعه لتجذب الغطاء فوقها سريعا وتتظاهر بالنوم بينما خيم الحزن عليها ولا تريد التحدث معه بأي شيء الان ....
دخل جاسر الي الغرفه ينظر إليها بطرف عيناه ويفكر للحظه ان يتحدث معها ولكنه تراجع فأي حديث سيزيد المشكله بينهما
تعالي رنين جرس الباب ليتجه جاسر إليه يفتحه وبعد دقائق استمعت ماس الي صوته والي اصوات أخري
......
اعتدلت جالسه تحاول سماع من بالخارج ولكنها أسرعت مجددا تنام وتغمص عيونها حينما استمعت الي خطواته تتجه الي الغرفه
جلس بجوارها وربت علي كتفها بحنان يوقظها بينما اتي أبيه وأمه بالوقت المناسب لتهديء الأمور بينهم ويتناسوا تلك المشكله : ماس ...ماسه
زفرت ماس بينها وبين نفسها بينما الان يناديها باسمها المحبب ليذيب غضبها منه بلحظه ما أن لامست نبرته الحنونه قلبها وهو يناديها مجددا : ماسه حبيتي
فتحت عيونها لينظر لها جاسر بعتاب دون أن ينطق به فهي تخاصمه بعد معرفتهم بخبر حملها الذي لم يتستمعوا به الي الان
سألته ماس باقتضاب : في ايه ؟!
قال بهدوء : بابا وماما برا جايين يباركوا لينا
لا تنكر أن وجود زيدان و ماجده جعلها تخرج من دوامه اكتئابها قليلا لتنساب في الحديث بينهم لأول مرة لا تتوقف ماجده عن اجتذاب أطراف الحديث معها فلم تتوقف عن سرد تلك الذكريات الخاصه بطفوله جاسر وكم كان طفل عنيد مشاكس
نظر زيدان الي جاسر الذي كان واجم اغلب الوقت وكانت الفرصه ليختلي به حينما نزل جاسر برفقته يوصله الي سيارته
: مالك ياجاسر ...انت مش فرحان .
هز كتفه: أبدا بالعكس
قال زيدان وهو يضع يداه علي كتف ابنه : لو علي موضوع العربيه متشغلش بالك.... كل التكاليف عليا
هز جاسر رأسه : لا يابابا انا هتصرف بس لما اشوف شركه التامين هتعمل ايه
قال زيدان باستفسار : امال ايه اللي مضايقك كده
تنهد جاسر قائلا : شديت مع ماس
بسبب موضوع الشغل
تنهد زيدان قائلا : انت قولتلها عن النقل
هز جاسر رأسه مفسرا : اتضايقت لما قولت لها تسيب الشغل مع أنه شيء طبيعي لواحده حامل
اوما زيدان بحياديه : اه ياجاسر .... بس برضه متجيش كدة ....يعني قولها تاخد إجازة مثلا
قال جاسر بعدم اقتناع من تنصيف الواقع بينما يري أن مافعله صواب : هتفرق في ايه إجازة ولا تسبب الشغل .....ماهي بعد الولاده هتقعد في البيت
شرح له زيدان بهدوء : تقعد برغبتها حاجه وتقعد فرض حاجه تانيه .....راضيها واتكلم معاها بالعقل ياجاسر
فكر جاسر في كلام أبيه الذي تبخر سريعا حينما صعد للمنزل ووجدها تتجنبه بقصد وتتحدث معه باقتضاب دون أن تنظر له : تحب اجهزلك العشا
هز رأسه : لا متتعبش نفسك
لم تعلق لتتجه الي الفراش وتنام
زفر بضيق شديد ولم يقل شيء ليتجه الي الفراش هو الآخر ....يخبر نفسه أنه سيتحمل دلالها يومان وستهدا ولكن اين الهدوء بينما قرعت ماس طبول الحرب حينما استيقظت باكرا في اليوم التالي وبدأت تستعد للذهاب الي عملها
فتح جاسر عيناه الناعسه علي صوت حركتها بالغرفه
ليقول باستنكار وهو يراها قد استعدت للذهاب : بتعملي ايه ؟!
قالت ماس ببرود بعد أن قررت ألا تستسلم : زي ما انت شايف...... بجهز عشان اروح شغلي
رفع حاجبه باستنكار لتخفض ماس عيونها التي هربت جرأتها حينما رأت تلك النظره الغاضبه في عيناه بينما يقول بانفعال شديد : افهم من كدة أن كلامي مالوش اي اعتبار عندك
قالت ماس وهي تشيح بوجهها عنه : جاسر انا مش عاوزة اتكلم في الموضوع ده
هتف جاسر بغضب من بين أسنانه : ماشي ياماسروحي شغلك ....واقولك حاجه كمان متسافريش معايا
خليكي في البيت وانا هبقي ارجع خميس وجمعه ده لو وقت شغلي يسمح
نظر لها بغضب مكتوم وتابع : ياريت تكوني مرتاحه
جلست ماس بكمد شارده تفكر في كلماته التي عكرت قلبها فحديثه بهذا الاستسلام لم تحسب حسابه وقد ظنت أنه سيثور وهي لن تتنازل ولكن صمته وحديثه عن سفره وحده نغز قلبها
نظرت بضيق الي مكتب صديقتها الخالي بينما اخذت ريم إجازة عشرة أيام لعوده زوجها من سفره وهاهي وحيده لا تعرف مع من تتحدث .....!!
.........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك