قيد من دهب الفصل الثالث والاربعون

0

 

الفصل السابق

الثالث والاربعون


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

عقدت فيروز حاجبيها باستنكار وهتفت بانفعال : يعني ايه مضطر .....ايه الاضطرار في آن واحد يتجوز علي مراته ؟!

قال مهران باقتضاب وهو يخلع عباءته : اهو ظروف وخلاص يافيروز 

استنكرت كل ملامح فيروز وهتفت بانفعال : خلاص ايه ....مهران انت ازاي تسيب صاحبك يعمل حاجه زي دي ...ازاي تسيبه يتجوز علي ياسمين 

التفت لها مهران ونظر لها بغضب من انفعال نبرتها : وهو انا ولي أمره ....فيروز اقفلي كلام في الموضوع ده 

زمت فيروز شفتيها بحنق : مش هقفله يامهران وعاوزة افهم 

هز مهران رأسه وبدأت عيناه تبرق بغضب من عنادها وتدخلها فيما لا يعنيها من وجهه نظرة ليقول بنبره محذره : انا محدش يراجعني في الكلام يا بت الناس ....قولت اقفلي كلام في الموضوع ده 

فتحت فيروز فمها لتتحدث باندفاع ولكنها تراجعت بينما خلع مهران ساعته والقاها علي طاوله الزينه بحنق مصدره صوت عالي لتدرك مقدار الغضب الذي سيشتعل بينهما أن تحدثت الان لتصمت بكمد شديد غلف كل ملامح وجهها .....

..........

....

أسرعت ياسمين تجاه صالح الذي دلف الي المشفي بخطوات لهيفه للاطمئنان عليها 

: ايه اللي حصل ؟!

قالت ياسمين من بين دموعها : بابا يا صالح ....بابا حالته صعبه اوي 

اوما صالح وربت علي كتفها بحنان : طيب اهدي يا حبيتي ....اهدي وانا هدخل للدكتور اعرف حالته 

أومات ياسمين وانساقت الي يد صالح الذي اخذها واجلسها الي أحد المقاعد ثم اتجه الي غرفه الطبيب الذي أخبره بحاله عماد الذي تعرض لكسور بكامل أنحاء جسده بسبب تعرضه لضرب شديد ...

التفتت ياسمين الي تلك الممرضه التي خرجت من غرفه ابيها تسألها بلهفه : ينفع اشوفه ؟!

أومات الممرضه : اه بس بلاش تتعبيه 

دخلت ياسمين بخطي متردده الي غرفه ابيها الذي رقد فوق سرير المشفي الابيض وهو محاط بكل تلك الأجهزة 

اقتربت منه لتري ملامح وجهه المتألمه بينما نكس رأسه وهو يتطلع الي الفراغ الممتد أمامه يري حياته التي انهاها 

وليس حياته فقط بل حياه أبناءه ...

: بابا ....

بخزي شديد حرك عماد رأسه تجاه ابنته ولكنه لم يستطيع النظر إلي عيونها الباكيه بينما لم يتوقع منها أن تأتي إليه من الأساس بعد كل ما فعله بها وتسببت بها أفعاله 

اقتربت ياسمين من فراش ابيها ومع كل خطوة كانت تذوب قسوتها التي حاولت أن تغلف قلبها بها تجاهه وتزداد نظرات الشفقة بعيونها تجاهه خاصه حينما نطق بانكسار شديد : انا مستاهلش تكوني هنا .... ولا استاهل كلمه بابا 

لمعت الدموع بعيناه التي خفضها بخزي شديد وهو يتابع : انا اسف يا ياسمين .....اسف علي كل اللي عملته فيكي وفي اخوكي 

اختنق صوت ياسمين بالعبرات فلم تستطيع اخراج كلمه من حلقها خاصه وان اي كلام لم يعد له محل فماذا يفيد عتابها الان ...!

ازداد الخزي بنظرات عماد حينما جاء صالح الذي لم يكن بحاجه ليكشف مقدار الحنان والرفق الذي يعامل به ابنته 

نظرت ياسمين الي صالح باعتذار ليضم صالح كتفها بذراعه ويمسح دموعها هامسا بحنان : كفايه عياط .....هيبقي كويس ...متقلقيش 

بعد قليل التفت صالح الي تلك الطرقات علي الباب ليدخل بعدها احد الضباط قائلا بلياقه : عاوزين ناخد اقوال المجني عليه 

عقد صالح حاجبيه باستفهام ليوضح الضابط : المستشفي عملت محضر بالحاله ولازم نكمل المحضر 

اوما صالح لينظر الي عماد وحالته قائلا بتهذيب : مفهوم يا فندم ....بس لو ممكن نأجل الموضوع ده شويه لان زي ما سيادتك شايف حالته 

اوما الضابط قائلا : مفيش مشكله ..... بكرة الصبح ناخد أقواله 

خرج الضابط لينظر عماد الي صالح باعتذار لم يستطع لسانه نطقه بينما يري مقدار حقارته وعدم ارتقاءه حتي لشخص يعتذر عن أخطاءه لان مافعله باختصار ليس مجرد أخطاء بل ذنوب ....ذنوب وخطايا كبيرة لا تغتفر ...!

.........

....

دارت مها حول نفسها بانهيار كبير بينما لا تتوقف عن ترديد تلك الكلمات لرأفت : شوفت يا عمي عمل فيا ايه .....ليه ياعمي يسبني في يوم زي ده .....

لطمت وجهها الذي سال فوقه مكياجها وهي تبكي : انا اللي عملت في نفسي كده ....انا اللي رضيت بالذل والإهانة 

تنهد رافت وهو واقف بثبات تارك مها تتحدث وتفعل ما تشاء بينما انزوت ليليان بأحدي زوايا الغرفه تتطلع الي تلك الفتاه بشفقه بينما لم تعد تدري من الظالم بكل تلك الحكايه التي كان كل دورها بها علي الهامش ....

بعد أن رأي رافت بدايه هدوء مها التي انهكها البكاء و العويل اتجه إليها ليقف امامها ويمد يداه لها يوقفها : قومي يا مها ....قومي يا بنتي 

امتثلت مها ليد رافت لتعتدل واقفه فينظر لها رأفت بنظراته القويه ويتابع حديثه الصارم : انا مخبتش عليكي حقيقه أنه اتجوز وانتي وافقتي وقولتي انك هتحطي ايدك في أيدي نبعده عنها ....نظر إلي حالتها وتابع : يبقي ليه بتعملي كده في نفسك 

بكت مها بحرقه : سابني يوم كتب الكتاب ياعمي 

اوما رافت : ولسه هيسيبك تاني وتالت ويروح لها .....هتفضلي تعيطي ولا تشوفي ازاي تخليه يسيبها !

نظرت مها إلي رافت الذي منحها نظراته المؤيده : هيسيبها ويرجع .....اسمعي كلامي يا مها ...البنت دي سرطان مؤذي وهو مسيرة يعرف حقيقتها وده الوقت اللي هيكون صالح فيه محتاجلك ....اجمدي 

فقط ربت علي كتفها ليس ليواسيها ولكن ليشجعها وهو يقول : يلا امسحي وشك وانزلي اقعدي وسط صحابك ...

هزت مها راسها ببكاء : مش هقدر .....ازاي وهو مش موجود .....

قال رافت بثبات : كلها نص ساعه الناس تمشي اتحمليها عشان شكلنا قدام الناس وبعد كده اعملي اللي انتي عاوزاه 

نظرت له مها بعيون منكسرة : وهو !

هز رافت رأسه : متشغليش بالك هيرجع ...!

..........

....


عقد محمود حاجبيه باستنكار وهو ينظر لابيه الذي قال بهدوء لا يخلو من الصرامه : اللي قولته هو الصح وده قراري النهائي يا محمود ....خلص السنه اللي باقيه ليك في الكليه وبعد كده نتكلم 

هز محمود رأسه قائلا : ليه يا بابا ؟!

قال شريف بعقلانية : عشان دي الأصول .....تخلص تعليمك وكمان تبدأ شغل وبعدها ....قاطعه محمود بعدم صبر الشباب : بعدها تكون البنت اتجوزت 

نظر شريف الي ابنه باستنكار : انت شايف ينفع نروح نطلب بنت من أهلها لطالب حتي لسه مش عارف يصرف علي نفسه ....لا يامحمود غلط وميصحش 

تنهد محمود بضيق : ماهو يابابا انا مش قادر اصبر وخايف غيري ياخدها ...علي الاقل اخطبها 

هز شريف رأسه : قولتلك مينفعش ...مين هيجوز بنته لطالب وغير كده افتكر مهران صاحب جاسر ده من عيله في الصعيد يعرفوا الأصول دي ومفتكرش هيوافقوا .....هدأت نبرته وتابع بمحاوله لإقناع ابنه : انت بس خلص دراستك وان شاء الله يكون ليك نصيب فيها ..

............

....


نظرت تهاني بامتعاض الي بسمه التي كانت تتحدث بحماس وقت العشاء عن تلك الكليه التي اختارتها : فيروز عندها حق ...لو درست تجاره هيكون ليا مجال شغل حلو اوي 

نظرت تهاني الي ابنتها بحده بينما تزجرها بكلماتها : ده اللي ناقص كمان ....شغل ايه اللي هتشتغليه ؟!

قالت بسمه بدفاع عن أحلامها التي ولدت للتو : شغل يا ماما ....

هزت تهاني راسها بحنق : مفيش عندنا بنات بتشتغل 

تدخلت فيروز : وفيها ايه ...هو الشغل عيب ؟!

هتفت تهاني بانفعال : والله دي عوايدنا وانتي غريبه فبلاش تملي دماغ بنتي بكلامك 

احتقن وجهه فيروز بالغضب لتدافع عن نفسها : انا معملتش دماغ حد وبسمه مش صغيرة عشان تسمع كلامي ...

التفتت تهاني الي عمران الذي جلس بصمت هو ومهرجان يتابعون نقار الديوك بين فيروز وتهاني لتقول له : عاجبك الكلام ده يا حاج 

نظر لها عمران بطرف عيناه وقال بنبره قاطعه : مش عاوز كلام وقت الاكل ولا اقوم واسيب المكان خالص 

زفرت تهاني بكمد وهي تصمت بينما تعرف أن صمت عمران لا يجب أن يخدعها 

تعالي صدر فيروز بانفاسها وهي تتطلع الي صمت مهران الذي اشعل بداخلها غضب شديد ...فقد كانت تتوقع منه أن يقف بجوارها بينما مهران لم يري داعي من الأساس أن تتدخل في شيء يخص بسمه 

بعد لحظات القي عمران المنديل فوق الطاوله وانصرف لتتأهب تهاني سريعا بالهجوم تجاه فيروز : اسمعي ...انا مش عاوزاكي تتدخلي في أي حاجه تخص بنتي ....فاهمه 

قبل أن تفتح فيروز التي توهج وجهها بالاحمرار فمها كانت بسمه تتدخل هاتفه برفض لوالدتها : فيروز معملتش حاجه يا ماما ....هي بتنصحني 

لوت تهاني شفتيها بحنق : توفر نصايحها لنفسها

اهتاج صدر فيروز بالغضب الذي لم يكن من تهاني قدر مهران الذي زفر بضيق من ذلك الشجار الذي لا ينتهي وهب واقفا يقول بقطعيه : اقفلوا كلام في الموضوع ده .....نظر إلي بسمه قائلا : انتي اعملي اللي يعجبك مش بكلام فلانه ولا علانه 

وجهه نظراته الي تهاني وتابع : وانتي يا مرات عمي حذرتك كتير افتكري تحذيري 

وجهه نظراته الي فيروز التي كان كل انش بدماءها يفور فوران من غضبها منه : لو خلصتي اكل يلا. ..! 

نظرت له فيروز باستنكار بينما هكذا فقط. ....وقف وعنف الجميع وانصرف. ....! 

............

.....


هدأت ماس ومالك يتحدث بتلك النبره الهادئه ويطمئنها وهو يربت علي كتفها قائلا : اهدي خالص وانا هتصرف في كل حاجه ..... ابعتي رقم مهاب ده وانا هفهم منه كل حاجه .... اهدي يا حبيبتي 

أومات ماس و استكانت لنبره وحنان أخيها 

لينظر مالك في عيونها ويمسح دموعها بحنان قبل أن يسألها برفق شديد : هو انتي وجاسر متخانقين ؟!

هزت ماس راسها : لا مش متخانقين 

نظر لها وسألها بهدوء : امال ليه متكلمتيش معاه في حاجه زي دي 

تنهدت ماس ودون إرادتها بدأت تتحدث : خوفت يا مالك ....تغيرت ملامح مالك لتهز ماس راسها باستدراك قائله : مش خوفت منه ....خوفت من رد فعله ....

جاسر عصبي اوي يا مالك معرفش ايه اللي بيجراله لما يتعصب بيبقي واحد تاني مش بيسمعني وبيزعق وخلاص ... صعب اوي اني اتكلم معاه لانه بيغير بزياده ومجرد ما هيعرف كده هيقولي أن دي آخره تمسكي بالشغل .... انا تعبت من المشاكل بينا كل شويه وحاسه اني مخنوقه وهو ضاغط عليا في كل حاجه ....شغلي و سفرنا وكل حاجه...حاسه اني مخنوقه وخايفه نتخانق .....اخذت ماس تتحدث مع أخيها بعفويه دون أن تدرك مقدار الخبث الذي استخدمته مي وهي تسجل تلك الكلمات التي استفاضت بها وهي تحاول التفريج عن مكنونات صدرها الضائق 

: بس هو الراجل ولازم يكون فاهم كل اللي بتمري بيه 

ربت مالك علي كتفها لتنظر له متعذرة عن جاسر الذي لم تحتمل أن يكون في خانه المتهم بعيون أخيها : مالك ....جاسر كويس اوي وبيحبني ومش بيزعلني ...هو كمان مضغوط عشان كده جايز بيتعصب الفتره دي و انا مش متحمله اننا نتخانق ....كلامي مجرد كلام نابع من حالتي النفسيه بس جاسر طيب وكويس اوي معايا 

أدرك مالك محاولتها في الدفاع عن جاسر لتنظر له ماس برجاء : مالك ..... انا مش زعلانه منه انا زعلانه من نفسي اني أجبن مني اني اقول حاجه .....

تنهدت وتابعت : انا نفسيا مش قادرة اننا نتخانق وانا عرفه أنه بيغير جدا و هيتضايق 

لازم اتكلم معاه بهدوء وانا الموضوع مخليني متوترة 

نظر لها مالك متسائلا : يعني هتحكيله لما الموضوع يخلص 

أومات ماس : اه .... بس اكون مستعده اتكلم 

قال مالك : لو عاوزاني أكلمه انا ....هزت ماس راسها سريعا ::لا بلاش يامالك ....بلاش جاسر يعرف دلوقتي عشان خاطري 

تنهد مالك برفض واضح في عيناه : ماس حبيتي ....العقل والصح أنه يعرف ...ده جوزك 

نظرت لأخيها برجاء : عشان خاطري يا مالك .....مش هقدر اتكلم معاه دلوقتي ....

علي مضض وافق مالك رفقا بحالتها ليقول بحنان : طيب اهدي..... التوتر الزايد غلط عليكي 

هزت ماس راسها وبالفعل هدأت لتنظر الي مالك بامتنان وتميل عليه تحتضنه وسرعان ما يضمها مالك له ويهمس لها : متشليش هم اي حاجه ...احنا كلنا جنبك 

أومات له بابتسامه راضيه عن وجود اخ مثله بجوارها 

اسرعت مي تخفي هاتفها بجيبها وتتجه إليهم بابتسامه أخفت خلفها أنيابها السامه وهي تقول بمرح مصطنع بينما وجدت ماس بحضن أخيها : ده ايه الاحضان دي ؟!

نظر لها مالك قائلا بابتسامه وهو يقبل جبين ماس : 

اختي وحشتني بلاش احضنها 

ابتسمت مي بسعه قائله : لا طبعا ياحبيبي دي وحشتنا كلنا 

نظرت لها ماس بابتسامه سمحه : بجد يامي وحشتك

أومات مي بتأكيد بينما بداخلها تتهكم من كونها ملاك أمام الجميع وهاهي انكشفت الاعيبها التي تحيكها من خلف جاسر : اكيد ياروحي..... قوليلي عاملين ايه انتي وجاسر في المكان ده 

قالت ماس بهدوء : كويسين الحمد لله ...

نظرت لها مي ورأت كم هي خبيثه كما تخيلتها دوما وتخيلت ماذا ستفعل حينما يعرف الجميع بحقيقتها ....

ربت مالك علي كتف ماس بينما قالت مي : طيب هتفضلوا واقفين هنا 

هز مالك رأسه وقال : لا احنا جايين وراكي 

أومات مي وسبقتهم بخطوتين ليهمس مالك لماس : متنسيش تبعتي رقم مهاب 

أومات ماس واتجهت برفقته ليجلسوا سويا برفقه ماجده وزيدان .....جلس ادم بحضن ماس التي أخذت تلاعبه بينما بدأت الدماء تتحرك في وجهها بعد أن طمأنها أخيها وكم كانت بحاجه حقا لكلمه تطمئنها وترفع من معنوياتها ...نظرت مي لها وسألتها بود مصطنع : هتعرفوا امتي نوع البيبي .....وضعت يدها علي بطنها وقالت بابتسامه : انا حاسه أنه ولد عقبالك انتي وجاسر 

قالت ماس بحماس وهي تفكر بطفل جميل مثل ادم يكون طفلها هي وجاسر : جاسر نفسه في بنت وانا كمان 

رفعت مي حاجبها : ليه .....ده كل الرجاله بتحب الولاد 

قال زيدان وهو يرمق مي بنظره محذره أن تضايق ماس كما اعتادت : اهو بقي ياستي ...انتي هتتدخلي في رغبتهم 

هزت مي راسها سريعا : لا طبعا يابابا ....ربنا يديهم اللي هما عاوزينه 

قالت ماجده بسماحه وهي تربت علي كتف ماس الحاليه بجوارها : يارب يا بنتي تقومي بالسلامه وده اهم حاجه 

ابتسمت لها ماس : شكرا يا طنط 

نظر زيدان بابتسامه الي ماجده التي بدأت تحب وتري زوجه ابنها كأبنتها 

التفتت مي سريعا تجاه جرس الباب قائله : لازم جاسر رجع 

توترت ملامح ماس دون إرادتها ونظرت الي مالك برجاء الا يتخذ موقف ضد جاسر بسبب كلامها .....لتشعر بيد مالك تمسك بيدها وينظر لها أن تطمئن 

ابتسم جاسر الذي دخل لتسرع ماجده تحتضنه باشتياق : وحشتني اوي يا حبيبي 

قبل جاسر راس والدته : وانتي يا امي ..... 

مال ناحيه ماس يقبل وجنتيها قائلا : اتاخرت عليكي يا حبيتي 

هزت ماس راسها بابتسامه وتعقلت عيناها بعيناه لتري حب جارف تحبه وهو مراعي حنون بتلك الطريقه لتشعر بالذنب لاخفاءها عنه هذا الأمر وتفكر أن تخبره لدي عودتهم الي المنزل .....جلس بجوار ماس واجتمعت العائله علي طاوله العشاء وعيون مي لا تفارق النظر إلي جاسر الذي ظل ملازم لماس وبداخلها حقد فطري ناشيء بداخلها بينما تري دوما أن ماس لا تستحق كل هذا الحب بينما لم تشفق ولو للحظه واحده علي حاله ماس المنهاره وكل ما اخذت تتذكره هو حديثها عن أخيها العصبي والذي لا يمت بصله لهذا الزوج المثالي الحالي بجوارها ....كم هو بغايه السهوله الحكم علي تلك الصورة الخارجية لتري كم السعاده التي لا تستحقها ماس ولكنها لو دققت بتلك الصورة لرأت مقدار الشقاء والتعب بعيونها وهي تنازع بين زوج محب عاشق لها ولكنه بطباع صعبه ترهق قلبها وحياتها ....استأذن زيدان لينزل لأداء الصلاه وقامت مي لتساعد والدتها بعد أن رفضت ماجده أن تقوم ماس بينما بدي التعب واضح علي ملامحها الذابله لتبقي ماس جالسه مع جاسر الذي أخذ يلاعب ادم الصغير بينما استغل مالك الفرصه وانسحب ليتصل بمهاب 

تهاوي جاسر جالسا بجوار ماس بعد أن ارهقه اللعب مع الصغير ليتطلع الي ابتسامتها الهادئه المرتسمه علي وجهها وهي تشاهد لعبه مع ادم 

ليقول جاسر وهو يداعب خصلات شعرها : اخيرا شوفتك بتضحكي 

نظرت له بعيونها الجميله قائله : وهو انا كنت مكشرة 

هز كتفه : اه ....بقالك كام يوم مشكره ...

أمسكت ماس بيده وقالت بحب وبداخلها تعتذر له ألف اعتذار عن إخفائها شيء عنه ولكن دون إرادتها أجبرها هو بطبعه العصبي : معلش 

غمز لها جاسر بشقاوة : افهم من كده اننا هنعيد امجاد الكنبه النهارده 

افلتت ضحكتها وكم اشتاقت للود والوصال بينهم لتوكزة بدلال : جاسر انت مش بتفكر غير في كده 

رفع جاسر حاجبه : وماله كده ......ده كده ده احلي حاجه ...

مال علي اذنها يهمس لها ببعض من غزله الجريء لتحمر وجنه ماس التي سرعان ما تناست كل ما حولها وهي تترك تلك السعاده تتسرب الي قلبها بعد طول جفاء بينهم 

لتجد نفسها تحتضن ذراعه وتضع راسها عليه هامسه : انا بحبك وانت كده اوي ياجاسر 

ابتسم والتفت لها قائلا : كده ازاي 

نظرت إلي عيناه وقالت بهيام واضح : هادي وحنين وطيب وبتحبني 

شاكسها وهو يداعب وجنتيها بيده : وانا بكون ايه غير كده ...تنين !!

ضحكت ماس قائله : بصراحه لما بتتعصب بتبقي فعلا تنين بتطلع نار 

رفع جاسر حاجبه : علي اساس انك مش اللي بتعصبيني ...

مجددا لايري نفسه مخطيء ولكنها لن تجادل لتقول : خلاص يا حبيبي انا اللي عصبيه مش انت .....

ابتسم جاسر لها : انتي حبيتي 

نظرت له ماس مطولا بحب وهي تتساءل متي ستفك الغاز تناقضاته ....أنه النقيض والنقيض دوما ..!

مال جاسر تجاه اذنها وهمس لها بمكر : بصي بقي ياروحي ....احنا ربع ساعه ونقوم عشان أنا حرفيا هتجنن عليكي 

ابتسمت ماس له وهزت راسها : زي ما تشوف 

غمز لها بشقاوة محببه :: في مفاجاه مجهزهالك هتعجبك اوي ....

ولكن عن أي مفاجاه يتحدث بعد تلك المفاجاه التي لجمت لسانه وهو يستمع لكلام مي .....! 

.............

......

بعد ذهاب ياسمين وصالح ظل عماد يتطلع الي ذلك الفراغ أمامه بينما انغلقت كل الابواب بوجهه ولكنه لم يكن يدري أن انغلاق الابواب افضل كثيرا من ذلك الباب الذي انفتح وخلفه الكثير من الثمن الذي عليه أن يدفعه لاثامه وهذا ما حدث حينما انفتح الباب ودخل منه زياد بابتسامه بارده متشفيه ارتسمت علي وجهه بينما يقول : 

الف سلامه ياعماد .....

نظر زياد إلي كسور جسد عماد وتابع بتأثر زائف وهو يقترب من فراشه : ليه بس تخليني اعمل فيك كده يا عماد ...؟! 

أزاح تلك الابتسامه وهب مكانها غضب ما أن توقف أمام عماد مباشره ليهتف به بحقد : بقي بعد كل اللي عملته معاك عاوز تقتلني .....

توعده وتابع : ماشي ياعماد عموما حسابنا مفتوح واوعي تفكر أنه خلص باللي رجالتي عملته فيك 

ابتلع عماد قائلا : ابعد عن بنتي يازياد واعمل فيا اللي انت عاوزة 

نظر له زياد بتوعد هاتفا : بنتك حاليا برا حساباتي إنما دلوقتي حسابي معاك 

نظر له عماد بنظرات خاويه فليس لديه ما يخسره ليميل زياد تجاهه ويتابع بفحيح : عارف انا هعمل ايه ......نظر له عماد ليتابع : هقدم تسجيلات كاميرات المراقبه للبوليس واللي فيها مشهدك البطولي وانت داخل عليا بسكينه عشان تقتلني 

ابتلع عماد بينما تابع زياد متهكما بتشفي : هلبسك قضيه ورا قضيه ......واحده محاوله قتل وواحده سرقه وواحده و واحده وواحده .....مش هتخلص مني .....نظر بمزيد من التشفي لملامح وجهه عماد وتابع : انا هقعد اتفرج عليك وانت بتجرجر بنتك وراك في الأقسام 

ومش بس هي لا طبعا هي وجوزها حامي الحما ...... اللي ياعالم هيفضل يجري وراها ولا يقف ويقول كفايه كده 

اكتفي زياد من نظرات الذل بعيون عماد الذي ترجاه : 

زياد انا معملتش ليك خير ابدا تفتكره ليا 

رفع زياد حاجبه بتهكم : خير ؟!

اوما عماد قائلا : انت في مكانك ده عشان انا علمتك الشغلانه وخليتك زي ابني 

ضحك زياد بسخريه : لو علي شغل الدهب اه بس انت وانا عارفين أن مش ده شغلي اللي وصلني للي انا فيه ....

مال تجاه إذن عماد وتابع : انا اشتغلت في كل حاجه غلط ممكن تتخيلها وانت عارف .....بلاش بقي دور الاستاذ ده كتير ....

نظر له باحتقار وتابع : انت وبنتك مش هتخلصوا مني .....غمز له بحقارة وهو يتجه الي الباب : هتطلع من هنا علي السجن ..

تركه وانصرف بخطوات تشع بالنصر بينما نكس عماد رأسه بخزي شديد وانكسار والابشع شعوره أنه ذلك العبء الذي ستظل ابنته تحمله فوق كتفيها دوما ولن ترتاح ابدا ....

..........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

يعرف مهران سر تلك النظرات التي تظاهر أنه لا يراها بعيون فيروز التي حاولت بشتي الطرق إخماد نيران غضبها وهي تخبر نفسها وتحاول إقناعها بمنطقه في الحياه الا تتدخل في مشكله لا تعنيها وكلما قاربت علي الاقتناع الزائف يهب عقلها يخبرها إنها في خضم تلك المشاكل وهو من يتظاهر أن لاشيء يحدث بالرغم من قدرته علي قطع كل تلك الطرق علي تهاني أن تعامل معها بحزم ومواجهه أو علي الاقل يخبر أبيه ولكنه لن يفعل مقتنعا بمبدأه الذي يرفض عقلها تسميته اي شيء إلا تخاذل وسلبيه ...

عاد مهران من الشرفه الي داخل الغرفه ليتوسد الفراش بجوار فيروز التي أسرعت تحاول التظاهر بالنوم ولكنه قد لمح حركه جفونها ليميل عليها يداعب وجنتيها بظهر يداه ويهمس بجوار اذنها : ست البنات رجعت تكشر في وشي تاني ليه 

فتحت فيروز عيونها ونظرت إليه قائله : مش مكشره يامهران 

نظر إلي ملامح وجهها رافعا حاجبه لتهز راسها وتعتدل جالسه تنظر له بهدوء وهي تحاول انتقاء كلماتها : بصراحه يامهران انا زعلانه منك اوي 

تنهد مهران وهو يدرك ما سيصل إليه حديثهم الذي عليه تحمله لينظر لها قائلا بقليل من الملل : زعلانه ليه ؟!

هتفت فيروز قائله : انت عارف يامهران ....لغايه امتي هفضل متحمله عمايل مرات ابوك اللي مش بتفوت فرصه غير لما تضايقني 

نظر لها مهران قائلا : وانتي مش بتسكتي يافيروز وانا قولتلك الف مرة مش هتدوس ليكي علي طرف ...مش لازم اجيبك واوريكي اني باخد حقك 

هتفت فيروز وهي ترفع حاجبها : ومتعملش كده ليه ؟!

زفر قائلا : عشان مش محتاج أوريكي ...انت مراتي وكرامتك من كرامتي وعمري ما هسمح لحد يجي عليكي ....إنما انتي عاوزة ومصممه نعمل مشكله ونولع البيت حريقه 

هزت راسها بدفاع عن نفسها : انا مقولتش كده 

نظر لها باتهام : امال قولتي ايه ....فيروز مفيش داعي نعيد ونزيد في نفس الكلام ....ابويا وعلاقتك بقت كويسه معاه ومش بس هو لا كمان بسمه يبقي طلعي تهاني من دماغك وخلاص 

هزت راسها برفض : لا مش خلاص يامهران 

هتف بضيق : عاوزة ايه يا بنت الناس ....قولتلك بطلي عناد عشان أنا مش باجي بالعند

هتفت فيروز بقليل من الانفعال : انا مش بعاند ...انت اللي ساكت 

هتف بضيق وهو يغادر الفراش من جوارها : ساكت عشان مش هولع الدنيا .....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بتحذير : واسمعي يا بنت الناس دي اخر مره هنعيد كلام في الموضوع ده .... اللي بيحصل ده مش جديد وكل واحده منكم تلزم حدها وخلاص ولو جت عليكي في يوم وانا سكتت يبقي ليكي حق تتكلمي 

نظرت له فيروز بعتاب نطقت به : بقي كده يامهران

اوما لها : ده اخر كلامي 

هزت راسها علي مضض لتري الي اين سيصلون أن سارت بمنطقه : ماشي يامهران .....

تنهدت ونظرت له : وكمان موضوع صالح اسكت فيه وبرضه شايف أنه عادي يتجوز علي مراته 

هتف مهران بضيق وملل من افتعالها للمشاكل : وانتي مالك يتجوز ولا لا 

انفعلت ملامح فيروز لتهتف به بعصبيه : ماله أن مراته تبقي صاحبتي 

اوما مهران والتفت لها باستدراك : كويس انك فتحتي السيرة دي ....انا بحذرك تقولي ليها كلمه من اللي عرفتيها 

لم تصدق فعلا أن من يتحدث امامها هو نفس الرجل الذي حينما اقتربت منه تفاجأت بعيوب شخصيته التي لم تتخيلها ....ومن مننا ليس به عيوب ومن مننا لا يحاول التجاوز عن عيوب شريك حياته في محاوله أما لتقبلها أو لتغيرها ....فهاهو مهران تتغني شخصيته بعيب خطير وهو السلبيه ولكنها ليست سلبيه مطلقه لذا لا تستطيع اتهامه بها وكذلك جاسر عصبيته التي بالفعل أدركت ماس مقدار خطرها علي حياتهم بينما صالح حتي الآن لم تدرك ياسمين ماهيه خطورة عيوب شخصيته الذي أجل كثيرا خطوه كان يجب القيام بها وهاهو يدفع ثمنها باهظا ....! 

.........

...

برفق ربتت ليليان علي كتف مها التي ظلت جالسه مكانها بعد انصراف الجميع وبقاء رياض الذي لا يعرف شيء عمت حدث مع رافت يلتهون بأي حديث يصرف به رافت سؤاله عن صالح 

التفتت مها إلي ليليان التي قالت بحنان : متسمعيش كلام عمك رافت يا مها 

عقدت مها حاجبيها لتتابع ليليان حديثها الذي مهما حاولت كان هو أقصي ماتستطيع فعله بعد أن عاشت عمرها كله في زاويه المشاهد 

: صالح مش هيرجع ......صالح بيحب ياسمين ومش هيسيبها ...شوفي حياتك يا بنتي 

استهجنت ملامح مها : دلوقتي جايه تقولي ليا كده ياماما 

أومات ليليان : محدش خبي عنك حاجه .....انتي عارفه أنه مش ليكي من الاول 

تنهدت وتابعت : الظروف حكمت اه ....بس بلاش تحطي نفسك تحت رحمه الظروف اكتر من كده 

اقلمي نفسك أن كام شهر وصالح مش هيكون في حياتك 

انا زي أمك وخايفه تتعلقي بحبال دايبه ...صالح عمل المستحيل عشان خاطر ياسمين 

غص حلق مها بحقد بينما تهتف بنبره خفيضه : المستحيل أنه اتجوزني مش كده 

أومات ليليان بأسي تجاه تلك الفتاه لتربت علي كتفها مجددا وتتركها وتقوم لتظل مها جالسه مكانها بفستانها الابيض ونظرات الحقد والرغبه بأخذ ثأرها من تلك الفتاه التي سرقت فرحتها تزداد ...!

.........

بعد انتهاء العشاء جلست ماس برفقه عائله زوجها بينما حاولت أن ترتاح قليلا بعد أن همس لها مالك أن الأمر بسيط وأنه سيأخذها صباحا الي مقر النيابه وينتهي الأمر لتحاول أن تتنفس اخيرا وكأنها كانت تجري لأميال طويله ....التفت زيدان لها قائلا بتدليل : محتاج خبره حضرتك يا سياده المديرة 

ابتسمت ماس بسعه : حضرتك تأمر يا سياده اللواء 

ربت زيدان علي كتفها قائلا : حيث كده تعالي معايا المكتب اسألك علي شويه حاجات بخصوص شهادات عاوز اعملها للاولاد الصغيره هديه من جدهم 

أومات ماس ونظرت الي جاسر الذي نظر لها بفخر عجزت عن فهمه أن كان يفخر بها إذن لماذا دوما هو معترض ....قامت ماجده برفقتهم : هعمل ليكم قهوة 

نظرت مي حولها بينما اتت لها الفرصه لتتحدث الي جاسر بينما انهمك مالك بحديث طويل في الشرفه بهاتفه 

لتهمس له : جاسر عاوزة اقولك حاجه مهمه اوي 

اوما جاسر : قولي يامي ....مالك يا حبيتي ...انتي زعلانه مع مالك ؟!

هزت راسها وترددت ولكنها أصرت علي أخذ تلك الخطوة لتتغير ملامح جاسر وينتفض واقفا وكأن لدغته حيه وهو يهتف بعدم تصديق بأخته التي وصل بها أن تتهم زوجته بشيء كهذا : لا .....ده انتي اتجننتي علي الاخر ...ايه اللي بتقوليه ده ؟!!

تشتت نظرات مي وهي تتطلع حولها خوفا من أن يستمع احد لصوت جاسر لتقول برجاء : جاسر وطي صوتك .....

نظر لها باستنكار : اوطي صوتي ازاي بعد اللي قولتيه ....نيابه ايه وكلام فارغ ايه 

تنهدت مي وازداد غضبها من دفاع جاسر عنها الذي مازال يتغني به لتقول بتشديد : جاسر انت بالرغم من كل اللي بتقوله انت اخويا وانا كان لا يمكن اتكلم ولا ادخل نفسي في حاجه زي دي لو متخصكش

زمجر جاسر بها بعصبية : اخوكي ايه .....انتي واعيه للي بتقوليه ..... نيابه ايه وقضيه ايه

قالت مي باحتدام : بقولك اللي سمعته وعرفت انها خبته عليك ....ولا غلطت اني خوفت عليك وقولتلك 

زمجر جاسر وهو يتحرك حول نفسه بانفعال شديد وهو لا يصدق شيء مما تقوله أخته : من غير لف ودوران قولي ايه اللي حصل 

هزت مي كتفها قائله : اللي قولته ليك....قولتلك بالصدفه سمعت ماس بتكلم مالك في الموضوع ده وبصراحه معجبنيش أنها تخبي عليك ولا أن مالك يوافقها 

جاسر انت اخويا وانا حذرتك كتير من ماس 

زمجر لها جاسر بغضب اهوج : اسكتي 

أومات مي بضعف مزيف بينما تدرك أن أخيها علي حافه الاحتراق وما سيحرقه اكثر هو شعوره بمدي غباءه لدفاعه عن ماس وهي بالفعل لا تستحق 

لتقول وهي تعتدل واقفه وتتجه الي باب الغرفه 

: حاضر ياجاسر هسكت وكمان اعتبر اني مقولتش حاجه 

أوقفها جاسر بعصبيه : استني هنا انتي بعد اللي قولتيه جايه تقولي كأني مقولتش حاجه ......

حالا هتقوليلي كل حاجه سمعتيها 

هزت مي كتفها ببرود : ابقي اسالها 

زمجر بها جاسر بغضب شديد : مي متستفزنيش

نظرت له مي بهجوم : شوفت بقي اني خايفه عليك وانك لازم كنت تعرف 

زفر جاسر وفرك رأسه بانفعال ومازال يتحرك حول نفسه ليقول بعصبيه نابعه من عدم استيعابه لشيء مما نطقت به أخته : 

مش فاهم حاجه من كلامك ....نيابه ايييه 

هزت مي راسها : معرفش ياجاسر ....اللي سمعته قولته ليك 

تظاهرت بالبراءه وهي تخرج هاتفها من جيبها : اه افتكرت ......غصب عني التليفون كان بيسجل ...اسمع التسجيل يمكن تفهم انت 

عقد جاسر حاجبه باستنكار : تسجيل ايه 

تعلثمت ولكنها تظاهرت بالبراءه وهي تقول : قولتلك بدون ما اخد بالي سجلت حته من كلام ماس مع مالك 

جذب جاسر الهاتف من يدها بحنق شديد : هاتي التليفون 

هزت مي راسها برجاء بينما تعالي صوت جاسر : لا ياجاسر مش هينفع تسمع هنا 

امسك جاسر بالهاتف لتترجاه مي وهي تتلفت حولها : عشان خاطري..... انت عارف أن مالك هيقف في صف أخته وانا تعبت من المشاكل وكله هيجي عليا حتي بابا هيدافع عنها .....انا مكنتش ناويه اتكلم بس خوفت عليك لما لقيت الموضوع فيه نيابه 

هزت كتفها وتابعت بخبث : بلاش تدخلني في المشكله واتكلم انت معاها عشان خاطري ....الكل هيقف في صفها ليهم حق ما هما فاكرين ماس ملاك ....

معرفش بس جايز ربنا رتب كل ده عشان حقيقتها تبان دلوقتي بس مش اكون انا السبب

هامت ملامح جاسر بضياع بينما لن يستمع لباقي حديث مي الراجي : جاسر عشان خاطري متعملش ليا اي مشكله وافتكر اننا اخوات واني دخلت نفسي في الموضوع ده عشانك 

جذب جاسر هاتفها بحنق وأرسل لنفسه التسجيل 

لتقول مي برجاء وهي تجده يندفع خارج الغرفه بينما أسرعت تمسك بذراعه : جاسر 

التفت لها جاسر بحده لتأتي ماجده بتلك اللحظه وتسألهم بقلق لرؤيه ملامح وجههم : في ايه يا ولاد 

قالت مي بتعلثم : مفيش ياماما

نظرت ماجده الي ملامح جاسى بينما اسرع يجذب مفتاح سيارته من فوق الطاوله لتقول : 

جاسر انت رايح فين ؟!

قال جاسر باقتضاب : نازل 

عقدت ماجده حاجبيها : ليه لسه بدري ؟!

قال جاسر وهو يتجه الي الباب : تعبان ياماما وعاوز اروح ارتاح 

ربتت ماجده علي كتفه : ربنا يقويك يا حبيبي ..انتوا راجعين بيتكم مش كده 

اوما لها باقتضاب بينما عقله يحيك حكايات عن ذلك التسجيل الذي يريد سماعه علي الفور لتقول ماجده : 

طيب استني مراتك لسه بتتكلم مع ابوك 

قال جاسر وهو يفتح الباب ويخرج : خليها تخلص وتنزل ورايا .....انا تحت في العربيه 

نظر مالك حوله وهو يعود : هو جاسر فين 

قالت ماجده باعتذار : نزل ياحبيبي تعبان وعاوز يروح 

بس ماس لسه مع عمك جوه 

اوما قائلا: تمام 

خرجت ماس برفقه زيدان الذي كان يتابع بود حديثه معها لتندهش حينما أخبرتها ماجده : 

جاسر نزل مستنيكي تحت 

قال زيدان بدهشه ::نزل 

أومات ماجده : اه عاوز يرتاح 

ربتت علي كتف ماس قائله : يلا حبيتي حصلي جوزك 

ابتسمت ماس لهم وودعت الجميع ليهمس مالك لها : كلميني لما تروحي ضروري 

أومات له ماس ونظرت له بامتنان ثم أخذت حقيبتها واتجهت الي الأسفل حيث جلس جاسر بالسيارة وعقله يغلي كمراجل بعد أن استمع الي كلامها عنه وصورته في عيونها فهو ليس أكثر من رجل عصبي بطباع صعبه قيدها بحياتها معه ....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !