حكايه عمر الفصل الخامس والاربعون جزء تاني

8


 
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

هدرت دقات قلب وسيله بقوة بين جنبات صدرها وتراجعت للخلف بخوف شديد مع ازدياد تلك الحركه الصادره من خلف الأشجار لتنطلق منها صرخه قويه تزامنت مع ظهور تلك اليد وبنفس الوقت من الجهه الأخري كانت تنطلق صرخه أخري من تلك المراه التي كانت تشذب أغصان الأشجار الكثيفة وتفاجأت بصرحه وسيله بينما لم تتوقع أن يكون أحد بهذا المنزل المجاور لها والذي لم يقطنه أحد قط ....مرت لحظات وكل من وسيله وتلك المراه يحدقون ببعضهم وتضع كل منهما يدها علي قلبها تهديء من ضرباته وكانت المرأه الاسرع في السيطرة علي دقات قلبها التي هدأت لتقول بابتسامه هادئه : اسفه لو خوفتك 

هزت وسيله راسها وهي تتنفس لتهديء من روعها قائله بصوت متحشرج : انا كمان اسفه بس خوفت ومتوقعتش أن في حد ساكن هنا 

ابتسمت المراه قائله : وانا كمان متوقعتش أن حد ساكن هنا 

بود مدت المراه يدها من خلال السياج الخشبي الفاصل بين الحديقتين الخلفيتين للمنزل قائله : انا هدي ..هدي شافع 

اقتربت وسيله ومدت يدها البارده من فرط الخوف الذي عاشته قبل لحظات تجاه المراه قائله : انا وسيله فخر 

ابتسمت لها المراه قائله بينما تزيح المزيد من الأغصان لتري كل منهما الأخري بصورة أوضح : اسمك جميل ....

ابتسمت وسيله لها لتتفاجيء بود زائد من المراه وهي تقول : ما تتفضلي نشرب الشاي سوا .....تراجعت بجسدها وأشارت الي حديقتها التي امتدت بها طاوله ومقاعد خشبيه لتتابع : انا لسه كنت مجهزة شاي الفواكه بس اقول ايه في عقلي اللي قالي شوفي الشجر علي ما الشاي يبرد 

ابتسمت وسيله لها ولم تعرف ماذا تقول أمام دعوت المراه المهذبه والتي تظل غريبه لتقبلها لتتابع هدي بود ولطف زائد مناسب لملامحها الهادئه : بس كويس اني قومت اشوف اشوف الشجر عشان اتعرف عليكي ....تعالي اتفضلي ...شاي الفواكه هيريح اعصابك بعد الخضه دي 

نظرت وسيله بتردد الي باب الشرفه المفتوح لتنظر المراه لنفس موضع نظر وسيله وتقول باستدراك : سوري لو عزمت كده بس انا فكرتك لوحدك زيي فقولت نتعرف علي بعض 

تنفست وسيله وتذكرت أنها بالفعل وحيده بينما غادر ولم يفكر حتي بالسؤال عنها فلماذا تتردد في شيء يضيع ساعات من ذلك الوقت الذي يمر لذا ابتسمت تشجع نفسها أنه مجرد تعارف وتبدو المراه لطيفه فلما لا 

قالت وسيله : لا انا كمان لوحدي ....هشرب معاكي الشاي 

تحركت وسيله تجاه باب الشرفه المفتوح لتوقفها هدي : رايحه فين انتي مش قولتي هتشربي معايا الشاي 

اومات وسيله قائله : اه ...هلف واجي من الباب 

ضحكت هدي بخفه قائله : وليه تلفي ...استني 

حركت هدي المزيد من الأغصان وابعدتها عن بعض القطع الخشبيه بجانب السياج الخشبي والتي إزالتها بسهوله بعد تعرضها الطويل للشمس والشتاء لتضحك هدي وهي تشير للفتحه التي صنعتها بين الحديقتين : اتفضلي 

ابتسمت وسيله وهي تعبر الي حديقه المراه وتتلفت حولها بحرص سألت نفسها عنه بأنه توجب عليها بالرغم من أن قلبها ارتاح كثيرا لتلك المراه التي أشارت لها أن تجلس في المقعد ثم قالت وهي تشير الي يدها : لحظه اغسل ايدي وارجع 

ثواني وعادت المراه تحمل طبق من الحلوي وتضعه علي الطاوله وتجلس ثم بدأت بسكب الشاي الذي علقت رائحته العطره الإرجاء لتمد يدها بالفنجان الأنيق الي وسيله التي ابتسمت لها : شكرا 

مرت لحظات تجاذبت بهم وسيله وهدي الحديث والتي كان لها النصيب الأكبر بينما وسيله كانت تكتفي بكلمه او ايماءه بينما استغربت من الود السريع للمراه تجاهها 

أشارت هدي الي فنجان الشاي قائله : مشربتيش الشاي ليه ؟! 

قالت وسيله بتردد : هشربه 

ابتسمت المراه وقالت بصراحه : انتي قلقانه من حاجه 

بدي الكذب علي ملامح وسيله التي كانت ما تزال متوجسه لتقول هدي بتفهم : اكيد حقك تقلقي وتستغربي..انا واحده غريبه وعزمتك علي شاي 

هزت كتفها قائله ببساطه : وانا كمان مستغربه نفسي جدا لاني في العادي مش اجتماعيه اوي ...ابتسمت وتابعت : بس جايز عشان خضيتك اتضايقت وحبيت اعوضك 

قالت وسيله بلطف : محصلش حاجه ...انتي كمان اتخضيتي 

ضحكت هدي قائله : اه بس انتي بنوته صغيرة وانا ست كبيرة فأخدت علي الخضه 

نظرت وسيله إلي ملامح المراه الشابه ذات الشعر الكستنائي المصفف بعنايه ومرفوع اعلي راسها بدبوس انيق للغايه كما ملابسها التي تبدو منمقه للغايه بالرغم من بساطتها لتقول : كبيرة ايه بس 

ضحكت هدي وهمست : انا عندي اربعين سنه  

قالت وسيله بلطف : مش باين عليكي 

قالت هدي بابتسامه : مرسي يا روحي ...يلا اشربي الشاي 

بحركه هادئه بادلت هدي فناجين الشاي لتأخذ فنجان وسيله وتعطيها فنجانها كعلامه تطمأنها بها أن تشرب بلا خوف ليحمر وجه وسيله ولكن تقبلت المرأه توجسها من غريبه قابلتها للتو !

...........

.....

تمتمت عفاف من خلال الهاتف بينما ارتسمت ملامح الامتعاض علي وجهها وهي تقول : ممم...بقي كده 

صمت ايهم بينما تحول وجهه الي جمره ملتهبه حينما تابعت عفاف بتلميح : ده كأنك كنت مستني كلامي 

مصمصت شفتيها وتابعت بتساؤل توقعت إجابته : وياتري اخترت مين ...مرر ايهم يداه علي وجهه يحاول أن يتحمل علي نفسه بتقبل تلميحات حماته التي تابعت : تكون البنت معرفتك دي يا ابو البنات 

تنفس ايهم بصوت مسموع وتمتم باقتضاب : اه يا حاجه 

هي 

اومات عفاف وهي تجز علي أسنانها تحاول اخفاء غيظها بينما تقول : واضحه 

انفلتت اعصاب ايهم من تلميحها ليهتف بها بانفعال : هي ايه اللي واضحه يا حاجه ما توضحي انتي كلامك 

قال عفاف بمكر : وهو انا قولت حاجه ...انا بس قولت كانت واضحه لما خليت البنت تقعد مع البنات انها مش هتكون معرفه وبس ....مصمصت شفتيها وتابعت : يلا اهو النصيب 

زم ايهم شفتيه ومرر يداه علي وجهه الاحمر بعصبيه لتختم عفاف المكالمه قائله : لعله خير بس طبعا انت اكيد مش متوقع مني احضر الفرح 

هتف ايهم بتوبيخ وهو يحصي الدقائق لإنهاء تلك المكالمه التي اضطر إليها بينما كانت حماته ستعرف بكل الاحوال فلتعرف منه افضل : فرح ايه يا حاجه وكلام فارغ ايه ...وعموما انا بس اتصلت عشان ابلغك

اومات عفاف بغيظ : وبلغتني يا ابو البنات 

القي ايهم الهاتف بجواره بغضب وقام من مكانه يتحرك بعصبيه في أرجاء الغرفه للحظات قبل أن يفرغ غضبه في أحدي زجاجات العطر التي ألقاها علي الأرض لتتهشم الآلاف القطع ...ايييه اللي عملته في نفسك ده يا أيهم ..!

أغلقت عفاف الهاتف وسرعان ما اندفعت تجاه زوجها تهتف بغل وغيظ : عاجبك كده اهو هيتجوز 

وكأنه ما صدق قولتله اني مش هاخد منه البنات 

علي اخر الزمن يجيب ليهم مرات اب ...كله منك كان زماني واخده منه البنات 

نظر الرجل لثورتها بهدوء : انتي عقلتي الكلام عشان فيه مصلحتك

عقدت عفاف حاجبيها : وايه مصلحتي 

قال زوجها بتوضيح : انك متبقيش رجعتي في كلامك قدامه وتهديدك له دايما انك تاخدي منه البنات لما البنات بلسانهم قالوا إنهم مش هيعيشوا معاكي وانك لو اخدتيهم  من ابوهم هيكرهوكي فحبيتي تعمليها بجميله 

ربت علي كتفها وتابع : يبقي كملي جميلك بقي وطالما البنات مش متضايقين يبقي بلاش تعملي مشاكل 

....كده احسن يا عفاف وهو الراجل مأجرمش لما فكر يعمل شرع ربنا 

هتفت المرأه بحقد : واحفادي 

قال الرجل بعقلانية : مش هتخافي عليهم زيه 

هزت راسها بحنق : لا اخاف ...ولازم اخاف من البت اللي راح يتجوزها  و عيني هتكون عليها ...نظرت امامها بلأمل وتابعت : ويارب ما يخلف ظني واخد منه البنات قريب 

........

..

دخلت زينب الي ابنتها التي كانت السعاده مرتسمه علي محياها فوقفت زينب تتأمل شرودها وتلك الابتسامه التي ارتسمت علي شفتيها قبل أن يغص حلقها وهي تسألها : 

فرحانه يا غرام ؟! 

انتبهت غرام من شرودها علي صوت والدتها وسرعان ما أخفت ابتسامتها وهزت راسها باستفهام لتحيرها زينب اكثر بسؤالها التالي : فرحانه ليه ؟!

نظرت غرام الي والدتها التي تابعت بقلب يتقلب بين جنبات صدرها قلقا : فرحانه عشان ربنا فك المحنه ولا عشان وصلتي للي انتي كنتي عاوزاه من الاول واتجوزتي الراجل المرتاح 

هزت غرام راسها : لا يا ماما مش كده ....انا ارتحت اني حاولت اصلح غلطتي 

اومات زينب برفق وربتت علي كتفها قائله : 

ياريت يبقي كده يا غرام وتكوني اتعلمتي من غلطتك اللي وقعتك وربطت حياتك بواحد عمري ما كنت اتمني واحد زيه ليكي و الله اعلم بيه بس مش مناسب ليكي

عقدت غرام حاجبيها باستفهام : ليه يا ماما ...عشان احنا فقرا وهو غني 

هزت زينب راسها قائله :  مشوفتش جيبه بس شايفه بصته ليكي ....نظرت إلي ابنتها بحنان لتري تلك الصغيرة البريئه التي لا تدرك الي اين تأخذها الحياه لتتابع بحنان واسي : هو مش شايفك اصلا يا بنتي وكأنك من عالم غير العالم بتاعه ...تنهدت وتابعت : يارب يخلف ظنوني ويجعل بينكم علي الاقل موده 

غص حلق زينب وتابعت بندم : حقك عليا لو قصرت في حاجه بس ده مكنش مبرر ليكي عشان تضيعي نفسك .... ربنا سترك ووقف معاكي وانا كان نفسي تبدأي حياتك بعيد عن الماضي ده بس انتي اللي صممتي يا بنتي  

و من دلوقتي بقولك خدي بالك هو بيكبر كل و  انتي هتبقي في عز شبابك ووقتها هيغير ويشك واللي حصل زمان مش هيتنسي 

انا كنت خايفه عليكي بس انتي اخترتي ! 

........

....

يعاقبها ام يعاقب نفسه ببعده عنها ....يتهرب منها ام يهرب من المسؤوليه ....توقف عمر جانبا وهو يسأل نفسه بينما كل ما يبرر به فعلته هو حبه وتمسكه بها الذي تحول الي هوس يجعله يبعدها عن أي شيء قد يبعدها عنه والكابوس الاعظم هو جدتها التي كلما تمسكت بها كلما ازداد الخوف تمسكا بعقله وتفكيره وكالعاده لا يترك نفسه لحسابه طويلا وسرعان ما يبعد اي افكار تعكر صفوه وهاهو يزيد من علو صوت الموسيقي ويركز عيناه علي مرأه السياره حيث توقف جانبا اسفل منزله ايهم بانتظار نزوله لينزل بعد لحظات وخلفه ابنتاه تتأبط إحداهما ذراع الأخري ويتهامسون بسعاده 

نزل عمر من سيارته ويتجه إليه قائلا : مبروك ياعريس 

زجره ايهم بنظراته التي لا تنم عن أي سعاده بل ملامح وجهه بأكملها كانت متجهمه 

لم يبدي عمر تعليق بل اتجه يصافح ابنتاه بمرحه المعتاد : ابوكم كبر وبقي عريس 

للمره الثانيه لا يستجيب ايهم لمرحه بل يزجره بنظراته 

ليهتف بضيق : اخلص يا عمر 

سرعان ما هتفت حلا الواقفه بجوار ابيها : بابي استني 

نظر لها ايهم باستفهام لتقول وهي تمسك بهاتفها : ماهي ورودينا جايين 

نظر ايهم الي ابنته بجبين منعقد هاتفا : جايين ليه ؟

قالت الفتاه ببساطه : صحابي وعزمتهم يا بابي 

انتفخت وجنه ايهم بالحنق ليسرع عمر يقف بجواره هامسا: في ايه يا اايهم فك شويه ده كأنك رايح جنازه 

نظر له ايهم بضيق واشاح بوجهه بينما ما يحدث لا يروق له وتقبل ابنتاه الأمر يشعره بالمزيد من الاحراج والضيق 

ويزيد من شعوره أنه عجوز متصابي 

حاول عمر المزاح معه ولكنه ظل علي وجهه العابس لتصل بعد قليل اربعه فتيات من أصدقاء ابنتاه ونظرات ايهم ازدادت ضيقا فحاول عمر التخفيف من توتر الأجواء فقال بمرح : تعالي يا حلا مع صحابك في عربيتي 

اومات حلا بعد أن استأذنت ابيها بنظراتها ليقود عمر بهم وتنطلق الاغاني من سيارته بينما ايهم يقود خلفه بصمت حتي وصلوا الي منزل غرام التي لم تتوقف كلمات امها عن التدفق في اذنيها مهما حاولت تجاهلها واخبار نفسها أن العجاف مضي والقادم افضل ...ليتعالي صوت اختها شيماء تركض إليها : الضيوف وصلوا يا روما !

توترت أوصال غرام وسرعان ما اتجهت الي المرأه لتلقي نظره علي نفسها قبل أن تتمهل قليلا كما تمهل ايهم وترك ابنتاه يسبقونه للاعلي متسجيب لعمر الذي أوقفه يسأله ':

ايه يا ايهم مالك متضايق من البنات ليه ..هما مبسوطين  وانت كمان لازم تكون مبسوط 

تفاجيء بأيهم يهتف بسخط : مش مبسوط ولا زفت 

عقد عمر حاجبيه : ليه ؟!

اشاح ايهم بوجهه هاتفا : عشان قللت من نفسي وحطيتها في الموقف ده .... انا طول عمري و صورتي في عيون بناتي حاجه تانيه مش مجرد رجل هلاس رايح يتجوز عيله في سنهم 

نظر عمر برفق الي صديقه وحاول التخفيف عنه ليقول له : ومين قال إنهم شايفينك كده ....بالعكس 

نظر له ايهم بضيق قائلا : تعرف منين كنت دخلت جواهم ؟!

هز عمر رأسه قائلا : لا بس واضح انهم مش متضايقين وانك انت اللي متضايق ...نظر إليه وتابع بجديه : طيب 

هتتجوزها ليه طالما انت متضايق كده يا ايهم 

تنهد ايهم قائلا وهو يشيح بوجهه : خوفت ...تمهل لحظه قبل أن يتابع : خوفت علي بناتي ....خوفت يعرفوا أو أنها تحاول تقتلتني وولادي يبقوا من غير حد... خوفت يتكرر اللي حصل واللي تفديني زي ما انت فديتني تكون واحده من بناتي ...خوفت من كلام الست زينب ومن حسابي عند ربنا ....ازداد احتقان وجهه وتابع بسخط : 

خوفت وخلاص ياعمر 

مرر يده علي وجهه بعصبية وتابع : هي غلطتي وحساب كان لازم ادفعه واهو دفعته بجوازتي دي 

تفهم عمر كل ما يمر به صديقه ليقول برفق : البنت مش وحشه اوي كده انت بس اللي بتفكر كتير لا انت اول ولا اخر واحد 

فرك ايهم وجهه قائلا باقتضاب : خلاص ياعمر مش فارق 

هز عمر رأسه قائلا : لا فارق انت كده بتكره نفسك فيها اللي حصل حصل 

روق وابدء صفحه جديده 

نظر له ايهم قائلا : مش كل الناس زيك يا عمر... تنام وتصحي بصفحه جديده لازم تقفل الصفحه اللي قبلها عشان تعرف تفتح غيرها وانا الصفحه دي مش هتتقفل طول ما البنت دي قدامي ..!

.........

.....

تقلبت ريم في فراشها للجهه الأخري ثم فتحت عيناها تشعر بالعطش لتقوم بكسل من فراشها وهي تبعد الغطاء من فوقها وتتجه الي المطبخ ....شربت من كأس الماء الذي ملئته ثم اتجهت الي الخارج ليجذب انتباها ذلك الصوت 

تسللت علي اطراف أناملها تجاه الحائط المجاور للشرفه المفتوحه ومع كل خطوه كان صوته يوضح أكثر بينما تلتقط اذناها تلك المحادثه .....وبتحبي ايه كمان ؟!

فعلا وانا كمان ....ذوقنا واحد ...ضحكه وكلمه وحوار مع فتاه ...! 

هكذا تبين لها وهي تستمع لنديم الذي جلس بالشرفه يتحدث مع أحد في الهاتف والواضح أنها فتاه !

عقدت حاجبيها بينما وقفت مكانها تتساءل ماذا عليها أن تفعل في هذا الموقف ..هل تندفع وتثور ام تسكت وتتجاهل ...!

تقدمت خطوه وعادت لتتراجعها لتظل واقفه مكانها دون أن تدرك ماذا تفعل ..!

.......

.........

جلس عاصم مستندا بظهره الي الوساده خلفه في الفراش بانتظار زينه التي أتت بعد أن اطمأنت علي جوري بالغرفه التي بجوارهم حيث أخذهم عاصم لقضاء عطله 

ازدادت ابتسامه عاصم وتحولت الي ضحكه حينما دخلت زينه لتنظر له باستفهام : بتضحك علي ايه ؟

هز كتفه قائلا وهو يتطلع إليها : ابدا بس افتكرت زمان 

اشار لها لتأتي الي جوراه ليتطلع الي عيونها بهيام واشتياق تجدد ونشب بقلبه وكأنه يقع في حبها من جديد ليمرر يداه علي جانب وجهها ويقول بابتسامه هادئه وهو يسأل نفسه متي مضت كل تلك السنوات : فاكره 

لما كنت استناكي كده لغايه ما تنيمي الولاد 

لاحت الابتسامه علي وجه زينه واومات له : انت لسه فاكر 

مرر يداه علي جانب وجهها والتهمت نظراته عيناها وهو يقول : عمري ما نسيت لحظه عشتها معاكي 

بقيت يداه تحيط بوجهها ومال تجاه شفتيها يقبل طرفها برقه قلب أن تزداد قبلته شغفا وهو يهمس لها : بحبك يا زينه .

تجددت المشاعر المتبادله بينهم باشتياق وشغف لينتهي بزينه جالسه بحضن عاصم تستند بظهرها الي صدره العاري مغمضه عيونها بينما تشعر بشفاه عاصم تتحرك برقه علي جانب عنقها 

تنهدت زينه بابتسامه مازالت مرتسمه علي شفتيها واستدارت ناحيته هامسه: انا بحبك اوي يا عاصم 

عمق عاصم من قبلته علي جانب عنقها وهو يبادلها بحراره : وانا بموت فيكي يا قلب عاصم 

أمسكت بيده ونظرت إليه قائله : عاصم ممكن نتكلم 

اوما لها بهدوء : قولي يا حبيتي ...عاوزة تتكلمي في ايه ؟

قالت بتمهل : نتكلم في موضوع جوري ...قاطعها عاصم بقليل من الاندفاع : اوعي تقولي متدخلش

هزت زينه راسها قائله.: لا مش هقول كده ... انت عندك حق تتدخل وتدافع عنها طالما هو تطاول 

بس انا عاوزة جوري هي اللي تفهم كده ...تفهم انك مش بتدخل تحكم منك وانك خايف عليها ...نظرت إلي عيناه برجاء وتابعت :كلمها يا عاصم وافهم واسمع منها عشان دي حياتها في الاول والاخر 

اوما عاصم دون جدال : حاضر يا حبيتي 

....

بملل لا ينضب ابعدت وسيله الستائر الحريريه من أمام النافذه لتري أن الليل قد بدء يحل لتغلقها مجددا وتتحرك أمام النافذه بينما تخبر نفسها أن الليل أو النهار وتعاقبهما لم يعد يفرق في شيء بينما تمر الايام والوحده فقط هي رفيقتها إذن في ماذا سيفرق الوقت ؟!

لم تعد تنام أو تأكل بموعد فاليوم يمر عليها بثقل وبطء 

نظرت مجددا من خلال النافذه لتبقي قليلا تحدق في الفراغ الذي يحيط بهذا المنظر الخلاب حولها من حديقه أثره فلا يلفت نظرها شيء إلا ذلك المصباح المنطفيء !

وفجاه تجد نفسها تتجه إليه وبيدها أحدي المفكات وشرائط اللحام وباقي المعدات ولا تدرك سبب تلك الرغبه المفاجأه باصلاحه ....انزلت القابس واتجهت لتجلس علي الدرج الحجري وتبدأ بفك المصباح لتصلحه بلا تفكير في غريزتها الفطريه بخلق اي شيء يشغلها في ظل تلك الوحده والفراغ التي أصبحت تعيش بهم ...!

نور قوي أضاء ظلام الحديقه جعلها ترفع عيناها تجاهه وعلي الفور استنكرت دقات قلبها التي ازدادت حينما رأت سيارته تعبر الفناء وكأن ما كانت تحدث نفسها به من عتاب علي تركه لها تلك الايام وحدها تبخر فقط بظهوره ..... حاولت أن تشغل يدها بما تفعله ولكن عبثا فهاهو قلبها الخائن جعلها ترفع عيناها إليه لتتحرك تلك الضربات بكل انش بقلبها وكأنه وجد بغيته اخيرا برؤيته 

لتهتف بضيق محدثه نفسها وهي تلكم صدرها جهه قلبها  :  انت غبي ...بتدق ليه ؟!

ابتسامه ارتسمت علي شفاه عمر الذي نزل بخفه من سيارته ولمح هذا المشهد ليقول بمداعبه وكأنه لم يفعل شيء : بتكلمي نفسك يا سيلا !

ابتسامته ودعابته وهدوءه كان كفيل بإشعال حريق في أعصابها لتهتف به ساخره : يمكن عشان معنديش غيرها اكلمها 

بالتأكيد يعرف أنه أخطأ بحقها حتي وان لم يعترف ليقول ببراءه وهو يمد لها يده ليساعدها أن تقوم : انا جيت اهو يا روحي تعالي اتكلمي معايا  !

لم تتحرك وسيله من مكانها بل اتسعت عيناها ونظرت إليه باستنكار فكيف يدللها ويتحدث بتلك الرقه والود بعد أن غادر معنفا لها ليزداد استنكارها حينما أتت نبرته تنبهها : هفضل واقف مادد ايدي كتير يا سيلا !

انزعجت منه وانتفض كل انش بداخلها لتهب من مكانها واقفه وكعاصفه تتحرك من أمامه هاتفه : لا متقفش روح مكان ما كنت !

وقف عمر ينظر في أثرها وهي تتجه الي جانب الحديقه ترفع قابس الكهرباء ثم تدخل الي الداخل ليلحق بها بخطوات مسرعه ولكن ما أن أدركها حتي تمهلت خطواته وسرعان ما كان ينطق بعتاب لم تتوقعه : كده يا سيلا ...هي دي وحشتني !

التفتت إليه لتري جديه عتابه بعيناه لتنقلب الموازين بداخلها ومجددا ذلك الشعور الخفي بالذنب يداعب قلبها وهو يتابع : انا مقدرتش ابعد عنك مع انك اللي عاوزة تبعدي عني !

باستفهام مشتت رددت : انا ! 

اوما وهو يتطلع الي عيناها التي اشتبكت بعيناه تناجيه أن يجعلها ترسو معه علي بر ليهمس عمر بصدق : انتي يا سيلا ....يا وسيله يا قلبي اللي وقع في حبك ومبقاش قادر يبعد عنك لحظه ..!

سمعت عن السم بالعسل ولكنها لم تتذوقه الا الان بمعسول كلامه الذي يخفي سم تحكمه بها وقيادته لمشاعرها وكأنه مايسترو يتقن العزف لتردد بعتاب وقلبها يخفق بانتشاء: بتقدر تبعد عني !

هز رأسه ومازالت عيناه تأسر عيناها لتشعر بيداه تطوق خصرها ويقربها الي صدره الذي شعرت بدقاته تنبض اسفل يدها التي وضعتها فوقه : مقدرش .... انتي اللي عاوزة تبعدي عني !

هزت راسها بدفاع عن نفسها : ليه بتقول كده ....كل ده عشان قولتلك اروح لتيته ؟!

: عشان مش حاسه اني انا كفايه زي ما انا حاسس انك وبس كفايه عليا !

.....

.......

نظر عاصم الي زينه ليلوح الحزن بعيناه بينما بقي لوقت طويل يتأمل ابنته الجالسه أمام الشاطيء وعيناها كل بضع دقائق تخونها وتنظر الي هاتفها وكأنها بانتظار مكالمه .... نعم لا تنكر جوري أن قلبها بالرغم من انكساره إلا أنه يبحث عن دواءه به تنتظر من حبه لها أن يقوده إليها كما يخونها قلبها ويهفو إليه .... تطلعت الي الصور التي جمعتهم والتي لم تكن مجرد مجموعه صور بل حياه وسنوات لم تتوقع أن ينساها بتلك البساطه أمام كبره ! 

اشاح عاصم بوجهه وهتف بانفعال : مش قادر يا زينه اكلمها ....عاد ينظر إلي ابنته بقلب متمزق هاتفا : اقولها ايه ؟!....بتحبه وقلبها مجروح ! 

قالت زينه برفق : وهو كمان بيحبها 

اوما عاصم قائلا : جايز أو اه معاكي بيحبها بس ايه فايده حبه ليها والحب ده مش مخليه يقدر علي نفسه ويضعف قدامها  

التفت الي زينه ونظر إليها قائلا : عارفه اللي صبرك عليا  ايه يا زينه 

نظرت زينه له ليتابع باعتراف : أن حبي ليكي كان بيقف قدام اي غرور أو كرامه .... مكنتش بستكبر اراضيكي طالما زعلتك وحتي لو مزعلتكيش كنت بوصل لمرحله اني مش طايق ولا قادر الخصام بينا يطول وانتي برضه كنتي كده ....الحب بينسي

هز رأسه وتابع : إنما هو لا .....غروره وكبره اكبر من حبه ليها وانا مش هسمح أنها تتنازل تاني 

زم شفتيه وتابع بأسي : وياريته طلب منها تتنازل لا ده مستني أنها تتنازل عشان عودته علي كده

نظر إلي زينه وتابع بجديه : كلميها انتي يا زينه مش هقدر اوجعها واقولها أنه مسألش فيها ويستاهل اليل هعمله فيه .... فهميها أن ابوها بيته وحضنه مفتوح ليها علي طول وان مهما يكون جرحها احنا جنبها 

ربت علي يد زينه وتابع : كملي نصيحتك ليها بأنها صح جدا تصبر علي جوزها بس فهميها تصبر علي ايه ....تصبر علي فقره ومرضه وحاجته ليها إنما متصبرش ابدا علي إهانته ولا علي طبعه طالما مش بيحاول يغيره 

خليها تخشن وتقف قدام الدنيا وتفهمه أنه زي ماهو مجاش علي نفسه عشان خاطرها هي مش هتيجي علي نفسها ابدا عشانه !

...

........


مال عمر تجاه وسيله يتطلع لحظه الي وجومها قبل أن يحاول المزاح معها لعل نظره الحزن التي تلمع بعيونها تختفي ليقول وهو يشير إلي مائده الافطار : سيلا ...انتبهت له ليقول بمرح وهو يرفع أحدي البيضات: البيض مش متقشر 

قطبت وسيله جبينها ونقلت نظرها بين ابتسامته وبين البيضه التي يرفعها بين يداه لتنفلت نبرتها الحاده : طيب ما تقشرها ياعمر ....عقد حاجبيه من حدتها لتزفر وسيله باستدراك وتجذبها من يده هاتفه بحنق : هات اقشرها 

امسك عمر بيدها يوقفها عن طرق البيضه بطرف الطبق ورفعها تجاه جبينه ...قطبت وسيله جبينها بعدم فهم ليمازحها بمرح تتمني لو تعرف كيف يستطيع إظهاره بتلك البساطه  : اكسريها علي راسي 

نظرت له بعدم فهم ليضرب البيضه بمقدمه رأسه وينفجر ضاحكا وهو يقول : كنت زمان بعمل كده مع بابا ....عشان يقنعني اكل البيضه يخليني اخبطها علي راسه وانا كنت ببقي مبسوط اوي 

رفعت حاجبها ولم تتمالك ضحكتها المستنكره : مبسوط وانت بتضرب راس باباك بالبيضه

اوما ضاحكا : اه تخيلي ....تنهد بحنين وهو يتابع باعتراف : بصراحه زمان كنت طفل متعب اوي  

هتفت متبرطمه : ومازلت 

رفع حاجبه : بتقولي حاجه 

هزت راسها بسماجه : بقول مازلت متعب ياحبيبي 

عقد حاجبيه وقال بعنجهيه : انتوا اللي مش فاهميني

نظرت له وسيله وسألته بجديه : وانت فاهم نفسك !

هز كتفه بغرور : طبعا 

وضعت وسيله يدها علي خدها تتطلع إليه : فاهم ايه بقي ....تنهدت وتابعت : انت كل دقيقه بحال ياعمر

قال ببساطه : وايه الغريب في كده ...طبيعي اتضايق وبعدين اهدي ...كل احساس بحسه بيعبر عني 

اومات قائله بجديه : واللي قدامك إحساسه ايه 

فهم ما ترمي إليه ولكنه راوغ ليقوم من مكانه ويميل ناحيتها يداعب وجنتها قائلا : اللي قدامي مكشرة من امبارح وانا متحملها 

نظرت له وسيله رافعه حاجبها مردده : متحملني !

اوما لها بتلك الابتسامه البريئه التي تجعل الابتسامه تشق طريقها لوجهها ...!

تعالي رنين هاتفه ليتحدث بضع كلمات سرعان ما جعلت وسيله تهز راسها :  مش هتمشي ياعمر 

قال برفق : شغل يا سيلا 

عقدت يدها حول صدرها وهزت راسها بينما مجرد ذهابه وعودتها لتلك الوحده جعلت الضيق يتسرب الي صدرها : لا مش هتمشي 

قال بجديه : مش هتأخر 

قالت جبينها برفض : كل مره بتقول كده وبتسيبني لوحدي 

: طيب وعد مش هتأخر 

هزت راسها باصرار : لا 

نظر إلي عيونها بينما تصر علي بقاءه وكم اطربه تمسكها به : سيلا 

قالت برفض : قولتلك لا مش هتمشي وتسيبني ياعمر 

تلاعبت النظرات اللعوب بعيناه بينما يتظاهر بالجديه : وبعدين بقي في الدلع ده 

نظرت له بطرف عيناها ليغمز لها وينقلب جده لمزاح وهو يتغزل بها : انا بموت في الدلع 

يولع الشغل 

افلتت ضحكتها والتي انتهت بين شفتيه يقبلها بشغف واشتياق 

وكالساحر محي كل ما بداخلها من حزن ولون أيامها بالوردي بعد أن طغي عليها السواد ....!

..........

....


نظرت وسيله إلي انعكاس صورتها في المراه بينما وقفت تلك المرأه خلفها تحرك خصلات شعرها علي الجانبين 

لتبتسم وسيله لتلك القصه الجديده التي حصلت عليها لشعرها فقد اخذها عمر ليتسوقوا لتطلب منه أن تذهب الي أحدي صالونات التجميل ليوافق علي الفور ويصحبها الي المكان الذي إرادته ويبقي بانتظارها باحدي الكافيهات ....قامت وسيله من المقعد واختطفت نظره الي نفسها مجددا لتبتسم وتفكر أن كل ذلك الحزن الذي كان بداخلها ذهب بمجيئه وبقاءه برفقتها وبالفعل كان كافي حتي لا تفكر في أي شيء آخر 

خرجت من صالون التجميل وامسكت هاتفها تتصل به : أيوة يا حبيبي ...انا خلصت 

اوما عمر وهو يعتدل واقفا : ماشي يا روحي دقائق واكون عندك 

: وسيله 

التفتت وسيله إلي مصدر الصوت لتبتسم : اكمل 

عامل ايه ؟

اوما الشاب زميلها السابق : تمام وانتي 

: كويسه الحمد لله

قال بمرح : في مشاكل في الكهرباء تاني 

هزت راسها قائله : لا كله تمام 

اوما قائلا بلياقه : طيب لو في اي حاجه كلميني علي طول 

شكرته وسيله بابتسامه قبل أن تسأله بتردد : هو ...هو الشركه عندك مش محتاجه حد يشتغل 

استغرب سؤالها وهي ايضا استغربته ولم تفكر به سابقا لتقول بتبرير : يعني شغل في نفس القريه وانا ببقي قاعده اغلب الوقت لوحدي زهقانه 

اوما اكمل بلا تردد : حاضر هسألهم وارد عليكي 

ابتسمت وشكرته ولوحت له ليكون مجيء عمر بذلك المشهد الذي كان كافي ليبدل ملامح وجهه ....اتجهت وسيله لتركب بجواره وعلي الفور كان يسألها : مين ده ؟!

قالت ببساطه : اكمل زميلي ...فاكره اللي جه يصلح لينا الكهربا 

تابعت وهي تعدل من خصلات شعرها علي جانب وجهها : مش قولتلك أنه بيشتغل دلوقتي في شركه... صيانه ....ماتت باقي كلمات جملتها علي شفتيها حينما زمجر عمر فجاه :  مش عاوز اعرف تاريخ حياته 

تفاجئت وسيله بعصبيته لتقول باستفهام : في ايه يا عمر ؟

قال وهو يحاول السيطرة علي عصبيته : متكرريهاش تاني 

نظرت له باستفهام : هي ايه ؟!

هتف بحنق من بين أسنانه : تقفي مع حد أو تكلمي حد تاني ...التفت لها وتابع بنبره لا تقبل الجدل : ودلوقتي اقفلي كلام في الموضوع ده 

وبالفعل كأنه ضغط زر يمحي ما حدث ويتجاوزه به فهاهو بعد عودتهم للمنزل يأخذها بين ذراعيه ويتغزل بها وكأن شيئا لم يكن فيتركها غارقه أكثر في المزيد من بحر التشتت فلم تستطيع اغماض جفونها وبقيت طوال الليل بجواره تتطلع إليه بينما يحيطها بذراعه بتملك بدأت تراه وهاهو الصباح يأتي بالمزيد ....لاتعرف أن كان مجيء اكمل الي منزلها من سوء أو حسن حظها لتبدأ تلك العصابه التي اسدلها الحب فوق عيناها تتلاشي ببطء لتري شيء من شخصيته الخفيه ! 

ابتسمت وسيله بقليل من التوتر وهي تحاول بسرعه إنهاء ذلك اللقاء بينما تحذيره لها بالأمس يلوح بالأفق وبالرغم من صوتها الداخلي الرافض إلا أنها وجدت نفسها تحاول إنهاء الحديث مع زميلها 

: اعملي cv وهاتيه وانا هقدمه ليكي 

قالت بتوتر : ماشي يااكمل شكرا تعبتك 

قال بلياقه : مفيش تعب 

اغلقت البوابه الخشبيه واتجهت الي الداخل ليخفق قلبها بقوة بعد أن رأت عمر يقف لدي باب المنزل الداخلي وقد استيقظ للتو ليشير بعيناه تجاه البوابه الخشبيه الخارجيه للمنزل وقد لمح شخص ما يغادر من امامها 

سألها بنبره مخيفه : كنتي بتكلمي مين ؟!

ابتلعت وسيله وطمأنت نفسها بثقه أنها لم تفعل شيء لتقول بثبات بالرغم من توتر ملامح وجهها : ده ...ده اكمل كنت سألته علي ....قاطعها عمر بانزعاج شديد : وانا قولت ايه امبارح 

اومات وسيله وقالت بشرح : تمام بس انا بفهمك اني كنت سألته علي حاجه قبل كلامك وهو جه يرد عليا 

من حسن حظها أنه لم يعطي تركيز أو يسأل عن ماهيه هذا الشيء الذي سألته لزميلها وغيرته اعمته عنه ليهتف بغضب : مش عاوز افهم ولا اسمع حاجه غير انك تنفذي اللي قولته

استنكرت وسيله وجاءت لها الفرصه التي لم يمنحها لها بالأمس فقالت بتمهل : عمر في ايه ....محصلش حاجه لده كله بقولك ....

بصعوبه جاهد ليتحكم في مارد غضبه ليقاطعها هاتفا من بين أسنانه : وسيله انا مش عاوز اتكلم واتناقش ....قولت كلمه نفذيها وخلاص من غير جدال 

نظرت له برفق وحاولت امتصاص غضبه الغير مبرر : اكيد يا حبيبي هنفذ كل كلامك بس انا بقولك مفيش حاجه حصلت مستدعيه عصبيتك دي 

بدأت اعصابه تنفلت ليزمجر بها : انا اللي أقرر ايه مستدعي ولا لأ وانا قولتلك الموضوع ده بالذات بيضايقني يبقي متعملهوش تاني 

قالت وسيله ببساطه : يا حبيبي ما انا بقولك محصلش حاجه تستاهل انك تتضايق ...ده مجرد زميل ....ماتت الكلمات علي شفتيها باللحظه التي شعرت بارتطام ظهرها بالحائط خلفها حينما اندفع عمر ناحيتها بغضب اهوج يقبض علي ذراعيها بعنف صارخا بعصبيه مخيفه : قولت مفيش حاجه اسمها زميل ولو شوفتي اي حد اياك تفكري تبصي له مش تسلمي عليه ...فاهمه 

رمشت وسيله باهدابها بينما شقت الدموع طريقها الي حلقها غير مستوعبه ذلك الوجه المخيف له دون سبب 

لتبتلع بخوف فجاه دب في أوصالها لاول مره منه بينما يزجرها بنفس النبره المخيفه : انطقي ...فاهمه !

خوف كبير من فقدانها تغلغل بكيانه فأصبح يطوقها بوجوده وكأنه يريد أن يغلق عليها صندوق مخملي لايكون اي احد بالقرب منها ليبدء ذلك التمسك المرضي بها بالظهور وهاهي نرجسيته تلوح في الافاق وليتها قرأت ما يلوح لها !

انتفضت علي نبرته العاليه بينما يردد بعصبيه مخيفه : انطقي فاهمه 

رفض لسانها النطق بما يخالف عقلها لأول مره أمامه ليتفاجيء عمر بها تهتف وهي تضع يدها فوق يداه تحاول أبعادها عن ذراعيها : لا مش فاهمه !

هو من كان لا يفهم  الا تحديها له لاول مره لتنفلت أعصابه اكثر ويتوهج طبعه البربري بداخله فلم يشعر بقوة إمساكه لذراعيها صارخا : لا هتفهمي !

وهو يهزها ويدفعها مره اخري تجاه الحائط خلفها الا حينما صرخت بقوة وسقطت أرضا تتألم بقوة ضاهت قوه ارتطام ظهرها بالحائط خلفها ....وقف مكانه يتطلع إليها وقبل أن يمد ذراعه إليها كان يكور قبضته ويأبي التراجع عن رؤيتها لعواقب اخراج مارد غضبه من داخله لتكون ضربه اقسي عليها حينما تركها مكانها ودخل بخطوات غاضبه للداخل وبعد لحظات كان يخرج من الغرفه بعد أن ارتدي ملابسه ويخرج صافقا الباب خلفه بعنف !

تراجعت هدي سريعا للخلف تقف خلف بوابه منزلها وعيناها علي سياره عمر تنتظر أن تختفي عن الأنظار وسرعان ما كانت تسرع بخطواتها تعبر الفناء بين المنزلين 

وتتجه الي الباب تطرق علي بابه وتنادي بصوت قلق : وسيله !

كانت وسيله ماتزال جالسه علي الأرض الرخاميه تضم ذراعيها حولها تجاه ظهرها الذي يؤلمها وتبكي بلا توقف لترفع يدها تجاه وجهها تحاول مسح دموعها الغزيرة : مين ؟!

استمعت من خلف الباب لصوت جارتها :انا هدي يا وسيله 

استندت وسيله إلي الحائط خلفها تحاول أن تتحامل علي الم ظهرها وتقوم وهي تمسح بكلتا يديها وجهها من دموعها ولكن ما أن رأت نظرات هدي لها حتي انفجرت باكيه وارتمت بين حضن تلك الغريبه تبكي وجعها بينما نبذها حضن حبيبها !

........

...

نظر عاصم الي محاميه قائلا : فهمت ياعبد الحميد 

اوما الرجل الاشيب قائلا بنبره هادئه : متقلقش ياعاصم بيه فورا هبدأ في إجراءات القضيه وان شاء الله الطلاق هيتم في هدوء وسريه

رفع عاصم حاجبه متسائلا : ليه سريه ؟!

نظر إليه عبد الحميد بعدم فهم لتتلاعب النظرات الماكرة في عيون عاصم بينما يتراجع بظهره الي مسند مقعده ويضع ساق فوق الأخري ويلاعب القلم بين أنامله قائلا : مش سر خالص ياعبد الحميد ...ابعت لابن البحيري اعلان القضيه علي شركه أبوه ...!

ابتلع عبد الحميد وهو ينظر بتوجس الي عاصم ليتأكد من ما يريده ليه عاصم رأسه وابتسامه ماكره مرتسمه علي شفتيه بينما يتابع : خد وقتك في الإجراءات بس عاوز خبر الطلاق يتعرف للكل ...!

........


نظر مراد بجبين مقطب الي مديرة مكتبه التي قالت : مستر مراد في حد عاوز يقابلك 

قال مراد بعدم اكتراث : مش فاضي دلوقتي يا مروة

حمحمت الفتاه وقالت بتعلثم : بس ده ...ده محضر من المحكمه 

رفع مراد عيناه إليها  مرددا باستفهام : محضر من المحكمه !

اومات له بصمت ليسألها مجددا بدهشه : جاي ليا انا ؟!

هزت راسها ليقول : طيب خديه الشئون القانونيه 

احمر وجه الفتاه بينما أرادت بشده ان يعفيها من ذكر التفاصيل التاليه ولكنها اضطرت أن تقول بتعلثم واضح : الشئون القانونيه هي اللي بعتته يا فندم لانه لازم يسلم حضرتك الاعلان بنفسه !

زم مراد شفتيه بعدم فهم بينما لم يتوقع التالي ليردد بانزعاج : اعلان ليا انا ؟!

اومات مجددا وهي تخفض عيناها لينظر إليها بطرف عيناه :طيب دخليه 

كادت عيناه تخرج من موضعها وهو يتسلم هذا الاعلان بقضيه الطلاق ..!

ليتجاهل المحضر الذي قال وهو يحاول أن يركض خلفه : سيادتك موقعتش 

بلا تفكير اندفع مراد الي مكتب أبيه هاتفا بانزعاج وصدمه : شوفت عاصم السيوفي عمل ايه !

امسك سيف الورقه من يد ابنه ونظر إليها ليلوح الانزعاج بنظراته هو الآخر ليس فقط من تصرف عاصم ولكن من وصول الأمور لتلك المرحله ....تحرك مراد بعصبية شديده أمام أبيه للحظه قبل أن يهتف بوعيد وهو يندفع خارج مكتبه : انا مش هسكت !

اسرع سيف خلف ابنه يمسك بذراعه قبل أن يخرج من المكتب : استني هنا انت رايح فين ؟!

نظر مراد الي ابيه بغضب : رايح اجرجرها من شعرها وارجعها البيت ويبقي يوريني اللي اسمه عاصم ده هيعمل ايه !

احتقن وجه سيف بالغضب من حديث ورد فعل ابنه ليهتف به بتوبيخ لا يعرف علي ماذا أو ماذا بينما كل كلمه أو تصرف منه يزيد من سوء الوضع : تجرجر مراتك من شعرها يا حيوان ! 

انصدمت ملامح مراد من توبيخ أبيه الذي اوميء وتابع بانفعال : طبعا حيوان ومش راجل لما تقول كده ولو علي سبيل التهديد 

تعالت نبره سيف أكثر يصيح بابنه : اييييه انت لغيت عقلك وبقيت بتتكلم زي المجانين ....انت متخيل كلامك ولا عقلته قبل ما تقوله ....متوقع ابوها يقف يتفرج عليك لو بس قربت منها 

هتف مراد بعنفوان : يعمل اللي يعمله ...ميقدرش يعمل حاجه ...جوري بتحبني !

نظر سيف الي ابنه وحقا كان عليه أن يضحك ساخرا  علي اخر ما نطق به : بتحبك ...! 

نظر إلي ابنه وتابع بجديه جارحه : تبقي اهبل لو مفكر كده ....ملعون ابو ده حب اللي يذلها وانت وصلت انك تذلها بالحب ده !

..........

.....

مسحت هدي برفق دموع وسيله ومدت يدها لها بكوب من الماء وهي تقول برفق : اسفه اني جيت وبتدخل بس قلقت عليكي لما سمعت صوت جوزك وقولت اطمن عليكي 

لم تستطيع وسيله ابتلاع غصه حلقها بينما مازالت في صدمه مما فعله ليس فقط تطاوله عليها بل نوبه الغضب الشديده التي دفعته لأن يعاملها علي هذا النحو البشع والابشع أنه تركها وكأنها لا شيء !

نظرت هدي الي تلك الشابه برفق والتي لا تعرف كيف دخلت قلبها بتلك البساطه من مجرد لقاء لتسألها : انتي كويسه 

لم تعرف وسيله بماذا تجيب بينما كل شيء بداخلها مشتت ولكن ذروة الشتات ربما هي ما جعلتها تفكر أن زر التجاوز لم يعد يفلح وعليها أن لا تتجاوز عن ما حدث !

لتنطق فقط بتلك الكلمات : ينفع توصليني مكان 

اومات هدي بلا تردد : طبعا 

.......

.........


نظر عاصم الي جوري التي تحدثت ولكنها لم تتحدث بالكثير وأبقت علي اسرار حياتهم بينهم لتنظر الي ابيها باستفهام : كان لازم تعمل كده يا بابي 

قال عاصم برفق وهو يربت علي شعرها : اه يا جوري ... لازم يحس انك مش هتضيعي من أيده ...لا انك ضعتي خلاص 

نظر لها بحنان وتابع : جوجو انا عارف انك بتحبيه وانك مخبيه عني حاجات كتير ومش هضغط عليكي عشان اعرفها لا انا عاوزك انتي اللي تضغطي علي نفسك وتفكريها بكل اللي عمله ! 

.........


.

هب سيف من خلف مكتبه حينما أخبره محاميه بما طلبه منه ابنه : انت بتقول ايه يا متر ؟!

تعلثم الرجل الاشيب قائلا : بقولك اللي مراد بيه طلبه مني !

زم سيف شفتيه بحنق بينما شابهه ابنه القطار الذي  لا يتوقف ابدا ليشير الي المحامي قائلا : اياك تنفذ اي حاجه من اللي طلبها يا سعد 

اوما الرجل قائلا : طبعا عندك حق وانا عشان كده جيت ابلغك 

حاول الاتصال أكثر مره بابنه بلا اجابه ليتصل بنور وسرعان ما كان يهتف بها : هو فين ؟!

استغربت نور لتسأله : قصدك مراد 

هتف سيف بسخط : أيوة هو فين اللي هيجيب اجلي ومش هيرتاح الا لما يخسر مراته تماما 

قالت نور بقلق : ايه اللي حصل ياسيف 

زم سيف شفتيه وهتف بحنق : ابنك عاوز يرفع عليها قضيه ويطلبها في بيت الطاعه !

انقبض قلب نور لتقول بحزن : ليه بس الأمور توصل بينهم لكده 

وعلي الفور كانت تأتيها الاجابه من ابنها الذي دخل الي المنزل هاتفا بسخط : ابوها اللي وصلها لكده 

قالت نور بعتاب : دي مش حرب بينما وبين عاصم يا مراد 

بانزعاج هتف سيف من خلال الهاتف : خليه عندك يا نور انا مسافه الطريق وجاي 

أغلقت نور الهاتف وامسكت بذراع ابنها تجذبه ليجلس هاتفه : اقعد يامراد واهدي وفهمني إيه اللي حصل ! 

........

.......

التفتت هدي تجاه وسيله حينما طال وقوفهم أمام الوجهه التي أخبرت بها سائقها لتربت علي كتفها بحنان : هو ده العنوان يا وسيله 

غص حلق وسيله بقوة وانسابت الدموع الحارقه علي وجنتيها وهي ترفع عيناها الي منزل جدتها ليزداد بكاءها بقهر بينما لم تعد تعرف لجدتها عنوان الا هذا المنزل 

برفق حاولت هدي أن تتفهم ما تمر به تلك الشابه لتقول لها بحنان : مالك يا وسيله 

ليتها تعرف ما بها إلا أنها وحيده ضائعه لا تجد الحضن الذي طالما طمأنها واحتواها بكل ازمه مرت عليها !

انزلت عيناها التي تعلقت بمنزل جدتها وقالت بصوت متحشرج : ممكن نروح مكان تاني 

هزت هدي راسها وأشارت الي سائقها أن يذهب بهم الي العنوان الذي املته له وسيله بينما لم يكن امامها مكان آخر إلا منزل والدتها !

نظرت هدي إليها قائله : هتبقي كويسه !

اومات وسيله قائله : متشكره انا تعبتك 

هزت هدي راسها بابتسامه : مفيش اي تعب ....هاتي رقمك عشان اتصل اطمن عليكي 

قالت وسيله وهي تهز كتفها : انا سبت التليفون وماخدتش معايا حاجه 

اومات هدي بتفهم لتفتح حقيبتها الانيقه وتخرج منها أحدي الكروت الشخصيه تضعه بيد وسيله قائله : دي كل ارقامي كلميني وطمنيني عليكي 

نزلت وسيله وهي تقدم ساق وتؤخر الأخري قبل أن تدخل الي منزل والدتها الذي ما أن اطمئنت هدي أنها دخلت إليه حتي التفتت الي سائقها الامين قائله : يلا يا انور 

نظر لها الشاب من خلال المرأه قائلا بجديه : نطلع علي المستشفي ولا البيت 

قالت هدي بحيره بينما كل عقلها كان مع تلك الفتاه : كلمت نجيه 

اوما لها قائلا : شافع بيه وصل من ساعه البيت 

قالت هدي بايماءه من راسها : يبقي نطلع علي البيت 

هز الشاب رأسه وسرعان ما تحرك بالسياره التي قطعت المسافه بسرعه قبل أن تتمهل وهي تقترب من تلك الأسوار العاليه التي تحيط بهذا المنزل المهيب الذي وقفت أمامه تلك الحراسه المشدده .....اسرع بعض الحرس يفتحون الحواجز الحديديه للسياره لتدخل بينما هدي جالسه بالخلف تتنفس بانتظام قبل أن ينزل سائقها سريعا ويفتح لها باب السيارة وهو يخفض رأسه للاسفل 

لتتقدم هدي بضع خطوات تجاه الدرج الرخامي ثم ترسم ابتسامه هادئه علي شفتيها وهي تقول لهذا الرجل المهيب ذو الشعر الابيض الذي وقف اعلي الدرج : حمد الله علي السلامه يا حبيبي 

ابتسم الرجل ومال تجاهها لتقبل وجنته قائلا : الله يسلمك يا حبيتي ..كنتي فين ؟

قالت هدي وهي تعطي حقيبه يدها الانيقه للعامله التي أسرعت ناحيتها : في المستشفي يا حبيبي ... جلست علي الأريكة وتنهدت بارهاق : من امبارح وانا هناك ...كان في عمليه صعبه اوي وكان لازم أشرف عليها بنفسي 

اوما الرجل وهو ينفخ دخان السيجار الكوبي الذي يضعه بين أنامله : ونتيجه العمليه 

ابتسمت له قائله : نجحت 

هز رأسه وأشار لها أن تتبعه ليتابع حديثه وهم يصعدون الي غرفتهم : هانيا بتسلم عليكي وقالت إنها احتمال تنزل في الإجازة 

اومات له متنهده : ياريت يا شافع تحاول تكلمها متسافرش تاني 

...........

....

ترددت وسيله وهي تضغط الجرس ولكنها أخبرت نفسها انها فعلت الصواب حينما استقبلتها والدتها بابتسامه ولهفه : وسيله حبيتي 

استجابت لحضن والدتها التي ضمتها إليها للحظات قبل أن يتعالي صوت طلعت من الداخل : مين يا سندس ؟

قبل أن تجيب كان يخرج من الغرفه ويري وسيله أمامه ليقول بترحيب : يا اهلا يا اهلا ...مش تقولي يا سندس أنها وسيله  

صافحته وسيله بينما يشير لها بترحاب أن تدخل ولم تخفي عليها نظراته خلفها وكأنه بانتظار شخص اخر خلفها وسرعان ما أفصح عن سؤاله : امال فين عمر ...هو مش معاكي !

لاحظت سندس نظره ابنتها لدي سؤال زوجها عن عمر لتتدخل برفق وهي تمسك بيد ابنتها : تعالي يا وسيله انتي وحشتيني اوي 

نظرت وسيله إلي والدتها ومليء الشجن عيناها التي نتجت عيون والدتها باشتياق الا تتركها في تلك المحنة وتكون بجوارها كما لم تكن من قبل ..! 

...........

.....

أفرغ غضبه في رعونه قيادته طوال الطريق الذي قطعه الي القاهره ليجد كل هذا الغضب يتوجه إليه مجددا ويرتد بصدره وهو يتذكر قسوته عليها فلم يكد يوقف سيارته في فناء المنزل حتي سأل نفسه بمنتهي السخط ماذا يفعل هنا ويتركها وحدها بعد ما فعله لذا دون تفكير كان سريعا ما يتحرك مجددا قاطعا نفس المسافه عائدا إليها لتتوقف خطواته مكانها ويكاد يصاب بالشلل وهو يسأل نفسه هل فات أوان عودته ليكاد يصاب بالجنون وهو يتحرك هنا وهناك ينادي اسمها بضياع : وسيله ....وسيللله !

........

..

اخيرا بعد ترحاب واسئله تهربت وسيله من اجابه طلعت عليها كانت تسجيب والدتها الي نظراته الراجيه وتختلي بها بعد أن لبت طلبات بنات زوجها بظن واهي منها أنها تملك الحق في أن تبقي مع ابنتها وحدهم لتجد نيفين تدخل إليهم : ماما ممكن تكوي ليا البلوزة الخضرا قبل ما تنامي عشان تعبت وعاوزة انام وهصحي بدري للشغل 

اومات سندس لتخرج الفتاه وتغلق الباب وسرعان ما تستدير سندس الي ابنتها : ها يا حبيتي مالك ....في حاجه حصلت 

شقت الدموع طريقها لحلق وسيله التي هزت راسها وبدأت ترتب الأحداث برأسها لتحكي لوالدتها ولكن لم تكد تبدأ حتي استمعت الي صوت طلعت يناديها 

خرجت سندس والحنق يمليء وجهها : في ايه يا طلعت ؟!

قال طلعت بصوت خافت متلهف : ها ...عرفتي منها في ايه ؟!

هتفت سندس بحنق : كانت لسه هتحكي ليا وانت ناديت عليا 

نظر لها الرجل رافع حاجبه : بقالك ساعه جوه 

هتفت سندس : ماهو نيفين داخله مني طالعه اتكلم معاها امتي 

نظر طلعت لها باستنكار : وفيها ايه لما تتكلم قدامهم ولا هو سر

هتفت سندس بحنق : معرفش سر ولا مش سر هو انا عارفه اصلا اقعد معاها دقيقتين علي بعض 

زفر طلعت قائلا : ماشي يا ستي اتفضلي اقعدي معاها واعرفي ايه اللي حصل 

اومات سندس ليوقفها طلعت قبل أن تعود للغرفه :سندس 

التفتت له ليتابع : اول ما تعرفي منها تيجي تقوليلي علي طول انا مش طرطور 

هزت سندس راسها قائلا بامتثال : حاضر يا طلعت هفهم منها واقولك 

غلفت المراره حلق وسيله وهي تتراجع سريعا الي داخل الغرفه بينما استمعت لحديث والدتها مع زوجها 

لتنكمش علي نفسها اسفل الغطاء تحاول بقوة كبح دموعها حينما عادت والدتها وسألتها : وسيله حبيتي انتي هتنامي ومش هتتكلمي معايا 

هزت وسيله فقط راسها بينما لم تستطيع اخراج صوتها الذي ستفضحه بدموعها وهي تستشعر الخزلان مجددا من والدتها والذي استشعرته دوما ولكن تلك المره كان صداه اكبر لفقدانها احتواء حضن جدتها ! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


.الفصل التالي.........

....




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. عمر صعب جدا وغلطه كبير المرة دى

    ردحذف
  2. والله العظيم وسيلة دي تقطع القلب يارونا كدا تعملي في بنتنا وسيلة و جوري

    ردحذف
  3. وسيله صعبانه عليا جدا وعمر شخص مش كويس

    ردحذف
  4. يارب وسيلة تسافر لجدتها وتعلم عمر الادب

    ردحذف
  5. عمر ده تقريبا عاوز قتلا تفوقو شويا من النرجسية يلي هو فيها جابلي ضغط 🤬🤬

    ردحذف
  6. ليه مسألتش والدتها على مكان جدتها مباشرة؟ متشوقه اشوف مواجهة عاصم و مراد و جورى اما عمر ده فطفل فعلا، بس بداية القصة كانت انه مكمل فى العناد برغم بعدها عنه لدرجة يرتبط بواحده تانيه، يا ترى هيواجه اهله انه متجوزها هيعرف يرجعها تانى؟
    اسئلة كتير
    اما ايهم بقى فانا متوقعه هيورى غرام الويل فعلا هو و جدة ولاده

    ردحذف
  7. عمر ده بجد مريض نفسي وبجد لو رجع لوسيله في الاخر حتي لو اتغير هتبقي النهايه بالنسبالي فيك جدا يعني

    ردحذف
  8. ليه مشاهد ايهم وغرام مش موجودة

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !