الفصل السابق
: مستر سيف !
اوما سيف دون أن يرفع عيناه عن الاوراق المفتوحه أمامه
لتتمهل ثراء وهي تحاول اختيار الكلمات فما كان من سيف إلا أن تعجل ما تريد قوله : ها يا ثراء في ايه ذ؟!
حمحمت لتوضح له ترددها قبل أن تغلف نبرتها بالاهتمام وهي تقول بحرج مزيف : سوري طبعا اني هتكلم في حاجه زي دي ...بس ..بس انا فكرت وقولت الفت نظر حضرتك عشان متحصلش مشكله بينك وبين تينا !
تهادت نظرات الفضول الي عين سيف التي رفعها تجاه ثراء وهو لا يسأل بالكلمات بل بعيناه لتحمحم ثراء مره اخري قبل أن تقول بتعلثم أصابها من نظراته التي تحمل ثبات لا يجعلها تدرك اي شيء مما يدور بعقله
: حضرتك نسيت ميعاد الدكتور وطبعا دي حاجه تزعل اي ست واكيد حضرتك متقصدش وسط انشغالك وانا قولت ليها كده وعشان كده انا فكرت الفت نظر حضرتك عشان متحصلش مشكله بينك وبين تينا !
تركها سيف تفرغ كل ما في جعبتها وهو يستمع إليها بملامح خاليه جعلت الارتباك يضرب كل انش بها
بينما استصعبت كثيرا قراءه رد فعله علي ما قالته
ووصلت صعوبته حد المستحيل بينما كل ما علق عليه من كلماتها هو تلك الكلمه التي رددها باستنكار خفي : تينا !
فهمت المغزي من كلمته وهو أنها أزالت المسافه بينها وبين زوجته بل وبينه هو أيضا لتتجرء وتقف أمامه تلفت نظره لما عليه فعله مع زوجته !
صفعه قويه كادت تشعر بها حينما عاد سيف يتطلع الي الاوراق التي أمامه متجاهل تماما التعليق علي اي شيء مما قالت بينما يقول بهدوء وثبات : روحي وابعتي ليا مسز ريهام بالبروجيت اللي طلبته الصبح !
احمر وجهها بقوة وبقيت مكانها تحاول استجماع خطواتها بينما شعرت بغباء فعلتها !
...............
.....
بعد انصرافها تخلي سيف عن جمود ملامحه وزفر بضيق وسرعان ما كان يقوم من مقعده ينتوي الذهاب إلي زوجته وسؤالها بكل الغضب الذي بداخله عما جعلها تدخل تلك الفتاه في حياتهم ليتراجع قبل أن يصل الي الباب ويحاول أن يتمسك باعصابه وهو يزفر مجددا
بضيق شديد من تجرء تلك الفتاه علي الحديث معه بشيء يخص حياته وهنا فكر أن اللوم يقع علي زوجته وحدها ...!
..........
...
تلفتت جوري حولها لتتأكد أنها سارت مسافه معقوله مبتعده عن المنزل بالحديقة لتتوقف خطواتها وتقف مكانها ....لاحظ مراد توقفها ليستدير إليها باستفهام
لم تجيب عليه بينما لم يكن عليه أن يتساءل من الأساس
: وقفتي ليه ؟!
نظرت له جوري باستفهام هي الأخري ليزم مراد شفتيه بحنق : مش بتردي عليا ليه ...وقفتي ليه ؟!
عقدت جوري يديها حول صدرها ونظرت إليه قائله : عشان أنا مشيت الخطوات اللي كان لازم امشيها وخلاص مش همشي اكتر من كده
داخل كلماتها كنايه عن شيء يغضبه ويشعره بالعجز عن مجاراتها لذا أخذ قشرة حديثها فقط ووجه إليها السؤال : يعني ايه ....؟!
نظرت جوري إليه بثبات : يعني كنت محتاجه شويه الخطوات دي عشان ابعد عن البيت ومحدش يسمع كلامنا في الظروف اللي هما فيها ...امشي تاني ليه ...عندك حاجه عاوز تقولها اتفضل !
بدا الانزعاج واضح علي ملامح مراد الذي بسرعه كان يتخذ موضع الهجوم هاتفا : ولا تانيه ولا تالته ...نظر إليها وتابع بثبات علي موقفه المزعوم : جيت اخدك عشان نرجع البيت واظن اني سيبتك مش يوم ولا اتنين لا تلاته والعزا خلص يبقي كلام ايه اللي مستنيه تسمعيه مني غير ده !
مررت جوري يدها علي عنقها تخفي تلك الغصه التي مرت خلاله بينما تعنف نفسها للمره المائه بسؤالها عما تنتظر منه ليتلاشي العتاب من داخلها ويحل محله الغضب الشديد الذي توهج في نظراتها وهي تتطلع إليه بهجوم : انا مش مستنيه منك اي كلام من الأساس
ضيق عيناه يتطلع الي الالغاز بكلماتها ليزداد عنفوان الغضب بداخلها فتدفع بالاستخفاف في نبرتها وهي تتابع : ومفتكرش انك مستني مني رد علي الكلام اللي قولته دلوقتي !
رفع حاجبه باستنكار : يعني ايه ؟!
واجهته بنظراتها الشرسه بينما واهم أن ظن مجرد ظن واحد في المائه أن ما حدث سيمر كما مر ما قبله
: كلامي واضح ... مش راجعه معاك ولو فاكر انك بتحرجني قدام مامي عشان ارجع معاك وواخد ضدي اني سكتت ومقولتش حاجه عن المشكله اللي بينا يبقي فكر تاني عشان اللي عملته معداش ولا هيعدي يامراد وسكوتي المره دي بس احترام للظرف اللي بابي بيمر بيه !
استشاطت نظراته غضبا بينما تابعت جوري بانفعال دون أن تعي كلماتها
: كلامك الاهبل ده مش هيمشي عليا ...!
غضب شديد توهج بنظراته من اهانتها الغير مقصوده له ليقذف اللهب من كلماته وهو يقول بتحذير : انتي بتقولي الكلام ده لمين ....خدي بالك من كلامك احسنلك
رفعت حاجبها باستنكار لاستخدامه اسلوب الترهيب ذاته معها : احسنلي !
اوما لها مراد بغضب شديد وهو يحاول التمسك ببقايا أعصابه : اه ...ولو فاكره اني ناسي قله ادبك وتطاولك عليا تبقي غلطانه انتي كمان !
بدء التحدي والفوز من نصيب القادر علي الجرح أكثر ولم يعد للتراجع اي مجال لتنظر له جوري بغضب مردده باستنكار : قله ادبي !
اوما مراد بعنفوان وهو ينظر إلي شراسه عيونها الجديده عليه : اه عشان اللي تقول لجوزها مش راجل وكلامه اهبل تبقي قليله الادب وعاوزة تتربي !
اتسعت عيون جوري من إهانته لتبعد اي كلمه عتاب يوجهها قلبها له وتنظر له بغضب : انا عاوزة اتربي !
اوما لها بغضب : اه وحالا لو ملمتيش الدور معايا يا جوري ...لم تنتظر لسماع باقي تهديده لتقاطعه بتحدي : هتعمل ايه !
ضيق عاصم حاجبيه وهو يتجه بخطواته الي جانب الشرفه التي خرج إليها يستنشق الهواء وبعد لحظات جذب نظره تلك الإشارات المتبادله بين جوري ومراد ...ليعقد حاجبيه ويتابع حديثهم الذي لا يصل إليه ولكنه يري حركه يداه وتأهب وقفه ابنته لتتسع عيناه وتتوهج بالغضب ما أن لمح يد مراد تتجرء علي ذراع ابنته فسرعان ما كان يستدير ويدخل الي الداخل ومنه إلي الأسفل !
باندفاع انقضت قبضته علي ذراعها يزمجر بها : هربيكي !
غزت الدموع مقلتيها ولكنها أبت الاستسلام والصمت لتدافع عن نفسها وتحاول نزع ذراعها من يده ودفعه بعيدا عنها صارخه : انت هتمد ايدك عليا !
لاتعرف ماذا حدث ولا كيف تراخت قبضه مراد عن ذراعها بينما بلحظه كان عمر الذي دخل من البوابه للتو يلمح ما يحدث وينطلق كالسهم تجاه مراد يجذبه بعيدا عن أخته التي بحركه واحده كان يوقفها خلف ظهره ويسدد لكمه قويه لوجه مراد هاتفا بعنفوان : ده انا هقطع ايدك اللي مديتها عليها !
أخذ مراد لحظه يستجمع ماحدث وسرعان ما كان يرد اللكمه لعمر ...!
كالعاده كانت شهد تركض للاعلي لتبلغ زينه ما رأته من نافذه المطبخ لتصطدم بعاصم الذي كان يقطع الدرج ركضا ....أمسكت شهد بالدرابزون حتي لا تقع حينما أبعدها عاصم من أمامه بينما لا يري شيء بالأساس الا ابنته التي تجرء عليها ذلك الرجل !
لكمات وصراخ تعالي في الإرجاء بينما مراد وعمر يشتبكون بقوة وكل منهم لا يتراجع !
......
......
صرخ عمر بابيه الذي ظنه يبعده عن مراد تضامنا معه : سيبني يابابا انت مش عارف هو عمل ايه ..؟
دفع عاصم عمر بعيدا عن مراد ووقف بينهما ليسدد نظرات قويه الي مراد تنذر بعاصفه حارقه من الغضب للحظه قبل أن يشير لعمر قائلا بحزم : خد اختك في حضنك ياعمر !
توقف عمر لحظه يستوعب ليكرر عاصم كلماته بحزم أكثر بينما ينظر إلي جوري التي كانت تبكي بقهر لا يسمح أن يراه : خد اختك في حضنك ياعمر وامسح دموعها اللي مش هتنزل ابدا طول ما ابوها واخواتها عايشين
تبينت الرؤيه وفهم عمر أن أبيه أدرك ما فعله مراد بأخته والذي لا يعرفون سببه ولا يهتمون لشيء حاليا الا رؤيتهم تطاوله علي ابنتهم
ليتجه عمر الي أخته يأخذها بحضنه بحنان منفذ كلمات أبيه الذي نظر إلي مراد مطولا وهو لا يعرف حقا كيف استطاع أن يتمسك باعصابه حتي تلك اللحظه ولا يحطم وجهه
....نعم لم يحطم وجهه بلكمه ولكنه حطمه بكلمه واحده نطق بها بنبره لا تقبل الجدل : طلقها !
شهقت زينه التي أسرعت تركض إليهم بعدما أخبرتها شهد برؤيتها لعمر ومراد يضربون بعضهم لتصل وعاصم ينطق بتلك الكلمه وسرعان ما كانت تصرخ هي توقف عاصم
: عاصم
أبعدها عاصم عن ذراعه التي حاولت الامساك به هاتفا بحزم : مكانك
التفت الي مراد مجددا مكررا بسخط : سمعت انا قولت ايه ولا اسمعهالك تاني
واجهه مراد بثبات هاتفا : سمعت بس مش هنفذ !
زمجر عاصم به بغضب ومازال يكور قبضته : هتطلقها !
هتف مراد بتحدي بينما خرجت الامور عن السيطرة : مستحيل !
اغمض عاصم عيناه لحظه يحاول التمسك باعصابه حتي لا يتطاول عليه فقط إكراما لأبيه ليزم عمر شفتيه بغضب شديد هدر داخل عروقه ويتأهب هو بينما يسدد نظراته الغاضبه تجاه مراد الذي نظر إلي جوري التي مازالت تبكي بحضن أخيها
اسرع سيف يقف بين أبيه ومراد هاتفا برجاء :
بابا اهدي
هتف عاصم به وهو يبعده من أمامه : ابعد ياسيف
هز سيف راسه وبقي واقفا في المنتصف بينما غلف التوتر الأجواء وانذر بعاصفه ستقضي علي كل شيء في طريقها ليقول لمراد برجاء : مراد امشي دلوقتي ارجوك
هتف عاصم بسخط ::مش هيمشي الا لما يطلقها
قال سيف برجاء : بابا الأمور متتاخدش كده !
تدخل عمر بغضب مزمجرا : سيف سيب بابا يتصرف انت متعرفش هو عمل ايه
كان سيف وزينه يتشاركون نفس الرأي العقلاني : ايا أن يكون اللي حصل نتكلم فيه ونفهم سببه الاول وحاليا الجو ميسمحش بكده
نظر إلي مراد وكرر رجاءه : امشي دلوقتي يا مراد
...
.......
دخل عاصم الي المنزل بخطوات غاضبه يركل الأرض ركلا وهو يزمجر بغضب شديد : ازاي يتجرء ويمد أيده عليها ....قسما بالله ما هتعدي بالساهل كده وهيطلقها غضب عنه
شارك عمر ابيه بالغضب : كنت سبتني يا بابا اربيه
نظرت زينه لعمر بتوبيخ وهي تشير بعيناها الي جوري التي تنقل عيناها التي امتلئت بالدموع بينهم بصمت
: عمر مش وقته !
أشار سيف الي تينا قائلا : تينا خدي جوري ترتاح
اومات تينا وامسكت بيد جوري التي توقفت مكانها ما أن هتف عاصم بها بنبره لا تسمح بالجدل : جوري المره دي كلامي اللي هيستمع .... قراري نهائي وانتي هتنفذيه ....هيطلقك !
نظرت زينه الي عاصم بعتاب وهتفت به برجاء خافت : عاصم مش وقته
زمجر عاصم بها بغضب : لا وقته وانا كلامي واضح ومش هعيده ...دلوقتي هيجيب أبوة ويجي وجوري مش هتنطق كلمه قدام قراري ...!
............
....
نظر سيف الي أخته بتأثر ليقوم من مكانه قائلا بحنان : تعالي معايا جوري
اخذها هو وتينا للاعلي ليتبعهم عمر وعلي الفور كانت زينه تلتفت الي عاصم قائله برجاء :
عاصم لو سمحت الأمور متتاخدش كده
رفع حاجبه باستنكار : امال تتاخد ازاي ...ايه اسكت علي اللي عمله ؟!
هزت زينه راسها وقالت بعقلانيه : لا طبعا بس نتدخل بحدود مينفعش تجبرها انها تتطلق وتقول قرارك نهائي دي حياتها
قاطعها عاصم بحنق : ودي بنتي !
قالت زينه بعقلانيه : وبنتي انا كمان وانا اكتر واحده خايفه عليها والطلاق مش هيحل حاجه
نظر لها عاصم باستهجان : امال ايه الحل
قالت زينه بمنطقيه : تسمع منها ومنه لو عاوزين يشاركوا معاك مشكلتهم ولو مش عاوزين يبقي نسيبهم هما يحلو خلافهم
استنكرت كل ملامح عاصم حديث زينه التي تابعت :
دايما في فرصه ومش معني خلافهم أنهم يتطلقوا بعد السنين دي ....خليهم ياخدوا فرصتهم مش بقول النهارده ولا بكره بس سيبهم هما يقرروا ..الطلاق مش حل ياعاصم وافتكر انك قولت ليا الكلام ده من سنين ورفضت تتطلقني بعد اللي حصل بينا !
تغيرت ملامح عاصم وازداد لهيب الغضب الاهوج بعيناه ليزمجر بعصبيه : يوووه هو احنا مش هنخلص من الموضوع بتاع زمان ده
تفاجئت زينه به يمسك ذراعها بقليل من القوة ويتابع مزمجرا : مش كل حاجه تدخلي اللي حصل بينا زمان يا زينه ....اللي حصل حصل وانتي رضيتي وخلصنا انا مش مضطر اقبل ده علي بنتي
ابتلعت إهانته المبطنه والتمست له العذر في عصبيته لتنظر في عيناه : ادي انت قولت ان انا رضيت ...مش جايز هي كمان ترضي
هز راسه بقطعيه : لا مش هسمح لها تقبل بأي حاجه الا الطلاق
نظرت له بانفعال بينما اغلق كل حواسه وتمسك بقراره الذي اتخذه بانانيه : ده الحل من وجهه نظرك ....تتطلق وهي صغيرة
اوما لها بعنفوان رافضا سماع اي عقلانية تدعوه لها : بكره تتجوز اللي احسن منه
ازدادت نظرات الاستنكار بعيونها : وابنها يتربي من غير اب ومع جوز ام ....ايييه يا عاصم حصل ايه لكل ده !
استشاط عاصم غضبا وهتف باندفاع : الحيوان مد أيده عليها عاوزة ايه تاني يحصل اكتر من كده
باندفاع مماثل هتفت به زينه بينما تجاهلت حديثه بعدم إقحام الماضي : ما انت عملت اللي اكتر من كده ومتطلقتش منك !
تجمع الغضب بعيون عاصم الذي هتف بها بعصبية : انتي حره وقبلتي تكملي معايا انا بقي مش مجبر اخليها تقبل تكمل معاه !
نظرت زينه إليه وملئت المراره حلقها وتجمعت الدموع بعيونها وهي تتذكر كيف أنها ارتضت كما يقول ....!
قبلت كل سوء أفعاله ورضيت أن تتابع حياتها معه لحبها له ولكن بمرور السنوات أصبح الرضي من أجل أطفالها لتتذكر تلك المره التي يتحدث عنها ....!
مره واحده تطاول عليها بعد سنوات من هدنه طويله مرت عليهم ولا تنكر أنه حاول أن يتغير وفعلها ولكن يظل الطبع له الغلبه عن التطبع لتسبقه يداه وتخونه وتمتد عليها بصفعه كانت قد نسيت كم أن وقعها النفسي مؤلم أكثر من الجسدي ....!
تلك المره لم يكن هناك حب يقف أمام إهانته التي وعدها الا يكررها وخانه طبعه وفعلها ....تلك المره برر فعلته ولكنه لم يتوسل لطلب السماح بل فقط اعتذر بتبرير أنها من استفزته ...تلك المره كان يدرك أنها ستقبل اعتذاره حينما وقفت تنظر إلي أطفالها ولاول مره تتساءل ماذا ستفعل بثلاثه اطفال يحتاجون أبيهم
لتقبل وترتضي الاعتذار بعقلها ويظل قلبها علي موقفه منه لوقت طويل جريح مكسور وفي النهايه تداوي الايام تلك الجراح وترمم الكسور واحيانا ننظر إلي اثار الندبه وأحيان أخري تأخذنا دوامه الحياه فننسي الجروح ونغرق وسطها ...!
لم يكن هناك كلام تقوله بينما ملئت المراره حلقها ليري عاصم بعيناها عتاب قاسي تبعه صمتها الذي أخذته مع خطواتها وهي تغادر من جواره !
..........
....
نظر ايهم الي عمر الذي خرج حتي لا يبقي موجود أمام مراد مره اخري فيفقد أعصابه
لينظر ايهم إليها مطولا قبل أن يسأله : وبعدين ياعمر اخرتها ايه
تنهد عمر بثقل ضاق به صدره وقد كان بحاجه للحديث ليقول : مش عارف ياايهم ملهاش اخر ولا أنا أقدر اصدمه دلوقتي ولا اقدر ابعد عنها بعد اللي حصل
رفع ايهم حاجبه باستنكار : امال هتعيش كده متجوز في السر ؟!
نظر له عمر قائلا : عندك حل تاني ؟!
قال ايهم بهدوء وتشجيع : مفيش حل الا انك تقول لابوك وتشيل الحمل ده من فوق ضهرك ....هيكون رد فعله شديد بس انت كتير وقفت قدامه ...مفيش الا الحل ده قدامك !
اوما عمر بتسويف : شويه بس حالته تتحسن
وهقوله
نظر ايهم إليه بنظره ثاقبه بينما يقول بتحذير :
بس خد بالك يا عمر التأجيل بيخليك تبقي جبان ويوم ورا يوم الموضوع هيصعب اكتر
زفر عمر ونظر الي ايهم بأنفعال بينما زجره في خانه اليأس : ايهم بطل مثاليه انت عارف أنه صعب والنصيحه مفيش اسهل منها
قال ايهم بعقلانيه : انا مش بنصحك من فراغ ...انا بنصحك عشان أنا اكبر منك وشوفت اكتر منك
مفيش سر بيفضل سر علي طول
ووسيله مش هترضي بالوضع ده كتير
افلتت الكلمه من لسان عمر بثقه : راضيه
تابعه ايهم في الحديث الذي يتهرب منه قائلا : راضيه عشان بتحبك وده سبب قوي يخليك تشوف أنها متستاهلش تكون زوجه في الضلمه
ضاق عمر بالحديث ليقول بتسويف يتهرب به من المواجهه التي يدرك أن عاجلا ام اجلا عليه خوضها : مؤقتا بس يا ايهم وهحل كل حاجه
نظر في ساعته وقال مغايرا الموضوع : المهم البنات اتاخرت ليه كده
أشار ايهم تجاه باب النادي حيث وقف بانتظار بناته : اهم جايين
أسرعت الفتيات تجاه سياره أبيهم الذي جلس عمر بالامام برفقته بها : بابي
ابتسم ايهم لهم بحنان قائلا : حبايب بابي ...عملتوا ايه ؟
قالت هنا بحماس : كان التمرين جامد وحلا كالعاده قعدت تعزف لصاحبها
اوما ايهم لتلتفت هنا الي عمر قائله بمرح : ازيك يا عمر
رفع عمر حاجبه وقال بمشاكسه : عمر حاف كده . .. التفت الي ايهم الذي قاد السيارة : بناتك اخدت عليا اوي يا ايهم
ضحك وتابع وهو يلتفت الي هنا : المفروض تقوليلي اونكل عمر
ضحكت هنا وحلا ليمضي الطريق بينهم بضحكات إلي أن أوقف ايهم السيارة اسفل منزله ....استدار الي الفتيات قائلا : يلا يا حبايبي اطلعوا انتوا وانا هروح مع عمر مشوار وساعتين وارجع
اومات الفتيات لتنزل هنا وبعدها حلا التي اتجهت الي صندوق السياره تأخذ منه حقيبه الغيتار الخاص بها ....قال ايهم لعمر : هدخل العربيه الجراج وهركب معاك وتبقي توصلني
اوما عمر لينزل من السيارة ويتوقف جانبا بينما يشير كلاهما للفتيات وهما يدخلون من باب العماره ...!
بحقد شديد تغلغل في عروقها تابعت عيون غرام الباكيه الابتسامه التي تزين وجه ابنتاه ووجهه وهو يعاملهم بتلك الحنيه والاهتمام لتزداد قبضتها عنفا علي ذلك السلاح الجراحي الذي مازالت ممسكه به بيدها بعد هروبها دون النظر خلفها من تلك العياده بينما مازالت تشعر بنفسها عاريه مهانه والذل الذي عاشته يولد بداخلها شعور ضاري بالحقد فهو يعيش حياته وكأنها لم تكن بينما هي تتجرع هذا الذل والهوان ..!
..........
...
اشاح عاصم بوجهه وهتف بانفعال : سيف انا كلامي خلص
تحامل سيف البحيري علي نفسه بينما من أجل تلك الفتاه فقط اتي وهو نفسه يعرف أن ابنه تجاوز الحدود ولا يستحق أن يقف معه ولكنه بالنهاية اب ليقول بصبر وهدوء : احنا لسه متكلمناش اصلا يا عاصم والأمور متتاخدش كده !
هتف عاصم بعنفوان : امال تتاخد ازاي يا سيف ....ابنك في بيت ابوها اتجرء ومد أيده عليها بالطريقه دي امال بينه وبينها بيعمل ايه
تحامل سيف علي نفسه وقال بمنطقيه: غلطان طبعا بس اكيد فيه سبب
هتف عاصم بغضب : انت بتبرر له يا سيف
هز سيف رأسه قائلا : لا طبعا .... احنا بنتكلم وبنفهم وانا لسه مسمعتش منه التفاصيل مجرد أنه قالي انك مصمم تخليه يطلقها انا جيت علي طول وقولت اسمع من جوري ومستعد أراضيها بأي طريقه
قام عاصم من مقعده وهتف بحزم : طالما جيت تسمع منها يبقي هتسمع منها قرارها !
نظر سيف الي عاصم بترقب بينما تأمل في عقل وحكمه وصبر زوجه ابنه التي عهدها
لتتسع عيناه وتنصدم ملامحه ما أن اتت جوري خلف ابيها الذي صعد ليحضرها لتقف أمام حماها وتنطق بلا مقدمات : انا عاوزة اتطلق من مراد يا اونكل !
........
...........
نظر ايهم في مرأه السيارة الجانبيه بينما يصفها بمكانها بالجراج اسفل المنزل لينزل منها ويضغط علي زر إغلاقها الذي أصدر صوتا قبل أن يجذب عيناه ذلك الشيء وسرعان ما كان يميل ليراه وبنفس اللحظه كانت كل ملامح غرام تهدر بالكراهية وهي تندفع ناحيته وبيدها اليمني تقبض علي هذا السلاح الجراحي تشهره للاعلي تأهبا لغرسه بقلبه ما أن يستدير .....عقد ايهم حاجبيه وهو يمد يداه تجاه ذلك الخدش الذي لمحه بجانب السيارة ومال ليراه بنفس لحظه اندفاع غرام ناحيته فلم يراها وهو يعتدل واقفا مجددا لتندفع يدها ناحيته لنيل انتقامها .....صرخه عاليه بأسمه ترددت في أرجاء المكان الذي تتابع به صدي الصوت ...اييييهم !.
لامست يد غرام الممسكه بالسلاح ذلك السائل الساخن الذي اندفع بغزاره من صدر عمر الذي بلا تفكير تزامنت صرخته المحذره مع خطواته تجاه ايهم يضع جسده أمامه ليفاديه ....!
..............
...
نظرت زينه الي ابنتها بتأثر قائله بعتاب لطيف : ليه ياجوري عملتي كده
قالت جوري بانكسار ويأس: عشان ده اللي المفروض يحصل
هزت زينه راسها برفض : لا ومش معني أن بابا اخد قرار تنفذيه دي حياتك وانتي الوحيده اللي من حقك تقرري
وانا جنبك وهقف معاكي في قرارك حتي لو ضد قرار بابا
تنهدت جوري وهزت راسها قائله بيأس : لا ...قرار بابا صح ...انا اتنازلت كتير وخوفت علي حياتنا كتير
وان الاوان مراد يعرف أن لكل حاجه نتيجه ويتحمل نتيجه تصرفاته ...!
.......
....
نظر سيف بطرف عيناه تجاه تينا التي تحدثت في الهاتف بصوت خافت تعتذر عن موعد الطبيب وتؤجله للغد في خضم تلك الظروف ليتعمد أن يبدو باردا وهو يسألها : اجلتي ميعاد الدكتور ليه ؟
نظرت تينا إليه باستفهام فهل يتذكر موعد الطبيب ومع ذلك لم يلمح أنه سيذهب معها لتقول بصوت شارد : يعني مفيش مجال أخرج واسيب جوري في الحاله دي
تفاجأت بسيف يهز رأسه قائلا باقتضاب : اللي يريحك ....
اهتزت نظرات تينا ورمشت بعيونها بضع مرات تراجع ما نطق به ليزيد الأمر سوء وهو يعتدل واقفا ويسحب هاتفه من جواره : انا عندي اجتماع وهرجع متأخر ...لو عاوزة تروحي ميعاد الدكتور هخلي شافعي يوصلك !
وقفت تينا مكانها تتطلع إليه بعدم تصديق بينما سيف تراجع عن الشجار معها واكتفي بأن يخبرها بمغزي مبطن أن مافعلته بحديثها عن أسرارهم خطأ ولن يجعله يهرع للذهاب معها لتنجح ثراء بخلق سوء تفاهم بينهم ولو كان كل ما قصدته هو التقرب منهم !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
واو الأحداث ناااااار 🔥🔥🔥 بجد إيه ده في انتظار القادم بفارغ الصبر يا مبدعه 💘💘💘💘💘
ردحذفعايزين نعرف ايه اللي حصل لعمر
ردحذفتسلم ايدك متتاخريش علينا وووولعتتت
ردحذفيخربيتك يامراد
ردحذفروعة ♥️ ثراء دي شخصية حقيرة و للاسف فيه منها كتير . غرام مكنتش عملت كدة هو لحظة ياس اكيد دومتي مبدعة 💚
ردحذفولعععععت بجد🥹🥹🥹
ردحذفتحفه جدا بس الي مكن يحصل مع عمر وغرام ها تعمل ايه
ردحذفمن كل الشخصيات بتاعة رواياتك يظل بالنسبه لى عاصم أسوأهم حتى أسوأ من عمر ابنه بس الغريب دائما بالنسبه لى موقف زينه اكتر بطلة عندها فرصة تتحدى و تقف قصاد جبروت البطل عندها علم و شغل و مستقبل و موهبه و دعم من خاله ليه قبلت كل ده؟! لو طلبت منه الطلاق فى القصه ديه هيبقى عندها حق و تخلص حق إلى حصل فيها فى الروايه التانيه
ردحذفبحب طريقتك فى السرد فيها سلاسه و الأحداث رغم جنونها لكن جنون منطقى لو جاز التعبير 😅
ردحذفكويس انها جات في عمر مع ان ايهم يستاهل برضو بس يمكن غضبي من عمر يقل شويه عشان مبقتش طايقاه بصراحه 🙂
ردحذف