حكايه عمر الفصل الثالث والاربعون جزء اول

5

 

عقد عمر حاجبيه بشده وهو يخرج من غرفه الي أخري يفتش عنها ويسبقه نداءه عليها : وسيله !

توقف مكانه وفجاه داهمه ذلك الشعور بالاختناق وضيق النفس بينما لا يجدها في أي مكان بالمنزل ومئات الاحتمالات تندفع الي عقله وكل واحد منهم يرسم أمامه صوره فقدها وابتعادها عنه الذي أصبح يشكل عقده بداخله ليسرع مجددا للخارج ويندفع الي سيارته يديرها سريعا ويتحرك بها وعيناه تلتفت يمنيا ويسارا بحثا عنها ....رفعت وسيله عيناها للاعلي لتضع يدها سريعا بحمايه فوق عيناها بينما داهمتها اشعه الشمس التي اشتدت لتعتدل واقفه من فوق هذا الممشي الخشبي الذي اصطدمت أسفله امواج البحر ....شعرت بالاختناق والضيق لوجودها يومان بالمنزل لاتعرف عنه شيء ولا تستطيع الوصول إليه فلم تجد أمامها إلا أن تتمشي في تلك الإرجاء الهادئه حولها بتلك القريه ذات الأجواء شديده الخصوصيه بينما كل منزل تحيط به حديقه خاصه ويطوق تلك المنازل شاطيء البحر ....سارت بطريق عودتها من خلف المنازل الي حيث المنزل الذي حفظت رقمه حتي لا تضيع الطريق ....!

فرك عمر عنقه بضيق داهم كل عروقه وهو يعود الي المنزل مره اخري يفكر اين قد تكون قد ذهبت بينما سأل عنها أفراد الأمن وكانت اجابتهم أن أحدا لم يغادر المحيط السكني .....التفت تجاه الباب حينما استمع لصوت المفتاح يدور به لتتنفس الدماء بعروقه لرؤيتها تدخل وبنفس الوقت يتحول كل غضبه الي انفعال وهو 

يتجه إليها بخطوات غاضبه ودون أي مقدمات كان يمسك ذراع وسيله التي تفاجأت بعودته ليهدر بها بعصبية كانت هي طريقته في التعبير عن القلق البالغ الذي عاش به النصف ساعه الفائته : انتي كنتي فين ؟!.

لم تستوعب وسيله للحظه سؤاله بينما من النفترض أن هي من عليها السؤال لتنفرج شفتيها لتنطق ولكن عصبيته وانفعاله لم تمهلها الفرصه ليهدر مجددا ويداه تطبق علي ذراعها : بسألك انتي كنتي فين وازاي تخرجي من غير ما انا اعرف ؟!

نظرت له وسيله باستنكار وهي تقول : وهو انا اعرف عنك حاجه طول اليومين اللي فاتوا !

لم يقبل ابدا أن تنقلب عليه الأمور بينما مازالت عصبيته تريد قربان لهذا القلق الذي عاش بها ليزمجر بعصبيه : انتي هتحاسبيني ؟!

انصدمت وسيله بتلك الكلمات ليزداد الاستنكار بعيناها 

هاتفه : انت اللي جاي تحاسبني من غير ما تسأل نفسك مين فينا المفروض يحاسب التاني !

دخلت بحائط سد دون أن تدري بينما غاب عنها أن البديهيه والمنطقيه في كلماتها لا تعرف طريق لعقل عمر الذي بالتأكيد رفض أن يكون موضع اتهام فلم يكن منه إلا أنه استشاط غضبا وصاح بها : انا بس اللي اسأل وانا بس اللي احاسبك وطبعا هحاسبك ولا نسيتي اني جوزك يا مدام !

وقفت وسيله مكانها تنظر إليه بعيون امتزج بها الغضب مع الاستنكار الذي عقد لسانها ولكن ساقيها كانت الاسرع وهي تتحرك من أمامه ليتوقف عمر مكانه لحظه صدره يعلو ويهبط ...أنه شعر بالقلق البالغ عليها وعاش لاول مره مثل هذا الشعور وافرغه بعصبيته عليها ومن المفترض أن تترجم هي كل هذا دون أن يقول لذا كان كالعاده لا يخطيء بل المخطيء هو هي التي لم تفهمه كحال كل من حوله 

: استني عندك !

توقفت خطوات وسيله حينما هتف عمر بنبره أمره لتدير راسها تجاهه ويكيل عقلها الكلمات الي شفتيها والتي لم تكد تنطق بها حتي كانت تنخرس تماما اثر سؤاله الذي قاله بنفس العصبيه والثبات علي الموقف أنها المخطئه : مردتيش علي سؤالي !

نظرت له وسيله باستهجان : سؤال ايه ؟!

قال من بين أسنانه : كنتي فين ؟!

حقا لا تصدقه فهو مازال في موضع التساؤل لتتراجع خطوه للخلف بخوف اندفع بعروقها حينما فاجأها عمر بتكرار سؤاله بصوت منفعل مخيف : ردي كنتي فين ؟!

ابتلعت وسيله واهتزت نظراتها دون إرادتها بينما وجهه الجديد هذا لم تعتاد عليه ودون إرادتها اخافتها ملامح غضبه الذي انفجر بوجهها : بسألك كنتي فيييين ؟!.

ازدادت دقات قلبها واتسعت عيناها برهبه حينما أخذ ذراعها أسيرة لقبضته القويه يهزها بقوة مزمجرا بغضب عارم كان وسيلته في التعبير عن القلق الذي عاشه : ردي عليا كنتي فين وانا هنا بموت من القلق عليكي وبسأل نفسي حصلك ايييه ....ردي وقولي كنتي فين وانا اللي جاي جري عليكي و سبت ابويا وقت موت أمه !

انصدمت ملامح وسيله ولاحت المشاعر المتضاربه علي وجهها وبجداره نجح في تشتيت ذهنها وصرفه عن سؤالها من المخطيء ليتحول الي : ايه اللي حصل ؟!

وصل لما يريده بأن تعترف بأنها من اخطئت في فهمه ولم تقرء ما يعيشه ليترك ذراعها ويوليها ظهره هاتفا بخزلان ظن أن له الحق فيه : لو يهمك اوي ....فأنا مبعدتش عشان بتفسح ....عرفت أن جدتي ماتت وكان لازم اكون جنبهم في ظرف زي ده واول ما عرفت اجي جيت علي طول

تلاعب بعقلها لدرجه انها بالفعل باتت تبحث عن دفاع عن نفسها : انت مقولتليش ...اعرف منين ؟

بريئه للغايه لتفهم ألاعيب العقل التي كان هو خبير بها بينما يستطيع أن يتلاعب بعقل ومشاعر من حوله ببساطه 

لتحصل علي تنهيده قويه منه تبعها خطواته تجاه الداخل ليتركها واقفه مكانها تسأل نفسها في ماذا اخطأت لتفشل كل حساب العقل في فهم منطقه ...كان لديه ظرف خاص يعاتبها أنها لم تكن بجواره به بينما لو تتوسع الصورة قليلا لادرك أنه من تركها وحدها بهذا المكان !

.......

...........

تابعت عيون تينا انصراف سيف بحزن لمحته ثراء التي قالت بود مصطنع : متأسفه اني جيت من غير ميعاد بس كان لازم اطمن عليكي ...عامله ايه دلوقتي 

ابتسمت تينا لها بشرود بينما مازالت عيناها تتطلع في أثر سيف بانتظار أن يتذكر ويعود ولكنها استمعت الي صوت سيارته تتحرك لتلتفت الي ثراء التي قرأت تلك النظرات في عيونها ولكنها لم تفهم سببها: شكرا ..تعبتي نفسك 

ابتسمت ثراء وهزت كتفها : مفيش اي تعب ....غلفت صوتها بالمرح وهي تتابع : طبعا مستر سيف هيخصم ليا بس ولا يهمك 

انتبهت لها تينا لتقول وهي تهز راسها : لا انا هكلمه 

قالت ثراء بمرح : لا لا بلاش انا مش بحب الواسطه ...انا اصلا اجازه النهارده وعشان كده قولت اجي اطمن عليكي 

اومات لها تينا ليسود الصمت ولم يعد هناك مايقال 

لتتنهد ثراء وتحاول فتح الحديث مجددا : معلش واضح انك كنتي بتحبي المرحومه 

اومات تينا بقليل من الشجن: تيته شهيرة كانت طيبه ...الله يرحمها 

اومات ثراء ورسمت الحزن فوق ملامحها : الله يرحمها 

مجددا صمت وثراء تريد أن تتقرب منها بأي طريقه لتندفع بلاتفكير تسأل تينا : تحبي نخرج شويه نغير جو ؟!

شعرت تينا بالاحراج لردها طلبها بينما لم يكن من المفترض أن تسألها بالأساس شيء كهذا لتقول بحرج : معلش خليها مره تانيه ...اصل عندي ميعاد مع الدكتور 

اومات ثراء وهي تخفي احراجها قائله : ولايهمك انا بس حبيت اغيرلك جو لأن واضح أنك زعلانه واسمع أن الزعل مش كويس عشان الحمل 

جذبت حقيبتها وهمت بالمغادره لتشعر تينا بالضيق لأنها احرجتها لتقول بلا ترتيب : متزعليش انا بس متضايقه شويه أن سيف نسي ميعاد الدكتور وراح الشغل 

لمعت عيون ثراء بينما انفتح لها الباب علي مصراعيه للتقرب من تينا والدخول الي حياتها لتقول بتأثر زائف ممزوج بالعقلانيه : متزعليش هو اكيد مش قصده بس انتي اكيد اكتر واحده عارفه أنه هيبقي مضغوط في الشغل بدل مستر عاصم الفتره دي 

عضت تينا علي شفتيها بينما قالت ما لم يكن عليها قوله وهاهي الفتاه تدافع عن زوجها لتحاول التهرب من المضي بهذا الحديث عن حياتها فتقول بلياقه واقتضاب : عارفه ...انا بس كنت بقولك مش هقدر أخرج 

فهمت ثراء فلم تتدخل أكثر واعتدلت واقفه لتمد يدها الي تينا : عموما خلي بالك من نفسك 

اومات تينا لها لتخطو ثراء خطوة أخري في طريق التقرب إليها وهي تطلب رقم هاتفها : ممكن اخد تليفونك عشان ابقي اطمن عليكي بدل ما اجي تاني من غير ميعاد !

لم تستطيع تينا الرفض لذا أعطته لها .

......

...

نظر الشاب الي امتثال بترقب بينما طال تفكيرها فيما عرضه عليها فما كان منه الا يزيد لمعه عرضه أكثر : يا حاجه هو انتي مش تتمني ليا الخير 

اومات امتثال بلا تردد ليتابع : وانا كمان بتمني الخير لاهل منطقتي وعشان كده اول ما بقي معايا قرشين فكرت في موضوع البيت ده ....اقترب منها وتابع : شهرين بس يا حاجه وهتكون العماره اتبنت وشقتك الجديده خالصه ترجعي ليها 

هزت امتثال راسها برفض لمجرد فكره التخلي عن منزلها الذي عاشت به خمسون عاما لتقول بتمهل : وماله البيت بس يا حسونه 

قالت الرجل برفق : ماله ايه يا حاجه ....قدم اوي وان الاوان يبقي عمارة كبيرة ....عشان خاطري وافقي يا حاجه وزي ما وعدتك شهرين وهترجعي علي شقه احلي 

تنهدت امتثال قائله أمام الحاحه: طيب سيبني يومين افكر وهرد عليك 

اوما لها الشاب قائلا : براحتك يا حاجه بس انا زي ابنك ومتأكد انك هتحبي ليا الخير .

...

......


نوم عميق لوقت طويل غط به عمر بينما وسيله بقيت جالسه مكانها حيث الفت أرجاء المنزل واعتادت هدوءه طوال هذان اليومان ...الساعه الان السابعه هكذا حدثت نفسها بينما بكل يوم بنفس الموعد تمر تلك السيارة التي تنثر المبيد الحشري حولهم بالحدائق للتغلب علي الباعوض ....بأليه اتجهت لتغلق النوافذ لتنجنب الصوت العالي للشاحنه وتعود الي جلستها علي تلك الاريكه التي عدلت مكانها لتواجهه النافذه الزجاجيه الكبيرة المطله علي الحديقه بالداخل. ....

رفعت راسها حيال تلك الأصوات الاتيه من جهه المطبخ لتقوم من مكانها وتتجه إليها فتجد عمر يحاول أن يعد لنفسه القهوة ليفيق بعد كل هذا النوم 

اتجهت إليه قائله دون أن تنظر إليه : سيب وانا هعملك القهوة 

اوما عن قائلا : شكرا 

تراجع خطوة ليلمح عدم نظرها إليه وعلي الفور يتذكر خلافهم بينما استيقظ وهو كالعاده قد تجاوزه 

جلس علي أحد المقاعد أمام الطاوله الرخاميه الكبيرة بوسط المطبخ يفرك خصلات شعره المبعثرة وهو يتطلع الي حركتها التي تنم عن التوتر والعصبية وبالفعل كانت وسيله تغلي بداخلها من عدم فهمها لشيء ... تريد أن تتابع الحديث معه يعرف أنه اخطيء حينما تركها بلا تبرير ويخبرها بما حدث فتستطيع أن تقف بجواره ولكنه لا يفتح حديث وهي لا تعرف متي الوقت يكون مناسب للتحدث معه وهو في هذا الظرف لذا صمتت مجبره 

وضعت فنجان القهوة أمامه بصمت واستدارت لتعيد الاشياء مكانها فلم تنتبه الي علبه القهوة التي صدمتها بيدها دون أن تقصد فوقع منها البعض علي ملابسها 

زفرت بضيق لينظر عمر إليها قائلا ببساطه : محصلش حاجه يا وسيله عشان تتنرفزي 

فقط نظره غير راضيه ألقتها إليه بينما لم تعد حقا تفهمه 

فاندفعت خارج المطبخ تجاه غرفتها ...جذبت بيجامه أخري وسرعان ما مدت يدها لتفك ازرار قميصها البيتي التي امتدت علي طول ظهرها ....زفرت بضيق وهي تمد يدها أكثر تحاول الوصول لآخر زر بيأس لتتعالي أنفاسها حينما شعرت بتلك اليد الخشنه تمسك بالزر وتفكه ببطء تزامن مع شعورها بانفاسه الساخنه تضرب جانب عنقها 

بوجل خطت خطوة للأمام مبتعده عن مرمي أنفاسه بعد أن حل الزر الاخير والذي كشف عن ظهرها ليعقد عمر حاجباه وهو يخطو تجاهها ويمد أنامله يتلمس ذلك الخط الاحمر المرتسم علي طول ظهرها قائلا بنبره لاتعرف أن كانت ناقده ام مهتمه : انتي مش بتاخدي الدوا بتاعك ؟!.

المزيد والمزيد من التشتت بينما كل لحظه عنده تكون منفصله عما قبلها وكأنه انسان آخر ....لتستدير إليه وهي ترفع يدها تضم فستانها المنزلي علي ظهرها قائله بلا مبالاه : نسيت !

استنكار شديد غلف ملامحه لتجده وسيله يمسك بذراعها ويسحبها تجاه الفراش يجلسها عليه ويمد يداه الي علب الادويه الموضوعه بجوارهم علي الكمود ..قائلا وهو يتطلع الي العلب: اي واحد منهم بتاع ضهرك

حاولت أن تقوم  من جواره بممانعه :  هبقي احط بعدين 

لم يقبل بأي رفض فثبتها باحدي ذراعيه وقام ليجلس خلفها مستندا بركبته الي الفراش وهو يفتح أحدي الكريمات ثم يمد يداه لينزل ثوبها من حول كتفها يعري ظهرها وتبدأ يداه بوضع الكريم بحركات دائريه جعلت تلك الذبذبات تمتد الي كل انش بجسدها لتمرر يدها علي وجهها وهي تحرك ظهرها تحاول أن تبعد ظهرها عن لمسته ولكن من قال أنه يقبل بأي بعد فكلما تحركت كانت يداه تجذبها تجاهه ...لحظات مرت ويداه تتحرك علي ظهرها بنعومه جعلت الدماء تهدر بعروقه ويهب الاشتياق إليها بكيانه فتزداد سخونه لمساته علي كل انش بظهرها .....أغمضت وسيله عيناها واعصرتها تستجمع إرادتها بينما لا تزيدها لمسته الا تشتت .....!

بتمهل مال عمر تجاه عنقها بعد أن ابعد خصلات شعرها الي الجانب الآخر ليطبع عليه قبله أثارت عاصفه بداخلها وسرعان ما استدارات إليه باعتراض لاح في عيونها فكيف ينهي كل خلاف بتلك الطريقه ومجددا من قال أنه يقبل بأي اعتراض يخالف ما يرغبه فكان مصير اعتراضها شفتيه التي ابتلعت شفتيها التي انقض عليها يقبلها بنهم 

ويداه تطوق خصرها يقربه إليه أكثر ...حاولت وسيله أن تمانع اقترابه ولكنه ردع اي ممانعه لها بالمزيد من ضراوة قبلاته ليميل بها الي الخلف وتزداد شفتاه نهما لقبلاتها باصرار أن يجعلها تنفصل عن كل شيء إلا وجودها معه فتفنن في اذاقتها فنون عشقه الضاري الذي يكنه إليها فلم يترك بها انش لم يتغزل به ويتذوقه باشتياق جارف غلبها في النهايه بينما هي الأخري اشتاقت إليه لتخونها كل إرادتها وتغرق معه في بحر عشقه الذي لم يعلمها كيف تسبح به !

.......

..

يعشقها ويتنفس حبها هكذا اعترف عمر لنفسه وهو يستوحش الابتعاد عنها في اليوم التالي ولكنه مضطر 

أن يذهب للاطمئنان علي والده 

وهاهي تستمع للمزيد من الوعود : كل حاجه هتتصلح ...انا هصلح كل حاجه بس انتي متبعديش عني يا سيلا ...انا مقدرش اعيش من غيرك 

مش عاوز منك الا انك تحبيني وتفضلي جنبي وكل ده هيتحل ...اديني بس شويه وقت بابا يبقي احسن وانا هقوله 

هزت سيلا راسها إليه تعده بالانتظار بينما عيناها لم توافق علي وعدها وقرء هو هذا ليمسك بوجهها بين يداه ويجبر عيناها علي النظر إليه وهو يسألها : مش هتسبيني ياسيلا ابدا مش كده 

حصل علي مايريد لتؤكد له نظراتها انها بالفعل لن تتركه ابدا ..ابتسم لها واتجه الي الأريكة يجلس عليها ويجذبها لتجلس فوق ساقه محيط جسدها بذراعيه

ليهمس لها بتدليل : هتوحشيني ومش هقدر ابعد عنك اكتر من كام ساعه ...بليل هرجع 

ابتسمت له ليهز رأسه ويميل تجاه شفتيها يقبل طرفها قائلا بمرح : ايوة كده اضحكي وبلاش البوز ده 

ازدادت ابتسامتها لترفع حاجبها : انا ببوز 

اوما لها وأشار إلي شفتيها : احلي بوز 

يلا بقي يا قلبي هقوم انا وانتي خدي بالك من نفسك 

اومات له ليبعدها عن حضنه ويعدل من ملابسه ثم يتجه الي الباب الذي ما أن وصل إليه حتي استدار قائلا باستدراك : سيلا 

نظرت إليه ليقول : لما ارجع هجيب ليكي تليفون ... عاوزة نوع معين 

هزت راسها ليغمز لها : اطلبي 

هزت راسها مجددا ليبتسم لها ويلقي لها قبله في الهواء كما تركها معلقه بالهواء لاتجد ارض صلبه تقف عليها ومع ذلك ظلت متمسكه به ! 

.......


.....


انحبست الانفاس بصدر غرام وتمسكت بيد والدتها أكثر وهي تنظر حولها بخوف لهذا المكان المريب 

ابتسمت تلك الفتاه لزينب وربتت علي يدها قائله : 

اقعدي شويه هبلغ الدكتوره 

نظرت غرام لعيون زينب باستفهام 

لتكتفي زينب بايماءه من راسها لابنتها أن تطمئن 

ولكن تلك النظرات زرعت القلق والتوجس بداخل غرام أكثر لتهمس لوالدتها وهي تتمسك بيدها :  ماما احنا جايين هنا ليه ؟!

ابتلعت زينب وقالت باقتضاب :  هتعرفي 

نظرات الطبيبه لها أكدت ظنونها كما أكدت هي لزينب باقتضاب : كل حاجه هتبقي تمام متقلقيش يا مدام 

قالت زينب وهي تنكس راسها بخزي : شكرا يادكتوره 

أشارت لها قائله : اتفضلي استني برا 

ثم أشارت لغرام :  وانتي اطلعي علي سرير الكشف 

نظرت غرام بتوجس الي والدتها وهمست بخوف وهي تنظر إلي تلك الادوات المخيفه  : ماما 

ربتت زينب علي يدها وقالت لها بنبره مطمئنه :  متخافيش 

أشارت الطبيبه الي زينب بحزم : يلا يا مدام متعطلنيش 

اومات زينب بانكسار ومالت تربت علي كتفه ابنتها هامسه بحنان : متخافيش يا حبيتي و اسمعي كلام الدكتوره

نظرت لها الطبيبه والي خوفها باستهزاء ابتلعته زينب وهي تطمن ابنتها بهمس :  خلينا نخلص وترجعي زي ما كنتي ...أمسكت يدها وهي تأخذها لفراش الكشف قائله برفق : يلا يا حبيتي 

لمعت الدموع بعيون غرام وتحشرج صوتها بينما تهمس لها : طيب خليكي معايا 

نظرت لها زينب بعيون دامعه : مينفعش 

انسابت دمعه من عيون غرام وهي تتمسك بيد والدتها أكثر : ماما ....انا خايفه 

تبرطمت الطبيبه دون إرادتها : وبعدين بقي يا انسه ....انا معنديش وقت للدلع ده 

قالت زينب برجاء : معلش يا دكتورة حقك عليا .....هي بس خايفه 

قالت الطبيبه بتلميح : كلهم بيبقوا خايفين هنا إنما ...بترت جملتها ولم تتابعها بينما فهمت زينب معناها وكذلك غرام التي نكست رأسها بخزي ..اتجهت الطبيبه الي جوار زينب قائله : متخافيش ....انتي لولا من طرف الهام انا مكنتش عملت ليها العمليه دي 

اومات لها زينب بامتنان وقالت بانكسار : كتر خيرك يا دكتوره 

أشارت لها الطبيبه : يلا اتفضلي 

نظرت غرام الي يد والدتها التي سلختها من يدها تناجيها برجاء هامس : بلاش يا ماما عشان خاطري ...انا خايفه 

هزت زينب راسها وقالت لها بعيون دامعه : ده اللي لازم يحصل والا هنعيش كلنا في العار ده طول عمرنا 

غص حلق غرام بقوة لتعاتب والدتها : كان هيتجوزني 

هزت زينب راسها برفض : مينفعكيش ....كده احسن !

هزت غرام راسها وانسابت الدموع من عيناها : لا مش احسن 

سحبت زينب نفس عميق وهي تزيل دموعها وتعيد الثبات الي ملامحها هاتفه بحزم اضطرت له : احسن يا غرام ....اسمعي الكلام !

نظرت غرام في أثر والدتها بعتاب شديد بينما بدأت الممرضه في إعدادها لتجلسها علي هذا الفراش وتبدأ بأبعاد ملابسها لتنساب الدموع بغزاره من عيون غرام التي شعرت بذل شديد لتتحول دموعها الي شهقات عاليه تجاهلتها الطبيبه وهي تجهز معداتها وتشير الي الممرضه أن تكبل ساق غرام التي أغمضت عيناها وحاولت أن تضغط علي نفسها وتخبرها أنها ستنتهي من هذا العذاب بعد قليل وستعود الي احضان والدتها ولكن سعور الذي والاهانه ازداد بداخلها وفجاه قفزت صورته امامها ليتغلغل الحقد بداخلها تجاهه فبينما هي تتجرع الذل والهوان هو يعيش حياته بصورته المثاليه ...!

عقدت الطبيله حاجبيها وهتفت بعصبيه بغرام التي أبعدت يد الممرضه عنها واعتدلت جالسه : بتعملي ايه ...بطلي دلع وارجعي مكانك 

هزت غرام راسها ونظرت باشمئزاز الي الطبيبه التي تعتقد نفسها افضل منها بينما هي مجرمه بالواقع لتبعد عنها الممرضه التي حاولت إعادتها الي مكانها هاتفا بصراخ ذة ابعدي عني 

زفرت الطبيبه بغضب : بنت انتي ...انا مش فاضيه ليكي 

يلا خلينا نخلص ...امسكيها يا عفت 

أسرعت الممرضه تجاه غرام تحاول أن تعيدها الي مكانها لتمسك غرام باول ما وقعت يدها عليه من تلك المعدات الحاده التي كانت ستستخدمها الطبيبه 

لترفعها أمام وجه الممرضه بتهديد : ابعدي عني 

اتسعت عيون الممرضه وهدرت بالشر لتصرخ غرام : بقولك ابعدي احسنلك

اقتحمت زينب الغرفه علي صراخ ابنتها لتتسع عيناها بصدمه وهي تري ابنتها ترفع ذلك المشرط الجراحي امامهم ....مالت غرام بجسدها ومازالت عيناها مثبته علي الممرضه ويدها ممسكه بالسلاح الجراحي لتجذب تنورتها تضع ساقيها بها وترفعها الي خصرها وتتراجع الي الخلف حيث باب الغرفه قائله بوعيد : محدش يقرب مني 

نظرت لها زينب باستنكار : غرام ....ارجعي 

هزت غرام راسها بقوة بينما دموع القهر والذي تنهمر من عيونها وتزيدها إصرارا : لا ! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي

   


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. عمر استاذ فى قلب الترابيزة

    ردحذف
  2. عمره غريب جدا مش كده مش عقول ما عندي حساس خلاص وغرام بجد حرام الي بيحصل معه

    ردحذف
  3. عمر بيقدر يحرك وسيله زى ما هوه عايز

    ردحذف
  4. ربنا معاكي ي غرام ♥️♥️♥️🌸

    ردحذف
  5. عمر انتهازي وانسان نرجسي ومعقد كمان

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !