الفصل السابق
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بقبضه قويه ظل عمر ممسك بيد غرام التي جمدتها الصدمه مكانها بينما أنفاسها كانت تتعالي بشهقات بكاءها وعيناها مثبته علي ذلك اللون الأحمر الذي كسي ملابس عمر الذي كان جرحه ينزف بغزارة ....بسرعه كان ايهم يسرع خطوتين تجاه عمر الذي بدأت ملامحه تبهت وهو يشعر بهذا الألم الشديد لتخف قبضته من فوق يد غرام التي ما أن ترك يدها حتي فتحتها علي وسعها تنظر إلي الدماء التي غطتها بهلع ورعب تترجم الي بكاء وعويل تصرخ بنفسها بتأنيب وهي تفيق من حاله الحقد التي تملكت منها علي صدمه ما فعلته : انا عملت ايه ...انااا عملت اييييه!!
هدر ايهم بصوت لهيف وهو يتلقف عمر بين ذراعيه : عمر ...عمرر!
بسرعه ضغط باحدي يداه علي جرح عمر النازف وبيده الأخري كان يخرج هاتفه يطلب الإسعاف بلسان ثقيل مصدوم كما حال غرام التي بقيت تصرخ بنفسها بنوبه هلع .....دقائق قليله وكان صوت الإسعاف يتعالي خارج الإرجاء ليكاد يصم إذن غرام التي بنفس اللحظه دار العالم من حولها ووقعت مرتطمه بقوة علي الأرض الاسمنتيه ..!
.......
.........
بهجوم هوجائي كان مراد يعاتب أبيه : ماهو لو حضرتك مكنتش روحت له جري مكانتش اتفرعن كده !
نظرت نور بعيون مصدومه الي رد فعل ابنها الذي لم يتمهل لسماع رد أبيه الذي سألته نور بقلق فور عودته عما حدث بينه وبين أهل زوجها ابنها ليهتاج مراد بينما قرء علي ملامح أبيه الاجابه التي توقعها من عاصم
: انت بتقول ايه يامراد !
هتف مراد بعنفوان وهو يشيح بوجهه : بقول أن بابا مكنش راح يتحايل عليه ...لوي شفتيه وتابع : ده راجل مغرور وبيتدخل في حياتي وفاكر أنه يقدر يمشي كلامه عليا ويخليني أطلقها
نظر سيف الي ابنه بسخط وسرعان من كانت نور تنتقده : مراد عيب تتكلم كده عن حماك
هتف مراد بغل : وهو مش عيب يتدخل في حياتي
نظر له سيف بسخط : لا يسيبك تتخانق مع بنته قدامه ويسكت
انفعل مراد بغضب : وهو ماله ....مراتي وانا حر فيها
احتدت نظرات سيف بينما تابع مراد : واهي مراتك طلبت تتطلق !
لم يسعفه تحكمه في نفسه وبدت الصدمه جليه علي ملامح مراد الذي نظر إلي ابيه يحاول أن يتبين أن كان صادق أو فقط يقول هذا لتهديده لتقول نور بلهفه : لا ياسيف جوري مش ممكن تعمل كده ....دي لآخر وقت كانت متمسكه بيه
هز سيف كتفه ونظر الي ابنه بحنق : اهو شوفي وصلها لايه ....عاصم جابها قدامي وهي قالت إنها عاوزة تتطلق !
جذب مراد نفس من داخله وزفره هاتفا بغضب يخفي به اهتزازه : طالما قالت كده .....ترفع قضيه لاني مش هطلقها !
لا يعرف سيف كيف تمالك أعصابه أمام غرور ابنه الاحمق بينما لايتراجع عن احداث المزيد من المشاكل لتتدخل نور قائله بتوبيخ : اعقل يا مراد اللي بتعمله ده غلط وسكه العناد مش هتوصلك لحاجه الا انك تخسرها ...!قال مراد بغرور : مش هيحصل ....هترجع وهتشوفي
رفع سيف حاجبه ساخرا : بتحلم ...!
عقد مراد حاجبيه ونظر الي أبيه الذي تابع : المره دي غير اي مره وهي مش باقيه عليك وانت اللي هتشوف جوري تانيه غير اللي تعرفها
نظر له سيف بتشفي وتابع : المره دي هي اللي فتحت لعاصم الطريق أنه ينهي اللي بينكم وانا عن نفسي طول ما انت كده مش هقف معاك ومن دلوقتي شوفلك محامي لاني هبلغهم يرفعوا قضيه طلاق زي ما قولت
احتدت نظرات مراد وبدي ارتباكه لينظر الي والدته التي أسرعت خلف سيف الذي قام من مقعده : سيف استني احنا لسه بنتكلم
هز سيف رأسه قائلا بحزم : مفيش كلام بعد اللي ابنك قاله!
سار خطوتين قبل أن يتوقف مكانه ويدير رأسه تجاه ابنه قائلا بمغزي : علي فكره عاصم لسه ميعرفش انك ضربت بنته بالقلم .... شوف بقي هو عمل كل ده وانت بس علي كلامك اتخانقت معاها امال لما يعرف انك ضربتها هيعمل ايه ؟!
ترك مراد واقفا مكانه لينظر له نور بتأنيب : ليه كده يا مراد ....ليه الغرور واخدك ومش شايف انك غلطان !
تركت سؤالها وغادرت دون أن تبقي لسماع أي اجابه من مراد الذي وقف مكانه وحتي الان لم يصل إليه خطأه !
ربما لأنه اعتاد تمرير أخطاءه من جانبها فلم يعد يشعر بها !
....
.......
بلهفه وقلق اسرع ايهم تجاه الطبيب الذي خرج للتو من غرفه عمر : حالته ايه يادكتور ؟
قال الطبيب بنبرة مطمئنه : الجرح كان عميق بس بعيد عن أي مكان حيوي والحمد لله خيطنا الجرح وهيبقي كويس
أشار الي الممرضه وتابع : هتديك روشته الادويه والجرح يتغير عليه وبعد عشرة أيام نفك الغرز أن شاء الله
اوما ايهم قائلا : متشكر يادكتور
دخل ايهم الي غرفه عمر الذي كانت الممرضه تضع ذراعه برفق في جبيره علقتها بعنقه وانصرفت
ليتجه إليه ويسأله بقلق : ايه ياعمر حاسس بأيه ؟!
أشار عمر تجاه اعلي صدره متألما بدلال : اااه
نظر إليه ايهم بقلق وهو يحاول أن يتلمس اعلي كتفه المصاب : رد يا ااخي حاسس بأيه
قال عمر بمرح مشاكسا : ما انا بقولك اااه
رفع ايهم حاجبه بغيظ : وانا افهم ايه من اااه دي !
قال عمر بمرح بالرغم من شعوره بالألم ليمسح القلق من عيون صديقه : واخد سكينه وغرز اكيد تعبان يااايهم
وكزه ايهم وهو يهز رأسه بغيظ : سكينه ايه ...!
ده مشرط وبطل دلع
رفع عمر حاجبه ضاحكا : بقي بقيت بتدلع دلوقتي ....امال مين اللي كان هيموت من القلق عليا من ثواني
هتف به ايهم بغيظ وهو يوكزه بكتفه السليم : فكرتك هتموت بس انت زي القرد اهو
نظر عمر الي ايهم الي متوجعا : مين دي يا ايهم ؟
تهرب ايهم قائلا وهو يركز نظراته علي جبيره عمر :
اجيبلك الدكتور
رفع عمر حاجبه من تهرب صديقه وقال باصرار : بسألك مين دي
هتف ايهم بضيق متهربا : وانا بسألك اجيبلك الدكتور
ركز عمر نظراته علي ايهم وقال بجديه : ايهم !
هتف ايهم وهو يزفر ::عاوز ايه ؟
قال عمر بجديه : البت كانت عاوزة تقتلك ليه ؟
............
......
قالت تينا لشهد : لا ياشهد قولي لشافعي اني مش رايحه
قالت شهد باصرار : ليه بس ...ده سيف بيه أكد عليا واتصل من شويه يسأل روحتي ولا لا
قالت تينا بشرود وهي تنظر إلي هاتفها بينما لم يتصل بها واتصل بشهد : قولت لا يا شهد
عقدت شهد حاجبيها واومات لتوقفها تينا : هي طنط زينه فين ؟!
قالت شهد بتفكير : في اوضتها .... تقريبا اتخانقت مع عاصم بيه
عقدت تينا حاجبيها باستفهام : ليه ؟!
هزت شهد كتفيها : معرفش بس اكيد بسبب عمر بيه ....تراجعت سريعا باستدراك : لا لا حرام مش هو السبب ...معرفش سمعته بيزعق وهي من وقتها في اوضتها وهو في مكتبه ومش طايق نفسه
اخذت نفس وتابعت بسرعه حديثها المعتاده : تعرفي عملت له القهوة اربع مرات وكل شويه يزعق ويقولي وحشه مع أنه بيشربها كده كل يوم ....يلا اهو حال البيت مقلوب ...كله من جوز مدام جوري ...بقي الرقه والجمال ده يعمل فيها كده. ..رجاله اخر زمن
بس يلا اكيد عاصم بيه مش هيسكت له !
مررت تينا يدها علي وجهها ونظرت الي نشرة الأخبار المتنقلة لتقول لها : لسه في اخبار تانيه يا رويترز
ضحكت شهد لتشير لها تينا : حطي بقي لسانك في بوقك واوعي اونكل عاصم يسمعك
اومات شهد لتتجه الي الباب وسرعان ما تستدير باستدراك : الا صحيح ...مين البنت اللي جت دي
عقدت تينا حاجبيها لتتابع شهد بصراحتها المعهوده : مرتحتش ليها وواضح قدمها نحس علي البيت !
........
.....
نظر عمر الي ايهم بجديه وسأله بعد أن أخبره باقتضاب عمن تكون تلك الفتاه : يعني اتضحك عليها من عزه
هتف ايهم بعنفوان : هي اللي راحت ليها برجلها ومحدش ضربها علي أيدها
اوما عمر بحياديه : مختلفناش بس اهي برضه ضحيه
نظر إليه ايهم بحده : ضحيه ايه ....!
قال عمر بدفاع : ضحيه الست والظروف اهو غلطت بس غلطه كبيرة اوي ضيعت مستقبلها
هتف ايهم بحنق من بين أسنانه : ومستقبل امها واخواتها ...!
نظر له عمر بخبث : طيب ما تتجوزها واستر عليها بدل ما تفضل تهددك طول عمرها
نظر له ايهم بضيق : وانا لسه هستني تهددني ده انا مش هرحمها علي اللي عملته فيك !
...
......
بثقل شديد حاولت غرام تحريك جفونها والاستجابه لنداء عقلها بالاستيقاظ لتفتح عيونها ببطء وتحاول أن تعتدل جالسه وعلي الفور يداهمها
شعور بالألم الشديد في كل جسدها اثر وقعتها وازداد في ذراعها الذي انغرست به الحقنه المغذيه لتقول بتألم : ااه
اتجهت إليها الممرضه قائله وهي تفرد ذراعها بجوارها : متقوميش
نظرت لها غرام باستفهام : انا فين ؟
قالت الممرضه : في المستشفي ...الإسعاف جابتك من شويه وضغطك واطي جدا واتعرضتي لصدمه كبيرة في راسك وهتفضلي تحت الملاحظه
تدفقت الأحداث لرأس غرام لتتذكر بهلع ما حدث وسرعان ما تسأل الممرضه : هو ....هو حصل له ايه ؟
عقدت الممرضه حاجبيها باستفهام : مين ؟!
تلجم لسان غرام واهتزت نظراتها وهي تفتح يدها وتنظر إليها و تتذكر تلك الدماء التي كانت تغطيها
لتقول الممرضه : انا معرفش حد كان معاكي ولا لا بس هسأل وارجع اقولك
بقيت غرام تتطلع الي يدها بصدمه حاولت أن تفيق نفسها منها وهي تفكر للحظه بعواقب فعلتها ....لقد قتلت شخص ما !
......
.........
نظر له ايهم بمغزي ليهتف عمر بدفاع عن نفسه وموقفه وزواجه من وسيله : لا دي غير دي ..... انت لا عندك اب بيقف لك ولا عندك حد يحاسبك
قال ايهم ببديهيه : عندي بنات
قال عمر بمنطقيه : بناتك وانت اللي ابوهم مش هما ومش المفروض يحاسبوك
نظر له ايهم باستخفاف : انت لو ابوك اتجوز علي امك مش هتحاسبه
قال عمر ببساطه : ادي انتي قولتها اتجوز عليها
إنما مراتك الله يرحمها .....وبعدين بناتك مش عقد اوي اعتقد مش هيمانعوا
تابع إقناع ايهم الذي استمع له بوجوم : وبعدين البنت صغيرة وهتتأقلم معاهم بسهوله .....مش امنا الغوله هتحرقهم بالسيخ وانت في الشغل عشان تخاف عليهم منها ...
حاول ايهم مغايرة الحديث حتي لا يصل عمر الي إقناعه ليقول ساخرا بمرح : وانت عرفت سنها وانت بتتقتل
ضحك عمر قائلا ليغيظ ايهم : دي كلها علي بعضها متر ونص وكمان هبله اوي ..... جايه تقتلك بمشرط
ايه مش شايفه طولك وعرضك
ضحك مجددا وتابع : بس قولي هي جابت المشرط منين هي شغاله في مستشفي ولا ايه ...!
نظر له ايهم بغيظ : عمر انت شكل البنج عاملك دماغ وفايق تهزر
قال عمر ضاحكا : انت اللي معقد
ياأخي فرفش كده وجرب تكلمهم وتقولهم وهما هيوافقوا واهو زي ما قولتلك تبقي سترتها واهي تاخد بالها منك وتبطل بقي الماموريات وربنا يتوب عليك
نظر له ايهم بغيظ : شوف مين بيتكلم ....ايه اللي جرالك ياللي متعرفش اسماء البنات من كترهم
ضحك عمر وهو يضع يده علي صدره متألما : حبيت واتجوزت اللي بحبها
نظر إليه وتابع بإحباط وهو يتذكر أنه لم يحضر لها هاتف : اهو بسببك مش هعرف اطمن عليها ....يلا بقي خرجني من هنا وخليني اروح اطمن عليها
في نفس اللحظه دخلت الممرضه قائله : في ضابط برا عاوز ياخد اقولك .!
نظر عمر الي ايهم ثم الي الممرضه : اقوال ليه ...انا معملتش محضر
وضحت الممرضه قائله : بس المستشفي في أي حادث بتعمل محضر
........
....
بتألم مدت غرام أطراف أصابعها المرتجفه الي تلك الحقنه المعلقه بيدها لتحاول إخراجها وهي تغمض عيناها وتعض علي شفتيها بألم ....ضغطت علي وريدها الذي المها كثيرا وهي تنزع منه الحقنه لترفع ذراعها وتضمه علي كتفها وهي تقوم من الفراش وتميل تجذب حذاءها تضعه في ساقيها ثم تتجه الي باب الغرفه تخرج راسها تتطلع حولها وبلحظه تركض خارج الغرفه التي اسرع ايهم إليها بعد دقائق ليجدها فارغه وعلي الفور كان ينادي الممرضه : هي فين ؟
تلفتت الممرضه حولها : كانت هنا من دقايق...يمكن في الحمام
أسرعت الممرضه تفتش عنها بينما زم ايهم شفتيه بحنق وكور قبضته يتوعدها ...!
.....
.........
كان عمر يدلي بأقواله حينما دخل إليه ايهم لينظر إليه باستفهام حينما قال : معرفش واحد هاجمني من ضهري في الجراج ومشفتهوش
قال الضابط بسؤال آخر : تقدر توصفه
هز عمر رأسه: لا زي ما قولت لسيادتك كان من ضهري
اوما الضابط وسأل مجددا : ليك أعداء تتهمهم
هز عمر رأسه ليتابع الضابط وهو يغلق المحضر : عموما احنا هنراجع الكاميرات ونبلغك لو في نتيجه للتحقيق
اوما عمر ليخرج الضابط وعلي الفور كان ايهم يسأله :
مقولتش ليه
قال عمر رافعا حاجبه : انت البعيد غبي.... بقالي ساعه بحاول اقنعك تتجوزها وانت تقولي ابلغ عنها
اوما ايهم باحتدام : أيوة عشان تاخد جزاتها علي اللي عملته فيك ...دي كانت هتقتلك
هز عمر رأسه وقال ببساطه : خلاص ياايهم البت من غيظها عملت كده وجت سليمه الحمد لله
نظر اليه وتابع : هي فين ...حصلها حاجه من الوقعه
هتف ايهم بغيظ من بين أسنانه متوعدا : هربت بس هجيبها ...!
هز عمر رأسه : انت مش هتعمل اي حاجه الا انك تخرجني من هنا وتجيب ليا تيشرت البسه وبسرعه ترجع بيتك تتصرف وتمسح تسجيلات الكاميرا ...!
.........
...........
دخل عاصم الي الغرفه بعد أن حاسب نفسه حساب عسير علي كلماته الجارحه التي خرجت منه بلا تفكير
لتمد زينه يدها سريعا الي وجهها تمسح دموعها بينما نامت علي جنبها وبقيت عيناها ناظره الي الفراغ امامها تنساب منها الدموع بصمت له صدي مؤلم وشديد بداخل قلبها
اقترب عاصم منها حيث توسدت الفراش ليناديها برفق :
زينه !
لم يتوقع منها رد ليكرر نداءه وهو يقف أمامها ويميل عليها: زينه
رفعت عيناها التي مهما مسحت دموعها إلا أن بكاءها كان واضح ليقول باعتذار : انا اسف
اعتدلت زينه ببطء لتدير إليه وجهها الذي احمر من فرط البكاء الذي كتمته بداخلها وهي تسأله :
اسف على ايه ؟
تنهد عاصم قائلا : علي الكلام اللي قولته !
نظرت إليه وهتفت به بصوت متحشرج : بالعكس انت قولت كل الكلام اللي المفروض يتقال ....انت قولت الصح
نظر إليها بعدم فهم لتقوم زينه من الفراش وتتطلع إليه بعيون ملئها الاتهام بينما يقول باعتذار مجددا : لا طبعا يا زينه انا بس قولت كلام مقصدهوش من نرفزتي انك مصممه تعايريني باللي حصل مني زمان
ازدادت نظرات الاتهام في عيون زينه التي قالت بخزلان : انا اللي عايرتك انك قبلت بالاهانه وكملت معاك ...!
غص حلق عاصم لينظر لها برجاء أن تغفر وتتغاضي كما تفعل معه دوما وتنتظر وقت العتاب وهو لن يتردد في قبوله ولكن جرحها كان عميق منه لتعض علي أناملها بوجع مليء قلبها للحظه قبل أن ترفع عيناها إليه وتتابع : انت اللي عايرتني ياعاصم مش انا ....
انت اللي ورتني أن الرضي بالاهانه ذل وعدم كرامه ...انت مقولتش حاجه غلط
بالعكس انت صح وانا اللي غلط
وجوري كمان غلط !
هزت راسها بقوة وهي تعتدل واقفه وتتابع بصوت منفعل : مش المفروض ابدا ترضي تكمل مع واحد جه علي كرامتها ...مش المفروض تفكر ولا ترضي بأي اعتذار مش المفروض ابدا تسكت ولا تتغاضي ... مفيش حاجه اسمها حب وبيت وأطفال
نظرت له بشراسه وتابعت : يتهد البيت علي دماغ الراجل اللي مفكرش قبل ما يجي عليها وفاكر أنها هترضي ....
الراجل هو اللي يحافظ عليهم وعليها إنما هي لا
احتدت نبرتها وتحولت الي صراخ ممتزج بدموعها بينما مضي شريط ذكرياتهم امامها : مش المفروض تفكر بقلبها ابدا ولا تديله اي عذر ولا تقبل منه مبررات ....كانت تمشي وتسيبه من غير ما تبص وراها ....غص حلقها ولكنها تابعت بنفس احتدام نبرتها الصارخه وهي تتذكر قبولها ورضاها من أجل أطفالها وعائلتها لتخرج كلماتها عن نفسها : كانت المفروض تاخد عيالها وتسيبه....كانت تختار نفسها وكرامتها ومش مهم اي حاجه تانيه ....ايه يعني ولادهم يتشتتوا بينهم ...ايه يعني تحرمهم من ابوهم ايه يعني لما تقدم تنازل ورا التاني وفي الاخر يتقالها رضيتي تكملي ....جوري غلط وانت صح
بالطبع كانت تتحدث عن نفسها بألم شديد ليصل صوتها الباكي الي مسامع عمر الذي كان يصعد الدرج ببطء وهو يخفي تألمه بعد أن خلع تلك الجبيره ليخفي جرحه عن الجميع ليعقد حاجبيه لسماع صوت والدته العالي بينما أعتاب عاصم بقسوة ليتجه الي غرفه ابويه بتردد
تابعت زينه بصوت متحشرج من البكاء وهي تنظر في عيناه : انت صح انا معنديش كرامه .....
انا رضيت واتنازلت
هروح اقول لبنتي اوعي تغلطي غلطتي
عيشي لنفسك عشان ميجيش يعايرك في يوم من الايام انك رضيتي علي نفسك الذل ....!
ازداد علو نبرتها وهي تتابع بهجوم : هقولها انتي بنت عاصم السيوفي اللي هيجيب حقك ويقف في ضهرك مش زي امك الي مكانش ليها حد فرضيت عشانكم ...
هقولها اوعي تفكري أن السنين بتنسي الوجع عشان حتي لو نسيتي هو هيفكرك بيه ويعايرك
اوعي تفكري تتنازلي ابدا وتبقي نسخه من امك !
أسرعت باكيه تجاه باب الغرفه تفتحه لتغادر لتكاد تصطدم بعمر الذي بلا تفكير فتح لها ذراعيه فارتمت بينهم تبكي بحرقه ....
تبعتها خطوات عاصم لينظر له عمر برجاء الا يقول شيء ويتركها تبكي لعل وجع قلبها يقل لتتوقف خطوات عاصم مكانها وينظر بقلب منفطر الي بكاءها الذي كان له شهقات مؤلمه بينما يربت عمر علي كتفها بحنان ....
بحنان ورفق سار عمر بها وهي مازالت بين ذراعيه لياخذها الي غرفته وسرعان ماكان يجلسها علي طرف الفراش ويمسح دموعها ويمسك وجهها بين يديه ناظرا الي عيونها وهو يقول بحنان : انتي عارفه انك احسن ام في الدنيا
ازداد بكاء زينه ليوميء لها عمر بصدق : ايوه انتي احسن ام في الدنيا وعمري ما أتمني يكون ليا ام غيرك
ضمها إليه برفق وتابع وهو يمرر يداه بحنان علي ظهرها : انتي اكتر ام حنينه وصبورة....انتي اللي عملتي البيت والعيله دي واتحملتينا كلنا
عاد ليمسك وجهها مجددا بين يداه ويمسح دموعها برفق بطرف انامله يختم حديثه بحقيقه أخري : وعاصم كمان احسن اب في الدنيا ....ابتسم لها برفق وتابع :
هو كمان بيحبك اوي متزعليش منه ...!
..........
....
عقدت تينا حاجبيها باستنكار بينما يسألها سيف بهذا الاقتضاب الذي لم تعهده منه لدي عودته من عمله : مروحتيش ميعاد الدكتور ليه ؟
بلا مقدمات كانت تسأله : هيفرق معاك روحت ولا مروحتش
نظر لها سيف بانفعال : طبعا
بادلته تينا الانفعال : لو فارق معاك كنت جيت معايا
نظر لها سيف بعصبيه هاتفا : وعشان كده جريتي تشتكي مني ...مش كده ؟!!
عقدت تينا حاجبيها باستفهام وتمهلت وهي تسأله : اشتكيت منك !
اوما سيف بمواجهه منفعله : أيوة لثراء اللي معرفش تقرب لينا ايه عشان تتكلمي معاها عن حياتنا وتشتكي ليها من إهمال جوزك !
.....
.......
مال عمر برفق يمرر أنامله علي وجه والدته التي نامت في فراشه ليضع فوقها الغطاء ويغلق الضوء القوي ويتركها تنام ويخرج بهدوء من باب غرفته ....
كان عاصم يتجه إليه ليساله وهو يبعد عيناه عن النظر بنظرات العتاب بعيون عمر : فين زينه
قال عمر بهدوء : نامت
وضع عاصم يده علي مقبض الباب ليقف عمر أمامه بلطف
قائلا : سيبها معلش ....خليها لوحدها شويه
نظر له عاصم ليخفض عمر عيناه بينما لا يضع اللوم علي أحدهما وببساطه يتقبل أنهم يتشتاجرون وسيمر الخلاف كما مر ما سبقه ليهز عاصم رأسه ويعود الي غرفته يجر اذيال الخيبه وهو يتساءل ماذا سيفعل ليمحو من داخلها كلماته
التفت عمر تجاه جوري التي سألته : مامي فين ياعمر
أشار لها تجاه غرفته قائلا : نايمه جوه
زمت جوري شفتيها بينما سمعت بالجدال الذي دار بين ابيها وامها من شهد لتخونها دموعها وهي تقول بحزن :
اتخانقوا بسببي !
نظر عمر الي دموعها وسرعان ما ضمها إليه وقال بمرح : وبعدين في الليله دي .... انا لسه مسكت ماما بتعيطي ليه انتي كمان
نظرت له جوري بعتاب ليربت عمر علي ظهرها قائلا بحنان : تعالي يا قلب عمر في حضني عيطي انتي كمان براحتك
خانها عتابها لتقول وهي تبلل صدر أخيها بدموعها : انا زعلانه منه اوي ياعمر
زم عمر شفتيه يحاول الضغط علي نفسه وتحمل الم ذراعيه قبل ان يحرك جسد أخته لكتفه السليم ويحيطها به قائلا برفق : تعالي احكيلي من الاول عملك ايه
نظرت له جوري بتساؤل : هتسمعني !
اوما لها لتسأله مجددا :عمر ممكن تخليني اتكلم بس متاخدش كلامي ضده
قال عمر بعتاب : باقيه عليه
اومات له بحيره قلب : أيوة عشان بحبه بس مش معناه اني مش زعلانه منه ...غص حلقها وتابعت : عارف ياعمر أن زعل القلب ده اصعب من اي حاجه علي الواحده
..........
....
هتف سيف بعصبيه : خلاص يا تينا
هزت تينا راسها بانفعال هاتفه : لا مش خلاص ياسيف ...انت كان المفروض تيجي تقولي مش تاخد مني موقف وتعاتبني عشان كلام واحده حشريه زيها
هتف سيف بغضب : وهو مين دخلها في حياتنا مش انتي
هتفت تينا بدفاع عن نفسها : لا مش انا هي اللي أدت لنفسها المساحه دي
هز سيف راسه باتهام : لا انتي اللي دخلتيها واتكلمتي عن حياتنا معاها
هتفت تينا بعصبيه : قولتلك مقصدتش ...الكلام طلع مني من غير تفكير ...!
......
...
استند عمر الي طرف الشرفه الموجوده بالبهو الموجود بين الغرف ليجد سيف أخيه يأتي ويجلس باحد المقاعد
التفت له قائلا بمرح حيث ترك أخته ووالدته ينامون بفراشه : ايه ابوك نام في سريرك
رفع سيف حاجبه ضاحكا : لا انت اللي اتضحك عليك واخدوا منك سريرك
بادله عمر الضحك ليسأله : صاحي ليه
هز كتفه : ابدا زهقان ...شديت مع تينا
قال عمر بمرح وهو يرفع حاجبه بينما يجلس بجوار أخيه : يوم الخناقات العالمي .....تعالي احكيلي وبعدها اخدك تنام جنب ماما وجوري
وكزه سيف بكتفه ليتألم عمر فسرعان ما ينظر له سيف بقلق : مالك يا عمر .....مد يداه ليتلمس ذلك الشيء الخشن اسفل ملابس اخيه ويسأله : ايه اللي حصل !
أخبره بما حدث ليعقد سيف حاجبيه ولم يمنع تعليقه : ما جمع الا لما وفق ...انت وصاحبك نفس العمله السودا
طيب انت عيل طايش واتجوزت من غير تفكير هو بقي ايه ..ده راجل المفروض عاقل وعنده بنات
قال عمر بمنطق محايد : وعنده كمان متطلبات
ضيق سيف ناظرا له بانتقاد : وهي المتطلبات دي متنفعش بالصح والحلال .... حتي لو كان جواز برضه فيه شبهه واهو في الاخر بنت ضاع مستقبلها
هز عمر كتفه قائلا : اهو كل واحد له أسبابه
نظر سيف الي أخيه وقال بمغزي : زيك كده
فهم عمر ولم يراوغ ليقول : اكيد ليا أسبابي ولا انت شايف حاله بابا ولا حاله البيت اصلا تسمح افجر قنبله زي دي
لم يدخل سيف في جدل دخل فيه سابقا بلا نتيجه ليشدد علي نصيحته المخفيه : كويس انك عارف انها قنبله ومهما تخبيها هتنفجر ...افتكر كلامي ده كويس
واعرف انك مش بس غلطت ياعمر لا انت كمان مصمم تتمادي في غلطك ده اللي اول واحده هتدفع تمنه البنت اللي وثقت فيك
كل حديث يتعلق يأخذ قلبه لنوبه اشتياق جارفه لها فشردت عيناه وانبثقت تنهيده حاره من صدره بينما لم يرد علي حديث أخيه الذي يعيه ولكنه أخذ قراره بالتأجيل وليس ممن يعيدون التفكير طالما تجاوز أمر ما !
........
.....
دخل سيف الي غرفته ليجد تينا جالسه في الفراش وامامها أحدي الكتب الطبيه تطالعها علي النور الخافت بجوارها ...لم يقل شيء فهو لم يعتاد الاعتذار خاصه طالما أنه وضح وجهه نظره ومنطقه ليكتفي بفعل يدل أن الأمر انتهي وعليهم متابعه حياتهم ليمد يداه الي الضوء العالي يشعله ويتمتم: كده احسن عشان عنيكي
تفاجيء برد فعل تينا الطفولي وهي تغلق الضوء هاتفه بتمرم : مرتاحه كده !
رفع حاجبه لترشقه بنظره طفوليه حانقه ثم تعيد عيناها الي كتابها ....
خلع خفيه بجوار الفراش ثم مد يداه يرفع الغطاء ويتمدد بجوارها ثم يتخذ وضعيه نومه علي جانبه الأيمن لتضيق تينا عيناها بغيظ وتغلق الكتاب مصدره صوت عالي مقصود لعله يستدير لتجده ثابت بلا حراك فما كان منها إلا أن هتفت به بصوت غاضب : انت هتنام
بهدوء تمتم سيف : عاوزة حاجه
زفرت تينا بحنق بينما تنتظر منه أن يبدأ هو بالصلح وهو لايتنظر صلح أو خصام بينما انتهي الخلاف ولكنها تتذمر بطفوليه وهو تقبلها
لحظه اثنان بعدها شعر بتلك العاصفه بجواره بينما تتمدد في مكانها بصخب مصحوب بحركات هوجائيه تجذب بها الغطاء فوقها ليدير سيف رأسه ببطء ينقل بصره تجاهها وتجاه الغطاء الذي أخذته كله فوقها وتركته بطرف صغير لا يغطي حتي ساقه لتبادله تينا النظرات الحانقه التي دون أن تقصد دفعت بتلك الضحكه الي شفتيه بينما كانت كطفله مشاكسه ليخفي ضحكته ويتظاهر بالحنق وهو يقول : وانا اتغطي بأيه
هزت كتفها ببرود مصطنع : معرفش انا سقعانه
رفع حاجبه : بقي كده !
اومات له وهي تجذب حتي الطرف الذي كان يغطي ساقه وتستدير علي جانبها لينظر سيف الي ظهرها الذي توليه له هاتفا : وانا كمان سقعان
هزت كتفها هاتفه : اعملك ايه ...!
نظر لها للحظه قبل أن تشعر تينا بذراعيه القويه تلتف حولها وبلحظه يرفعها فوقه ويشبك كلتا يديه حولها قائلا بنبره مغويه وهو يتطلع الي شفتيها : دفيني ..!
حاولت تينا الإفلات منه بغضب مصطنع : اوعي كده انا زعلانه منك
قرب وجهها من وجهه وهمس قبل أن يلتقط شفتيها : متزعليش ..!
........
....
وقفت شهد لدي باب غرفه عمر تحمل صينيه كبيرة بين يديها قائله : اهو الفطار ....مد عمر يده ليأخذه منها فأبعدت يداها وقالت بمشاكسه : ها بقي
نظر لها عمر رافعا حاجبه : ها ايه ...هاتي الفطار يابت
غمزت له بشقاوة : مش تقولي الاول عاوز الفطار ليه ..؟
زجرها عمر هاتفا :
وانتي مالك ياحشريه
هتفت شهد بغيظ : انا مش حشريه
رفع حاجبه متسائلا: امال انتي ايه ؟
قالت بضحكه سمجه : انا فضوليه
هتف عمر وهو يأخذ الصينيه من يدها : الاتنين واحد يا رويترز يلا هاتي الفطار وامشي
هزت راسها وظلت واقفه لدي باب الغرفه لتطل برأسها متسائله بفضول : هي مدام زينه ومدام جوري نايمين عندك ليه
قال عمر يغيظها : عندهم براغيت حشريه شبهك كده في سريرهم ...يلا اتكلي علي الله
تبرطمت شهد بغيظ بينما لم يشبع فضولها ؛ هتكل علي الله امال هتكل عليك انت
قبل أن تصل لنهايه الممر كانت تتلقي ضربه من أحدي الوسادات الصغيرة التي اسرع عمر ليمسكها ويلقيها بها ردا علي تبرطمها ..!
ابتسمت زينه لعمر حينما استيقظت علي نداءه الهاديء ليداعب وجهها بلمسه ناعمه ...ربتت زينه برقه علي خد جوري توقظها لتفتح جوري عيناها وسرعان ما تبتسم
حينما مال عمر يضع الأفطار امامهم قائلا بمرح : شبيك لبيك عمر الحنين بين ايديكم يا احلي بنات
ضحكت زينه وداعبت شعره بحنان لتبتسم له جوري قائله وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها : انت جميل اوي ياعمر
قال عمر ممازحا : عارف
ضحكت جوري وهتفت به : مغرور
قال بغرور محبب : ليا حق
ضحكت زينه ودللته بحب وهي تداعب وجنته : طبعا ليك حق ياحبيبي
ابتسم لهم وقال : طيب يلا افطروا يا حلوين ...الخدمه في اوضتي five stars
ما أن نظرت جوري للإفطار حتي عقدت حاجبيها بسرعه وهتفت بانزعاج : ايه ده ياعمر ...شيل العسل ده
...اوووف
نظر لها عمر باستغراب بينما يضع قطعه من الخبز بالعسل ويتذوقها بتلذذ : اوف ايه ده لذيذ اول .....مد يده تجاه فمها بلقمه قائلا : نعمه ربنا يلا كلي
ما أن قربها منها حتي هدرت معدتها فأسرعت تركض وهي تضع يدها علي فمها لتنظر له زينه بعتاب :
ليه ياعمر كده قالتلك مش عاوزة
هز كتفه بعدم فهم : وده من أمتي ما كانت بتأكله
اومات زينه بشرح : أيوة بس دلوقتي هي
حامل والهرمونات بتتغير
رفع عمر حاجبه : حامل من مين !
انفجرت زينه ضاحكه وهي توبخه : عمر
اوما عمر ضاحكا : اه من ابن البحيري ...ما علينا
قصدي حامل بجد
نظرت له زينه باستفهام : انت هتستبهل يعني مش عارف
هز كتفه بنبره مسرحيه : وانا عايش معاكم ياعيله السيوفي ..... ماشي ما علينا قوليلي
حامل في حبيب خاله ولا حبيبه خاله عمر
قالت زينه ضاحكه : ياابني لسه مكملتش ٣ شهور
قال بتفكير : يبقي نشوف تينا بقي
اومات زينه قائله : هتعرف خلال كام يوم
تنهد عمر قائلا بنبره مسرحيه وهو يتقمص الدور : ياااه ياعليه السيوفي .....الواحد مبقاش يعرف اخباركم
ربتت زينه علي يده وقالت بمغزي : اقعد انت في البيت معانا وانت تعرف
تهرب عمر من العتاب لتنظر له زينه بتفكير قبل أن تسأله : عمر ...ينفع تاخدني اسكندريه ...عاوزة اقعد مع هشام كام يوم
قال بانزعاج : هتسيبي البيت
هزت راسها قائله : لا بس محتاجه ابعد شويه
قال عمر بمرح وهو ينظر إليها : انا كده عاصم هينفخني
نظرت له قائله: خلاص هروح انا
هز رأسه وقال بحنان : هوديكي واتنفخ عادي
ابتسمت له ليشدد عمر عليها : زوزو ...نظرت له ليتابع :
مش سايبه البيت تغيير جو ونرجع علي طول
اومات له : حاضر.
خرجت جوري تجفف وجهها لتقول لوالدتها : مامي انا كمان هاجي معاكي ..
........
....
هبت ثراء واقفه وهي تهتف بانفعال : قصدك ايه ؟! اني سرقت تصميمك
قالت روضه بعصبيه وهي تشير الي تلك الأوراق : اه هو ده قصدي بالضبط ...ماهو مستحيل تطلعي تصميم كده الا لو كنتي جوه دماغي
هتفت ثراء بغيظ : ليه مفيش دماغ بتفكر غيرك
تدخل أحد زملاءهم : اهدو يا جماعه مسز ريهام جايه
لم تبالي ثراء بل تابعت إثبات كذبتها بعلو صوتها : ياريت تيجي عشان تشوف اتهام الاستاذه روضه اللي مش هرد عليه
عقدت ريهام حاجبيها باستفهام : في ايه .؟!
.......
..
بانزعاج شديد التفت عاصم الي زينه التي قالت باقتضاب وهي تبدء بوضع بعض ملابسها في الحقيبه الصغيرة : انا رايحه اسكندريه كام يوم لهشام
اتجه ناحيتها بانفعال يعاتبها : شايفه أن الوضع يسمح باللي بتعمليه ده يا زينه
التفتت زينه له ونظرت إليه بثبات قائله : شايفه ان وضعي انا محتاج ده وباقي الأوضاع متهمنيش
أغلقت سحاب حقيبتها وحملتها وغادرت ليقف عاصم يتطلع إليها بغضب من نفسه بينما اوقظ شراستها وهاهي ببضع كلمات تثبت له أنها اختارت نفسها لمره واحده وفضلت ما تريده علي اي شيء اخر !
........
.....
حملت وسيله تلك الشموع تعيدها الي مكانها وهي تشعر بالامتنان لأنها وجدتها بينما انقطعت الكهرباء بعد منتصف الليل لتسرع الي اقرب شرفه تخرج منها الي الحديقه التي كان بها القليل من الاضاءه المنبعثة من حولها وبقيت بها لوقت طويل علي امل عوده الكهرباء حتي كادت تتجمد بالبرد بينما خشيت أن تدخل وتحضر شيء ثقيل ترتديه وبقيت بالخارج حتي استجمعت شجاعتها ودخلت لتبحث باستماته عن أي شيء تنير به الظلام الذي تخشاه كثيرا علي الضوء الخافت الذي كان ينبعث من الخارج من خلال النوافذ الزجاجيه ....مر الليل طويل وكلما غفت كانت سريعا تستيقظ من الخوف تتلفت حولها لأي حركه تتخيل إليها ....اخيرا بدأت الشمس بالاشراق لتنفخ في الشموع وتتمدد علي الاريكه مكانها وتنام ....ساعتين او اقل وكانت تفتح عيناها وتقوم من مكانها تضغط زر الكهرباء لتجدها مازالت مقطوعه فما كان منها إلا أن توقفت امامها بيأس وهي وحيده لاتعرف ماذا تفعل ....!
وقفت تطرق باناملها علي الطاوله الرخاميه تسأل نفسها عن موعد عودته بينما وعدها أنه سيأتي بنفس اليوم ومر الامس ولم يعود ....قلقها عليه انساها اي عتاب علي تركه لها وحيده بلا هاتف أو اي اتصال بل وبلا نقود ...!
أن كان عليها أن ترسو فعليها أن ترسو نفسها علي ما وضعت نفسها به ولكنها أثرت شعورها بالقلق عليه ليطغي علي اي شعور اخر ...!
خرجت الي الحديقه وسارت ذهابا وإيابا امام الباب الخشبي الذي يفصلها عن الطريق وعيناها مثبته علي الطريق كطفله صغيرة بانتظار عوده والدها لترفع عيناها بسرعه ما أن لمحت أحد افراد الأمن يتحرك علي بعد وبيده سلسله بنهايتها طوق أحد كلاب الحراسه لتسرع الي البوابه تفتحها وتنادي عليه : لو سمحت
بهذا الهدوء انتبه لها الرجل علي الفور ليسالها بتهذيب : أيوة يا فندم !
أشارت له وسيله تجاه المنزل : النور من امبارح مقطوع واضح انها مشكله في البيت بس لان كان فيه نور حواليا
بليل
قال الرجل سريعا : ازاي يا فندم ....حضرتك كنتي كلمتينا علي طول بدل ما تفضلي طول الوقت ده من غير كهربا
اومات له ببساطه : مش معايا تليفون وعمر مش موجود
اوما لها قائلا : مفيش مشكله يا فندم حالا هتواصل مع قسم الصيانه وهنبعت فني لحضرتك يشوف العطل فين وكمان يركب الخط الارضي والانتركم لحضرتك
اومات له بابتسامه ممتنه : متشكره اوي
........
........
نظرت ريهام الي روضه التي قالت بغصه حلق : يعني حقي ضاع
تنهدت ريهام علي مضض: للاسف يا روضه انتي معكيش اي إثبات
انسابت دمعه من عيون روضه التي قالت بصوت متحشرج : بس ده شغلي وتصميمي وكان علي الجهاز لما السيستم بتاعه باظ وهي اخدته ونسبته لنفسها ...والله بتاعي ...والله شغلي اللي تعبت وسهرت فيه
كانت ريهام قلبا وقالبا مع تلك الفتاه التي أدركت مدي اجتهادها ولكنها للاسف لا تستطيع أن تعدها بشيء إلا الواقع لتقول لها : انا من غير حلفان مصدقاكي يا روضه بس في عالم الشغل مفيش حاجه من غير دليل
معلش اوعي تزعلي ولا تيأسي انتي اللي عملتي التصميم وتقدري تعملي احسن منه وخلي اللي حصل دافع ليكي وكمان خليه إشارة حذر ليكي انك اوعي تدي ثقتك لحد
قالت روضه بغصه حلق : وهي ؟!
قالت ريهام بثقه : اللي زيها عمرها ما بتكمل وهيجي يوم تقع مع حد علي نفس شكيلتها متقلقيش ربنا عدل
اوعي تضيعي وقتك في انك تستني تشوفي هيحصل لها ايه ....اشتغلي واجتهدي وخلي عينيكي لقدام وهي دايما خليها تبص علي نجاح غيرها وتحاول تسرقه
طبطبت ريهام علي روضت بتلك الكلمات والنصائح وبنفس الوقت كانت بداخلها تتوعد تلك الفتاه التي قابلت مثلها كثير في مقتبل حياتها ...!
........
.........
عقد عمر حاجبيه وهو ينزل من سيارته فيلمح باب المنزل مفتوح لتسرع خطواته بقلق تجاه الداخل الذي ما أن وطأت به اول خطواته حتي تهادت اليه تلك الأصوات الاتيه من غرفتهم .....ازدادت عقده جبينه متزامنه مع سرعه خطواته بينما بكل خطوه تتبين له ملامح تلك الأصوات فهاهو صوت وسيله .....تضحك !
دخل من الباب المفتوح باندفاع كاد يحرق عروقه
ليتوقف مكانه ويدير عيناه في أرجاء الغرفه الخاويه وعلي الفور تتجه عيناه الي النافذه الموصله الي
الحديقه الخلفيه ليدخل إليها مسرعا وتتوقف خطواته متراجعا عن كل الظنون التي عصفت برأسه وهو يري هؤلاء العمال ....ابتلع ببطء بينما للحظه استنكر الظنون التي عصفت برأسه وحاول تجاهلها حينما وقعت عيناه علي وسيله التي كانت واقفه علي أحد الجوانب تتابع العمال وسرعان ما اتسعت عيناها بسعاده حينما رأته امامها لتسرع إليه : عمر
استجمع عمر نفسه ولم تعطيه فرصه للشرح وسرعان ما كانت تخبره بما حدث ليوجه تحيه للعمال الذي تقدم أحدهم الي عمر قائلا باعتذار : متأسفين يا عمر بيه ....عطل في المحول واول ما المدام بلغتنا بعتنا الصيانه علي طول
اوما عمر قائلا : حصل خير
ببساطه أشارت وسيله إلي أحد الشباب قائله : مش هتصدق ياعمر ده مين ....اكمل زميلي في شركه الكهرباء ابتسمت وتابعت : ساب الشغل من كام شهر وجه يشتغل هنا تخيل
اوما عمر بينما للحظه حاول رسم الهدوء علي ملامحه بينما ماحدث مجرد مصادفة بسيطه عاديه ولكن بداخله كان يشعر بشيء آخر ... شعور غريب بالضيق والغيره الغير مبررة ....تجاهل شعوره وحاول أن يكون طبيعي وهو يتعرف الي زميلها وبلطف كان يسحبها للداخل ويعود هو للبقاء مع العمال الذين انجزو عملهم سريعا وغادروا
تنهدت وسيله ودارت حولها كطفله صغيرة تهتف بسعاده : اخيرا النور جه
ابتسم وهو ينظر إليها بينما يحاول باستماته تجاهل ذلك الشعور المقيت بداخله بالغيرة وللمره التي لا يعرف عددها يردد بداخل عقله أنها مصادفه عاديه تحدث
كانت نهايه دوران وسيله هي ذراعيه ليجذبها عمر الي صدره ويحتضنها وكأنه يطمئن نفسه أنها له
ابتسمت له وتلاشي اي عتاب من داخلها حينما قال لها بحنان : حقك عليا اني مقدرتش ارجع امبارح
هزت راسها وقالت بطفوليه : انا خوفت اوي وانا لوحدي امبارح يا عمر
مرر يده برفق علي وجهها قائلا : معلش أنا آسف
قلبها ابيض ووجهها يحمل سماحه فلم تطيل في العتاب لتهز راسها بصفاء : المهم انك جيت
مال يقبل خدها بابتسامه مرددا : المهم انك في حياتي يا حياتي
مدت وسيله ذراعيها حول كتفه تحتضنه ليأن عمر من بين أسنانه ما أن لامست جرحه وعلي الفور كانت وسيله تعقد حاجبيها باستفهام : عمر ايه ده ..!
.......
.........
تنهدت زينب بثقل وهي تتطلع الي ابنتها التي تكومت علي نفسها في فراشها منذ الأمس بينما عادت في حاله من الرعب والخوف ولم تحاول زينب الاقتراب منها أو الحديث معها بينما توجع قلبها لحالتها لتتركها حتي الصباح
جلست بجوارها علي الفراش ففتحت غرام عيناها التي بيأس حاولت إغلاقها ولكن الكوابيس لم تتركها ابدا لتنعم بالنوم لتشعر بيد والدتها علي كتفها برفق وصوتها ينطق اسمها : غرام ....انا عارفه انك زعلانه مني بس اعمل ايه...غصب عني فكرت في الحل ده ....يا بنتي انا عاوزة ارجعك تعيشي حياتك تاني من غير ما تضطري تخافي كذبه ورا ورقه الجواز اللي متمسكه بيها
لو جالك عريس بعده ...هيقبل تكوني مطلقه وحتي لو قبل هتقولي ايه ...هتكذبي وتخترعي حكايه ويا عالم يقبلها ولا لا ....انا حبيت متبصيش وراكي وربنا يسامحك علي اللي فات ومن جواكي تبدأي بدايه جديده وتعيش عمرك تكفري عن الكذبه اللي بدأتيها بيها ...ده عقلي وتفكيري وفهمي ...قومي ياغرام كلميني واللي يريحك هعمله ..!
اعتدلت غرام جالسه وسرعان ما وجدتها زينب ترتمي في حضنها وتبكي بحرقه بينما تهتف بشهقات متعاليه : اللي يريحني انك تاخديني في حضنك ....احضنيني يا ماما ...احضنيني اوي ..اوي !
........
....
قالت وسيله وهي تعيد تضميد جرح عمر الذي كذب واخبرها روايه أخري عن كونه قد اصيب أثناء عمله : بعد الشر عليك يا حبيبى
ابتسم لها قائلا : انا كويس ...عادي حادثه بسيطه
قالت وسيله بقلق : خد بالك من نفسك
قامت من جواره قائله : هقوم اجهز ليك الغدا
هز راسه وجذبها إليه قائلا : لا مش جعان ....انتي وحشتيني اوي يا سيلا
مال عليها ليحتضنها باشتياق انتهي بقبلات جنونيه وزعها علي كل انش بوجهها لدقائق طويله قبل أن يتفنن في اذاقه جسدها فنون عشقه ...!
......
.......
قالت غرام لوالدتها : خليكي يا ماما انا هفتح الباب
اومات زينب وتابعت تقليب الطعام بينما سارت غرام بخطوات مسرعه للباب تفتحه وعلي شفتيها تلك الابتسامه الراضيه بينما بدأت تستشعر بدايه الوصال بينها وبين والدتها التي احتوتها وبقيت تتحدث معها وقاموا سويا يجهزون الطعام لتتناسي غرام كل المأساه التي عاشتها وتشعر بالهدوء النفسي للساعه الفائته بعد طول عذاب .....مدت يدها لمقبض الباب وفتحته وسرع
ان ما كانت الابتسامه تتلاشي من فوق شفتيها وتتحول لمعه عيناها الي بريق مرعوب وهي تلتقي بعيناه
للحظه قبل أن يدور العالم من حولها وتستسلم لفقدانها اي وعي يعيدها الي العذاب مره اخري ....!
بلا تفكير أسرع ايهم يجثو ناحيتها بينما خرجت زينب مسرعه علي صوت هذا الارتطام لتتفاجيء بابنتها ممدده علي الأرض ...رفعت عيناها تجاه ايهم : انت !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
😍😍😍
ردحذفروووعه ❤️❤️👍
ردحذفمش ممكن انت جميلة جدا يا رونا
ردحذفالبارت روعة خصوصا زينة
زينة حبيبتي دبحها عاصم بدون قصد
حست المسكينة كل حبها وتضحيتها بح مفيش .احساس صعب .
تعرفي انا قلت ان عاصم وزينة خلاص مش حيكون ليهم دور كبير في الرواية بس بجد بتفاجئني ديما .
دمتي مبدعة
رووعة حقيقي
ردحذفتسلم ايدك
روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه
ردحذففصل يجنن بكل تفاصيله تسلم ايدك ♥️
ردحذفانا حقيقي عيزا سيلا تنتقم من عمر دا خد رسالة الجدة و كمل الموبايل ايه الجبروت دا مستفز عمر دا فيريت تخديلها حقها يا رونا 🫀قلبي بيطائع على الغلبانه سيلا
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذف