الفصل السابق
نظر عمر الي الطبيب باهتمام الذي تحدث عن حاله أبيه ليختم حديثه : ياريت نتبع التعليمات ونهتم جدا بالحاله النفسيه لعاصم بيه ...أي توتر أو عصبيه بتنعكس بالسلب عليه وهو لسه في مرحله التعافي مينفعش ضغطه يعلي كده ...ياريت يبعد عن أي حاجه تضايقه
اوما عمر واتجه الي الغرفه التي يبقي بها أبيه وهو يحدث نفسه : وهو ايه في الدنيا مبقاش يضايق ...
نبعده عن حاجه تضايقه ازاي ..؟!
لوح بكتفيه وتابع بمرح حاول أن يبعد به عقله عن التفكير : ده كفايه انا عليه !!
سحب نفس عميق قبل أن يدير مقبض الباب ويدخل الي الغرفه وهو يحول ملامحه للمرح التام وابتسامته الحلوة تزين وجهه وهو يقول لأبيه الذي أسند رأسه للوساده خلفه وجلس شارد عيناه تتطلع الي نقاط المحلول الوريدي التي تتساقط ببطء
: ايه يا سيوفي الخضه اللي خضيتها ليا دي ....جلس بجواره علي الفراش وتابع بمشاكسه : الدكتور قالي انك زهقان وعاوز شويه تغيير ...طيب مش كنت تقول اخدك نطلع الساحل نقضي يومين بدل ما تخضني عليك
نظر عاصم الي ابنه بابتسامه حنونه وهو يفهم اخفاءه عنه ما قاله الطبيب ليساله مباشرة. : قالك ايه الدكتور ؟
ابتسم عمر وهز كتفه قائلا : اللي قولته ليك ..زهقان ونفسيتك مش حلوة وده عيب في حق ابنك عمور ...احنا بعد ما تخلص المحلول نطلع علي سهره حلوة نغير جو
نظر له عاصم بابتسامه وهو يفهم مراوغته ليتماشي معه قائلا : يعني الموضوع يخلص بسهره حلوة
اوما عمر بتأكيد : امال يا باشا ....تعالي بس انت معايا وانت بقي تنسي زينه وجوري وسيف والشركه وتنساني انا شخصيا
ضحك عاصم بمرح رافعا حاجبه وهو يقول بمغزي خبيث : زي ما انت بتنسانا كده
هز عمر رأسه ومال تجاه أبيه يحتضن ذراعه : مقدرش انساك يا عصوم ....نظر له بتبجيل وهو يتابع : انت الكبير ياباشا اللي نفسي اكون زيه
هز كتفه وتابع بصدق وهو يتطلع الي ملامح أبيه وتمر أمامه السنوات سنه تلو الأخري وصورة تلو الأخري لابيه حتي وصلوا لليوم الذي يصعب عليه كثيرا أن يراه ضعيفا هكذا : انت تاريخ .... مش متخيل انا شايفك ازاي يا سيوفي !
لمعت عيون عاصم وبرفق شديد كان يرفع يداه ويكوب وجه ابنه بيداه قائلا : انت المستقبل ياعمر ....سيبك مني وخليك احسن مني أنا ولا حاجه
هز عمر رأسه قائلا : انت كل حاجه ليا ....خانته نبرته لتخرج راجيه وهو يتابع بينما ينظر لعيون أبيه : خف يا سيوفي ....انت قوي وتقدر علي كل حاجه وكل حاجه اصلا هتتحل ....لو علي جوري يولع مراد ويجي غيره احسن منه ولو علي الشغل مش مهم اي حاجه المهم صحتك انت اللي عملت كل ده وتقدر تعمل غيره
هز عاصم رأسه وقاطعه قائلا : كل ده ولا حاجه ....انت المهم ...انا عاوزك انت ياعمر تنفذ وعدك ليا
ابتلع عمر قائلا: وهو انا خلفته
نظر له عاصم بتمعن لتهتز نظرات عمر من نظره أبيه الثاقبه : لا
..........
....
: غرام ...غرام
اتجهت غرام الي خارج المطبخ قائله وهي ترد علي نداء حلا التي دخلت من الباب : نعم يا حلا
قالت حلا وهي تشير الي غرام من باب غرفتها : معلش ممكن بس تيجي لحظه
اومات غرام واسرعت الي غرفه الفتاه بقلق : مالك ياحلا
أدخلتها حلا وأغلقت الباب خلفها لتقول بصوت هامس وهي تشير الي اختها التي انكمشت في فراشها : هنا تعبانه
عقدت غرام حاجبيها بقلق واسرعت تجاه هنا تسألها : مالك يا حبيتي
ضمت هنا يديها حول بطنها بتألم : تعبانه اوي
لم تحتاج حلا الي تفسير بينما بفطنه فهمت غرام
التي خرجت من الغرفه مسرعه لتحضر أحدي مشروبات الاعشاب لتجد ايهم امامها وبوجه صارم سألها : في ايه مالها حلا ؟!
قالت بتعلثم وهي تهز كتفها وتخفض عيناها : ابدا مفيش
تراجعت خطوه للخلف ودق قلبها بخوف لا يتناسب مع بساطه الموقف ولكن نبرته الخشنه وملامحه اخافتها بينما يهتف بسخط : هو ايه اللي مفيش ..انطقي !
ابتلعت غرام وقالت بصوت خافت : مفيش ...قصدي كانت بتسألني علي حاجه
زم ايهم شفتيه بسخط اكبر بينما لا يريد أن تكون هناك اسرار بين ابنتاه وبين تلك الفتاه : حاجه ايه ...قولت انطقي !
تعلثمت غرام وهي تحاول أن تصوغ الرد المحرج بينما ما يحدث شيء بينها وبين الفتيات وهو ليس بحاجه ليعرفه عكس ما يظن ليحثها ايهم علي النطق بينما غضبه كان مدفوعا بغضبه السابق منها والذي يزداد كل يوم مع رؤيته لقربها مع الفتيات : ايييه هيبقي في اسرار بينك وبين بناتي ....انطقي فيه ايه...خانتها غصه حلقها من عصبيته ومعاملته لها علي هذا النحو لتلمع الدموع سريعا بعيونها وخروج حلا بنفس اللحظه ينقذها من قول شيء
اشاح ايهم بوجهه سريعا ما أن خرجت ابنته ليحاول أن يسيطر علي ملامحه ويرسم فوقها الهدوء ولكن ابنته لاحظتها وهي تسأله : مالك يا بابي بتزعق لغرام ليه ؟
قال باقتضاب : مش بزعق ولا حاجه
زجر غرام بنظراته بينما لمح لمعان الدموع بعيونها لتهرب غرام سريعا وتتجه الي المطبخ وتبقي حلا تنظر إلي ابيها لا تفهم لماذا هذا الجفاء وتلك المساحه بينه وبين تلك الفتاه التي اقتربت منهم كثيرا ولا تراها تفعل اي شيء تضايق بيه ابيها ناهيك عن أنها تفعل أكثر مما بوسعها للاهتمام بهم وبالمنزل
لتقول برفق وهي تقترب من ابيها : مالك يا بابي .....رفعت نفسها علي أطراف أصابعها وهمست في أذنه ببضع كلمات ختمتها وهي تعود لوقفتها : ده اللي حصل وانا ناديت علي غرام عشان تاخد بالها من هنا
تفهم ايهم ولكنه رفض أن يكون الملام بعد نظرات ابنته المعاتبه : انت زعقت ليها ليه بقي ؟
قال باقتضاب وهو يتهرب من أمام ابنته : مفيش يا حبيتي ..روحي شوفي اختك
اومات حلا لتدخل الي غرفتها وسريعا ما كانت غرام تلحق بها وهي تحمل المشروب الذي جهزته بعد أن تجاوزت حزنها كما تفعل كل يوم وهي تتقبل أن يكون هذا هو العقاب الذي تلقاه
عدلت من وضع الوساده خلف الفتاه بعد أن ساعدتها لتستبدل ملابسها وإعادتها الي الفراش ووضعت فوق بطنها قربه دافئه ثم عدلت الغطاء فوقها واعطتها كوب الاعشاب لتشربه
قائله بحنان لهنا : اهدي واسترخي يا هنا هتبقي كويسه
بعد قليل ربتت غرام علي شعر هنا بحنان وابتسمت لها بعد أن ارتاحت ملامح الفتاه قليلا وهي تنهي مشروبها لتقول لها غرام برفق : معلش يا حبيتي شويه وهتبقي احسن
سالتها الفتاه ببراءه : هو انا ليه بتعب كده
ابتسمت لها غرام برفق قائله : معلش في بنات بتبقي طبيعتها كده ..اخذت تتحدث معها برفق وحنان تخبرها بكل ما قالته لها والدتها من قبل حينما كانت في مثل عمرها لترتسم ابتسامه هادئه علي ملامح حلا التي كانت جالسه تتطلع إليهم
بعد قليل التفتت حلا الي تلك الطرقات علي باب الغرفه
والتي تلاها دخول ابيها لينقل نظره بين ابنتاه قائلا : عاملين ايه يا بنات
خفضت هنا وجهها بخجل ليسرع ايهم يتظاهر بأنه لا يعرف شيء قائلا : لقيتكم قاعدين هنا وسايبني لوحدي قولت اجي اقعد معاكم
اومات هنا وهي تبتسم له : تعالي يا بابي ...انا كنت حاسه اني بردانه بس غرام عملت ليا حاجه دافيه وبقيت احسن
اوما وتقدم الياخل الغرفه لتقوم غرام من جوار الفتاه بحرج بينما تعرف أن لا مكان لها بينهم وتتجه الي باب الغرفه ولكن سريعا ما كانت حلا تمسك بيدها : رايحه فين يا روما ...
قالت بحرج : ابدا هكمل الغدا
هزت حلا راسها قائله : مش مهم ..خليكي قاعده معانا شويه
ابتسمت غرام لها قائله : هخلص بسرعه وارجع ليكم
زم ايهم شفتيه بينما بدء الشعور بأنه الجاني يعود ليراوده ومجددا يصب هذا الشعور تجاه الفتاه فيزداد غضبه الدفين منها ويعزز من شعور الكراهيه تجاهها ...!
انتبه علي ذراعه الذي رفعته هنا وتوسدت صدره وهي تقول بحب : انت جميل اوي يابابي. ..احسن اب في الدنيا
ابتسم ايهم لها واحاطها بحنان مقبل راسها : وانتوا أحسن بنتين في الدنيا
.........
....
مجددا لاتفهم شيء ولا تعرف عنه شيء بينما يتركها وحيده مع أفكار وتساؤلات لا تنتهي ...ساعه تلو الأخري وهي تتطلع الي نفسها كل بضع دقائق بينما تجهزت لمقابله عائلته ....نظرت إلي انعكاس صورتها وهي تفكر هل هي بالفعل جاهزه ...نعم ظاهريا تجهزت ولكن هل بداخلها جاهزة لتلك المواجهه التي لا تعرف كيف ستتجاوزها ولاول مره تخرج من تلك الفقاعه التي وضعتها بها بساطه كلمات عمر لشرح موقفهم وتسأل نفسها هل الأمر بتلك البساطه !!
قبل أن تسأل نفسها عما سيكون رد فعل عائلته أو كيف بالاحري سينظرون إليها أو يستقبلونها خاصه بعد أن اندفع ابي ذاكرتها موقف والدته معها كان اتصال عمر يرحمها من تلك الاسئله التي تحمل اجابات مخيفه
رسمت ابتسامه لا تصل إليها من قريب أو من بعيد وهي تجيب عليه وتسأله ببراءه : انا جاهزه انزلك ياعمر
ابتلع عمر بثقل وأدار عيناه تجاه غرفه أبيه بالمشفي يتطلع إليها ثم مجددا ينظر أمامه في الفراغ وهو يبحث عن اجابه لسؤالها ظنها سهله لتستمع وسيله إلي فقط صوت أنفاسه ...عمر ...عمر في حاجه حصلت ؟!
بثقل جذب الكلمات من داخله وهو يجيب : لا ...قصدي ...قصدي اه ....لم يكن يوما مترددا لذا بعنف جذب نفس عميق من داخله ودفع بالكلمات من حلقه دفعه واحده لينهي هذا الموقف : وسيله معلش يا حبيتي هنأجل بس الموضوع كام يوم ....بابا تعب وطبعا مقدرتش ....قبل أن يكمل باقي جملته كانت يدها تلقائيا تضغط زر إنهاء المكالمه لتتهاوي خلفها علي المقعد وتضع يدها علي صدرها الذي تهدجت أنفاسه وعقلها يردد تكمله جمله عمر ....لن يستطيع مواجهه أهله ومجددا ستبقي مكانها ولا شيء سيتغير ....تأجيل واخفاء واسرار لاتعرف نهايتها
انزعجت ملامح عمر من انعكاس صورته في عيناها والتي لايحتاج لأن يعرفها فهي لم تستمع الي باقي حديثه حتي وكأنها تعرفه ليحاول كالعاده ايجاد مخرج له من تلك الصوره ويعلل شعوره بأنه فعل الصواب وهو يسند ابيه وياخذه للمنزل بحالته المتعبه فهو ابدا لايستطيع أن يتسبب في اي تعب له لذا فعل الصواب .....تنفس عاصم بضع مرات حينما توقف عمر بباحه المنزل ليحاول أن يمحو اثار التعب من علي وجهه بينما يلتفت الي عمر قائلا : اوعي تقول لحد اني كنت في المستشفي
اوما عمر بينما يرسم ابتسامه هادئه علي وجهه لا تمت بصله لتلك الحرب التي بدأت تندلع بداخله تمردا علي انفصامه بوجهين بتلك الطريقه .....!
........
.....
خطوات متخبطه كانت تتحرك هنا وهناك في رواق المشفي حيث كانت مديحه تتحرك بقلب لهيف وعيناها الباكيه مثبته علي باب الغرفه حيث أخذوا منها اختها التي نقلتها سيارة الإسعاف ...اقترب ذلك الرجل من والدته وربت علي كتفها برفق قائلا بنبره حاول أن يطمئنها بها بالرغم من قلقه الداخلي : هتبقي كويسه يا أمي متقلقيش
بكت مديحه بحرقه هاتفه : يارب يا مجدي يارب
بسرعه ركضت تجاه الطبيب الذي خرج لتسأله بلهفه : طمني يا دكتور اختي حصل ليها ايه
تمهل الطبيب لحظات قبل أن يقول : حاليا حالتها استقرت وقدرنا ندوب الجلطه
بس للاسف سابت اثر
نظرت له مديحه بعيون باكيه : ايه يا دكتور ....حصل ايه لأختي ؟!
.........
....
مررت ريم الفرشاه علي وجهها تنهي بلمسه اخيره تزين وجهها الذي اتقنته بمختلف مساحيق التجميل وكلمات لميا تتردد في أذنها بعد أن أخبرتها باكيه بما حدث لتنصحها أن تقترب من نديم وتحاول فتح صفحه جديده معه خاصه وهاهو الدليل أنها تحبه وتغار عليه ولا تقبل بوجود أخري في حياته ومنعتها عن مواجهته خاصه الان : ازاي يا لميا اسكت واقبل علي كرامتي أنه يعرف غيري
تمهلت لميا قبل أن تقول بثقل : زي ما هو قبل وجود عمر ....قبل أن تفتح ريم فمها كانت لميا تتابع بعقلانيه : لما تواجهيه مفتكرش أنه هيعترف بغلطه وهيتمادي ...الحل الاحسن انك طالما اخدتي قرار تكملي معاه انك تصلحي العلاقه بينكم
نديم بيحبك ولو حس انك بتحبيه هينسي البنت دي خالص واللي واضح اوي انها مش سهله وعارفه بتعمل ايه كويس
عادت من تذكرها لكلام لميا لتضع الفرشاه من يدها وتقوم من أمام منضده الزينه وتتوجه الي طرف الفراش حيث وضعت ذلك الثوب الازرق الأنيق ...ارتدته وخرجت لتشعل تلك الشموع التي توسطت طاوله العشاء التي أعدتها وجلست بانتظار عودته .....بعد أقل من نصف ساعه كانت تستمع الي صوت مفاتيحه تدور في الباب لتعتدل واقفه وتتجه ناحيته وهي تطرق بكعب حذاءها .... توقف نديم مكانه بعد أن دخل بضع خطوات وقد اجتذب نظره تلك الطاوله ليرفع عيناه ناحيتها والاستفهام يكلل نظراته مع كل خطوه تخطوها ناحيته بتلك الابتسامه الهادئه وقبل أن يسأل عن سبب ماتفعله كانت تقول برقه وهي تمد له يدها : ممكن نبدا صفحه جديده مع بعض
........
...........
صعد عمر بخطي مرهقه تجاه الاعلي ولكنه لم يكد يلبث يصل الي غرفته حتي وجد سيف أمامه يتطلع إليه بنظرات متأهبه ويسأله مباشره : قولت لابوك ؟
تمهل عمر وهو يطلق تنهيده من صدره ويهز رأسه ظنا منه أن هذا سينهي تساؤل أخيه الذي يعرف إجابته مسبقا
ولكن سيف لم يرضي وسأل مجددا ولكن بنبره أكثر حده : بسألك قولت لابوك
هز عمر رأسه مجددا وقال وهو يحاول تجاوز أخيه والمرور : وانا هزيت راسي يعني لا
امسك سيف بذراع أخيه بعنفوان يوقفه : لا ليه ؟
صمت عمر استفز سيف الذي كان بالفعل في حاله تأهب قصوى رافض الصمت أكثر وقد استنفذ أخيه كل فرصه
:انا حذرتك اني هقوله لو مقولتش انت
انفلت لسان عمر بانفعال : اسمها هددتك يا سيف
تجاوز سيف بعصبيه مواجها أخيه : هددتك يا عمر ....وشكلك عاوزني انفذ تهديدي
نظر عمر بحنق الي أخيه الذي بالفعل تحرك خطوتين تجاه الممر حيث غرفه أبيه ليوقفه عمر محذرا : مش هتقوله حاجه يا سيف والا هتخسرني
هز سيف كتفه ببرود : بقيت انت اللي بتهددني دلوقتي
هتف عمر من بين أسنانه وهو يتجه ليقف أمام أخيه : بحذرك اقول حاجه تضايق ابوك ...
هتف سيف باحتدام : مترميش عدم تحملك مسؤولية أفعالك علي ابوك وصحته وتفضل جبان تتداري وراه وانت لغيته من حياتك وروحت اتجوزت من وراه
احتقن وجه عمر بالغضب بينما واجهه أخيه بتلك الحقيقه التي يحلل لنفسه تحريفها لتتماشي مع اهواءه
لينظر الي أخيه بوجهه متحقن وهو يلوح بيداه: طيب خلاص روح قوله واتحمل المسؤوليه انت عشان أنا جبان
تواجهت نظرات كلاهما ليتابع عمر بنفس الانفعال : بس خد بالك اني لسه من ساعه واحده راجع بابوك من المستشفي
نطق كلماته وترك أخيه واقف مكانه واندفع للاسفل ومنه للخارج ليبقي سيف واقف مكانه للحظات قبل أن تتجرأ تينا وتقترب منه وتمسك ذراعه هاتفه برفق وقد استمعت لكل حديثه مع أخيه : تعالي يا سيف ندخل اوضتنا ...مينفعش تاخد قرار وانت متعصب ..اهدي الاول وبعدين فكر هتعمل ايه عشان متندمش !
.......
...........
كالعاده حينما تضيق عليه الدنيا لايجد أوسع من رحابه صدرها الذي يحتويه بكل ما فيه من تناقضات فهاهي وسيله للمره التي لاتعرف عددها تتجاوز اي تفكير عقلاني أو رد فعل كانت قد انتوته وتستمع الي صوت قلبها الذي يرأف به ولا يحتمل تركه وحده في تخبطه وترضي أن تتخبط هي وتفكيرها وتسير خاف مشاعرها تجاهه
تمتم عمر وهو مازال واضع رأسه علي ساقيها مغمض عيناه ينعم باناملها التي تمررها بين خصلات شعره بحنان وتستمع إليه : غصب عني ياسيلا خوفت عليه ....خوفت اكون سبب يحصله حاجه وانا اصلا بموت من الذنب اني كنت سبب تعبه ....رفع رأسه ونظر إليها بعيناه التي تصل نظراتها الي قلبها وتابع بحب : عارف اني غلطت في حقك وحقه وحقهم كلهم وعارف إن حتي فرصتي اني اصلح كل ده كتير اوي عليا عشان كده كل مره الظروف بتعاندني
استند بمرفقه الي الفراش ورفع عيناه إليها ومسح وجهها الجميل بنظراته وهو يتابع : انا بقيت بخاف ياسيلا...لأول مره احس اني خايف حاجه تضيع مني .... خايف ابويا أو انتي حد فيكم يضيع مني ...انتوا نعمه حسيت بيها ومعنديش استعداد افكر مجرد تفكير اني اخسرها
سحب نفس عميق ومد يداه تجاه وجهها يجذبه تجاهه برفق ويهمس أمام شفتيها قبل أن يطبق عليها بشفتاه : خليكي جنبي يا سيلا واوعي تبعدي عني !
انهي رجاءه بين شفتيها التي اعتصرها بين شفتيه بقبله عاصفه ألهبت مشاعره التي سرعان ما ترجمها لقبلات حاره وهو يميل فوقها يبثها حبه الذي أدمت اشواكه قدميها حتي استعذبت جروحها !
.........
............
بمزاج معكر جلس مراد يرتشف قهوته وهو يحاول الا يرفع عيناه تجاه نظرات والدته الغير راضيه والتي اكتفت بها كما فعل أبيه ولم يحاول أحد منهم الحديث معه مجددا بعد يقين تام من الجميع أن حديثهم معه بلا جدوي ما دام لا يعترف بخطأه
قام من مكانه واتجه للاعلي ليستبدل ملابسه للذهاب الي عمله بينما بقيت نور جالسه تتطلع الي سيف بصمت تلاه سؤالها : وبعدين ياسيف ...هنفضل ساكتين ؟!
اوما سيف وهو يضع فنجان الشاي من يده : اه يانور ومش عاوز اسمع كلام تاني في الموضوع ده ...هو حر يعمل اللي يعمله !
عقدت نور حاجبيها وفتحت فمها لتتحدث ولكنها لم تكد تنطق حتي ارتسمت ملامح الدهشه علي وجهها حينما استمعت لصوت عدي يرحب بأحد ولم تصدق أذنيها وهي تستمع الي اسم الضيف: اهلا اهلا ياجوري اتفضلي
نظرت نور الي سيف بدهشه مردده : جوري !
احتقن وجه سيف بالغضب فجاه وهو يستمع إلي خطوات ابنه الذي نزل مسرعا وعلي وجهه وبعيناه ارتسمت نظرات الثقه وهو يتجه الي الصالون حيث جلست جوري ..فهاهي عادت !
ليكور سيف قبضته ويهب واقفا : سيف رايح فين ؟؟
هتف سيف من بين أسنانه : في داهيه !
أمسكت نور بذراعه وهمست بخفوت : ليه بس يا حبيبي بتقول كده
هتف سيف بانفعال : مش احسن ما اتجلط وانا شايف الهبله جايه برجلها تراضيه
همست له نور برجاء : عشان خاطري وطي صوتك ...جوري بنت ناس وطيبه وجايز لما شافت الموضوع كبر جت بنفسها عشان تحله وده مش هبل بالعكس اصل منها
افلتت نبره سيف الغاضبه : مش مع تصرفات ابنك ....ابنك اللي هيفكر نفسه صح بزياده وهيتمادي اكتر
هزت راسها قائله : وانا مش هسمح له ...تعالي بس الاول نرحب بالبنت وبعدين نتكلم ...عشان خاطري ياسيف بلاش تضايقها
علي مضض تحركت خطوات سيف خلف نور التي اتجهت مرحبه : اهلا يا جوجو
احتضنتها قائله بود : عامله ايه ياروحي
قالت جوري بتهذيب ؛ الحمد لله وحضرتك
مدت يدها الي سيف : ازيك يا اونكل
اوما سيف وهو يحاول رسم ابتسامه مهذبه : اهلا يا بنتي
قال مراد بينما لا يستطيع اخفاء انتفاخ ريشه كالطاووس : اهلا يا روحي ....نورتي
بثقه زائده اقترب منها يحاول ضمها إليه وهو يقول : انا كنت متاكد انك مش هتسمحي لحد يتدخل بيننا وهترجعي
رمش بعيناه ولم يفهم سبب تراجعها خطوه للخلف تتفادي ذراعه التي مدها ناحيتها بل فسره أنها ما تزال غاضبه منه لأنه ضربها وهو بالتأكيد سيراضيها ليقول مقررا الرد علي مبادرتها أنها أتت إليه : تعالي ياروحي نتكلم فوق
تفاجيء بها تهز راسها وتبقي واقفه مكانها بينما تقول بهدوء : لا مفيش داعي ....اصلا خلاص مفيش حاجه تتقال !
نظر لها باستفهام ولكنه مجددا رفض تفسير كلماتها الا كما اعتاد بأنها تجاوزت ككل مره ليهز رأسه موافقا : عندك حق يا حبيتي ...خلاص اللي حصل حصل واحنا هنحل مشكلتنا مع بعض
اومات جوري له وهي تسحب نفس عميق وتزفره ببطء تستجمع الكلمات بحلقها للحظه قبل أن ترفع عيناها إليه وتقول بتمهل : عندك حق وعشان كده انا جيت
احتقن وجه سيف بالغضب فهاهي تنثر الغبار اللامع علي غرور ابنه ليزداد بريق ليكور قبضته بداخل جيوبه بحنق يتمني لو يصرخ بها أن تتراجع عن تلك الخطوة التي ستزيد من بؤسها
مجددا اخذت جوري نفس عميق وتلك المره كانت نبرتها ثابته كما حال نظراتها وهي تتابع حديثها : انا جايه عشان اطلب منك نتطلق في هدوء .... عيلتنا مينفعش تقف قدام بعض في المحاكم ....!
ارتسمت الصدمة علي وجوه الجميع واولهم مراد الذي تجمدت نظراته بعدم استيعاب وكأنها تنطق بلغه غير مفهومه لتنفرج شفتاه بسؤال لم يسفعه به صوته بينما ضربته كلماتها بمقتل فكانت جوري تسدد له ضربه أخري
وهي تتابع : انا اخدت حاجتي من البيت وسبت ليك اي حاجه انت جبتها ليا .... مالت تجاه حقيبتها أخرجت منها بضع أوراق وضعتها علي الطاوله الزجاجيه أمامهم وتابعت : وده تنازل مني عن أي مؤخر أو نفقه وكمان عن الاسهم اللي كنت كاتبها ليا وشاليه الساحل
تركت الاوراق وأخرجت شيء آخر من حقيبتها وضعته بجوارهم : انت غيرت ليا العربيه بتاعتي في عيد ميلادي ....ده المفتاح وكمان اتنازلت عنها
تركت كل شيء ليس محل نزاع من الأساس وكأنها تقطع كل الأوصال بلا رجعه لتنهي كلماتها وهي تنظر إليه بثبات : ماليش اي طلب عندك إلا أننا نتطلق في هدوء إكراما للي كان بينا واكراما لعلاقه عيلتنا ببعض
أنهت كلماتها وخرجت بهدوء بينما خلفت خلفها إعصار ضرب مراد بمقتل ليظل واقف مكانه يحاول استيعاب ما حدث للتو ...!
........
.....
دمعه حارقه انسابت علي جانب وجهه امتثال قابلتها دموع غزيرة انسابت من عيون اختها وهي تميل عليها تحتضنها بقلب ملتاع لرؤيه اختها بتلك الحاله وقد التوي جانب شفتيها ولم تعد قادره علي النطق
اقترب مجدي ابن مديحه من والدته يرفعها برفق من فوق امتثال قائلا بلطف : وبعدين يا امي ...مش الدكتور طمننا وقال إنها حاله مؤقته وان شاء الله خالتي هتتحسن وترجع زي الاول
حاولت مديحه السيطرة علي دموعها وهي تتذكر تحذيرات الطبيب بأن الحاله النفسيه مفتاح العلاج كما كانت سبب الداء لتمسح دموعها بيدها وتربت علي يد اختها التي تقبلت ماحدث لها برضي وكل وجعها والمها هو خوفها الذي لا يفارقها علي حفيدتها ..!
........
...
طالت نظرات ريم الي نديم بانتظار بينما مازالت يدها ممدوده تجاهه بينما لم يكن القرار بتلك السهولة علي نديم الذي لم يركض تلك المره خلف البريق اللامع لسحابه الحب الوردي الذي تدعوه إليها وتذكر قلبه كل جرح خلفه ركضه وراء الوهم المسمي بالحب لتتسع عيون ريم بصدمه تجلت علي كل ملامحها حينما هز نديم رأسه وقال بنبره قاطعه وهو يتجاوزها : فات الاوان !
......
.........
كلمات كثيرة واسئله أكثر دارت حول مراد الذي لا يدرك كم وقف مكانه يحاول استيعاب أنها تركته وقطعت كل شيء بينه وبينها ببساطه
دار بعيناه تجاه والدته التي كانت تحت تأثير الصدمه فأخذت تهدر بلا توقف به وبزوجها : يعني ايه ....خلاص انت هتسيبها يا مراد ...سيف انت لازم تعمل حاجه
مراد انت هتفضل واقف مكانك ...اتحرك وروح وراها
كلمها واعتذر لها وهي هتسامحك
اخيرا رحمت نفسها من حديثها الانفعالي وجلست علي الاريكه خلفها وهي تربت بيدها علي ساقها وتعود لتعيد حديثها برجاء لسيف : اعمل حاجه يا سيف .....
لمعت الدموع بعيناها لرؤيه تلك الصدمه علي ملامح ابنها الذي بقي واقف مكانه بلا حراك بينما قال سيف بنبره قاطعه : مبقاش في حاجه تتعمل ....هو وصلها لكده
...........
...
تحرك عمر في نومه ليجبر نفسه علي الاستيقاظ ما أن لمح نور الشمس القوي يخترق الستائر الحريريه التي تغطي النوافذ ليرفع برفق راس وسيله التي تتوسد صدره ويضعها علي الوساده ثم يسحب ذراعه من أسفلها ويقوم من جوارها بعد أن مال ليضع قبله هادئه علي كتفها العاري ثم يرفع فوقها الغطاء ....
شعرت وسيله بحركته في الغرفه بينما انهي استحمامه ووقف يرتدي ملابسه لتتمطأ بكسل وهي تعتدل جالسه ليلتفت عمر إليها بابتسامته الاثره: صباح الخير يا روحي
ابتسمت وسيله له ولم تخفي ابتسامتها سؤالها عن مكان ذهابه بهذا الوقت الباكر ليقول وهو يتجه ليجلس بجوارها يداعب خصلات شعرها : معلش يا سيلا هسيبك شويه ...هروح اطمن علي بابا وبعدين عندي شغل
قبل أن تفتح فمها كان يلثم جانب عنقها بشغف متمتم : مش هتأخر عليكي
وبلحظه تبخر من امامها ليتركها وحدها كما يفعل دوما تواجه تفكيرها وعقلها بعد أن انتهت نوبه مشاعرهم
...........
.....
كان عمر يدخل بسيارته الي فناء المنزل بنفس اللحظه التي كان سيف بها يغادر ليلاحظ عمر ملامحه المتجهمه وتلك النظره الغاضبه التي ألقاها إليه وهو يعبر من جواره ليزفر عمر وينزل من سيارته ويقف يتطلع في أثر أخيه الذي لا يريد ابدا بينهم اي جفاء ولكن دون إرادته لا يستطيع أن ينفذ ما طلبه منه أخيه
دخل للمنزل ليجد والدته تتجه إليه باستفهام : انت مكنتش في البيت بليل ياعمر
تعلثم وهو يحك ذقنه قائلا بمراوغه : هي دي صباح الخير يا زوزو
قالت زينه وهي تدفع بخصلات شعرها القصير للخلف: صباح الخير يا حبيبي ...انت كنت فين
قال وهو يختطف أحدي الساندويتشات من شهد التي كانت تتحرك باحدي الاطباق تجاه طاوله الافطار
: كنت في الشغل
اومات زينه ليتجه عمر سريعا الي الدرج ولكن أوقفه سؤال زينه : عمر هو انت كنت فين انت وبابا امبارح
نظر لها بعدم فهم لتتابع : حاسه أنه متغير من وقت ما رجعتوا ..حاجه حصلت
هز رأسه سريعا : ابدا احنا خرجنا شويه
اومات زينه وتابعت تحضير طاوله الأفطار ليتجه عمر الي غرفته يتنهد بملل من ذلك الحصار الذي لا يتركه من عائلته
........
...........
لوحت غرام الي حلا وهنا وهم يغادرون باكرا الي مدرستهم ثم اتجهت للداخل لتجمع طاوله الافطار ثم اتجهت الي غرفه المعيشه تعيد ترتيبها بالروتين الذي اعتادت عليه كل صباح بعد مغادره الجميع بينما فاتها أنه لم يخرج وسرعان ما انتبهت لوجوده حينما تعالي رنين هاتفه لتحاول بسرعه لملمه تلك الوسائد التي وضعتها أرضا حتي ترتب الاريكه وهي تستمع الي نبره صوته الخشنه متزامنه مع خطواته تقترب
لم ترفع إليه وجهها فهي بالتأكيد تكاد تري ملامحه المتجهمه وعقده حاجبيه من ظهرها لذا حاولت بسرعه إنهاء ما تفعله بينما جلس ايهم علي أحدي المقاعد يتابع مكالمته التي كانت كافيه لبث الخوف في قلبها من نبرته
انحنت لترفع الوسائد مكانها ثم سريعا أنهت ما تفعله واتجهت الي المطبخ وهي تتساءل لماذا لم يغادر كمل صباح وماذا ستفعل بوجوده بينما دقات قلبها لا تهدأ وكأنها طفله صغيرة تخشي المارد العملاق
: اعملي ليا قهوه
توقفت يدها عما تفعله ولكنها بقيت واقفه توليه ظهرها حينما استمعت الي طلبه أو أمره بمعني اصح
لتكتفي بهز راسها وتتجه لتحضر قهوته
بينما اتجه ايهم مجددا للخارج ....انحنت لتضع القهوه أمامه بصمت وتتجه بسرعه للخارج ليوقفها صوته : استني
توقفت ولم تلتفت إليه ليتابع ايهم وهو يمسك الفنجان بيده : انا عندي ماموريه شغل احتمال اسبوع او اكتر
اومات بصمت فهي لا تدري ماذا تقول ليشعر ايهم باستفزاز من صمتها فسرعان ما يزجرها : سمعتي
اومات بصمت ليهتف بامتعاض : ولما بتهزي راسك مش بتنطقي ليه
ابتلعت غرام واستدارت إليه لتري نفس الملامح التي تخيفها لتخرج نبرتها متعلثمه : سمعت
اوما بحنق من داخله وهو يري ملامحها الخانعه بينما بداخله لا يصدقها فهي اجبرته علي شيء لا يريده والان تتظاهر بأنها خاضعه وليس الان فقط بل منذ أن تزوجها وهي تفعل كل شيء بصمت في حضوره ولا تتكلم الا حينما يوجه إليها حديثه الغاضب ليزداد شعوره الذي نجحت في توليده بداخله بأنه مذنب يتجني عليها وهذا الشعور يتناقض مع عقله الذي يراها أجبرته علي ما لا يريد ....زفر بحنق واتجه بخطوات يسبقها الي الخارج حتي كاد يصطدم بها حينما تراجعت لتفسح له المجال
ليزفر بجوارها مجددا ويتجه الي غرفته
بينما عادت غرام الي المطبخ لتسأل نفسها بتردد هل أراد قول شيء آخر ....طال وقوفها أمام غرفته بينما ترددت يدها وهي تطرق علي الباب
أدارت مقبض الباب ودخلت لتجد تلك الحقيبه مفتوحه علي طرف الفراش وبجوارها العديد من الملابس التي حضرها ليرتبها في حقيبته .... أدارت عيناها في أرجاء الغرفه الخاويه للحظه قبل أن تبدأ بترتيب الحقيبه
اتجهت الي منضده الزينه بعد انت انتهت من وضع الملابس لتسحب أحد زجاجات العطور وبعض احتياجاته الشخصيه لتضعهم بالحقيبه بنفس اللحظه التي شهقت بها وهي تستمع الي صوت انفتاح باب الحمام
تفاجيء ايهم بوجودها بالغرفه لتتوقف يداه التي كانت تمسك بمنشفه صغيرة يجفف بها شعره وسرعان ما تتجه عيناه إليها باستفهام عما تفعله ....تعلثمت غرام وقد اندفعت الحمره الي وجهها الذي إدارته سريعا ما أن رأته امامها يحيط خصره بمنشفه كبيرة بينما مازالت قطرات المياه عالقه فوق عضلات صدره السداسيه
: انا ...انا كنت ...قصدي كنت جايه ...جيت عشان
اغمض ايهم عيناه وسحب نفس عميق وزفره بصوت مسموع بينما يهتف بها بنفاذ صبر : ما تتكلمي بدل ما بتهتهي كده
اومات غرام وابتلعت ببطء وهي مازالت تخفض عيناها الي الأرض قائله : كنت جايه اسال لو ...لو يعني عاوزني اقول حاجه للبنات لما تسافر ...ازداد تعلثمها وهي تتابع بينما تشير بيدها إلي الحقيبه : خبطت وبعدين
لقيت الشنطه قولت أجهزها
اوما ايهم بصمت لتقول غرام وهي تهز راسها بينما تجر ساقها للخروج من الغرفه
...........
....
أسرعت شهد تركض خلف عمر الذي خرج من غرفته بعد أن استبدل ملابسه ليلتفت لها : ايه يا رويترز
همست شهم بصوت خفيض : الحق مدام تينا
عقد عمر حاجبيه وسريعا ما تحرك بقلق : مالها تينا
أوقفته شهد : استني هقولك
زجرها عمر بنفاذ صبر: انطقي
التفت حولها وقالت بصوت خفيض : بتعيط من بدري وانا مرضتش اقول لمدام زينه عشان مشغوله مع عاصم بيه
نظر لها باستفهام: ليه ؟!
نظرت له بفطنه : هيكون ليه ...باينه... اكيد زعلانه مع سيف بيه بدليل أنه خرج بدري ومفطرش
وكزها عمر بغيظ : اعوذ بالله منك مركزه في كل حاجه ....اتجه لغرفه تينا لتوقفه شهد مجددا وهي تشير الي الغرفه المجاورة : لا دي قاعده في اوضه البيبي وبتعيط
بقلق اسرع عمر الي الغرفه ليطرق الباب ثم يدخل ....عقد حاجبيه بقلق حينما وجد تينا جالسه علي ارضيه الغرفه الفارغه تبكي ليسألها بقلق وهو يقترب منها : في ايه يا تينا ...مالك ؟!
رفعت تينا عيناها الباكيه إليه وبامتعاض طفولي كانت تشير الي محتويات الغرفه التي مازالت باغلفتها هاتفه : مش عارفه اعمل حاجه ....اخترت ورق حيطه وطلع شكله مش حلو ....السرير مش عارفه هينفع للبيبي ولا اتسرعت وانا بشتريه.....جبت حاجات وحاجات كتير ناقصه ....مش عارفه ياعمر ...مش عارفه اعمل حاجه ولا اخد قرار ....ظل عمر يستمع إلي شكواها التي أدرك بفطنه أنهت ليست المشكله الحقيقيه وهاهي اخيرا وصلت إلي جوهر المشكله : سيف سايبني اعمل كل حاجه لوحدي وانا مش عارفه ومحتاره وهو مش فاضي طول الوقت
ارتسمت ابتسامه هادئه علي شفاه عمر الذي قال برفق : هو ده بس اللي مزعلك
مد لها يداه ليوقفها قائلا برفق : ولا يهمك ياستي ...اصلا كل ده يخلص في يوم وماما أو جوري هيساعدوكي ...واي حاجه ناقصه أنا هاخدك حالا نشتريها ...روقي بقي
هزت تينا راسها وبكت مجددا وهي تهتف : انت مش فاهمني ياعمر
ابتسم وقال برفق : لا فاهمك كويس اوي ....كل ده باختصار ولا حاجه انتي زعلانه أنه مشغول
اومات كطفله صغيرة : نفسي انا وهو اللي نختار لوضع البيبي مش انا وانت وطنط وجوري
ابتسم لها وقال ببساطه : طيب يا ستي وليه العياط ....انتي دلوقتي تيجي معايا هاخدك الشركه عنده تعمليها مفاجاه له وانتي من غير النكد والعياط تقوليله تعالي معايا مشوار صغنن وخلصت يا تينا
نظرت له وسرعان ما رفعت حاجبها : بالبساطه دي
اوما لها لتتغير ملامحها من الضعف والبكاء الي الاحتدام: لا طبعا اخوك مش بتاع مفاجات والكلام ده
قال عمر ببساطه : جربي مش هتخسري حاجه ....يلا اجهزي وانا هاخدك انا اصلا كنت رايح له
.............
....
نظرت تينا الي عمر بابتسامه : مرسي ياعمر
ابتسم لها : علي ايه
قالت وهي تهز كتفها : خلتني اهدي ...شكرا
اوما لها وتابع الطريق بينما يسديها تلك النصائح العقلانية التي لا يدرك لماذا لا يطبقها علي نفسه : الدنيا ابسط من كده ....سيف شايل كتير برضه معلش اتحمليه
تعالي رنين هاتفه لينظر إليه ثم يغلق الصوت ويتابع القياده وحديثه مع تينا ليتعالي الرنين مجددا ...قبل أن يبعد الهاتف قالت تينا بقليل من المكر المرح يعد أن لمحت اسم المتصل : رد ياعمر ...انا عارفه كل حاجه
نظر لها رافعا حاجبه لتهز راسها : رد علي وسيله الاول وبعدين خليني انا بقي اللي انصحك
اجاب عمر وكالعاده لا تحصل منه علي شيء مريح : سيلا حبيتي مشغول هخلص واكلمك
انهي المكالمه ونظر الي تينا قائلا باندفاع : انا عارف كويس انا بعمل ايه يا تينا بلاش تبقي زيهم وتقولي حكم ونصايح متتطبقش
هزت تينا راسها وقالت برفق : لا مش هقول كده ....انا بس هقولك ببساطه زي ما انت قولت ليا انت ليه مصعب الأمور علي نفسك ....اتكلم مع اونكل عاصم أو مهد علي الاقل لطنط زينه ...جرب ياعمر مش هتخسر حاجه
بهروب وتسويف هز رأسه وهو يوقف السيارة بباحه الشركه وينزل منها
وبالرغم من أنه شجعها علي الذهاب الي أخيه إلا أنه من تردد في الدخول بينما انتوي أن يدخل إليه ويصالحه ولكنه تراجع ليدع تينا تدخل إليه اولا ليقول بابتسامه وهو يتجه ليجلس أمام مكتب نيهال مديره مكتب أبيه : ادخلي انتي الاول عشان أنا لو دخلت هيتعصب
اومات تينا ودخلت الي مكتب سيف الذي تفاجيء بها ليقوم مسرعا من خلف مكتبه : تينا ...في ايه
قالت بابتسامه : مفيش يا حبيبي ...جيت اشوفك
نظر لها ببلاهه واعاد سؤاله : يعني مفيش حاجه حصلت
اومات له وعقدت جبينها : شكلك مش مبسوط اني جيت
هز سيف رأسه : لا ابدا ....بس مستغرب
قالت برقه وهي تتجه إليه : من ايه يا حبيبي ...انا جيت اخدك ونخرج نشتري حاجات البيبي
نظر لها سيف بجبين مقطب : دلوقتي
اومات له لتتغير ملامحها ما أن قال باقتضاب : بس انا مش فاضي يا تينا وسبق وقولتلك اختاري اللي يعجبك
.........
...
ضحكت نيهال ضحتها الرنانه علي أحدي دعابات عمر ليشاركها عمر الضحك قائلا : وطي صوتك ...سيف هيطلع يولع فينا يا نهله
زجرته نيهال بنظراتها : نيهال
ضحك عمر وهز رأسه : عارف بس بحب اغيظك
نظرت له بغيظ ليشاكسها قائلا : طيب تعرفي بقي أن ليكي معزه عندي ....تنهد وتابع بينما يتذمر أنها كانت أول خيط أوصله بوسيله : انتي عملتي ليا خدمه العمر
نظرت له باستفهام : خدمه ايه ؟!
قال وهو يلوح بيده : مش مهم
تلفت حوله قائلا : هو مفيش حد يشربني حاجه
هزت راسها قائله : لا عم مصطفي إجازة ....قوم معايا نعمل سوا قهوه
قام عمر خلفها يشاكسها ويضحك معها كما اعتاد
..........
....
نظرت تينا الي سيف بعصبيه : هو كل حاجه تقولي مش فاضي ....نفسي اعرف بتفضي امتي
انفعل سيف بسبب عصبيتها ليهتف بها : وطي صوتك قدامي يا تينا
زمجرت تينا بحنق : لا مش هوطيه ...انا زهقت
اتجه سيف إليها بخطوات غاضبه ليقف امامها ويهتف من بين أسنانه : تينا انا لغايه دلوقتي صبور معاكي ومتحنل دلعك بس متزوديهاش
قبل أن تفتح تينا فمها كانت تلك الطرقات علي الباب توقفها ليستعيد سيف هدوء ملامحه وهو يهندم من ربطه عنقه قائلا بصوت رخيم : تعالي يا نيهال
لم تكن نيهال بل ثراء التي ما أن لمحت عدم وجود نيهال علي مكتبها حتي أسرعت تخترع حجه لتدخل الي مكتب عاصم كعادتها في التملق إليه لتتفاجيء بوجود سيف مكانه بل وتينا معه
قالت بحرج : سوري مستر سيف انا فكرت مستر عاصم هنا كنت عاوزة اعرض عليه مجموعه الرسومات الجديده
استغل سيف الفرصه لينهي خلافه مع زوجته قبل أن يتفاقم ليهمس لها : تينا روحي ونتكلم بعدين
انتفخ وجه تينا بالغضب وسددت نظره ناريه الي ثراء متجاهله بعداء واضح سلام ثراء لها بينما قالت وهي تقترب منها : عامله ايه دلوقتي
تجاهلتها تينا عن قصد وخرجت من باب المكتب تركل الأرض بغضب واضح ..... تحركت مكانها بعصبيه بينما قررت أن تواجهه تلك الفتاه بفعلتها وهاهي من أتت إليها ....!
نظر سيف الي ثراء باستفهام ؛ فين الرسومات؟!
تعلثمت ثراء قائله : ماهو انا كنت هشرحهم
بالطبع تتحدث بفكره التقطتها من أحد زملائها وتنسبها لنفسها كما تفعل دوما مع عاصم الذي يأخذ حماسها وكأنه افكار والهام ولا يسأل عن التفاصيل التي يتابعها مشرفي الأقسام لتتعلثم بينما سيف يهتم بادق التفاصيل
لذا قالت بحرج سريعا : هروح اجهزهم حالا
اوما سيف وأشار لها لتخرج لتتنهد ثراء ما أن افلتت تلك المره ولكنها لم تكد توفر نفس ارتياحها حتي وجدت تينا امامها بينما غادرت مكتب زوجها وهي تكاد تخرج النيران من أذنيها لتقابل ابتسامه ثراء بوجه منزعج ودون مقدمات توجه لها الاتهام : انتي باي حق تتكلمي في حاجه خاصه زي دي مع جوزي
تعلمت ثراء لتتابع تينا بحده
: ازاي تتجرأي ...هل انا اديتك المساحه دي ؟!
انا بس فكرت اني اصلح بينكم
زمجرت تينا بحده : وانتي مين عشان تتدخلي اصلا بيتي وبين جوزي ؟!
رفعت تينا اصبعها إمام وجه ثراء الذي احتقن بالدماء بينما بنفس اللحظه كانت نيهال تعود الي المكتب وخلفها عمر الذي تفاجيء بتينا تتابع بانفعال معنفه ثراء : اوعي تاني مره تدي نفسك مساحه انا مسمحتش ليكي بيها
وضعت نيهال وجهها في الملفات امامها لتعفي ثراء من الحرج ولكن بكل الاحوال شهدت هي وعمر ماحدث لتسرع ثراء تركض خارج المكتب وهي تحاول امساك دموعها
عقد عمر حاجبيه وهو يتوقف أمام تينا متسائلا : في ايه يا تينا ؟
اشاحت تينا بوجهها هاتفه باقتضاب : مفيش ياعمر
نظر لها عمر باستنكار : امال كلمتيها كده ليه !!
هتفت تينا بحنق : تستاهل انت متعرفش هي عملت ايه
اوما عمر بتفهم ثم قال برفق : تمام بس كان في طريقه احسن من كده تكلميها بيها ....نظر لها وتابع باستنكار : انا عمري ما شوفتك بتكلمي حد بتعالي كده
زمت تينا شفتيها قائله : مش قصدي ابدا انا بس متوترة ومتضايقه
اوما عمر قائلا : طيب خلصتي مع سيف
هتفت باقتضاب وكل ملامح الضيق علي وجهها : اه
شاكسها عمر بمرح بينما ارتسمت ملامح الشجار بينها وبين أخيه علي ملامحها : باين علي وشك .... طيب انزلي استني في العربيه وهحصلك بعد دقايق
انهي حديثه مع تينا التي غادرت ثم التفت الي نهال يسألها : مكتبها فين ؟!
استغربت نهال سؤاله : هي مين ؟
قال وهو يهز كتفه : اسراء
ضحكت نهال مصححه له : قصدك ثراء
شاكسها عمر بمرح : ماتقولي يا نهله هو انا في السجل المدني
زمجرت نهال به : مين نهله !
غمز لها بشقاوة : نيهال عارف ...يلا قولي فين مكتبها ؟!
أوقفته نيهال بجديه : انت رايح فين ...هتروح تصالحها
اوما لها عمر : هفهمها أن تينا مش قصدها
قالت نيهال بمنطقيه بينما لم ترتاح يوما لتلك الفتاه : اعتقد ان مدام تينا قصدها كويس اوي كل كلمه قالتها ....!
اوما عمر قائلا: برضه معلش ...انا بعز باباها وصعبت عليا
تمتمت نيهال بلا مبالاه : زي ما يعجبك ....مكتبها في اول دور مع مسز ريهام
......
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباس من القادم
ظن سيف أنه تغلب علي أخيه بهذا السؤال الذيرانتظر إجابته بعيون ثاقبه يتطلع بها الي عمر الذي رد بلا تردد أو تفكير علي سؤال أخيه بسؤال : ليه فكرت في الاحتمال ده
نظر له سيف مزمجرا : يعني ايه ....واحد متجوز بقاله شهور ...ليه مش احتمال مراته تكون حامل
احتدت نبرته بينما يتابع : فكر في الاحتمال ده كويس ياعمر عشان كل يوم الكذبه بتكبر ...فكر لو وسيله حامل هيكون موقفك ايه قدامها وانت لسه اصلا ماخدتش خطوه انك تعلن جوازكم
هز عمر رأسه بثقه : مش هتبقي حامل ..!
عقد سيف حاجبيه باستفهام : جايب الثقه دي منين ...؟!
نظرت وسيله إلي سيف الذي مقدار حزم كلماته مقدار انعكاسها لاهتمامه ورفقه الشديد بها وكأنها اخت له : اسمعي كلامي يا وسيله .....اوعي تنفذي لعمر كل اللي هو عاوزه ...!
تقابلت نظراتهم ليختم حديثه بتلك النظره الي حيث أراد تماما لتفهم مغزي كلماته التي انهاها واتجه الي باب الغرفه الذي لم يكد يفتحه حتي كان عمر يفتح
ه من الجهه الأخري ...عقد عمر حاجبيه باستفهام سرعان ما عبر عنه بنظراته ليقول سيف له : كنت بحط لوسيله شنطتها في الاوضه
اوما عمر الذي سرعان ما سأل وسيله بعد انصراف أخيه بعيون ملئها التوجس : كان بيقولك ايه سيف ؟!
حاولت وسيله اخفاء ارتباكها : ابدا
نظر لها عمر نظره ثاقبه وهو يعيد صياغة سؤاله : قالك حاجه عني ...؟!
تحفة ♥️🦋
ردحذفجمليه
ردحذفايوة كدة جورى هاتاخد حقها من المغرور دة عقبال الباقى
ردحذف