حكايه عمر الفصل السادس والاربعون جزء اول

15


الفصل السابق


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

صاح عمر بغضب شديد يعنف رجال الأمن : يعني ايه ...

لا زمتكم اييييه لما اي حد ممكن يخرج أو يدخل ومتعرفوش عنه حاجه 

قال المشرف المسؤول بدفاع : يافندم اسمعني ...انا قدام حضرتك فرغت الكاميرات والمدام مخرجتش من البوابه

صرخ عمر بغضب وعنفوان بينما رفض عقله تصديق أنها مفقوده بهذا المكان : اسمع ايييه ....نظر له باستنكار شديد وتابع بعنفوان : اسمع انك بتقولي أنها مخرجتش .... امال هي فين ؟!

قبل أن يفتح الرجل فمه كان يصيح عمر بنبره أمره : انتوا تقلبوا الأرض وتلاقوا مراتي والا قسما بالله ما هرحم حد فيكم 

تنهد الرجل وهز رأسه قائلا : ياعمر بيه بالفعل رجاله 

الامن كلهم بيدور عليها ...بس القريه كبيرة وجايز تكون في أي مكان وهترجع 

نكس رأسه وتابع وهو يشير إلي شاشات المراقبه : ياعمر بيه للاسف المكان له خصوصيته والكاميرات ليها اماكن معينه وقدامنا البوابات وهي مخرجتش منها ....حاول تتصل بيها 

كاد عمر يطبق بعنق الرجل يفرغ به غضبه النابع من قله حيلته وعدم تخيل اين ممكن أن تكون وكل الظنون السيئه تعصف برأسه ويرفض مجرد التفكير فيها ليزم  شفتيه بغضب ويفرك وجهه بضيق شديد سلب انفاسه وهو يتحرك بضياع بسيارته وعيناه لا تترك انش لا تبحث عنها به وهو يحدث نفسه كالمجنون فأين قد تكون قد  ذهبت إن لم تخرج وهو بالأساس استبعد خروجها بعد مشاجرتهم وكان مطمئن أنها ستكون بالمنزل حيث تركها فهي لا تملك أي أموال ليتفاجيء بعدم وجودها ....

ساعات طويله وهو يبحث عنها والجنون لا يفارقه فقط يصيح بكل ما ينطق بكلمه أمامه .....بخوف اتجه الي ذلك الممشي الممتد بلسان داخل البحر لينقبض قلبه ويفكر أن مكروه قد أصابها ...دار حول نفسه بجنون وهو يوم نفسه بأبشع الصفات فلن يسامح نفسه أن حدث لها مكروه وهو تركها بحاله سيئه ...قبض بيده علي السور الخشبي وعيناه تنظر بنظرات مشتته الي امواج البحر المتلاطمه ....لا ...ستظهر وسيجدها وسيركع اسفل قدمها طالب العفو...لن يضايقها وسيفعل ما يرضيها ...وعود كثيره ظل يرددها وعيناه لا تفارق النظر إلي تلاطم امواج البحر بنظرات كسيرة يطلب فقط رؤيتها مجددا وقد بدأت قوته المزعومة بالانهيار فوجد نفسه 

يجلس بيأس وإرهاق علي الأرض ويمسك بهاتفه : سيف ! 

: سيف انا محتاجلك 

بقلق دب في اوصاله هب سيف من مكانه لسماع نبره أخيه : عمر  .....مالك ياعمر  ..... في ايه ؟!

قال عمر بضياع : وسيله ياسيف ......مش لاقي وسيله 

ضيق سيف عيناه بعدم فهم : يعني ايه ؟!

قال عمر بكلمات متعلثمه : يعني مش لاقيها .....رجعت البيت ملقتهاش ....دورت في كل حته عليها بس مش لاقيها ....تهدجت أنفاسه وهو يتابع بيأس : مش عارف اعمل ايه ياسيف !

قال سيف سريعا بما فكر به عقله : دور عند اهلها 

قال عمر بشتات وهو يغرس أنامله بخصلات شعره : مخرجتش من البوابه  .....هتخرج ازاي وهي مفيش معاها فلوس .... انا زعلتها وسبتها لوحدها ....انا خايف يكون حصل لها حاجه !

لم يفهم سيف شيء من جرعه المفاجآت التي فجرها عمر وكأنه يفتح أمامه بئر اسرار فماذا تفعل معه وسيله وعن اي منزل يتحدث وماذا حدث ولماذا تركها وحدها .....ليقول بتشتت : طيب انت فين ....

انا جايلك علي طول ! 

بالفعل قطع سيف الطريق بسرعه غاشمه وكلمات عمر تدور في رأسه ....لا يفهم شيء فماذا فعل اخيه أكثر بتلك الفتاه ! 

نظر عمر الي أخيه وهو يهدل كتفيه : مش عارف اتصرف ياسيف حاسس اني زي المشلول 

قال ايهم وهو يحك ذقنه بينما بنفس السرعه كان يصل الي عمر بعد أن اتصل به  : هنلاقيها 

نظر إلي صديقه وسأله عن التفاصيل : انت زعلتها 

نكس عمر رأسه ليتنهد سيف بحنق وهو ينظر إلي اخيه هاتفا من بين أسنانه : انطق عملت ليها ايه 

قال عمر باقتضاب وهو يتجنب النظر إلي نظرات الاتهام بعيون أخيه : اتخانقنا ! 

هتف سيف بغضب مستنكرا : وانت اصلا بتعمل ايه هنا .....ايه اللي انت بتعمله ده  .... واخدها هنا وعايش من ورانا كلنا لا وكمان كنت بتسيبها هنا لوحدها !

نظر ايهم الي سيف برجاء أن يخفف من وطأه غضبه فحاله عمر بالفعل سيئه وغير ذلك هم بحاجه الي التركيز في البحث عن الفتاه 

ليرفض سيف أن يهدأ ويتابع تعنيف عمر : مستني ايه عشان تقول لابوك ....واخد البنت ومعيشها زي عيشقتك ليه 

نظر عمر الي سيف هاتفا : متقولش عنها كده وسيله مراتي وانت عارف 

واجهه سيف بنظراته الغاضبه : يبقي تتعامل معاها علي الأساس ده و تقول لابوك وللدنيا كلها 

خفض عمر عيناه وقال بثقل : مش قادر 

رفع سيف حاجبه باستنكار : نعم 

اوما عمر قائلا : اللي سمعته ....كل ما اجي أقوله تحصل حاجه ومقدرش ...ابوك مش هيتحمل يعرف حاجه زي دي وانت شايف  حالته ! 

رفض سيف سماع ذلك العذر الواهي بينما مهما تكون صعوبه الموقف إلا أنه عليه تحملها ليهتف بامتعاض : من أمتي ما طول عمرك بتعمل مصايب وبتقولها 

قال عمر بغصه حلق وهو يدافع عن علاقته بوسيله : يمكن عشان جوازي من وسيله مش مصيبه عملتها ....يمكن عشان اختياري لها ده احسن حاجه انا عملتها وخايف أن كلهم يحكموا عليها انها مصيبه تانيه عملتها عشان بس  انا اللي اخترتها ! 

هتف سيف بغضب وهو يندفع ليمسك ذراع أخيه معنفا : والبنت ذنبها ايه ...ذنبها ايه تخليها واحده تعرفها في السر ..! 

تدخل ايهم ليبعد سيف عن عمر قائلا : اهدي ياسيف...مش وقته خلينا ندور علي البنت الاول 

نظر سيف الي ايهم بغضب : وبعد ما يلاقيها هيعمل ايه ؟!

صاح عمر بضيق من تعنيف أخيه له : الاقيها الاول بس ياسيف .....نظر له باتهام اناني وتابع وهو يخص نفسه فقط :  انت جاي تديني محاضره ولا تقف جنبي ياأخي !

تواجهت نظرات سيف بنظرات عمر لينظر إليه بخزلان بينما لا يتوقف للحظه عن إظهار نفسه بدور الضحيه فقط حتي لا يتهمه أحد ويواجهه بعواقب أفعاله التي يرفض تحملها ومن يعرفه أكثر منه ...فهو أخيه ويحفظ طباعه عن ظهر قلب فيعرف أنه بمجرد ايجاد الفتاه لن يحرك ساكنا بل سيتمادي أكثر بتصديق عذره الذي يتهرب منه من المواجهه مع أبيه لذا سدد له نظره غاضبه اخيره ثم أولاه ظهره واتجه الي سيارته التي أوقفها علي جانب الطريق ....نظر عمر الي ظهر أخيه باستنكار وتشعشعت نظرات الخزلان بعيناه وهو يقول بعدم تصديق أن أخيه سيتركه : هتمشي وتسيبني ياسيف  

اوما سيف دون النظر الي أخيه حتي لايري تحامله علي نفسه وهو يقسو عليه بعدف أن يجعله يتحمل نتيجه أفعاله بينما بداخله انتوي البحث عن الفتاه 

: واضح انك عارف بتعمل ايه كويس ...ده موضوعك اتصرف فيه زي ما انت شايف 

التفت إليه وكسي نبرته بالبرود وهو يتابع : انت ضابط وتعرف تتصرف ....شوف ايه اللي بيحصل في الحالات دي واعمله ...روح اعمل محضر 

تغضنت نبره عمر بالخزلان من أخيه ليقول : ماشي ياسيف ....هعمل محضر طالما انت شايف كده ....هعمل محضر وأحط اسمها فيه وياعالم هيتقال عنها ايه !

فرك ايهم وجهه بضيق شديد بينما ارتسمت تلك الابتسامه الشامته بعيون سيف وهو يعود بخطواته وينظر بعيون عمر قائلا : شوفت بقي أن لكذبتك عواقب ....شوفت أن حاجه زي دي مستحيل تستخبي ....احتدت نبرته وهو يتابع باتهام حاد : شوفت انك مفكرتش فيها كل الوقت ده وكنت بتفكر بس في نفسك مع انك بتقول بتحبها 

ضاقت انفاس عمر من حصار أخيه له ليقول بضيق شديد : هقوله ياسيف.. هقوله 

ارتاحت ملامح سيف ليسأل أخيه : امتي ؟!

هتف عمر بضيق : الاقيها الاول ياسيف وهقول لابوك علي كل حاجه 

اوما سيف قائلا: يلا تعالي 

نظر له عمر باستفهام : نروح فين 

قال سيف : عند اهلها 

هتف عمر بضيق : قولتلك مخرجتش ...يبقي اروح لأهلها اعمل ايه 

هتف سيف من بين أسنانه : خرجت زي ما خرجت ....انا متاكد انها راحت لأهلها

شاركه ايهم نفس التفكير : سيف عنده حق ...اكيد راحت لجدتها 

وضع عمر يداه علي وجهه بضياع بينما هذه حقيقه أخري يجب أن يخبرهم بها وهي أنه أبعدها عن جدتها فلو حتي أرادت الذهاب لها فلا تستطيع ....نظر إلي ايهم وأخيه استعدادا للحظه الحقيقه التاليه ولكن رنين هاتفه بتلك اللحظه اوقفه ليجيب بلهفه ما أن رأي رقم طلعت : الو 

تنهيده حاره انفلتت من صدره وهو يطمئن اخيرا عليها بعد مقدمه طلعت الطويله ليغلق الهاتف قائلا: انا جاي علي طول

نظر له سيف باستفهام : مين بيتصل ؟!

قال عمر متنهدا وهو يسرع بخطواته الي سيارته : ده جوز امها 

......لقيتها وهروح اجيبها 

أوقفه سيف ممسكا بذراعه : وبعد ما تجيبها هتعمل ايه ؟! هتاخدها وتروح تقف قدام ابوك تعترف بكل حاجه 

قال عمر بتسويف وهو يبعد يد أخيه عن ذراعه : 

لما اجيبها الاول ياسيف هبقي اشوف هعمل ايه 

مجددا نفس النظره الحانقه سددها سيف لأخيه الذي أدرك أنه لن يفعل شيء 

لينظر له بحنق ويقول بتهديد : لو معملتش كده انا هعمل كده وهقول لابوك علي كل حاجه 

تجاهل عمر تهديد أخيه واتجه الي سيارته لينظر له سيف بحنق ويدخل الي سيارته هو الآخر كما فعل ايهم الذي قال لعمر قبل أن يغادر : 

اخوك بيتكلم صح يا عمر ....انت فتحت صدرك ووقفت وقولت هتجوزها غصب عن الكل يبقي تنفذ كلامك وتقول للكل 

هتف عمر بضيق متنمرا: ايهم مش ناقص نصايح مش هتعمل انت كمان زيه 

نظر له ايهم رافعا حاجبه : امال عاوزني اعمل ايه .....عاوزني اسكت واقولك كمل في الغلط 

هتف عمر بعنفوان احمق : عاوزك انت وهو قبل ما تتكلموا تحطوا نفسكم مكاني ....نظر إلي صديقه بحنق وتابع : انا غلطان اني كلمتكم ....جايين تهاجموني وتدوني محاضره 

رفع ايهم حاجبه باستهجان : انت فعلا غلطان بس مش عاوز حد يقولك كده ....عموما براحتك ياعمر 

خليك كده طالما الحال عاجبك ..! 

هتف عمر بحنق وهو يغلق باب سيارته وينطلق بها  رافضا أن يكون موضع نقد : عاجبني ! 

..........

....


ككل صباح تتحرك سندس من هنا الي هناك خلف بنات زوجها ووالدته وحتي زوجها نفسه الذي لا تنتهي طلباته تعد الأفطار ...تجهز ملابس... تعطي دواء...

تفعل كل هذا بأليه اعتادت عليها لسنوات دون أن تتوقف وتسأل نفسها لماذا تفعلها !

فقط تعمل كالاله ولا تدع عقلها يفكر أو قلبها يشعر بغضاضه فهي من اختارت وهي من قررت أن تبقي بهذا الزواج وكلما راود الضيق قلبها ألقت اللوم علي زوجها السابق والد ابنتها فلولا شكه بها لما كانت هنا وكانت ابنتهم بينهم فهو من مزق الوصال بينهم ومحي اي طريق للعوده بمافعل وتركها لرجل اخر أظهر أمام الجميع أنه يثق بها أكثر من زوجها ووالد ابنتها ! 

سنوات لم تتوقف عن لومه كما توقفت عن التفكير في حياتها التي أصبحت ملك لهذا الرجل وبناته ووالدته ردا لجميله معها ...ارتشفت القليل من كوب الشاي الذي برد ككل صباح ولكنها بكل الاحوال تشربه بنفس الاليه التي لا تتغير

: سندس 

التفتت الي طلعت الذي قال وهو يلتهم قطعه من الساندويتش الذي بيده ويلوكها بين شفتيه متساءلا : وسيله صحيت ؟

هزت راسها وارتشفت المتبقي من كوبها 

ليقول بتلقائيه وهو يضع امامها الطبق الفارغ بعد ان انهي ما بقي من الساندويتش: طيب صحبها يلا عشان عمر جاي !

التفت سندي إليه باستفهام بينما لم تستسيغ ما نطق به : عمر !

اوما ببساطه كافيه لاصابه من أمامه بجلطه : اه اصل انا كلمته وقال جاي 

عقدت سندس حاجبيها ونظرت إليه والي تلك الكلمات التي خرجت من فمه بتلك البساطه بينما طلعت انهي حديثه واتجه ليفتح الثلاجه ويخرج منها زجاجه مياه القي نصفها بفمه ثم اغلقها ووضعها علي الطاوله الرخاميه 

بينما يتابع :  طبعا كلمته... باين اوي أنهم متخانفين هز كتفه وتابع : وتلاقيها كمان سابت البيت وانا طبعا مش هسكت...روحت كلمته اول ما صحيت وهو قالي أنه جاي علي طول 

قبضت سندس علي الكوب الفارغ بيدها وهي تسأله من بين أسنانها وهو يأخذ دور ليس دوره : عملت كده ليه يا طلعت مش كنا نفهم منها الأول مش جايز مزعلها 

قال ببرود : ومعني كلامي معاه ايه ....يجي يراضيها 

هتفت سندس بحنق : وهو احنا كنا عرفنا زعلانين ليه 

ضحك بسماجه وقال بلا مبالاه :  اهو جاي وهنعرف يلا بقي صحيها وقولي لها أن عمر جاي 

هزت سندس راسها وقالت بينما تحدث نفسها : جايز تزعل وتحس اننا استتقلنا قعدتها 

قال طلعت باستهجان : تزعل من ايه ....وبعدين ايه الكلام الماسخ ده؟.... دي زي بنتي وانا محبش تكون متخانقه مع جوزها واسكت 

رمشت سندس بعيونها بامتعاض بينما لا يتوقف عن حشر نفسه بكل شيء اسفل نيته البريئه التي يبديها بينما تدخله هذا بحياه الآخرين شيء سيء ومكروه حد المقت

دخلت سندس بتردد الي غرفه وسيله بعد أن وجدت أنه لابد من اخبارها لتقترب من فراشها وتمد يدها برفق تمررها فوق ظهرها وهي تنادي اسمها : سيلا 

هبت وسيله من نومها تأن بألم ما أن لامست يد والدتها ظهرها لتشهق سندس وتنظر الي الالم الذي ارتسمت علي وجه ابنتها بقلق هاتفه وهي تضم يدها إليها بينما كل ما فعلته هو مجرد لمسه : ايه يا وسيله مالك يا حبيتي انا بصحيكي 

تمالكت وسيله نفسها وهي تتحامل علي هذا الوجع الذي شعرت به بظهرها وهي تعتدل جالسه لتقول :  مفيش

انا بس اتخضيت 

اومات سندس وربتت علي يدها برفق قائله : حقك عليا 

نظرت لها بحنان وتابعت : انتي عامله ايه دلوقتي ؟! 

اومات وسيله وهي تمرر باطن كفها علي وجهها :  الحمد لله

نظرت سندس الي ابنتها تتأمل ملامحها التي تشبه ابيها وخاصه تلك العيون ذات اللون الصافي ومجددا تلتهب حراره العتاب فهو من فعل هذا بهم ومزق شملهم ولم تفكر مره ان تلوم نفسها انها لم تتغاضي عن خطأه بحقها من اجل ابنتها بينما اختارت بعنفوان كرامتها وقتها ولم تكن تعرف أنها ستقدم تنازل يلو الاخر الان فلو عرفت لكانت تنازلت وقتها من أجل ابنتها !

رفعت وسيله عيناها إلي والدتها لتري هذا الحنان الذي تفتقده ولم تتردد سندس في سؤالها بحنان:  مالك يا حبيتي ...عمر زعلك ؟!

بلا تردد اومات وسيله وهي تخرج تنهيده حاره من صدرها تبعها حديث بكلمات مشتته وهي تتحدث بما غلب تفكيرها :  مش عارفه هو اتغير ولا كان كده وانا مكنتش شايفه ...عمر .... طيب بس اللي عمله خلاني اتفاجأت ومش عارفه أفسر سبب تصرفه 

بترت باقي جملتها وانطلقت زفره ضائقه من شفاه سندس ما أن استمعت لصوت زوجها وهو يطرق الباب :: سندس لحظه وكان يغتح باب الغرفه ويقف أمامه لتهتف سندس 

بضيق واضح :  في ايه يا طلعت ؟!

قال طلعت وهو يتجاهل نبره زوجته بينما يرسم ابتسامه تجاه وسيله : صباح الخير يا وسيله

اومات وسيله له بابتسامه باهته سرعان ما تلاشت بينما استمعت إليه يتابع : يلا قومي عمر جه برا 

خزلان وبؤس ارتسم بعيون وسيله التي نظرت إلي والدتها بعتاب شديد والتي حاولت أن تبرر بتعلثم : اصل عمك طلعت ...يعني كلمه عشان يطمن عليكي 

بإشارة من يدها اوقفتها وسيله عن نطق اي تبرير لا تحتاج إلي سماعه لتمتن سندس فهي لا تجد أي تبرير لتركها زوجها يتدخل بكل شيء في حياتها حتي أنها لا تجد بضع دقائق تنفرد بهم مع ابنتها التي ابتعدت عنها سنوات 

تابع طلعت ببرود وسماجه : 

يلا يا سندس يلا يا وسيله جوزك برا 

حاولت سندس أن تقول شيء تتهرب به من عتاب نظرات ابنتها :   انا جبتلك طقم من هدوم نيفين عشان تغيري هدومك يلا قومي  يا حبيتي وانا هجهز ليكي الفطار 

هكذا تمضي وتمر فوق الموقف وهي تتهرب من عتاب عيون ابنتها التي بقيت علي جلستها تفرك وجهها وعيناها تمنعها من إطلاق العنان لتلك الدموع التي شقت طريقها خلالها فهي لم تجرب شعور الخزلان من والدتها لاول مره ويجب أن تكون قد اعتادته فلماذا تبكي ....الشيء الوحيد الذي عليها أن تبكي من اجله هو شعور الخزلان الذي اذاقته لمن كبرتها وتولت رعايتها ووقفت بجوارها دوما وكانت سند لها دون أن تطلب ..جدتها ! 

لترفع عيناها تجاه والدتها وتوقفها قبل أن تخطو بتهرب خارج الغرفه وفقط تسأل سؤال : تعرفي مكان تيته ؟

التفتت سندس ببطء وهي لا تفهم معني سؤال ابنتها لتردد : مكانها ؟! 

نكست وسيله عيناها بخزي وهي تردد بصوت متحشرج بالدموع : معرفش عنها حاجه ....باعت البيت ومعرفش راحت فين 

بعدم فهم ممزوج بالتعلثم قالت سندس : باعت البيت ليه وراحت فين ...هي مش ...قاطع حديث سندس صوت طلعت الاجش بينما استمع لما دار بين زوجته وابنتها قائلا : باعت البيت من غير ما تديكي حقك وورثك !

مزج نبرته بالسخرية المقصوده وهو يتابع : طبعا ما صدقت خلصت منك وجوزتك عشان تاخد حقك ! 

تجهمت كل ملامح سندس بينما لاح الانزعاج والغضب علي ملامح وسيله التي هبت من مكانها وهتفت بصوت غاضب مندفع : انت ازاي تتكلم عن تيته كده ..!

تعلثمت سندس بتوتر : اهدي يا وسيله عمك طلعت مش قصده 

هتفت وسيله بغل وحقد: ده مش عمي ولا يقرب ليا اس حاجه الا انه جوزك !

رفعت اصبعها إمام وجه طلعت وتابعت بتهديد : اياك ..اياك تجيب سيرة تيته بحاجه وحشه مره تانيه !

توقعت سندس ثورة من طلعت ولكنها وجدته قد ابتلع غضب وسيله وتهديدها له قائلا بهذا الوجهه البارد : ماشي يا وسيله حاضر يا بنت الاصول مش هجيب سيرة الحاجه بأي حاجه ...هز رأسه وتابع : انا اصلا غلطان اني خايف علي حقك وبتدخل ...تبيع تشتري انتي وهي حرين مع بعض ..!

انهي جملته البليغه ظنا منه أنه كالعاده في موقف الرجل الشهم واتجه الي الخارج لتسحب وسيله نفس عميق وهي تغمض عيناها بينما صدرها ظل يعلو ويهبط للحظات ووالدتها واقفه مكانها كالصنم لاتقول او تفعل شيء ...فقط تنظر بسلبيتها المعتاده 

تمهلت وهي ترفع يدها تجاه كتف ابنتها والتي لم تكد تمد يدها ناحيتها حتي ابعدتها وسيله عنها بجفاء فهي لا تريد مواساه زائفه ! 

عاد طلعت الي حيث جلس عمر بغرفه الصالون ليدخل مهللا : يا اهلا اهلا 

نظر إلي عمر وتابع بود زائد : ها فطرت ولا لسه ؟!

قبل أن يقول عمر شئ وهو بالأساس لا يريد قول شيء فقط يريد رؤيتها كان طلعت يتابع بنفس الود : 

شكلك لسه مفطرتش .....علي صوته نسبيا وهو ينادي : سندس فين الفطار 

التفت الي عمر مجددا وتابع : سندس هتجهز فطار إنما ايه .... هتاكل صوابعك وراه

اكيد بقالك كتير مفطرتش فول بيتي ....دي حماتك بتعمله بنفسها وهيعجبك اوي 

قال عمر باقتضاب بينما لا يتحمل البقاء لحظه أخري أمام هذا الرجل :  متشكر انا فطرت 

قال طلعت ضاحكا بود : تفطر تاني وماله ..... نظر إليه بطرف عيناه وتابع بمكر وكأنه يخبره أنه يعرف بكل شيء : واهو بالمره تقولي زعلتها ليه ..!

تحركت عضلات فك عمر بتوتر بينما مرور تلك الليله عليه كانت من أصعب الليالي وهو يكاد يجن بحثا عنها واعصابه لا تتحمل المزيد من مراوغات هذا الرجل الذي تابع متنهدا : وسيله دي زي بنتي بالضبط واي حاجه تزعلها تزعلني وانا قولتلها أن أي موضوع بينكم يتحل واني هكلمك بنفسي واحلى الموضوع 

نظر إلي تشنج عضلات فك عمر الذي كان يستمع بصمت ليتابع بخبث : انا بعمل كده دايما مع نيفين وخطيبها ....امال..!

ماهو ده دور الأب وانا مكان ابو وسيله الله يرحمه 

نظر إلي عمر وتابع : طيب تعرف دي نيفين شدت كده مع خطيبها من كام يوم ...انا طبعا مسكتش وفورا كلمته اسمع منه الاول ...ضحك بسماجه وتابع : وطلع موضوع عبيط 

تبادل عمر معه النظرات وكما توقع كان هناك شيء خلف تلك المقدمه الطويله وسرعان ما كان طلعت يدخل بصلب الموضوع الذي به صالحه : بيتخانقوا علي تجهيزات الشقه نظر إلي عمر وتابع بمكر : الا قولي ياعمر يا اابني هو انتوا بتتأخرو في تسليم الشقق ليه !

ضيق عمر عيناه ونظر الي طلعت ولكن جائت اللحظه بما لا يشتهي حينما خرجت وسيله والتي جاءت قبل أن يتابع طلعت طلبه من عمر 

نظر عمر الي خطواتها تجاهه التي كانت بثقل الحزن الذي اثقل كاهلها بهذا اليوم الذي فقط مر عليها 

كانت عيناها تنظر إلي الأرض فلم تلتقي بعيون عمر الذي التهمتها عيناه باشتياق واراد فقط أن يركض ويضمها إليه يطمئن قلبه أنها هنا أمامه بالفعل لعل نبضاته تهدأ 

ولكنه تمهل وبقي مكانه واقفا يتطلع إليها 

قال طلعت بسماجه لدي رؤيته لوسيله : ادي الجمل وادي الجمال... ها بقي زعلانين من ايه 

نظر إلي وسيله وتابع : مستحيل عمر يكون مزعلك تلاقي انتي بتدلعي يا سيلا 

ابتلع عمر ونظر الي وسيله بخجل بينما أدرك أنها لم تخبر أحد بشيء مما حدث بينهم ليسود الصمت وسرعان ما كان يقطعه طلعت بينما يقول : 

فين يا سندس الفطار ؟

علي مضض قامت سندس ليقول عمر  : مفيش داعي احنا هنمشي 

هز طلعت رأسه سريعا وهو يمسك يد عمر : لا تمشي ايه 

....ده انتوا هتتغدوا معانا كمان 

اشار الي زوجته قائلا : يلا قومي ياسندس جهزي الفطار علي ما اكمل كلامي مع عمر 

بقله لياقه كان يتجاهل وقوف وسيله أو بالاحري أمام صالحه لم يراها بينما ينظر إلي عمر قائلا : ها بقي كما بنقول ايه ....ااه 

كنت بسألك هو انتوا بتتاخروا في التسليم ليه ... 

اصل نيفين هي وخطيبها طلبوا شويه تعديلات في الشقه وقالوا هتاخد وقت ...مع انها حاجات بسيطه يعني 

رفع من صوته وهو ينادي : سندي .....هاتي كده صور النموذج بتاع شقه نيفين 

تابعت وسيله بنظرات محتقره ثقل خطوات والدتها التي خرجت من المطبخ واتجهت الي أحدي الغرف بأليه تنفذ ما قاله زوجها الذي لا تصفه كلمه الا الدناءه بكل شيء فهو متدني بأخلاقه وطبعه لتتشبع نظرات وسيله لاول مره بالحقد تجاه والدتها التي تخلت عن ابيها بكل طباعه الحسنه بسبب غلطه ورضيت بأن تكون مع رجل كهذا لايتوقف عن الأخطاء 

أدارت وجهها و نظرت إلي طلعت بغل وغيظ وبنفس الوقت احتقار حاولت أن تخفي بهم الحزن الذي مليء قلبها وهي مضطره أن تمسك بيد من جرحها بينما ليس امامها سواه ....ليتفاجيء عمر بها تتقدم بخطواتها تجاه الباب متجاهله نداء طلعت : ايه يا وسيله انتي رايحه فين ؟! 

لم تقل وسيله شيء بل فتحت الخزانه الموضوعه بجوار الباب وأخرجت منها حذاءها وانحت لترتديه 

قام عمر خلفها بلا تفكير وهو الاخر تجاهل نداء طلعت : 

علي فين ياعمر ..لسه هنفطر ونكمل كلامنا 

وجد عمر بنفسه القليل من التهذيب بينما يقول : شكرا مفيش داعي ...ولو علي موضوع الشقه 

قاطعته وسيله التي لم يكن لديها صبر ولا تهذيب عمر بينما تعتدل واقفه وتنظر الي طلعت بسخريه جارحه : لو علي موضوع الشقه فأعتقد عمر مش مقاول التشطيب ...اتعب نفسك شويه وروح اسألهم علي اللي انت عاوزه  

نظرت له من أعلي الي اسفل وانصرفت كالعاصفه ليقول عمر باعتذار :  معلش يا أستاذا طلعت هبقي اكلمك ونشوف الموضوع... بعد اذنك 

قال كلمته و اندفع خلف وسيله بينما صفق طلعت الباب بغضب هاتفا بسندس التي خرجت ركضا تتساءل : وسيله مشيت 

اوما طلعت بحنق  : شايفة بنتك 

نظرت له سندس باستفهام : عملت ايه ...؟! 

هتف بامتعاض : كلمتني بمنتهي قله الذوق....زفر بضيق وتابع :  يلا ماهي نسيت اني السبب في الجوازه دي اصلا ... كان زمانها  قاعده جنب جدتها اللي اكلت حقها 

...........

...

بصمت وعيون حزينه استندت وسيله برأسها الي نافذه السياره وعمر لم يجرؤ علي نطق شيء يخترق به صمتها الذي يدرك أن صدي انفجاره لن يكون شيء امام ما فعلته مع زوج والدتها ....

يريد الاعتذار ولكن عيناها لا تمنحه تلك الفرصه لذا تركها وقاد بصمت إلي أن وصلوا الي المنزل ....توقع أن تثور ..ترفض الدخول الي المنزل ولكنه وجدها تنزل من السيارة ما أن توقف وتتدخل بنفس الصمت 

ليتركها تسبقه للداخل ويقف مكانه يرتب ماذا يمكن ان يقول ويبرر به ما تستحقه من ترضيه !

سخرت من نفسها وهي تنزع ملابسها فعل توقعت أن تقف والدتها معها أو علي الاقل تسمعها وتسدي لها نصيحه تعمل بها في موقف كهذا تتعرض له لاول مره ولا تدرك ماذا تفعل به ...؟! ماذا توقعت الا نفس السلبيه والخزلان ...!

وقفت مطولا اسفل المياه تبكي لتفرغ الحزن من داخلها لتتلمس يدها ظهرها بألم فتشعر بهذا النتوء به متورما وهي تحيط جسدها بالمنشفه ومجددا تخونها دموعها وهي تشعر بالشفقه علي نفسها للحظات قبل أن تتحلي بالقوة وتخرج 

اصطدمت عيناها بعيناه التي ارتسم بداخلهم الندم وهو واقف بانتظارها بينما لم يعد يحتمل الصمت ويصدر رحب وقف يستقبل عاقبه أفعاله كما اعتاد ولكنه لم يعتاد أن يكون الندم رفيقه الا امامها 

ليقترب منها ويقول بصوت متحشرج : وسيله 

اولته ظهرها وهي تغمض عيناها التي لمعت بها الدموع الحاره ليقترب عمر منها ويتابع بأسف : انا مش عارف عملت كده ازاي ....غيرت واتجننت ومحستش بنفسي ..انا عصبي وعصبيتي بتتحكم فيا وغصب عني طبعي غلبني لما غيرت عليكي .....

مكنتش اقصد اسيبك بس ...بس ..لم يجد مبرر ليتجاوز عن التبرير ويتابع بأسي : انا رجعت عشان اصالحك لما فوقت 

وسيله انا بحبك وعمري ما تخيلت اني أاذيكي ....عارف اني مؤذي بس انتي اخر واحده ممكن افكر اني اأذيها ..! 

سالت وسيله نفسها عن ايهما يتحدث .؟

يتحدث عن أي اذي تسبب لها به ...الاذي النفسي ام الجسدي ام كلاهما ؟! 

التفتت له ببطء ليري احتقان عيناها الحمراء بالدموع بينما انفرجت شفتيها وهي تقول بعتاب مرير : بس انت اذيتني ياعمر !

عادت لتوليه ظهرها وهي تترك المنشفه التي تحيط جسدها لتسقط أرضا وتريه ما فعله بها ليتجلي الالم بوضوح علي ملامحه وكأنه تلقي مائه صفعه وهو يري اثار وحشيته بتلك الكدمات التي ارتسمت فوق ظهرها 

ليهدر الخجل بكل دماءه وهو يواجهه نتيجه فعلته وتطاوله عليها بينما لم تفعل شيء ولكن غيرته هي من تحكمت به لسابقه ماحدث مع ريم فأصبح الشك يراوده ويتحكم به !

ابعد عيناه عن النظر إلي ظهرها وانعقد حاجبيه بكراهيه لنفسه ولم يدرك للحظه ماذا يفعل ليخفف عنها لذا كان كالطفل الذي يلقي نفسه بحضن والدته لعل احتضانه لها يترجم اعتذاره لذا سرعان ما أحاط جسدها بجسده يحتضن ظهرها وكأنه يطبطب علي جروحه وينطق بكلمات الاعتذار ...انا اسف ...سامحيني ...غصب عني الغيرة عمتني .....سيلا انا بحبك بجنون بقي بيتحكم فيا سامحيني ! 

..........

....

نظرت نور الي ابنها الذي هدر بحده وانفعال ردا علي سؤالها ماذا اوصل الأمور الي تلك الحال : هو السبب ....اللي عملته كان انسب رد علي عاصم السيوفي 

احتقن وجهه بالغضب بينما يتابع : متوقع مني اقف ساكت وهو رافع عليا قضيه طلاق ...كام لازم ارد !

لاحت خيبه الامل بعيون عدي الذي نزل علي صوت ابن أخيه ليقول باستنكار : انت بترد علي ابوها وأبوها بيرد عليك ومحدش فيكم شايف البنت اللي بتتطحن وسطكم 

التفت مراد الي عمه الذي نظرت له نور بامتنان أنه يتحدث بالمنطق والعقل ليقترب منه عدي ونظرات الاستهجان تلوح بعيناه بينما يتابع : ايه يامراد هي حرب ولا لعبه مين يكسب ومين يخسر انت ولا عاصم السيوفي ....يا ابني بيتك بيتهد في النص !

تنهد سيف الذي وصل قبل لحظات وركز نظراته علي ملامح ابنه ليقرء رد فعله علي كلمات عدي العقلانية وما كان منه إلا أن رد بغرور : بيتي هيفضل زي ما هو لو بس الراجل اللي اسمه عاصم بعد عن حياتنا 

احتدت نظرات نور وهتفت به بامتعاض بينما لا يتنازل للحظه عن غروره الاحمق : عاوزه يسيب بنته تتبهدل وتتهان ويقف يتفرج ...ده انت مش اكتفيت انك مديت ايدك عليها وضربتها بالقلم لا كمان رايح بيت اهلها تتطاول عليها ...انا ربيتك علي كده ؟! 

رفض مراد أن يكون موضع نقد أمام الجميع بينما لاحت نظرات الامتعاض بعيون عدي وهو يستمع من نور الي ما فعله مرددا : ضربت مراتك ! 

زفر مراد بغضب واندفاع هاتفا :ضربتها عشان كانت تستاهل ...تطاولت عليا وكان لازم افوقها وقدامك كانت  ساكته وراضيه وجت هنا ومرضتش تدخل ابوها في الموضوع عشان عارفه أنه هيحشر نفسه ويعمل نفسه حامي الحما ....لم يكمل جملته بل ماتت علي شفتيه باللحظه التي دفعه بها عدي بعيدا وكان يتوقف أمام سيف الذي بلا تفكير رفع يداه ينتوي صفع ابنه بينما لا توجد كلمات قادره علي إيقافه الا رد إهانته باهانه مماثله ...نظر مراد الي ابيه بعدم تصديق : عاوز تضربني يا بابا 

اوما سيف ونظر الي ابنه بغضب : عشان انت قليل الادب ومغرور 

احتدت نظره مراد : كل ده عشان بقول الحقيقه 

هتفت نور بامتعاض : حقيقه ايه ...حقيقه انك بتقلل من مراتك قدامنا وتقول ساكته وراضيه بالاهانه ....حقيقه أنها غبيه وسكتت وانت اتماديت 

زفر مراد وصاح بانفعال شديد بيننا يعجز عن إيصال ما يريده : احنا حرريين ...حياتنا وهي راضيه بها وانت كمان ....حياتنا اللي اتقلبت لما ابوها أتدخل فيها واهو قدامكم مع أبسط حاجه حصلت رفع قضيه 

نظر إلي والدته وتابع : بقي هتسكت اني ضربتها ومش هتطلب الطلاق وتيجي عشان بس شديت دراعها تطلبه ...فهمتي بقي أن ده كلام ابوها مش كلامها 

وقف سيف وعدي مكانهم يتابعون حديث مراد الذي اقتنع به بلا ادني تفكير واعماه عن رؤيه اي حديث آخر لذا حديثهم بلا فائده 

لينظر سيف الي ابنه بتشفي وغموض وهو يردد : قريب اوي هتسمع منها كلامها هي مش كلام ابوها ...!

قبل أن ينظر مراد الي ابيه باستفهام كان سيف يغادر وكذلك تبعه عدي لينظر مراد الي نور يحاول أن يعتذر عن علو نبرته  : ماما انا اسف اني عليت صوتي بس ...قاطعته نور وهي تبعد يده من فوق ذراعها وتنظر اليه بحنق وتتبع زوجها وتتركه وحده فهو حاله ميئوس منها مادام لا يري أنه مخطيء !

........

......

دخل عمر الي الغرفه لينظر الي سيلا كما فعل طوال الساعتين الماضيتين بينما بصمت حزين تركته وجلست أمام النافذه تحيط ركبتيها بذراعيها وترفض سماع أو قول شيء ...فقط تحدق في الفراغ امامها بصمت 

حمحمت وهو يجثو علي ركبتيه بجوار مقعدها وينظر إليها جاذبا يدها يمسكها بقوة بين يديه رافضا محاولتها لسحب يدها لتنظر له وسيله بغضب هاتفه : عاوز ايه ياعمر ؟!

قال وهو ينظر إلي عيناها برجاء طفل : عاوزك تسامحيني ياقلب عمر 

اشاحت بوجهها عنه واطلقت تنهيده من صدرها وهي تهز راسها : لا 

عقدت حاجبه ومد يده الأخري يمسك ذقنها ويدير راسها لتنظر الي عيناه التي ناجت عيناها بينما يقول بأسف : مش هتسامحي عمر حبيبك علي طبعه اللي عشانك انتي بس قرر يغيره 

صابت نظراته قلبها فلم تبعد عيناها عنه وبقيت تنظر إليه وكأنها تبحث عن صدق كلماته ليهز عمر راسه ويتابع : عمري ما فكرت اتغير وعادي جدا اني اتعصب واهد واكسر من غير ما ابص ورايا بس معاكي انتي مقدرتش اعمل كده ....شدد يده علي يدها وتابع بصدق : قولتلك بصراحه اني غيرت اوي واول مره احس اني غيران كده ومعرفتش اتحكم في نفسي زي ما دايما بيحصل معايا 

أغمضت وسيله عيناها تزجر قلبها علي دقاته التي تعاطفت معه وهو يعترف بسوء طباعه لتفتح عيناها وتنظر إليه بقوة هاتفه : هتعرف تتحكم في نفسك بعد كده ياعمر عشان انا معملتش حاجه تستاهل اللي عملته وغير كل ده انا مش كيس ملاكمه هتفرغ فيه غضبك لما تتعصب ! 

لم يجادل بكلمه وتقبل كل ما قالته مادام به كنايه عن رضاءها وسماحها ليرفع نفسه قليلا علي ركبته وينظر الي عيناها هاتفا بصدق : انتي مش punching bag يا سيلا انتي مراتي وحبيبتي وانا مش راجل زباله أفرغ عصبيتي فيكي ....الحكايه كلها اني غيرت زي ما قولتلك وده من حبي فيكي 

قبل أن تقول شيء سرعان ما كان يحيط جسدها بذراعه ويطبع قبلات متفرقه فوق راسها وجبينها هاتفا باعتذار : انا اسف لو حسستك بكده ! انتي مش كده ! 

رفعت وسيله عيناها إليه وسألته: امال انا ايه ياعمر ؟

قال عمر بلا تردد : انتي كل حاجه في حياتي ...حبيتي  وصاحبتي ومراتي 

فاجأته وهي تتبع سؤالها بسؤال إجابته معروفه : مراتك اللي محدش يعرف عنها حاجه ! 

.......

...

نظر سيف البحيري الي عاصم وقال بعتاب : لازم اعاتبك يا عاصم ...بحق العشرة اللي بينا مش بس النسب لازم اعاتبك علي اللي عملته ..ليه توصل الأمور للمحاكم 

تنهد عاصم وهو يهز كتفه : اللي بينا حاجه وبنتي حاجه تانيه ياسيف ومش لازم اقولك أن ابنك هو اللي مراعاش اللي بينا وهو اللي بدء 

ابتلع سيف الذي مهما يكون موقفه من ابنه إلا أنه لا يستطيع أن يقف متفرجا ويجب عليه أن يتدخل إكراما لجوري وعائلتها ليقول بلا جدال : غلط وانا عارف بس انت شايف أننا ندخل بعض المحاكم هو الحل ....نظر إليه وتابع بعقلانيه : يا عاصم في طفل هيتهرس في النص بسبب العناد اللي انت ومراد بتتعاملوا بيه مع بعض 

نظر عاصم الي سيف باستنكار : انا بعاند مع ابنك

اوما سيف قائلا بحياديه : نوعا ما يا عاصم

هز عاصم رأسه برفض قائلا : لا طبعا ...انا اب بيدافع عن بنته ...نظر إلي سيف وتابع : انت عشان معندكش بنات بتقول كده إنما لو عندك بنت وشوفت بعينك واحد بيجرجرها من دراعها قدامك كنت كسرت أيده 

قال سيف وهو يهز رأسه : حقك تتضايق طبعا ومش هنزايد علي بعض في الابوه لاني بعتبر جوري زي بنتي 

نظر عاصم الي سيف قائلا : مادام بتعتبرها زي بنتك يبقي اكيد هتكون زيي مترضاش ليها الاهانه ...نظر له باحتدام وتابع : ابنك ياسيف حتي مفكرش يجي يراضيها 

اعتدل عاصم واقفا بينما يتابع بنبره قاطعه : وانا مش مستني منه يجي ولا يعمل اي حاجه الا انه يطلق بنتي !

نظر سيف الي عاصم بينما لا يجد دفاع عن ابنه : ده قرارك ولا قرارها يا عاصم 

التفت عاصم الي سيف الذي هز رأسه وتابع : أيوة يا عاصم لازم تعرف ده قرارك ولا قرارها 

: افتكر أنها قالت لك قرارها 

اوما سيف قائلا : مادام قرارها يبقي تقوله لمراد بنفسها ..!

...........

.....

نظر سيف بملل وضيق الي اللوح الالكتروني الذي تضعه تينا أمام وجهه ولا تتوقف عن التقليب به والتحدث بكل تلك الكلمات والجمل التي لا تصل إليه بينما يكاد ينفجر غضبا من أخيه الذي ما أن لمحه يتهادي متبخترا وهو ينزل من سيارته بعد أن وصل للتو حتي ازدادت تلك السخونه برأسه وبلا تفكير كان يبعد الجهاز من أمامه ويهتف بضيق واضح: بعدين يا تينا ..!

نظرت له تينا بعتاب وسرعان ما قامت من جواره بغضب زاد من العصبيه المرتسمه علي وجه سيف الذي نظر إلي اخيه وهو يخطو تجاهه وتلك الابتسامه السخيفه التي لا يعرف مصدرها مرتسمه علي شفتيه ليزمجر سيف به ما أن اقترب من المقعد : بقولك ايه أنا روحي في مناخيري لو هتقعد وتقول كلمه عدله تقعد لو هتفور دمي غور من وشي 

تقبل عمر عصبيه سيف ليشاكسه بسماجه : ايه يا سيفو مالك كده قفوش ....ده انت حتي هبيت في تينا من غير سبب 

زمجر سيف به من بين أسنانه : بقولك العفاريت بتتنطط قدام وشي ...احسنلك تقوم حالا تقول لابوك علي كل حاجه بدل ما أقوله انا 

ابتسامه مرحه ارتسمت علي ملامح عمر ليكور سيف قبضته وينتوي لكمه في أسنانه ليمحي تلك الابتسامه من فوقها إلا أن عمر قام سريعا وهو يهتف : هقوله خلاص هقوله 

رفع سيف حاجبه ليهز عمر راسه وهو يتذكر ذلك القرار الذي أخذه بعد كلمات وسيله لتأخذه الشجاعه ويخبرها أنه سيخبر عائلته بكل شيء حتي أنه جاء بها الي القاهرة وتركها بأحد الفنادق القريبه مقررا اخبار أهله اولا ثم اخذها إليهم ...!

.........

....

عقدت مديحه حاجبيها وهي تهز كتف اختها برفق : امتثال ....امتثال !

بدء القلق يتحرك بداخلها حينما لم تجد رد فكانت يدها توكز اختها بقوة أكثر ويكاد القلق يقفز من نبرتها وهي تكرر نداءها بلا اجابه  : امتثال ....امتثااال 

.......

....

سحب عمر نفس عميق  قبل أن يدير مقبض باب غرفه مكتب أبيه ويدخل إليه ....رفع عاصم وجهه الذي كان يضعه بين يديه بينما ظل علي جلسته تلك بعد ذهاب سيف البحيري والتي أدرك بها ما يريد سيف قوله من بين السطور ...لتضيق أنفاسه ويفكر كيف سيخبر ابنته أن زواجها انتهي بيننا يراها ماتزال تتأمل أن يأتي لمصالحتها

......

...

قضمت ريم اضافرها بتوتر بينما جلست في تلك الطاوله البعيده نسبيا خلف الأشجار لتري بعيناها نديم وهو جالس مع تلك الفتاه ...لتمر عليها ساعه تشعر بها بمشاعر مختلفه تعيشها لأول مره واهمها هو شعور الفقد لشيء لم تعرف قيمته الا حينما قاربت علي فقده لذا بمنتهي السذاجه كانت تطالب بحقها به وهي تتجه الي تلك الفتاه بعد ذهاب نديم 

رفعت الفتاه عيناها الي ريم التي توقفت امامها : افندم 

حمحمت ريم قائله : ممكن نتكلم مع بعض دقائق 

هزت الفتاه كتفها باستفهام : حضرتك تعرفيني 

سحبت ريم نفس عميق قبل أن تقول بصوت خفيض منكسر : انا ريم مرات نديم ...!

توقعت صدمه أو مفاجاه علي وجه الفتاه ولكن تلك النظره البارده لم تتوقعها ابدا لتنقلب كل الموازين بداخلها بينما تقابل الفتاه كلماتها بهدوء شديد بينما تهز رأسها بل وتمد لها يدها : اهلا ...اتشرفت بيكي

نظرت ريم بعدم فهم الي يدها الممدوده ناحيتها بتعقد حاجبيها مردده : انتي متفاجأتيش أنه متجوز 

هزت الفتاه كتفها وقالت ببرود بينما ترتشف القليل من العصير الموضوع امامها : اتفاجيء ليه ؟!

هتفت ريم باستنكار : عادي تعرفي واحد ويكون متجوز 

اومات الفتاه : وفيها ايه ...؟!

اندفعت الكلمات من الهجوميه من شفاه ريم : فيها انك كده تبقي خطافه رجاله 

ضحكت الفتاه مطولا قبل أن تتمهل شيئا فشيئا في ضحكتها وهي تصحح جمله ريم : محدش بيخطف حد ....اهو انتي شوفتيه بعينك قاعد بنفسه وبارادته ومكنتش لا ربطاه ولا خطفاه 

نظر إلي ريم بخبث وتابعت بينما تضع شفتيها علي طرف الكوب وترتشف منه القليل : افتكر انك انتي اللي معرفتيش تحافظي عليه مش انا اللي خطفته ...!

........

...

نظر عمر الي عاصم الذي ما أن رفع عيناه إليه حتي هتف به : ادخل واقفل الباب ياعمر 

فعل عمر ما طلبه أباه واتجه اليه بقلق لتتسع عيناه وهو يري محاوله أبيه لالتقاف أنفاسه وبلحظه كان عاصم يشعر بالاختناق ويهتف بصوت متحشرج وهو يحل ربطه عنقه بايدي مرتعشه : مش قادر اخد نفسي ياعمر .... خدني المستشفي من غير ما حد يعرف ...!

.......

....

كررت زينب سؤالها : يعني انتي كويسه ؟!

ابتلعت غرام وكست نبرتها بالسعاده وهي تقول : الحمد لله يا ماما ...طمنيني انتي كويسه 

تنهدت زينب قائله : انا كويسه طول ما انتي وأخواتك كويسين 

أغلقت غرام الهاتف بعد أن اطمأنت علي والدتها وقامت تتطلع الي الساعه التي قاربت الثالثه بينما عوده الفتيات وشيكه لتدخل الي المطبخ تنهي الطعام ثم تتجه الي غرفتها تجلس بها بصمت حتي استمعت الي صوت انغلاق الباب فأسرعت الي الخارج تستقبل الفتيات كما اعتادت كل يوم خلال هذا الأسبوع لتتوقف مكانها ما أن اصطدمت عيناها بعيون ايهم الذي كان يلقي مفاتيحه علي الطاوله الزجاجيه ....توقفت مكانها ونظرت إليه لاتعرف أن كان بخوف أو بوجل أو بانكسار بينما منذ تلك الزيجه ولاتوجد اي كلمه تدور بينهم أو تصف علاقتهم التي تبتعد مسافات وتدرك حقا ما قصدته والدتها وهي تخبرها أنه لايراها وب

الفعل مر ايهم من جوارها وكأنها غير موجوده ليتجه الي غرفته وهو يخلع سترته ويلقيها علي الفراش الذي تمدد فوقه لايتساءل عن مكانها في حياته بينما عليها أن تتأقلم أن مكانها هو خارج غرفته وحياته ....! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الجزء التاني من الفصل قريبا 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

15 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. الفصل عظمة 💗💗💗💗

    ردحذف
  2. مراد غبي فعلا وميستهلشي جوري عمر محتاج دكتور نفسي

    ردحذف
  3. روعة يارونا مراد دة عايز قرصة جامدة وكلام مامت زينب صح جدا علاقة ايهم وغرام عمرها مهتكون طبيعية

    ردحذف
  4. عمر ومراد عاوزين كل حاجة من غير خسارة اى شئ او مجهود تسلم ايدك

    ردحذف
  5. عايزين مشاهد ايهم وغرام كتير ياريت تخليها بقا شخصيات رئيسيه وعايزين نعرف طريقه غرام مع عياله ومعامله عياله ليها بعد مااتجوزت ايهم

    ردحذف
  6. روعه يا رونا

    ردحذف
  7. ايهم ده هيطلع عينها وسندس ديه ام منها لله
    وجدتها غالبا هتموت

    ردحذف
  8. طبعا رائعه كالعادة بس ايه القهر دة مفيش راجل عدل ف الروايه من الشباب لا عمر ولا مراد ولا ايهم كمان سيف السيوفى قلنا هو ده الأمل فيه طلع بردوا معكنن ع مراته الصراحه الروايه دى جميله جدا رغم كل الحزن إللى فيها بس هى أقرب الواقع أصل الحياة مش ورديه ع طول بس من فضلك كفايه انا يأست مش واخدة عليكى كدة شويه فرفشة بالله عليكى هجينة إحباط

    ردحذف
  9. فين الجزء التاني من البارت 46

    ردحذف
  10. البارت روعة غرام و وسيله صعبانين عليا اووى بس وسيله الحب عاميها لكن غرام صغيرة وهبله

    ردحذف
  11. البارت التاني من الفصل ٤٦؟

    ردحذف
  12. ممكن الجزء الثاني من الحلقه 46

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !