حكايه عمر الفصل السابع والاربعون جزء تاني

4


 

الفصل السابق

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظرت وسيله بوجل الي عضلات ظهر عمر التي أوضحت مدي تشنجها بعد أن قام من فوقها وأخذ لحظه جالسا علي طرف الفراش يوليها ظهره ليستجمع نفسه وساعده هذا الغضب الشديد من شعوره برفضها لاقترابه علي نفض تلك الرغبه التي تشعشعت بعروقه تجاهها ...فتحت فمها لتقول شيء ولكن خانتها الكلمات لتزم شفتيها وتبقي مكانها تنظر إلي ظهره ودون إرادتها يندلع ذلك الصوت المؤنب لها أن تسببت في جرح له لتفرك يدها لعلها تخفف من وطأه تأنيب نفسها وتخبرها أنها لم تفعل شيء إلا أنها انصاعت لما شعرت به بتلك اللحظه فلا يجب أن تكون دوما شاعره بما يشعر بها لتعيد كلمات سيف بداخل عقلها وتفكر أنه محق فلا يجب أن تأتي رغبات عمر في المقدمه وليتها المقدمه فقط فرغباته هي كل شيء ودوما عليها الطاعه وبتلك اللحظات لم تشعر بداخلها بأي رغبه في الطاعه فقط أرادت أن تعبر عن رفض شعرت به فلماذا لا يشعر هو مره برغبتها ؟!

..... رفعت عيناها تجاهه بينما اخذ ملابسه يرتديها ومازال لا ينظر إليها ليخرج من الغرفه بغضون دقيقه ويتركها وحدها في هذا الشتات ....شعرت أنها اغضبته وجرحته وكان هذا أول شعور نجح صمته ومغادرته في توليده بداخلها ولكن تلك المره امتزج معه شعور اخر بأنها لم تفعل شيء ....أنها فقط كانت تشعر بالغضب منه ولم تشعر بالرغبة في مبادلته حبه وهي غاضبه منه فلماذا لا يفهم هذا ...ربما لأنها لم تقول ...؟!

سحبت نفس عميق وهي تخرج من الغرفه بعد أن ارتدت ملابسها لتبحث عنه بعيناها ....كان واقف لدي السور الحديدي بمقدمه اليخت يتطلع الي امواج البحر الغاضبه بينما تتلاطم خلف بعضها بصورة جعلته يراها غاضبه مثله تماما من هذا الرفض الذي استشعره منها لاول مره !

نادت اسمه وهي تتجه ناحيته : عمر 

لم يلتفت إليها بل ظل علي وقفته وصمته 

الذي انهي الجوله لصالحه بجداره ليتركها مكانها كالعاده في مهب رياح تنقضاته الغير منطقيه 

التفت علي صوت سيف الذي قال بهدوء : صباح الخير 

: صباح النور 

نظر إلي ملامح وجهها ليسألها برفق : مالك يا وسيله 

هزت كتفها وخفضت عيناها قائله : ابدا 

لم يصر عليها ليسألها : هو عمر نايم لسه ...؟!

لم تقل شيء ليقول برفق : طيب يلا صحيه تينا جهزت الفطار 

تعالي صوت تينا بتلك اللحظه من خلفهم بينما وضعو بعض الأطباق علي تلك الطاوله الممتده علي ظهر اليخت : مش هتساعدني يا سيفو 

قال سيف بمرح وهو يتجه خلفها : هساعدك طبعا ياقلب سيفو 

أبعدت عيناها وزجرت نفسها من تلك المقارنه التي عقدتها بين علاقتها بعمر وعلاقه اخيه بزوجته 

لاتغار من تلك العلاقه الجميله بين أخيه وزوجته ولكنها أصبحت تري أن هناك أشياء مفقوده في علاقتها بعمر 

لم تري أنه لائق بها المقارنه لذا توقفت حتي عن التفكير فيما ينقص علاقتهم وكالعاده يجد دوما ما يشغلها فهاهي مشغوله بهذا الجفاء بينهم والذي كالعاده أقنعها أنها السبب فيه بينما بقي في صمته وتجنبه لها طوال طريق عودتهم بعد ان انهي تلك الرحله بعد تناولهم الأفطار ولم تفلح محاولات سيف بأثناءه عن الرحيل ..!

لتظل طوال ذلك الطريق الطويل لا تتوقف عن التنفس بتوتر وهي بجواره تشعر بأنه كبئر عميق لا يكشف عن داخله بصمته الذي وجهه له كعقاب أصبحت تألفه ...!

بنفس الصمت كان يشير لها أن تنتظره في السيارة بينما انهي حجزهم بالفندق وعاد لينطلق بها في طريق آخر طويل زاده طولا ذلك التوتر الذي شحن الأجواء بينهم والذي ضاقت به لتحاول أن تتحدث ولكن صمته لم يجعل لحديثها صدي وهو يخرج بتلك النبره التي كانت أقرب الي اعتذار من مناقشه بينهم بما حدث كان من المفترض أن تكون الصواب وليس اعتذار منها بينما لم تفعل شيء 

لتقول بخفوت واعتذار : عمر أنا مكنش قصدي اضايقك انا بس غصب عني كنت متضايقه من اللي حصل 

التفت لها بحده وضيق عيناه بتساؤل خدعها : وهو ايه الي حصل ؟!

فكرت يدها وهي تحاول استجماع كلماتها وهو يحصرها بثبات افتقرت له : يعني اللي حصل بينا الصبح و...

هز كتفه ببرود يقاطعها : وايه....؟! ايه اللي حصل ... ايه اللي حصل ضايقك زي ما بتقولي ...مراتي وحبيت نعيش مع بعض حاجه برا الروتين ...زجرها وهو ينهي استنكاره بينما ساعدته نبرتها الخافته علي الشعور بأنه محق : ده اللي ضايقك ! 

ابتلعت ونظرت إليه بتعلثم بينما حينما يصوغ الأمر بتلك الطريقه تشعرها أنها المخطاه 

: يعني مش عارفه بس حسيت اني ...اني 

هتف بها عمر باحتدام : حسيتي انك مش عاوزاني

هزت راسها مبرره : لا مش قصدي

هتف بحده : امال ايه قصدك باللي عملتيه ...واضح اصلا انك مكنتيش عاوزاني اقرب منك من غير ماتقولي 

بيأس حاولت أن تفهمه أنها لم تتقبل أن يرضي رغبته بها دون اختيار وقت أو مكان مناسب : 

ياعمر افهمني 

هتف بها بحزم : مش محتاج افهم حاجه ....كل حاجه فهمتها خلاص ! 

...........

....


نظرت ناديه الي ايهم بترقب بينما لا تتوقف أناملها عن تلك اللمسات الرقيقه فوق يده لتحرك مشاعره ليبقي ايهم يتطلع إليها لحظات قبل أن يسحب يده من أسفل يدها ويشيح بوجهه تجاه النافذه هاتفا باقتضاب : قومي من هنا !

ابتلعت ناديه ونظرت له هامسه برقه : ايهم 

لم يدعها تنطق شيء آخر ليلتفت إليها بنفس ملامحه الصارمه التي اعتادتها وكان الجديد هو ذلك الهدوء الذي استقبلها به وشجعها لتجده مجرد هدوء زائف لحظي أو ربما فضول منه لا ينكر أنه أراد به اختبار نفسه أن كانت ستميل لنفس طريقه السابق ام أن قراره بأن ماحدث انتهي ولن يعود إليه قرار لا يقبل الجدل ليجد أنه بالفعل لايريد اي شيء يذكره بذلك الماضي السري المليء بالخطايا 

: قومي من هنا ومتنسيش تحذيري اللي قولته قبل كده ..مش عاوز اشوفك في أي مكان انا فيه !

..........

....

أسندت وسيله راسها الي النافذه بجوارها بينما جعل الغروب احساسها بالضيق يزداد بينما مر الطريق بثقل شديد في هذا الصمت الذي عاد ليخيم عليهم

رفعت راسها ونظرت الي رنين هذا الهاتف لينظر عمر بطرف عيناه الي حقيبتها التي فتحتها وأخرجت منها هاتفها الذي يرن وكأن نظرته كافيه لتخبره دون أن يسأل عمن يتصل ...مررت وسيله طرف لسانها علي شفتيها وهي تنظر إليه قائله بخفوت : ده سيف !

اخفي عمر ذلك الغضب الذي تدفق بعروقه بينما لم يكن حاضرا وهي تعطي رقم هاتفها لأخيه لتتراجع وسيله للخلف بوجل حينما جذب عمر الهاتف من يدها ووضعه أمامه علي تابلوه السيارة واجاب وهو يفتح مكبر الصوت 

: وسيله عامله ايه ؟!

قالت وسيله من بين أنفاسها التي بدأت تتسارع بإحساس خفي انها فعلت شيء آخر يغضبه : الحمد لله 

قال سيف ببساطه : لما لقيتك مبعتيش اللي سألتك عنه بخصوص موضوع جدتك قولت اتصل افكرك....نسيتي ولا ايه 

توترت انفاس وسيله أكثر بسبب ذلك التوتر الذي بدي واضحا علي قبضه عمر التي اعتصر بها المقود وهو يكتشف شيء بينها وبين أخيه تخفيه عنه 

ليخرج صوت وسيله محمل بالتوتر وهي تقول : لا منستش بس ..بس قولت لما ارجع هبعتلك 

اوما سيف باستفهام وهو ينظر في ساعته فقد ظن أنهم عادوا للفندق منذ ساعات : انتوا لسه مرجعتوش 

هزت وسيله راسها : لا ...احنا في الطريق 

اوما سيف قائلا : يعني عمر معاكي ؟!

نظرت وسيله إلي جانب وجه عمر بوجل قائله : اه 

خفتت نبره سيف الذي لم يتوقع استماع أخيه لتلك المكالمه : طيب تمام فهمت ...اسمعي اللي هقوله ليكي ومترديش ...ابتلعت وسيله بينما ارتسمت ابتسامه ساخره علي جانب شفاه عمر يخفي بها إحساسه أنه مغدور وان هناك شيء يدور من خلف ظهره : فكري في اللي قولتلك عليه وافتكري أن ده الصح ليكي وله هو قبلك .... وافتكري انك انتي مش بتضايقيه انتي بتعملي الصح لحياتكم وده دور الست .....عمر لازم يتغير وانتي اللي تغيريه مش هو اللي يغيرك ويخليكي تنفذي اللي هو عاوزه ! 

ضغطت وسيله علي شفتيها وتهدجت أنفاسها بينما القي عمر إليها نظره ساخره حملت الكثير من الغضب 

ليتابع الاستماع لسيف الذي تابع : خلي بالك من نفسك ولو اي حاجه حصلت كلميني وانا معاكي في أي لحظه. .....لما ترجعي البيت متنسيش تبعتي ليا كل حاجه تفتكريها عن قرايب جدتك وعنوان البيت بتاعها وأسم الراجل اللي قالك أنها باعت له الشقه ..!

انتظر منها رد لم يخرج علي الفور من شفتيها التي ارتجفت قليلا وهي تقول : ماشي 

كور عمر قبضه يده الشمال ووضعها أمام شفتيه مستندا الي زجاج النافذه بجواره يحاول إفراغ ذلك الغضب بداخله باعتصار قبضته التي اشتهت تحطيم شيء بتلك اللحظه ....تأهبت كل حواسها بانتظار تعقيب منه علي ما استمع إليه والذي بقاموسه لا تفسير له إلا مؤامره لاعاده تقويمه قادها أخيه ضده وفسرت له ذلك الرفض المستحدث عليها ...!

...........

......

ركضت حلا الي المطبخ بعد أن القت حقيبتها بإهمال علي أحد المقاعد : ايه الريحه التحفه دي 

التفتت هنا تجاه اختها وهي تختطف بعض قطع الطعام وتضعها بفمها وهي تنفخ بها لسخونتها : ده انا النهارده كنت هتجنن واكل كبده من الشارع بس غرام قالت ليا هتعملها احلي من بتاع الشارع ... اختطفت لقمه أخري هاتفه بتلذذ : وفعلا طلعت احلي 

لتقول غرام بتحذير : خدي بالك يا هنون لسه سخنه 

اومات هنا ضاحكه وهي تلقي بقطعه تجاه فم اختها : تحفه يا روما تسلم ايدك 

ابتسمت غرام لهم وتابعت تجهيز الخبز بأحد الاطباق الكبيرة قائله : بالهنا والشفا...يلا يا حلا غيري هدومك وتعالي بسرعه انا جهزت كل حاجه 

اومات حلا وركضت لتكاد تصطدم بابيها الذي امسك بها سريعا وهو يقول برفق محذرا ؛ خدي بالك يا لولو هتقعي 

قالت حلا بحماس : معلش يا بابي اصل انا جوعت من الريحه بتاعه الاكل وقولت اجري اغير هدومي 

اوما لها لتشير له هنا وهي تخرج من المطبخ : يلا يا بابي تعالي نأكل سوا 

هز ايهم رأسه قائلا باقتضاب : لا مش جعان 

قالت هنا باصرار وهي تجذب يداه : لا عشان خاطري ...دي كبده احلي من بتاعه الشارع 

عقد ايهم حاجبيه متسائلا : كبده دلوقتي ؟!

اومات هنا قائله بمرح : وفيها ايه ....انا كان نفسي فيها وروما قالت هتعملها ليا وعملتها تحفه ...تغيير يا بابي 

اوما لها قائلا : بالهنا والشفا

أصرت هنا عليه وجذبت يده لتجلسه علي الاريكه بغرفه المعيشه بينما اخذت غرام تنظم الاطباق علي الطاوله الصغيرة أمامهم .....وضعت اخر طبق واتجهت لتعطي كل فتاه طبق به بعض الساندويتشات التي حضرتها ومعها المقبلات اللذيذه لتمد هنا يدها تجاه فم ابيها بأحد الساندويتشات ولكن بسرعه كانت غرام تقول : لا لا ...بلاش يا هنا عشان فيه توم ....ابتلعت باقي حديثها بأن والدتها حذرتها أن يتناول شيء به ثوم يضر بجرحه لتكمل جملتها وهي تتنجنب نظراتهم المتسائله بينما تمد يدها تجاهه بطبق اخر قائله : اتفضل انا عملتلك انت لوحدك من غير توم عشان متتعبش 

التقت نظراته بنظراتها التي سرعان ما خفضتها بتوتر وخوف من رد فعله علي فعلتها التي خرجت بتلقائية تعبر عن اهتمام بأي تفصيل كان قد نساه وهاهي الفتيات تتضاحك سرا وهما يتبادلان النظرات لابيهم لتغمز حلا بجرأه : شيف عشره علي عشره يا ايهوم شوف واخده بالها من التفاصيل ازاي 

لم يستجيب ايهم لمزاح ابنته ولم ينزع عن وجهه صرامه ملامحه بينما يقول باقتضاب : كلي انتي مش كنتي جعانه 

ضحكت الفتاه والتهمت الطعام هي واختها بشهيه بينما يشاهدون التلفاز لينظر ايهم إليها وهي تتحرك من هنا وهناك تقدم لبناته المزيد وتضع أمامهم المشروبات وتعطي لآخري المناديل ليحك عنقه ويطيل نظرته إليها باستفهام عن هذا الاهتمام الذي لا يصل إليه بأنه مصطنع ابدا بل نابع من داخلها .... عقدت هنا حاجبيها وسألت غرام حينما انتبهت لها تتجه الي خارج الغرفه : انتي مش بتاكلي ليه ؟!

قالت غرام بحرج : مش جعانه ....اكلت ساندويتش وانا في المطبخ بالهنا والشفا

أنهت كلماتها وخرجت لتدعه يأكل براحه لتتجه الي المطبخ توضب الأغراض التي انتهت من غسلها وتمسك بمنشفه تمسح بها المكان ثم تتجه الي الخارج لتكاد تصطدم به وهو يخرج من غرفه المعيشه ....تجاوزها وسار بضع خطوات قبل أن يتعالي صوته : حلا 

قالت الفتاه من داخل الغرفه : نعم يا بابي 

قال ايهم : تعالي شيلي شنطتك ودخليها مكانها 

قبل أن تستجيب حلا لأمر ابيها كانت بالفعل غرام قد اتجهت الي تلك الحقيبه التي القتها حلا بإهمال فوق أحد مقاعد البهو لتأخذها الي غرفه الفتاه قائله بصوت خافت وهي تمر من جواره : خليها انا كده كده هرتب المكان 

لم تفهم سبب زفرته الا حينما خرجت حلا مستجيبه له ليقول لها بحزم : بعد كده مترميش حاجاتك في أي مكان 

اومات الفتاه دون جدال لتتابع غرام طريقها الي غرفه الفتاه وتقوم بوضع الحقيبه مكانها ثم تستدير الي باقي الغرفه ترتبها اسفل أنظار ايهم الذي كان يمر من امام الباب المفتوح ويتجه الي غرفته ...اعتاد التنظيم ويريد من بناته أن يكونوا هكذا دون الاعتماد عليها ولكن كيف يحدث هذا وهي لا تترك شيء لهم فهاهي تدخل الي غرفه المعيشه حيث تمددت الفتيات بعد إنهاء طعامهم أمام التلفاز يتابعون أحد الأفلام بينما تولت غرام جمع الاطباق بعدهم ليعقد ايهم حاجبيه باستنكار ما أن دخل وراي هذا المشهد هاتفا بابنتاه بتوبيخ : مكسلين تنضفوا مكانكم بعد ما اكلتوا ...قومي انتي وهي 

أسرعت الفتيات تتحرك من مكانهم ولكن بنفس اللحظه انفلت الكلمات من شفاه غرام بدفاع : انا خلاص شيلت كل حاجه 

رمقها ايهم بنظرات غاضبه جعلت يدها الممسكه بالاطباق ترتجف وسرعان ما حركت خطواتها حينما وجدته يتجه ناحيتها بحنق لتتراجع خطوتين للخلف .... تفاجات به يجذب الاطباق من يدها ويضعها بحنق فوق الطاوله لتصدر ضجيج تعالي فوق ضجيج ضربات قلبها وهو يوجه نبرته الامره الي ابنتاه: قوموا !

بسرعه قامت الفتيات وكل منهما أمسكت ببعض الاطباق واتجهوا سريعا الي المطبخ 

بدت مباغتته لها جليه علي ملامح غرام الخائفه لتقول بتوتر : انا عملت حاجه ضايقتك ؟!

زفر ايهم بضيق من تلك الملامح الخائفه التي ترسمها أمامه ليهتف بها بهجوم : ايه اللي اصلا بتعمليه ...؟! 

هتفت بتوتر مجددا وهي تتراجع للخلف : انا عملت ايه ؟!

صاح ايهم بضيق بما يريد قوله مباشرة دون أي تجميل أو ترتيب : كل اللي بتعمليه يضايق ... هما يوسخوا الدنيا وانتي وراهم تلمي وتنضفي 

مهتمه بزياده ليه....طول الوقت مهتمه بالبنات بزياده وكأنك بتقوليلي انا مهمته بيهم اكتر منك ....

هزت راسها بدفاع عن نفسها بينما لا تتفهم سبب غضبه والذي لايدرك ايهم ماهيه سببه خاصه وأنها لايراها مصطنعه في اهتمامها بل تفعله بتلقائيه تستفزه : لا طبعا انا بس ...بس يعني بحبهم ومش بتضايق وانا بعمل حاجه تسعدهم زي ما اتعودت اعمل مع اخواتي 

رفع حاجبه وزفر بضع مرات وماتت اي كلمات أو بالاحري لم يجد شيء آخر ليقوله ليرمقها بنظره منفعله هاتفا بقليل من اللين مع التوجيه : برضه مش سبب ولا مبرر ...كده هيطلعوا مهملين ...لازم يتعودا ينضفوا ويرتبوا مكانهم 

ابتلعت بوجل وهي تتفهم وجه نظره لينظر لها بحزم متابعا : اللي حصل ميتكررش ..فاهمه 

رمقها بنظره غاضبه واندفع الي غرفته دون قول شيء آخر .... !


..........

....

انتظرت لحظات علي أعصابها وهاهو الانفجار الذي لم تتوقع صداه يبدأ شيئا فشيئا مع كلمات عمر المنفعله والتي يقولها وهو مازال يعتصر المقود بقبضته ويتحدث وكأنه يحدث نفسه ولكن بصوت عالي منفعل : بتتفقوا عليا ....فاكرين انكم بتربوني .....بيستخدمك ضدي وانتي زي اللعبه في أيده بتقولي حاضر ....غبيييييه!!!

هدرت دقات قلبها بقوة بين جنبات صدرها من علو نبرته مع اخر كلمه نطق بها والتي أعادها بصوت غاضب قوي : غبيه وهو اغبي منك .....كلكم اغبيااااا !!

فاكرين هتقدروا تمشوني علي مزاجكم 

تراجعت وسيله بظهرها للخلف ما أن التفت ناحيتها وعيناه تطلق شهب حارقه بينما يسألها : اتفقتوا علي ايه من ورايا ...قالك ايييه عني ؟

قالت وسيله بصوت مرتجف خائف من نوبه عصبيته : مقالش ...متفقناش ...اسمعني ياعمر 

صاح عمر بانفعال شديد : اسمع ايه ما انا سمعت خلاص

هزت راسها وقالت بتبرير : أيوة بس افهم اللي سمعته 

التفت لها بحده صارخا : هتستغبيني وتقولي ليا اييه!

قالت وسيله بوجل بينما بدأت الدموع تلمع بعيونها: هو بس كان عاوز يساعدني ادور علي تيته 

ظنت أنه سيهدا ويفهم ولكنه ازداد غضبا ليزمجر بها بصوت ازداد علو نبرته مع تزايد سرعه السيارة التي ضغط أكثر علي دواسه الوقود بها : ويساعدك لييه.....مش مالي عينك انا ....هو يقدر وانا عاجز 

هزت وسيله راسها مرارا وتكرارا بينما تندفع الكلمات والاتهامات الغاضبه من بين شفتيه : اتكلمتوا واتفقتوا واشتكيتي مني ماهو انا المستهتر وهو العاقل .....انا اللي لازم يتغير وانتي اللي تلعبي بيه وتغيريه .....انا الاهبل في الحكايه كلها وانتوا بتلعبوا بيا 

ازدادت سخونه العبرات بعيونها كما ازدادت نبرته غضبا افرغه في ازدياد سرعه السيارة أكثر لدرجه اهتزازها من فوق الطريق وكأنها ستطير لتشعر وسيله بالخوف الشديد وتتمسك بالمقعد وتهتف به : هدي العربيه ياعمر !

لم يلتفت إليها ولم يستمع من الأساس بل تابع صياحه الغاضب : فاكره انك تقدري تلعبي بيا لما تبعديني عنك ....لا فوقي انا عمر السيوفي اللي يعرف غيرك الف وكل واحده تتمني بس اقرب منها ...! 

أغمضت وسيله عيناها وهي تتنفس بسرعه ومازالت يدها تتمسك بالمقعد بخوف شديد لتفتحها منتفضه علي صوته الجهوري الغاضب : بتستغفلوني انتوا الاتنين ....!

هزت وسيله راسها مرارا وتكرارا وعيناها مشتته بينه وبين الطريق الذي يتحرك بجوارها بسرعه رهيبه مخيفه لتخرج منها صرخه قويه : وقف العربيه .....اااقف ياعمر .....وقف العربيه !

لا يستمع ولا يري شيء إلا تلك الطعنه التي رأها هكذا من وجهه نظره ليمتزج صراخه الغاضب بصراخها المرعوب لعله يفيق : وقف العربيه ياعمرررر!

ضاع صدي كلماتها وسط انطلاق ذلك البوق القوي الآتي من خلفهم لتلك الشاحنه الكبيرة التي لم يتوقف سائقها عن إطلاق أنوارها القويه في مرأه سياره عمر المسرعه وانتهت بصوت بوق قوي يحذره بهذا الاصطدام القريب لتدوي صرخه وسيله مدويه وتضع يدها علي وجهها الباكي وتغمض عيناها برعب بينما أدركت أنهم سيسحقون اسفل عجلات الشاحنه بلحظه ...! 

لحظه واحده كادت دقات قلبها تصم أذنها كما أصابها الصمم من صوت ذلك البوق لتنتهي تلك اللحظه بارتدادها للخلف بفعل ذراع عمر اليمني التي مدها امامها بحمايه يحيل بين اصطدامها بزجاج السيارة الأمامي بينما بيده اليسري كان يدير مقود السيارة ويكسره الي أقصي اليمين داعسا علي المكابح لتتوقف السيارة التي أصدرت اطاراتها صرير قوي وهي تحتك بالطريق !

كان جسد وسيله بأكمله يرتجف لتبقي لحظات طويله علي وضعها تخفي وجهها بكلتا يديها وتبكي بشهيق عالي بينما تشعر بذراعه مازالت أمام جسدها وقد أخذ هو الآخر لحظات يستوعب تلك النهايه التي تجسدت أمامه بتلك اللحظه ليبقي متسمرا بنفس وضعيته ...!

استجمع نفسه ظاهريا بينما ماحدث قد وضع نهايه لذلك اليوم ولكنه لم يحسب أن ليست كل نهايه يجب أن تسير كما أراد ....ببطء سحب ذراعه من امامها لتبدأ وسيله هي الأخري ببطء تبعد يدها من امام وجهها الذي تحول الي جمره ملتهبه من الاحمرار وتحولت عيناها التي رفعتها تجاهه الي كاسات من الدماء....تواجهت نظراتهم للحظات بقيت وسيله بهم تهز راسها لا إراديا وهي تتطلع إليه والي تلك اللوحه المرعبه التي رأتها به وعاشت تفاصيلها معه قبل لحظات ...وحش لايري في غضبه شيء آخر !

وحش يجب أن تبتعد عنه فلم يبقي اذي لم يعرضها له ...!

ليتفاجيء عمر بها تفتح باب السيارة بجوارها وتندفع منها خارجا بعد أن تحاملت علي أقدامها التي تحولت إلي هلام من فرط رعبها وخوفها منه أكثر من ذلك الحادث الذي كادوا يتعرضون له ...!.

ركضت بلا هدي ودون النظر خلفها بأقدام زنتها تساعدها وهي تتحامل عليها لتسرع بينما بالواقع هي بالكاد تسير في ذلك الطريق الذي تتطاير فوقه السيارات العابرة ....وسيله !!

استمعت الي نداءه ولكنها لم تلتفت وتابعت ركضها دون أي رؤيه بينما حجبت رؤيتها دموعها ...وسيله !

مع كل خطوه تحاول الابتعاد بها كان يقترب منها نداءه عليها ....وسيله !

يزداد الخوف في قلبها مع ازدياد نداءه وهي فقط تركض كما ظنت ...خطوات بالكاد تحملتها ساقيها تحاول بهم الابتعاد والنداء يقترب أكثر فأكثر حتي تحول الي صراخ لهيف بتلك اللحظه التي تكرر بها نفس المشهد ...اضواء عاليه وابواق صاخبه وصرخه قويه لم تكن لها بل له وهو ينادي بأسمها بينما مجددا كان الاصطدام وشيك ولكن تلك المره لم تكن السيارة المسحوقه اسفل اطارات الشاحنه بل جسدها ....!

..........

....


نظرت جوري بعدم تصديق بينما تأكدت ظنونها من أنه هو من يتبعها وهو يمر بسيارته بجوارها مسرعا لتضغط المكابح بسرعه ما أن رأته علي بعد بضع أمتار يتوقف أمام سيارتها بما يسمح لها بالتوقف ولكن ليس العبور 

اتسعت عيناها بعدم تصديق حينما اندفع مراد ناحيتها بوجه يحمل غضب شديد لتهتف به بغضب أشد : ايه اللي بتعمله ده يا مراد ...انت اتجننت !

لم يعقب ولم يقل شيء إلا ذلك الأمر الذي أصدره لها : انزلي !

هتفت به بغضب : مش هنزل وبلاش جنان 

اتسعت عيناها حينما ركل مراد جانب السيارة بقدمه بحنق شديد وعاد أمره مزمجرا : هتنزلي يا جوري !

واجهته عيناها بينما تمالكت نفسها ولم تدع خوفها من عصبيته يجعلها تتراجع : ولو منزلتش هتعمل ايه !؟

انتفضت من مكانها واتسعت عيناها حينما تعالي صوته الجهوري بينما غاب عنه كل تعقل وهو يصيح بها :لو منزلتيش هتشوفي الجنان اللي علي حق ....انا فعلا اتجننت يا جوري وعندي استعداد احرق الدنيا كلها دلوقتي فأقصري الشر وانزلي معايا 

تواجهت نظراتهم لتري كم هو جاد ولا يطلق مجرد تهديد فارغ لتنتفض مجددا حينما ضرب مقدمه السياره بيده بقوة صارخا : بقولك انزلي معايا ومتجننيش ! 

خائفه لا تنكر ولكن نظراتها ابدا لم تهتز كما لم تهتز نظراته وهو يشرح لها بغضب اهوج الي اين وصل : الشيطان مخليني افكر في الف فكره في اللحظه ...فكرت اعمل مصيبه لعاصم ....حتي فكرت اني اجيبلك تاريخه عشان هو مش احسن مني .....فكرت اصاحب غيرك واقهرك ....فكرت اطلبك في الطاعه ....كل لحظه بفكر في فكره متخلنيش اطلع من الحرب دي خسران وكل ده بايدك انتي ....طاوعيني بدل ما اطاوع انا شيطاني !

لم تنصاع الي تهديده بل انصاعت الي صوت العقل الذي غاب عنه تماما بينما مازال بداخلها 

لترفع راسها أمامه بكبرياء وتعلن أنه مازال خاسرا وهي تقول : انا اهو طاوعتك يا مراد بس خد بالك انك مش خسرت الحرب لا انت خسرتني !

....... ...

.......

اخر ما استمعت له وسيله هو نداءه اللهيف بأسمها ينطقه بأعلي صوته قبل أن تستمع وسيله لصوت طرقعه عظامها من أثر قوة تلك الجذبه التي جذب بها عمر جسدها باكمله بقوة من ذراعها لتشعر بألم شديد لا يحتمل في كتفها الذي تحرك من موضعه تلاه الم أشد بكامل أنحاء جسدها الذي فقد اتزانه وسقط بقوة فوق الارض الحجريه وبالرغم من محاوله عمر اللهيفه للامساك بها إلا أن قوه جذبته أفقدته هو الآخر توازنه ليسقط بجوارها ومازال ممسك بيدها بقوة بعد أن كادت تلك السيارة تدهسها ...!

..........

.....

وقفت ريم بعيون متأهبه تتطلع الي رد فعل نديم علي تلك المفاجأه لتلتقي نظراته بنظراتها للحظه قبل أن يرسم تلك الابتسامه مضطر أمام وجوه الحاضرين ..اقتربت منه والدته تحتضنه : كل سنه وانت طيب يا حبيبي 

احتضن والدته وبادلها التهنئه وكذلك فعل مع أبيه واخته وبعض أصدقاءه الذين دعتهم للحفل ...لم يتوقع ابدا خطوتها لذا رسم تلك الابتسامه أمام الجميع طوال الوقت 

اختلي بها اخيرا مع انصراف المدعوين الذين وقف لدي الباب يودعهم ثم سرعان ما اغلق الباب واتجه ناحيتها ليجدها منحنيه تجمع الاطباق الفارغه وبلا مقدمات هتف بها بسخط : ممكن افهم ايه اللي بتعمليه ؟!

رفعت ريم عيناها إليه وقالت ببراءه : بنضف

هتف بحنق وهو يتجه إليها جاذبا يدها بقوة : مش بتكلم عن ده ...انا بتكلم عن الحفله والناس ..ايه لازمتهم 

سقط أحد الاطباق من يدها متحطما علي الأرض الرخاميه ليتجاهل نديم صدي التحطيم حوله وينظر لها بغضب نابع من رفضه انسياق قلبه خلفها مجددا بينما قالت بخفوت : انا قولت اعملك مفاجاه في عيد ميلادك 

هتف نديم بغضب واندفاع : ومين قال إني مستني حاجه منك !

نكست ريم عيناها بأسي وغص حلقها بانكسار لتكتفي بهز راسها وتنحني تجمع شظايا الزجاج وهي تحاول منع دموعها من مفارقه اهدابها وهي تخبر نفسها انها فعلت ما بوسعها وواضح أنه بالفعل لم يعد يريدها بحياته فلم تنتبه الي أحدي الشظايا التي انغرست بيدها لتطلق انين خافت وترفع يدها بألم تنظر إلي خط الدماء الذي ارتسم فوقها ....وقف نديم لحظه مكانه ينازع نفسه ما بين قلبه الذي لا يحتمل رؤيتها متألمه وما بين كرامته التي تريد الثأر ليتغلب عليه قلبه وسرعان ما ينحني ناحيتها ويمسك بيدها يبعد منها قطعه الزجاج ويتفحصها

تركت ريم لدموعها العنان ليس الما لهذا الجرح البسيط بل الما من قلبها المنكسر اخذها نديم الي غرفتها و جلس بجوارها يضمد جرح يدها محاولا تجنب النظر إلي دموعها التي تؤلم قلبه ولكنه لم يصمد طويلا وخانته يداه لترتفع تجاه وجهها يمسح دموعها بيده وتخونه نبرته وتخرج حنونه وهو يقول برفق : بتعيطي ليه ؟! 

نظرت له ريم بعتاب : انت بتسأل ....مش حاسس كل مره بتجرحني اد ايه برفضك لأي محاوله مني نقرب من بعض !

قابل عتابها استنكار شديد في عيناه امتزج دون إرادته به عتابه وهو يقول : غريبه ..! ده انتي كل مره تجرحيني نفس الجرح دلوقتي حسيتي اد ايه بيوجع ؟!

خفضت ريم عيناها بأسي للحظه كاد نديم أن يقوم من جوارها بعدها بينما وجد أن عتابهم ليس بمحله فهو قد اتخذ قراره ليجدها تمسك بيده توقفه : نديم !

التفت اليها ليخفق قلبه من نظراتها ونبرتها التي نطقت بها اسمه بتلك الرقه....قامت ريم لتتوقف أمامه وتتطلع الي عيناه باعتذار للحظه قبل أن تقترب منه أكثر لتمحي اي مسافه بينهم وبجرأه ترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتضع شفتيها فوق شفتيه ....تسارعت دقات قلبه وازدادت سخونه أنفاسه وعجز عن المقاومه بينما لم يحلم يوم بأن يتحقق حلمه لتمر لحظه ...اثنان وهو يحاول أن يقاوم قبلتها الجاهله ولكن مع لحظه أخري كانت تنهار كل مقاومته وتتحرك يداه تجاه خصرها يحيط بها ويلصق جسدها بصدره ويتولي هو قياده تلك القبله بقبله عاصفه استسلمت لها ريم برضي تام وتركت له شفتيها ينهل من رحيقها .

.............

.....

بكمد راقب مراد جوري بينما لم تتحرك من جلستها لما يقارب الساعتين بعد أن أعادها قسرا الي منزلهم بظن واهي منه أنها ستتجاوز مما كانت تفعل معه دوما وبتعمد منه تجاهل اخر ما نطقت به وتفسيرة أنه مجرد عنفوان وتمرد نابع من حديث ابيها وأنها ابدا لم تعني شيئا من كلماتها لتمر ساعه تلو الأخري ولا شيء يتغير فهي بارعه في الصمت ولكن تلك المره صمتها كان يوخزه كالاشواك 

سحب نفس عميق استمعت جوري له وهو يزفره خارج صدره بينما يتجه إليها هاتفا بنفاذ صبر : واخرتها ؟!

التفتت له جوري باستفهام : آخره ايه ؟!

هتف بنفس العنفوان : آخره اللي بتعمليه !

قالت جوري بهدوء : انا معملتش اي حاجه ....بالعكس أنا طاوعتك زي ما طلبت 

اندفع مراد بحنق ناحيتها ليجثو علي ركبته أمام مقعدها ويمسك كتفها بقليل من القوة صارخا : انتي ايه اللي جرالك ....انتي مكنتيش كده 

ازدادت قبضته قوه بينما لآخر رمق يتمسك بها بيأس يعميه عن رؤيه الحقيقه : انتي بتحبيني ....بتحبيني وبتقبلي مني اي حاجه اعملها ....بتحبيني ومتقدريش تبعدي عني 

لم تبعد قبضته عن كتفها بل نظرت إليه بيأس تملك منها هي الأخري ليحاول مراد التعبير عما يفهمه واعتاده : ابعدي عاصم عن حياتنا ... قدمي تنازل وانا قصاده هقدم الف تنازل ....انا كمان بحبك ياجوري ...بحبك ومقدرش ابعد عنك 

ارجعيلي وانا هعمل كل اللي انتي عاوزاه ....أفضلي معايا 

وانا اوعدك أن تنازل واحد منك هيكون قصاده الف تنازل مني 

وعد لاتعرف أن كان سيفذه أو لا ولكنها تدرك أنها سيحاول ولكن تلك المحاوله أن قبلت بها الآن فهي ستكون محاوله فاشله لتنظر له بأسي هاتفه : لسه شايف انك في حرب بينك وبين بابا وعاوز تكسبها ....ارجع ليك عشان تنتصر وبعدها تنفذ اي وعد 

اهتزت نظراته لتهز جوري راسها بيأس : انت مصمم متصدقش اني انا اللي اتغيرت أو بمعني اصح راجعون نفسي وشوفت اد ايه كنت غلط وانا بدي من غير حساب لغايه ما بقيت اناني مش شايف غير نفسك 

كل اللي عاوزه دلوقتي بس انك تكسب حربك مع عاصم السيوفي 

تقابلت نظراتهم قبل أن تعتدل جوري واقفه وتبعده برفق من امامها وتتجه الي الباب ....بسرعه نفض مراد عنه أي تراجع واسرع ليقف امامها يمنعها من المغادره هاتفا برفض : مش هسيبك تخرجي

نظرت له جوري بانفعال : حتي لو عملت كده انا قراري مش هيتغير لو فضلت قاعده معاك الف سنه 

نظر لها باستهجان : للدرجه دي 

اومات جوري بثبات ؛ طول ما انت مش شايف غلطاتك في حقي اه يا مراد هبعد عنك 

زم شفتيه هاتفا بتحدي : مش هتقدري 

نظرت له بثبات مماثل : هحاول 

اغتلت كل ملامحه من تحديها له ليهتف بها بوعيد : لو خرجتي هتخسري كل حاجه بينا .....احتدت نظراته وتابع تهديده ليضغط عليها باقصي قوته لعلها تتراجع : انا حاولت وانتي رفضتي وعشان كده مش هحاول تاني ....مش هطلقك لو رفعتي الف قضيه 

نظر في عمق عيناها ليري رده فعلها علي اخر ما في جعبته : هخونك واعرف غيرك 

ابتلعت جوري غصه حلقها ورفعت راسها بشموخ ناظره الي عيناه : يبقي وقتها ميتزعلش عليك ....هزت كتفها وتابعت بينما بيده وحده اجهز علي كل ما بينهما فقط عنادا وتكبرا : اعمل اللي انت عاوزه ....اصلا اعتبرني مش موجوده في حياتك زي ما دايما كنت بس بتشوف نفسك ....انا بس مش عاوزاك تنسي اي كلمه من اللي قولتها دلوقتي عشان كل ما تفكر أن في امل ارجعلك تنساه لاني بعد كلامك ده مستحيل ارجعلك 

لون شفتيها وتابعت بأسي : انت بني ادم بياع ...بعت كل اللي بينا ومفتكرتش ليا اي ذكري حلوه ....عايش بس علي ثقتك اني بحبك ومقدرش ابعد عنك من غير ما تفكر انت عملت ايه اصلا عشان احبك ....حبي ليك دايما كان من غير مقابل لانه كان لواحد اناني مغرور شايف أنه أكبر من أنه يغلط ...انت الوحيد اللي دمرت اللي بينا مش بابا بس طالما اعتبرت الموضوع حرب بينك وبين عاصم السيوفي يبقي هنشوف يا مراد مين هيكسب الحرب ومين هيخسرها !

ألقت إليه نظره اخيره بينما تتابع باستخفاف : اصلا من دلوقتي انا الكسبانه عشان خسارتك مكسب ..!

...........

.....

بعيون متفحصه راقبت عفاف كل تحركات غرام التي وضعتها اسفل عيناها منذ أن أتت قبل ساعات ورحبت بها غرام ولم تتوقف علي تقديم الضيافه إليها وهاهي تتحرك من هنا لهناك تحضر الغداء وترتب ملابس الفتيات وتجيب كل طلباتهم ....قالت غرام بابتسامه هادئه : انا حطيت شنطه حضرتك في اوضه هنا وفرشت لحضرتك سجاده الصلاه زي ما طلبتي 

اومات عفاف بابتسامه بارده دون تقديم أي كلمه شكر في الاساس لم تنتظرها غرام التي ما أن استدارت لتخرج من الغرفه حتي وجدت ايهم امامها ....ابتلعت بتوتر بسبب نظراته وتساءلت ماذا فعلت لتتفاجيء بيده تربت علي كتفها بينما يقول بعذوبه لها وبمغزي لعفاف : شكرا يا غرام تعبتي مع الحاجه عفاف  اكيد هتدعيلك وهي بتصلي 

احتقن وجه عفاف من احراجه لها لتقول وهي تقوم من مكانها : طبعا هدعيلها ....نظرت إلي ايهم بكيد وتابعت : ماهي زي احفادي !

اندفعت الدماء الي وجه غرام من تلميح حماه زوجها الذي ابتلع تلميحها ظاهريا بينما ضغط علي قبضته وهو يبتسم لها بزيف قائلا : متكبريش نفسك اوي كده يا حاجه 

تجاوزته عفاف واتجهت الي غرفه حفيدتها لتصلي بينما وجدت غرام أن أسلم شيء لها هو أن تختفي من أمامه ولكن هيهات فهاهو امامها بوجهه الغاضب لتتراجع خطوتين تجاه الطاوله الرخاميه ما أن هتف من بين أسنانه بتوبيخ : انا قولتلك ايه امبارح ...مش قولت سيبي البنات يعتمدوا علي نفسهم 

ابتلعت غرام وهزت راسها قائله : اه بس انا قولت يعني اسيبهم يرتاحوا كانوا لسه راجعين من المدرسه 

كور ايهم قبضته ومال ناحيتها لتتراجع غرام برأسها سريعا ما أن شعت بانفاسه تلامس وجهها وهو يهتف بها بحزم : متقوليش بعد كده ...اللي انا أقوله يتنفذ 

.............الفصل التالي

.....

لليوم التالي كانت عفاف بنفس العيون تراقب غرام التي لا تتدخر جهدا لإرضاء الفتيات بينما تتدلل كل منهم عليها بطلب لم تتواني غرام عن تنفيذه بحب ...ابتسمت لها هنا وقبلتها ثم لوحت لها وهي تغادر مع اختها الي المدرسه لتتجه غرام سريعا الي المطبخ وتعد قهوته وتدخل بها الي غرفته التي لم يفوت علي عفاف رؤيه أنها بالأمس لم تنام بها ....!وفي نهايه اليوم بخبث امرأه في عمرها فهمت سبب تلك الزيجه بينما ارتاح داخلها بأن تلك الفتاه لا تشكل اي تهديد في حياه حفيداتها فهي مجرد خادمه لهم تحت اسم زوجه لم تفسر  لماذا اضطر لها إلا كيدا بها بعد كثره جدالهم ....

حملت غرام تلك الصينيه التي وضعت فوقها الحلوي والشاي بعد أن تناولوا العشاء ودخلت الفتيات الي غرفتهم وكذلك فعل ايهم لتتجه الي غرفه المعيشه حيث جلست عفاف لتتباطيء خطواتها وهي تستمع الي صوت عفاف بينما تقول : ابقي عدي عليا بكره الصبح روحيني يا ساره 

سألتها ابنتها باستفهام : انتي هتروحي خلاص يا ماما ولا عندك مشوار 

: لا خلاص هروح.... اللي جيت عشانه خلص ...!

سألتها ابنتها بفضول من خلال الهاتف : يعني ايه ياماما مش قولتي هتفضلي كام يوم مع البنات 

اومات عفاف : وكنت عاوزة اشوف البنت اللي اتجوزها 

قالت ساره بلهفه : اوعي تكوني عملتي مشكله يا ماما 

قالت عفاف بثقه : واعمل مشكله ليه ....ايهم طلع عارف هو بيعمل ايه ....انا في الاول مكنتش مصدقه البنات لما كنت بوقعهم في الكلام عشان اعرف هي بتتعامل معاهم ازاي ويقولولي كل اللي بتعمله بس لما قعدت اليومين شوفت أنه فعلا طلع شاطر ...جاب خدامه لبناته !

انزعجت ملامح غرام لتقترب أكثر وتستمع الي ضحكه عفاف الشامته وهي تتابع : البنت مكفيه طول اليوم من المطبخ للتنضيف لطلبات البنات ولا هو حتي بيقولها انتي فين ...خارج داخل وهو عارف أن بناته في حد مهتم بيهم وانا هعوز ايه اكتر من كده ...كان كل خوفي تكون بنت واخده بالها من نفسها وتشوف نفسها علي حساب احفادي إنما دي حتي مش بتلحق تغسل وشها ....ناصح ياايهم...! 

ابتلعت غرام انكسار خاطرها كما ابتلعت الكثير لتدخل بخطوات كسيرة تضع الصينيه أمام تلك المرأه التي كرهتها كثيرا بتلك اللحظه لأنها ألقت في وجهها الحقيقه التي كانت تتجاهلها بأنها مجرد خادمه وستظل هكذا ....!

نظرت عفاف الي غرام وقالت بنبره بارده خبيثه : شكرا 

اومات غرام واتجهت لتغادر الغرفه بعدم انتباه لمغزي نظرات أو كلمات المرأه التي أرادت أن تجعلها تفهم أنها فهمت مكانها في منزل حفيداتها لتتوقف غرام مكانها 

حينما تابعت عفاف وهي تلوي شفتيها بمكر : اهو قولت شكرا عشان ايهم ميزعلش عشانك 

غص حلق غرام واختنق بالعبرات بينما تقول دون أن تنظر إلي عفاف : متقلقيش زعلي مش بيفرق مع حد !

حتي في ردها كانت فتاه صغيرة ساذجه أكدت لعفاف ظنونها ...! 

وليت كان لدي عفاف القليل من الرأفه لتتابع جلد الفتاه بسياط لسانها : وحياتك يا غرام هاتي ليا ابره وخيط اسود عشان اخيط زرار العبايه بتاعتي لاحسن اتقطع 

اومات غرام بصمت واسرعت تغادر الغرفه وهي تمسك دموعها 

ضيق ايهم عيناه ووقف لدي باب غرفته التي كان يخرج منها للتو ولمح غرام تخرج من غرفه المعيشه بخطوات مسرعه تجاه غرفتها لتتقابل عيناه بعيناها التي املتئت بالدموع .....أوقفها باستفهام وهو يشير بعيناه تجاه الغرفه حيث جلست حماته السابقه : في ايه ؟!

حاولت غرام تنقيه صوتها وهي تقول متهربه من نظرات عيناه المتفحصه  : مفيش 

قبل أن يسأل مجددا تعالت نبره عفاف : فين يا غرام الابره ؟!

ازدادت عقده جبين ايهم بينما تحركت غرام كالانسان الالي سريعا الي الغرفه تحضر منها شيء وتخرج تجاه صوت عفاف المتعجل 

ليندفع بخطوات حانقه خلف غرام التي مدت يدها تجاه عفاف قائله : هاتي اخيطها انا !

وقف ايهم لدي باب الغرفه لحظه ليري نظرات عفاف المتعالية تجاه غرام التي لم تكد تمد يدها حتي وجدت يدها بيد ايهم الذي سحبها هاتفا : الصبح يا حاجه ..مش وقت خياطه 

قال كلمته واندفع خارج الغرفه ومازالت يده ممسكه بيد غرام التي سحبها خلفه ليدخل الي غرفته ويدفعها برفق إليها ويغلق الباب يتطلع إليها بغضب ...!

اهتزت نظرات غرام بخوف لتتقابل عيناها بعيناه التي كانت تنظر لها بتفحص .... ابتلعت رمقها ببطء بينما طالت نظراته لها دون قول شيء وقد احتار ايهم تلك المره هل يعنفها ام يسأل عن صدق ظنونه بأن المراه أساءت إليها لتخرجه نبرتها المرتجفه من حيرته وهي تسأله ببراءه : انا عملت حاجه ضايقتك ؟! 

اغمض ايهم عيناه وسحب نفس عميق ثم زفره وهو يفتح عيناه مجددا وينظر إليها محاولا الهدوء : انتي مش بتفذي كلامي ليه ؟!

قالت ببراءه : ماهو .....ماتت الكلمات علي شفتيها حينما شعرت بانفاسه تلامس وجهها وهو يقاطعها هاتفا بحزم : انتي مش خدامه عندها ....انتي مراتي !

........

......


بعيون ملئها الندم اتجه عمر الي جوار وسيله التي كانت الدموع تندفع من عيونها بصمت بينما جلست بفراش المشفي حيث اخذها ....مال برأسه ناحيتها يتطلع الي اثار غضبه التي خلفت ذراعها المكسور وتلك الجروح التي ارتسمت علي جبينها من أثر ارتطام راسها بالأرض وليته كان يستطيع أن يري بوضوح جرح قلبها المنكسر .....اقترب منها ليمسك بوجهها ويرفعه إليه متطلعا الي دموعها التي أحرقت قلبه بينما تنهمر بحراره من عيونها الجميله ...هل ينطق بأسف واعتذار وهل يمحو اي اسف أو اعتذار ما رأته منه ...هل ينطق بتبرير عن عقدته بأنه دوما أقل من الآخرين وخاصه أخيه ...هل ينطق بتلك الغيره التي يتجاهلها دوما من كون أخيه الافضل دوما ....هل يتحدث ام يصمت وينتظر منها هي الحديث ...ينتظر منها نفس الكلمات التي يسمعها من الجميع أنه اسوء انسان ...أنه من يجلب لهم الحزن والتعاسه .... لم تنطق شفتيه ولكن نطقت عيناه تناجيها أن تصفح وتغفر تلك الذله !

وكما نطقت عيناه برجاءه نطقت عيناها بعتابها ولكن عتابها لم يكن أبدا كما توقع بل كان مجرد كلمتين : انا عاوزة تيته ؟!

............

....

بخطوات مسرعه دخلت ريهام الي ذلك المكتب أثر تلك الأصوات التي تعالت بصخب جعل الجميع يغادر مكاتبهم  ويتجهون لرؤيه مايحدث .....

صاحت روضه بانفعال شديد تهاجم ثراء : كدااابه ...دي فكرتي وشغلي 

دارت حول نفسها بهياج شديد وتابعت : الاعلانات دي كانت فكرتي وانتي سرقتيها مني .....

ازاي تنسبي شغلي لنفسك .....!

هتفت ثراء بغضب مماثل وبصوت اعلي لتغطي علي صوت الحق : شغلك ايه ....ده شغلي ومشروعي وانا اللي قدمته لمستر عاصم 

هزت روضه راسها بعصبيه : شغلي انا وفكرتي انا وانتي نسبتيه لنفسك 

واجهتها ثراء بثبات : اثبتي 

كادت تجن روضه وفتحت فمها بصياح غاضب لتتدخل ريهام بصوت غاضب بالفتاتان : ايه  اللي بيحصل هنا ؟!

كل منهما تحدثت بعصبيه بنفس الوقت : مسز ريهام دي مش اول مره ثراء تاخد فكره او شغل غيرها وتنسبه لنفسها ....صدقيني دي فكرتي ومشروعي وكان علي الجهاز لما باظ .

: لا يا مسز ريهام محصلش دي بس بتقول كده عشان غيرانه أن مشروعي اتنفذ 

مجددا اشتبكت الفتاتان بشجار وازداد تعالي أصواتهم كما ازداد عدد المتجمهرين لدي باب المكتب وفي الرواق الذي اتجه إليه عاصم بوجه متجهم وهو يري تلك الفوضي التي جذبت نظره بالكاميرات ......تراجع الجميع علي جانبي الممر حينما رأوا عاصم يتقدم منهم 

وبلحظه كان صوته الجهوري يتعالي بنقد : ايه اللي بيحصل هنا ؟!

لم ينتظر اجابه أو يدع اي منهما يقول شيء ليرمق ريهام بنظره مستفهمه وكانت علي الفور تقول بتبرير : مشكله بين روضه وثراء وانا كنت هحلها فورا ...و ....لم يدعها تنطق المزيد ليهتف بحزم :  لسه هتحليها ....ايه واقفين في سوق مش في شركه 

فتحت روضه فمها : مستر عاصم ممكن تسمعني 

تجاهلها عاصم والقي أوامره لريهام : خصم شهر ليهم هنا الاتنين ولو اتكرر تاني يبقي اخر يوم ليهم في الشركه وانتي خصم ليكي اربع ايام عشان مش قادرا تسيطري علي القسم بتاعك ...!

..........

يتبع الجزء الثاني أن شاء الله غدا 

....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. منتاخيريش علينا بالله 🥺🥺🥺♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  2. البارت يجنن ومتشوقة ايه اللي حيصل مابين وسيلو وعمر الاناني ومش بيسمع غير صوت نفسه ايهم وغرام مفيش جدال انهم بقو على قرب التصالح ومراد وجوري اااااخ منك يامراد بتكبر المشكلة اكبر واكبر مع انه لو فكر شوية كانت هتتحل بس نقول ايه غبيييييييي ياررييييييت البارت تكملته بكرة يارونا بليييييييز ياقمر والله بستنى البارت كل يوم

    ردحذف
  3. روعه متاخريش البارت علينا بكره يارونا والنبي عاوزه اعرف وسيله هتتصرف ازاي

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !