حكايه عمر الفصل السابع والاربعون جزء اول

11

الفصل السابق

 
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

هزت ثراء كتفها واتقنت رسم دور الزينه بينما بداخلها انطلقت افراح لم تتوقعها حينما وجدت عمر امامها 

: انا دايما بقول لنفسي بلاش اتعامل بطبيعتي وعفويتي مع الناس بس اعمل ايه ....تنهدت وتابعت وهي ترخي اهدابها :انا لما بحب حد بتعامل معاه بطيبه ومش بفكر الا في مصلحته بس للاسف واضح أن تينا فهمتني غلط او هي اصلا واخده مني موقف 

هز عمر رأسه قائلا : لا وهي هتاخد منك موقف ليه بس ....هو جايز سوء تفاهم 

ابتسم لها وتابع بعفويه : عموما حصل خير 

اومات ثراء وهي ترفع عيناها إليه وتبتسم له قائله بتلك النبره التي تلعب علي وتر غرور من امامها : طبعا حصل خير كفايه اني لتاني مره اعرفك اكتر واعرف اد ايه انت انسان محترم جدا ....انت فعلا نسخه من مستر عاصم 

نفس الذوق والاحترام والشخصيه القويه 

هز عمر كتفه يوقفها : لا مش اوي كده ....بابا طبعا كل اللي انتي قولتيه إنما أنا اجي ايه فيه 

هزت ثراء راسها ورسمت الجديه وهي تمتدحه : لا طبعا انت نسخه منه ويمكن احسن كمان 

خفضت عيناها ترسم بها الخجل بينما تتابع بنبره رقيقه : عمر انا عمري ما قابلت انسان زيك بيفكر في اللي حواليه ...ده كفايه موقفك مع بابا ودلوقتي لما جيت ورايا 

اوما عمر متجاوزا جرعه المدح الزائده ليقابلها بالمثل قائلا : وانتي بنت طيبه يا ثراء !

.........

عقدت لميا حاجبيها قائله : وانتي عملتي ايه لما قالك كده ؟!

قالت ريم وهي تخفض عيناها : هعمل ايه ولا حاجه ...موقفه واضح وهو من اول يوم قالي مش عاوزني في حياته واهو لقي بنت تانيه 

نظرت لميا لها قليلا بتفكير قبل أن تقول : مفتكرش يا ريم....عمل كل ده عشان يتجوزك يبقي ازاي مش عاوزك في حياته 

تنهدت ريم وقالت بتفكير هي الأخري : عمل كل ده عشان يغيظ عمر مش عشاني 

هزت لميا راسها : لا وبطلي بقي تيجيبي سيرة اللي اسمه عمر ده ...المهم انتي مكانش لازم تسكتي وتتراجعي من اول مره ....حاولي معاه تاني وانا واثقه أن موضوع البنت ده مجرد بس بيستفزك بيه مش اكتر ووقت ما يتأكد انك بتحبيه زي ما بيحبك ومتمسكه بيه هينساها 

: تفتكري يا لميا 

اومات لها زوجه ابيها : اه بس انتي حاولي 

فكرت ريم قائله : هو عيد ميلاده كمان كام يوم ....بفكر اعمل له مفاجاه 

اومات لميا قائله : فكره حلوة ..!

.....

.....

التفتت وسيله تجاه عمر الذي دخل الي الغرفه وسرعان ما كان يقترب منها ويميل تجاه عنقها يطبع قبلته التي اعتادتها منه بينما يلامس مشاعرها بتلك القبله التي يستنشق بها رائحه عنقها ويمرر فوقها شفتاه بقبله تحمل حنان ورومانسيه وشغف همس وهو ينهي قبلته : اهو متأخرتش زي ما قولتلك 

اومات وسيله وهي تحاول أن تبتسم له ولكن دون إرادتها ظهر الحزن بعيناها ليسالها : طيب زعلانه ليه ؟!

هزت وسيله كتفها وقالت بتلقائيه : زهقانه 

نظر إليها والي هذا المنظر الخلاب الممتد أمام شوفه غرفتها بالفندق ليسألها : زهقانه من ايه يا روحي ....ده كفايه الفيو اللي قدامك 

زفرت وسيله وهتفت بعصبيه خانتها : زهقانه من القعده لوحدي ياعمر سواء هنا او في البيت ....اه ال view تحفه والبيت في الساحل جنه مش مجرد بيت بس بالنسبه ليا اربع حيطان سواء هنا او هناك ...قاعده بكلم نفسي لما بقيت هتجنن !

اتسعت عيون عمر يتطلع إليها ويستمع الي شكواها وكالعادة اول ما يخطر بباله هو مسكن مؤقت و لا يهتم بحل المشكله من الاساس والتي ستدفعه الي تفكير والتفكير بأي شيء لايجعله يشعر بالراحه لذا يتجنبه 

ظل صدر وسيله يعلو ويهبط من فرك انفعالها بعد أن أنهت كلماتها لتجلس علي المقعد مجددا وهي تطرق باصابعها بعصبيه بينما توقعت منه أن يثور أو يتهمها أنها لا تهتم لحالته النفسيه كما اعتادت منه خلصت بعد مرض أبيه ولكنها لم تستطيع السيطرة علي نفسيتها هي وإرادت أن تنفجر وكانت الظروف بصالح عمر أنه تقبل برحابه صدر عصبيتها وشكواها فلم يجعلها تتطرق لانه اناني في حبها ولا يهتم إلا بنفسه واضاف رصيد الي حنانه وهو يميل عليها يمرر يداه برقه علي كتفها قائلا : يلا قومي البسي 

نظرت له باستفهام ليبتسم لها برقه : يلا حبيتي البسي وتعالي نخرج وانا وعد مني مش هسيبك لوحدك 

مال تجاه وجنتيها يقبلها وهو يتابع : حقك عليا اني زعلتك بس غصب عني يا سيلا مكنش ينفع اسيب بابا وهو تعبان 

بصفاء ربتت وسيله علي يده قائله : سوري ياعمر اني اتعصبت بس غصب عني كنت مخنوقه 

ابتسم لها برقه قائلا : ولا يهمك يا روحي ...يلا قومي البسي نخرج شويه 

تناولا الطعام سويا وتجولا هنا وهناك وبسهوله استطاع عمر كالعاده كسب المزيد من حبها له بينما رأته أنه مظلوم ومجددا تجاهلت اي تفكير عقلاني وسارت خلف مشاعرها دون أن تثبت مشاعرها علي اساس صلب 

نظرت له باستفهام بينما يأخذها الي ذلك المحل الذي مجرد دخولها إليه جعل فيضان من المشاعر يجتاح قلبها لرؤيه تلك الملابس والأشياء الصغيرة المبهجه لتجده يتوقف أمام تلك الفساتين الصغيرة يختار أحدها لتسأله : انت بتشتري هدوم بيبي ليه ياعمر 

كانت دقات قلبها تتحرك بداخلها فقط لمجرد التفكير بأنه يلمح لرغبته بأن يكون لهم طفل وكم كانت حالمه تلك اللحظه وكافيه بجعلها تكاد تطير من الي السماء لتنزلها اجابته سريعا الي الأرض وهو يردد ببساطه : هجيب شويه حاجات لتينا وجوري عشان البيبيهات بتوعهم 

اومات وسيله وحاولت بصعوبه ابتلاع غصه حلقها لتخونها كلماتها المتمنيه : ااه...فكرتك هتجيبهم لينا 

ضحك عمر قائلا ببساطه جرحتها : لا لينا ايه يا روحي ... احنا كويسين اوي كده ومش ناقصين عيال ومسؤولية دلوقتي 

ازدادت ضحكته ليدمي صقيع كلماته قلبها لتلك البساطه التي يتحدث بها : احنا اصلا عيال ...مش محتاجين نشيل مسؤولية عيال ! 

تابع اختياره وهو يتحرك من هنا لهناك دون أن يلمح تأثير كلماته عليها بينما بداخلها أرادت أن تسمح لدموعها أن تنزل وهو يتحدث بتلك البساطه عن حلم اي فتاه ورغبتها بأن يكون حبيبها هو الراغب بطفل منها لا أن يخبرها أنه لا يريد مسؤليه بل ويشركها بذات الوصف الذي أرادت أن تصححه له بأنها تريد اطفال ومن قال إنها لا ترحب بتلك المسؤوليه المحببه ...!

...........

....


نقلت شهد خدها الذي تسنده بيدها اليسري الي يدها اليمني بينما جلست في مقابله تلك الاريكه التي جلست عليها زينه بالوسط وعلي جانبها الأيمن تينا وجانبها الأيسر جوري وكل منهما شارده وملامح الحزن والصمت تخيم علي الجميع ...تنهدت بصوت مسموع لتنظر لها زينه ثم تخفض عيناها وهي تفكر بالف شيء واولهم كيف تبعد تلك السحابه القاتمه عن منزلها ...تشعر ان عاصم ليس علي مايرام والسبب الأساسي حزنه علي ابنته مهما أبدت جوري انها بخير إلا أنه يشعر بحزنها وهي ايضا بينما تدرك مقدار حب ابنتها لمراد وهناك أيضا تينا التي تشعر بأن هناك شيء بينها وبين سيف ذلك الذي يتحمل الكثير من أجل الجميع وهناك عمر الذي يماثل الطير المهاجر لايبقي بأي عش ....!

توقف عمر للحظات طويله يتأمل تلك الجلسه الصامته لتكاد تقتله تعبيرات ملامح وجهه شهد حينما سألها بعيناه عما يحدث لتهز كتفها وتقلد ملامح الجميع بكأبه مضحكه 

اقترب منهم ووقف أمامهم ليضع يده علي خده بحركه مسرحيه وهو يسألهم : خير مين مات يا ستات السيوفي 

زجرته زينه بنظراتها : عمر بطل يخافه

رفع حاجبه : وانا عملت حاجه ...انتوا مش شايفين قعدتكم وكأنكم في عزا 

زفرت زينه و اعتدلت واقفه تهتف به : عمر انا مفيش فيا دماغك لهزارك و سيب البنات في حالهم 

جلس عمر مكانها بين الفتيات وقال بمرح : ماله حالكم يا بنات 

هتفت زينه به : عمر !

نظر لها رافعا حاجبه وقبل أن يقول شيء كان عاصم ينزل الدرج متسائلا : في ايه ؟!

قال عمر بمرح وهو يقفز من مكانه ويتجه الي جوار أبيه : كويس انك جيت ياباشا تعالي شوف الستات عاملين ايه وفي الاخر يقولوا الرجاله نكديه 

ضحك بمرح وتابع : ده حتي البت شهد اتعدت منهم وقاعده مبوزه زيهم 

قال عاصم وهو يربت علي كتفه : طيب سيبهم في حالهم وتعالي نقعد سوا احنا 

هز عمر رأسه قائلا وهو يتجه الي حيث تلك الأشياء التي وضعها جانبا لدي عودته : لا تعالي انت اقعد وشوف عمور هيغير مودهم ازاي 

وبالفعل ما أن بدأ بفتح تلك الهدايا التي أحضرها كانت الابتسامه تجد طريقها لوجوه الجميع لتكون أولهم زينه التي احتضنت أحدي الفساتين الصغيرة : الله ياعمر حلو اوي 

شاركتها تينا وجوري وكذلك عاصم الذي نسي كل ما يفكر به فقط وأنساب مع تلك الطاقه الايجابيه وهو ينظر لأشياء الاطفال 

التفتت زينه تجاه سيف الذي وصل بعد قليل لتشير له : تعالي ياسيفو شوف اخوك جاب ايه للبيبي 

ضحكت وتابعت : البيبيهات مش بيبي واحد 

اشار عاصم لهم بحزم محبب : عاوز بنات انا بقولكم اهو ....احفادي كلهم أن شاء الله عاوزهم بنات 

ضحكت الفتيات لتلوح كلمات تينا بافق عمر ويفكر للحظه بأن يتجاوز هذا الحاجز وعلي الاقل يلمح لأبيه 

ليجلس علي يد المقعد بجوار أبيه قائلا بمرح : انا عن نفسي موافق اجيبلك بنات ...ولا مش عاوز حفيد من ابنك عمور 

التفت عاصم له وكذلك تأهبت ملامح سيف يستعد لما سيقوله عمر تاليا والذي لاحت بعيناه الشجاعه مقررا بأنه علي الاقل سيخبر أبيه أنه مرتبط بفتاه ويريد الزواج بها ثم يعترف بما حدث 

لتتغير ملامحه وكذلك ملامح سيف حينما قال عاصم بمغزي غلفه بالمرح حتي لا يفسد تلك اللحظات 

: لا لسه بدري علي عمور ابني لما افكر اجوزه اصلا !

افحمت كلمات عاصم عمر وعلي الفور تبخرت شجاعته ونظر الي سيف بمغزي وكأنه يخبره أنه ليس الجاني بل الضحيه لقرارات أبيه بسابق حكمه عليه بأنه غير مؤهل حاليا للزواج ...!

...........

.....

حركت غرام ساقيها تعاكس وضعهما كلما شعرت بالتعب من تلك الوقفه التي تقفها منذ ساعتين اسفل تلك العمارة التي تبعد بضع عمارات عن المنزل 

رفعت عيناها للاعلي ثم نظرت إلي هاتفها وعادت لتقف وهي تحاول تسليه نفسها بمشاهده السيارات التي تعبر امامها لعل الوقت يمر ولكن ما مر امامها بتلك اللحظه لم يكن الوقت بل سياره ايهم الذي للحظه لم يصدق رؤيته لهذا الطيف فكان سريعا ما يدير راسه لتتأكد رؤيته لها فكان بنفس اللحظه يضغط المكابح ويوقف السيارة جانبا وينزل منها وعيناه تكاد تطلق شهب وليس مجرد شرر 

وهو يتجه إليها ودون أي مقدمات مدفوعا بنظراتها الخائفه كان يمسك ذراعها بعنف هاتفا من بين أسنانه : بتعملي ايه هنا ....كنتي فين ونازله من البيت ليه اصلا 

اسئله لايوجد خلفها الا الشك دفعها ايهم بوجهها واصلا تعلثمها وخوفها الفطري منه لم يساعدها بل جعل نظراته تتوهج بالغضب أكثر بينما لم يفكر بأي أجابه منطقيه ..!

...........

...

فرك سيف جبينه بينما جلس في أحد المقاعد المقابله لأخيه عمر الذي حاول قدر الإمكان عدم اظهار مشاعره بل انتظر بفارغ الصبر مرور العشاء بينهم كأسرة ثم اختلي بنفسه يجلس بالحديقه ولاول مره يفكر في هذا الوضع الذي وضع نفسه به ليغلبه ضيقه من التفكير ويحاول إقناع نفسه كالعاده الا يهتم بشيء ويمضي بطريقه ما دام هو سعيد وبالنهاية سيحدث ماهو مقدر. ...سيعلم أبيه بطريقه ما أن لم يكن الان فربما غدا ...سيأتي الوقت وليس عليه التفكير !

: عمر 

نظر عمر لأخيه الذي غلبته مشاعره تجاهه وكالعادة مظلوميته تجعل الجميع يتاثر له ليقول له برفق : متاخدش كلام بابا جد ...هو مش قصده وعاوز بس يضغط عليك انك تتحمل المسؤولية

قام ليجلس بجواره وتابع بتشجيع : انت بس خد القرار وانا في ضهرك وخلينا نقوله ...كده كده هيعرف مفيش حاجه بتستخبي يبقي يعرف منك أنت احسن 

نظر عمر إليه بقليل من الاستخفاف : بالبساطه دي ...انت مسمعتش كلامه ...ده رافض المبدأ اصلا عاوزني بقي فجاه أقوله انا اساسا متجوز لا وكمان من وراك

هتف سيف بانفعال بينما شعر بأن أخيه وجد السبب الذي سيختبيء خلفه : وهو مش ده الواقع !

صمت عمر ليزجره أخيه : ياعمر انت فاكر هتفضل مخبي اد ايه ...طيب للحظه مفكرتش أن مراتك تحمل أو حتي تكون حامل دلوقتي 

ظن سيف أنه تغلب علي أخيه بهذا السؤال الذي انتظر إجابته بعيون ثاقبه يتطلع بها الي عمر الذي رد بلا تردد أو تفكير علي سؤال أخيه بسؤال : ليه فكرت في الاحتمال ده 

نظر له سيف مزمجرا : يعني ايه ليه فكرت ...واحد متجوز بقاله شهور ...ليه مش احتمال مراته تكون حامل 

احتدت نبرته بينما يتابع : فكر في الاحتمال ده كويس ياعمر عشان كل يوم الكذبه بتكبر ...فكر لو وسيله حامل هيكون موقفك ايه قدامها وانت لسه اصلا ماخدتش خطوه انك تعلن جوازكم 

هز عمر رأسه بثقه : مش هتبقي حامل ..!

عقد سيف حاجبيه باستفهام : جايب الثقه دي منين ...؟!

اشاح عمر بوجهه قائلا : اهو بقي مش حامل وخلاص ياسيف ...

قبل أن يقول سيف شيء كان عمر يعتدل واقفا وهو يقول بضيق واضح 

: سيف أنا مخنوق ومش عاوز افكر ولا اتكلم في أي حاجه دلوقتي ...وانت كمان زيي اكيد فلو سمحت كفايه كلام في الموضوع ده !

نظر له سيف باستنكار تجاهله عمر وهو يعتدل واقفا ليمسك سيف بذراع أخيه : لا مش كفايه ياعمر 

زفر عمر قائلا بحده : لا كفايه يا سيف ...انا عارف انا بعمل ايه كويس وانا مرتاح كده 

عقد سيف حاجبيه باستنكار مرددا : مرتاح 

اوما له عمر باقتناع : اه مرتاح 

لوي سيف شفتيه ونظر الي اقتناع أخيه الزائف بسخريه ليتجاهله عمر وهويخطو بعيدا عن اخيه وهو يعلم وجهته تماما حينما يشعر بالضيق!


.............

....

رفع ايهم عيناه للاعلي بينما يستوعب ما نطقت به غرام والذي اطفيء كل غضبه بل حوله لخجل رفض الاعتراف به وهو يعقد حاجبيه ناظرا لها يراجع كلماتها : وانتي جيتي معاها 

اومات غرام بتعلثم وهي تعيد ما قالته : لما حلا قالت ليا أنه عيد ميلاد صاحبتها وعاوزة تروح واتصلت بيك تليفونك مقفول وحسيت أنها زعلت لما قولتلها لا واكدت انك مش هتمانع أنها تروح وان المشكله أنها مش عارفه تتصل بيك فقولت اجي معاها اوصلها واستناها تحت عشان خوفت عليها !

سخنت انفاس ايهم رافضا أن يعترف بخطأه في حقها بينما هي مازالت تزيد من رصيدها في العنايه ببناته 

لينظر لها بضيق واضح جعلها تخفض عيناها بينما تسأل نفسها لماذا تقف أمامه تكاد تغرق خوفا من نظراته بينما هي لم تفعل شيء كما لم تفعل أي شيء في الايام السابقه وكل ما تلقاه منه هو تلك المعامله السيئه 

اشاح ايهم بوجهه هاتفا بنبره أمره : يلا ارجعي البيت و...قبل أن يتابع جملته كانت تسأله بأندفاع : وحلا !

هتف بضيق : هرجعها انا 

استدرات وتحركت في الجهه الأخري لتسير عائده الي المنزل الذي لم تكد تصل إليه حتي تذكرت ما أرادت شراءه لتتردد ولكن وعدها لهنا جعلها تتابع سيرها وهي تتذكر ذلك الوصف للطريق الذي وصفته لها هنا ...!

.........

....

مدت وسيله يدها تجاه وجنتيها تزيل تلك الدمعه التي انسابت فوقها وعادت لتضع يدها اسفل وجنتها علي الوساده التي لم تفارقها منذ عودتها لغرفه الفندق ...رفعت راسها قليلا حينما استمعت لصوت الكارت الالكتروني الذي يفتح باب الغرفه لتعود سريعا تضع راسها علي الوساده وتغمض عيونها بينما لا توجد لديها أي رغبه بالتحدث معه ...اغلق عمر الباب خلفه وتقدم الي داخل الغرفه ليلمح علي الاضاءه الخافته جسدها المتمدد فوق الفراش .....هو الآخر لم يكن لديه أي رغبه في الحديث فقط يريد الهروب الي رحابه صدرها والغرق في دوامه حبها بلا حديث أو تفكير أو اسئله لذا مد يداه ليخلع التيشيرت الذي يرتديه ويلقيه جانبا ثم يجذب حزامه الجلدي ويحله عن خصره ويخلع بنطاله ويلقيه بإهمال ثم يتجه الي جوارها ...جلس لحظه يخلع بها ساعته ويضعها الي جواره ثم قرب جسده منها لتشعر وسيله بحراره صدره تلامس ظهرها فكتمت تلك التنهيده بداخل صدرها وزادت من اعتصار جفونها المغلقه علي عيونها بينما استمعت لهمسه الحميمي بجوار أذنها يهمس بحرارة : سيلا ...اصحي .....زادت حراره همساته وهو يمرر أنامله برفق علي جانب وجهها يبعد عنه خصلات شعرها الحريريه : وحشتيني !

تمزقت للحظه ما بين التعبير عن عدم رغبتها في القرب منه وما بين صد لأول مره يلقاه منها ليخرج صوتها ضعيفا بينما تتمتم: عاوزة انام ياعمر 

لم يترجم عقله اي رفض أو جفاء منها بل كل ما كان يتدفق بعروقه هو رغبته بها للغرق بمتعه الحب والراحه التي لا يجدها الا معها فقرب جسده منها أكثر ودفن رأسه في جانب عنقها يطبع عليه قبله مطوله معبقه بالاشتياق وعاد ليهمس بشغف ملتهب وهو يحرك يداه تجاه جسدها : وانا عاوزك يا سيلا ...!

قبل أن تبعد وسيله جسدها عن حراره جسده كما انتوت كان تيار رغبته بها يجرفها الي الاعماق بينما أدارها تجاهه وسرعان ما تناول شفتيها بشفتيه يلتقمها بقبله حاره تحركت فوق كل انش بشفتيها يتذوقه اولا بقبلات صغيرة سرعان ما تحولت إلي قبلات لاهبه ماثلت لهيب أنفاسه التي داعبت عنقها وهو ينتقل إليه بشفتيه يمررها فوق بشرتها الناعمه التي زادت من رغبته فما كان منه إلا اشتركت أسنانه مع شفتيه في قبلاته التي توالت بحراره عجزت وسيله عن مقاومتها بينما اقتنص تجاوبها معه وهو يتفنن في نوبه حبه لها التي لم يكد ينهيها حتي بدء نوبه أخري خدرت جميع حواسه وجعلته يشعر بالرضي البالغ ليجذبها الي صدره حيث نبض قلبه بقوة بداخله ويغمض عيناه القريرة ويغرق بنوم عميق لم يقترب من وسيله من قريب أو بعيد بينما جافت عيونها النوم وبقيت مستيقظه تضع راسها فوق صدره والتفكير يقتل أي شعور بداخلها بينما تمزقت بين تناقضاته !

..........

....

خرج ايهم من غرفته التي دخلها للتو علي صوت انغلاق باب المنزل ليعقد حاجبيه باستفهام حينما وجد غرام هي من دخلت للتو ...نظر إليها باستفهام عن اين كانت بينما ظنها بالفعل سبقته وعادت الي المنزل ولم يهتم بأن يتأكد لدي عودته مع ابنته ودخل الي غرفته ليتفاجيء بها تعود من الخارج .....اتجه إليها بخطوات غاضبه يسألها : كنتي فين ؟!

ابتلعت غرام بخوف واضح بنظراتها وهي ترفع ذلك الكيس أمامه وتقول بتعلثم : روحت اجيب حاجات ...اصل ...اصل هنا ...هنا كانت عاوزة كنافه بال....قاطعها ايهم بعصبيه بينما كل شيء تفعله يثير غضبه لا يعرف لماذا ...لماذا بكل جمله يسمع اسم ابنتاه...هل تتعمد أن تخبره أنها تهتم بهم ...!

باندفاع لوح بيده تجاه ذلك الكيس ليسقط من يدها أرضا وتتناثر محتوياته مصدره ضجيج لم يكن اعلي من صوته الذي هتف بها بغضب : انتي غبيه مبتفهميش ...انا مش قولتلك ارجعي البيت ولا قاصده تكسري كلامي 

خانتها دموعها وهي تركز نظراتها علي الأرض حيث تناثرت الاشياء هنا وهناك لتهتف به برجاء وهي ترفع عيناها تجاه الداخل : وطي صوتك البنات هتسمعك 

احتدت نظراته لتختنق بغصه حلقها وهي تتابع برجاء : هما مش متعودين عليك كده ...اتسعت عيون ايهم مما نطقت به بينما تخبره أنها تهتم بصورته أمام ابنتاه ولا تهتم بتوبيخه لها ليزداد اتساع عيناه حينما انحنت 

بهوان تجمع الاشياء من علب الأرض وهي تبرر : انا مقصدش اكسر كلامك بس قولت اجيب لهنا الكنافه ...و 

...زمجر ايهم بها بغضب يقاطعها وهو يمسك بذراعها يوقفها ويمنعها أن تجثو أمامه بهذا الذل الذي تستحدثه عليها وتتقبل كل ما يفعله مما يثير غضبه أكثر ويحصره بدور الجاني

ليطبق علي ذراعها بقبضته وهو يتابع من بين أسنانه : بعد كده لما تعوزي حاجه تبعتي البواب ...فاهمه !

اومات غرام بصمت ممزوج بدموعها كان وقعه أشد من اي كلمه تقولها ردا علي جبروته وظلمه لها ومن قال إن الرد يجب أن يأتي منها فهاهو ما أن استدار حتي وجد ابنتاه يقفون خلفه وقد خرجوا من غرفتهم لتفاجئهم رؤيته يتحدث مع غرام بتلك العصبيته ....احتقن وجه ايهم وسرعان ما اتجه الي غرفته دون أن يتوقف 

أسرعت الفتاتان تجاه غرام التي حاولت أن تكبح دموعها ولكن الأوان قد فات وانسابت المزيد من عبراتها الحاره وهي تلتقي بذراع الفتيات يربتون علي كتفها بحنان وتسالها إحداهما بتأثر : ايه اللي حصل ؟!

تراه دوما اب مثالي لذا لا تريد إفساد تلك الصورة أو العلاقه بينه وبين ابنتاه لتقول وهي تربت علي يدهم وسرعان ما تمسح دموعها : ابدا مفيش 

نظرت لها حلا بتأثر : مفيش ازاي ....بابي اتخانق معاكي بسببي مش كده 

هزت غرام راسها : لا خالص ... انا بس نسيت أقوله وهو اتضايق بس انا الغلطانه 

دفع ايهم باب الغرفه بحنق شديد بينما استمع لها ليركل الارض بعصبيه مكتومه فهي أصبحت ملاك تدافع عنه أمام ابنتاه

ساعدت الفتيات غرام بجمع الاشياء لتتغلب غرام علي جرح قلبها وانكسار كرامتها وهي تتظاهر بأن شيئا لم يحدث أمام الفتيات الذين وقفوا معها يساعدوها لإعداد الحلوي التي ارادتها هنا .....

......

.....

تركت منيرة ما بيدها سريعا ما أن استمعت لصوت رنين جرس الباب لتسرع شهد تسبقها قائله : هفتح انا 

اومات منيرة وعادت تتابع عملها بينما أسرعت شهد تفتح الباب لتعقد حاجبيها بتأهب حينما وجدت مراد امامها 

لتنظر له بفضول لم يكن مراد بحاله تسمح له برؤيته أو التحدث بأي شيء إلا ما جاء من أجله والذي لم يرتب له كلمات فقط اتي بلا تفكير فقط باندفاع وغضب وحنق شديد ليضغط علي أسنانه ويهتف بها وهو يخطو للداخل خطوتين : فين جوري ؟!

لم تقل شهد شيء بينما تقدمت خلفه سريعا حينما وجدت عاصم يترك الاوراق التي كانت بيده ويتركها علي الطاوله أمامه ويقوم باتجاه مراد يقف أمامه يناظره بنظرات متساءله : خير !

كان آخر شخص يريد مراد رؤيته أو التحدث معه بينما كل ماسيطر علي عقله ان عاصم السبب بما يحدث لهم ليشيح بوجهه ويهتف باحتدام : عاوز اتكلم مع جوري 

قابل عاصم احتدام نبرته ببرود قائلا وهو يضع يداه بجيوبه : الكلام اللي عندها قالته وحاليا كلامك معايا 

التفت له مراد بحده بينما تابع عاصم بنبره قاطعه: وكلامك هيكون بس في تفاصيل الطلاق !

هز مراد رأسه برفض شديد واندفع خطوه أمام عاصم هاتفا بثبات : مفيش طلاق ولو سمحت متتدخلش بيني وبين مراتي 

طالعه عاصم بنظرات مستخفه زادت من حنقه : مراتك دي تبقي بنتي وحقي أتدخل 

هز مراد رأسه واندفع بغضب مزمجرا : مش من حقك .....جوري مراتي وهتكلم معاها وهي بس الوحيده اللي من حقها تتكلم مش انت خالص 

نفض عاصم بروده عنه ما أن تعالي صوت مراد في أرجاء المنزل ليزمجر بصوت حاد : اسمها حضرتك مش انت .....رفع إصبعه أمام وجهه وتابع بتحذير : اياك صوتك يعلي قدامي أو في بيتي ....انا هعمل حساب لابوك بس لو فكرت تعيدها تاني هطردك برا 

تجاهل مراد تحذير عاصم بينما غلبه غضبه ليندفه بخطوات غاضبه ويتعالي صوته في أرجاء المنزل ينادي اسمها بجنون لتصطدم يده بتلك الفازة الكريستاليه الموضوعه علي الطاوله بوسط البهو فتسقط مدويه ضجيج قوي امتزج بصوته الذي ينادي اسمها : جوري 

..جوري 

فاض الكيل بعاصم الذي حاول قدر الإمكان التحكم في غضبه ليسرع خطوتين ويتوقف أمام مراد يتطلع له بغضب عارم واجهه مراد بانفعال شديد وكأنه علي وشك الجنون وهو يصيح به باتهام : انت السبب في كل اللي وصلنا له ....انت اللي مليت دماغها بكلامك وخليتها تطلب الطلاق ....انا وهي كنا مبسوطين قبل ما تتدخل بينا ...انت اللي دمرت حياتنا وانت اللي هتندم وهي قدامك مقهورة عشان ضغطت عليها وخليتها تطلب الطلاق 

عكس ما توقع الجميع الذين خرجوا علي تلك الأصوات 

لم ينفجر غضب عاصم بمراد بل بدأ يهدأ فجاه لتنظر تينا الي جوري التي نزلت الدرج واستمعت لصياح مراد بتلك الاتهامات لأبيها لتتقدم زينه بضع خطوات تجاه عاصم ترجوه بنظراتها أن يهدأ ولكنها لم تلبث تنطق اسمه : عاصم !

حتي اشار لها بيده أن تتوقف لتقف زينه مكانها بترقب كما حال الجميع لموقف عاصم امام مراد الذي كان ينظر له بعداء شديد بينما القي كل ذنوبه علي عاصم وحده والذي أخذ لحظه يسأل نفسه هل هو السبب بتعاسه ابنته كما يتهمه ليقول عاصم بتمهل : انت بتفكرني بعمر ابني 

بتكسر وتدوس علي كل حاجه قدامك وتدور علي اي حد ترمي عليه غلطاتك من غير ما تبص وراك وتشوف نتيجه عمايلك ......بشفاه ملتويه تابع وهو يشير إلي تلك الفازه التي تناثر زجاجها علي الأرض الرخاميه : زي ما كسرت الفازة دي وحتي مفكرتش تعتذر !

أدار مراد عيناه الي حيث اشار عاصم الذي لخص الموقف بمشهد واقعي لا يقبل الجدل ليختم حديثه بهدوء كما بدأه وهو يتجه الي أحد المقاعد يجلس عليها ويضع ساق فوق الأخري مشيرا إلي مراد الذي بقي واقف مكانه يتطلع الي تلك العيون حوله باستهجان بينما هو المغدور وليس الجاني : جوري قدامك قولها اللي انت عاوز تقوله 

بثبات وهدوء جلس عاصم بينما وثق في ترك القرار لابنته 

لم تكن جوري بموقف تحسد عليه وهي تراه بتلك الحاله من الانهيار والضعف التي لم تراه بهما سابقا 

لتقول زينه برفق وهي تحث ابنتها التي يتمزق قلبها من أجلها : روحي ياجوري اتكلمي مع مراد 

حثت زينه مراد بنظراتها علي أن يتحرك خلف جوري التي اتجهت الي غرفه مكتب ابيها تغمض عيناها مع كل خطوه وهي تفكر في القرار الذي أخذته هل تتراجع عنه ام تبقي عليه !

حرك عاصم يداه علي وجهه بانفعال داخلي وأخذ يغمض عيناه وهو يفكر بأنه لايريد شيء إلا سعاده أبناءه 

وعليه ان يتقبل قرار ابنته مهما كان 

اول ما نطق به مراد ما أن دخل خلف جوري خطوه واحده هو ذلك السؤال الذي خرج من جوفه المحترق : انا عملت ايييه عشان كل ده ؟!

ببطء استدارت جوري إليه تسأل نفسها نفس السؤال لتدور برأسها الف اجابه ولكن ولا واحده منهم خرجت من بين شفتيها التي نطقت ببطء بما تشعر به : ولا حاجه !

عقد مراد حاجبيه بقوة مرددا : ولا حاجه !!

اومأت جوري له وأخذت نفس عميق قبل أن تقول : أيوة يا مراد .....مش فاكره ولا حاجه انت عملتها 

اجابتها كانت غريبه وكأنها بلغه لايفهمها لتتابع جوري دون أن تعطيه فرصه لنطق استنكاره : مش فاكره ولا عاوزة افتكر ولا افكر ايه اللي وصلني لاحساسي أن كل اللي انا عاوزاه دلوقتي هو اني ابعد عنك !

ان كان للكلمات نصل فقد كانت كلماتها أشد حده من اي نصل انغرس بصميم قلبه وكرامته التي نزفت بينما رفعت 

أمامه رايه الخلاص ....الخلاص وكفي ...بلا اسباب ...بلا عتاب ...بلا كلمات ...فقط الخلاص 

خرج بخطوات لايعرف أن كانت غاضبه أو مقهورة 

ولكنها خطوات حاده اوقفتها نبره عاصم الذي ظل علي جلسته الهادئه ...مراد !

التفت مراد إليه ببطء ليشير عاصم الي نفس القطع الزجاجيه : برضه ماشي من غير ما تعتذر انك كسرتها !

لم يكن هناك تعبير أشد بلاغه يقوده به الي جثامه خطأه فهو لم يعتذر لابنته ابدا ولا مره عن سوء تصرفه وهاهو المفتاح ولكن انعدام رؤيه مراد جعلته اعمي فلم يفهم مغزي كلمات عاصم ...! 

.......

......

تألمت ملامح مديحه وهي تتطلع الي اختها التي تتمتم بكلمات لا تستطيع فهمها لتقول برفق : طيب اهدي يا امتثال ...اهدي يا اختي وبراحه فهميني عاوزة ايه 

بثقل حاولت امتثال نطق الاسم الذي ينطق به قلبها فهي لا تفكر بشيء إلا ذلك الالم بقلبها من أجل حفيدتها ....حاولت وحاولت بلا فائده لتتنهد بيأس وهي تنكس راسها وتترك لدموعها العنان بينما لا تستطيع نطق اسمها حتي ..!

.........

....

نظرت سلمي باستخفاف تجاه ريم قبل أن ترفع حاجبها قائله : يا سلام !

بقي انتي عاوزة تعملي لنديم مفاجاه في عيد ميلاده وعاوزاني اساعدك تختاري له هديه بيحبها 

قالت ريم بعتاب لصديقتها التي لم تعد كذلك بعد ما حدث بينهم : وفيها ايه يا سلمي

هتفت سلمي بغضب : فيها انك اكيد بتعملي لعبه جديده من الاعيبك 

هزت ريم راسها : وانا هعمل كده ليه ؟!

نظرت إلي صديقتها وتابعت : يا سلمي انا مش وحشه اوي كده ....انا اه غلطت بس غلطت في اختياري وكلما بنغلط وانا اهو بحاول اصلح الغلط ده وعاوزة حياتي انا ونديم تتحسن 

نظرت لها سلمي للحظه ثم اشاحت بوجهها هاتفه بسخط : وانا مش مصدقاكي ....ماهو مش فجاه كده حبتيه !

خفضت ريم راسها وقالت بصدق : مش فجاه بس لما فوقت وعرفت أن ده الحب اللي بجد 

رفعت عيناها تجاه سلمي وتابعت : نديم كان بيحبني بس اذاني برضه ومتنكريش وانا كنت متلخبطه ومش عارفه بعمل ايه بس خلاص عرفت اني عاوزة اكمل حياتي مع نديم ونبدا صفحه جديده .

.......

....

نامت هنا قريره العين بعد أن تناولت الحلوي التي ارادتها والتي علقت رائحتها الشهيه أرجاء المنزل لتمحو غرام الابتسامه التي رسمتها علي وجهها طوال الساعات الماضيه فقط من أجل الفتيات وتعود تلك الملامح الحزينه تكسو وجهها لتتوقف مكانها وتنظر الي باب غرفته المغلق بتمهل وتردد ولكن قبل أن تخونها شجاعتها كانت تفتح الباب وتدخل ..... عقد ايهم حاجباه ورفع رأسه من فوق الوساده بدهشه حينما وجدها تدخل إليه وقبل أن يسأل أو يستفهم كانت غرام تقول وهي تستجمع شجاعتها : علي فكره انا معملتش حاجه عشان تشك فيا !

لم تتطرق الي سوء معاملته أو جفاءه معها ولم تتبرم أو تتذمر فقط ما لم تطيقه هو فعلته التي تنم عن شك خالص !

قبل أن يقول شيء كانت تتابع بانفعال ممزوج بغصه حلقها : انا بنت كويسه ...هفضل اقولك كده عشان أنا بنت كويسه ...غلطت وعارفه اني غلطتي هتفضل قدامي واتحاسب عليها وعشان كده انا ساكته وقابله كل اللي بتعمله بس مش قابله ابدا انك تشك فيا 

خرجت إجابته بما لم تتوقعه بينما لا ينكر أنه نفسه استاء من تصرفه ليقول باقتضاب : انا مشكتش فيكي !

رمشت غرام باهدابها لتحاول التمسك بدموعها و لأول مره تلتقي عيناها بعيناه بعتاب مستجد بينما تقول بصوت مختنق : شكيت !

واجهته أكثر بنظراتها وهي تتابع : اتعودت منك تكون صريح وشجاع يبقي متكدبش وقول انك شكيت فيا !

رفع ايهم حاجباه من تلك الكلمات التي خرجت من فمها دفعه واحده ولا تعرف غرام كيف تجرأت ونطقتها لتشعر أنها قالت ما تريد قوله لذا سريعا ما أعطت الأمر لساقيها بالحركه ولكنها لم تلبث ان تحركت خطوتين حتي هتف ايهم بها يوقفها : استني عندك 

وقفت مكانها والتفتت إليه لينظر لها باحتدام : قصدك اني جبان مثلا وخايف منك 

هزت غرام راسها ولم تسعفها الكلمات ليزم ايهم شفتيه ويزجرها بضيق : طيب بما انك عاوزة الصراحه ...اه شكيت 

رفعت إليه عيناها التي لمعت بها الدموع ليتابع بضيق أشد يعنفها كأنها طفله صغيرة : عشان انتي اللي تصرفاتك غلط ....كان هيحصل ايه لو قولتي ليا رايحه فين!

نظرت إليه ليهز رأسه بحنق وهو يضرب ظهر الفراش خلفه بقبضته : انا مش الغول في الحكايه !

ببراءه نظرت إليه بنفس الخوف وهي تردد : امال انت ايه ؟!

سخنت انفاس ايهم ليهتف بها بسخط : انا واحد اجبرتيه يعمل حاجه هو مش عاوزها وده لوحده يخليني كل لحظه ادورلك علي غلطه..فاهمه !

تقابلت عيناه بعيناها لتري بداخله غضب شديد لا تنكر أنه غضب يخيفها ولكن بتلك اللحظه لم تشعر بالخوف بل برغبه بامتصاص هذا الغضب الذي فهمت سببه ....دون أن تتجرأ وتنطق شيء آخر كانت تغادر بصمت !

.........

......

بارهاق ذهني وجسدي صعد سيف الي غرفته لتتقابل عيناه بعيون تينا التي ألقت إليه نظره معاتبه ثم عادت لتنظر في الكتاب الذي بيدها ليتنهد سيف من داخله بثقل وهو يتذكر أن تلك ليست نهايه يومه المشحون ولا الراحه التي ينشدها فهناك جوله أخري عليه خوضها وكم كان يتمني أن ينتهي يومه فقط بالقاء جسده المرهق علي الفراش والغط في نوم عميق ليبدأ غدا نهار اخر من عمل ومسؤولية لا تنتهي .... فكر للحظه أن يتجنب الحديث الذي ربما يتحول لشجار ولكن قلبه لم يطاوعه أن يتركها بتلك النظرات المعاتبه والتي لا مست قلبه قبل عيناه ....فك بضع ازرار من قميصه واتجه ليجلس بجوار زوجته يتطلع إليها للحظات قبل أن يتنهد بتعب واضح في نبرته التي خرجت معاتبه : لو مكنتيش انتي اللي تتحملني يا تينا مين يتحملني ....مرر يداه برفق شديد علي جانب ذراعها بينما يتابع : عارف اني مقصر معاكي واني غرقان وسط الشغل ومشاكل العيله ومشغول عنك بس غصب عني يا روحي ....مينفعش اقصر معاهم والوحيده اللي اقدر اجي عليها وانا عارف انها هتتحملني وتحس بيا هي انتي ...مش كده يا روحي 

حسنا تبخر اي غضب أو عتاب بداخلها من رفق وحسن اختيار كلماته وتقديم عذر لائق لتهز تينا راسها وتلتفت إليه بكامل جسدها وتقول برقه : طبعا يا سيف هتحملك ....انا مقدره اللي انت فيه وغصب عني ببقي محتاجه ليك جنبي دايما

ابتسم سيف لها ولمعت عيناه بحب صافي تستحقه ليجذبها الي صدره ويربت علي كتفها قائلا : وانا جنبك دايما ....حتي لو مش معاكي اتاكدي أن قلبي وعقلي معاكي 

حلقت فوق السحاب من رومانسيه كلماته لتمد ذراعيها حوله وتتشبث أكثر بحضنه الذي احتواها بداخله ..

.........

...

في الصباح 

فتحت وسيله عيناها التي دون إرادتها غلبها النعاس بينما اضناها التفكير طوال الليل 

لتجد عمر واقف أمام المرأه يصفف شعره وقد انتهي من ارتداء ملابسه ....التفت عمر ناحيتها حينما سألته بلا مقدمات : انت رايح فين ياعمر ؟

قال بهدوء وهو يهز كتفه بينما استنكر سؤالها : عندي شغل ...مش تقولي صباح الخير يا وسيله 

تجاهلت وسيله تأنيبه لها بينما تمسكت برفضها لمرور يوم اخر بنفس الوضع لتقول بعداء واضح : مش هقول غير انك تاني هتسيبني لوحدي

لم يفهم سبب لعداءها وهجومها عليه ليعقد حاجبيه ويهتف باستياء : انتي صاحيه تتخانقي ....ايه هتسيبني تاني ...؟!

بلاش اروح شغلي ياوسيله واقعد جنبك 

زفرت وسيله وهتفت بانفعال متجاهله تلميحه أنها بدأت شجار بلا داعي وكأنها تتجني عليه : انا معرفش اصلا انت رايح فين ولا اعرف الا انك سايبني لوحدي وخلاص زي كل يوم 

زم عمر شفتيه هاتفا لينهي ذلك الشجار الذي عكر مزاجه : وأدي انتي عرفتي انا رايح فين ...خلصت الخناقه ولا لسه هتخترعي سبب تاني تتخانقي بيه 

قبل أن تستجمع كلماتها كان يجذب سترته الجلديه ومفاتيح سيارته ويتجه الي باب الغرفه متبرطما باتهام : مهما اعمل برضه مش عاجب ...مش حاسه بيا اصلا 

تركها واندفع خارج باب الغرفه بخطوات غاضبه ليهتز بدن وسيله علي صوت إغلاقه للباب بعنف لتهز راسها وتغطي وجهها بكفيها وهي تتساءل مجددا ماذا فعلت وماذا فعل هو ولم يرضيها ...!

.....

........

جذبت غرام الستائر تفتحها علي الجانبين لتنتشر اشعه الشمس بكامل أرجاء البهو الذي أنهت ترتيبه بعد ذهاب الفتيات الي مدرستهم ....شربت ما تبقي من كوب الشاي الذي أعدته لنفسها ثم دخلت الي المطبخ ليتعالي رنين جرس الباب ....أسرعت تفتحه وهي تلتفت الي غرفته التي لم يخرج منها صباحا ...اليوم لن يذهب الي عمله بينما كان بتلك المأموريه لايام ...بدأت تفهم نظام عمله قليلا هكذا حدثت نفسها وهي تأخذ من الصبي الصغير تلك الملابس التي يوصلها من التنظيف لتشكره وتعود وهي تسأل نفسها لماذا تهتم من الأساس بنظام عمله أو غيره ... لديها الكثير لتفعله ....نظرت إلي الملابس المعلقه علي الشماعات والتي بقيت تمسكها بيدها لتنظر بتردد الي غرفته التي اتجهت إليها بخطوات هادئه ...ستعلق الملابس مكانها وتخرج بهدوء تتابع عملها. .... بالفعل دخلت ووصلت الي الخزانه وبهدوء شديد فتحتها وبدأت تعلق بها ملابسه قطعه تلو الأخري والهدوء يغلف أرجاء الغرفه حولها ....كتمت شهقه الرعب التي انبثقت من صدرها حينما تعالي فجاه رنين هاتفه لتحبس أنفاسها وتتراجع للخلف حتي كادت تدخل الي الخزانه وهي تتطلع إليه بينما تحرك بنومه ومد يداه الي الهاتف لتترك أنفاسها تتحرر من أسر صدرها ما أن اغلقه والقاه الي جواره وتقلب الي الجهه الأخري وأكمل نومه .....ببطء شديد أغلقت الخزانه وتحركت علي أطراف أصابعها تجاه الباب وهي تنظر إلي جسده المتمدد علي الفراش تتأكد أنه مازال غارق في النوم 

لكن فجاه توقفت خطواتها وادارت كامل رأسها إليه وهي تدقق النظر فيما جذب انتباهها ودون أي تفكير كانت تندفع ناظره تجاه تلك الملاءه التي غطت منتصف ظهره العاري والتي ارتسمت فوقها تلك البقعة من الدماء والتي زحفت عيناها تجاه مصدرها لتلتاع وهي تمد يدها الي ذلك الجرح الممتد عرضيا اسفل كتفه بوسط دائرة كبيرة تخللتها الألوان الحمراء والزرقاء صارخه : اصحي ...ااانت متعور...!

لايعرف ايهم أن كان انتفض من نومه متألما حينما لمست جرحه ام حينما شعر بملمس يدها ام بسبب صرختها ولكنه بكل الاحوال انتفض من نومه الذي غط فيه بعد أن تناول بضع اقراص مسكنه لينظر لها بملامح منزعجه متمتم بصوت ناعس : في ايه ؟!

ابتلعت غرام وقالت بشفاه مرتعشه وهي تشير. الي ظهره : انت متعور جامد اوي 

مرر ايهم يداه علي وجهه يحاول أن يبعد النوم عن عيناه بينما يهتف بها بعدم اكتراث : مفيش حاجه 

مجددا أشارت إلي ظهره كالبلهاء ظنا منها أنه لا يعرف : لا في جرح كبير علي ضهرك ...!

يعرف بالتأكيد إصابته التي لم يهتم بها كالعاده ولكن ما لم يعرفه واراد معرفته بتلك اللحظه هو كيف رأت هذا الجرح ليسألها بعبث طرأ علي عقله فجاه ليلهيها وتتوقف ملامحها عن تلك الرجفه ويتجاوز تطرقها لشيء كهذا أمام ابنتاه : وانتي شوفتي ضهري ازاي 

اندفعت الدماء الي وجهها بخجل فطري لاحظه لتتراجع خطوتين بارتباك بينما تبرر له بكلمات مبعثره : ماهو ....اصل ..ما الهدوم من التنضيف وانا قولت ...

حركت أصابعها وهي تشير الي الخزانه ثم إليه وتلك الكلمات المبعثره التي تخرج من شفتيها جعلته ينظر إليها ويرفع حاجبه بينما كالعاده لا يفهم منها أي مبرر ليقول باقتضاب : خلاص روحي شوفي بتعملي ايه 

اومات وخرجت مسرعه ليبعد ايهم الغطاء من فوقه ويتجه للاستحمام وهو يزيل تلك الضماده التي انتزعت من الأساس ويبعدها عن ظهره ويقف بعيون مغمضه اسفل المياه التي ألهبت وجع جرحه مهما تجاهله

بينما وقفت غرام خارج الغرفه تعقد جبينها وهي تفكر كيف يترك جرح كهذا دون علاجه وكأنه غير موجود ....انهي ايهم استحمامه وخرج ليجذب ملابسه البيتيه يرتديها ثم بما اعتاد عليه كان يجذب ملاءات الفراش يلقيها أرضا ويتجه ليخرج أخري نظيفه .....تألم كتفه من حركته ليقف وهله يغمض عيناه يستجمع نفسه ولكنه سرعان ما فتح عيناه حينما انفتح باب الغرفه ليجدها واقفه علي بابه تحمل صينيه عليها الافطار ....تعد الطعام دوما ولكنها لم تفكر بأن تقدمه له ولكن اليوم استثناء بينما رؤيتها له جريح اشعرتها بالمسؤولية وبما أنها لم تستطيع سؤاله عن سبب جرحه أو تطلب منه الذهاب للطبيب اذن فلتحاول فعل أي شيء ...قالت بسرعه وهي تراه يبدل ملاءات الفراش : سيبهم انا هعملهم 

رفض عرضها وتابع للحظه ما يفعله ولكن حينما لامست يدها يداه وهي تجذب منه الملاءه تركها لها ليتراجع الي طاوله الزينه ويجذب من فوقها أحدي علب المسكنات التي تركها عليها ويخرج منها بضع اقراص يلقيها بفمه ويشرب بعدها القهوه التي أعدتها لتتوقف غرام مكانها تتابع ذلك المشهد المرعب بعدم تصديق وهي تشأله بفم مفتوح : انت بتعمل ايه ....ازاي تاخد الدوا بالقهوه واصلا ازاي تاخد دول من غير اكل واصلا 

غلط انك تسيب جرح كده من غير ما تروح للدكتور ...اصلا انت لازم تروح مستشفي 

استمع ايهم مطولا الي كل ما قالته لتظن غرام أنها أوصلت له شيء من حديثها ليحبطها بالنهايه حينما قال بهدوء : خلصي اللي بتعمليه عشان عاوز انام 

نظرت له نظرات حاده وزفرت توبخ نفسها بحنق بينما لا تكتفي من معاملته الجافيه معها : انتي بارده وحشريه 

انتهت غرام مما تفعله وغادرت الغرفه وهي مازالت تتبرطم بتلك الكلمات التي وصل بعضها إليه ولكنه تجاهلها كما تجاهل ذلك الشعور بالألم المتزايد بظهره 

.........

....

نظرت تينا الي سيف باستفهام : بتتكلم جد ؟!.

اوما سيف ونظر إليها بتشجيع : بتكلم جد ....ها قولتي ايه هتيجي معايا ولا اسافر لوحدي اخلص شغلي 

هزت تينا راسها وقفزت من مكانها سريعا وتعلقت بعنقه : لا طبعا جايه معاك 

ابتسم لها وشاكسها بمرح وهو يضع يداه فوق بطنها المنتفخه : طيب يلا اجهزي وبطلي تنطيط عشان البيبي ...هروح مشوار وارجع اخدك 

اومات له واسرعت تعد حقيبتها الصغيرة لينظر لها سيف بسعاده بينما فكر أن يأخذها معه الي البحر الاحمر حيث سيذهب بضعه ايام لإنهاء بعض الأعمال بدلا من تركها وحدها وهاهي سعيده للغايه وهو سعيد بسعادتها ...!

خرج من غرفته وسرعان ما امسك بهاتفه يتصل بأخيه الذي استغرب عرضه : وده ليه ؟

قال سيف ببساطه يخفي بها مكره : عادي ....هاخد تينا معايا وقولت بما انها تعرف موضوع وسيله فيها ايه لو جبتها وجيت نغير جو كام يوم انا وانت والبنات 

شعر عمر بأن هناك شيء خلف دعوة أخيه ولكن للحظه تجاهل هذا الشعور وصدق السبب ليأخذ لحظه يفكر بها وبحسبه بسيطه أدرك أنه حل مثالي ليتلافي ماحدث بينهم هذا الصباح لذا قال : ماشي ياسيف هنيجي !

ابتسم سيف لنفسه بينما يسأل عمر : طيب تمام ...انا وتينا جاهزين هنروح الفندق ناخد وسيله وانت خلص شغلك وقابلنا !

قال عمر سريعا : لا لا متتعبش نفسك أنا هجيب وسيله واقابلكم 

........

....

هزت سلمي راسها قائله : لا نديم مش بيحب اللون الاسود 

أشارت للبائعه وتابعت : وريني كده البني 

اومات البائعه والتفتت الي الواجهه الزجاجيه خلفها تحضر ما أشارت لها سلمي به من ذلك الرف المليء بالساعات الانيقه لتنظر ريم الي سلمي بثقه أنها ستساعدها في احضار هديه تعجبه وتناسب ذوقه الذي تتعرف عليه للتو ولا تنكر سلمي أنها من أجل سعاده أخيها شعرت هي الأخري بالسعاده بينما تشارك ريم بإعداد كل شيء لتلك الحفله المفاجأه .... أمسكت ريم بذراع سلمي التي وضعت مشترياتهم بحقيبه السيارة لتنظر إليها بينما قالت ريم بصدق : سلمي انتي مصدقاني مش كده ؟!

عقدت سلمي حاجبيها باستفهام لتكرر ريم سؤالها : مصدقه اني فعلا عاوزة ابدء صفحه جديده مع نديم 

اومات سلمي وهي تهز كتفها : طبعا والا مكنتش ساعدتك 

تنهدت ريم وقالت بشجن : طيب هو ليه مش مصدقني ؟!

نظرت لها سلمي وقالت بقليل من التهكم الجارح : يمكن عشان صدقك كتير وكل مره يكتشف انك كنتي بتخدعيه 

فهمت ريم مغزي كلمات سلمي لتهز راسها باصرار : بس المره دي انا فعلا نفسي يصدقني 

قالت سلمي وهي تتجه الي باب السيارة : لو فعلا نفسك في كده هيحس بيكي 

تأملت ريم لتركب بجوار سلمي التي انطلقت بهم الي منزل عائله نديم بعد أن قررا اقامه الحفل به بعد أن خشيت ريم أن يخذلها ويردها خائبه كما فعل المرة السابقه .

.........

....


كالعاده بقيت وسيله وحدها في الفراش الذي يشهد نوبات حبه في المساء ويشهد دموعها في الصباح بينما تفيق من دوامه حبه التي تجرفها الي داخلها كل يوم أكثر ...ساعات تمضي عليها تفكر باشياء كثيرة تفعلها وتقولها وكلها تنتهي كما يريد هو ....!

رفعت جسدها من الفراش حينما استمعت لصوت قفل الباب الالكتروني لتتفاجيء بعودته باكرا ...اغمض عمر عيناه للحظه وجذب نفس عميق حينما قابلت عيناه عيونها الباكيه ليزفر بخفوت وهو لا يدري متي تتوقف عن مقابلته بهذا الحزن كلما رأته 

توقعت وسيله المزيد من الجفاء ليباغتها بذراعه تمتد إليها يجذبها من فوق الفراش يقربها إليه يحتضنها ويدفن رأسه بعنقها هامسا : الدنيا كلها بتخاصمني لما تبقي مخصماني 

رفعت وسيله عيناها إليه بعتاب وسرعان ماشقت دموع قله حيلتها في فهمه حلقها بينما تقول بصوت مختنق : انت اللي خاصمتني 

امسك عمر وجهها بين يديه ونظر بأعماق عيونها قائلا بنبره أثره : مقدرش بدليل انك مهونتيش عليا ورجعتلك علي طول 

رسم ابتسامه ساحره علي طرف شفتيه بينما يتابع بحماس : ومش بس كده ...لا هاخدك نقضي كام يوم في البحر الاحمر مع سيف وتينا 

عقدت حاجبيها باستفهام أن كان ما سمعته صحيحا ليهز رأسه : اه ...انتي اتعرفتي علي سيف قبل كده واهو النهارده هتتعرفي علي مراته 

تركها في شتاتها واسئلتها بينما هاهو جزء من عائلته يظهر بالصورة لتطرأ علي راسها تلك الفكره بأنه مؤكد سيعلم بقيه عائلته وربما تكون مفاجأه أعدها لها لتتطاير فراشات الترقب بمعدتها ويخطفها كالعاده بوعوده 

داعب عمر شعر قائلا : يلا يا سيلا اجهزي وانا هنزل تحت اشتري لينا شويه حاجات 

سيطرت عليها فكره المفاجاه فهزت راسها بحماس وبسرعه اتجهت لتستعد وهي تتخيل للمره الالف كيف سيكون تقبل عائلته لها ...!

...........

....

تقلب ايهم بانزعاج والم بينما شعر بتلك الحراره الشديده تنبعث من كامل جسده المتعرق ليفتح عيناه بأنين خافت بينما ظن أن دوش بارد سيحل الأمر ولكنه شعر وكأن النيران تخرج من هذا الجرح الذي استدار ونظر الي التهابه من خلال المرأه ليعقد حاجباه بضيق وهو يحاول جاهدا مد يداه إليه ليتلمس اثاره الخشنه المؤلمه ....علي الجانب الآخر كانت غرام تلهي نفسها بإعداد الطعام وكل برهه تنظر إلي هاتفها بتردد لتتراجع عن تلك الخطوه وتذكر نفسها برفضه لمجرد الحديث معها ناهيك عن مساعدتها ....ركزت كامل نظراتها علي الإناء الذي تقلبه حينما شعرت بخطواته تتجه الي المطبخ وكالعاده كانها غير موجوده دخل وجذب زجاجه مياه وأخذها وخرج .....التفتت غرام خلفها ما أن شعرت بمغادرته لتتحرك علي أطراف أصابعها خلفه وتمد راسها بحذر تتطلع الي اين ذهب لتجده يجلس علي الاريكه بغرفه المعيشه ....تحركت لتعود الي المطبخ ولكن فضولها دفعها للبقاء واقفه بينما تستمع الي محادثته بالهاتف والتي قرر اخيرا أن يجريها بعد أن أصبح الالم لا يحتمل 

: أيوة ياضياء ....اه تمام 

حمحم وتابع : بقولك .... ابعتلي اسم مسكن اقوي عشان ده مش جايب معايا مفعول 

قضمت غرام أظافرها بينما كما توقعت يكابر حتي في المرض ...!

: لا ...لا مفيش داعي ...انا بس عاوز مسكن 

استمعت لزفره حاده منه بينما ينهي المكالمه : طيب يا ضياء اقفل وانا هصورلك الجرح وابعتلك الصورة 

اشرأبت برأسها لتراه يرفع التيشيرت الذي يرتديه وبجهد يحاول مد يداه بالهاتف في أكثر من محاوله فاشله لالتقاط تلك الصورة ....انفلتت زفره من بين شفتيها غيظا من عناد هذا الرجل لينتبه ايهم إليها فسرعان ما تتراجع خطوة للخلف في محاوله فاشله منها للاختباء ولكنه بكل الاحوال رأها لذا بجرأه استجمعتها تقدمت منه قائله : هات انا ....مدت يدها الي الهاتف دون أن تتابع جملتها لتجده يعطيها الهاتف ويستدير بعد أن أخذ لحظه في التردد .....وقفت خلفه وقربت الهاتف من هذا الجرح وبتلقائيه مدت يدها الأخري ترفع التيشيرت اكثر من فوق كتفه ليلتفت لها ايهم لفته ثم يعود الي جلسته مره اخري بضيق هاتفا : خلاص 

عقدت حاجبيها بانزعاج واضح بينما لا يفوت لحظه دون التذمر منها لتعطيه الهاتف هاتفه : اه خلاص 

اندفعت بخطواتها الحانقه منه تجاه باب الغرفه ليحاول ايهم تجاهل مقته لقله لياقته معها بينما هو من أراد منها المساعده ....تعالي رنين هاتفه ليجيب سريعا علي مكالمه الفيديو من صديقه الطبيب : ها اخد ايه ؟!

تعالي صوت الطبيب مازحا بغيظ : تاخد رصاصه تانيه يمكن تحس ان في حاجه غلط 

التفتت غرام إليه بنظراتها الشامته بينما يتابع صديقه توبيخه : هو دور برد تاخد ايه ...!

وريني الجرح تاني الصورة مش باينه اوي 

نظر ايهم إليها بحنق بينما اكتفي باعطاءها الهاتف لتركز الكاميرا علي ظهره ببطء لتدع الطبيب يتفحصه والذي سرعان ما قال : طبعا جرحك متلوث وزي الزفت ...اصلا انت متحمل ازاي ...اسمع انا قدامي عمليه هخلصها واعدي عليك بس دلوقتي هبعت ليك حد من المستشفى يبص عليك

قال ايهم برفض وهو ياخذ الهاتف من يدها بينما بقيت واقفه خلفه : لا يا ضياء مفيش داعي عشان البنات متقلقش ...قولي بس اخد ايه وانا بكره هعدي عليك في المستشفى

رفض صديقه قائلا : مش هينفع كده ياايهم...الجرح لازم يتعالج صح عشان ميكونش له مضاعفات 

هتف ايهم بضيق : خلص ياضياء والا هقفل 

رفعت غرام حاجبيها باستنكار من عناده ليزفر صديقه قائلا : طيب هبعتلك شويه ادويه وحقنه لازم تاخدها وخلي حد ينضف ليك الجرح كويس وكده كده هخلص العمليه واعدي عليك من غير جدال 

اغلق ايهم وتجاهل غرام التي بقيت واقفه بينما لا تنكر أنها مهتمه و لا تنكر أيضا أنها شعرت بالشفقه عليه وهو يتظاهر بالقوة فقط لان ليس لديه من يهتم به ...!

.......

.......

بابتسامه رقيقه ماثلت رقه فستانها الذي لاق كثيرا بحملها 

استقبلت تينا وسيله التي شعرت بدقات قلبها تتسارع والحمره تندفع الي وجهها بخجل وارتباك إزالته تينا وهي تحتضنها بود قائله : سيف كلمني عنك ....ابتسمت وتابعت : قالي احسن حاجه عمر عملها في حياته أنه اختارك 

تهادت ابتسامه لشفاه وسيله التي احمرت وجنتيها يخجل محبب قائله : شكرا 

ابتسمت لها تينا وكذلك فعل سيف الذي صافحها بود : عامله ايه 

اومات له : كويسه 

نظر عمر الي سيف يحاول تبين ما ينتويه بينما مجددا يشعر أن هناك شيء بالأمر وايضا مجددا تجاهله مقررا الاستمتاع بوقتهم ....قال سيف بود : ما تاخد تينا جنبك ورا ياعمر عشان مش بتحب تقعد قدام وانا هاخد وسيله جنبي 

ضحك عمر بمكر بينما فهم أنه يريد أن يتحدث مع وسيله بعيدا عنه ليقول وهو يشير إليه : لا اتفضل انت جنب مراتك ورا ولو عاوز تقول حاجه لسيلا قولها وانا هعمل نفسي مش سامع 

تقابلت عيون سيف بعيون وسيله ليقول وهو يوكز أخيه بكتفه: نبيه اوي سيادتك يعني ...عموما انت الخسران انا كنت هقولها نصيحتين عشانك 

ضحك الجميع بينما فهم عمر نيه أخيه من تلك الرحله ...! 

........

....

فتحت غرام الباب لتأخذ الادويه التي طلبها ايهم وتدخل لتضعهم بجواره علي الكمود وتخرج بصمت ومجددا تحاول أن تلهي نفسها بتكلمه الطعام الذي ما أن انهته حتي أخذته حجه لتدخل إليه بينما أرادت أن تطمئن كيف اصبح وصدق حدثها بأنه اكتفي بأحد المسكنات وترك باقي العلاج بجواره وهرب بالنوم من المه ....تنهدت وهي تمسك هاتفها وتطلب والدتها التي أجابت علي الفور 

: مالك يا غرام 

همست غرام بخفوت وهي تتلفت حولها : ماما هو انتي فين ؟!

قالت زينب بقلق : في الشغل .. مالك ؟!

قالت غرام سريعا تطمئنها : مفيش ...بس ...بس يعني هتفت بها زينب بقلق : بس ايه يا غرام اتكلمي 

قالت غرام بشرح تخبر والدتها بإصابته لتقول زينب بقلق : وهو كويس 

قالت غرام وهي تهز راسها : لا بس مش عاوز يروح للدكتور وفي حقنه لازم ياخدها ...ترددت لحظه قبل أن تطلب من والدتها : ممكن ياماما تيجي تديهاله وتغيري له علي الجرح 

قالت زينب بلا تفكير : طبعا ...انا هاخد إذن وجايه علي طول ...!

أغلقت غرام وهي تشعر بالخوف من رده فعله ولكنها فعلت ما يجب بكل الاحوال لتنظر في ساعتها بينما بقيت ساعتين علي عوده الفتيات ..!

.......

........

تطايرت خصلات شعر وسيله حول وجهها الذي كانت تينا تتأمله بابتسامه وهي تري فتاه رقيقه وقعت بشباك عمر الذي لا تراه سيء كما الجميع ولكنها تراه فقط رجل بطباع مختلفه لتتساءل كيف تتقبل وسيله كل هذا منه بهذا الصمت ....ومن قال إنها صامته بينما ظاهريا وجهها هاديء ولكن بداخلها طاحونه لا تتوقف من الأفكار والمشاعر ...بقيت الفتاتان علي رصيف المرفأ بانتظار سيف وعمر الذين ذهبوا بضع خطوات باتجاه سلالم ذلك اليخت الفاخر يعدونه للاقلاع .... رفعت وسيله يدها فوق عيناها تحميها من اشعه الشمس وهي تنحني تجاه حقيبتها تفتحها وتبحث عن نظارتها الشمسيه ...

: يلا يا سيلا 

رفعت وجهها سريعا تجاه صوت عمر لتترك البحث عن نظارتها وتتجه إليه وهي تعلق حقيبتها التي لم تغلقها علي ذراعها ....ساعد سيف زوجته للصعود علي متن اليخت كما فعل عمر الذي اتجه سريعا الي الخلف ليحل العقده الكبيرة المعلقه بالرصيف ..... هتف عمر بحماس وهو يتجه الي قمره القياده ؛ جاهزين 

وضعت تينا يدها علي قبعتها وهتفت بحماس : جاهزين 

أمسكت وسيله بالسور الحديدي بينما بدأ اليخت يتهادي يمينا ويسارا للحظه قبل أن يندفع بالمياه التي تطاير رذاذها حولهم .....!

استغل سيف انشغال عمر بالقياده ليشير الي وسيله بعد أن أخذ زوجته لغرفتهم : تعالي اخدك اوضتكم 

اومات وسيله قائله لعمر الذي أدار رأسه تجاهها : انا هروح مع سيف 

اوما عمر وهو يتابع ما يفعله ليتحرك سيف حاملا حقيبتها الصغيرة ويدخل الي الغرفه قبلها يضع الحقيبه علي الأرض ثم يلفت الي وسيله قائلا : وسيله الوضع اللي انتوا فيه ده مينفعش يطول اكتر من كده 

نطق بما هو صحيح لتتعلثم وسيله بينما ظنته يتهمها لتحاول أن تقول بتبرير قاطعه سيف الذي تابع بتفهم : عارف أن مالكيش ذنب وان عمر هو اللي بيتهرب من إعلانه جوازكم 

تغيرت ملامح سيلا للحزن ليتابع سيف برفق : انا اسف يا وسيله اني بقول كده بس ده من خوفي عليكم انتوا الاتنين ....انا عارف عمر كويس وعارف إن طول ما الوضع كده مستقر هيفضل مكبر دماغه ...عمر جزاه طفل صغير طول ما معاه اللي هو عاوزه مش بيفكر في أي عواقب ...

نظر إلي حقيبتها المفتوحه وتهادت تلك النظره الي عيناه بينما رأي سبب ثقه عمر بأنها لن تحمل ولن يحدث شيء يجبره علي اعلان هذا الزواج إلا حينما يريد ليرفع عيناه الي وسيله ويتابع بحزم : 

لازم تضغطي عليه وترفضي الوضع ده مهما يزعل متهتميش ....انا ممكن أتدخل واقول لبابا بس انا عاوزها تيجي من عمر نفسه عشان يحس بالمسؤولية ويتحمل نتيجه تصرفاته مهما تكون وعشان بابا نفسه يحس منه بكده مش مجرد أنه يكتشف اللي عمر عمله لا لازم عمر نفسه اللي يقول لبابا أنه اخد القرار ده بكل تبعاته 

نظرت وسيله إلي سيف الذي مقدار حزم كلماته مقدار انعكاسها لاهتمامه ورفقه الشديد بها وكأنها اخت له ليشدد علي باقي كلماته : اسمعي كلامي يا وسيله .....اوعي تنفذي لعمر كل اللي هو عاوزه ...!

تقابلت نظراتهم ليختم حديثه بتلك النظره الي حيث أراد تماما حيث علبه الدواء بحقيبتها 

لتفهم مغزي كلماته التي انهاها واتجه الي باب الغرفه الذي لم يكد يفتحه حتي كان عمر يفتحه من الجهه الأخري ...عقد عمر حاجبيه باستفهام سرعان ما عبر عنه بنظراته ليقول سيف له : كنت بحط لوسيله شنطتها في الاوضه

اوما عمر الذي سرعان ما سأل وسيله بعد انصراف أخيه بعيون ملئها التوجس : كان بيقولك ايه سيف ؟!

حاولت وسيله اخفاء ارتباكها : ابدا 

نظر لها عمر نظره ثاقبه وهو يعيد صياغة سؤاله : قالك حاجه عني ...؟! 

هزت وسيله كتفها بارتباك : لا خالص 

اوما عمر قائلا : طيب انا خمس دقائق وراجعلك 

هزت راسها بشتات وهي تراجع كلمات سيف بينما ترتب محتويات الحقيبه ....انهي عمر ما يفعله علي ظهر اليخت الذي أوقفه بمنتصف المياه ثم اتجه الي غرفتهم 

حيث جلست وسيله علي طرف الفراش وهي تفكر بكلمات سيف التي كان محق بها وكانت الدفعه التي تحتاج إليها لتفكر بالتمرد عليه واول تمردها كان علي تلك الظروف التي هيئها لتظل هكذا زوجه له في الخفاء ليداعب التفكير راسها ماذا أن حدث شيء شجعه وجعله يري زواجهم بنظره أخري ....

فتحت وسيله أحد ادراج الكمود ببطء ومدت يدها لتسحب تلك العلبه وترفعها أمام عيناها التي تتطلع الي تتابع الايام المنقوش بظهر تلك الحبات الصغيرة 

وتتجه عيناها الي القرص المنشود ومازالت تفكر بهذا التغيير الذي قد يطرأ عليهم ...تغيير محبب تتمناه اي امراه ولا يفارقها منذ أن كانوا سويا في محل مستلزمات الاطفال ...وببطء وتردد تضغط عليه لتخرجه وترفعه الي فمها وهذا القرار يداعب عقلها بقوة لتقدم تاره يدها تجاه شفتيها وتاره أخري تبعدها 

تنفست بضع مرات قبل أن ترتبك أنفاسها فجأه ما أن استمعت الي صوت خطواته تقترب من الغرفه لتلقي القرص من يدها بعيدا وسريعا ما تعيد علبه اقراص منع الحمل الي الدرج وتغلقه وتلتفت الي باب الغرفه الذي انفتح ودخل منه عمر بابتسامته ....اتجه ناحيتها مباشرة وسرعان ما طوق خصرها من الخلف وداعب خصلات شعرها متسائلا : بتعملي ايه ؟!

هزت كتفها وهي تحاول اخفاء ارتباكها: ابدا 

اوما ودفن رأسه في عنقها يلثمه وهو يهمس بهيام : وحشتيني يا سيلا 

ابتسمت له بزيف ليديرها إليه وسرعان ما تلتقط شفتيه شفتيها ويميل فوقها ويبدء معها تلك علاقه صاخبه كما اعتاد انتهت بجسدها يكتنفه بجسده ويغمض عيناه القريرة بينما تتجمد علي الأرض الرخاميه حيث ألقت تلك الحبه ! 

............

.....

رحبت غرام بوالدتها التي وقفت لدي باب الشقه بوجل لدقائق قبل أن تستجيب لترحيب ابنتها التي أدخلتها 

أتقنت غرام رسم السعاده علي وجهها وهي تقول لوالدتها : تعالي ياماما دي اول مره تيجي عندنا 

اومات زينب وهي تضع أرضا ما تحمله من أكياس لتسألها غرام : ليه بس ياماما تعبتي نفسك 

قالت زينب بعزه نفس : ميصحش ادخل بيتك وأيدي فاضيه 

ابتسمت غرام لها وحملت الاكياس واخذتها الي المطبخ قائله وهي تضايف والدتها في الصالون الأنيق بالحلوي: اتفضلي ياماما ...هقوله ...قصدي هقول لايهم انك هنا 

اومات زينب التي جلست تضم ركبتها الي بعضهم وتنظر الي الأرض تشعر بأنها ضئيله علي هذا المكان ....بخفوت همست غرام وهي توقظه : لو سمحت اصحي 

فتح ايهم عيناه ناظرا إليها بجبين مقطب : في ايه ؟!

ابتلعت بوجل وازداد همسها خفوت وهي تخبره بأن والدتها بالخارج لتبرر وهي تختم حديثها : انا والله عشان هنا وحلا ميزعلوش لما يعرفوا انك تعبان والدكتور قال لازم تاخد الحقنه وماما شاطره اوي والله مش هتحس بحاجه ...يعني ...يعني لو سمحت متضا.....بترت باقي جملتها التي كانت سترجوه بها إلا يضايق والدتها لتجده يقوم من فراشه ويسرع بخطواته للخارج غير مبالي بما ستقوله لتسرع خلفه بخطوات مرعوبه من خطواته المسرعه بينما ظنته سيسيء لوالدتها لتتفاجيء بصوته المرحب بتهذيب : اهلا ...اهلا يا ست زينب 

تعبتي نفسك ليه بس 

التفت الي غرام وتظاهر باللياقه تجاهها وهو يقول : ليه بس تتعبيها 

تعلثمت غرام وهي ترسم ابتسامه بلهاء علي شفتيها من هذا التغيير الذي أتقن رسمه أمام والدتها التي قالت بتهذيب : وانا هتعب لاعز منك يا اابني ...مفيش تعب ...الف سلامه عليك 

..........

....

بسرعه انحنت وسيله تأخذ تلك الحبه من علي الأرض وتلقيها بسله المهملات بجانب الغرفه وتعود سريعا الي طرف الفراش ترتدي ملابسها ليخرج عمر من الاستحمام بنفس اللحظه ...مال عليها يقبل عنقها ويحتضن ظهرها قائلا بهمس مثير: انا بموت فيكي 

التفتت له وهي تقول بارتباك بينما مازال قلبها يهدر بجنون خائفه أن يكتشف فعلتها : وانا كمان ..!

..........

...

انتهت زينب من تضميد جرح ايهم الذي مد ذراعه لها لتحقنه بالحقنه ثم تمسد مكانها قائله : بالشفا 

اوما لها ايهم بامتنان : شكرا يا ست زينب تعبتك 

تركزت نظرات غرام عليه بينما تتساءل عن اين يذهب كل هذا التهذيب الذي يستحضره أمام والدتها امامها ....حاولت إقناع والدتها بالبقاء ولكنها رفضت وشكرتهم وانصرفت لترفع غرام عيناها ببطء تجاه ذلك الليث الذي اتجه إليها ما أن انصرفت والدتها وكطفله صغيرة خائفه كانت تقول سريعا وهي ترفع يدها بشرح : والله انا كان قصدي تخف و...وعشان كده فكرت وقولت

كالعاده كلمات مبعثره وخوف منه يستفزه ليهتف بها من بين أسنانه بينما اتي ليشكرها ولكنها استفزته بتبريرها : بعد كده متعمليش حاجه من ورايا تاني ...فاهمه 

أمر آخر ألقاه كأوامره التي لا تنتهي وكأنها بثكنه عسكريه لتهز راسها بلا جدال وتسرع الي الباب تفتحه حينما أنقذتها عوده الفتيات ...!

.........

....

بابتسامه حالمه تابعت وسيله ذلك المشهد حيث استندت تينا بظهرها الي صدر سيف الذي كان يداعب 

وجنتها بورده ناعمه كبشرتها ويهمس بأذنها ببعض الكلمات التي تجعلها تبتسم بين الحين والآخر ...نظر عمر الي ما يجتذب نظرات وسيله ليضحك ويميل ناحيتها هامسا : روميو وجولييت 

بادلته وسيله الابتسامه قائله بتنهيده : واضح أنه بيحبها 

اوما عمر قائلا وهو يهز كتفه بينما تمدد بجوارها : طبعا ....سيفو ده بتاع الحب الافلاطوني اول بنت عرفها وحبها هي الاخت تهاني 

وكزته وسيله بجنبه : بطل غلاسه ياعمر ...وفيها ايه لما يحب اول بنت ولا لازم يكون بتاع بنات زيك 

نظر لها عمر ببراءه : انا !

اومات وسيله لتتحرك انامل عمر تتحرك خلف ظهرها من اسفل ملابسها وهو يهمس لها كعادته بغزله الجريء حد الوقاحه ليختم حديثه بجمله رومانسيه أرضتها : انا محبتش الا انتي حتي لو عرفت الف 

مال يقبل طرف شفتيها لتبعده وسيله سريعا بخجل : عمر مش هينفع 

غمز لها بعبث واخذها من يدها ودخل بها الي غرفتهم

وهو يشير إلي سيف : تصبحوا علي خير 

وكالعادة بلا مقدمات يأخذها الي علاقه صاخبه نضجت و أصبحت تدرك أنها تشبعها جسديا ولكنها تترك روحها خاويه وهو لا يشاركها بشيء إلا علاقه جسديه ممتعه 

انتبهت لها وهي تري نوع اخر من الحب وتتساءل ماذا يجعله حتي الآن لا يكون مثل اخيه ويعترف بزواجهم وتعيش معه في النور مثلما تعيش تينا مع أخيه !

...........

.....

حاولت غرام التلميح الي ايهم أنه لا يستطيع الذهاب برفقه ابنته الي درس البيانو ليصر ايهم متجاهل تلميحها فهو يشعر نفسه بخير ولا يريد أن يقصر بحق ابنته أو يشعرها بشيء ...اوصل حلا الي مكان درس البيانو واتجه ليجلس بهذا الكافيه الذي اعتاد الجلوس به وانتظارها لتلمع تلك النظرات بهذه العيون التي ارتسمت خطوطها بكحل اسود فاحم متقن بينما أملت نفسها بهذا اللقاء طويلا وكل مره تنتظر بلا جدوي حتي كان اليوم ....رفع ايهم عيناه التي تلك التي اقتربت من طاولته بخطوات هادئه كما حال ابتسامتها وهي تمد له يدها : ازيك يا ايهم !

نظر ايهم إليها ثم الي يدها الممدودة للحظه قبل أن يكتفي بلمسها وهو يقول باقتضاب : ازيك يا ناديه 

قالت بلا مقدمات : انا شوفتك بتقعد هنا كذا مره ومتاكده انك بتقعد لوحدك عشان كده هعزم نفسي اقعد معاك !

نظر ايهم إليها بينما تجلس علي المقعد المقابل له تتطلع إليه بعيون مشتاقه سرعان ما عبرت عنها : وحشتني يا ايهم

ابتلع ايهم ونظر إليها بحده حاولت بكلماتها التاليه اطفاءها ؛ متبصش ليا كده....انت فعلا وحشتني وانا مقدرتش اكمل مع حد غيرك ...حاولت بس معرفتش وكل ما كنت بكون معاه كنت بفكر فيك 

مدت اطراف أناملها ذات الاظافر الطويله التي اكتست بطلاء وردي ساحر لتضعها فوق يده وتتابع بحراره : وحشتني اوي ياايهم ....نظرت له بنظرات مشتاقه وتابعت دون أن تعطيه اي فرصه لنطق شيء : انا وانت كما مرتاحين مع بعض خلينا نرجع تاني لبعض وانا اوعدك مش هفكر ولا اتكلم في اي موضوع يضايقك ....!

.....

.......

استيقظت وسيله علي قبلات عمر التي أخذ يوزعها بشغف علي كل انش بظهرها العاري بينما فتنته وهي نائمه وخصلات شعرها تفترش الوساده أسفلها فلم يستطيع إلا أن يعبر بحراره قبلاته عن افتتانه بها ...استدارت إليه تحاول فتح عيناها الناعسه ليهمس لها عمر وهو لا يتوقف عن تقبيل عنقها ...اصحي ياسيلا  عشان عاوز ننزل البحر سوا قبل ما سيف وتينا يصحوا 

كما تستجيب له دوما استجابت لما اراده لترتدي لباس البحر الذي اشتراه لها خصيصا وكان أكثر من راغب برؤيته عليها بينما امتزج جماله بتفاصيل جسدها الذي يعشقه ليبتسم وتلمع عيناه بالنظرات العابثه وهو يراها تخرج من الغرفه 

ليهمس بغزل جريء وهو يطلق صفيرا من بين شفتيه : زي ما اتخيلته عليكي 

ابتسمت له بخجل ليسحب عمر يدها ويجذبها إليه مررا يداه علي كتفها العاري بينما عيناه تمسح كل انش بجسدها بدايه من عنقها المرمري الي مقدمه صدرها الظاهره من فتحه الثوب الذي حدد منحنيات جسدها الفاتن لتهدر رغبته بها بعروقه بينما حاول كبحها لتذوقها بعض قليل كما أراد وتمني ....سبحت قليلا برفقته لتتفاجيء به يجذبها بين ذراعيه ويتراجع بظهرها الي ظهر جسد اليخت الممتد اسفل المياه ويميل تجاه شفتيها بقبلات ملتهبه اربكتها وجعلت الخجل يتدفق في عروقها بينما أخيه وزوجته بالاعلي 

: عمر ....وضعت يدها فوق يده توقفه وهي تهمس من بين اسنانها 

نظر لها بتحذير أن تتوقف يداها عن أبعاده عنها ولكنها صممت علي الرفض ولكن اصبح همسها رجاء أن يتوقف عما يفعله والذي لا مكان ولا وقت له الان !

: ...عمر عشان خاطري بلاش ... مش هينفع هنا 

وكعادته لا يقبل بالرفض ولا يتوقف إلا حينما يصل الي ما يريد ...ليلقي كل رفضها بعيدا ولا يريد شيء إلا رغبته بها التي تمناها واستيقظ خصيصا ليتذوق تلك المتعه.....ليهمس لها بحراره : هشش..عاوزك يا سيلا 

أغمضت عيونها باستسلام بينما اغمض هو عيناه غارقا في اقتناص متعته من تلك الفاتنة كما أراد وتمني

.....تطلع لها بعيون حملت نشوه فائقه وهو ينهي ما بدأه بقبله علي جانب شفتيها .... سحبت جسدها من بين ذراعيه وسبحت تجاه سلم القارب الذي تسلقته واسرعت تجذب المنشفه الكبيرة من فوق ظهر المقعد الطويل تحيط بها جسدها المرتجف وتركض الي تلك الغرفه الصغيرة المخصصه لهم وهي تشعر لأول مرة بالنفور منه .... !

لتقف أسفل المياه التي انهمرت فوق راسها كما انهمرت الأفكار بداخله جعلها تستعيد مشهد أخيه و زوجته يتبادلون الكلام والهمس والنظرات والذي مازال محفور في عقلها والذي جعلها تتساءل لأول مره أن كان عمر يحبها فعلا أم أنها تلك العلاقه الصاخبه فقط هي ما تجمعهم ....

انتبهت علي يداه تحيط بخصرها الذي ما زالت قطرات المياه عالقه به وكم أشعلت أثارته مجددا وهي بتلك الهيئه بينما لم يري في عيناها تلك المشاعر النافره وهو يتجرأ ويحيط جسدها بذراعيه .... نعم استجابت لذراعيه بينما كانت ماتزال مأخوذه بتفكيرها وهي ترفع عيناها 

وتنظر اليه وكأنها تراه لأول مرة ...ربما كانت لاول مره تفكر في علاقتهم وزواجهم لذا بدأت تراه بصورة مختلفه 

تحركت يداه علي جسدها بجرأه محببه ليجذبها اليه بخشونه وينهال محطم شفتيها بقبلاته قبل أن تنطق باعتراض استغربه منها ....فهي دوما محبه لقربه بل ومجرد لمسه منه تؤجج إثارتها فماذا تغير ؟! 

ليرفع رأسه من عنقها عاقدا حاجبيه بانزعاج بينما استشعر رفضها لاقترابه لأول مره ...!

تبادل كلاهما النظرات للحظه رددت وسيله لنفسها كل ما قاله سيف ...عليها أن تتوقف عن منحه كل ما يريد وقتما وكيفما يريد ...عليه أن يدرك أن رغبته ليست كل شيء ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

يتبع الجزء الثاني


.......الفصل التالي

.........


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. جمليه اوي ايهم وغرام مكن العلاقه بينها تبق احسن وسيله انابقول ها تعمل بكلام سيف

    ردحذف
  2. دومتي مبدعه

    ردحذف
  3. تحفه مبدعه يا قلبي

    ردحذف
  4. كالعادة الرواية كتير حلوة مع انو عمر وايهم ومراد برفعوا الضغط تسلم ايديك

    ردحذف
  5. البارت يجنن وفيه كميت مشاعر ومشاهد متتوصفشي كالعاده مراد غبي في أفعاله ايهم وغرام ابتدي يبقي فيه حوار أو تشاركه في حاجه سيف مراعي جدا وعاقل جدا عمر انسان مستفز بارد متخلف مبيحبش ومبيفكرشي غير في نفسه

    ردحذف
  6. بارت اكتر من رائع تسلمي يارونا ويسلم احساسك ف الكتابه احنا بروح مع رواياتك ف حته تانيه ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  7. رائعة جدا

    ردحذف
  8. وسيلة في اول فصل بدات تلوم نفسها لما وصلت له من تعب نفسي و جسدي آنا خيفة انها تحمل من عمر و بعنفه يموت الجنين فهي تختفي لتعود منتقمة بالحق وسيلة شخصية ضعيفة و تخاف من الوحدة فانا مستنيك يا رونا كيف ستنتقم وسيلة الي اخذت قلبي معاها 💔

    ردحذف
  9. تسلم ايدك البارت تحفه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !