الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
حاولت فيروز مجاراه هطوات بسمه التي بدأت تسبقها وهي لاتعرف سبب هذا الود المفاجيء تجاهها من تلك الفتاه .....: بسمه
التفتت بسمه الي فيروز التي تابعت : انتي ماشيه بسرعه كده ليه ....واحده واحده عشان نمشي سوا
دون إرادتها خرجت نبره بسمه منفعله وهي تقول : واحنا نمشي سوا ليه اصلا .....رفعت حاجبها وتابعت بعدوانيه : مهران خلاص مشي فمفيش داعي للي بتعمليه
قالت فيروز باستنكار : وانتي فاكراني بكلمك عشان مهران ؟!!
نظرت له بسمه بدهشه : امال بتكلميني ليه ؟!
هزت فيروز كتفيها : عادي .... ايه المشكله لما نتكلم سوا ونبقي صحاب
نظرت لها بسمه بدهشه مردده : أصحاب ؟!
أومات فيروز بتلقائية : وايه المشكله .....؟!
هزت كتفها وتابعت بوضوح : لو علي موضوع مهران فأنا افتكر أنها مجرد أفكار مامتك وكمان مفتكرش أن بنت زيك ممكن تقبل تكون في وضع زي ده ...انتي تستاهلي ترتبطي بواحد يكون بيحبك مش ترتبطي بحد عشان تخاريف البنت وابن عمها
نظرت بسمه الي فيروز تحاول استشفاف أن كانت تتحدث بجديه ام تسخر منها لتفهم فيروز نظراتها المشتته وعلي الفور تحاول ابعاد الشك من حديثها وعي تقول : علي فكره انا بتكلم جد ....انتي واضح انك بنت طيبه وواضح اننا ممكن نبقي أصحاب
تمهلت بسمه لتوميء لها فيروز بتشجيع : مش كده ؟!
بعد لحظات هزت بسمه راسها بابتسامه طفيفه ورددت : ممكن
...........
....
التهم محمود المزيد من تلك المكرونه الشهيه التي حضرتها له ماس وهو يتابع : تفتكري تكون قالت عني ايه دلوقتي ؟!
رفعت ماس حاجبيها بأستنفار : وتقول عنك ليه اصلا ....هي تعرفك ؟!
عقد محمود حاجبيه مشاكسا : مالك يا رخمه ....
زفرت ماس : اهو كده وخلاص ...اصلا انت مكبر الموضوع تلاقيها ماخدتش بالها منك اساسا
رفع محمود حاجبيه باستنكار وترك الطبق من يده قائلا بدفاع طفولي عن نفسه : مين دي اللي مأخدتش بالها مني .... ده تلاقيها مش هتعرف تنام من التفكير فيا
تطلع الي هيئته بغرور محبب : اصلا انا زي القمر ...هنشوف فين شاب زيي ...مال وجمال.
ضحكت ماس مطولا ليعود محمود الي تناول المزيد من الطعام متبرطما : بقيتي مدفع في الكلام زي جوزك
ضحكت ماس أكثر و وكزته بكتفه : لمض بس ذكي وفاهم جاسر
اوما محمود : اكيد ...يا حبيتي جوزك ده فهمته من اول يوم شوفته ....عامل نفسه كده تقيل وراسي و متفهم وهادي وهو طبعا عارف أنه جذاب ده غير لما يزود شويه جد وعقل وحنيه علي شخصيته عشان يجيب رجل البنت وبعد كده هوب تلاقي نفسك قدام حيطه
انفجرت ماس ضاحكه حتي دمعت عيناها علي وصفه الصحيح لزوجها لتقول بإعجاب : تصدق طلعت بتفهم
اوما محمود بغروز محبب : امال ايه ....؟! اشار الي طبقه الفارغ وتابع : هاتي تاني يا ماسه......المكرونه تحفه ....استاذه طبخ المكرونه
ضحكت ماس قائله وهي تتجه الي المطبخ : ابقي قول لجاسر عشان طول الوقت بيتريق عليا
ضحك محمود واتجه خلفها يقف معها وهي تعد له المزيد : مش عارف قيمتك
هزت ماس كتفها بصمت بينما عاد محمود ليتحدث : مفيش حاجه حلوة
ضحكت ماس واتجهت الي الثلاجه تخرج له بعض قطع الحلوي والعصير
جلست مجددا بجوار أخيها تتجاذب أطراف الحديث وكم بالفعل كانت بحاجه لهذا التغير
: ماما وحشتني اوي وبابا ومالك وادم وكلهم
اخذ محمود يخبرها ببعض الحكايات عن شقاوة ادم الصغير ويريها الصور لتشعر ماس بحنين جارف الي عائلتها وعبرت عنه وهي تتنهد : عارف نفسي في ايه ؟!
نظر لها محمود : ايه يا ماسه ؟!
تراجعت عن أخباره بمدي اشتياقها لعائلتها لتقول : نفسي في تارت ليمون من Nola
نظر محمود بحنان الي أخته : ياريتك قولتيلي كنت جبتلك معايا
هزت راسها وسرعان ما أبعدت تلك الغصه من حلقها وتظاهرت بالسعاده : ولا يهمك يا حبيبي. .. اصلا انا مش عاوزة. اكل حلويات كتير عشان متخنش
أطلق محمود صفيرا بشقاوة ليغاير من حزنها : تتخن ايه يا جميل. ..... ده انتي قمر !!
اتسعت ابتسامه ماس : بجد يامحمود
اوما لها لتقول متنهده : اول مرة تقولي كلمه حلوة
هز محمود كتفه وتابع بمشاكسه : ماهو لازم أجبر بخاطرك.... انتي واحده حامل مينفعش اقولك تخنتي اوي
هبت ماس فوقه توكزة في كتفه بغيظ : مين دي اللي تخنت
ضربها محمود بخفه علي مؤخره راسها : بهزر ......بهزررررر
..........
....
انتبه صالح من شروده علي صوت ياسمين التي أشارت سريعا الي مدخل القسم حيث بقيت هي وصالح بالسيارة بانتظار انتهاء إجراءات خروج ابيها لتقول : بابا اهو خارج ياصالح
اوما صالح وفك حزام الأمان ليقول لها : يلا
أمسكت ياسمين بذراع صالح توقفه عن النزول لينظر لها بدهشه حينما وجدها جالسه مكانها ولم تتحرك : مش هتنزلي ؟!
هزت راسها واشاحت بوجهها بينما امتلئت عيناها بالدموع : المره دي بجد مش هتكون ليا اي علاقه بيه بعد كده
نظر لها صالح بحنان بينما أدرك كم تحارب فطرتها بأن هذا ابيها ولا تستطيع أن تتركه بالرغم من مقدار الاذي الذي تسبب لها به لتهز ياسمين راسها وتتابع بإصرار : هو ده الصح .....كل مرة يعمل غلطه اكبر من اللي قبلها وانا بسامحه بس لا كفايه
التفتت الي صالح بعيونها الباكيه وتابعت : انت من غير ذنب دفعت تمن غلطته
نظر لها صالح برفق : حبيتي متشغليش بالك بيا ..... لو عاوزة تنزلي تتكلمي معاه انزلي ...ده ابوكي مهما كان
هزت راسها قائله : خلاص ياصالح انا عملت اللي عليا ودينك في رقبتي ....قاطعها صالح قائلا :
دين ايه يا ياسمين .....مفيش بينا الكلام ده
هزت راسها وأصرت علي موقفها قائله : معلش ياصالح كده احسن
اوما لها ولم يضغط عليها ليقول : طيب خليني اتكلم معاه وهرجعلك
نظرت له بدهشه : هتتكلم معاه في ايه
لم يخبرها بشيء ونزل متجها الي عماد ....
نظرت إلي صالح الذي وقف يتحدث مع عماد مطولا ولم تخفي عليها يده التي وضعت هذا المغلف بجيب عماد في محاوله منه أن لا يدعها تراه لتزداد دموعها التي نزلت بصمت فوق وجنتيها بينما اخجلها كثيرا تحمله كل هذا من أجلها ....
نظرت له حينما عاد ليجلس بالسيارة بجوارها لتقول بصوت متمزق ولا تعرف ماذا تقول : صالح ....انت ملكش ذنب
هز صالح رأسه وربت علي يدها بحنان : حبيتي انا مستعد اعمل كل حاجه عشانك... ممكن بلاش عياط
أومات له ليقول بابتسامه هادئه : تعرفي أن انا نفسي اتغدي معاكي برا
نظرت له وهي تمسح دموعها : بس انت كنت راجع البلد عشان شغلك
هز رأسه قائلا : مش مهم
نظرت له بأسف : انت بسببي حياتك كلها اتغيرت .... كل يوم تسافر وترجع وكده هتتعب
ابتسم لها بأمل من حقها أن يمنحه لها كما منحه لنفسه بأنهم سيعبرون كل تلك الأزمات : مش تعبان خالص .....هما بس شويه استحمليني فيهم بعد كدة اظبط شغل المكتب وهبقي اسافر كل فترة اطمن علي امي
غص حلق ياسمين لتقول له : صالح انا مستعده اتكلم مع باباك واتحمل منه اي كلام لغايه ما يقبل بوضعنا .....والله انا مش وحشه ونفسي يغير فكرته عني
عقد صالح حاجبيه بتأثر لتنازلها لتلك الدرجه فقط لتريحه ليقول برفق شديد : ياسمين حبيتي انا مش عاوزك تحملي نفسك اي حاجه فوق طاقتك
قالت بإنشراح : عشان خاطرك مستعده اعمل اي حاجه
ابتسم لها وهو يتحرك بالسيارة : وانا كمان
...........
....
عقدت تهاني حاجبيها باستنكار وهي تري بسمه تدخل برفقه فيروز الي المنزل لتتجه إليهم باندفاع موبخه :
وده ايه بقي أن شاء الله ....ايه هتأكلي عقلها كمان زي ما اكلتي عقل الراجل
زفرت بسمه قائله : ماما وبعدين ......قاطعتها فيروز التي أصبحت تتقبل تصرفاتها بعدم اكتراث شديد لتقول :
يا ستي انتي مش بتزهقي ومش وراكي حاجه تعمليها اشغلي نفسك بحاجه تانيه وحلي عني ....
اتسعت عيون تهاني بصدمه من برود فيروز التي تابعت بمرح :
اقولك ......طنط عزيزة عندها فراخ وبط واخدين وقتها كله ..... اعملي زيها واهو نستفيد ونأكل من ايدك
افلتت ضحكه بسمه علي طريقه فيروز المرحه في انهاء الموقف لتنظر لها تهاني شزرا ولكن فيروز سرعان ما قالت لبسمه : يلا يا بسمه ورانا شويه حاجات نعملها واهو طنط تهاني تفكر. براحتها في موضوع الفراخ ده
عادت بسمه لتضحك بينما وقفت تهاني تغلي من الغيظ
.......
...
أغلقت ماس هاتفها والقته بحنق بجوارها بينما أخبرها جاسر أنه قد وصل ولكنه سيلتقي قليلا بصالح ومهران
لتحدث نفسها ( ولا علي باله حاجه غير نفسه و شغله وصحابه )
أمسكت حاسوبها بغيظ وجلست تتطلع الي تلك البيانات التي ارسلتها ريم لها وسرعان ما اخذت نفسها بعيدا عن سحابه التفكير لتضع كل همومها بالعمل فهو المكان الوحيد الذي تجد نفسها به .....
........
...
هتف جاسر بانفعال في صالح وهو يهب واقفا : وانت كده حليت المشكله ولا بقيت خاين
امسك مهران بيد جاسر يوقفه : وبعدين ياجاسر ماتقعد
مالك طالع زي الباروده كده ليه
قال جاسر بانفعال وهو ينظر إلي صمت صالح : وعاوزني اعمل ايه والاستاذ بيقول كلامه اللي يحرق الدم ده
جذبه مهران ليجلس قائلا : اقعد ياجاسر وخليه يكمل كلامه
زفر جاسر ونظر الي صالح الذي اشاح بوجهه وقال بخفوت وهو يهز رأسه : عندك حق ياجاسر ...بس اعمل ايه ؟!!
تنهد بتعب حقيقي وهو يقول باعتراف : تعبت
فقط لخص كل ما يشعر به وكل ما مر به بتلك الكلمه ليهم رأسه مجددا ويتابع : تعبت من كتر الضغوط اللي عليا واللي مبقتش عارف ليها سبب .... كل ده عشان بس عاوز احمل حياتي مع اللي حبيتها ......مبقتش عارف اعمل ايه ...لازم اقف جنبها واحميها وانفذ وعودي لها
افلتت الكلمات اللاذعه من شفاه جاسر : علي حسابها !!
نظر له مهران بعتاب ليصمت جاسر بينما يحاول صالح اخبار نفسه قبل أصدقاءه بتلك الكلمات : هعوضها
فرك جاسر رأسه وقد اكتفي ليقول له باتهام : تعوضها ازاي ....صالح فوق قبل ما تعمل كارثه تقضي علي حياتكم مع بعض ....لو اتجوزت ياسمين مش هتسامحك
تدخل مهران قائلا : وهو عمل كدة عشان مين ....مش عشانها !!
: ولو ....هي مش هتفهم كده
دافع مهران عن موقف صالح قائلا : وليه متفهمش ....الراجل كلامه واضح ومعروف عمل كده ليه
تنهد صالح قائلا : لولاها مكنش في حاجه من دي هتفرق معايا ....رفع وجهه الي جاسر وتابع : إنما ازاي وهي معايا اكون عاجز ومن غير حيله .....ازاي مقدرش اصرف عليها ولا حتي يكون عندها بيت تعيش فيه. ....ازاي يكون ابوها في الموقف ده واسيبها ولو سبت ابوها اخوها المسكين ده ذنبه ايه ....رد ياجاسر وقولي لو مكاني هتعمل ايه ......تنهد بخزلان وتابع : محدش مكاني عشان كدة الكلام سهل .....سهل تقولي عيش في بيتي وسهل مهران يقولي خد مني فلوس بس صعب اوي عليا اقبل حاجه زي دي ....اصلا هي هتشوفني راجل ازاي وانا مش قادر اعمل حاجه ....
فتح جاسر فمه ليقول شيء ولكن صالح اسكته قائلا : عارف هتقول ايه .....قولتلك الكلام سهل ياجاسر ....سهل تقولي اتعب واشتغل وهي هتتحملك وانا مش هقولك مفكرتش ....بس في حالتنا الحمل تقيل اوي مش حكايه شغل اعرف بس اصرف بيه عليها ....
وضع مهران يده علي يد صالح قائلا : انت عملت الصح يا صالح .....مسيرها تفهم وبعدين جايز الموضوع كله يخلص من غير ما تعرف
هز صالح رأسه قائلا : هقولها بس في الوقت المناسب ....دلوقتي لو عرفت اي حاجه هتحس أنها السبب وأنها حمل عليا
اوما مهران : عندك حق .....المهم انت ناوي علي ايه ؟!
ارجع صالح ظهره للخلف وهو يتذكر اتفاقه مع أبيه flash back
: لو ياسمين عرفت في نفس اللحظه مها هتكون طالق
اوما رافت له : مش هتكلم ....انا هسيبك وانت اللي هتقرر إذا كان أبوك عنده حق في خوفه عليك ولا لا
هز صالح رأسه : انت اللي هتعرف اد ايه كنت غلطان وانت بتضغط عليا بالطريقه دي
: عشان مصلحتك
: مصلحتي انا عارفها زي ما انا عارف كويس اوي اني مضطر اخضع لضغطك عليا دلوقتي عشان خاطرها
زفر رافت من تمسك ابنه بها بتلك الطريقه ليقول : ما علينا ..... نكتب الكتاب وبعدين نشوف الايام مخبيه لينا ايه
اوما صالح مشددا : زي ما قولتلك ياسمين مش هتعرف اي حاجه وهما كام شهر كتب كتاب وبس وغير كده هتقول لرياض وبنته كل حاجه بصراحه
اوما رافت : رياض زيي خايف علي بنته من هارون
اشاح صالح بوجهه : مش مشكلتي ....المهم كل حاجه تكون بصراحه
اوما رافت ليعتدل صالح واقفا ويتابع : وبكره تكون عامل ليا تنازل عن المكتب والشقه وكمان ترفع التوكيل عن حسابي في البنك
كتم رافت ضيقه لينظر له صالح ويتابع : انا مش بلوي دراعك ....ده حقي في شغلي معاك كل العمر ده وانا لو في يوم من الايام فكرت انك ممكن تعمل فيا كده كنت عملت حساب اليوم ده ولا اني اقف قدامك مذلول كده
اتجه الي الباب بخطوات سريعه ليحاول رافت إيقافه : صالح .....لم يتوقف صالح ليتهاوي رأفت علي مقعده مردد خلف ابنه ما لم يستمع إليه : مش بذلك ابدا يا اابني .....انا خايف عليك ....مفيش اب بيذل ابنه
مسحت ليليان دموعها التي ظلت تسيل فوق وجنتيها بصمت وهي واقفه خلف الباب تستمع الي حديث ابنها وزوجها بينما تدرك أن بكل تصرفات زوجها المهمينه علي ابنهم قد قطع كل حبال الود ....
Back
اوما مهران قائلا : عين العقل ....كده انت ضمنت أنه مش هيضغط عليك تاني
نظر جاسر بحنق الي موقف مهران الذي دوما يسير مع الحل الاسهل ليه واقفا دون قول شيء بينما اكتفي من الحديث والنصيحه
: علي فين ؟!
اشاح جاسر برأسه : راجع البيت
..........
....
دخل الي المنزل وهو يغلي من الغيظ بسبب صديقه ليقابل وجهه ماس الصامت ...اتجه إليها وجلس بجوارها علي طرف الفراش ليداعب أنفها : بقول سلام عليكم ومردتيش
هزت كتفها : مش عاوزة ارد
ابتسم لها : ليه بقي ؟!
اشاحت بوجهها : مفيش داعي نعيد نفس الكلام .....انت عارف
: عشان اتاخرت
هزت راسها : عشان مش فارق معاك غير نفسك وشغلك وصحابك وانا اخر حاجه
عقد جاسر حاجبيه وهز رأسه : اكيد لا يا حبيتي ....انتي اهم عندي من كل حاجه
نظرت له باستخفاف : كلام
وضع وجهها بين يديه : ماسه يا روحي انتي عارفه أنه مش كلام .....انا بس كان لازم اتكلم مع صالح ومهران في حاجه مهمه ومتاخرتش اكتر من ساعه
هزت كتفها قائله ببرود : عادي يا جاسر ...براحتك
...........
....
هز محمود كتفه قائلا : بس ياسيدي ده اللي حصل. ..... عاوز بقي تحرياتك الحلوة عن البنت دي
اتسعت عيون مالك : انت بتتكلم جد ؟!
اوما محمود : جد جدا .....بقولك اتخطفت ...انا اللي اعرف بنات مش بعرف اسمهم من كترهم اتخطفت من اول ما شوفت عينها
ضحك مالك مشاكسا : ده حب من اول شده طرحه بقي
اوما محمود متنهدا : اه يا مالك لو شفتها ..... ملاك ياجدع
شعر اسود وعيون ....أوقفه مالك : بس بس كفايه ....اعقل
.........
....
هز مالك رأسه قائلا بابتسامه : ماس دي سبب كل حاجه حلوة
لمعت الغيرة بعيون مي التي قالت : وهي كانت سبب ايه ...كل ده عشان البنت اللي شافها محمود
ابتسم مالك وهو يتابع : مجنون محمود ...ال حب البنت لما طرحتها اتشدت
نظرت مي إليه قائله : وانت باباك ومامتك ممكن يوافقوا علي حاجه زي دي ؟!
التفت مالك لها قائلا : حاجه ايه ؟!
قالت مي باستعلاء : يعني أن اخوك يتجوز واحده زيها مش مناسبه له
عقد مالك حاجبيه : وانتي تعرفيها منين عشان تحكمي انها مش مناسبه
هزت مي كتفها : يعني هتكون مين مثلا ؟!
: تكون زي ما تكون .....المهم انها اختياره وبابا وماما اهم حاجه عندهم اختيارنا
أومات مي دون قول شيء ليسود الصمت لحظات بينهم بينما ينظر لها مالك وهو يفكر مني أصبحت بتلك السطحيه وذلك الغرور ...!
............
....
نظر جاسر الي ماس التي حاولت التمسك برفضها : ها قولتي ايه ؟!
هزت راسها : مش عاوزة
نظر لها جاسر باغواء : بقولك هاخدك ونخرج المكان اللي يعجبك
بالرغم من عرضه المغري إلا أنها رفضت أن يفعله لتتغاضي عن الخلاف بينهم بينما جاسر بالفعل شعر بالذنب تجاهها وقرر أن يعوضها
مرر أطراف أصابعه برقه علي جانب ذراعها وهو يقول بحب : ماستي العنيده انا بقولك شبيك لبيك وانا جاي من السفر وهموت وانام ومع ذلك هاخدك ونخرج قولتي ايه ؟!
أبعدت يدها عنه قائله : متتعبش نفسك ونام وارتاح
هز رأسه ونظر لها قائلا بصدق : مش هرتاح وانا شايفك متضايقه
نظرت له بعتاب : بجد يا جاسر ...يعني زعلي بيفرق معاك
اوما لها دون تردد : طبعا يا حبيتي .....انا اصلا موجود عشان اسعدك
كم أرادت بشده ان تصدقه وهي لن تكون مجحفه بحقه وتنكر أنه دوما ما يسعي لاسعادها ولكن .....لكن هي النقطه الفاصله ....لكن هي ما تكمل الجمله ...لكن هي مربط الفرس ....لكن حينما تكون سعادتها متوافقه مع ما يريده ....!
أدار جاسر السيارة وتحرك بها تجاه ذلك المطعم الموجود بالمدينه المجاورة والتي تبعد ساعه لم يتضايق ابدا من عبورها من أجل اسعادها وبالفعل شعرت ماس بالسعاده وسرعان ما نسيت اي شيء لتستمر ضحكتها وهي تخبره عن محمود وما حدث اليوم وهو يغالب جفونه التي تكاد تنغلق علي عيناه من الارهاق ويستمع إليها بل ولم ينهي اليوم إلا حينما قالت إنها تريد العوده للمنزل
نظرت ماس اليه قائله : جاسر حبيبي انت تعبان خليني اسوق انا
هز جاسر رأسه سريعا وكأن لذغته حيه : لا ...لا مش تعبان
نظرت له بعتاب : قولتلك العربيه مكانش فيها فرامل مش عاوز تصدقني ليه
ضحك قائلا : مصدقك ...بس معلش دي لسه جديده واصلا تمنها مدفعتوش لبابا
زفرت بضيق من عدم تصديقه لها لتعيد نفس الحديث : صدقني يا حبيبي دوست فرامل كتير
اوما لها بمسايرة : خلاص ياروحي اللي حصل حصل ....خليني اسوق انا عشان نروح بسرعه
خرج جاسر من الاستحمام ليسحب بنطال يضعه فوق جسده وهو لا يستطيع أن يتحرك من مكانه من الارهاق .... دخلت ماس إليه بينما يتهادي قماش قميصها الناعم حول جسدها لتقول بدلال : حبيبي انت هتنام
نظر لها بابتسامه ماكره من بين عيناه التي تتهاوي ارهاقا بينما ارهقته أكثر بفتنتها وهي ترتدي ذلك القميص الذي كشف عن منحيات جسدها المثير ليقول : انام ازاي دلوقتي
ضحكت ماس واقتربت منه ليفتح لها ذراعه وتجلس بين حضنه تداعب خصلات شعره قائله برقه : بصراحه لما لقيتك مرضتش تسبيني زعلانه قولت احاول اخليك انت كمان مبسوط . ...نظرت إلي نفسها وتابعت : عارفه أن الموضوع ده بيفرق معاك فقولت البس كده
ضحك جاسر ولمعت عيناه برغبته فيها : يا روحي انا عاوزك علي طول مش بس لما تلبسي كده
ابتسمت ماس بخجل لتميل تجاهه تتطلع الي عيناه ولكن عيناه تحركت تجاه شفتيها التي وضعت فوقها احمر شفاه وردي جذاب ليغمض عيناه وهو يطبق بشفتاه فوق شفتيها بقبله أشعلت رغبته بها لتحيط ماس عنقه بذراعيها وتحلق معه في تلك السماء الوحيده التي يسيران فيها سويا دون خلاف أو جدال .....
في الصباح استيقظت ماس علي رنين هاتف جاسر الذي كان اسفل المياة البارده يحاول أن يفيق بينما لم ينام أكثر من ساعتين
خرج من خلف الدوش حينما استمع لصوت ماس التي دخلت إليه : حبيبي تليفونك
نظر لها قائلا : مين بيتصل ؟!
: صالح
تغيرت ملامح وجهه قائلا : مش مشكله اقفلي التليفون لو سمحتي
نظرت له بدهشه : انت متخانق مع صالح
عاد جاسر اسفل المياه قائلا : لا ابدا
...........
....(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت فيروز عيونها علي حركه مهران الذي تقلب في الفراش بجوارها لتنظر الي الساعه ثم تمد يدها برقه توقظه : مهران
تمتم مهران بنعاس : ممم
: اصحي الساعه تسعه
اوما له وأحاط خصرها بيده : سبيني نايم شويه يا ست البنات
أومات فيروز واقتربت منه لتندثر بحضنه .... أحاطها مهران بذراعه وفتح احدي عيناه ناظرا لها بعبث : وده كده بتسبيني انام ولا بتصحيني
ضحكت فيروز برقه : وانا عملت ايه ...قولت اجي في حضنك شويه
ابتسم مهران لها وضمها إليه : تعالي يا ست البنات
ضحكت فيروز ونظرت له وهي تمرر أناملها فوق صدره قائله بدلال : بتحبني يا مهران
نظر لها مهران قائلا : والله ماكنت اعرف يعني ايه حب والكلام ده بس من اول ما شوفتك وانا ادبيت زي الثور
ضحكت فيروز ضحكتها الناعمه : للدرجه دي
اوما لها : امال
ترددت فيروز قبل أن تقول وهي مازالت تمرر اصابعها علي صدره العريض : طيب هو انا ينفع اطلب منك حاجه
اوما لها : قولي ياست البنات
حمحمت قبل أن تقول : طنط عزيزة تعبانه وعاوزة ازورها
فكر مهران للحظه ثم قال : ماشي روحي
ابتسمت له بسعه : بجد
اوما لها : ابقي ثور بجد لو رفضت وانتي بتطلبي بالطريقه دي
ابتسمت فيروز له : يعني كده بقيت احسن
اوما لها : منكرش انك لما هديتي كده بقيتي احلي بكتير
هزت راسها قائله : بصراحه اتعلمت منك ومن ماس .....عصبيتي كانت بتخليني احكم علي حاجات كتير غلط
ربت علي شعرها بحنان قائلا : ربنا يهديكي
نظرت له بجبين مقطب : وهو انا كنت مجنونه
هز رأسه مشاكسا : ابدا ...
ضحكت فيروز متنهده بينما بالفعل استطاع تغيرها بطبعه الهاديء بالرغم من أنها غير موافقه علي تفكيره أو مواقفه في كثير من الأحيان ....
........
......
تلفتت بسمه حولها وهي تنزل الدرج : هو عمي فين ؟!
قالت ذكيه : خرج من شويه يا ست بسمه
هزت بسمه راسها واتجهت الي الخارج بينما بعد جلستها مع فيروز بالأمس قد اختارت الكليه التي ستذهب إليها وكانت تنتوي في الصباح اخبار عمها
لذا ستذهب إليه ......
تعلم محمود من خطأه اليوم الفائت وهاهو اليوم يختار رجل بشارب ضخم غطي معظم وجهه ليوقف سيارته بجواره ويسأله عن منزل مهران
قال الرجل بنبره غليظه : مهران بيه عمران
لم يعرف محمود لقب مهران ولكنه هز رأسه ليشير الرجل إليه : خليك ماشي لآخر الطريق بعد كده ........
هتلاقي بيت عمران بيه
اوما محمود وقاد علي الطريق وهو لا يحسب خطواته ولكنه بكل الاحوال أراد أن يري تلك الفتاه التي لم تبارح تفكيره منذ الأمس لعله يعرف سبب تفكيره بها بتلك الطريقه او حتي يعرف شيء عنها
اوقف سيارته بإحباط وهو يري ذلك المنزل الكبير المحاط بسور ضخم ويفكر بمقدار غباءه واندفاعه فماذا كان يتوقع. .... أن تكون واقفه مثلا في الشرفه مثل الافلام ولكن من قال إن تلك الصدفه تحدث في الافلام فقط ليتهلل وجهه حينما رآها تخرج من البوابه التي فتحها لها الحارس .....
تهلل وجهه حينما رآها واستطاع تلك المره النهل من ملامحها أكثر ولكن دقات قلبه ازدادت وهو يفكر ماذا سيفعل أو كيف سيتحدث معها بينما تذكر ما حدث بالأمس ....ظل يسير رويدا رويدا خلفها ....
عقدت بسمه حاجبيها وتمهلت قليلا وهي تشعر بتلك السيارة تلحق بها ولكن قبل أن تفتح فمها وتصرخ كان محمود ينزل سريعا من سيارته لتتقابل عيناه بعيونها بنظرات جعلتها تحمر خجلا وهي لأول مرة ينظر لها أحد هكذا
: صباح الخير
لم ترد علي محمود واستدارت لطريقها ولكنه أوقفها سريعا : انسه بسمه مش كده
نظرت له بجبين مقطب : خير
اوما محمود بتعلثم : انا محمود ....محمود اخو ماس و.....قاطعته باقتضاب وهي لاتفهم سبب حديثه معها : مفهوم. ..... خير. انت تايهه تاني
اوما محمود سريعا بينما وجد حجته للحديث معها : اه بالضبط ..... ممكن تعرفيني اوصل ازاي لبيت ماس
قالت له باقتضاب : ارجع للبيت اللي هناك ده وخلي اي حد من الرجاله يوصلك أو استني مهران
زفر محمود بإحباط بينما تابعت طريقها دون أن تلتفت إليه. ... وماذا كان يظن ...أن تقفز الي جواره بالسيارة ....
ولكنه بكل الاحوال لم ييأس واستغل الفرصه ليتعرف الي مهران الذي رحب به بشده بل وأصر عليه أن يدخل الي المنزل ليبقي محمود قليلا ثم يأخذه مهران الي منزل جاسر .....
اتسعت ابتسامه ماس حينما وجدت جاسر ينادي عليها لتخرج سريعا من المطبخ : ماسه .....ده محمود
نظرت بعدم تصديق الي أخيها الذي احضر. لها تارت الليمون الذي اشتهته بالأمس : مقدرتش يكون نفسك في حاجه ومجبهاش
نظر لها جاسر بعتاب : مقولتليش ليه يا حبيتي
ابتسمت ماس له : مرضتش اتعبك
داعب شعرها بحنان : متعمليش كده تاني ... لما يكون نفسك في حاجه اطلبيها علي طول
تدخل محمود بمرح : وانا وانت ايه .. ..
ربنا جاسر علي كتفه : واحد يا حبيبي .....يلا خليك مع اختك وانا هروح ساعتين اخلص شغلي وارجع نتغدي سوا ....
ما أن خرج جاسر حتي ضيقت ماس حاجبيها قائله بخبث : سيبك بقي من التارت وقولي ايه سبب مجيتك بجد
حاول محمود التهرب : الحق عليا
هزت راسها ضاحكه : وده من أمتي ...ده انا كنت بتحايل عليك ايام وليالي عشان مشوار دلوقتي جاي كل ده عشان التارت
قال محمود ببراءه : مش انا بقيت حساس وحنين فجاه
ضحكت ماس : من اول ما شوفت اخت مهران
أصابت هدفها ليتنهد محمود : مش عارف ايه اللي جرالي ....نظر إلي أخته وتابع برجاء : انتي مش نصيرة المراه يا ماسه ....قولي لاخوكي يعمل ايه ....شكلي حبيتها
نظرت له ماس باستنكار : كل ده من اول ما شوفتها .....محمود انت بتتكلم جد
هز رأسه : جد لدرجه اني كلمت مالك عنها وكنت هكلم بابا بس معرفش عنها اي حاجه وقولت مفيش غيرك يساعدني
نظرت له ماس بحيرة : وهو انا بصراحه معرفهاش
نظر لها بإحباط لتنظر له بمكر وتتابع : بس اعرف اللي يجيب لنا كل المعلومات عنها ...فيروز مفيش غيرها ...!
........
....
نظر اللواء زكريا القاضي الي اللواء حازم هاتفا : ازاي ظابط بكفاءه جاسر يتنقل ياحازم
تعلثم حازم : ماهو يافندم. ....يافندم زي ما سيادتك شايف أن خدمته في الصعيد كانت السبب تقبض علي الناس دي
اوما زكريا : تمام بس يروح هناك مأموريه مش نقل ..... حازم انا عاوز اعرف كل أسباب النقل وتوافيني بيها علي مكتبي خلال اسرع وقت ....ضابط زي دي مكانه هنا مش مدفون في الصعيد ....تخلص مهمته هناك ويطلع قرار برجوعه ...مفهوم
اوما حازم بتعلثم بينما لم يمر وقت وكان اجتهاد جاسر في عمله سبب في ظهور حقيقه نقله
...........
....
شعرت ماس براحه تجتاح أوصالها في المساء بينما حياتها بدأت تسير في هدوء وسعاده تلك الأيام ...علاقتها بجاسر جيده وملئت فراغها بمساعده ريم في انهاء ذلك المشروع .....توسدت صدر جاسر الذي كان يداعب شعرها ويشاهدون سويا أحد الأفلام قبل أن يتعالي رنين هاتفها برقم ريم التي قالت بحماس شديد
: ماسه انتي فين ..افتحي الميل بتاعك بسرعه اسمك منور ال cc
نظر جاسر باستفهام الي ماس التي قالت وهي تهز كتفها بعفويه : ريم بتقولي اشوف الميل
فتحت ماس حاسوبها لترتجف يدها قليلا وهي تري هذا الايميل المرسل لها من مهاب بشكر خاص علي عملها وتتوالي الردود من الجميع بالتهنئة ....
عقد جاسر حاجبيه وهو ينظر إلي ذلك الايميل ومعه يري مراسله أخري من مهاب لها وبالرغم من أنها كلها متعلقه بالعمل إلا أنه لم يري شيء بينما يحاول السيطره علي تلك النيران التي هبت بكل كيانه ونشبت بها دون جدوي لينظر إليها بغضب شديد : ايه ده ؟!
نظرت له ماس واهتزت جفونها بينما كرهت مجددا ما سيحدث بينهما مهما حاولت الشرح أو التوضيح
نظر جاسر الي صمتها وملامح وجهها التي ارتجفت لتزداد نيران غيرته وهو يراها أخفت عنه تلك المراسلات التي لا يهم سببها ولكنها بكل الاحوال اخفتها عنه ليه من مكانه وبغضب شديد كان جاسر يطيح بالحاسوب من يدها صارخا : ايه ده !!!!
فتحت ماس فمها لترد ولكن الكلمات توقفت في حلقها فماذا سيفيدها الرد .....؟!
نفس ما يحدث بينهما سيحدث كما بكل مشاجره
صوت عالي.... عصبيه ....كلام بلا داعي .....غضب شديد يحرق كل شيء وأوله قلبها لذا نظرت له وصمتت فقط ليهتاج جاسر أكثر ويزجرها وهو يقبض علي ذراعها بغضب : ساكته ليه ردددي عليا ....ايه ده ....؟!
من أمتي وهو بيبعت ليكي وليه اصلا انا معرفش حاجه زي دي
نظرت له ودون إرادتها لمعت الدموع بعيونها وهي تقبل بانكسار أن تكون في موضع اتهام فقط لأنها تدرك أنه بحالته تلك لن يستمع إلي أي شيء تقوله
: ردي عليا
قالت بصوت مختنق : هتفرق معاك ....؟!
صاح بغضب شديد : متقلبيش الترابيزة عليا وردي ....ايه ده ؟!
هزت كتفها وقالت بصوت ممزوج بالدموع : زي ما شوفت ايميلات شغل
نظر لها نظرات كانت كفيله باخبارها بمدي احتراقه لتكتفي بالصمت وتسحب نفسها الي غرفتها تتوقع علي نفسها بنفس الصمت بينما ضجيج عقلها لا يتوقف .....حاشا فهي لا تعترض علي ما حدث فهو رجل ويغار وحقه ليس ذلك بيت القصيد ولكن أسلوبه وطريقته الهوجاء وذلك الصوت العالي والضجيج..... تلك الطريقه..... وتلك العصبيه هي الخطأ فلنتجادل سويا وليكن ما يكن ولكن أن يخرس صوتها بصوته ولا يستمع لشيء هذا هو ما يؤلمها ويحطمها داخليا ....
وضعها في خانه المتهم وانتهي لا يستمع الا لنفسه لذا اي تبرير بلا معني فهم بالنهايه سيصلون الي نفس المكان خلاف وجفاء وهي تعبت تعبت كثيرا ولم تعد تحتمل ولولا ضجيج كرامتها لتحدثت إليه وحاولت شرح موقفها وأخبرته أنها تتفهم غيرته وتحاول اعاده الصفو لحياتهم وكأن شيئا لم يكن فقط لأن هذا ما تريده بعد ان تعبت من تعكر الحياه بينهما وتريد الصفاء والود ولكن هاهو الجفاء يعرف الطريق إليهم مجددا وقد حفظه وعرف مدخله ..... لم تعد تمر أيامهم سويا دون مشاجره أو خلاف ليمر الليل عليهم وهي تتجنبه بصمتها وهو يتقلب علي جنب ملتهب من غيرته ..... في الصباح استيقظت ماس بعيون متورمه ووجهه باهت وآثار حطام حاسوبها مازالت علي الأرض كما حطام قلبها منثور هنا وهناك وهي تفكر فيما وصلت إليه وهي تحدث نفسها بأنه
لا يقبل بالصمت لذا سيثور لأتفه الاسباب لتسخر ماس وكأنه كما لا يقبل بالصمت يقبل الحوار حسنا فلتري الي اين ستفذفها مركب الحياه أن تركت المجداف من يدها وتركت كل شيء يتحكم بمركبهم وسط بحر الحياه لذا خرجت من كيونتنها وخرجت من كونها هي برفض أن تفكر في نفسها وحالتها وفكرت كأي امراه تتجنب مشكله جديده بعد خلاف مع زوجها لذا قبل أن يفتح فمه كانت ماس تضع قهوته أمامه بصمت طحن عظامه ومجددا تعود إلي قوقعتها وهاهو حينما عاد وجدها تضع الطعام واكتفت بكلمتين رفضا لتناول الطعام معه : مش جعانه ..!!
وعادت لصمتها ولجانبها من الفراش الذي لا تتركه منذ الأمس وكأنها قبلت بما يحدث ....وبالفعل كانت بطل يأس تقبل فهي لن تدخل اي جدال لم تعد لديها طاقه بدخوله وفي النهايه الأمر محسوم لصالحه بينما تعجز كل مره عن إثبات وجهه نظرها بعد أن نجح بجداره في جعلها مستسلمه يائسه من النقاش معه بسبب عصبيته الزائده وتلك المره بالفعل وضعت يدها علي السبب فيما يحدث بينهم .....تلك العصبيه التي لاتدع لأي عقلانيه مجال لذا فليهدا ثم ما يحدث يحدث .....! ليمر يومان والحال كما هو ....
........
...
يومان ....!
يومان ومهران يكاد يجن من ابتعاد فيروز التي طلبت منه أن ترافق زوجه عمها عزيزة إلي القاهرة لإجراء بعض الفحوصات بسبب مرضها وهو لم يستطيع الرفض فهي تكن لتلك المراه معزه خالصه ....يومان وصالح يموت من عذاب ضميره تجاه ياسمين التي تحاول قدر استطاعتها اسعاده
يومان وعماد يحيا بتلك الشقه المتواضعه التي استأجرها بالاموال التي أعطاها له صالح ويفكر بحقد في كل ما فعله به زياد
يومان وفيروز تشتاق حد الجنون الي مهران
يومان وبسمه بحماس تجهز اوراق تقديمها للجامعه وهناك محمود الذي لم تبارح خياله
يومان وماس تحيا بصمت حطم إرادته وقلبه الملتاع بحبها وغيرته الهوجاء عليها التي كل مرة تدفعه لأن يكون المخطيء ولكن كيف لا يخطيء وهو يغار حد الجنون ولم ولن يلوم نفسه ابدا ....!
... يومان وهو يحترق ويفكر أن يتحدث إليها... فمخطيء من يظنه مرتاح أكثر منها بل يتعذب لذا أراد الحديث ليكسر الصمت بينهما ولكنه يدرك أنها عنيده وستعاقبه ولكن لماذا العقاب فهو لم يخطيء بشيء. ..... أنها زوجته ويغار عليها وهي تعي هذا جيدا وكالعادة غفل عن طريقته وأسلوبه الذي تبغضه وركز علي انها من تسببت في هذا وهذا هو ما يرهق ماس ....طريقته وعصبية وعدم اعطاءها أي فرصه للنقاش معه ......!
في اليوم التالي
لم تفكر وهي تسأله : انت مسافر ؟!
اوما لها : عندي اجتماع في المديريه
دون أن تنظر له سألته وهي تتأمل أن تخرج من حالتها النفسيه السيئه أن ذهبت الي عائلتها : اجي معاك ؟!
لم يتعمد أو يقصد الرفض وهو يقول : مش هينفع عشان أنا هخلص الاجتماع وارجع علي طول وهتتعبي من الطريق خلينا يوم تاني
لم تجادل وام تقل شيء وهو أراد أن يخبرها أن تلك فقط أسبابه ...فقط خوفه عليها ليس أكثر
فلماذا تراه وحش بلا قلب يكسر قلبها بينما هو ليس أكثر من رجل يحب ويغار بجنون
عاد فجرا وهي نائمه ولكنه اكتفي من الصمت والبعد والجفاي لتشعر بذراعيه حولها يجذبها إليه ويهمس بأسمها : ماس
فتحت عيونها وكم اشتاق للنظر إليها لتمر لحظات من الصمت بينهما فقط عيناه تتحدث وتخبرها كم اشتاق اليها وكم تعب من البعد بينهما ليزيد من نظراته العاشقه إليها وهو يتابع باعتراف : ماس انتي عارفه انا بحبك وبغير عليكي اد ايه ....
غصب عني أتعصبت عليكي انتي عارفه اني بغير وليا حق اتضايق لما اعرف انك مقولتليش علي الايميلات دي
بالرغم من غضبها منه إلا أنه محق في أنها أخفت عنه وهي لو للحظه شعرت أنه سيتفهم لكانت أخبرته حتما فلا يوجد شيء لتخفيه ولكنها تعترف لنفسها أنها أصبحت تخاف ...نعم تخاف كثيرا من عصبيته وصوته العالي ونقاشها معه الذي يصل دوما الي طريق مسدود وبما انه
لن يستمع لأي مبرر أو دفاع وهي ليس لديها طاقه للحديث من الأساس بينما تدرك أن حديثها لن يجلب الا المزيد من الخلاف بينهما لذا صمتت ولم تقل شيء
قبل جاسر وجنتيها وهو ينهي الخلاف بأقل كلمات ممكنه : متزعليش
كلمه واحده اكتفي بها وكما يحدث دوما يظل سبب الخلاف موجود .....تريده أن يتحدث ويخبرها أنها مخطأه لأنها كذلك ...تريد ان تخبره أنها خشيت غضبه وعصبيته وبناء عليه ربما يدرك أن تلك العصبيه أدت بهم الي اخفاء اشياء عن بعضهم لعله يحاول السيطرة علي نفسه ولكن كل تلك امال ذهبت أدراج الرياح وانتهي كل شيء بكلمه منها كافيه
لذا بالرغم من أنها نامت بين ذراعيه الا أن صمتها مازال يوخز قلبه ويؤرق عقله
نظر إليها في الصباح بينما ظلت صامته ...تقوم بكل واجباتها تجاهه بصمت مطلق فلا تجادل ولا تناقش ليسألها وهو ينظر إلي عيونها التي اختفت لمعتها : انتي كويسه
أومات بصمت ليتنهد ويعود يحدثها : ساكته ليه
هزت كتفها وقالت باقتضاب : عادي .....انا جهزتلك القهوة برا
قبل أن يشكرها كانت تغادر الغرفه ليبقي اثر صوته فقط : تسلم ايدك .
انصرف وبقيت هي مكانها وهي لا تعرف ماذا حدث لها وما اوصلها لتلك الحاله من السكون ..... لا تعرف شيء إلا انها لاتريد شيء إلا البقاء مكانها بصمت
لاتريد التفكير في ردود لكلامه ولا المجادله معه
اوصلها لتلك المرحله من الاستسلام والصمت
رفع عيناه من علي الاوراق الموضوعه أمامه وقد شغلت تفكيره بصمتها ليتصل بها : بتعملي ايه ؟!
هزت كتفها باقتضاب : ولا حاجه
تنهد بتعب من محاولته جذب الحديث منها ليقول : طيب عاوزة حاجه اجيبهالك وانا راجع
: شكرا
فقط تلك الكلمات ....اغلق وغرق كل منهما في التفكير ...هو يفكر في حالتها بينما بكل حسابات الرجل العقليه هو لم يخطيء وايضا اعتذر وصالحها
وهي تفكر وتسأل نفسها حتي أصبحت فاقده للشغف بكل تلك الطريقه .... ! وكعادتها حاولت إفراغ ما بداخل راسها من أفكار في تلك الكلمات التي تكتبها
فجلست تتطلع الي شاشه هاتفها وهي تفكر بحزن في حالتها وهي تتحول إلي تلك المرأه التي بقيت في وجدان كل امراه منا ..... تسير بتلك الكلمات التي مهما اختلفت إلا أن معناها واحد ( حافظي علي بيتك وجوزك )
والجميع بارعون في إسداء تلك النصيحه ولكن لا أحد منهم يشعر كم هو صعب ان تنفذها ...لتبقي المراه وحدها من تعطي من كل شيء من حياتها ومشاعرها وحنانها وأفكارها ولا تاخذ ......المراه شريان حياه يتدفق بكل شيء من حب وعاطفه ....فهي ام لأطفالها وزوجه وانثي لزوجها واخت وصديقه وابنه ....أدوارها لا تنتهي وتقوم بها علي اكمل وجه ماعدا كونها هي ....!!
تنسي من تكون في خضم الحياه وتكون راضيه وبأسعد حالاتها وهي تعطي دون انتظار مقابل تستحقه
ولكن هل لو توقفت قليلا وسالت عن نفسها يكونون محقين في اتهامها بالانانيه
كثيرات يرونها لاتري نعمه الزوج الجيد والحياه المستقره ولكن متي اصبح اهتمام الإنسان بنفسه جريمه ليتهم بالانانيه..... أن أخذت الام إجازة ساعه من امومتها أصبحت انانيه وان اخذت إجازة من كونها زوجه أصبحت انانيه.... وان فكرت في مستقبلها تكون كذلك
بينما المراه ماهي الا فتاه صغيرة بداخلنا لا نفكر بالبحث عنها حتي تضيع وسط زخم الحياه
أنها باختصار ياساده المرأه .....كيان لا يضاهي صبره وتحمله كيان اخر
أنهت كلماتها التي كتبتها بشتات أفكارها
ولم تصل لشيء أيضا ..........تحاول أن تسير بنصيحه والدتها وان تصنع سعاده بيتها ولكن كيف وهي بداخلها لا تشعر بتلك السعاده ....كيف تهب سعاده لا تشعر بها ....كيف تضيء وهي بداخلها ظلام
احاسيس المرأة المتشابكه والتي لا يفك عقدتها الا الاحتواء ....نعم الاحتواء الذي فشل جاسر في وهبه لها مهما كانت درجه عشقه وحبه لها .....تريد أن يكون رفيقها وصديقها قبل أن يكون زوجها وهو دوما يكتفي بدور الزوج الذي يصدر الأحكام .....
............
....
نظر مهاب الي وكيل النيابه الذي جلس أمامه لأكثر من ساعتين يدلي بأقواله المتعلقه بهذا التحقيق
ليتنهد اخيرا بينما امسك وكيل النيابه بتلك الاوراق وهو يقول : كده خلصنا يااستاذ مهاب
اوما مهاب : متشكر يافندم .....
: العفو علي ايه .....كدة هكون محتاج اخد اقوال الأستاذة ماس وبعد كدة هنقفل التحقيق ونبعته نيابه عامه
لم يستمع مهاب الي باقي حديث وكيل النيابه بينما كل ما جذب انتباهه هو اسمها ليقول بتوجس : ماس ...؟!
اوما وكيل النيابه وهو يلتفت الي السكرتير الجالس بجواره ليمليه : عاوز اسمها بالكامل عشان ابعت ليها الاستدعاء
هز مهاب رأسه سريعا برفض : لا طبعا استدعاء ايه . ..
نظر وكيل النيابه الي مهاب بدهشه قائلا : ده إجراء لازم انفذه
هز مهاب كتفه قائلا : انا قدمت كل المعلومات
: برضه لازم اقوالها بما انها طرف في الموضوع ....متقلقش يااستاذ مهاب ده إجراء عادي جدا ...هناخد منها كلمتين وخلاص مش اكتر
تجهم وجهه مهاب بصمت للحظات قبل أن يرفع عيناه الي وكيل النيابه قائلا : طيب هستأذن سيادتك بلاش استدعاء رسمي وانا هبلغها
اوما وكيل النيابه :مفيش مشكله بما انها شاهده .....انا هنتظر تبلغها وتكون عندي خلال يومين
اوما مهاب وشكر وكيل النيابه وانصرف وهو يفكر بضيق فيما وضعها به ...!
.........
نظر جاسر الي مهران الذي قال :طيب طالما بتقول زعلتها ...راضيها ياجاسر
هز جاسر رأسه قائلا : صالحتها ومفيش فايده ...مش عارف مالها
حك مهران ذقنه قائلا : جايز زهقانه .....شوف حاجه تفرحها واعملها
انا لو فيروز موجوده كنت خليتها تروح لها ....بس انت عارف انها مع مرات عمها
اوما جاسر ليعتدل واقفا وهو يقول : هقوم اروح
نظر له مهران قائلا : لسه مش هتكلم صالح
: مش عاوز اتكلم في أي حاجه
قال مهران بموضوعيه : موقفك منه جامد اوي ياجاسر ....هو يعني كان هيعمل ايه ...يشحت يا بوي
لا ياجاسر ...هو عمل الصح اللي يناسب ظروفه اللي اتحط فيها
تنهد جاسر قائلا : براحته ...في الاخر دي حياته ...سلام
........
...
نظرت ماس الي هاتفها الذي يرن بلا انقطاع لتمسكه بضيق وهي تفكر الف مره أن كان عليها الاجابه علي اتصال مهاب أو لا ...... لم تفعل شيء خاطيء الا إخفائها عن جاسر أنه حادثها ...خطأ ارتكبته بسبب خوفها من رد فعله وليس لأن هناك ما يستحق أن تخفيه عنه
لتجيب بعد تردد كبير منها والحاح من مهاب في الاتصال
لتنصدم ملامح ماس وتردد : نيابه !!
قال مهاب لمحاوله لهيفه لطمئنتها : ماس ارجوكي اهدي الموضوع بسيط و مش كبير ...زي ما قولتلك مجرد كلمتين
بصدمه وضياع رددت ماس : انا مالي ....انا بس عملت شغلي
اوما مهاب بتمزق لحالتها : عارف يا ماس ومتقلقيش والله مافي اي حاجه ...انا نفسي قولت اقوالي
هزت راسها ومازالت تحت تأثير الصدمه : مش هينفع ...مش هينفع خالص ...اصلا انا ازاي هاجي اسكندريه حضرتك عارف اني مسافرة
حاول مهاب تهدئتها : معلش يا ماس ....دي ساعه واحده بس قولي اقوالك وامشي علي طول .....مش هينفع ياماس انا أقنعت وكيل النيابه ميبعتش ليكي استدعاء رسمي
أغمضت ماس عيناها المصدومه بينما كل ما فكرت به هو رد فعل جاسر حينما يعرف شيء كهذا ...!
...........
...
هروبها بالنوم كان وسيلتها الوحيده للهرب من دقات قلبها التي لا تتوقف وتهدر داخل قلبها بقوة وسيل أفكارها لا يتوقف تفكر في رد فعله بينما بالاساس حالتها النفسيه السيئه لا تسمح لها بتحمل رد فعل اخر منه ....ربما أن كانت بحالتها الطبيعيه لكانت تحدثت معه وواجهته ولكنها منهارة داخليا لذا هربت وتلك الاسئله لا تبارح عقلها .....
ماذا تفعل ...؟! ولمن تلجأ إن لم تلجأ إليه ؟!
لن يصمت أو يستمع وهي لا تحتمل تلك المواجهه ....
بنبره منكسرة بقيت تسال : يارب اعمل ايه
عقد جاسر حاجبيه متنهدا وهو يراها صامته شارده بينما وقفت تعد له الافطار ليدخل إليها بعد أن اتعبه قلبه لرؤيتها منكسه راسها بتلك الحاله ....
: ماس
خرجت ماس من شرودها علي صوته: هه
نظر إلي ملامح وجهها الحزينه قائلا : مالك ....سرحانه في ايه
حاولت استجماع شجاعتها لتخبره ولكن خانها لسانها وهو يقول : ولا حاجه
اقترب منها واحاطها بذراعه ليقول بحنان جارف كانت بحاجه اليه : طيب هتفضلي مخصماني كتير
هزت راسها وقالت بصدق : مش مخصماك
ربت علي شعرها برفق قائلا : امال مالك ....؟!
تنهيده حاره انفلتت من صدرها وهي تتمني ان تخبره بكل ما بداخلها ....ااااه فقط لو تملك تلك الشجاعه التي لا تدري متي فقدتها ؟!
وهاهي تجيب بنبره خاويه : ابدا عادي
رفع عيناها إليه قائلا : طيب تحبي نروح بكرة اسكندريه
اتسعت عيناها لتقول : بتتكلم بجد
اوما لها قائلا : اه عندي اجتماع بكرة ممكن نروح سوا ونفضل هناك يومين
بترتيب قدري ستكون بالاسكندريه وليس عليها شيء إلا أن تستجمع شجاعتها وتخبره ...!
.......
...
بغضب شديد وحقد جذب عماد تلك السكين وهو يتذكر كل ما سلبه منه زياد دون أن يتذكر أنه المخطيء بكل هذا .....كان يحيا حياه فارهه وهاهو يعيش علي احسان زوج ابنته .....بغل شديد اندفع من خلال أحد كبري محلات زياد التي يحب الجلوس بها ويشهر تلك السكين أمامه ولكن سرعان ما ينتبه زياد له ليحاول سريعا تفاديها وعلي الفور يسرع رجال زياد يحيطون بعماد بينما يزمجر بهم زياد : علموه الادب ..... كسروا عضمه ....!
........
....
ليله كئيبه تمر علي الجميع بينما كل منهم مشغول بهمومه ....
ضاق صدر صالح بينما جلس برغبه معدومه ينفذ رغبه أبيه ولكن فقط من أجلها هي ....
شعرت ياسمين بشيء يجثم فوق صدرها ولا تعرف له سبب .....بينما ماس تعتصرها دوامه أفكارها
وهاهو مهران لا يريد التفكير في شيء بينما جلس بجوار جاسر يتطلعون الي صالح وهو يوقع وثيقه لايدري أنها ستكلفه الكثير ....مها جالسه تواجهه نظرات عتاب خالتها وأخبر نفسها انها فعلا الصواب حينما فكرت نفس تفكير ابيها ...أنها بحاجه اليه وكم من زيجات بدأت بنفس الطريقه وانتهت بالود والحب وهذا ما انتوته ...ستتقرب منه ولن يستطيع الاستغناء عنها فلا يوجد رجل يرفض كل هذا الحب الذي ستمنحه له ....
وهاهو صالح يواجهه نظرات عتاب جاسر الصامته بينما جلس برفقه مهران أثناء كتب الكتاب الذي كان ضمن أضيق الحدود ويسأل نفسه أن كانت نظرات صديقه له بتلك الطريقه فكيف ستكون نظرات ياسمين له أن عرفت !!
..
ما أن انتهت إجراءات كتب الكتاب حتي سحب جاسر ومهران نفسهم خارجا بينما وقف صالح بوجهه خالي يتلقي التهاني ممن حوله ..... اخرج هاتفه وسرعان ما انسحب خارجا ليجيب عليها بلهفه
: ياسمين ...
هب قلبه من موضعه حينما أتاه صوتها الباكي : صالح ....بابا ياصالح ...الحقني
بلهفه حاول فهم ما حدث ليعرف أن عماد بالمشفي وسرعان ما يقول : طيب اهدي ياحبيتي مسافه الطريق واكون عندك
اسرع صالح للداخل لتعقد مها حاجبيها وهي تري خطواته تجاه الدرج فتسحب نفسها من جوار بعض المدعوين المتبقين وتتجه خلفه
اسرع صالح يخلع بدلته السوداء ويرتدي بنطال وستره جلديه ويجذب بعض الأموال ويضعها بجيبه ثم يتجه الي خارج الغرفه ليتفاجيء بها أمامه
نظرت إلي هيئته باستنكار : صالح انت رايح فين كده ؟!
قال صالح بانزعاج من مجرد سؤالها : انتي مالك ؟!
أمسكت بذراعه توقفه قائله بانفعال : يعني ايه انا مالي ...أنا مراتك ولا لحقت تنسي
نظر لها صالح بنفور واضح : لا مش ناسي أنه مجرد اتفاق ....اوعي من قدامي
لم تترك مها ذراعه بينما انشطر قلبها نصفين من سماعها لحقيقه تعرفها ولكن سماعها أشعرها بمقدار الذل والاهانه التي قبلت بهم لتقول : مش هسيبك يا صالح .....انت ازاي تمشي وتسيببني يوم كتب كتابنا ....ارجوك ياصالح بلاش تحطني في الموقف ده
جذب صالح ذراعه منها بحنق هاتفا : الموقف ده انتي حطيتي نفسك فيه ...قولتلك الف مرة مش عاوزك وانتي صممتي لغايه ما وصلتي للي انتي عاوزاه يبقي استحملي بقي
نظرت له بعتاب لم يفرق معه : صالح انا معملتش حاجه غير اني فضلت متمسكه بيك
: غلط ....اتمسكتي بواحد مش عاوزك ....واحد بيحب غيرك
غص حلقها وامتليء بدموع المراره : انت رايح لها
نظر لها صالح بحنق دون قول شيء بل اسرع بخطواته الي الخارج لا يعير اي اهتمام لما قد يحدث أن رآه أو سأل عنه أحد لتجثو مها مكانها وتنهار بالبكاء بينما تركها في ثوبها الابيض وذهب لأخري لم يستمع احد منهم الي كم يحبها ولا يري بالعالم سواها حتي أنه فعل المستحيل من أجلها
بهلع أسرعت ليليان تجاه مها التي رأتها منهاره بتلك الطريقه لتقول : مها ...مالك يا بنتي ؟!
نظرت مها إلي ليليان بعيون باكيه : سابني وراح ليها !
ومن ليليان شفتيها بأسي وهذا هو كل ما تستطيع فعله بينما ارتضت من البدايه بأن تكون دوما متفرجه في حياتها بينما لم تحاول يوما أن تغاير من سلبيتها ....
.........
....
عقدت فيروز حاجبيها بضيق وهي تدور في الغرفه ذهابا وإيابا بينما عادت قبل ساعه وفكرت الا تخبر مهران لتفاجأه ولكنها تفاجات بتلك الانوار بكل مكان لتزداد مفاجأتها أكثر وهي تعلم بأن صالح يتزوج .....
اتسعت عيون مهران حينما فتح باب الغرفه ووجدها أمامه لينطق اسمها باشتياق جارف : فيروز
اسرع يجذبها إليها ويحتضنها باشتياق : وحشتيني اوي. ....مقولتليش ليه انك راجعه النهارده
نظرت له فيروز وهي تبادله عناقه : وانت كمان وحشتني اوي .....قولت اعملها ليك مفاجاه
قبلها مهران قائلا ::احلي مفاجاه
لم تستطيع السيطره علي سؤالها أكثر لتسأله : مهران هو صالح اتجوز علي ياسمين ؟!.
.........
....
تنهد جاسر بارتياح حينما لم تسأله ماس عن شيء يخص صالح بينما هي كانت مشغوله بهمها ولم تشعر بشيء يحدث بالبلد حولها ....
وقف خلفها وهي تعد الطعام ليمسك بيدها يوقفها ويغلق الموقد : سيبي كل اللي في ايدك وتعالي
نظرت له باستفهام ليأخذها الي غرفتهم ويجلس علي طرف الفراش ويجلسها بجواره ناظرا لها بعتاب : مالك يا ماس ....انتي كل ده زعلانه مني
هزت راسها بنفي ليسألها بلهفه : امال مالك ؟!
كم أرادت أن تتحدث بتلك اللحظه ولكن لم تخونها شجاعتها فقط بل خانتها نفسها التي لم تعهدها بهذا الاستسلام وكأنها تعاقب نفسها بالصمت قبل أن تعاقبه ... ارادت أن تصرخ بنفسها لتهب من اسفل هذا الصمت وتتحدث بكل شيء يدور بعقلها وليحدث ما يحدث ولكن بلا جدوي ....فقط صمتت
وهاهي باليوم التالي مازالت غارقه بتلك الهوه السحيقه التي أوقعت نفسها بها بينما اخذها جاسر لرؤيه عائلتها ثم الي عائلته ليستأذن بذهابه الي هذا الاجتماع ويتركها مع والدته التي رحبت بهم بحفاوة شديده ....
ظلت جالسه برفقه ماجده وزيدان وهي تفكر ان أخبرت زيدان فهل يتدخل ويخبر هو جاسر وبالفعل كانت ستفعلها لولا أن تعالي رنين الجرس لتجد مالك ومي وطفلهم
: ملحقتكيش عند ماما قولت اجي اشوفك هنا
احتضن مالك أخته باشتياق ورحبت ماجده بالجميع كما رحب قلبها بتلك النجده التي اتت لها بمجيء مالك ....!
نظرت إلي مالك وشردت تفكر أنه من سيستمع إليها ويخبرها ماذا تفعل ....؟! ولكن كيف تخبره والجميع جالسون ....نظرت في ساعتها بينما جاسر علي وشك العوده ومع كل دقيقه تشعر بدقات قلبها المترقبه تكاد تخترق صدرها ..
قام مالك بعد قليل ليجيب علي هاتفه لتتظاهرنكاس بأنها ستدخل الي الحمام فتتجه الي ذلك الممر بين الغرف وتهمس لمالك أن يتبعها ......
التفت حولها ثم اتجهت الي مالك الذي نظر إليها بقلق وهي تهمس له : مالك عاوزة اكلمك في حاجه مهمه
اوما وسرعان ما انهي مكالمته لينظر لها بقلق وهنا انفجر القلق بداخلها والذي كبحته طويلا لتقول بصوت متقطع :
مالك انا محتاجالك اوي ....!
نظر مالك الي ملامح وجهه ماس التي لا تفسر بينما تتلفت حولها بارتباك شديد ليسألها بقلق : ماس في ايه ياحبيتي مالك ؟!
اغروقت عيون ماس بالدموع وهي تهتف : انا في مشكله كبيرة اوي يا مالك
عقد حاجبيه بقلق شديد : مشكله ايه ؟!
غص حلقها بخوف شديد ليمسك مالك يدها التي ترتجف ويقول بصوت مطمئن : اهدي يا حبيتي وفهميني ومتخافيش ....!
مالك يا ماسه .....
....
أخبرته ليردد مالك بجبين مقطب : نيابه ؟!
أومات ماس له ورددت بقليل من الهستيريا النابعه من خوفها : انا خايفه يامالك ؟!
ضمها إليه بحنان : هششس ...بس متخافيش مفيش اي حاجه
أمسكت بيده وقالت برجاء : مالك خليك معايا ....انا خايفه ومش عارفه اعمل ايه
ربت علي كتفها : متخافيش انا جنبك ....ولو علي جاسر انا هتكلم معاه
هزت ماس راسها سريعا وانسابت دموعها :لا يامالك عشان خاطري. ....بلاش تقول لجاسر
استهجنت ملامح مالك : ليه ؟!
...........
عقدت مي حاجبيها واقتربت علي أطراف أصابعها لتستمع لبدايه حديث ماس مع أخيها لتتفاجيء بانهيار ماس وقد انتبهت كل حواسها وهي تستمع لتلك الكلمه : نيابه
ضيقت عيناها وهي تفكر بأن هاهو دليل كلامها أن ماس ليست تلك الملاك البريء وهاهي تخفي شيء كهذا عن جاسر
وسرعان ما فكرت ايضا انها ستكون الملامه أن أخبرت جاسر الذي ربما لن يصدقها
لذا لم تحد حرج من إخراج هاتفها وتسجيل حديث ماس مع مالك حتي لا يشكك أحد في حديثها ....!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباس
نظر جاسر الي تلك العلبه التي أحضرها من أجلها وبها حاسوب محمول بدل الذي حطمه لها وكم أراد تحطميها وتحطيم كل شيء أمامه وهو يتذكر ما استمع إليه ....!!
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك