قيد من دهب الفصل الثامن والعشرون

0


الفصل السابق

 الفصل الثامن والعشرون 


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


بحرج نزلت فيروز برفقه مهران الذي تماشت خطواته مع خطواتها وهم ينزلون الدرج لتتراجع بسمه سريعا الي غرفتها بعد أن كانت علي وشك النزول ...دخلت سريعا وأغلقت باب غرفتها عليها وانفجرت تبكي باحتراق من نار الغيرة لرؤيته برفقه زوجته ....كيف عليها أن تتحمل رؤيتهم سويا كل يوم فقد تهربت هذا الصباح من الافطار بحجه أنها تريد أن تنام وهاهي لا تقوي لو الوقوف لحظه ورؤيتهم هكذا ....

حمحم مهران ونادي بصوته الرجولي :ذكيه ....بت يا ذكيه 

تركت ذكيه ما بيدها واسرعت تجيب : نعم يا مهران بيه 

قال مهران : جهزي العشا ليا انا والست فيروز 

أومات ذكيه واسرعت تجاه المطبخ ليوقفها مهران : خدي هنا يا ذكيه 

أسرعت ذكيه تعود إدراجها لتقف أمامه ليسألها : رايحه فين ؟!

قالت الفتاه بتعلثم وعدم فهم : رايحه اجهز العشا 

نظر لها مهران ثم الي فيروز : وهو انتي سألتي الست فيروز تحب تتعشي ايه 

تخضبت وجنه فيروز بالاحمرار لتلك المعامله المراعيه منه لتنظر الي الفتاه التي سألتها : تحبي تأكلي ايه ياست فيروز 

قالت فيروز بحرج : اي حاجه 

نظر لها مهران : اطلبي الاكل اللي يعجبك 

هزت راسها بابتسامه هادئه : اي حاجه موجودة 

ابتسم مهران وأشار لذكيه : روحي جهزي الاكل وبعد كده شوفي طلبات الست لما تعملي الاكل 

أومات ذكيه واتجهت الي المطبخ لتقول فيروز بحرج : شكرا ...بس مالوش داعي ...هبقي اكل اللي يعملوه

هز مهران رأسه برفض : لا ازاي ...انتي تطلبي اللي يعجبك 

عضت فيروز علي شفتيها بخجل لتلمع النظرات الماكرة بعيون مهران بينما يقوم من مقعده ويجلس علي الاريكه بجوارها ويتابع : ولو في يوم حبيتي تدوقيني اكلك وتطبخي هكون مبسوط 

خفضت فيروز عيونها سريعا بينما لم تستطيع اخفاء ابتسامتها وهي تهز راسها : حاضر 

نظر لها مهران برضي بينما لأول مرة يسمع منها تلك الكلمه التي خرجت من قلبها وعقلها كتقدير بسيط لتقديره الكبير لها حتي بابسط الاشياء في تلك الفترة الصغيرة التي عرفته بها لتفكر كم كانت مخطئه حينما أصدرت احكامها عليه دون أن تعرفه. .....!!

............

....

هز موظف الاستقبال رأسه بتهذيب مكررا : للاسف مينفعش يافندم 

زفر صالح بضيق بينما لم تسمح له أداره الفندق بالصعود إلي غرفه ياسمين ليجذب الهاتف من يد الموظف الذي طلب رقم غرفه ياسمين 

جاءه صوتها الرقيق وهي تجيب : آلو 

لتتراقص الفراشات بقلبه بينما بلحظه شعر وكأن كل الماضي قد انمحي من داخله ولم يعد شيء إلا شعور جارف عميق بالاشتياق يماثله شعور أعمق بالذنب بعد أن نالت كل هذا الظلم منه بينما لم يتوقف عن تقريع نفسه وهو يراجع ما فعله معها ولا يتخيل كم كان احمق مندفع حتي لم يعطي لها فرصه لنطق شيء أمامه 

: ياسمين.....انا صالح 

ليس بحاجه لتعريف نفسه فهي تعرف صوته جيدا ولكن ما لا تعرفه هو سبب اتصاله ليقول صالح بلهفه : انزلي 

سألته بدهشه : في ايه ياصالح ؟!

قال دون أن يعطي لها فرصه : بقولك انزلي ....عاوز اتكلم معاكي 

لم تفهم شيء ولكنها لم تعارض لتجد نفسها تسحب جاكيت قطني تضعه فوق ملابسها وتنزل للاسفل. ...نظرت حولها في أرجاء البهو ليشير لها أحد موظفي الاستقبال تجاه الخارج 

خطت الدرج الرخامي الواسع لتجد صالح واقف بجوار سيارته ...أسرعت ناحيته لتسأله بقلق : في ايه ....طنط كويسه ؟! 

اوما لها قائلا : متقلقيش ...اركبي 

عقدت حاجبيها باستفهام : فهمني طيب في ايه ؟!

قال صالح وهو يمسك ذراعها برقه ويضعها داخل السيارة : هنتكلم 

التفتت ياسمين له باستفهام وهو يدير السيارة ويتحرك بها : نتكلم في ايه 

صمت صالح قليلا بينما يسير بالسيارة تجاه كورنيش البحر ويتوقف أمامه ويطفيء محرك السيارة ثم يلتفت إليها قائلا : هنتكلم في كل حاجه .....احكيلي ....احكيلي يا ياسمين كل اللي حصل وخلانا نوصل للمرحله دي 

عقدت ياسمين حاجبيها بعدم فهم لتردد من بين عدم أتعاب عقلها لهذا الهدوء المفاجيء وتلك النبره الناعمه : 

دلوقتي 

اوما لها لتسأله : ليه ...... ايه الي اتغير 

قال دون مقدمات : انا عرفت كل حاجه ....عرفت 

بابا وكلامه ليكي اللي خلاكي تبعدي عني 

نظرت ياسمين الي ملامح وجهه التي لانت وتغيرت ليعود صالح الذي عهدته بينما الان فقط عرف الحقيقه .....

لتشعر ياسمين بألم يشق قلبها وهي تنطق كلمه واحده : 

مصدقتهوش 

نظر صالح لها ....يريد منها أن تتحدث بكل شيء لا أن تقول كلمه واحده لينظر لها برجاء ان تكمل وتفيض بكل ما داخل قلبها ....غص حلق ياسمين لتتابع بصوت مختنق : مصدقتهوش وفضلت أخلق ليك اعذار 

امتلئت عيون صالح ندم لتتابع ياسمين بعتاب وهي ترفع عيناها تواجهه عيناه : بس انت صدقت 

: انا 

أومات ياسمين باتهام : اه انت ...انت صدقت اني طماعه وصدقت كل حاجه وحشه عني ومسمعتنيش

ابتلع صالح ندمه ليقول برجاء : وانا جاي دلوقتي اسمعك ....

هزت ياسمين كتفها بينما شعرت برعشه من البرودة تسري بجسدها ...بروده نابعه من قلبها المنكسر بعد ان جاء الان يعلن براءتها من كل الاتهامات التي وجهها إليها ليخرج صوتها ضعيفا بينما تقول : فات الاوان ياصالح .....مبقاش في حاجه تتقال 

نظر لها صالح بتأثر ثم قال باعتذار : ياسمين انا عارف اني ظلمتك كتير اوي وان ظلم كل اللي حواليكي كان حاجه وظلمي ليكي حاجه تانيه ...بس غصب عني 

اول ما شوفت امضتك علي المحضر حياتي اتقلبت وحسيت بالقهر ومتخيلتش في يوم انك ممكن تغدري بيا وبعد كدة اتجوزتي .....قاطعته ياسمين باستفهام : محضر ...محضر ايه ....؟!

أخبرها صالح لتستنكر كل ملامحها هذا الاتهام الذي تسمع عنه لأول مرة بينما طوال ذلك الوقت يعتقد أنها غدرت به بتلك الطريقه 

لتقول باستنكار شديد : محضر ...؟! انا اعمل ليك انت محضر ياصالح .......انت صدقت اني ممكن اعمل كدة ......أغمضت عيناها وابتلعت كلامها لتهز راسها بأسي : لازم تصدق ماهو انت صدقت الابشع من كدة 

هز صالح راسه بأسف لترفع ياسمين عيونها إليه وتقول بأسي : المحضر ده اللي عمله ابويا فيا ....ابويا بلغ عني أن سرقته وانا معرفش اي حاجه عن المحضر اللي بتقول عليه ......لمعت الدموع في عيونها بينما طوال ذلك الوقت يراها غداره خائنه ليخرج عتابها المرير مجددا من بين شفتيها : 

انت ازاي تصدق أن انا كدة

قال صالح باعتذار : قولت أنه ضغط عليكي 

هزت ياسمين راسها بخزلان : مقولتش كدة ....مكنش ده كلامك ...انت كنت مصدق اني ممكن اعمل فيك كدة 

امسك بيدها قائلا : خلاص يا ياسمين انا مش عاوز اعرف حاجه ..... المهم ان الحقيقه بانت

سحبت ياسمين يدها من يداه بعد أن ارتجفت من لمسته قائله : حقيقه ايه .....حقيقه شكك وعدم ثقتك فيا .....ليه مفكرتش تسألني عن اللي حصل 

نكس صالح رأسه لتتابع ياسمين أخباره بكل شيء فيفهم أن توقيعها كان لعبه من ابيها وزياد بينما لم تقرء ما كان مكتوب بتلك الاوراق 

تنهد ونظر. لها قائلا : حقك عليا .....عارف أن مهما اقولك ان كل ده كان بسبب حبي ليكي مش هيكون كفايه عشان تقبلي اعتذاري عن كل اللي عملته ... وضع أنامله برقه اسفل ذقنها لتنظر اليه ليقول بعتاب هاديء : بس 

انتي كمان خبيتي عليا 

ارتجفت ياسمين من لمسته لتخفض عيونها عن عيناه وهي تقول : بالعكس أنا قولتلك علي كل حاجه.....عمري ما كدبت عليك ولو كنت سالتني عن موضوع المحضر كنت هقولك ....

شقت الدموع طريقها عبر حلقها لتتابع : انا مخبتش عليك اي حاجه .... ماعدا حاجة واحده بس 

نظر لها لتجد بداخلها اخيرا الجرأه لتخبره بما فعله زياد بها ....احتقن وجهه صالح وغلت الدماء بعروقه ليضرب المقود بيده : انتي ازاي تخبي عني حاجه زي دي .....

ارتجفت شفاه ياسمين وخفضت عيونها بانكسار بينما تتوقع منه هجوم وازدراء لتتفاجيء به يمسك بكتفها ويهزها برفق هاتفا : ارفعي راسك ......انتي معملتيش حاجه تخليكي توطي راسك .....اغتلت ملامحه ليتابع بغضب : الندل ده هو اللي عمل .....

ازدادت نبرته حده بينما يتابع : ليه مقولتليش ...ليييه ؟! قالت ياسمين بانكسار : 

عشان مكنتش هتصدقني 

هز صالح رأسه : بالعكس .....انا كنت هصدقك وكنت هاخد حقك 

اشاحت ياسمين برأسها ونظرت الي تضارب امواج البحر من خلال النافذه وهي تقول بخزلان بينما جاء رد فعله الذي انتظرته بعد وقت طويل فلم يعد له أي طعم 

: انا أقدر اخد حقي واخدته خلاص .....انا مش ضعيفه 

نظر لها صالح بعتاب من كلماتها : قصدك أن ماليش مكان في حياتك 

التفتت ياسمين له قائله بجديه : كان ليك لغايه ما شكيت فيا 

قال برجاء : غصب عني 

هزت راسها بإصرار : انت كنت عاوز تصدق أن انا كدة 

قال بدفاع عن نفسه : اي حد مكاني كان هيصدق 

قالت بمزيد من التانيب : اي حد كان هيصدق اللي بيحبه .....غص حلقها وهي تكمل : بس انت  

حبك ليا كذب !!

............

.....

وقفت ذكيه تجمع الاطباق بعد أن انتهي مهران وفيروز من تناول الطعام ليعقد مهران حاجبيه لرؤيه ملامح وجهه أبيه الغاضب وهو ينزل الدرج 

قال عمران بحده : مهران عاوزك 

نظر مهران لأبيه متسائلا : خير يا حاج 

قال عمران بغضب وهو يتجه الي غرفه مكتبه : تعالي عاوزك 

اوما مهران لتقول فيروز سريعا برجاء : قوم شوف باباك وانا هطلع فوق 

هز رأسه : لا استني هشوف في ايه وارجعلك 

نظرت له وهي تهز راسها : لا معلش هطلع فوق احسن 

أوما لها ليتجه مهران الي غرفه أبيه الذي كان يتحرك ذهابا وإيابا بغضب واضح بينما لم يحتمل كلمات تهاني 

: خير ياحاج 

في ايه ؟!

التفت عمران الي ابنه وسأله من بين أسنانه : مراتك هربت قبل الفرح ؟!

تغيرت ملامح مهران 

ليزمجر بغضب : مين قالك الكلام الفارغ ده يا بوي ؟!

شدد عمران علي كلماته : مراتك هربت يامهران ...رد علي سؤالي  

ابتلع مهران غضبه وتمسك بهدوءه قائلا : وانا بقولك مين قالك الكلام الفارغ ده يا حاج 

قال عمران باتهام : نسيب الموضوع ونقعد نسأل مين قال ومين عاد ....رد عليا يامهران 

قال مهران بحزم : ردي واضح يا حاج ..... كلام فارغ وسؤالي عن مين نطقه عشان اقطع لسانه 

نظر عمران بطرف عيناه الي ابنه نظرته الثاقبه وهو يكرر سؤاله : يعني الكلام ده محصلش 

نظر مهران الي ابيه بثبات وهو يقول : محصلش ....فيروز كانت مع مرات جاسر وانا بنفسي اخدتها من المضيفه ورجعتها بيتها ليلتها 

احتقن وجهه عمران الذي وقف يفكر لحظه في كلام ابنه وكلام تهاني لينظر إليه مهران بخبث ويتابع : وبعدين 

ماهو انا قولت الكلام ده لمرات عمي ....الست سالتني وانا رديت لازمته ايه تعيد الكلام تاني معاك 

ضيق عمران عيناه والتفت الي ابنه الذي هز رأسه ليتأكد بأن تهاني من قالت هذا الكلام لأبيه وبالاساس لم يكن لديه شك 

.........

...

صعد جاسر مجددا الي منزله ليخلع سترته القطنيه ويتوسد الفراش بجوار ماس التي ما أن شعرت به حتي استدارت لتضع رأسها فوق صدره ...ابتسم جاسر علي حركتها العفويه التي تفعلها منذ زواجهم فهي لا تنام الا فوق صدره ليقبل خصلات شعرها ويهمس لها : تصبحي علي خير 

تمتمت ماس بصوت ناعس : وانت من أهله يا حبيبي 

اغمض عيناه لتسأله ماس ومازالت غافيه : تفتكر صالح هيعمل ايه ؟!

ضحك جاسر قائلا : هيعمل ايه يعني ...تلاقيه واقف ندمان بيعتذر

أومات ماس وهي تمرر أناملها فوق عضلات صدر جاسر : انا لو مكان ياسمين عمري ما اسامحه 

مال جاسر لينظر إليها بعتاب : يعني لو زعلتك مش هتسامحيني 

أومات ماس : لو زعلتني زي ما صالح عمل اه 

قال جاسر بدفاع عن صديقه : برضه هو معذور 

هزت ماس راسها : مش اوي ...لو عنده ثقه فيها مكنش هيصدق

تنهد جاسر : الموضوع مش ثقه يا ماسه .... الراجل لما يحب اوي ويتجرح من اللي بيحبها بيتكسر وده اللي حصل مع صالح 

هزت ماس كتفها بقليل من عدم الاقتناع : يعني جايز عندك حق لو كل واحد حط نفسه مكان التاني .....

اوما جاسر قائلا : انا حاسس انها هتسامحه 

ابتسمت ماس حينما قبل جبينها بحب وتابع : البركه في حياتي اللي خلت الحقيقه تبان 

أومات ماس لتقول : عد الجمايل انت وصحابك .....رفعت راسها ونظرت له بتحذير : واياك واحد منهم يفكر يزعل واحده من البنات ...دول طيبين اوي وانا حبيتهم 

احتضنها جاسر قائلا : والله ما في اطيب منك ياقلبي 

ابتسمت ماس له ليتطلع بعيون عابثه تجاه شفتيها : طيب ايه 

نظرت له ماس بخجل بينما فهمت مقصده لتهز راسها : مفيش ايه ....انا نمت خلاص  

هز رأسه ومال تجاه شفتيها : انتي صاحيه اهو 

وقبل أن تنطق بأي اعتراض كانت ذراعي جاسر تحتضنها ويستدير بها ليصبح فوقها وسرعان ما تلتهم شفتيه شفتيها ....

........

...

اشاحت ياسمين بوجهها قائله : قولت لا 

احتدت نبره صالح ليقول :  

ياسمين اسمعي الكلام قولت مفيش قعاد لوحدك تاني 

قالت ياسمين بعناد : 

قولتلك لا ياصالح .....من دلوقتي مالكش دعوه بيا 

زفر صالح قائلا : بطلي عناد 

التفتت له بحده : انا عنيده .....امال انت ايه 

خفض عيناه باعتذار : قولتلك مكنتش اعرف انا اسف 

أغمضت عيناها ليتابع صالح برجاء. : 

ياسمين انا اعتذرت ليكي كتير وادي انتي شوفتي أن اللي حصل كان لعبه 

قالت بهجوم : وانت صدقتها مع أن انا مصدقتش عليك حاجه وفضلت اقول اعذار ليك 

قال صالح بحب : عشان انتي متأكدة اني بحبك 

هزت ياسمين راسها : لا عشان أنا بحبك بس انت عندك شكوك 

قال صالح بتبرير : انجرحت من كتر حبي ليكي وانا اهو قدامك بعتذر 

: متأخر 

قال صالح بدفاع عن نفسه : وانا كنت هعرف منين كل ده وانتي كنتي ساكته ومش عاوزة تقولي اي حاجه ..... 

قالت ياسمين بانفعال : وادي انت عرفت .....تفتكر حاجه هتتغير

قال صالح بثقه : كل حاجه هتتغير..... احنا هنتجوز 

بمجرد ما العده بتاعتك تخلص ...

: مين قال اني موافقه اتجوزك

تجاهل صالح رفضها ليقول بإصرار : ياسمين انا قولت 

العده بتاعتك تخلص وهنتجوز ولغايه الوقت ده هتكون مع بعض وهتكوني تحت عنيا وفي حمايتي 

تنهدت ياسمين برفض أن تنساق لدقات قلبها الذي سرعان ما نسي كل شيء ويريد الركض إليه : صالح مش هقدر 


امتلئت عيونها دموع وهي تعاتبه مجددا : انت جرحتني .....تقدر تقولي فرقت ايه عنه 

احتدت نظرات صالح لذكرها سيرة زياد ليهتف بانفعال : متجبيش سيرته 

نكست ياسمين راسها بأسي ليزفر صالح ويعود لهدوءه مجددا قائلا : اسف يا حبيتي 

رفعت عيناها ببطء إليه حينما نطق تلك الكلمه التي جعلت قلبها يهتف بعلو دقاته أنها تحبه 

مرر صالح يداه علي خصلات شعرها قائلا بحنان : 

اديني فرصه لغايه ما العده تخلص وانا هخليكي تسامحيني وتنسي كل حاجه .....  

.......

....

تفاجات تهاني بمهران يدخل الي الغرفه حيث جلست هي وابنتها لتقوم من جوار بسمه وتنظر له باستفهام ::

في ايه يامهران 

قال مهران وهو ينظر لها بغضب : انتي عارفه في ايه كويس ...

تظاهرت تهاني بالبراءه ولكن مهران لم يترك لها فرصه للحديث لتحتقن ملامحه بالغضب بينما يقول بتحذير : 

اسمعي يا مرات عمي.... انا كلمتك مرة واتنين بالحسني وانتي اهو نيتك بقت باينه .... عشان كدة خليني كمان أبين نيتي .....من هنا ورايح اللي هيفكر مش ينفذ بس يدوس لمراتي علي طرف هيقف قصادي انا. .....فهماني 

تركها وانصرف صافقا الباب خلفه بعنف لتنتفض بسمه بوجل وتسرع تحتضن امها بخوف هاتفه : ماما انا خايفه عليكي 

احتقن وجهه تهاني من تحذير مهران الغاضب ولكنها تظاهرت بالثبات وهي تؤكد لابنتها : متخافيش .....ويا انا يا البت دي في البيت  

بكت بسمه لتقول لوالدتها برجاء : ماما متعنليش حاجه عشاني.... خلاص انا اقتنعت أنه مش ليا ...

بلاش عشان عمي ميتضايقش منك 

قالت تهاني بتسويف : ماشي يا بسمه بس بطلي عياط 

ربتت علي كتف ابنتها وهي تنظر امامها بشرود بينما فهمت أن طريقتها يجب أن تتغير بعد أن وقف مهران بينها وبين فيروز .....!! 

........

دخل مهران الي الغرفه وهو يتنفس من فرط انفعاله بعد مواجهته مع تهاني لتغلق فيروز التلفاز وتنظر الي ملامح وجهه باستفهام ::

خير في حاجه 

هز رأسه وغير مجري الحديث قائلا : قفلتي ليه التلفزيون 

هزت كتفها : عادي عشان متضايقش

هز رأسه وربت علي كتفها بحنان : انا مش متضايق ...ومن هنا ورايح اعملي اللي تحبيه 

افلتت ابتسامه هادئه من بين شفاه فيروز ...فهو حنون وذو قلب طيب ويعاملها برفق وحنان كما كان يفعل ابيها ....!! 

دخل مهران للاستحمام وخرج بعد قليل بعد أن ارتدي ملابسه لتخفض فيروز عيناها بخجل بعد أن اختطف نظرها وتأملته قليلا وقد ارتدي تيشرت باللون الاسود أبرز عضلات ذراعيه وبنطال اسود أيضا وكانت أول مرة تراه بملابس كتلك أظهرته اصغر كثيرا من هيئته التي اعتادت رؤيته بها .....تسارعت دقات قلبها بقوة حينما جلس علي طرف الفراش بجوارها لتتزحزح الي طرف الفراش بخجل وكانت علي وشك أن تقوم لتسري القشعريرة بجسدها ما أن امسك مهران بذراعها : رايحه فين ؟!

تعلثمت ليقرأ مهران ملامح وجهها الخجول فيقول برفق : هو احنا مش اتفقنا يا ست البنات 

أومات وخفضت عيونها سريعا بينما تقول بصوت خافت : ماهو ....ماهو اصل 

نظر لها بصبر وهدوء لتتحدث لتقول فيروز : بصراحه انا مكسوفه ...اصلا انام ازاي جنبك 

افلتت ضحكه مهران الصاخبه علي حديثها الطفولي لتقطب جبينها وتنظر له بغضب : بتضحك علي ايه 

أوقف مهران ضحكته وهو رأسه : مش بضحك 

رفعت حاجبها : امال كنت بتعمل ايه ؟!

هز كتفه ببراءه : ولا حاجه 

عقدت حاجبيها وظلت تنظر له بغضب لتتجرأ يداه ويمررها علي جانب وجهها قائلا بصوت هاديء : خلاص ياست البنات بلاش التكشيرة دي ...

نظرت له ليبتسم مشجعا اياها أن تبتسم بينما يقول : عارف انك مكسوفه وده حاجه عاديه لازم تحسي بيها ومش هقولك انا سبع الرجال ومش فارق ...لا انا كمان ياستي اول مره انام جنب حد 

احمر وجهها وسرعان ما كاد ينفجر من الحمرة حينما شعرت بانفاسه القريبه منها بينما يتابع : ومش اي حد ....دي ست البنات 

عضت فيروز علي شفتيها سريعا بينما كللت الابتسامه وجهها الذي أشعت ملامحه من فرط الخجل لتداعب الابتسامه أوصال مهران الذي لا يصدق ما يعيشه من مشاعر وأحاسيس لأول مرة وكم كانت لذه اول تجربه 

جاءها صوته الهاديء متزامن مع يداه التي مدها الي جواره يغلق بها الانوار قائلا : احنا نطفي النور وننام من غير تفكير ....سيبي نفسك يافيروز ومتفكريش 

استسلمت فيروز لنبرته ولحديثه وكأنه ساحر عرف كيف يقودها .....

........

....


في الصباح .....أوقف جاسر سيارته اسفل عمل ماس كما يفعل دوما لتبتسم له ماس بسعه قبل أن يتفاجيء بها تميل عليه وتقبل وجنته وتقول بصوت يشع حب ....انا بحبك علي فكرة 

داعب شعرها ونظر في عيونها : وانا بموت فيكي علي فكرة .....بس ايه السبب 

هزت كتفها بينما بالفعل تجرأت وفعلت هذا بالطريق لتقول بعفويتها المعتادة : مش عارفه بس مبسوطه ....يعني حاسه انها قريبين لبعض الفترة دي ومتفاهمين وحاسه اني بحبك اوي اوي ومبسوطه معاك فقولت اعبر 

ضحك جاسر وعاد ليداعب خصلات شعرها مجددا وهو يقول : وهنبقي كدة علي طول يا حبيتي أن شاء الله

أومات له وعادت لتختطف قبله من وجنته قبل أن تفتح باب السيارة وتنزل ومعها تختطف قلبه الذي احتلته بكل ما فيه ؛ سلام 

اشار جاسر بها : سلام ياحياتي .....

قالت ماس وهي تغلق باب السيارة خلفها : 

كلمني قبل ما توصل بشويه عشان الحق انزل 

اوما لها لتتحرك خطوتين ولكنه ناداها : ماسه 

التفتت له بوجهها الجميل : نعم 

غمز لها بشقاوة : مفيش بوسه تانيه 

أومات ماس بخجل وهي تهمس : في ...بس لما نرجع البيت 

ضحك جاسر وأشار لها ثم تحرك بسيارته الي عمله ....

......... ..

....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

أدار مهاب رأسه للخلف يجذب حقيبته الجلديه السوداء الانيقه من مقعد سيارته الخلفي وهو يتظاهر أنه لم يري ما رآه قبل قليل لينزل من سيارته التي كانت متوقفه خلف سياره جاسر التي نزلت منها ماس قبل لحظات وخطت للداخل ليتبعها وهو يحاول عدم التفكير في ما رآه ......

تلك الفتاه التي تشع مرح وذكاء واناقه وجمال فطري وطيبه مزيج يجذبه دون ارادته لتجعله يفكر بها 

بينما حاول كثيرا الا ينساق وراء تفكيره وظن أنه نجح الايام الماضيه ولكن رؤيته لها تودع زوجها بتلك الطريقه التي تحمل حب وشقاوة ومرح جعلتها تعود لتراود عقله ربما بحنين الي زوجه تشاركه حياته بعد سنوات من الوحده جاءت بعد انفصال مرير .....زوجته كانت غير ماس تماما بالرغم من أنها تحمل نفس الذكاء وهذا ما جذبه الي ماس في البدايه ولكن حينما اقترب وجد أنهم مختلفين .....فزوجته السابقه كانت تسمح لعملها فقد أن يكون الاول بحياتها وكان هو علي الهامش ...كانت دوما طموحه ولكن طموحها كان يجعلها تراه دوما بلا إمكانيات ولا جموح بالنسبه لها ...كانت تضغط عليه وتراه مكتفي بالعمل فقط وليس الجد بالعمل وهو كان يريد نفسه شابا كأي شاب ..يعمل ويمرح ويحيا ويحب وليس للعمل أولوية مادام يؤدي عمله ولكنها لم تكن تري هذا ...تراه شخص كسول وظلت تقلل من شأنه وتركض خلف طموحها الزائد حتي وقع الانفصال ولم يعد يحتمل المزيد من تلك الحرب بينه وبين عملها 

وهاهي سافرت منذ فترة حيث واصلت الركض خلف اسمها المهني الذي كونته بمجال الأعمال وهو انهمك بالعمل بعد انفصالهم حتي ترقي في سن صغير وتقلد منصب عالي ولكنه لم يري متعه في الوصول ...فقط يشعر نفسه أصبح مثلها ...مجرد اله تعمل ولكن حينما رأي ماس بحماسها وطموحها المعتدل رأي كيف تكون المثاليه ..؟هاهي شابه صغيرة ....جميله ..لديها زوج واضح كم يحبها وهي تحبه ...تعمل باجتهاد ولكن ليس العمل فقط ....فهي تعمل لمتعه العمل وليس كأله مبرمجه فقط للعمل بلا مشاعر 

قامت سكرتيرته نهي سريعا فور دخوله قائله : صباح الخير مستر مهاب اطلب القهوة بتاعتك 

اوما لها دون قول شيء ليدخل الي مكتبه 

دخلت ماس بعد قليل بتردد الي نهي قائله : ممكن اقابل مستر مهاب 

قالت وهي وهي تنظر إلي حاسوبها : هو لسه واصل حالا اديني عشر دقائق اعرض عليه البوسته وبعدين هبلغه انك عاوزة تقابليه وهتصل بيكي 

أومات ماس : اوك .....

..........

....

بعد قليل دخلت ماس الي مكتب مهاب الذي فورخولها حدث نفسه بانتقاد .....كيف يبعدها وهي أمامه تتحدث بحماس وذكاء ممزوج بحلاوة البدايات..... ليجد ابتسامه خافته ترتسم علي شفتيه لاحظتها ماس وسرعان ماتوقفت عن الحديث تسأله بارتباك : مستر مهاب ...هو ...هو البرنامج مش عاجبك حضرتك 

هز رأسه بتأكيد : بالعكس 

قالت بصراحتها المعهوده : اصل حضرتك بتضحك 

اوما مهاب قائلا : اه ....عاجبني حماس البدايات 

نظرت له ماس بعدم فهم ليقول بشرح :

برنامجك رائع واحسن حاجه فيه أنه لسه مش متعكر بمشاكل الشغل 

عقدت ماس جبينها باستفهام : ازاي 

تنهد مهاب وبدأ يوضح لها : يعني ياستي انتي حاطه فترة سداد للمديونيات بنظره متفائله جدا....انا نفسي كنت هحطها قبل عشر سنين مثلا .....بس حاليا استحاله احط فتره زي دي ....لانك مع مفرمه الشغل هتلاقي أنك محتاجه شويه عشان تعيدي الجدوله لما تقربي وتشوفي مشاكل الشغل

هزت ماس كتفها بحيرة : جايز وجهه نظر حضرتك صح .....بس انا مش فاهمه فين الغلط اننا نكون متفائلين 

ابتسم مهاب لها بتشجيع : 

هتفهمي بالممارسة..... ده الي عاوز أقوله بس في كل الأحوال البرنامج رائع وانا موافق عليه وهنبدا نشتغل بيه 

اتسعت ابتسامتها قائله بعدم تصديق : بجد ...

اوما مهاب لها : بالتوفيق 

ابتسمت له وهي تجمع أوراقها : مرسي يا فندم 

اتجهت الي الباب ليوقفها مهاب وهو يخرج شيء من درج مكتبه : ماس استني لحظه 

ارتبكت ماس وهي تتذكر مغلف الشيكولاته لتدعي بسرها الايضعها بهذا الموقف مره اخري ليعتدل مهاب في جلسته بعد أن أخرج هذا المغلف ولكنه كان يحوي اوراق ليقول : ماس انا كنت هبعت لك 

نظرت له باستفهام : خير يافندم  

قال وهو يشير لها بأحد الاوراق : انا رشحتك لرئاسه القسم 

وقفت مكانها بعدم تصديق : انا 

اوما مهاب : اه 

قالت بعدم استيعاب لتلك الترقيه التي لم تتخيل الحصول عليها بهذا الوقت القصير : بس...بس ازاي انا اصلا معنديش خبره ولا كفوء 

هز مهاب رأسه : انا شايف فيكي كل مقومات اداره القسم وخلاص الترشيح ده تم وانتي في الإجازة اللي طولت اوي 

فهمت ماس تلميحه لتقول : كنت تعبانه 

اوما لها : المهم انك رجعتي وخلاص قرار الترشيح اتوافق عليه وانا حبيت ابلغك بنفسي ....اعتدل واقفا ومد يداه إليها قائلا بابتسامه رزينه : مبروك يا ماس 

ابتسمت ماس وكل دماءها تنتفض بعروقها بينما ماتزال غير مصدقه : الله يبارك في حضرتك .


بعد خروجها وقفت مكانها بينما مازالت لا تصدق حتي أنها ظلت واقفه مكانها لحظات طويله لا تستوعب لتركض الي أحد الأركان وتطلب رقم جاسر ....تريد أن يكون أول من يعلم بهذا الخبر بينما هي لا تسعها السعاده .....

شعرت بقليل من الاحباط بينما كانت تريده أن يتحدث معها ليزول ارتباكها ولكنه كان مشغول بأمر اخر 

عقد جاسر حاجبيه باستنكار : 

يعني ايه يافندم 

قال سياده اللواء حازم مدير جاسر : ايه يا جاسر انت مستغرب ليه ....انت عارف أن حركه التنقلات وارده جدا في شغلنا 

اوما جاسر قائلا بعدم اقتناع : وفي حدود علمي مفيش حركات قريب..... يبقي انا مقصود 

حاول حازم اخفاء الأمر بينما يقول : ليه بتقول كدة ياجاسر 

قال جاسر باحتدام : ده الي انا أفهمه من كلام سيادتك 

حاول الرجل تهدئه جاسر قائلا : ياجاسر انت ضابط كفء 

قاطعه جاسر بامتعاض : تقوم تنقلني يافندم 

خفض حازم رأسه قائلا : للاسف ياجاسر مش انا ...القرار جاي من فوق 

ضيق جاسر حاجبيه قائلا : يعني نقلي مقصود 

تنهد حازم قائلا : لغايه دلوقتي مفيش عندي معلومات مؤكده..... بس انا حبيت اتكلم معاك عشان يكون عندك علم ولو في مكان تحب ارشحه قولي عليه 

التوت شفاه جاسر بسخريه : يعني الفكره اني ابعد وخلاص 

قال حازم : جاسر ممكن تهدي ونتكلم بعدين ....انا بقولك عشان يكون عندك علم لما الحركه تتمضي 

اعتدل جاسر واقفا : تمام يافندم 

خرج من مكتب رئيسه بالعمل وهو لايري أمامه ....قرار نقل كهذا يصدر بلا سبب ...مستحيل 

امسك هاتفه ليري ماس اتصلت به ليعيد الاتصال بها 

: الو ماسه .... اتصلتي بيا .

قالت ماس بحماس : جاسر ....انا اترقيت 

ابتسم جاسر بوجوم : مبروك ياحبيتي 

قالت ماس بارتباك طفولي : انا مش مصدقه ومتوترة 

قال جاسر بحنان : ليه يا حياتي 

تراجعت ماس لتسأله : جاسر انت مال صوتك 

سحب نفس يخفي به ما يدور بعقله وهز رأسه قائلا : مفيش 

قالت ماس بإصرار : مالك بجد ....حد ضايقك 

هز رأسه وقد قرر الا يفسد عليها فرحتها بترقيتها : 

ابدا كنت في اجتماع ومرهق شويه 

قالت ماس بحماس : تحب اخد إذن ونروح 

اوما بسعاده بينما لا يريد إلا أن ينام بحضنها لينسي قليلا ما حدث : احب اوي 

ابتسمت له بينما قلبها شعر أنه بحاجه اليها ولم تتردد بتلبيه النداء. : تمام 


..........

....

تركت ماس حقيبتها علي الاريكه وبدأت باستبدال ملابسها لتقول لجاسر : 

حبيتي هجهز الغدا علي ما تاخد دوش وترتاح شويه 

اوما لها لتتجه الي المطبخ فيترك العنان لتنهيده ثقيله تغادر صدره الذي ضاق بتلك المشكله في عمله ..... نقل ومقصود ....

إذن ماذا حدث ؟!!! 

تمدد علي الفراش بارهاق ذهني بعد أن خرج من الاستحمام ليحاول اغماض عيناه وتناسي تلك المشكله مؤقتا ولكنه عجز فلم تمر بضع دقائق ووجد نفسه يفتح عيناه ويعتدل جالسا ومازال رأسه يعج بالافكار .....تعالي رنين هاتفه 

ليجد مي تتصل به 

: أيوة يا مي ....عامله ايه يا حبيتي ؟!

أجابت مي بصوت حزين : الحمد لله ...انت عامل ايه يا جاسر ؟!

: تمام 

: بقالي كتير مش بكلمك فقولت اسال عليك 

جذبت نبرتها الحزينه انتباهه ليسألها بجديه : مالك يا مي ....في حاجه حصلت ؟! 

بدأت مي بأخبار جاسر بمشكلتها مع مالك والتي نتج عنها مشكله اكبر مع أبيهم لتختم كلماتها بينما تقول 

بخبث : جاسر انا مش بقولك عشان تعمل مشكله بس انت اخويا وقولت احكي معاك عشان أنا مخنوقه وزعلانه أن بابا واخد موقف مني مع اني مظلومه .... انا مش زعلانه من ماس ابدا ياجاسر بس انت مصدق اني اقصد حاجه كدة 

هز جاسر رأسه بحيرة ولكنه نفي أن تكون تلك نيه أخته أو حتي نيه زوجته ليقول بدفاع عن كلتاهما : لا طبعا يامي ولا ماس هتكون فكرت كدة 

كذب علي نفسه بينما يتذكر كلام ماس وفكرتها بأن مي قصدت هذا وهاهو مالك يصل لنفس الاتهام .... تشير الدلائل أن لماس يد في اتهام مالك لمي ولكنه يرفض أن يصدق هذا ومع ذلك لا ينفك يتذكر كلام ماس ذلك اليوم والذي لا يريد أن يصدق أنها تحدثت في نفس الاحتمال مع أخيها مما ترتب عليه من مشكله بين أخته وزوجها ..... غلبه الشك ولأول مرة يفعلها ويمسك بهاتفها وينظر إليه بينما كانت ماس ما تزال بالمطبخ ....فتح قائمه الاتصال ليجد أنها 

لم تتصل بمالك مؤخرا واخر اتصال مع أخيها كان في ذلك اليوم 

يشفق علي أخته ويعرف أن زوجته أخبرته أنها بالفعل فكرت نفس الاحتمال بأن مي قصدت أن تكون رغده معه بنيه سيئه .....إذن من اين وصل الكلام لمالك ....هل هي صدفه ؟!!

تعالي نداء ماس من الخارج بعد أن انتهت من تجهيز الغداء : جاسر ..جسورة 

وضع جاسر الهاتف من يده سريعا ونظر الي ماس التي وقفت لدي باب الغرفه : ايه ياحبيبي بنادي عليك من بدري 

بدي عليه الشرود منذ عودته من عمله لتساله ماس بقلق : 

انت سرحان في ايه ياجاسر ....حاجه مضيقاك 

هز رأسه : لا ابدا 

أومات واتجهت لتجلس بين ذراعيه وتقول بدلال : كنت بقولك ايه رايك بكرة نعدي علي ماما عشان بقالي فترة مشوفتهاش 

قال جاسر باقتضاب وهو يربت علي كتفها : هنشوف بكرة 

داعبت وجنته بينما لاتعرف شيء عما يدور برأسه الذي يجاهد الا يضعها في تلك الخانه بأنها قصدت الايقاع بين أخته واخيها : وخلينا كمان نزور طنط ماجده عشان اونكل زيدان واحشني 

نظر لها جاسر بصمت لم تفهمه ماس التي بالفعل مثلت ضحيه بريئه ليس السيء فقط يتحد عليها جناح الشر لايقاعها بل الاسوء أنها لا تعلم شيء ....

وكم شعر جاسر بالضيق من نفسه لظنه بها ولكنه في الأساس ذهنه مشوش بسبب مشكله عمله .... ليعود مجددا يراجع حديث مي بذهنه بينما نفس الشكوك راودت ماس وصارحته بها عن قصد مي الايقاع بينهما وهاهي مي تشكو أن مالك وصل لنفس الفكره ....تنهد بضيق وغادر طاوله الطعام لتنظر ماس له بقلق فهو شارد ويبدو عليه الوجوم منذ أن عاد للمنزل 

: جاسر مالك ياحبيبي 

ربت علي يدها برفق قائلا : مفيش ياروحي 

نظرت إلي طبقه الذي تركه كما هو : انت مأكلتش 

: معلش ياروحي ماليش نفس 

: في حاجه مضيقاك 

هز رأسه : لا ابدا ....كملي أكلك وانا هدخل انام شويه 

أومات له لتجمع الاطباق وتقف تنظف الطاوله وبرأسها انطلقت الآلاف الأفكار ومن بينهم فكره استبعدتها تماما وهي أن سبب ضيقه هو ترقيتها لتهز راسها برفض .... اكيد لا ...! 

......

.دخلت ماجده الي غرفه ابنتها التي أغلقت الهاتف لتوها لتسألها : كنتي بتكلمي مين يامي ؟!

قالت مي بعدم اكتراث : جاسر 

وقفت ماجده تنظر لها باستفهام لتلك النظرة السعيده بعيونها : بتكلميه ليه ؟!

هزت مي كتفها وقالت بابتسامه واثقه : قولتله

اتسعت عيون ماجده بصدمه من تصرفات ابنتها لتهدر بم تصديق : قولتي له ايه ....انتي هتجننيني ....  مش كفايه نفدتي من تحت ايد ابوكي امبارح بالعافيه 

هزت كتفها بعدم اكتراث : اهو بقي ياماما فكرت أنه لازم يعرف بعمايل الهانم مراته 

زفرت ماجده بغضب : اخربي الدنيا كمان يامي .....

نظرت لها مي ببرود : وهي تطلع في دماغ اخوها الفكره ويتخانق معايا وفي الاخر تنام في حضن اخويا ولا كأنها عملت حاجه 

احتدت نظرات ماجده قائله : وهي فعلا عملت حاجه 

التفتت مي الي امها : قصدك ايه يا ماما .....انتي كمان شايفه اني بفتري عليها ؟!

هتفت ماجده بامتعاض : انا مش شايفه حاجه غير انك بتخربي الدنيا .....نظرت لها وتابعت بتوبيخ : عاجبك قعدتك دي 

قالت ببرود :  مالها قاعدتي 

قالت ماجده بغيظ : اهو سبتي بيتك ومالك ولا هيفكر يلم الموضوع ويرجعك طالما انتي مش ساكته ومصممه تكبري الموضوع 

قالت بثقه : مالك هيرجعني 

قالت ماجده بسخريه : وايه اللي مخليكب واثقه اوي كده ؟!

قالت مي بابتسامه واسعه :  عشان أنا حامل 

نظرت ماجده لحظه بعدم تصديق لتهز مي راسها بينما ازدادت ثقتها بنفسها وبأن مالك سيعيدها إليه حينما علمت أنها حامل هذا الصباح وهاهي ماس تلك الخبيثه من ستنال كل اللوم 

جلست ماجده بجوار مي وقالت بنصيحه : مي اسمعي كلامي .....  طلعي مرات اخوكي من دماغك عشان حياتك تمشي وتربي عيالك وسط ابوهم 

قالت مي ببرود :  لما تطلعني هي من دماغها 

هتفت ماجده بدفاع عن ماس بينما بالفعل لم تري منها شيء سيء : هي جت جنبك 

نظرت مي بغيظ الي والدتها : مش واخده بالك ياماما أنك بتدافعي عنها زيهم 

قالت ماجده بإقرار : عشان مشفتش منها حاجه وحشه 

هتفت مي بغيظ فهاهي والدتها تنضم الي ركاب معجبين ماس :  قولتلك أنها سوسه

هزت ماجده راسها : حتي لو سوسه هي اذكي منك والدليل ان اللي باين العكس وكلهم بقوا شايفين انك انتي اللي بتعملي المشاكل حتي جوزك يبقي تهدي بقي وتلمي هدومك ويلا هخلي ابوكي يرجعك بيتك وحسك عينك تتكلمي في أي حاجه مع مالك 

............

....

استيقظ جاسر قبيل المغرب بمزاج عكر ليجذب علبه سجائرة من جواره ويدخن أحدها 

دخلت ماس إليه حينما شعرت باستيقاظه ؛ صحيت ياحبيبي 

اوما لها لتقول وهي تفتح الانوار : تحب اعملك حاجه تشربها أو تأكلها 

اوما لها قائلا : اعملي ليا قهوه ياماس لو سمحتي 

خرج بعد قليل ليجلس بغرفه المعيشه وسرعان ما كانت ماس تضع القهوة أمامه : 

جاسر مالك ..... حاجه مضيقاك 

هز رأسه لتتابع وهي تنظر إلي ملامح وجهه : حاسه انك متغير

هز رأسه : ابدا يا حبيتي 

أومات له لينهي قهوته قائلا : انا هنزل شويه 

نظرت له باستفهام : هتروح فين ؟!

هز كتفه : هروح اقعد مع بابا شويه عشان زهقان 

أومات له قائله : جاسر انا كمان زهقانه خلينا نروح لماما وبعدين نروح لباباك

هز رأسه قائلا : معلش ياماسه خليها يوم تاني 

أومات له دون جدال ليتنهد قائلا بينما لم يرد أن يحزنها : طيب قومي البسي .

........

...

عقد زيدان حاجبيه حينما وجد مي تأخذ ابنها 

: رايحه فين ؟!

قالت مي : مروحه 

قال زيدان بحزم : لا 

نظرت ماجده له بعدم فهم : لا ايه يازيدان ......في ايه البنت راجعه بيتها 

قال زيدان بنبره قاطعه وهو يعود بنظره الي الكتاب الذي يقرأ به : انا قولت لا ....مفيش خروج من هنا 

عقدت مي حاجبيها بعدم فهم وكذلك فعلت ماجده التي سألته : في ايه يا زيدان مش تفهمنا 

قال زيدان بضيق وهو يغلق الكتاب ويضعه بجواره : مي مش هترجع بيتها الا لما اقعد مع جوزها وافهم منه كل حاجه وأشوف ايه اللي وصلهم للمرحله دي 

نظر إلي مي باستنكار وتابع : خلينا نشوف اد ايه بنتك ضحيه ...!! 

..........

....

اخذها الي والدتها وجلسا قليلا مع اهلها ثم اصطحبها الي منزل أهله بينما غاب عنه وجود مي هناك وكل ما كان يريده هو الحديث مع أبيه في مشكلته المتعلقه بالعمل 

فتحت ماجده لهم الباب بالترحاب لتتفاجيء ماس بوجود مي وهذا ما لاحظه جاسر ليتأكد دفاعه عنها انها بالأساس لاتعرف بالمشكله بينها وبين أخيها وهذا واضح للجميع بينما كانت تتصرف وتتحدث بعفويه 

بعد قليل من جلوسهم اختلي بابيه ليتحدث معه بمشكله العمل ثم بمشكله مي ليقول زيدان بحزم : جاسر خليك في حياتك وسيب ليا موضوع مي انا هحل الموضوع 

قال جاسر بتشتت : انا حاليا مشغول باللي حصل في شغلي ....انت عارف معناه ايه يابابا في يوم وليله اسيب حياتي واتنقل ومش بس كده ادي مي كمان في مشكله وبتقول أن مراتي سبب فيها 

تنهد زان قائلا : اهدي ياجاسر وسيبها علي الله 

اهم حاجه خليك في نفسك واعرف انك لازم تفصل بين علاقتك بمراتك واختك 

قال جاسر بتوضيح لأبيه : ماس ملهاش ذنب في الموضوع ده يا بابا 

اوما زيدان بثقه : عارف واصلا ماس متعملش كدة

رفع جاي  حاجبه بعدم استيعاب لتصرف أخته : يعني مي بتألف

هز أبيه كتفه هو الآخر بضيق ليقول : مش عارف ايه اللي حصل لها ....اختك اتغيرت وبقت واحده تانيه 

قاطع حديثهم صوت ماس المرح التي قالت بينما سمعت اخر جمله فقط من حديثهم  :  هي مين دي يااونكل اللي اتغيرت 

ضحك زيدان وأشار لها حيث وقفت لدي باب الشرفه : حبيبه اونكل.... تعالي 

قالت ماس بمرح وهي تجلس بجوار جاسر علي أحد المقاعد : لقيتكم قاعدين سر سر قولت اتحشر

ضحك كلاهما بينما نجحت ماس بعفويتها بتغير مزاج جاسر السيء لتنظر ماس الي زيدان قائله بشقاوة : قولي ياحضره الضابط الكبير .....عرفت حضرة الضابط الصغنن متضايق من ايه  

قال زيدان بحب وهو ينظر إلي جمال روح زوجه ابنه : حضرة الضابط الصغنن مش متضايق طول ما في ماسه حلوة منورة حياته 

اتسعت ابتسامه ماس واحمرار وجنتيها بينما تقول بشقاوة : ايه الكلام الجامد ده يااونكل 

اشار جاسر له ضاحكا : ايه ياسيادة اللواء خف شويه ....مش هعرف اجاريك انا كدة 

ضحك زيدان قائلا :  ماهو انا الضابط الكبير بقي 

قالت ماس بمشاكسه  : بصراحه يااونكل لو كنت صغير شويه كنت اتجوزتك بدل جاسر 

رفع جاسر حاجبه بغيرة قائلا :  بقي كدة

أومات له بمرح : امال ..اينعم انت نسخه من اونكل بس الاصل احلي  ...أشارت إلي حماها قائله : شوف هاديء وراسي ووسيم ازاي 

ضحك زيدان حينما جذب جاسر وجه ماس برقه إليه قائلا بغيره : ولما بابا كل ده انا ايه 

احمرت وجنه ماس ولكنها قالت بإعجاب عفوي : انت حبيبي اللي مش بشوف غيره 

احتقن وجه جاسر بقليل من الخجل ليشير زيدان له بعلامه النصر : اهو يا حضرة الضابط الصغير اخدت كل الكلام الحلو 

غمزت له ماس بشقاوة : انت الأساس يا اونكل ..خفضت صوتها وتابعت بمشاكسه : بس ابنك بيغير من الهوا 

ضحك الجميع ليستدرك جاسر قائلا :  بابا صحيح... بارك لماس أصلها اترقت النهارده 

اتسعت ابتسامه زيدان : بجد ....مبروك ياماسه 

كدة بقي لينا ضهر في وزاره الماليه 

ضحكت ماس : مش اوي يا اونكل.. انا لسه حاجه صغيرة  اد كدة 

قال زيدان بتشجيع : بكرة تكبري وتبقي مديرة البنك 

رفعت ماس حاجبيها : مديرة البنك مرة واحده 

هز زيدان راسه : وليه لا ....خلي عندك طموح 

وضع يده علي ساق جاسر بتشجيع وتابع بحكمه ومغزي موجه لجاسر : ياما بنقابل عقبات طول حياتنا وشغلنا والبني ادم لازم ميقفش قدام اي عقبه ويكمل ويتعلم من وقعته  

كان كلامه موجه لجاسر الذي فهمه وحاول أن يتفهمه وان لا يعتبر قرار نقله نهايه العالم ...!!


همست مي بكيد واضح الي ماجده : سامعه يا ماما قاعدين في البلكونه ضحك وهزار ازاي ولا كأنها عامله حاجه 

أشارت لها ماجده بتحذير : انا قولتلك ايه ...مش قولت طبعا من دماغك 

زفرت مي بحنق : اطلعها ازاي ياماما ....دي قاصده تحرق دمي 

التفتت لها ماجده لتتابع مي بإقناع : طيب لو هي طيبه ومش قاصده تقدري تقوليلي ايه اللي جابها مع جاسر دلوقتي مخصوص الا لو مش عشان تغيظني وتوريني اد ايه هي وجاسر مبسوطين ....لا وكمان بابا بيضحك ويتكلم معاها وانا مش بيرد عليا 

ها ياماما ردي عليا ...كلامي صح ولا غلط 

زفرت ماجده باختناق بينما لم تعد تدري من منهم الجاني ومن الضحيه لتقول بحزم : ولا غلط ولا صح .....كلها ساعه وتمشي استحمليها بالطول ولا بالعرض عشان حياتك مع مالك .....ولا ناسيه أن ابوكي كلمه وزمانه جاي 

نظرت مي لماجده بغيظ لتتابع ماجده : اسمعي كلامي ....لو فتحتي الموضوع دلوقتي الدنيا هتولع 

ومش في مصلحتك ابدا ان مالك يجي واخته هنا ...لمي الدور يامي ...اصلا انا مش عارفه ابوكي ناوي علي ايه بكلامه مع مالك 

قالت مي بثقه وهي تضع يدها علي بطنها : مفيش حاجه هتحصل ...انا دلوقتي هقول لبابا علي موضوع حملي وطبعا هو مش هيعمل مشكله ويزعلني ويقول كلمتين لمالك وخلاص 

نظرت لها ماجده واشاحت بوجهها متبرطمه : نفسي اعرف جايبه الثقه دي منين 

تجاهلت مي حديث والدتها وعادت لتستمع بغيظ الي جلسه ابيها وجاسر وماس التي املتئت بالضحك والمرح ....

بعد قليل نادت ماجده عليهم : زيدان ....جاسر ..ماس يلا انا جهزت العشا 

دخلوا جميعا ليقول جاسر باعتذار : لا ياماما بالهنا والشفا انتوا ...احنا هنروح 

هزت ماجده راسها : تروحوا من غير هذا ازاي 

قال جاسر وهو يحيط كتف كاس بذراعه : مش جعانين ...اتغدينا متأخر 

حاولت ماجده ولكن جاسر أصر ....لتقول مي سريعا : عندي ليكم خبر حلو 

نظروا لها لتقول : ادم جاي له أخ أو أخت 

ابتسمت ماس بحماس وهنئتها : مبروك يا مي،

قالت مي بكيد : عقبالك 

تغيرت ملامح ماس للحظه ونظرت الي جاسر بينما تابعت مي : صحيح يا ماسه ...انتي اتاخرتي شويه في الحمل ما تشوفي دكتور  

زفر جاسر بغضب من أخته التي لا تتنازل ولو للحظه عن دور الساحره الشريرة ليقول بانتقاد واضح : وانتي مالك يامي 

استهجنت ملامح مي لتتدخل ماجده التي لاحظت نظرات زيدان الغير راضيه لابنته خاصه وقد رأي ملامح الحزن تكسو وجه ماس بعد أن كانت تضحك معه قبل قليل : مش قصدها ياحبيبي ....ضحكت بمجامله وهي تربت علي كتف ماس : معلش يا حبيتي انتي عارفه مي حشريه شويه ....بكرة ربنا يكرمكم قريب ان شاء الله 

هزت ماس راسها بمجامله لوالدته بينما امسك جاسر بيدها واتجه الي الباب قائلا باقتضاب : سلام عليكم 

ما أن أغلق جاسر الباب خلفه هو وزوجته حتي التفتت ماجده الي مي بتوبيخ سابقه زيدان : انتي مفيش فايده فيكي 

قالت مي ببراءه مزيفه : الله وانا عملت ايه ....انا كان كلامي خير

نظر لها زيدان بحنق دون قول شيء بينما يتوعد لها وبالفعل دقائق وتعالي رنين الجرس ليصل مالك ....

...........

...

دخل صالح الي منزله ليجد.صوت أبيه الذي وقف بمنتصف البهو يسأله : كنت فين ؟!

صمت صالح ليكرر رافت باحتداد اكبر :  بسألك كنت فين؟! 

قال صالح ببرود : مكان مكان ما كنت 

احتقن وجهه رافت بالغضب ليلتفت له صالح باتهام واضح : طول الوقت ده مفهمني أنها غدرت بيا وفي الاخر تطلع لعبه منك 

عقد رافت حاجبيه باستفهام : لعبه ايه!؟!

انفجر صالح بغضب : اللعبه اللي لعبتها عليا وعليها عشان تفرقنا ....ليه مقولتليش انها جت وحاولت تتكلم معايا 

انصدمت ملامح رأفت ..انت بتقول ايه ؟!

نظر له صالح بغضب : بقول اني عرفت الحقيقه 

احتدت ملامح رأفت ليقول بسخط : حقيقه ايه اللي جاي تتكلم عنها و ضحكت عليك بيها بنت الحرامي اللي استغفلتك وبلغت عنك وسايب الكارثه اللي حصلت 

نظر صالح لأبيه لحظه قبل أن يتابع بغضب : مها اختفت من وقت ما كانت هنا اخر مره  

استنكرت ملامح صالح : نعم 

نظر له رافت بغضب : اللي سمعته..... من وقت ما خرجت من عندك و محدش يعرف عنها حاجه والدنيا مقلوبه وانت جاي تحاسبني  !!


.....

.......


نظر مهران الي شاشه الحاسوب حيث أخذت فيروز تشير الي أحدي الزوايا بشرح مستفيض عن طريقه تصميم الكادر نابع من طبيعه دراستها بينما تراه يستمع لها باهتمام ولكن لحظات وقاطعهم رنين هاتفه ليجيب عليه وسرعان ما ينتفض من مكانه : انا جاي حالا 

قالت بقلق : في ايه ؟! 

أخبرها وهو يجذب عباءته : بنت الباشمهندس رياض مش لاقينها 

قالت باستفهام : خطيبه صاحبك 

اوما لها قائلا : انا كدة احتمال اتاخر

أومات له ' ماشي بس ابقي طمني 

اوما لها بابتسامه وانصرف سريعا ليقابل صالح الذي أخبره بما حدث بينما يؤكد الجميع اختفائها

..........


.....

اخبر مالك زيدان بماحدث بينما جلست مي وماجده بصمت كما أمرهم زيدان  ....ليختم مالك حديثه  : حضرتك متخيل أن ازاي بحسبه بسيطه فهمت أن مراتي بتحط واحده تانيه في طريق جوز اختي عشان تخرب بيتها اللي هو بيت اخوها اصلا .....ازاي اعيش مع واحده بالقلب ده 

انا مش بدافع عن ماس عشان اختي بس لا عشان أنا شايف اد ايه مي في ضهرها بتكرهها 

اوما زيدان بخجل من سلوك ابنته قائلا :  عندك حق يا ابني وانا مقدرش افتح بقي بكلمه ولا اراجعك

هزت مي راسها باستنكار : يعني انت مصدق يا بابا .....نظرت إلي مالك برفض : انت يا مالك مصدق اني كده 

قال مالك وهو يهز كتفه : عندك دليل انك مش قاصده 

حاولت مش الدفاع عن نفسها لتتفاجيء بزيدان ينهرها : اخرسي 

نظرت مي الي ابيها بعدم تصديق ليعتدل زيدان واقفا ويقول لمالك : انت كده عداك العيب يا ابني وبنتي كدة تلزمني 

نظر مالك الي زيدان الذي تابع بحزم :  مالك ياابني النسب اللي بينا في عشرة احسن منه وانا مشفتش من عيلتكم الا كل خير وعشان كدة هسيب ليك فرصه تاخد فيها قرارك....لو عاوز تطلقها انا معاك ونخرج بالمعروف 

هتفت  ماجده بعدم تصديق :  زيدان انت بتقول ايه 

هتف فيها زيدان بغضب : اسكتي ومتدخليش 

املتئت عيون مي بالدموع غير مصدقه قرار ابيها ولا ينكر مالك أنه الاخر تفاجيء بهذا القرار ليتابع زيدان اخر كلماته : وكمان يا ابني انت مالكش ذنب تتحرم من ابنك لو عاوز يكون معاك أنا موافق 

انخلع قلب مي من مكانه بينما بلحظه انهدم منزلها وفقدت ابنها و زوجها 

لتصرخ ببكاء : بابا انت عاوز تاخد ابني مني وكمان تخلي مالك يطلقني ....انا عملت ايه لكل ده 

قال زيدان بغضب :  اسالي نفسك ....

جذبها زيدان من ذراعها يعنفها ليقف مالك مكانه لحظه قبل أن تتحرك الدماء في عروقه فهي مهما كان زوجته ليجد نفسه بفطره عفويه يقف حائلا بينها وبين ابيها ويوقفها خلف ظهره بحمايه قائلا : خلاص ياعمي 

بكت مي بقهر وتمسكت به ليفرك زيدان وجهه بعصبيه بينما يقول مالك : عمي مي مراتي وانا وهي هنحل مشاكلنا مع بعض ....!!

نظر زيدان إليه بفخر بالرغم من خجله من أفعال ابنته إلا أن رجوله مالك الزائده جعلته يكبر بنظره أكثر ولا يرد له كلمه لتقف ماجده مكانها بعدم تصديق بينما لم تتوقع ابدا رد فعل مالك ....!!

.........

....


جلس زياد يدخن سيجارته الملفوفه وهو في انتظار تلك المكالمه التي اتت له بعد قليل 

ليجيب زياد علي هاتفه ليأتيه صوت الطرف الآخر : تمام يا زياد بيه .....فكيت فرامل عربيته .

نفخ زياد دخان سيجارته بانتشاء قائلا : تمام...اختفي انت 


........

حاولت ماس طوال الطريق اخفاء ملامح الحزن من عيونها بسبب كلمات مي ولكن ما أن دخل جاسر للاستحمام حتي تركت لنفسها العنان لتشعر بالحزن وتجد نفسها بعفويه تفتح هاتفها وتقرا عن تأخر الحمل 

فرك جاسر رأسه بالمنشفه بضيق بينما تبخرت كل أفكاره عن مشكله عمله حينما خرج ووجد ماس جالسه واجمه ليجلس بجوارها وينظر الي يدها اليت وضعت بها هاتفها بينما تحسب بعض الأيام 

من داخل قلبه حزن من أجلها فكلمات أخته ضايقتها وهي حاولت الا تجعله يشعر بهذا ولكن هاهي تفكر بموضوع تأخر حملها ...أسرعت ماس تخفي ما كانت تقرأه حينما جلس جاسر بجوارها لترسم ابتسامه فوق شفتيها قائله : تحب اجهزلك العشا يا حبيبي

هز رأسه قائلا بمشاكسه قصدها ليغير من حزن مزاجها : كنتي بتحسبي ايه ياماسه

هزت كتفها : مفيش ...

ضحك جاسر واحاطها بذراعه قائلا وهو يميل فوقها : ياقلبي البيبي مش بيجي بالحساب 

نظرت له بعفويه: امال بيجي ازاي 

قال جاسر بخبث وهو يقترب من شفتيها : بيجي كده 

أمضت ماس الليله بين ذراعي جاسر الذي أراد أن يبعد عنها أي حزن وبالفعل كان حنون مراعي ومحب لها وها قد اتي الصباح ليستيقظ علي صوت ماس التي جلست بجواره تداعبه :: جسور اصحي انت هتتاخر علي الشغل 

عادت له سحابه الضيق من ذكرها العمل ليقول وهو يلتفت لها :  

لا ياحياتي انا اجازة النهارده ....جهزي نفسك وانا هقوم اوصلك الشغل وارجع 

عقدت ماس حاجبيها : إجازة ليه ؟!

هز كتفه : 

عادي 

أومات له : طيب هقعد انا كمان معاك 

هز رأسه : يا روحي شوفي شغلك 

قالت بتردد : يعني مش متضايق 

هز رأسه : لا لما تلبسي قوليلي اقوم اوصلك 

هزت راسها قائله : لا متتعبش نفسك هروح انا 

نظر لها : هتعرفي تسوقي لوحدك 

أومات له بحماس : طبعا 

قال بتحذير : ماشي بس  سوقي بالراحه وطمنينني عليكي 

أومات بابتسامه : حاضر 

ركضت ترتدي ملابسها ووقفت تعد حقيبتها لتعود تجلس بجواره توقظه : 

جسورة 

التفت لها ::نعم ياروحي 

قالت بتردد ::ما تجيب ٢٠٠جنيه عشان أنا مفلسه 

ضحك جاسر قائلا : ٢٠٠ بس 

هزت كتفها بمرح : والله انت وذوقك 

داعب شعرها بحنان : خدي اللي انتي عاوزه من جيبي ياحبيتي وبعد كدة خدي من غير ما تطلبي 

قبلت ماس وجنته قائله : مرسي يا حبيبي لما اقبض هرجعهم 

ضربها بخفه علي مؤخرة راسها :  بس يابت 

فتحت حافظته لتأخذ منها بضع ورقات ماليه وضعتهم بحقيبتها ثم ترددت قبل أن تناديه مجددا 

::جسورة

التفت جاسر لها بينما هرب النعاس من عيناه :  نعم 

قالت بتردد : ما تجيب مفتاح عربيتك 

اتسعت عيناه وهو ينظر  لها لتهز راسها برجاء ....بليز ياجسورة ....انا مديرة وعاوزة اروح بعربيتك 

لم يخذلها جاسر بعد أن فكر للحظه ليعطيها مفتاح سيارته من جواره قائلا : خدي.... بس سوقي بالراحه 

قالت وهي تنقض عليه تحتضنه : حاضر. ....مرسي يا حبيبي ...انا بحبك اوي 

ابتسم لها وقبل طرق شفتيها : طمنيني اول ما توصلي وسوقي بالراحه 

أومات له وجذبت حقيبتها وغادرت ليعتدل جاسر جالسا ويتصل بمهران 

.........

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !