( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عقدت تينا حاجبيها وهي تضع يدها علي جبينها وتحاول فتح عيناها لتلتقي بعيون تلك الفتاه التي كانت تتطلع إليها بقلق وتسألها : انتي كويسه !
تنفست تينا وهي تدير عيناها حولها بينما لا تتذكر كيف وصلت إلي بهو المنزل فأخر ما تتذكره هو ذلك الدوار الذي تملك منها لتسأل بصوت واهن : ايه اللي حصل ؟!
قالت ثراء بصوت ناعم ملئته بالاهتمام : كنتي هتقعي من علي السلم بس انا لحقتك ودخلتلك البيت
كان السؤال التالي بعيون تينا هو عمن تكون لتقول ثراء :
انا ثراء.... بشتغل مع مستر سيف !
اومات تينا وحاولت أن تعدل جسدها لتجلس باستقامه بينما تقول : متشكره يا ثراء
ابتسمت ثراء لها بخفوت : علي ايه ....انتي حاسه انك احسن ولا اجيب ليكي دكتور
هزت تينا راسها واستندت بيدها الي يد المقعد تحاول أن تقوم: انا كويسه وهخرج دلوقتي
هزت ثراء راسها وامسكت بذراعها : لا طبعا مينفعش تخرجي العزا تاني وانتي تعبانه ...تعالي ارتاحي في اوضتك
بوهن استجابت تينا الي ذراع ثراء التي اسندتها واخذتها للاعلي .....مددتها برفق علي فراشها الوثير وأسرعت الي الثلاجه الصغيرة الموضوعه بجانب الغرفه تسحب لها زجاجه صغيرة من العصير ومدت يدها لها بها قائله باهتمام : حاسه انك احسن
اومات تينا وهي تضع العصير بجوارها بينما لم تشعر برغبة في تناول شيء : الحمد لله
أصرت ثراء عليها لتقول تينا بامتنان : متشكره يا ثراء بس مش قادره
ابتسمت ثراء لها قائله وهي تعيد العصير الي جوارها :
انتي حاسه انك احسن ولا تحبي انزل انادي مستر سيف
هزت تينا راسها سريعا : لا لا مفيش داعي انا بقيت احسن
باللحظه التاليه كانت شهد تفتح باب الغرفه وتندفع منه وخلفها زينه التي صعدت مسرعه ما أن أخبرتها شهد بما حدث لتقول بلهفه وهي تسرع الي جوارها : تينا حبيتي انتي كويسه ...مالك يا حبيتي
ربتت تينا علي يد زينه قائله : انا كويسه يا طنط متقلقيش
التفتت الي شهد بعتاب لطيف :
ليه ياشهد قلقتي طنط
هزت شهد كتفها لتقترب زينه منها تملس علي خصلات شعرها بحنان بينما أصبحت رطبه من عرقها البارد : انتي كويسه ....اطلب دكتور
هزت تينا راسها : لا يا طنط انا كويسه
: ايه اللي حصل
قالت تينا وهي تتنفس : ابدا حسيت اني دايخه شويه ...نظرت إلي ثراء وتابعت : ثراء لحقتني قبل ما اقع
التفتت زينه تجاه ثراء التي خفضت عيناها بخجل حينما قالت زينه : شكرا يا بنتي
ابتسمت ثراء لها بخفوت : علي ايه ...المهم انها كويسه
اومات تينا وقالت لزينه : متقلقيش ياطنط انا كويسه ..اتفضلي حضرتك انزلي للناس
هزت زينه راسها قائله : لا يا حبيتي انا هفضل معاكي
تدخلت ثراء قائله : اتفضلي حضرتك وانا هفضل معاها
قالت زينه بامتنان وهي تقوم بعد دقائق : شكرا يا حبيتي
..........
...
انتهت مراسم العزاء ليتجه الرجال الي الداخل وبرفقتهم سيف ومراد ونور الذين لم يتركوهم بهذا الموقف الذي
لم يكن يسمح بأي توتر لذا لم تبدي جوري اي شيء حينما اتجه مراد ليجلس بجوارها ويسالها باهتمام : انتي كويسه
اومات له بصمت ليهز مراد رأسه ويبقي جالس بجوارها
دخل سيف وخلفه عمر بعد أن ودعوا اخر المواسين لينضموا إليهم وبنفس اللحظه كان عاصم يستأذن منهم ليبقي بمفرده قليلا
نظر سيف حوله ليسأل والدته بخفوت : ماما فين تينا
قالت زينه برفق : طلعت ترتاح كانت دايخه شويه
قلقت ملامحه ليستاذن من الجميع ويصعد إليها مسرعا
بينما حمحم سيف ونور ليستأذنوا بالانصراف وبعدها بلحظات مالت زينه علي عمر تربت علي كتفه برفق قائله : اطلع ياعمر ارتاح انت تعبت النهارده
اوما عمر واعتدال واقفا : بعد اذنكم
اوما مراد الذي شعر بضرورة ذهابه لتتفاجيء جوري به يمسك يدها ويقول برفق : يلا يا جوري نروح احنا كمان نرتاح
لاحت المفاجاه علي وجهها بينما بتلك الاريحيه يسألها العوده معه للمنزل وكأن شيئا لم يكن
لتبتلع بتوتر حينما قالت لها زينه بحنان : قومي يا حبيتي مع مراد عشان ترتاحي انتي تعبتي النهارده
مرر مراد أنامله فوق أنفه يخفي ملامح الراحه التي اجتاحت أوصاله بينما ساعدته الظروف افضل مما فكر
استجمعت جوري كلماتها سريعا بينما تقول بهدوء وهي تلتفت إليه تواجهه بنظراتها : روح انت يا مراد ....انا هفضل مع بابي النهارده
انزعجت ملامحه بشده بينما ردت له جوري بنفس اللحظه كلماته لتتحول راحته الي انزعاج
لاحظته زينه التي قالت لتلطيف الأجواء : بابي كويس ...قومي يا حبيتي عشان ترتاحي
هزت جوري راسها وقالت باصرار متهربه من نظرات والدتها : معلش يا مامي خليني جنبه النهارده
زم مراد شفتيه بحنق واعتدل واقفا ليقول لزينه : خلاص يا طنط ...خليها براحتها
اومات جوري وهي تبعد عيناها عن عيناه التي سدد لها من خلالها نظره ناريه لتقول زينه بتهذيب : البيت بيتك يامراد ...خليك مع جوري بدل ما تروح لوحدك
هز مراد رأسه قائلا : لا مفيش داعي ازعجكم ....بكره أن شاء الله هبقي اهدي اطمن علي عمي واخد جوري ...تصبحوا علي خير
.......
اسرع سيف الي غرفته ينادي زوجته بلهفه : تينا !
تراجع عن لهفته حينما وجد تلك بجوارها والتي استغرب وجودها وسرعان ما كانت تينا تفسر له ماحدث ليقول بامتنان : شكرا يا ثراء
قالت بابتسامه هادئه : علي ايه يا مستر سيف
اخذت حقيبتها وعلقتها بكتفها قائله : استأذن انا ...مالت تجاه تينا تصافحها بود وتتابع : هبقي اطمن عليكي
اومات تينا لها لتنصرف ثراء بينما ايه سيف الي جوار زوجته يسألها برفق : ايه يا حبيتي مالك
ابتسمت تينا له قائله : انا كويسه
خرجت ثراء من الغرفه لتتمهل خطواتها وهي تسير في الرواق المبهر تنظر إليه بعيون متطلعه قبل أن تتجه الي الدرج ....لمعت عيناها وهي تلمح عمر بمنتصفه يصعد
لتزيد خطواتها تمهل وهي تنزل متظاهره
بأنها تخرج هاتفها من حقيبتها وتكاد تصطدم به وهو يصعد مسرعا لتتراجع سريعا للخلف خطوه وتقول بمفاجأه مزيفه : استاذ عمر
استغربت نظراته من وجودها بينما أخذ بضع لحظات ليتذكر من هي ...لتقول ثراء ببساطه : تينا كانت تعبانه وكنت معاها
اوما لها بينما لم يسأل عن طبيعه العلاقه بين زوجه اخيه وبين تلك الفتاه ولم يهتم وقد توقعت ثراء العكس
لتقول بتأثر زائف : البقاء لله
قال عمر باقتضاب : حياتك الباقيه
اوما لها وتحرك جانبا ليتابع صعود الدرج بينما لم تجد ثراء كلمات تطيل بها هذا اللقاء الذي انتهي سريعا ولكنها لم تضايق نفسها وقد حازت نصرا جديدا لذا أخبرت نفسها بأنها حتي لو انتهي اللقاء الان فمؤكد ستكون هناك لقاءات أخري بينها وبين تلك العائله التي رمت جسرا للتواصل بينهم !.
...........
....
أمسكت ريم ببطنها بقوة بينما لاح الالم علي كل ملامحها وهي تحاول أن تغسل وجهها الذي امتقع وهربت منه الالوان بعد أن أفرغت كل ما في معدتها قبل لحظات
بصعوبه جذبت المنشفة باحدي يديها لتجفف وجهها وهي تخرج من الحمام تحني ظهرها وتمسك ببطنها باليد الأخري ... دخل نديم الي المنزل ليلمحها تسير بتلك الطريقه وتتوجه بخطوات بطيئه الي غرفتها ....اشاح بوجهه عنها حينما مر بجوارها ورفعت وجهها إليه ليدخل الي غرفته بينما استندت ريم الي الحائط تتطلع في أثره للحظات لا تستوعب أنه حتي لم يسأل ماذا بها !
شعر نديم أنها ليست بخير ولكنه قاوم شعوره ورفض ان يسألها حتي لا يضعف امامها بينما كل الرفض الذي طالما بادلته له شكل وجع قاهر بقلبه يعجز عن تجاوزه
تابعت ريم خطواتها تجاه غرفتها ولكن قبل أن تصل إليها هدرت معدتها بقوة لتضع ريم يدها علي فمها وتسرع الي الحمام ....عقد نديم حاجبيه وخرج من غرفته علي صوت اغلاق باب الحمام بقوة ...مال ليستمع إليها وهي تفرغ كل ما في معدتها بصوت متألم ..امتدت يده تلقائيا ليفتح الباب ولكنه ضم قبضته قبل أن تصل إلي مقبض الباب وحاول أن يعود الي غرفته ولكن خطواته لم تطواعه ليتمرد قلبه القلق عليه وسرعان ما كان يحاول فتح الباب وحينما وجده موصد طرقه بقوة : ريم ....افتحي الباب !
.......
......
تمدد عمر علي فراشه وامسك هاتفه ليتصل بوسيله ليعقد حاجباه ويتذكر مع رساله انغلاق هاتفها أنه ليس معها هاتف من الأساس ....اعتدل جالسا وزفر بضيق يفكر كيف سيطمئن عليها بينما لا يستطيع أن يترك عائلته ويسافر لها الان !
......
...
نظر طلعت الي تلك الحقيبه الصغيرة التي احضرتها امتثال من الداخل ومدت له بها يدها ليسألها : ايه ده يا حاجه ؟
قالت امتثال وهي تبتلع غصه حلقها : حاجات وسيله ....نظرت إلي الحقيبه وملئت الحسره نظراتها بينما تتابع : تليفونها ومحفظتها وفرشتها وشويه هدوم وباقي حاجاتها اللي بتحبها....خدها واديهالها
ضحك طلعت ببرود : هدوم ايه وتليفون ايه ياحاجه ...هي برضه هتحتاج الحاجات دي
نظرت له امتثال بسخط وهتفت به : انت توصل ليها الشنطه ومالكش دعوة تحتاجها ولا لا فاهم
اوما طلعت بينما زجرته سندس أن ينهي هذا إللقاء باسرع وقت لياخذ طلعت منها الحقيبه ويعتدل واقفا : طيب نستأذن احنا ياحاجه
اومات امتثال وانتظرت انصرافهم قبل أن تترك الدموع التي ملئت حلقها تنساب فوق وجنتيها وهي تنظر حولها لارجاء المنزل بحسرة بينما كانت تمليء حفيدتها كل شبر به ...تنهدت وهي تمسح دموعها وتتنهد بأمل ان تكون بخير كما قال زوج والدتها
...........
....
عقد صالح حاجبيه بتأهب بينما وقف بالشرفه بانتظار عوده ابنته ليدخل ما أن لمحها تنزل اسفل المنزل من التاكسي ..... رفعت ثراء عيناها تجاه ابيها الذي وجدته واقف امامها ما أن فتحت باب المنزل
: بابا
قبل أن تقول شيء كان صالح يشير إلي ساعته ويسألها بحزم : كنتي فين لغايه دلوقتي ؟
هزت ثراء كتفها وقالت بهدوء : كنت في العزا يا بابا ما انا قولت لماما
زم صالح شفتيه وقال باستنكار : قالت ليا بس مش ده سؤالي ....
نظرت له باستفهام : سؤال ايه ؟
هتف صالح بانفعال : ايه اللي اخرك لغايه دلوقتي ده اول سؤال وتأتي سؤال يخصنا في ايه العزا عشان تروحيه
قالت ثراء بتبرير : متأخرتش يا بابا اول ما العزا خلص جيت والطريق كان زحمه وطويل ...ورحت العزا عشان واجب
نظر لها صالح باستنكار : واجب !
اومات له وتابعت : طبعا واجب مش والده مستر عاصم
نظر لها صالح بانفعال : ويقرب لينا ايه عاصم عشان تروحي تعزيه
قالت بدفاع عن نفسها : مديري وحضرتك المفروض كمان كنت تروح تعزي
نظر لها صالح رافع حاجبه : هتعلميني المفروض
هزت راسها سريعا : لا طبعا العفو يابابا ...انا بس بقول ......قاطعها والدها هاتفا : متقوليش ...انا اللي اقول
نظرت له ثراء ليتابع بضيق : انا بقول أن الناس دي متقربش لينا حاجه وقبل ما كنتي تفكري تروحي كان لازم تستأذني مني انا وانا افهمك إذا كان صح ولا لا عشان متتفهمش انك بتحاولي تتقربي منهم
نظر لها وتابع بضيق : احنا مجرد ناس بتشتغل عندهم وملناش بيهم اي علاقه شخصيه ولو علي الواجب كان في واجبات كتير وانتي كنتي بتتهربي منهم وآخرهم موت والده نرمين صاحبتك وجارتنا
ابتلعت ثراء ورفضت النقد لتقول بتبرير : مروحتش عشان كان عندي شغل ومكنتش فاضيه
لوت دلال شفتيها بينما وقفت عن بعد تتابع المشهد لتتهكم بداخلها ( مروحتيش عشان مالكيش معاها مصلحه ....يلا )
تركت وقفتها ودخلت لتعد العشاء ومازالت تتهكم بداخلها عن تلك الفتاه التي تظن أن لا أحد يفهم طبيعه شخصيتها الوصوليه اسفل ملامخها البريئه .
.........
.....
نظر طلعت الي هاتفه بينما حاول لليوم التالي الاتصال بعمر ولا يجد منه اجابه لينظر الي سندس يتساءل
: تفتكري زعلان مني في حاجه ....هز كتفه وتابع : بس هيزعل من ايه !
نظر إلي زوجته الشارده بينما لا تجيب عليه ليناديها : سندس
انتبهت له سندس من شرودها : ها ...بتقول ايه ياطلعت ؟
نظر لها طلعت بحنق : أنتي مش معايا ولا ايه ...بقولك عمر مش بيرد عليا من امبارح ...تعرفي ليه
هزت سندس راسها قائله : معرفش ...هعرف منين ؟
أشار الي هاتفها قائلا : اتصلي بوسيله اسأليها
غامت عيون سندس بالحزن قائله : كلمتها كتير بس تليفونها مقفول
اوما طلعت باستدراك : مش الحاجه قالت تليفونها في الشنطه
هزت سندس راسها وافلتت تنهيده حاره من صدرها بينما تسأل زوجها : تفتكر وسيله كويسه زي ما قولت للحاجه
قال طلعت بتأكيد : وهي مش هتبقي كويسه ليه ؟
فركت وجهها قائله : مش عارفه بس كانت عاوزة تتكلم معايا في حاجه يوم الخطوبه وانا غصب عني انشغلت عنها ومركزتش معاها
بمنتهي البرود كان طلعت يرد سؤالها علي ابنتها كما اعتاد
بسؤال عن ابنتاه الذي أصبحت رعايتهم حق مكتسب له علي مدار السنوات ليقول ساخرا : وهو انتي مركزه في ايه يا سندس .....انتي ولا علي بالك الحاجات اللي قولتلك لازم تكتبيها عشان ننزل نشتريها لنيفين واهو اليوم بيجر التاني وانتي ولا علي بالك
نظرت سندس له وداعب الحنق قلبها وعقلها تجاه هذا الرجل الذي كلما نظرت له كلما ازدادت كراهيه لزوجها والد وسيله لانه من ألقاها بطريقه ...لتزم شفتيها بأسي تعتابه بصمت في داخلها ( كان زماننا عايشين مع بنتنا مبسوطين ....منك لله علي اللي عملته فيا )
لم تترك يوم واحد وكانت تلقي اللوم علي والد وسيله التي دفعت ثمن تلك الكراهيه سنوات من عدم اهتمام أو قرب والدتها منها !
.......
....
نظر عاصم الي عمر تلك النظره المتوجسه حينما أخبره أن عليه المغادره ليقول عمر باستدراك موضحا لأول مره اهتم بتقديمه حتي ولو كان كاذب به : شغل يا بابا
مأموريه يومين وهرجع
مر يومين ولم يراها أو يطمئن عليها وعليه أن يذهب إليها باسرع وقت وهاهو اليوم يري بدايه تحسن نفسيه أبيه ليدخل الي مكتبه يخبره أنه سيغادر
نظر عاصم الي عمر مطولا قبل أن يقول بصوت واهن راجيا ابنه أن تكون تلك اخر مشكله بينهم : عمر انا مبقتش قادر اتصدم تاني !
بادله عمر النظره التي تخبره أنه أيضا يريدها أن تكون الاخيره ليتابع عاصم بصوت مختنق : عمر انا عاوزك تفتكر لحظه وقوفي ادفن امي وافتكر انك في يوم من الايام هتقف مكاني تدفنني
قال عمر بلهفه : بعد الشر عليك يا بابا ...متقولش كده
ربت عاصم علي كتفه قائلا : انت اللي متعملش فيا كده
اوما عمر بتأكيد بينما بداخله أراد تلك البدايه : مش هضايقك تاني
هز عاصم رأسه وصحح جملته : مش هتأذي نفسك تاني
اوما عمر ليمسك عاصم بيده قائلا :
اوعدني
لم يتردد عمر في نطق وعده لأبيه : اوعدك
نظر له عاصم وتابع بينما يشدد علي يده : هتشاركني في أي حاجه تفكر فيها قبل ما تعملها وانا هكون جنبك
نظر عمر لابيه وكم تمني ان تسبق تلك اللحظه لحظه اعترافه بالحقيقه ولكن بكل مره يسبقه الوقت ولا يكون بصالحه ليبادله عاصم النظرات بانتظار تأكيد منه لم يتردد عمر في هز رأسه به بينما بداخله انتوي بالفعل بدايه جديده حتي مع ذلك الذيل المتبقي له من الماضي
تحرك عمر من أمام إليه ليوقفه : عمر
التفت عمر إليه ليقول عاصم : اعتذر لامك
حاول عمر التبرير ليوقفه عاصم قائلا : انت جرحتها مع انها اكتر واحده واقفه معاك طول الوقت ومكنش ينفع ابدا تعلي صوتك عليها
اوما عمر دون جدال : حاضر
بحنان جارف ضمته زينه قائله : انا مش زعلانه منك انا خايفه عليك يا حبيبي
اوما عمر لها بينما لم يجرؤ علي النظر لعيونها لتمسك زينه بوجهه وترفعه إليها قائله : عمر حبيبي انا خايفه عليك .... انا مش عاوزاك تعمل حاجه غلط ولا تغضب ربنا
قال عمر بجبين مقطب : انا مش ممكن اعمل كده
نظرت له زينه بعتاب : امال البنت دي كانت عندك في البيت ليه ؟
نظر عمر لوالدته وفتح فمه بدفاع عن وسيله بينما اخبار والدته قد تكون اول خطوه وقد تساعده في أن يمهد لابيه ولكن ضاعت الفرصه حينما دخلت شهد إليهم مسرعه : مدام زينه
نظر لها عمر بحنق: عاوزة ايه يا زفته !
وكزته زينه بكتفه سريعا : عيب ياعمر
نظرت له شهد بحاجبين مقطبين وسرعان ماكانت تأخذ حقها بعد أن زجرته والدته : انا جايه اقول يا مدام زينه ...جبت سيرتك انا ولا بقيت انت مدام زينه
زم عمر شفتيه بحنق وهب من مكانه لتركض شهد خطوتين للخلف خوفا منه ولكن زينه سريعا ما أمسكت بيده : عمر ...خلاص
زفر عمر ونظر الي شهد بوعيد : مش شايفه ياماما طوله لسانها
اومات زينه قائله برفق : خلاص انتوا الاتنين ....ها ياشهد في ايه ؟
فركت شهد جبينها بحركه طفوليه بينما نسيت ما كانت تريد قوله لتقول باستدراك بعد دقيقه : اه ...في واحده تحت عاوزة مدام تينا
قالت زينه ببساطه : طيب ومروحتيش لتينا ليه .. جايز صاحبتها
قالت شهد بخفوت : أصلها لسه نايمه وسيف بيه جوه خةفت اخبط عليهم يزعق
ضحكت زينه برقه وشاكستها : بقي خوفتي سيف يزعق
...هو سيف عمره زعق ليكي
هزت شهد راسها ونظرت الي عمر وضيقت عيناها بغيظ : عمر بس اللي بيزعق ليا وكمان زقني
رفع عمر حاجبه : انا !
اومات بغيظ ليسرع عمر راكضا خلفها : طيب والله ما هسيبك
اسرعت شهد تسابق الريح وهي تركض للاسفل وعمر خلفها بينما عجزت زينه عن اللحاق بهم
توقفت شهد اسفل الدرج ورفعت يدها امام وجهها بحمايه طفوليه تهتف بعمر هامسه وهي تشير بعيناها تجاه الصالون : عمر الضيفه تقول عليك ايه
ضيق عمر عيناه ونظر لها بغيظ لتبتسم له بسماجه وتسرع من أمامه لتدير ثراء وجهها سريعا بعد أن لاحظت ذلك المشهد بين عمر وتلك الخادمه !
اتجهت شهد تجاه ثراء قائله : مدام زينه نازله حالا
اومات ثراء بينما اندفعت الحمره الي وجهها بحرج وتوتر ترتب كيف ستقابل زينه ولكن حمره واجهها ازدادت وهي تبادر بنطق اسمه : استاذ عمر
انتبه عمر الذي كان يعبر تجاه الخارج الي صوتها وبالفعل تفاجيء من وجودها ولكنه كالعاده لا يسأل ولا يهتم
: ازيك عامل ايه دلوقتي
اوما لها عمر قائلا : الحمد لله
لقاء اخر مقتضب ينضم الي كل لقاء يجمعهم فهو مجرد مجيب علي كلماتها ولم يبادر ولو مره بفتح اي حديث
افلتت تنهيده من صدرها وهي تنظر في أثره بينما يتجه الي الخارج لتدير وجهها سريعا ما أن استمعت لاقتراب خطوات زينه التي اتجهت إليها بخطوات رزينه
: اهلا وسهلا
اومات ثراء وهزت راسها وهي تمد يدها تجاه زينه : اهلا بحضرتك
تذكرتها زينه وظنتها أحدي صديقات تينا لتقول بلياقه : تينا نايمه بس علي ما تشربي حاجه تكون صحيت
قالت ثراء بتوتر حاولت اخفاءه : مفيش داعي نزعجها انا بس قولت اطمن عليها
اومات زينه بتهذيب : مفيش ازعاج ...اتفضلي ارتاحي
نادت علي شهد : شهد اطلعي قولي لتينا صاحبتها تحت
ألقت ثراء نظره حقوده تجاه شهد بينما لمجت قبل قليل مزاجها مع عمر لتستنكر ما بتلك الفتاه لتجذب اهتمامه وهي لا تنجح بأي مره بلفت اي انتباه له !
...........
.....
تحرك عمر بسيارته وما أن خرج من بوابه المنزل حتي ترك العنان لدواسه الوقود ليسرع قاطعا الطريق الطويل إليها ولا ينكر لهفته واشتياقه لها التي تغلبت علي اب تفكير كان يحتل عقله في كيفيه اصلاح هذا الوضع الذي يتأزم بمرور الوقت وتصبح مصارحه أبيه اصعب !
.....
...
انهي الطبيب الكشف علي ريم ليعتدل واقفا يدون بعض الادويه وهو يقول لنديم : نزله معويه .. انا كتبت ليها الادويه المناسبه تاخدها بانتظام وتاكل مسلوق وبلاش اي أكل يتعب المعده اليومين دول
اوما نديم وتناول منه الروشته قائلا : متشكر يا دكتور ....اتفضل
اتجه ليوصل الطبيب بينما ظلت عيون ريم تنظر في أثره لتجده قد عاد إليها بعد مغادره الطبيب ولم ينجح في إخفاء قلقه عليها أو اهتمامه بها مهما حاول فخرجت نبرته حنونه وهو يسألها برفق : حاسه انك احسن
اومات له ونظرت الي عيناه تحاول أن تجد سبيل للإعتذار الذي لايفوت أوانه : نديم ...انا مكنتش اقصد بس ....قاطعها نديم باشاره من يده : مش عاوز اسمع كلام في حاجه فاتت ...
هزت ريم راسها باصرار : بس انا عاوزة اتكلم وافهمك ليه وصلنا لكده
اتجه الي باب الغرفه قائلا وهو يتجاهل محاولتها بينما لم يعد قلبه يصدق اي شيء منها ويتعلق بأمل زائف في حب لن يناله : انا هبعت اجيب الادويه واخلي نعمه تطلع تجهز ليكي الاكل .... انا في اوضتي لو عاوزة حاجه نادي عليا !
تركها وانصرف لتخفض ريم عيناها تنظر إلي يدها بصمت وهي تسأل نفسها الي متي ستتخبط هكذا ....شعرت بحبه وشعرت بالندم ولكن الم يكن هذا شعورها سابقا
والذي لا ترسو عليه كلما ظهر طيف عمر تركض إليه وتنسي نديم لتري بداخلها بشاعه صورتها في عيونها فهي كما قال عمر تتلاعب بهم ولكن بداخلها حقا لم تقصد هي فقط مذبذبه ولم تشعر بنضج لمشاعرها كما بدأت تشعر الأن وهي تستعذب الاهتمام أكثر من الحب !
فالاهتمام قد ينمو ويتحول الي حب ويروي بذور الحب ولكن حب بلا اهتمام يموت ويخبو !
.......
........
استغربت تينا وكذلك فعل سيف ليسألها : جايه ليه ؟!
انتي تعرفيها قبل كده
هزت تينا راسها : لا يا حبيبي ...اول مره تشوفها يوم ما تعبت
اوما سيف ليقول وهو يرتدي ملابسه : طيب شوفيها عاوزة ايه
نظرت تينا له باستفهام : انت هتخرج يا سيف
اوما لها قائلا : اه ...عندي شغل مهم
عضت علي شفتيها وهزت راسها وهي تخفض عيناها حتي لا يلمح نظره الحزن التي ارتسمت بها حينما وجدته لا يتذكر موعدهم مع الطبيب والذي اكدته عليه أمس !
.......
....
بضيق اوقف عمر سيارته جانبا وهو ينظر في ساعته بينما لم يتخلص من اتصالات طلعت الا حينما أجاب عليه ليجده يخبره أنه يريده في أمر هام وهاهو عمر وقف حيث سيقابله طلعت الذي ظهر بعد لحظات واتجه الي عمر راسما ابتسامته السمجه
: اهلا اهلا يا عمر ياابني
.....لم يعطيه فرصه ليقول شيء ليتابع بعتاب : كده برضه اكلمك ومتردش
بضيق قال عمر : معلش مشغول ....خير
قال طلعت بمماطله : كل خير ...الاول قولي وسيله عامله ايه وانت ازي صحتك
زفر عمر بداخله وحاول تجاوز كل هذا ليصل الي مايريده هذا الرجل منه : كله تمام ...خير
قال طلعت وهو يمد يداه بتلك الحقيبه الي عمر : الشنطه دي الحاجه صممت اوصلها لوسيله
جذب انتباه عمر ليساله : فيها ايه الشنطه
قال طلعت بلا مبالاه : شويه حاجات بتاعه وسيله ....سيبك انت من الشنطه وطمني الوالد صحته كويسه
ضاق عمر بسماجه الرجل ليقول من بين أسنانه : بخير
قال طلعت بمكر : عامل ايه مع مرات ابنه ...اكيد حبها
ماهي وسيله تتحب ...وانا قولت كده للحاجه لما سالتني وسيله عامله ايه
نظر له عمر بحنق وهز رأسه : طبعا حبها ....في حاجه تاني يااستاذ طلعت
اوما طلعت ودخل لصلب الموضوع : هو بس كان ليا خدمه عندك وانا متاكد انك عمرك ما تتأخر عني
مقدمات طويله مل عمر من سماعها ليتابع طلعت اخيرا : خطيب نيفين كان عاوز يشتري شقه اكبر...أصله ماشاء الله كان واخد شقه مفتخره بس عاوز يكبرها
وانا بقي قولت ليه مياخدش شقه في galaxy ........ اللي بيعلنوا عنها جديد بس الولد قال إنها غاليه شويه بس انا بقي صممت وخصوصا اول ما سندس قالت ليا أنها بتاعت شركه الوالد قولت يتوكل علي الله واهو تكلم الوالد يعملوا خطه تقسيط حلوة كده ....ضحك بسماجه وتابع : ماهو احنا اهل مش كده ولا ايه
نظر عمر له مليا قبل أن يرفع حاجبه : وهو الوالد تفتكر حاطط العقود تحت باطه و بيقعد يبيع شقه شقه يااستاذ طلعت !
احتقن وجه طلعت بينما قصد عمر أن يوصل له أن يفهمه قبل ان يتركه قليلا بحرجه ثم يقول : عموما يااستاذ طلعت سهله ...أكلم المسؤل عن المبيعات
ابتسم طلعت بلهفه : شكرا يا عمر ياابني ....الف شكر
يلا مش هعطلك اكتر من كده وبلغ سلامي للوالد ....انا نفسي اتعرف عليه
لم يبقي عمر لسماع المزيد بل سرعان ما كان يستقل سيارته وينطلق بها ....
.....
.....
قارب علي الوصول إلي المنزل بعد أن عبر بوابه المنتجع حيث تبقي وسيله ليتوقف جانبا ويجذب تلك الحقيبه ويفتحها عمر يتطلع الي محتوياتها
ليجد هاتفها ...حافظتها ...اشياءها التي عبث بها ثم بدء يعيدها الي مكانها قبل أن يلحظ تلك الورقه المطويه
فتحها وقرء ما كتب بداخلها بخط امتثال ( بيت جدتك مفتوح ليكي دايما زي ما حضنها كان طول عمره مفتوح ليكي )
لاشعوريا وجد نفسه يكور الورقه بقبضته بينما الشعور بفقدها هو ما سيطر عليه بعد قراءه تلك الكلمات التي تمس القلب .... حضن اخر مفتوح لها يعني أنها قد تبتعد عن حضنه وهذا ما لا يحتمل مجرد التفكير به لذا سرعان ما كان يلقي بالحقيبه في حقيبه سيارته ثم ينطلق الي المنزل الذي عبر حديقته الخارجيه بخطوات متلهفه ووضع المفتاح في الباب الذي دخل منه ينادي اسمها ...... وسيله....سيلا !
غرفه تلو الأخري ونداء يلو الآخر بلا رد ....توقف عمر مكانه واهتزت نظراته ومن جديد عادت عقد الخوف من ابتعادها تغزو أوصاله وهو يتساءل اين ذهبت ...؟!.
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
انا حاسة ان ثراء ستخطف اللقطة من سيلا يا رب يكون احساسي خطأ بصراحة صعب ان الواحد يتالم مرتين من نفس الشياء امها كرهة ابوها و كرهة سيلا و خلتها تخاف تخلف و عمر حيخلها تكرها نفسها انا قلبي يتألم ❤️
ردحذفعندى احساس ان عاصم حيعرف بجواز عمر من سيلا عن طريق طلعت
ردحذفعمر ده مش طبيعي خلاص
ردحذف💘💘💘💘💘💘🦋
ردحذفيعنى هو يسببها الوقت ده كله وف الاخر يفتكرها بجد انانى
ردحذفمش طبيعي عمر ده ابدا
ردحذفليه كده يا عمر ليه عاوزها تبقى منبوذه و ليك انت بس عاوزها نسخه تانيه منك كانك بتنتقم من الزمن فيها هى
ردحذفبقيت بكرهه بجد وجوايا كمية غضب له مش طبيعية ونفسي الفلاش باك دا يخلص يمكن ارتاح شويه 😡
حذف