الفصل السابق
الفصل الرابع والاربعون
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظر صالح الي ملامح ياسمين الحزينه بينما تجاهد وهي تخفي دموعها عنه ليوقف السيارة اسفل المنزل ويتطلع لها بحنان : ياسمين حبيتي ممكن متزعليش
التفتت له ياسمين وتطلعت إليه كثيرا قبل أن يخرج صوتها محمل بكامل مشاعرها وهي تقول بصدق : ازعل ازاي وانت جنبي ياصالح ...
انسابت دمعه من عيونها بينما تابعت : انا مش عارفه لو انت مش جنبي كنت هعمل ايه
ابتسم لها صالح بحنان وامسك بيدها قائلا : انا اللي مش عارف لو انتي مش جنبي كنت هبقي عامل ازاي ولا حياتي كانت هتكون ازاي
ابتسمت له ياسمين من بين دموعها : بس انت بسببي دخلت في مشاكل كتير ....قاطعها صالح وهو يمرر يداه برفق بين خصلات شعرها التي أعادها خلف اذنها ليري عيونها : انت عشانك مستعد اعمل المستحيل
ابتسمت ياسمين له : بجد
اوما لها بتأكيد : مش محتاجه تسألي ....جربي كده
نظرت له بتردد قبل أن تقول : يعني اطلب منك اي حاجه ؟!
هز رأسه : شاوري بس مش اطلبي
ابتسمت له وأخذت نفس عميق قبل أن تقول : هما بصراحه طلبين
اوما لها صالح بتشجيع وهو يبتسم لها : اطلبي يا حبيتي
تعلثمت ياسمين ولكنها استجمعت شجاعتها وتابعت : هو ...هو يعني انت فاكر موضوع الشغل اللي كلمتك عنه
تمهل صالح سريعا بينما لم يبدي اي رده فعل وهو يهز رأسه لتتشجع ياسمين وتتابع : انا عاوزة اشتغل ياصالح وبصراحه كنت متحمسه اوي ان يكون ليا شغل ودخل خاص بيا ......خفضت عيونها وتابعت قبل أن يقول شيء : انا عارفه انك مش مقصر معايا في حاجه خالص بالعكس انت حتي بابا وعبد الرحمن متكفل بكل مصاريفهم بس ...بس انا مش هقدر احملك كل ده
امسك صالح بيدها وتنهد قائلا : انا مش قولتلك متشغليش بالك بأي حاجه من دي
هزت راسها ونظرت له برجاء : عشان خاطري ياصالح ....الموضوع ده هيفرق معايا وهكون مرتاحه ... انا شغلي كله من البيت
هز صالح رأسه : يا حبيتي انا مش معترض انك تشتغلي بس معترض انك تجبري نفسك تشتغلي عشان فلوس والكلام ده
هزت راسها سريعا : مش كده ...انا قولتلك انك اصلا مش مخليني عاوزة اي حاجه ....بس انا من جوايا الموضوع ده هيفرق كتير في حياتي
تنهد صالح وظل صامت بينما يكبح اي تعليق او رد منه سيفتح بينهم مشكله خاصه وان موضوع عملها كان له صله بمكرم لتنظر ياسمين الي صمته بقليل من الاحباط وهي تقول : صالح انت ساكت ليه ؟!
تجاوز تقديم أي رد لها ليغاير الموضوع ويسألها : طيب ده اول طلب ....بخصوص الطلب التاني
هزت ياسمين راسها قائله : وهو انت رديت عليا في اول طلب
رفع صالح حاجبه بمداعبه : وانتي عاوزة الرد دلوقتي
أومات له بابتسامه راجيه : اه
ابتسم لها وربت علي خدها بحنان : حاضر ياستي هفكر في الموضوع وارد عليكي
قالت ياسمين بحماس شجعها عليه حينما لم يرفض تماما : مش محتاج تفكير يا حبيبي ...انا شرحتلك الموضوع كله و مكرم....قاطعها صالح وهو يغتصب ابتسامه بارده علي شفتيه يحذرها : ياسمين ياقلبي ليه بقي السيرة اللي بتفور الدم دي ..... قولتلك هفكر يلا قولي الطلب التاني
أومات له ثم قالت بتردد قبل أن ترفع عيونها إليه : ينفع نخرج ...؟!
نظر لها صالح لحظات بعدم فهم فهل كل هذا التردد فقط من أجل أن تخرج قليلا ليجدها تقول بخجل : انا اسفه اني بطلب منك حاجه كده في وقت زي ده ...بس انا مخنوقه وعاوزة أخرج ...مش لازم دلوقتي شوف الوقت المناسب ليك و.....قاطعها صالح وهو يضمها إليه سريعا : ياسمين حبيتي انتي مش محتاجه سبب عشان تطلبي مني اي حاجه ما بالك بحاجه حقك اساسا ....
أبعدها قليلا عن دفء حضنه ورفع وجهها إليه : انا اسف اني مأخدتش بالي من حاجه زي دي وانا سايبك طول الوقت لوحدك
هزت راسها سريعا : انا مش متضايقه اساسا كفايه اللي انت فيه بسببي
هز رأسه ونظر لها بحنان قائلا : مفيش حاجه بسببك ...بطلي تلومي نفسك
ابتسمت له بامتنان بينما تفكر ان كانت هناك كلمه تصف احساسها تجاهه وهو بهذا الحنان معها وكم كانت بحاجه لرجل مثله ينسيها كل ما عانته
نظرت إليه وهو يدير السيارة ويتحرك بها لتسأله : انت رايح فين ؟!
داعب شعرها بحنان : المكان اللي يعجبك..... هنخرج ونتعشي برا وندخل سينما ونسهر ...شوفي انتي عاوزة تعملي ايه ...،؟!
اتسعت ابتسامه ياسمين المتحمسه كطفله صغيره لتحتضن ذراعه وتقول براحه : اي مكان انت عاوزة ...المهم اننا سوا
.............
.....
دخلت تهاني الي عمران تحمل قهوته لينظر لها بطرف عيناه ثم يعود يتطلع الي الاوراق أمامه دون قول شيء ....تعلثمت تهاني قبل أن تقول : عاوزة اقولك حاجه ياحاج
قال عمران وهو يمسك بقهوته : قولي
جلست تهاني ورفعت عيناها إليه قائله : انا مش عاوزة بنتي تسمع كلام مرات مهران
عقد عمران حاجبيه وقال بهدوء : اسمع كلامها في ايه ؟!
زفرت تهاني قائله : موضوع الشغل والجامعه ده مش لادد عليا ....بنتي مش شبهها عشان تمشي وراها
تغيرت ملامح عمران ليقول بتحذير : اوزني كلامك قبل ما تقوليه ...ايه مش شبهها دي ؟! انتي بتتكلمي عن مرات ابني
تعلثمت تهاني وقالت سريعا باستدراك.: مقصدش حاجه ياحاج ...انا قصدي عوايدها غير عوايدنا
زفر عمران قائلا : وهي غيرت عوايدنا في ايه .....وبعدين بسمه اللي طلبت تدرس وانا مقدرش اقولها لا
قالت تهاني باحتدام من دفاع عمران عن فيروز : تقدر يا حاج ....انت في مقام ابوها وتقدر تقولها لا
زفر عمران قائلا : واقولها لا ليه ....طلبت ايه غير حقها في التعليم
لوت تهاني شفتيها : وهو من أمتي عندنا الكلام ده .....؟!تقعد زي اي بنت في بيتها لغايه ما يجي عدلها .
تنهد عمران قائلا : هي حره ....جالها عرسان كتير ورفضتهم يبقي قاعده البيت مضيقاها وعاوزة تدرس مقدرش اقولها لا
تبرطمت بضيق : وهي هتعمل ايه بالعلام ماهو ابنك مهندس وبيتشغل معاك وأخواته كل واحده في بيتها من غير علام فرقت ايه
هب عمران واقفا بينما يهتف بملل من ضيق أفق تلك المرأه : فرقت أنها طلبت وعاوزة
رفعت تهاني حاجبها : وانت هاودتها
اوما عمران لتقول بغضب : انت بتعصي بنتي عليا بمهاودتك ليها ومرات ابنك مش متأخره في الكلام اللي ملت دماغها بيه
زمجر عمران بغضب : ايه كلامك الماسخ ده يا وليه ....اعصي بنتك عليكي في ايه وكلام ايه اللي مرات ابني بتقوله لها .....من الاخر بنتك طلبت وهي ادري باللي بتقوله يبقي اقفلي كلام في الموضوع ده فاهمه ...
.........
....
نزلت ماس سريعا الي جاسر الذي هامت ملامحه بينما استمع لما قالته عنه .....دقيقه او ربما بضع دقائق حملت فيها كلام طحن عظامه ...بعد كل ذلك الحب بينهم وهي لاتراه الا رجل عصبي لا يفهمها تخشي الحديث معه ...رجل قيدها بحياته ...رجل لا تراه رجل تستند إليه حينما احتاجت لأحد يقف بجوارها وهرعت الي أخيها ...
فرك وجهه بقوة بينما يريد أن ينسي ما استمع إليه. ....يريد أن يمحو صوتها الذي يتردد بعقله بلا توقف .....سيجن وهو يتخيل أنها لاتراه الا بتلك الصورة .. هل هو كذلك بالفعل ...هل حياتها معه جحيم .... قربه منها يخنقها وحياتها معه تقيدها ....هذا هو كلامها الذي نطقت به ولا يحتاج لأي تفكير أو شك ....ضرب مؤخره رأسه بوساده المقعد خلفه بضع مرات وهو يتذكر كلامها ومع كل كلمه يري ابتسامتها العاشقه ونظراتها المحبه وكلامها له ...كل هذا كذب ؟!
لا تحبه أن كانت تراه بتلك الصورة مستحيل أن تحبه أو أن تكون أحبته يوم من الايام وهي تراه بتلك الصورة ....ماذا كان يظن ...؟! الم تكن هي من تراوغ دوما في زواجهم وتخترع الف حجه وسبب لعدم زواجهم ....الم تكن هي من أخبرته أنها تخاف من الزواج به وهو من كان يموت شوقا ليجمعهم بيت وحياه .....ظنها تحبه كما عشقها وليس احبها فقط ولكن الآن كل تلك المشاهد اجتمعت برأسه وامتزجت بصوتها ليتذكر كل موقف لها معه أرادت به الابتعاد وآخرهم وقت سفره ...كان محق وهو يشعر أنها لاتريد الذهاب معه وهاقد تبينت الحقيقه واتت معه مجبره .....!
غضب شديد اجتاح كيانه ولكنه لايستطيع أن يعرف من ماذا يغضب تحديدا ...هل لأنها أخفت شيء عنه واخفت أنها بمشكله تسببت بحالتها الايام الماضيه وهو سألها كثيرا ولم تخبره ...ام يغضب من صورته التي تحملها عنه ....ام من زيف مشاعرها تجاهه .....
تهكم من نفسه بمراره غص حلقه بها فهو لا يستطيع ابدا الغضب منها بسبب مشاعرها تجاهه أو صورته في خيالها فهي لا تملك سلطان علي تلك المشاعر ابدا .....مرارا وتكرارا اخذ يعنف نفسه بل ويسخر منها وهو يري كم كان مخدوع في ثقته العمياء بحبها له والذي لم يكن إلا زيف فمن يحب لايري عيب أو عوار بشخصيه محبوبه وهي لا تري عيب واحد بل تري عيوب كثيره أجبرت علي أن تتحملها بزوج مثله قيدها بحياته ....!
فتحت ماس باب السيارة بجواره وابتسامتها تسبقها بينما لم تتخيل بلحظه ما يفكر به أو يعانيه بسبب تلك الكلمات التي سمعها والتي حملت نصف حقيقه مشوهه شتت وقلبت كيانه وحياته ...!
: حبيبي اتاخرت عليك
انتبه جاسر لها ليظل لحظات يحدق إليها بصمت وأصوات رأسه تقرع كالطبول بينما لم يعد يري بها إلا زيف بكل شيء ...ابتسامتها له ونطقها لكلمه حبيبي لم تعد تعني له شيء إلا زيف ...!
استغربت ماس صمته تلك اللحظات لتربت علي كتفه وتناديه: جاسر ....اجفل دون إرادته من لمسه يدها الي كتفه ليبعده عن يدها ...لاحظت ماس حركته العفويه ولكنها لم تشك ولو للحظه بما يدور في عقله ....اندهشت ماس كثيرا من حالته لتعقد حاجبيها باستفهام قلق : جاسر مالك ياحبيبي ....انت كويس ؟!
اوما لها بصمت لتقول ماس وهي تداعب وجننته برقه غافله عما حيك من وراء ظهرها بنيه خبيثه دمرت حياتها وحياه جاسر الذي كان بالفعل مثل تائه وسط زحام وقد ظن أنه طوال هذا الوقت متشبث بيد نصفه الاخر ليجد نفسه في النهايه متشبث بوهم ....!
: لو مكشر عشان اتاخرت عليك متزعلش يا حبيبي ...اونكل زيدان الكلام معاه مش بيخلص ....انا بحبه جدا وبحب اتكلم معاه ....تابعت حديثها الذي لم يلتقط جاسر منه شيء بينما كان صوتها وملامحها ممزوجه بتلك الصورة التي رسمتها مي له .....ملاك هي ام شيطان ...؟!
أدار جاسر السياره وتحرك بها بنفس الصمت وماس لا تتوقف عن الحديث بينما سرت الراحه في أوصالها بعد طوال عناء وقد ظنت أن كل شيء انتهي واستيقظت من هذا الكابوس المزعج الذي خيم علي روحها لأيام طويله وقد استحقت أن ترتاح .....اجتذب نظرها تلك الأشياء الموضوعه بالمقعد الخلفي حينما اوقف جاسر السيارة أسفل المنزل لتنقل نظرها بين تلك العلبه وبين جاسر قبل أن تقول بحماس وفرحه عارمه : جاسر انت جبت ليا لاب توب
نظر جاسر الي تلك العلبه التي أحضرها من أجلها وبها حاسوب محمول بدل الذي حطمه لها وكم أراد تحطميها وتحطيم كل شيء أمامه وهو يتذكر ما استمع إليه ....!!
أسرعت تستدير وتمسك بتلك العلبه بفرحه شديده لتري تلك الحقائب الورقيه بجوارها بينما لم تطق صبرا واسرعت بفضول تفتحها وتري محتوياتها لتتسع عيناها وينشرح قلبها من لفتته الحنونه بينما احضر الكثير من الأشياء والملابس لطفلهم القادم لتنقض عليه تحتضنه بفرحه شديده : جاسر حبيبي ...هي دي المفاجاه
....احتضنت الملابس واحتضنته مجددا بينما تخشب جسده من قربها لأول مره في حياته ولم يتخيل يوم من الايام أن يشعر بالنفور من قربها ولكن دون إرادته نجحت مي في جعله يشعر بالشك في مشاعرها تجاهه لذا يري أنها مزيفه ولذا لا يحتملها ....غلبت فرحتها احساسها بأن هناك شيء خاطيء به بينما اجتاح قلبها شعور جارف بالذنب تجاهه وأدركت مقدار خطأها في إخفائها شيء عنه لتفكر ان تخبره حينما يصعدون الي منزلهم ....
جذبت ماس بعض الحقائب وهي تقول : هات الباقي يا حبيبي ...
أسرعت تسبقه بينما ظل جاسر جالس مكانه بالضبط كشخص مضروب علي رأسه ومازال تحت تأثير الصدمه ....عقدت ماس حاجبيها حينما وجدته لم يلحق بها وظل بالسيارة لتشير له : جاسر ...يلا
اوما وجذب باقي الحقائب وصعد خلفها لتدخل ماس الي المنزل بحماس شديد ....سعادتها لا توصف وراحتها اجتاحت أوصالها وقد وعدها مالك أن يحل تلك المشكله وهاهي تعود الي منزلهم بل وهاهو جاسر لم يتردد في تقديم مفاجاه حقا جلبت السعاده علي قلبها
تنهدت وهي تخطو الي داخل المنزل بينما تقول باشتياق : ياااه ياجاسر البيت وحشني اوي .....التفتت إليه بينما ظل واقف مكانه كالصنم وكل ما يفعله هو النظر إليها عله يتبين حقيقه تلك الفتاه التي عشقها حد النخاع وعقله وقلبه يرفضون أن تكون مخادعه ولكن أذنه ترفض التصديق أن هناك شيء كاذب بكل ما قالته عنه .....مالت ماس عليه بدلال قائله : طبعا انت وحشتني اكتر
ضحكت وتابعت بمرح : عارفه انك بتغير من الهوا وجايز تغير من بيتنا عشان بقول وحشني
أسرعت تفتح محتويات تلك الحقائب التي بعثرتها هنا وهناك من فرط حماسها بينما انشرح قلبها بقوة وهي تري تلك الملابس الصغيرة الغايه بالجمال
: حلوين اوي ياجاسر .....أمسكت بفستان وردي جميل لتحتضنه : تحفه .....هلبسه لبنتنا في أول خروجه بعد ما أولد .....ضحكت وتابعت تخيلاتها : طبعا هتقولي مفيش خروج انتي لسه تعبانه ...بس انسي يااستاذ مش هقعد في البيت وهخرج انا وانت وبنتنا كل week end
تنهدت وتابعت : يااه ياجاسر امتي اشوف بنتنا
وضعت يدها علي بطنها بحماس : فاضل ست شهور بالضبط ....
بعد حماس كبير وحديث كثير لم يقل جاسر به كلمه واحده انتبهت ماس اليه لتسأله : جاسر حبيبي انت ساكت ليه ؟!
هز رأسه قائلا : ابدا ....بسمعك
ابتسمت له بدلال : رغايه اوي انا ....ضحكت ببراءه وتابعت : معلش بقي ياجسورة الهرمونات طالبه كلام .....نظرت له وتعلقت بعنقه قائله : مرسي يا حبيبي علي المفاجاه دي
نظر لها وظل علي حالته حتي لاول مره لا يجد ذراعه تمتد حولها كما يفعل دوما بحركه لا إراديه كلما اقتربت منه يجد ذراعاه تحيط بها ....نظرت إلي علبه الكمبيوتر المحمول اخيرا لتقول بعتاب عاشق : حبيب ده غالي اوي كلفت نفسك ليه ....بتاعي كان هيتصلح
صمت ولم يقل شيء بينما سحبه عقله الي تلك الذكري التي تناساها بمنتهي الغباء ولم يفكر بحياتها السريه التي اخفتها عنه بعملها ....فاضت تخيلاته ليتنهد باحتراق وهو لايريد التمادي بتلك الصورة البشعه عنها والتي دون إرادته لم يتوقف عقله عن رسمها .....
قالت ماس وهي تتلفت حولها تجمع الاشياء وتحتضنها : بكرة هرتب كل الهدوم دي في الدولاب بتاعي عشان كل يوم ابص ليهم ....
ابتسمت وتابعت : ايه رايك نعمل بيتزا ونسهر
انا هدخل اخد شاور واطلع نعملها سوا
تركته غارق بتفكيره المشلول وهي اتجهت الي غرفتها بخطوات مشتاقه لتضع الحقائب جانبا وتقف أمام الخزانه تختار شيء ترتديه لتبدو جميله في عيناه بينما لم تري في جمال قلبه وعشقه لها مثيل وهو يسعي دوما لاسعادها ....عاشقه له بكل تناقضاته التي ستمر كسحابه صييفيه الي زوال وسيبقي حبهم ققط...نظرت إلي هاتفها الذي اهتز بحقيبتها لتخرجه سريعا وتجيب علي مالك بصوت خفيض : ماس انا كلمت مهاب وفهمت كل حاجه ....متقلقيش الموضوع بسيط وان شاء الله هيخلص كله ....بكره اعملي حسابك هعدي عليكي الساعه عشره اخدك ونروح النيابه تحطي اقوالك وارجعك البيت تاني
ترددت ماس وقد عادت تلك الدقات المرتجفه تغزو قلبها وهي تهمس لأخيها : بس ازاي هخرج .... هقول ايه لجاسر ؟!
قال مالك وهو يزفر بعدم رضي : قوليله اي حاجه ....بس اعملي حسابك انك تحكي له علي كل حاجه في اقرب وقت ولو عاوزه اني أكلمه ....هزت ماس راسها قائله : لا انا هقوله يامالك
اوما لها قائلا : تمام يا حبيتي ...خدي بالك من نفسك ويلا تصبحي علي خير
أمسكت بالهاتف وزاغ تفكيرها قليلا تحاول استجماع شجاعتها لاخباره ولكن خوفها من فقدان تلك الفرحه التي تشعر بها اعجزها وحطم شجاعتها بينما تتخيل أن ينقلب كل شيء بلحظه وتواجهه غضب جارف منه ...لو يتفهم قليلا ستخبره ....جذبت ملابسها واتجهت الي الاستحمام بعقل مشتت ما بين أخباره وعدمه ....قلبها لا يريد المزيد من الخلاف والجفاء بعد أن عاد يتذوق السعاده وعقلها يوكزها بمدي كونها جبانه وكاذبه لتغرق بأفكارها وحيرتها كما غرقت خصلات شعرها بالمياه المنهمرة فوق راسها......
دخل جاسر الي الغرفه بخطي بطيئه مهزومه ليتطلع حوله الي تلك الغرفه التي جمعتهم وتراوده المزيد من الذكريات ولكنه لم يسمح لها بالتدفق ليهز رأسه وكأنه يبعد تلك الأفكار عن رأسه الذي يجب أن يقرر خطوته التاليه .....امسك بهاتفها الملقي علي جانب الفراش وعبث به قليلا وهو يخرج رقم مهاب ويسجله بهاتفه ....
خرجت ماس وهي ترتدي ثوب الاستحمام الوردي القصير وتحيط راسها بالمنشفه لتبتسم له وتستغرب كثيرا صمته لتساله : حبيبي مالك انت ساكت خالص النهارده ؟!
هز رأسه باقتضاب : ابدا
أومات قائله : طيب هجهزلك هدومك علي ما تاخد شاور
هز رأسه قائلا باقتضاب : لا متتعبيش نفسك. ....انا نازل
عقدت حاجبيها باستفهام بينما لم يخبرها أنه سيغادر وكانوا سيبقون سويا : نازل ؟!
اوما لها دون النظر لعيونها : اه جاتلي مكالمه شغل ولازم انزل ضروري
نظرت له بإحباط : تمام يا حبيبي ...خد بالك من نفسك
جلس جاسر في سيارته دون أن يتحرك بها ....فقط صامت ونظرات عيناه مشتته تماما مثله أفكاره ..... تغيرت أفكاره وبدا يرفض تلك المشاعر النافره تجاهها وهو يفكر أنها تحبه ولا يمكن أن تستطيع تزييف مشاعرها ناحيته ولكن تلك الكلمات التي استمع لها تخبره بعكس ذلك....تلك الكلمات التي لم يغفل عن طريقه حصول أخته عليها وتاخذه الي طريق آخر ....اشياء كثيرة تجذبه هنا وهناك بتفكير مشتت لا يساعده بها قلبه الملتاع بينما مازال مصدوم وهو يستمع لها تتحدث عنه بتلك الصورة
التي لا يستطيع ابدا تكذيبها كما يفعل دوما بينما استمع لها وهي حرفيا تصفه لأخيها بتلك الكلمات .....تنهيده حاره انفلتت من صدره بينما لا يستطيع أن يفكر بوضوح في أي شيء ....لذا فرك رأسه بضع مرات وهو يحاول التركيز علي شيء واحد من شتات أفكاره ....اول أفكاره كانت تلك المشكله الموضوعه بداخلها واخفاءها عنه شيء كهذا مبررة بأنه السبب ليأخذه تفكيره الي كونه السبب في هذا ولكنه بكل منطقيته ونزعته الذكوريه لايري مبرر لاخفاءها عنه شيء كهذا بينما هي تعرف تماما مقدار حبه لها حتي وان كان يخطيء احيانا فهي تدرك أن لا شيء في حياته لديه اغلي منها فكيف تتخيل أنه يخيفها لتلك الدرجه التي تعجزها عن اخبار بشيء ....أنها ماس تلك الثائرة التي لا تتردد لحظه عن نطق الصواب دون الاهتمام لعواقبه ....أنها نفس الفتاه التي أخفت عنه خوفا منه ....عصبي نعم لا ينكر ولكن عصبيته تكون لها مبررات .....هز رأسه ومجددا يحاول الخروج من تشابك أفكاره ليحاول التركيز علي أول شيء عليه فعله ....لا يستطيع أن يعرف بأنها في مشكله كتلك ويصمت ....!
حاول تنقيه صوته واستعاده ثباته وهو يتصل برقم مهاب الذي تفاجيء قليلا بعد تعريف جاسر له عن نفسه ليحمحم قائلا : اهلا يافندم
قال جاسر دون مقدمات : كنت عاوز اقابلك ربع ساعه
نظر مهاب في ساعته قائلا : دلوقتي ؟!
اوما جاسر : اه ياريت .... قولي مكانك وانا هاجي لغايه عندك ومش هاخد من وقتك كتير
قال مهاب سريعا : لا ابدا....انا بس عندي فضول اعرف سبب المقابله
قال جاسر بدون مراوغه : افتكر انك متوقع السبب
اوما مهاب بينما أدرك صبر جاسر القليل ليقول : الموضوع المتعلق باستدعاء النيابه اكيد لأن قبل شويه اتصل بيا المقدم مالك
تنهد جاسر وهو يحاول السيطرة علي أعصابه : تمام يبقي هنتظرك في .... خلال نص ساعه
اوما مهاب : تمام
اغلق جاسر والقي الهاتف بجواره بينما لا ينكر الغضب الذي جاش به صبره وهو يتذكر كونه رقم اثنين وان أخيها هو من لجأت له لحل مشكلتها !
........
.........
زفر رافت بحده بينما لا يجيب صالح علي اتصالاته المستمرة لينظر الي ليليان قائلا بغضب : شايفه عمايل ابنك
حاولت ليليان أن تقول شيء تعرف أن أوانه قد فات : قولتلك من الاول يا رأفت بلاش تغصب عليه ...صالح مش بنت هتجوزها بالعافيه وحتي لو بنت برضه محدش بيغصب حد علي الجواز
احتقن وجهه رافت بالغضب : انتي بتردي عليا !
غص حلق ليليان من نبرته التي لم تتغير علي مدار السنوات والتي تخبرها بمكانته ومكانتها المنعدمه والتي تمنع أن يكون لها رأي أو كلمه في أي شيء لذا ولأول مره كانت تستجمع شجاعتها وترد : اه برد عليك يارأفت ...اعتدلت واقفه وتابعت : انا مش كرسي في البيت هتتكلم ومردش والا متتكلمش معايا
اتسعت عيون رافت بصدمه لموقفها الذي تتخذه ضده لاول مره بينما لم تعد تحتمل ليليان كل ذنوب صمتها
لتقول ليليان وهي تنظر إليه : رافت انا سنين بسمع الكلام وانفذه جايز عشان شايفه أنك بتعمل الصح بس انت اللي بتعمله مع صالح غلط وغلطك ده انا هدفع تمنه معاك ....انا حتي البنت المسكينه اللي ملهاش غيري حكمت عليا مكلمهاش تاني وانا سكتت وسمعت كلامك بس خلاص كفايه ...نظرت له بجراه تحلت بها لأول مرة : انا من دلوقتي هعمل الصح اللي انا شايفاه زي ما انت بتعمل الصح اللي انت شايفه
زمجر رافت : قصدك ايه ؟!
ابتلعت ليليان قائله : قصدي اني هقف مع ابني في اختياره
هب رافت واقفا : انتي بتتحديني ؟!
هزت راسها قائله : اكيد لا ....بس بقف جنب ابني وده واجبي كأم
هدر رافت بانفعال : وانا أبوة وخائف عليه
أمهلت ليليان وهي تقول بعقلانية : ابنك مش صغير ويعرف يفرق بين الصح والغلط وانت خليته يعمل الغلط
نظر لها رأفت باستنكار : غلط أنه يتجوز بنت تناسبه مش بنت الحرامي بتاع القمار وبنت اللي سرقت ابوها ورميته في الشارع ومات بحسرته
خفضت ليليان عيناها بينما تقول بدفاع : البنت ملهاش ذنب في عمايل أهلها ومش ده لقبها ....البنت ليها اسم ولو بتحكم بصله الدم فافتكر اني انا كمان اختها
ضيق رافت عيناه بغضب من ردود ليليان لأول مرة عليه : دي جزاتي بعد وقفتي مع ابوكي اللي مات بحسرته بسبب عمايل اختك وجوزها
أومات ليليان ولمعت الدموع بعيونها بينما تقول : جميلك عمري ما نسيته ولا ابويا الله يرحمه نساه
وانت وقتها كبرت في نظري ......مسحت دموعها بظهر يدها وتابعت بهدوء : يارأفت انت خايف عليه بس ابنك كبير وعاقل ...سيبه يشوف نتيجه اختياره
هز رافت رأسه بانفعال : زي ما سبته زمان وكان هيتسجن ومستقبله يضيع
نظرت ليليان بيأس مدافعه عن ياسمين : البنت ملهاش ذنب
تهكم رافت بحده ؛ واثقه اوي
أومات ليليان : أيوة يارأفت .....
ابوها هو اللي خطط لكل حاجه
هز رافت رأسه بعناد متشبثا بخوفه علي ابنه
: وأبوها ايه وهي ايه ....افهمي بقي بقولك الراجل ده كان في القسم وابنك وراه في الأقسام والمحاكم ...... ليه احط ابني وسط ناس زي دول
ازداد انفعاله بينما تابع : جد عيالك بتاع قمار ......انتي شوفتي عمل ايه في ابوكي
هامت عيون ليليان بقهر : انا كل اللي يهمني ابني
هز رافت رأسه باقتناع تام : وانا كمان كل اللي يهمني ابني الوحيد ..... وهو في اب مش بيكون خايف علي ولاده اكتر من نفسه
هز رأسه واردف بعصبيه : صالح ابني اللي عمره ما طلب مني حاجه وقف قدامي يطلب حقه ويقولي اكتب باسمي ......ابنك سرقني واتجوز من ورايا فاهمه هو وصل لايه بسبب البنت دي
حاولت ليليان التمسك بدفاعها : انت اللي خليته يعمل كده
نظر لها رأفت بثقه قائلا : كنت بحافظ عليه .....انا اللي في دماغي مش هغيره ...البنت دي لازم تبعد عن حياه ابني بأي تمن ..!
...........
...جلس جاسر يهز ساقه بعصبيه واضحه وكل تلك الكلمات مازالت تتحرك هنا وهناك برأسه الذي يكاد ينفجر ....عصبي... غيور... لا يتحكم بنفسه... لا تثق في رد فعله...تخاف أن تتحدث معه
.....بالنهاية هي تخفي عنه كل هذا وتري أنه السبب ....!
ازدادت حركه ساق جاسر العصبيه بينما توجهت عيناه تجاه ذلك الباب الزجاجي حيث دخل مهاب متأنق للغايه كما هو دوما ليسخر جاسر من هيئه مهاب المنمقه وكأنه ذاهب الي اجتماع هام بمجلس الوزراء ليخفي غيرته القاتله بسخريته تلك .....بسهوله اتجه مهاب تجاه الطاوله حيث جلس جاسر الذي تعرف عليه علي الفور وقد رآه برفقه ماس عده مرات
تصافح الرجلان بتكلف واضح ليجلس مهاب وهو يحل زر ستره بدلته الانيقه ويقول بهدوء شديد متوافق مع طبيعته : انا طبعا اتشرفت يا حضره الضابط بمقابلتك بس مش عاوزك تقلق خالص ....الموضوع زي ما قولت لأستاذ مالك بسيط جدا ومش اكتر من شهاده تقريبا
صك جاسر أسنانه وهو يحاول أن يبدو هاديء بينما يقول : اكيد بس انا حابب اطمن بنفسي
اوما مهاب الذي رفع رأسه تجاه النادل الذي اتجه الي طاولتهم يسألهم عن طلبهم .....: تشرب ايه ياحضره الضابط
قال جاسر بنفاذ صبر لتلك المقدمات التي لا يريدها ويريد الوصول إلي هدفه ليشير الي قهوته : بشرب ....متشكر
اوما مهاب وبدأ يخبر النادل بهدوء عن طلبه بتلك القهوة المخصوصه لتحترق اعصاب جاسر أكثر بينما أضاف مهاب عشرة كلمات بالاضافه الي كلمه قهوة يحدد بها نوع قهوته
اوما مهاب النادل بتهذيب : متشكر
انصرف النادل ليرفع جاسر عيناه الي مهاب بنظره ثابته وهو يقول : من البدايه يا مهاب بيه لو سمحت
قال مهاب بابتسامه هادئه : مفيش داعي للألقاب
زفر جاسر بداخله من هدوء الرجل المثير للأعصاب ليتحمله قليلا وهو يقول : تمام .....ايه الموضوع من الاول ؟!
نظر مهاب الي جاسر وبدأ يشرح له :كان في من شهور تحقيق أداري مفتوح بخصوص مخالفات لمستر عبدالله المدير المالي للفرع والموضوع اتطور لما بحثت في المخالفات ولقيت فيها شبهه اختلاس و بالتالي الموضوع وصل للنيابه الاداريه وانا قدمت كل المعلومات اللي عندي و .....قاطعه جاسر بنفاذ صبر : وماس علاقتها ايه ؟!
قال مهاب بجديه : بالصدفه كانت بتشتغل علي تطوير قسم الائتمان ولأنها مجتهده وذكيه اشتغلت علي data خاصه بالعقود الائتمانية ولما كنت براجع الشغل ده عشان أقدمه لمجلس الاداره لقيت اغلب العقود دي كانت قائمه مع مستر عبدالله وفتشت شويه لقيتها أغلبها لعملاء مزيفه بالفعل كنا اكتشفناهم بس محدش شك أنها كلها كانت معموله بتوقيعات نفس الشخص اللي هو عبد الله ....مش هطول عليك المهم أن العقود دي مع مرور السنين بقت bad debts كأنها لم تكن وبكده خفي مستر عبدالله الاختلاس الواضح
لما قدمت المعلومات دي طبيعي يعرفوا انا جبتها منين وطبعا من هنا اتطلبت شهاده رئيسه قسم الائتمان اللي هي مسز ماس ...بس زي ما قولتلك الموضوع بسيط مجرد شهاده وشرح لاني وضحت أنها وهي بتشتغل مكانتش بتعمل اكتر من شغلها وانا لاني علي علم بالموضوع كله اكتشفت موضوع العقود ده
ساد الصمت لحظات بعد ان انهي مهاب حديثه بينما جاسر يحاول بقوة ترتيب الأحداث وتبين موقف ماس
بعفويه لايدري حقا هل قصدها ام لم يقصدها كان مهاب يقطع هذا الصمت بكلماته : جاسر بيه . ....ماس معملتش اي حاجه غير شغلها فمفيش داعي تتعصب عليها لأنها مظلومه في الموضوع كله
هدرت الدماء بعروق جاسر بينما لامست تلك الكلمه نيران غضبه وزادت من التهابها فعل أصبح الجميع يتغني بشكواها من عصبيته ...؟!
ليرفع رأسه بحده تجاه مهاب مشددا وهو يكور قبضته : افتكر أن توصيتك ليا علي مراتي ملهاش محل في الكلام وافتكر برضه أن اسمها مسز ماس .....نظر إلي مهاب وتابع بتهكم واضح : مش بتنادوا بعض مستر ومسز ولا بترفعوا التكليف
هز مهاب رأسه سريعا بينما لم يجول بخاطره مقدار تلك الغيره التي رآها بعيون جاسر فقط لأنه نطق باسمها مجردا ليقول بهدوء : اكيد ....ماس ...اقصد مسز ماس تعتبر تلميذتي وانا لو شيلت التكليف بينا ده لاني بعتبرها كده فعلا
رفع جاسر حاجبه : تلميذتك !!
اوما مهاب بتأكيد : اكيد وتلميذه شاطره جدا بدليل أنها كانت المرشحه الأولي مني لمجلس الاداره عشان تدير القسم مع انها لسه صغيرة ومكملتش سنيتن في البنك
كان كل ما ينطق به هذا الرجل كفيل بأشعال أعصاب جاسر أكثر ..مجرد كلامه عنها يثير جنونه لذا اعتدل واقفا قبل أن يفقد أعصابه وأخرج من جيبه بضع ورقات نقديه وضعهم علي الطاوله ليساله مهاب بدهشه من مغادرته علي هذا النحو المفاجيء : علي فين ياجاسر بيه ؟!
قال جاسر. باقتضاب : في حاجه تانيه عاوز تقولها ؟!
هز رأسه: ابدا ده كل الموضوع
اوما جاسر : تمام .....تذكر ليقول : اسمه ايه وكيل النيابه اللي ماسك التحقيق ؟!
: داغر النجار
اوما جاسر قائلا : متشكر لوقتك
تابعت عيون مهاب انصراف جاسر بينما رآه شعله متحركه أمامه ....لايدري ولكن هل مجرد كلمات عن عملها وليس عنها تجعل زوجها يغار بتلك الطريقه ...!
.........
....
التفت عماد بدهشه الي ذلك الذي دخل من باب الغرفه ليحاول الاستناد بيده وهو يعتدل جالسا بألم قائلا : هو اللي باعتك مش كده ؟!
هز مكرم رأسه قائلا بقليل من التهكم : لا وانت الصادق انا جاي اعرف هو كان عندك بيعمل ايه
نظر له عماد بعدم فهم ليقترب مكرم من فراشه ويسأله بمباشرة : كنت بتتفق معاه علي ايه ؟! اوعي تفكر تتفق معاه علي بنتك تاني
هز عماد رأسه بانكسار : عمري ما هتفق مع الشيطان ده تاني
نظر له مكرك بشك : امال كان عندك ليه ؟!
نظر عماد له لحظات قبل أن يخبره بما حدث وهو يجر أذيال الندم
ضيق مكرم عيناه وكور قبضته بينما مازال ذلك الشيطان زياد يسعي خلفها
قال عماد بألم ممزوج بندمه : هيدخلني السجن عشان يهد حياه ياسمين .....ياريتني قتلته أو موتت !
تنهد مكرم قائلا : يعني كل اللي بيهددك بيه هو فيديوهات المراقبه
اوما عماد ليضيق مكرم عيناه قليلا قبل أن يقول بثقه : اعتبرها اتمسحت
رفع عماد عيناه إليه بعدم تصديق : انت بتقول ايه ؟!
مال مكرم ناحيته قائلا : اللي سمعته ..... انا مش هسمح للكلب ده تاني يقرب من ياسمين ولا يأذيها والا هخلص عليه
لم يعرف عماد ماذا يقول ليتجه مكرم الي الباب ولكن سؤال عماد أوقفه : بتعمل كده ليه ؟!
التفت له مكرم وهز كتفه : عاوزني اسيبه يسجنك
هز عماد رأسه : عشان خاطر بنتي... لا
انفلتت الكلمات من شفاه مكرم : وانا كمان عشان خاطرها مش هخليه يأذيها
فهم عماد ما بين السطور ليوقفه قائلا : مكرم .... لو مساعدتك دي تمنها بنتي يبقي مش عاوزها
عقد مكرم حاجباه : ايه ؟!
هتف عماد بثبات : اللي سمعته ....لو بنتي هتدفع تمن مساعدتك ليا مش عايزها واتسجن احسن
هز مكرم رأسه قائلا : انا بعمل كده عشان احميها ....مفيش حد خايف عليها قدي
ترك عماد في دهشته من كلماته التي لا يوجد لها إلا تفسير واحد ثم انصرف ......
..........
...
أحاط صالح بخير ياسمين وهم يدخلون الي منزلهم بينما لم يطق صبرا ما أن فتح الباب ليجذبها اليه ويلتهم شفتيها بشفتاه التي تروت وهو يتذوق كل انش بها بينما أغمضت ياسمين عيونها ومازالت مأخوذه بسحر تلك اللحظات التي قضوها سويا بسعاده لم تحلم بها .....اخذها للسينما ليشاهدون الفليم وهو لا يترك يدها ...تناولت برفقته المثلجات والعشاء ...حاول قدر جهده أن يسعدها وبالفعل نجح .....ضحكت ياسمين بينما دغدغتها انفاس صالح الذي لم تتوقف شفتاه عن تقبيل عنقها ....اعقل يا مجنون احنا علي الباب
دفع صالح الباب بظهر ساقه وتابع تقبيلها بشغف شديد ويداه تحل ازرار قميصه ليخلعه ويلقيه علي الأرض ويتبعه بحزامه الجلدي الذي فكه من حول خصره قبل أن تزداد سخونه قبلاته وهو يحررها من ملابسها ويقودها الي غرفتهم دون أن يفلت شفتيها من بين شفتيه ...
........
....
نظر مكرم في مرأه سيارته الي ذلك الرجل الذي اقترب منه ثم ركب بجواره قائلا : كله تمام يا مكرم
ابتسم مكرم له وربت علي كتفه : متشكر يا عبده
اوما له قائلا : انت تأمر ....اصلا انا مش طايق اكمل شغل عنده بس مضطر ...انت عارف البيت والعيال
هز مكرم رأسه قائلا : عارف ...معلش اتحمل
اوما الرجل قائلا : طيب عاوز مني حاجه تاني
هز مكرم رأسه قائلا : شكرا
مد الرجل يداه الي مقبض باب السيارة ليوقفه مكرم قائلا وهو يمد يداه الي جيب سترته : عبده ...خد دول
هز الرجل رأسه برفض : عيب عليك ....انا اخدمك بعنيا
ابتسم مكرم له وربت علي كتفه : عارف ... بس ده للعيال مش ليك
اوما الرجل وأخذ النقود وانصرف ليبتسم مكرم بانتصار بينما نفذ عبده الذي يعمل لدي زياد ما قاله بالحرف واتلف مشاهد كاميرات المراقبه ...
.........
..(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
استيقظت فيروز باكرا لتعتدل جالسه وتظل جالسه في الفراش تتطلع الي مهران النائم بجوارها بينما ختم حديثه في المساء بهذا التحذير أن تتحدث مع ياسمين بشيء وهي صمتت ليس لشيء إلا لرغبتها بعدم افتعال مشكله تجعلها تري منه ما لا يرضيها ويغير من مشاعرها تجاهه ....في العاده لم تكن تفكر كهذا ولكنها تعلمت الصبر والهدوء منه وتعلمت من حكمه ماس بأن تضع نفسها مكان الطرف الآخر وتري كيف يكون الحكم وهاهي تجرب أن تضع نفسها مكانه وربما لايكون مخطيء بالكامل بينما هذا هو طبعه المتأصل به....فهو يتجنب مشاكل بلا داعي ولكنها سرعان ما رفضت ذلك المبدأ لأن تدخله باكرا كان سيمنع كل تلك المشاكل دون أن تتفاقم ومثلها مثل ماس التي عجزت عن فهم تناقضات جاسر عجزت فيروز أيضا عن هذا لتغادر الفراش وتتجه بخطوات بطيئه الي الأسفل لتقف تعد لنفسها كوب من القهوة لعلها تهديء من هذا الصداع الذي يكاد يفتك برأسها .....
التفتت الي بسمه التي قالت بحماس: صباح الخير
ابتسمت فيروز لها : صباح النور
قالت بسمه بابتسامه : انتي صاحبه بدري زيي
أومات فيروز بصمت لتقول بسمه : انا هروح اقدم ورقي في الكليه وعمي وافق
ابتسمت فيروز لها : بالتوفيق
تنهدت بسمه ونظرت لها قائله باعتراف : فيروز انا مش عارفه اقولك ايه ....احنا بدأنا مع بعض غلط
ابتسمت فيروز قائله بسماحه : عادي المهم اننا فهمنا بعض
أومات بسمه لتقول : طيب انتي مش كنتي بتقولي هتكملي دراستك. ....ما تبدأي معايا
تنهدت فيروز وهي تتذكر كم نست هذا الأمر ولكن هاهي فرصتها
..........
...
لم تتوقف مي عن متابعه مالك الذي لم ينام جيدا وتعرف بالطبع السبب بينما انشغل عقله بمشكله أخته
لوت شفتيها وهي تتذكر حديث ماس عن جاسر الذي لا يستحق ابدا ان تتحدث عنه هكذا ولاتدري أن عقلها الممتلئ بالحقد أغفل عن عمد مبرراتها في إخفاء شيء عن جاسر ... وبغباء مطلق كانت توهم نفسها بأنها أفضل منها بينما لم تخفي شيء يوما عن زوجها ولكن أليس مجحفا قليلا إن تكون بتلك المثاليه وهي من تخفي دوما سواد نيتها خلف ستار من غيره لاتعترف بها
وتقنع نفسها أن ما تفعله هو أنها تظهر للجميع الصورة الخاطئه التي أخذوها لماس والتي عكس طبيعتها .... غيره مبررة تماما من وجهه نظرها وهكذا هو حال الجميع فمن يري نفسه مخطيء الا القليل فلو كنا نري اخطاءنا ونعترف بها لكانت الأرض مكان لملائكه وليس لبشر يجترفون ابشع الأخطاء بمبررات تصوغها عقولهم ونفوسهم بأنها الصواب
نكون بسهوله حكم وجلاد لغيرنا ولكن قليلا فقط هي تلك اللحظات التي نراجع بها نفسنا ونحكم عليها
فكم تطول السنتا ونحن ننتقد تصرفات الغير بينما يقصر كثيرا في نقد أنفسنا الأولي بالنقد !
: مي
انتبهت من شرودها لتلتفت الي مالك : نعم
قال وهو يشير الي ابنه الجالس بحضنه : تعالي خدي ادم عشان اقوم البس
قالت بخبث : انت عندك شغل
اوما لها وهو يقبل ابنه الصغير ويعطيه لها لتقول : طيب هجهزلك الفطار
تجهز مالك وخرج من غرفته ليتجه الي باب المنزل حينما تعالي رنين الجرس
عقد حاجبيها وهو يري محمود أمامه بهذا الوقت الباكر
ليقول بقلق شديد : محمود..!!
خير بابا وماما كويسين ؟!
اوما محمود قائلا بهدوء : كويسن انا جاي اتكلم معاك في موضوع
نظر له مالك بقلق: في ايه !!
قال محمود بمرح وهو يتلفت حوله : هتكلم علي الباب طيب دخلني
قال مالك بنفاذ صبر : محمود خلص انت قلقتني
قال محمود بهدوء : مفيش قلق ...عاوز اكلمك ...
تعالي صوت مي من خلف مالك قائله : صباح الخير يامحمود ....تعالي أنا جهزت الفطار
ابتسم محمود وهو يدخل قائلا بمرحه المتعاد : شايف مراتك احسن منك .....دخل وهو يقول : انا جاي يا مي
ركض ادم الي محمود الذي جمله واخذ يداعبه ليتطلع له مالك بنفاذ صبر : ياابني اتكلم وقعت قلبي
قال محمود : مفيش يا مالك بقولك عاوز اكلمك .....موضوع البنت اللي كلمتك فيه
زفر مالك ورفع حاجبه باستنكار : بقي جاي الصبح وموقع قلبي عشان كده
اوما محمود بجديه: اه ابوك رافض اخطبها ومصمم اخلص السنه دي وانا خايف غيري يسبقني فقولت انت وماس تتكلمو مع بابا وتقنعوه
انفلتت الكلمات من شفاه مالك قائلا : سيب ماس في حالها
عقد محمود حاجبيها بقلق : في ايه ....ماس مالها ؟!
هز مالك كتفه باستدراك قائلا : ابدا انت عارف انها تعبانه من الحمل بلاش نشغلها....... المهم كمل كلامك
هز محمود كتفه : بس هو ده الموضوع ....انا مش عاوز اتجوز علي طول بس علي الاقل اضمن أن البنت ليا
اتجهوا الي طاوله الأفطار لتقول مي لمحمود : هات ادم عشان تعرف تفطر
هز محمود رأسه قائلا بود وهو يحمل الصغير : لا سيبيه مش مضايقني
جلس وهو يجلس الصغير علي ساقه بينما يكمل حديثه مع مالك الذي قال بجديه : بابا عنده حق ازاي تخطب وانت لسه مش باين مستقبلك
تدخلت مي قائله : وهو انت مقلل منه ليه يامالك ...محمود شاب كويس اوي وكمان مهندس .... هي تطول
نظر لها مالك قائلا : مي بلاش مزايدات انا بتكلم في الأصول
تدخل محمود قائلا : تصدق بقي مراتك اكتر واحده بتتكلم صح
تهكم مالك قائلا : عشان كلامها علي هواك
رفع محمود حاجبه : افهم من كده انك مش هتقف جنبي
هز مالك رأسه ونظر في ساعته التي قاربت علي الساعه التاسعه : مش هسيبك بس دلوقتي انا لازم انزل عندي شغل مهم وهبقي اكلم بابا
قال محمود بإصرار : كلمه النهارده
قال مالك بتسويف بينما أكثر ما يشغل باله هو ماس : هشوف يامحمود
اصر محمود قائلا : بقولك النهارده يامالك
نظر إلي مي وتابع : اقولك..... انا هاخد مي وادم واوديهم عند ماما تتغدوا سوا معانا وافتح الكلام واهو مراتك تقول كلمتين حلوين
زفر مالك قائلا : انت طالما حطيت الموضوع في دماغك مش هتبطل زن ....طيب
التفت الي مي قائلا : مي عاوزة نتغدي عند ماما النهارده
رحبت أن تكون محور من محاور الحديث لتقول : اه مفيش مشكله
اوما مالك قائلا : تمام هخلص شغلي واعدي عليكم .....التفت الي أخيه وقال بتحذير : محمود خد بالك وبلاش تسوق وادم قاعد علي رجلك
التفت الي مي وتابع : مي لو عاوزة حاجه كلميني مش هتأخر ..!
..........
...
غلب ماس النعاس بينما بقيت لوقت متأخر بانتظار جاسر الذي عاد فجرا ومازال في نفس حالته .....قامت ماس من الفراش واتجهت خارج الغرفه تبحث عن جاسر لوحده جالس علي الاريكه ..عقدت حاجبيها قائله :
جاسر حبيبي انت رجعت امتي ؟!
قال دون أن ينظر إليها : بليل
هزت راسها قائله وهي تجلس بجواره : مصحتنيش ليه ؟!
هز رأسه قائلا : مرضتش
نظرت ماس الي ملامحه وصمته ثم رفعت يدها تجاه عنقه تمرر أناملها فوقه قائله بحب ممزوج بالقلق : طيب انت كويس.... انا حاسه انك متغير
هز جاسر رأسه قائلا : ابدا
سألته باصرار : حاجه حصلت في الشغل ؟!
قال باقتضاب : لا
اقتربت منه أكثر ومررت يدها علي جانب وجه وسألته بتدليل : طيب انت زعلان مني
نظر لها مطولا نظره حملت عتاب خفي وهو يسألها : و
انتي عملتي حاجه تزعلني
توترت نظرات ماس بتلك اللحظه وهي تفكر للمره الالف ان تخبرة ولكن فات الاوان فلن يهدأ ابدا وسيقيم القيامه وهي بالكاد تتمالك نفسها لتذهب الي ذلك المكان ..... تنهد جاسر وهو مازال ينظر إليها والي صمتها بينما من وجهه نظره أعطاها فرصه اخيره الا تتمادي ولكنها للاسف لا تستطيع العوده من طريق سارت الي نهايته الان لتتهرب من سؤاله قائله : هقوم اجهز الفطار
زفر جاسر واعتدل واقفا بينما أدرك أنها مازالت متمسكه بكذبها عليه : مش عاوز... انا خارج
أسرعت خلفه بتساؤل : ليه ؟!
قال باقتضاب : عندي شغل
بتردد وخوف لم تعهده في نفسها صمتت وهي تكره الحاله التي وصلت إليها بينما حاربت دوما الا تخرس صوتها ولكنها الآن لم تعد تستطيع أن تتكلم وقد فات الاوان
تعرف جيدا ان أمام أخطاء جاسر توجد اخطاءها التي تعترف بها
ولكن هل لو تحدثت معه يعترف بأن له نصيب من اخطاءها ويعطي لها ولو عذر صغير
لم تطاوعها معدتها علي تناول شيء لترتدي ملابسها وتجلس بانتظار أخيها
طمأنها مالك وهو يركن سيارته اسفل مقر النيابه الاداريه
قائلا بحنان : متقلقيش وقولي كل اللي انتي تعرفيه ومتخافيش
أومات ماس بعقل مشتت لتسير برفقه أخيها الذي أشار لأحد السكرتارية قائلا : في ميعاد مع داغر باشا النجار
اوما الرجل قائلا : تمام يافندم
أوقفه مالك قائلا : لو ممكن تبلغه اني عاوز أقابله الاول انا المقدم مالك شريف .....صمت مالك ووقفت الكلمات بحلقه حينما انبجست تلك الكلمه مش شفاه ماس التي تجمدت مكانها وهي تراه امامها : جاسر !!
.........
....
عقدت فيروز حاجبيها حينما شعرت بتوعك معدتها وهي ترتشف القليل من تلك القهوة التي أعدتها لتدلك بطنها وتسحب فنجان قهوتها وتتجه الي الدرج لتصعد ولكنها لم تكد تتحرك بضع خطوات حتي شعرت بالعالم يدور من حولها وترتجف يدها التي أسقطت الكوب منها وتراجعت للخلف بينما كل شيء يدور حولها لتتعثر قدمها بدرجات السلم ......قبل أن تستوعب شيء كانت هناك يد تمسك بها سريعا وقبل أن تتساءل عن ماهيتها كانت تهاني تنطق متبرطمه وهي تساعدها علي الوقوف : خدي بالك يا بنت انتي كنتي هتقعي تتقطم رقبتك ....
التفتت فيروز لها بينما مازالت تشعر بأنها ليست بخير وتاكدت حينما وجدتها تهاني بالفعل هي من ساعدتها ولم تدعها تقف ....كان رد فعل تلقائي من تهاني التي كانت تتجه الي الدرج ولمحت تعثر فيروز فأسرعت دون تفكير تساعدها .....وقف عمران اعلي الدرج يتطلع الي تهاني وفيروز بينما أصدر سقوط الكوب صوت تحطيم : في ايه ؟!
تنهدت تهاني قائله : ابدا ياحاج ....الفنجان وقع من ايدها
نظر عمران الي فيروز التي أمسكت بالدرابزون بينما مازالت تشعر بأن العالم يدور من حولها ليسالها باقتضاب : انتي كويسه يا بنتي
أومات فيروز : اه ياعمي ...الحمد لله
تهكمت تهاني بطبع متأصل بها : زي القرده اهو
هزت فيروز راسها وابتسمت من طبع المراه لتلتفت تهاني الي الخلف وتنادي : ذكيه ....بنت يا ذكيه ..تعالي نضفي الأرض هنا
أومات ذكيه واسرعت بينما تحركت فيروز ببطء وهي تكمل صعود الدرج ....
كان مهران مازال نائما حينما دخلت فيروز الغرفه لتتجه بخطوات بطيئه ومازالت تشعر بالعالم يدور حولها لتستند بيدها الي الجدار حتي وصلت الي جوار مهران وهنا لم تحتمل لتناديه بصوت ضعيف : مهران . ....مهران
فتح مهران عيناه ليعقد حاجبيه سريعا حينما أشارت له بيد مترنحه : انا تعبانه اوي يامهران
هب مهران من مكانه بهلع ليسرع يمسك بها قبل أن تقع ....فيروز ....مالك يافيروز
قالت فيروز بالم : دايخه اوي .....
اوما مهران وجذبها برفق الي الفراش ليجلسها فوقه ويسرع الي الثلاجه الصغيرة بجانب الغرفه يحضر لها الماء ..امسك بيدها التي تمسك بالكوب ورفعها الي شفتيها لتشرب القليل ولكن معدتها سرعان ما هدرت بالم لتقوم فيروز سريعا تركض الي الحمام ...بقلق شديد اسرع مهران للخارج ...بت ياذكيه هاتي دكتورة بسرعه
اسرع عمران وتهاني علي صوت مهران الذي دخل ليمسك فيروز المترنحه يغسل وجهها ويبعد شعرها المبتل عن وجهها الشاحب قائلا بحنان : مالك ياست البنات
التقطت فيروز أنفاسها قائله بضعف : مش عارفه ...اول ما شربت القهوة دوخت اوي ...
.........
..
بثبات وقف جاسر أمام ماس ومالك وعيناه تلقي الف اتهام فهو المغدور هنا
تمسك مالك بثباته أمام اهتزاز نظرات أخته التي التاع لرؤيه خوفها بتلك الطريقه ليكره هذا الرجل الذي حولها لفتاه ضعيفه لم يعهدها بها
رفع عيناه الي جاسر وهو يتقدم خطوه أمامه قائلا : جاسر خلينا نتكلم وانا هوضحلك
هز جاسر رأسه ببرود يخفي به حريق جوفه قائلا : بعدين ...
نظر إلي ماس وتابع بمغزي :: افتكر أنها عندها ميعاد
اشار لها الي غرفه وكيل النيابه الذي أرسل لطلبها
ليقول مالك : هدخل مهاها
قال جاسر بهدوء مريب تمسك به ليتحكم باعصابه بأكبر قدر ممكن من الثبات أمام الناس :: مفيش داعي انا داخل معاها
توقفت دقات قلب ماس حرفيا كما تلجم لسانها
وبنفس اللحظه كان مهاب يصل بقامته المديده ليقف يتطلع الي نظرات جاسر ومالك الذي أدرك بفضنه من يكون
فكر للحظه أن يقترب ويعلن عن نفسه ولكنه تراجع وهو يراها مع أخيها وزوجها فلا وجود له
اتجه الي مالك بعد دخول جاسر برفقه ماس قائلا : اكيد سيادتك المقدم مالك ...انا مهاب
اوما مالك بعقل مشتت ذهب مع خطوات أخته : اهلا يافندم
التفت مهاب الي رم التي وصلت وفقا لميعادها لتصافح مالك ومهاب وتقول بقلق : ماس فين
قال مالك وهو يشير الي الغرفه ::دخلت من شويه
قالت ريم بقلق : مدخلتش معاها يامالك
قال مالك بنظرات قلقه. : جاسر معاها
قال مهاب بهدوء : متقلقيش ياريم
قالت ريم بعدم اكتراث : مش قلقانه محدش فينا عمل حاجه
اوما مهاب بينما عيناه تتابع حركه مالك الذي أخذ يتحرك ذهابا وايابا إمام غرفه التحقيق
.........
..
تهللت اسارير مهران حينما قالت الطبيبه بهدوء : متقلقش احتمال كبير أن المدام حامل
ابتسمت فيروز بسعاده بينما قفزت السعاده من عيون مهران لتستأذن الطبيبه قائله : اول ما تطلع نتيجه التحليل هبلغك علي طول بس ارتاحي شويه
أومات فيروز لتمسك فيروز بيد مهران : استني نتأكد بعدين نقولهم
هز مهران رأسه بسعاده : هنتاكد ياست البنات ....مبروك مقدما
ابتسمت فيروز له ليميل يقبل راسها ثم يلتفت الي ابيه وتهاني الذين دخلوا إليهم للاطمئنان ليخبرهم مهران ليحتضنه أبيه بسعاده : مبروك يا مهران
: الله يبارك فيك ياحاج
نظرت تهاني الي فيروز لتشاكسها فيروز بينما لم تنسي أنها انقذتها من الوقوع قبل قليل كما يدل أنها بداخلها ليست بالسوء الذي تبديه لتهمس لها : طبعا هتقولي ياريتني سبتها تقع
نظرت لها تهاني بطرف عيناها متبرطمه : ليه شيفاني امنا الغوله ....اينعم مش بطيقك بس اهو زيك زي بناتي
هز مهران رأسه ونظر الي ابيه الذي ارتضت ملامحه بصمت فهاهو الود سيعرف بينهم طريق ...
........
.......
نظرت ياسمين بعدم فهم الي صالح : مسافرين
اوما صالح وهز كتفه : يعني مش سفر اوي ....هنروح الساحل يومين نغير جو ...
قفزت ياسمين بسعاده طفله صغيرة : بجد ياصالح
اوما صالح وقبل وجنتيها : بجد ياروح قلب صالح ....يلا بقي اجهزي بسرعه قبل ما ارجع في كلامي
........
..
بالرغم من الأمان الذي شعرت به ماس وهي تدخل الي جانبه إلا أن قلبها صرخ بها يؤنبها عن أي أمان تتحدث وهي ترتجف خوفا من رد فعله
اعتدل وكيل النيابه واقفا بترحيب شديد وود يصافح جاسر قائلا : اهلا اهلا ياجاسر .....
صافحه جاسر قائلا : اهلا بيك يا داغر ...
قال داغر بعتاب مهذب : تعبت نفسك ليه وجيت .....الموضوع بسيط زي ما قولتلك في التليفون
متشغلش بالك
قال جاسر بلياقه : عارف يا داغر.... الف شكر واسف علي الازعاج بس انت عارف بقي مش هكون مرتاح الا لما اكون معاها .....التفت الي ماس التي كانت تتحرك بلا شعور بينما غاب عقلها بتخيل ما سيحدث وقد انكشف كل شيء ولم تشغل وقتها بالها بكيفيه معرفه جاسر بهذا
نظرت إلي جاسر الذي قال : وبعدين ماس اول مره تتحط في موقف كده مش هتعرف تتصرف
مد الرجل يده إليها بتهذيب مرحبا : اهلا يا مدام
صافحته بيد بارده كالثلج ليتابع الرجل : طبعا صدفه عجيبه اننا انا وجاسر أصحاب
اغتصبت ماس ابتسامه هادئه وهزت راسها ليقول داغر وهو يقرع الجرس : اقعد ياجاسر ....اتفضلي اقعدي يا مدام
تشربوا ايه ؟!
هزت راسها بصوت خفيض وهي تجلس بينما لم تعد تحملها ساقها و لم تستطيع أن ترفع عيناها الي جاسر : متشكرة
اشار داغر الي جاسر الذي ظل واقفا : اقعد ياجاسر
قال جاسر بهدوء : انا مش هشغلك واسف اني هحضر التحقيق بس مش هتدخل في أي حاجه
قال داغر بتهذيب : متقولش كدة ياجاسر.... اتفضل اصلا زي ما قولتلك دي مجرد شهاده وكام سؤال
حاولت ماس أن تجيب علي تلك الاسئله من بين أنفاسها التي اختنقت بداخل صدرها بينما
نظرات جاسر كانت هادئه مركزة علي كل كلمه تخرج من فمها لوكيل النيابه الذي جاهد أن يحصر أسئلته والا يطيل عليها بينما لمح توترها من كونها لأول مرة تكون محل تحقيق .....بعد أن انتهي التحقيق
اعتدل داغر واقفا وصافح جاسر قائلا : كدة الموضوع خلص
اوما جاسر قائلا : يعني مفيش اي حاجه تخصها تاني
هز داغر رأسه قائلا : اه طبعا.... اقوال المدام مجرد استكمال لإجراء التحقيقات مش اكتر والنيابة العامه هتتابع باقي التحقيق بس انا في التقرير بتاعي هقفل اقوال المدام وهكتفي بأقوالها ومش هتكون مطلوبه هناك
شكره جاسر مجددا :متشكر يا داغر
ابتسم داغر قائلا : علي ايه بس .....وصل سلامي لسياده اللواء
اوما جاسر وأخذ ذراع ماس الي الخارج
تنهدت ماس وحاولت أن تهديء من ضربات قلبها وهي تخرج من الغرفه ليهرع مالك إليها وكذلك ريم بينما تمهل مهاب في خطواته
: ايه يا حبيتي عملتي ايه
قالت بصوت مبحوح: الحمد لله خلاص مفيش حاجه
نظر مالك الي وجهها ثم الي جاسر بينما نظرت لها ريم بقلق ماس وهي تري وجهها شاحب بتلك الطريقه : انتي كويسه ؟!
أومات ماس وقالت : مصدعه بس شويه
استدعي وكيل النيابه ريم بنفس اللحظه لتقول : هكلمك اطمن عليكي يا ماسه
تحرك مهاب قائلا بلياقه : متاسف يا مسز ماس علي الموقف السخيف ده
هزت راسها ولم تنطق بكلمه ردا علي الرجل ليزفر مالك بحنق مما تحولت إليه أخته
قال جاسر وهو يأخذ بذراع ماس دون أن يوجه كلمه لمهاب : بعد اذنكم
قال مالك باستدراك لإحراج جاسر لمهاب بتلك الطريقة : متشكر يا مهاب بيه وفرصه سعيده
قال مهاب بهدوء : انا اسعد .....
اشار له مالك : حضرتك مش جاي
هز مهاب رأسه قائلا : هنتظر ريم تخلص
اوما مالك وهو يتجه للخارج : تمام
تحرك مالك سريعا خلف جاسر الذي اخذ ماس وانصرف تجاه سيارته بينما ازدادت قبضته علي ذراعها حينما حاولت أن تتحدث : جاسر اهدي وانا هقولك علي كل حاجه ....
زجرها جاسر بحنق وهو يقبض علي ذراعها : مش عاوز اسمع حاجه
نظر مالك إلي امساك جاسر بذراع ماس وهو يدخلها الي السيارة ليندفع إليه يوقفه بعنفوان : انت ماسكها كده ليه
التفت له جاسر بتأهب للهجوم : مش محتاج اقولك انت دخلك ايه.... دي مراتي
اندفع مالك بانفعال : واختي كمان اوعي تنسي ده وتفكر انك هتضايقها وهسكت
قالت ماس بصوت ضعيف توقف أخيها عن الشجار مع زوجها : مالك محصلش حاجه..... جاسر كان بيسندني عشان دوخت
تهكم مالك بغضب من إصرارها علي الدفاع عنه وقد راي انعكاس حقيقته علي ما تحولت إليه : واضح اوي الزوج المثالي من عنيكي الخايفه منه
قالت ماس وهي تهز راسها برجاء فهي لا تحتمل أن يتشاجر جاسر مع أخيها : مالك لو سمحت
هدر مالك بغضب : اسكتي ياماس
التفت الي جاسر قائلا بحده : جاسر لو عندك كلام قوله ليا انا ....ماس ملهاش دعوه
رفع جاسر حاجبه قائلا بانفعال : عندي كلام اكيد وهقوله بس حاليا كلامي مع مراتي اللي انت شجعتها تكذب عليا
انفلتت لسان مالك بعصبيه : كويس انك عارف اني شجعتها يبقي كلمني انا
لم يقل جاسر شيء سوي أنه نظر إلي مالك بحنق وتقدم خطوه تجاه السيارة ليهتف مالك به يوقفه مدفوعا بغريزته الفطريه بالدفاع عن أخته : جاسر استني انا بكلمك
التفت له جاسر بحنق : وانا مش عاوز اكلمك عشان لو اتكلمت هقولك كلام كتير مالوش لازمه احسنلك تسكت
حاول مالك السيطرة علي أعصابه بينما تأزم الموقف والوحيده التي ستدفع الثمن هي تلك المسكينه : جاسر انا مقدر انك ليك حق تتضايق بس افهم ياأخي الاول هي مقالتش ليك ليه
احتقن وجهه جاسر بقوة بينما عادت كلماتها عنه تتردد بإذنه لينظر لها باتهام متسائلا : ليه مقولتليش ؟!
فرك مالك رأسه بينما يدرك مقدار الضغط الذي تتعرض له ماس حتي أنها كادت تفقد الوعي مما تشعر به ليقول مالك وهو يحاول السيطرة علي أعصابه : تعالي نقعد في حته نتكلم وسيب ماس تروح ترتاح
زفر جاسر بغضب شديد بينما يستقتل مالك بالدفاع عنها امامه وكأنه ليس زوجها الذي يخاف عليها ليقول مزمجرا : فاكر انك بتحميها مني والرجوله واخداك
بس كانت فين الرجوله وانت بتشطعها علي الغلط
ضغط مالك علي كلماته بتحذير : جاسر خد بالك من كلامك
تدخلت ماس بتعب حقيقي تترجي أخيها : مالك عشان خاطري اسكت ....انا مروحه مع جاسر متخافش مفيش حاجه هتحصل انا غلطانه
نظر لها جاسر ساخرا فأين حديثها بالأمس عنه ليتمسك مالك بكلامه : قولت كلامك معايا ياجاسر
اغمض جاسر عيناه وتنهد باحتراق ليقول مالك بإصرار : جاسر ماس غلطت وانا اخوها ...كلمني انا
انفلتت أعصاب جاسر ليهتف بعصبية : انا مش تحت مزاجك ولا انت هتعملني اقول ايه واتكلم مع مين
مراتي وحقي اتكلم معاها زي ما يعجبني
اندفع مالك بغضب تجاهه : هي مش عبده اشتريتها وملهاش أهل .....
انفلتت لسان جاسر بتوبيخ : يبقي روح قول لاهلك هي عملت ايه وبعدين كلمني
امسك جاسر ذراعها وهو يفتح باب السيارة ليتدخل مالك ويمسك قبضته يبعدها عن ذراع ماس بعنفوان : سيبها
هتف جاسر بحنق وهو يبعد يد مالك عنه : مالك انا ماسك اعصابي بس متستفزنيش اكتر من كده عشان كلمه كمان ومش هعمل حساب لأي حاجه
سيصل الأمر الي مشاجرة لتغمض ماس عيناها بالم وتفتح باب السيارة وتدخل إليها قائله : مالك انا كويسه يلا ياجاسر
رفض مالك وحاول أن يمنعها من الذهاب معه : ماس أنزلي .....لو عنده مشكله معاكي يتكلم معايا أنا وبابا
هزت راسها برفض أن يزداد الأمر تعقيدا أكثر مما وصل إليه بينما تدرك أن تشابك أخيها وزوجها قادم لا محالة : مالك لو سمحت ...انا وجاسر هنحل المشكله مع بعض
نظرت له برجاء : انا كويسه ....عشان خاطري
............
...
ضرب مالك اطارات سيارته بحنق بينما أنطلق جاسر بسيارته بسرعه ......لاتعرف ماس كيف مضي عليها الطريق بينما قلبها لا يتوقف عن الدق بتلك السرعه وانفاسها هربت من صدرها كما هربت الدماء من عروقها .....أنها في نظره متهمه وتتفهم ما يشعر به وتتمني لو يفهمها هو الآخر لإنقاذ ما بينهم والذي لم تتخيل أن يصل الي هذا الحد
دخلت المنزل ومازالت بدايه اشتباك مالك معه تدور بعقلها فهي السبب بكل هذا
خرج صوتها برجاء ان يهديء ويستمع لها : جاسر
التفت لها بعيون ملئها الاتهام لتنظر له بقليل من الرجاء أن يرأف بحالتها
وقبل أن تقول كلمه كان بكل غضبه الذي التهب بنظرات عيناه بالرغم من محاولته الضاريه ليكون بهذا الهدوء الظاهري والثبات وهو يمسك بملف التحقيق ويبدأ بمواجهتها وقراءه بعض منه ونظراته التي امتزج فيها مشاعر جمه تخترق صدر ماس عتاب قاسي وغيرة وغضب وخزلان
( وقد تم الاتفاق بعد مكالمه هاتفيه بيني وبينها
ارسال الملفات وإكمال العمل الذي توقف ..... بمكالمه هاتفيه أشارت أنها استعانت بتلك الملفات ....بناء علي اتصال اخر ....
ظل يعيد تلك الاسئله والاجابات حتي كادت تشعر بالصمم من نبرته التي لو كانت النيران مشتعله بها لما خرجت بتلك السخونه وهو كالاحمق يعرف باتصالات زوجته بتلك الطريقه .....افافت ماس التي نكست راسها علي صوته الجهوري يزداد علوا متزامن مع القاءه لهذا الملف الذي تطايرت أوراقه حولها : اييييه ...كل ده من ورايا ....؟!
حاولت اخراج كلمه من حلقها الذي امتليء بالمرارة وهي تسال نفسها كيف وصلوا لتلك الحاله : جاسر ..!
اندفع يمسك ذراعها بقوة ويجذبها تجاهه صارخا بها : اخرسي مش عاوز اسمع صوتك
ازدادت عصبيته بشكل مخيف وهو يتذكر كل ما قالته أمام وكيل النيابه بينما لم تخبره ولو لمره واحده بأنها تتحدث هاتفيا مع مهاب وهو ليس أكثر من مغفل
لتنفلت أعصابه دون إرادته و ينقض علي ذراعها صارخا بها : ايييه .....هتكذبي عليا تاني وتطلعيني مغفل اكتر من كده
تركت ماس ذراعها بيده بينما لم تعد تعرف من هو الواقف امامها وقلبها ينتحب من تطاوله عليها بتلك الطريقه وهو يسمح لغضبه وغيرته أن تعميه لتقول برجاء : جاسر انت بتخوفني باللي بتعمله انا معملتش حاجه ....
افهمني
ترك جاسر ذراعها وهتف بانفعال شديد بينما غلت رأسه كمراجل ملتهبه : افهم ايه ....ده انا طرطور طول الفتره دي ......نظر لها بحده وتابع متستئلا بينما انفلتت أعصابه من عقالها : انتي عمرك مرة قولتي ليا أن في مكالمات بينك وبين الزفت ده
أغمضت عيناها وهزت راسها ليهتف جاسر بغضب : خبيتي يبقي بتعملي حاجه غلط
هزت راسها قائله بصوت مختنق بالعبرات الساخنه التي تدافعت من عيونها : خوفت منك ومن عصبيتك
هتف جاسر ساخرا بحده : هي دي مبررات لكذبك
نظر لها وقال بحده شديده : مالكيش أي مبرر انتي كذبتي عليا وخبيتي وكمان طالع انا الشرير في الحكايه واخوكي واقف يدافع عنك قدامي وكأني بجلدك ......امتزج العتاب بصوته وهو يتابع بنفس العصبيه : كل اللي بينا ده ومفكرتيش يشفع ليا عندك وانتي بتحطيني في الصورة دي .....مجرد طرطور
بكت ماس بانهيار : مش قصدي
نظر لها باتهام واوجعته دموعها ليقول برفض : لا قصدك ياماس ...
من اول مرة خبيتي عليا كان قصدك تخبي
رددت من بين دموعها : انا والله خوفت من عصبيتك ....خوفت تعمل مشكله من غير سبب ....مفكرتش أن ...قاطعها جاسر ساخرا بقسوة : مفكرتيش اني هعرف في يوم من الايام واهو ربنا بين كل حاجه
ازدادت قسوة نظراته بينما تابع بوعيد مبطن : مش انا بخوفك مني
نظرت له بعيونها التي ماثل احمرارها كاسات الدماء ولم تقل شيء ليتابع جاسر بمزيد من القسوة : تمام خافي بقي مني بعد كده
تركها وانصرف وهو يركل الأرض بخطواته صافقا الباب خلفه بعنف لتجثو ماس علي الأرض تبكي بقوة ....تبكي كل شيء انقلب عليها بتلك الطريقه ولا تدري ان الكلمات التي قصدت مي أن يسمعها جاسر فقط هي ما أدت إليه الي تلك الحاله......عاشق لها يري من كلماتها أنها لاتراه وكم اوجعه أن تراه بتلك الصورة وموقف مالك أكد له أنه هو الآخر يراه ليس رجل جدير بأخته التي يدرك جيدا أنها ستضيع من بين يداه ليصبح كالفهد الجريح الذي يحارب بغشاوة فوق عيناه فلايدري أنه يزهق أنفاسه بيده وهذا هو ما فعله جاسر .....بيده اجهز عليها تماما ...!
..............
....
بغضب اهوج اندفع مالك الي منزل عائلته ليدخل بلا مقدمات يسأل عن مي ..قالت هويدا بقلق : في ايه يامالك ؟!
اندفع الي حيث جلست مي ليجذبها من ذراعها ويدفعها الي أحد الغرف ويغلق الباب
نظرت له مي بخوف ليهدؤ بها بغضب شديد : انتي اللي قولتي لجاسر ....!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك