قيد من دهب الفصل الخامس والاربعون

0


الفصل السابق

 الفصل الخامس والاربعون


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظرت مي بخوف الي مالك الذي اتجه إليها بخطوات عصبيه وهو يكرر سؤاله بصوت أجش : انتي اللي قولتي لجاسر ؟!

تعلثمت مي وهي تهز راسها : قولت ايه لجاسر ؟!

قبض مالك علي ذراعها بقوة هاتفا بسخط : متكذبيش 

هزت راسها بضع مرات وهي تحاول التمسك بثباتها : مش بكذب.... اصلا انا مش عارفه انت بتتكلم عن ايه 

زجرها مالك بعصبيه : لا عارفه .....مفيش غيرك ممكن يعرف بكلام ماس معايا 

نظرت له مي برجاء بينما ارتجف قلبها خوفا : اعرف ايه .....مالك فهمني ..... انا اصلا مش فاهمه بتتكلم عن ايه 

صاح مالك بغضب شديد : افهمك ايه ....افهمك ايه وانا متاكد انك الي قولتيله..... محدش غيرك سمعنا وانتي عشان طول عمرك بتكرهي ماس روحتي قولتيله 

احتدت نبره مالك وهو يتابع : انتي عملتي مشكله بينها وبين جوزها وفاكراني مش هعرف وهعديها زي كل عمايلك اللي فاتت ....نظر لها بوعيد وتابع بينما ازدادت قبضته علي ذراعها : بس انتي بقي اللي متعرفيش اللي هعمله فيكي .....انا صبرت عليكي كتير بس لغايه اختي وبس 

هزت راسها وطفرت دموع الخوف من عيونها 

لتهز راسها وتتمسك بكذبها الي النهايه بينما تدرك أن تلك المره لن يمررها مالك لها بأي شكل لتقول بدموع زائفة : انا مالي ومال ماس اصلا ...انت شوفت اني امبارح كنت بتعامل معاها كويس.....ازداد بكاءها وهي تتابع : ذنبي ايه في الى بيحصل بينها وبين جاسر 

احتقن وجهه مالك بالغضب بينما لا شيء من داخله يصدق دموعها : طالما مش انتي اللي روحتي قولتيله بكلامها معايا يبقي هو عرف منين ....

زاغت عيون مي بينما من حديث مالك فهمت أن جاسر لم يقل أنها من أخبرته لذا تمسكت بموقفها الكاذب لتقول بتعلثم : معرفش يا مالك ....اصلا مش عارفه انت بتتكلم عن ايه ولا ايه اللي ماس مخبياه علي جاسر !

.........

.....


أسرعت هويدا تدخل الي غرفه شريف الذي اخذ حفيده بجواره ونام قليلا فترة الظهيرة ليهب سريعا من نومه علي يد هويدا التي توقظه : شريف قوم بسرعه ...

عقد حاجبيه بقلق وهو يعتدل جالسا : في ايه ؟

هتفت هويدا سريعا : قوم بسرعه يا شريف .... مالك بيتخانق مع مي 

اسرع شريف خلف زوجته ليطرق علي الباب هو يقول : 

مالك افتح الباب 

لم يجب مالك وتابع الضغط علي مي التي تبعثرت أعصابها بينما تفكر في ما ستقوله لتفلت من قبضه مالك لتقول بدفاع عن نفسها : انت جاي تهاجمني ليه ....مالي انا بأن اختك خبت حاجه علي جوزها

خانها لسانها بينما تابعت بانفعال وهي تري أن ماس لا تنفك تتسبب لها بمشكله بالرغم من أن ماس هي المغدورة : انت جاي تحاسبني انا عشان اختك خبت حاجه علي جوزها ماهي مصحباه سنين ومخبيه عليكم .....لم تكد تكمل جملتها حتي افلتت اعصاب مالك وهوي علي وجهها بصفعه قويه لتصرخ مي بألم وتنظر إلي مالك بعدم تصديق بينما لأول مرة يتطاول عليها 

.....

.......

عقد محمود حاجبيها واسرع خارج غرفته علي تلك الأصوات : في ايه؟!

قالت هويدا وهي تستمع لصوت مي ومالك ؛

اخوك بيتخانق مع مراته 

نظر محمود لهم باستفهام : بيتخانق ليه ؟!

استمعوا لصرخه مي ليزجره شريف : انت لسه هتسأل 

اكسر الباب 

نظر محمود لابيه بشك قائلا : 

بابا بلاش نتدخل بينهم 

هتف شريف بغضب : بقولك اكسر الباب 

بكتفه دفع محمود الباب بضع مرات لتندفع هويدا تجاه مي التي كان مالك يمسك بذراعها بعنف مزمجرا بينما غاب عقله مما نطقت به لتهتف به والدته : مالك في ايه ؟!

صاح مالك بعصبيه : محدش يتدخل 

هتف شريف بحزم وهو يري ابنه يعامل زوجته بتلك الطريقه التي يرفضها : مالك..... سيبها 

انتزعت هويدا مي التي كانت تبكي بقوة وهي تضع يدها علي وجهها مكان صفعته من قبضه مالك بينما 

نظر شريف الي مالك بتوبيخ : انت ازاي تعمل كده في مراتك .....؟! 

اشاح مالك وجهه بانفعال واتجه خلف مي ليمسك به والده هاتفا بحزم : مكانك واياك تقرب لها 

نظر مالك لابيه محاولا التحدث بلياقه وتهذيب : بابا لو سمحت متدخلش ....

اسرع مالك خلف مي التي ازداد بكاءها بخوف من رد فعل مالك علي ماقالته بينما اخذت هويدا تهدئها ولكنها مالبثت أن وجدت مالك يندفع إليها بغضب صائحا بها : هاتي ادم ويلا 

قالت هويدا : يلا علي فين يا مالك ....اقعد يا ابني استهدي بالله 

: ماما لو سمحتي محدش يتدخل ...نظر إلي مي بوعيد وتابع بسخط : قومي معايا 

هزت مي راسها ببكاء وتمسكت بهويدا بينما أدركت أنه سيفتك بها لدي عودتهم للمنزل ....قال شريف بانفعال : مالك ....سيبها وتعالي معايا 

رفض مالك وهز رأسه ليتدخل محمود ويمسك بكتف أخيه : مالك تعالي معايا ......

بعد عده محاولات اخذ محمود مالك الي غرفته ليتبعهم شريف الذي نظر إلي مالك مؤنبا : في ايه .....انت ازاي تعمل كده في مراتك ؟! 

ازدادت نظرات شريف حده بينما يتابع توبيخه باستنكار : انت بتضربها وكمان وهي حامل ....؟! 

اشاح مالك بوجهه المحتقن بينما يتذكر كيف استفزته بتلك الكلمات التي نطقتها عن وجود شيء سابقا بين جاسر وماس ....! 

لتنقذ نفسها بنفس الخطوات الغبيه المندفعه كانت مي تتصل بوالدتها تبكي لينخلع قلب ماجده لدي سماعها صوت ابنتها ....

قالت هويدا بعتاب : يابنتي مفيش داعي تكبري الموضوع 

انا وعمك هنجيب لك حقك 

هزت مي راسها ببكاء وقد أحسنت تقمص دور المظلومه : ده مد أيده عليا يا طنط .....ضربني بالقلم

عقدت هويدا حاجبيها وربتت علي كتف مي : حقك عليا يا بنتي ....بس هو هيعمل كده ليه ؟!

بنفس الزيف والخداع كانت تقول مدافعه عن نفسها : جاسر وماس في بينهم مشكله وهو عشان خاطر ماس ضربني وكأني مسؤله عن تصرفات جاسر 

علي قلب هويدا علي ابنتها ولكنها كتمت بداخلها بينما بقيت تهديء وتطيب خاطر مي ..

........

.....

نظرة حاده رمق زيدان ماجده بها وهو ينزل من سيارته متجها الي منزل شريف حينما تفاجيء بجاسر يوقف سيارته وينزل هو الآخر بينما امتليء وجهه بالغضب ما أن اتصلت به ماجده وأخبرته أن هناك مشكله بين أخته وزوجها ليتوعد مالك بعد ما حدث بينهما  

زجر زيدان ماجده هاتفا بسخط : مفيش فايده فيكي ....قولتي لجاسر ليه ...؟!

نظرت له ماجده باستنكار : انت مش عاوزة يشوف اللي حصل لأخته ولا يدافع عنها 

هتف بها زيدان بسخط من بين أسنانه : يدافع عنها قدام مين .... انتي عاوزة جنازة وتشبعي فيها لطم وخلاص ....

اشاحت ماجده بوجهها هاتفه : اهو بقي لازم يعرفوا أن ليها اخ وعيله تجيب حقها 

نظر لها زيدان باستنكار : وهي خناقه كل واحد يجيب عيلته ....لوي شفتيه وتابع بحنق : ريما يستر ومتطلعش بنتك عامله مصيبه كالعاده ..! 

صمتت ماجده ليتجه زيدان الي جاسر الذي دخل الي داخل المبني ليقول له : جاسر روح انت ...

هز جاسر رأسه دون قول شيء ليهتف زيدان به بحزم : اسمع الكلام ياجاسر .....عادي مشكله بتحصل بين اي اتنين وانا طالع اشوف في ايه ...تدخلك هيعمل مشكله بينما وبين مراتك 

نظر له جاسر متهكما بينه وبين نفسه فبالاساس المشكله قائمه ليتجاهل كلمات أبيه ويخطو بإصرار الي المصعد 

........

....

جلس مهران بجوار فيروز وابتسامه واسعه مرتسمه علي وجهه بينما يقبل وجنتيها : مبروك ياأم عمران 

ابتسمت فيروز بسعاده قائله : الله يبارك فيك 

داعب وجنتها بحنان : انتي كويسه 

هزت راسها ليقول : يعني اروح الشغل وانا مطمن

عقدت حاجبها وقالت بدلال : انت مش هتقعد جنبي وتسيب شغلك زي الافلام 

تعالت ضحكه مهران قائلا : ادي انتي قولتي افلام 

ضحكت فيروز هي الأخري لتقول وهي تميل علي كتفه : ماهو انت لازم تدلعني الفترة دي 

اوما مهران وقبل طرف شفتيها قائلا : الفتره دي وكل الفترات يا ست البنات ....نظر لها بحب وتابع : اينعم انا فرحان بالواد اللي جاي بس غلاوتك حاجه تانيه مش هتزيد ولا تقل بالواد 

ابتسمت فيروز له ولصراحته ليقبل وجنتها قائلا : انا هخلص شغلي بسرعه وارجعلك 

أومات له ليعتدل واقفا من جوارها ويشاكسها قائلا : وبعدين انا مش هخاف عليكي بعد كده ....مش قولتي أن مرات عمي هي اللي مسكتك قبل ما تقعي 

أومات له فيروز قائله بدهشه: اه يامهران تخيل 

هز مهران رأسه قائلا : متخيل طبعا ...ايه يابت الناس وهي كانت قتاله قتله ولا امنا الغوله ....لازم تخاف عليكي وانتي لو مكانها كنتي هتعملي كده 

رفعت حاجبها بتساؤل ومازالت مندهشه : بصراحه مصدقتش ....بس شكلها طيبه 

اوما مهران : كلنا جوانا الحلو والوحش ...

: بس تصرفاتها في الاول ....قاطعها مهران عن الاسترسال فيما تقوله : اهي راحت لحالها ....كبري مخك يا فيروز 

أومات فيروز بينما نوعا ما اقتنعت بحديثه 


.........

....

خرجت ياسمين من المياه وجذبت منشفه تجفف بها جسدها بينما اتسعت ابتسامتها وهي تتطلع الي صالح الذي غرق في النوم منذ أن نزلوا باكرا الي البحر بعد تصميمها ليتركها ويضع يداه علي وجهه ويغرق بالنوم فوق هذا المقعد الطويل ....جلست ياسمين بجواره ومررت يدها علي كتفه الذي تلون باللون الاحمر لتتسع عيناها حينما فتح صالح عيناه واعتدل جالسا لتقول ياسمين بعدم تصديق : صالح ...انت محطتش sunblock ونايم كل ده في الشمس 

عقد صالح حاجبيه ومد يداه ليفرك وجهه ليستفيق ولكنه سرعان ماشعر بجلده يحترق ....

لم تستطيع ياسمين منع ضحكتها وهي تضع الكريم الملطف علي وجهه وكتف صالح وظهره حينما عادوا الي غرفتهم ....يا حبيبي انت مسمعتش كلامي ونمت في الشمس 

توجع صالح : وانا اعرف منين ...؟!

نظر إليها قائلا : هاتي مرايه اشوف وشي 

ضحكت ياسمين وهزت راسها قائله : بلاش 

اتسعت عيون صالح بمرح : للدرجه دي ؟! 

هزت ياسمين راسها بأسف ومازالت تحاول كتم ضحكتها علي وجهه الذي تحول الي جمره حمراء 

زم صالح شفتيه بغيظ حينما هب واقفا ينظر إلي نفسه بينما اغرقت ياسمين وجهه وكتفه بالكريم الملطف ...كله منك ...حبكت تنزليني الصبح في عز الشمس 

ضحكت ياسمين قائله : امال احنا جاين ليه لو فضلنا نايمين للعصر

نظر لها صالح بمكر واقترب منها قائلا بينما يطوق جسدها بذراعيه : جاين شهر عسل مش نتحرق في الشمس 

افلتت ضحكه ياسمين التي استجابت الي قربه ولكن ما أن وضعت يدها علي كتفه حتي صرخ صالح من الالم ....اه ياسمين براحه ياروحي 

ربتت ياسمين بأطراف أصابعها علي كتفه برفق : معلش يا حبيبي 

........

.....

اتسعت عيون الجميع بينما تحدث مالك بكل ماحدث بينما لم يعد هناك سبب لاخفاء شيء

ليختم حديثه وهو يتطلع الي مي بوعيد : 

مفيش غيرها اللي سمع كلام ماس معايا وهي اللي اكيد بلغت جاسر 

تبادل هو وجاسر نظرات الحنق بينما تابع مالك بتهكم مقصود : ماهو مش بيشم علي ضهر أيده عشان يعرف 

رفع زيدان رأسه بنظرات موبخه ومخزيه لابنته قائلا : انتي اتصنتي علي جوزك واخته 

قبل أن تفتح مي فمها كان زيدان يوقفها ويشير لها بحزم : اسكتي 

التفت الي جاسر قائلا : رد انت ....اختك اللي قالت لك ؟!

ارتجفت مي بينما يكرر ابيها السؤال أمام الجميع : رد ياجاسر ...انت عرفت من مي ؟!

نظر جاسر الي مي التي ترجته بنظراتها بينما نظرات مالك المشتعله متأهبه كما حال زيدان ليشيح جاسر بوجهه ويردد ببطء : لا ...معرفتش من مي 

هتف مالك بعدم اقتناع : امال عرفت منين ؟!

هز جاسر رأسه : عرفت من مكان ما عرفت .....وانت بالذات اخر واحد تسأل أو تتكلم بعد اللي عملته 

هب مالك واقفا : قولتها وهعيدها ليك تاني ....انت اللي وصلتها لكده ؟!

لو كانت حاسه انك هتقف معاها مكانتش خبت عنك 

اهتاج جاسر بجنون ليندفع تجاه مالك مزمجرا : انت هتعلمني ازاي اتعامل مع مراتي ....ولا انت اللي هتقولي اقف معاها ازاي .... 

تفاقمت نظرات الغضب بعيون جاسر الذي تابع بهجوم ؛ انت شجعتها تكذب عليا يبقي تسكت خالص 

هتف به مالك بانفعال : جاسر حاسب علي كلامك اختي مش كدابه 

احتدت نبره جاسر بغضب : امال اللي عملته ده يبقي ايه ؟!.

صاح مالك به : يبقي خافت منك ومن عصبيتك .....فشلت انك تطمنها وجاي دلوقتي تحاسبني .....

نظر له باتهام وتابع : ايه اللي جرالها وعملت فيها ايه عشان تكون بالصورة اللي شوفتها ؟!

هدر قلب هويدا بقلق علي ابنتها بينما تعكرت ملامح زيدان بقوة وهو يستمع لكلمات مالك الحانقه عن تصرفات جاسر لتتدخل ماجده في محاوله منها لتهدئه الأمور : مالها ياابني ماس ماهي كانت عندنا امبارح وكانت زي الفل هي وجوزها ومكانش في أي حاجه 

تهكم مالك ساخرا بينما دوما الصورة خادعه وهو قد رأي الحقيقه : كانت بتمثل قدامنا 

رفع عيناه الي جاسر باتهام وتابع دون تفكير : الله اعلم بيعمل فيها ايه عشان توصل لكده 

تغيرت ملامح جاسر بقوة من تلك الاتهامات التي تكال إليه كما حال الجميع من احتدام إلقاء مالك كل التهم علي جاسر بتلك الطريقه ليحاول شريف وزيدان السيطره عليهم ولكن احتدم الأمر حينما صاح جاسر به بحنق ولم يبرر لأحد : متدخلش بيني وبين مراتي ....

هتف مالك به بحنق : مراتك اختي ...فاهم 

صاح جاسر به بغضب بينما فشلت محاوله زيدان وشريف في السيطره عليهم : واللي مديت ايدك عليها تبقي اختي انا كمان 

هتف مالك بحنق وهو يرمق مي بنظرة وعيد : هي عارفه انا مديت ايدي عليها ليه.....ولو رجع الزمن هديها بدل القلم عشرة

هب جاسر من مكانه بغضب هاتفا : وانا هقطع ايدك لو اتجرأت عليها .... 

اندفع مالك من مكانه تجاه جاسر بغضب اعمي بينما معرفته بأنه كان علي علاقه بأخته سابقا زاد من موقفه العدواني تجاه جاسر ....ليقوم جاسر هو الآخر بينما مازال الغضب يعميه ليسرع زيدان وشريف يحولون بين تشابك جاسر ومالك بينما هربت الدماء من وجهه مي وهي تري نتائج فعلتها ولم تكن تدري انها مجرد بدايه ...! 

امسك محمود بجاسر سريعا وكبل يداه بجسده وأخذه للخارج يجاهد للسيطره عليه بينما ارتجف قلب هويدا وماجده لرؤيه ما يحدث بين مالك وجاسر الذين كانوا بالأساس اصدقاء وهاهي مي هربت الدماء من عروقها وهي تري احتدام الأمر بتلك الطريقه ....!

أخذ محمود جاسر قائلا وهو يمسك بكتفه: اهدي ياجاسر وتعالي معايا 

نزع ذراعه من يد محمود واتجه الي الباب ليغادر ليوقفه زيدان : مش هتمشي قبل ما تصفي إللي بينك وبين صاحبك 

هز جاسر رأسه بإصرار : ولا صاحبي ولا عاوز اعرفه بعد ما خلي مراتي تكذب عليا 

صدع صوت بكاء ادم في الغرفه ليسرع محمود إليه ويترك جاسر مع زيدان الذي قال بحنق : جاسر انا مش هتكلم معاك في موضوع ماس دلوقتي .... نظر له بتأنيب وتابع : لو اللي مالك قاله صح عن خوف ماس منك بسبب عصبيتك اعرف اني اول واحد هقف ضدك وهيكون ليا حساب معاك 

انتفخ صدر جاسر بالغضب بينما لايدرك كيف يمكن أن يدافع عنها أحد بتلك الطريقه وكأنها لم تخطيء ويلقون باللوم عليه وحده 

ليهز رأسه بتهكم بينما ببراعه صدرت صورة الوحش الذي تعيش معه للجميع فأصبحت ضحيه 

قال زيدان بعقلانية : جاسر اللي عملته مع مالك مينفعش

تعالي خلينا نهدي الأمور بينكم انتوا أصحاب وأهل 

هز جاسر رأسه برفض فهو لم يعد يستطيع السيطرة علي أعصابه ليقول ابيه بعتاب حازم : هتصغرني ياجاسر قدام الناس 

: العفو يابابا 

: يبقي تدخل وتهدي 

علي مضض أخذ جاسر نفس عميق وهو يمتثل ليد أبيه 

ليعود لجلستهم كما عاد مالك الذي تحدث معه شريف موبخا هو الآخر قبل قليل 

قال شريف بغضب : انت غلطان 

نظر مالك باستنكار لأبيه قائلا : غلطت في ايه .....قالت ليا خايفه منه اعمل ايه اروح اقوله ولا اقف جنبها ؟!!

زم شريف شفتاه بكمد ليغالب نفسه قائلا : ماس مش بتخاف 

قال مالك بعنفوان : تخيل بقي عمل فيها ايه بجنانه 

بالرغم من قلب شريف الذي تحرك من موضعه خوفا علي ابنته إلا أنه لم يساير مالك في غضبه بينما يدرك جيدا أن ما يفعله جاسر ومالك لن يحل المشكله بل سيزيد منها ليقول بحزم : مالك متتكلمش كده عن جوز اختك 

هتف مالك بغضب شديد ممزوج بقهره : محروق يابابا ...لو شوفت خوفها في عينها منه .....

هموت من وقت ما اخدها من ايدي ومعرفتش احميها 

ضرب الحائط بقبضته وتابع : هتجنن وانا بفكر عمل فيها ايه لما روحت معاه 

لم يعد شريف يحتمل قلقه ليخرج هاتفه من جيبه ويتصل بماس التي أجابت علي الفور وهي تزين صوتها بابتسامتها تخفي بها صوتها المختنق بالدموع : بابا 

اختنق حلقها بقوة بينما قال شريف بقلق : ماسه انا عرفت كل حاجه من اخوكي 

لم تحاول التبرير لنفسها لتقول باعتراف : انا غلطانه يابابا اني خبيت علي جاسر

اوما شريف قائلا بحنان : هنتكلم في ده بعدين .... انا عاوز اطمن عليكي .....جاسر ضايقك ؟

هزت ماس راسها وقالت سريعا : لا خالص 

جذب مالك الهاتف من يد ابيه قائلا بقلب لهيف بالرغم من وجود تلك الغصه بحلقه بسبب ماعرفه من مي ولكن الآن ليس وقت مناسب ليتحدث معها بهذا الأمر ويزيد الضغوط عليها : ماس متكذبيش وتداري عليه اكتر من كده ....غلب الحنان علي نبرته وهو يتابع : 

قولي ياحبيتي مخوفك من ايه 

هزت ماس راسها وبقوة كبحت دموعها بينما تقول : مفيش حاجه يا مالك 

قال مالك بعنفوان : انا جاي هاخدك حالا .....خلاص بابا وماما عرفوا وكمان أهله ....خلينا نقعد مع بعض و

قولي كل حاجه واحنا هنجيب حقك ....يا يعرف قيمتك يا ...قاطعته ماس قائله : مالك مفيش داعي ....اصلا مفيش حاجه حصلت بينا ...هو زعل اني خبيت عليه وله حق 

هتف مالك بغضب : وانتي حقك فين ؟!

جذب شريف الهاتف من يد مالك ليقول بحنان ممزوج بالحزم : اسمعي ياماس لو جاسر فعلا بيتصرف معاكي وحش انتي لازم تقوليلي علي كل حاجه 

أغمضت ماس عيناها بتعب حقيقي بينما كل ما تريده هو الصمت والبكاء ...لاتريد شكوي ولا تريد شجار ولا تريد جفاء وخلاف. .... تريد أن تصمت  

لتقول بصوت متعب : مفيش حاجه يا بابا .....ساعات عادي بنتخانق زي اي اتنين بس 

احتقن وجهه مالك الذي استمع لكلام أخته من خلال مكبر الصوت ليهتف بانفعال بينما لايصدق شيء مما تقوله ويراها مازالت تخفي عنهم وتحافظ علي صورته أمامهم ؛ بس ...؟! 

ولما هو بس ليه متكلمتيش معاه لما كان عندك مشكله 

قالت ماس وهي تضع يدها فوق بطنها التي بدأت تؤلمها كثيرا : خوفت من رد فعله لو عرف أن مستر مهاب كلمني 

قال شريف باستفهام : وهو مهاب بيكلمك ليه ؟! 

قالت ماس بصوت متعب : في شغل بابابا...

بس جاسر بيغير وحذرني قبل كده أكلمه 

سايرها شريف قائلا : ومسمعتيش كلام جوزك ليه 

لمعت الدموع بعيونها دون إرادتها لتقول : مقصدتش ...كلمني مرة في شغل وانا خوفت جاسر يتضايق وسكتت وبعد كده كان بيكلمني اوقات وكلامنا كله عن الشغل وبرضه خوفت من رد فعل جاسر .....تنهدت بينما بدأت أنفاسها تتسارع وهي تتابع : 

انا معملتش حاجه غلط يابابا ..... اه غلطانه اني خبيت عن جاسر بس ده كان عشان خوفت من الخناق مش اكتر .....

اوما شريف بينما اكتست ملامح وجهه بالقلق علي ابنته ليقول : جاسر بيتعصب عليكي ياماس 

صمتت ماس لحظه قبل أن تهز راسها : لا يابابا ....مش بالصورة اللي حضرتك فاهمها ....يعني لما يكون في سبب 

قال شريف متنهدا : عموما احنا لينا كلام كتير مع بعض بس حاليا مش عاوز غير اقولك كلمتين .....تنهد زيدان وتابع : اكبر غلط عملتيه ياماس انك مدافعتيش عن وجهه نظرك ومبادئك واستستهلتي وخبيتي 

نظر مالك باستنكار لأبيه : بابا انت هتلومها هي 

قال شريف بحزم : بعرفها غلطها 

نظر له مالك بحنق : وهو ؟! 

قبل أن يقول شريف شيء كانت ماس تقول لتنهي الحديث : أنا وهو هنحل مشكلتنا يابابا ....تنهدت وتابعت بصوت مختنق : 

بابا لو سمحت انا مش عاوزة اكون سبب في مشكله بين مالك وجاسر 

قال شريف بضيق : هي حصلت فعلا مشكله 

عقدت ماس حاجبيها بقلق : ايه اللي حصل يابابا ؟! 

أخبرها شريف : اخوكي اتخانق مع أخته 

عقدت ماس حاجبها : ليه مي مالها 

قال شريف وهو يتطلع الي مالك الذي يتحرك بعصبيه مفرحه : هي اللي قالت لجاسر 

بمنتهي السماحه كانت ماس تهز راسها بكلمه حق نبعت من نقاء قلبها : لا يابابا مي ملهاش دعوه 

ضيق شريف حاجبيه : امال جوزك عرف منين ؟! 

قالت ماس ببديهيه : وكيل النيابه صاحب جاسر 

عقد مالك حاجبيه بعدم تصديق فأي صدفه هي تلك !!

لتؤكد ماس : أيوة يابابا ...طلع صاحبه واكيد عرف منه !

وجهت حديثها لأخيها : مالك مي ملهاش ذنب متعملش معاها مشكله ....

صمت مالك ولم يقل شيء فلا يقبل اي دفاع عقله لا يتقبله لتقول ماس برجاء : مالك متزعلش مني ....انا السبب في كل اللي حصل 

قال مالك بعتاب : زعلان ياماس ....زعلان انك بتدافعي عن صورته وهو ميستاهلش 

هزت ماس راسها قائله : ليه يامالك جاسر كويس....انا قولتلك أنه كويس جدا وبيحبني 

افلتت الكلمات الحانقه من شفاه مالك بينما لا يتخيل أن يخون جاسر صداقتهم ويرتبط بأخته : جاسر غدار ...صمت مالك ولم يكمل حديثه الذي لم تنتبه ماس لمغزاه بينما تشعر بالضيق من نفسها لأنها تسببت في مشكله كبيرة بين أخيها وزوجها ....

قال شريف بحنان : ماس حبيتي انا حاليا معنديش حاجه اهم من انك تكوني كويسه 

قالت بتأكيد : انا كويسه اوي يا بابا اطمن عليا  

اوما شريف قائلا : عموما احنا لينا كلام مع بعض كتير بس مش دلوقتي .....خدي بالك من نفسك 

: حاضر يابابا 

اغلق شريف الهاتف ونظر الي مالك قائلا : شوفت انك ظلمت مراتك 

كل الدلائل تبرئها ماعدا إحساسه وهو غير مقتنع تماما 

..........

.......روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تبادلت ماجده وهويدا النظرات بينما كل منهم تتحدث عن ابنتها : انتوا لازم اتحسدتوا .....كل واحده فيكم حامل والزعل وحش عشانها 

خفضت مي عيونها التي لم تجرؤ علي النظر تجاه جاسر أو مالك بينما أنقذها جاسر ولكن يبدو من ملامح مالك أنه غير مقتنع بالاضافه لانفلات لسانها عن علاقه جاسر بماس والتي لن يمررها لها 

لم يستطيع شريف اخفاء مشاعره تجاه جاسر ليقول بحزم وهو يوجهه حديثه الي زيدان : حاليا مي حقها عندي 

هز زيدان رأسه قائلا : انا مش هتدخل طالما هي وجوزها هيحلوا مشكلتهم مع بعض 

اوما شريف ليقول زيدان لمالك : انت مش عاوز تقول ضربتها ليه وانا هحترم ده حاليا طالما هي كمان سكتت لأن واضح انها غلطانه بس لو حبيت تتكلم فبنتي تلزمني وانت مش هتمد ايدك عليها تاني وهتكلمني اجي اخدها 

اوما مالك وهو يتمالك نفسه بينما يريد لتلك الجلسه أن تنتهي باسرع وقت كما حال جاسر الذي وجهه إليه شريف الحديث : وانا ليا معاك انت وماس كلام ياجاسر ..... انت اخدت بنتي امانه واظنك راجل وفاهم يعني ايه تاخد بنتي امانه 

امسك زيدان بيد جاسر حتي لا يتفوه بشيء بينما قال هو : موضوع ماس وجاسر هما هيحلوه مع بعض ولو حد هيتدخل هيكون انا ....هز رأسه وتابع بإقرار : ماس غاليه عندي اوي ومش عشان هي مرات ابني ...لا انا بعتبرها زي بنتي واغلي كمان 

أومات ماجده قائله : اه والله ياهويدا ربنا يعلم زيدان بيحبها اد ايه 

هزت هويدا راسها : عارفه ماس بتقولي .....نظرت هويدا الي جاسر في محاوله لتلطيف الأجواء : ماس طيبه وبتتصرف بطبيعتها ياجاسر ومتقصدش ابدا أنها تهمشك او تلغيك ....جايز بس محبتش تحملك ضغط وكفايه شغلك 

اوما جاسر بنظرات خاويه وهو يعد الدقائق لينصرف 

..........

...

نفخت تهاني في تلك الحبوب التي جلست تنتقيها لتمد يدها بالصينيه الي بسمه قائله : خدي يا بسمه دخلي دي جوه لذكيه المطبخ 

أومات بسمه وقامت من جوار تهاني التي التفتت الي الدرج بعد قليل حينما سمعت لتلك الخطوات ....عقدت حاجبيها حينما رأت فيروز تنزل 

: انتي نازله ليه ؟!

نظرت لها فيروز وهزت كتفها : ايه المشكله ؟!

وضحت تهاني لها وهي تشيح بوجهها : خافي علي نفسك وخليكي في سريرك 

تفهمت فيروز نصيحه تهاني ولكنها قالت وهي تجلس في المقعد المقابل لها : شكرا ...بس انا زهقت فقولت انزل 

أومات تهاني وهي تهز كتفها : زي ما يعجبك 

ساد الصمت لحظات لتقرر فيروز أن تقطعه وهي تتجه لتجلس علي طرف الاريكه بجوار تهاني التي نظرت لها باستنكار دون قول شيء لتقول فيروز بابتسامه هادئه : علي فكرة شكرا 

قالت تهاني وهي تتمسك يعقده جبينها : قولتي من شويه شكرا ولا هي سيرة  

افلتت ضحكه فيروز لتنظر لها تهاني بغيظ : بتضحكي علي ايه يابت انتي ....

هزت فيروز كتفها قائله : عشان مصممه تفهميني انك لسه بتكرهيني .....ضيقت تهاني حاجبيها لتتابع فيروز بمرح : مع أن واضح انك بقيتي تحبيني 

زجرتها تهاني بغيظ من صحه كلامها فهي اينعم تشعر بالغيظ منها ولكن شيئا فشيئا قد أقبلت وجودها بالمنزل ولا تنكر أنها فرحت بخبر حملها كما فرحت لأبناء زوجها من قبل فهي بكل الاحوال ربت مهران وهو صغير 

: ولا بحبك ولا حاجه ....لسه مش طيقاكي

رفعت فيروز حاجبيها بمشاكسه : امال مسبتنيش اقع ليه ؟!

نظرت لها تهاني بغيظ : عشان كانت هتتكسر رقبتك وانا مش ناقصه عفريتك يطلع يعكنن عليا 

ضحكت فيروز بصخب لترتسم ابتسامه علي شفاه تهاني ولكنها سرعان ما اخفتها وهي تقول : بطلي ضحك يا بت انتي ويلا قومي علي اوضتك ومتفضليش تتنططي زي القرود كده 

شاكستها فيروز : خايفه عليا ؟!

نظرت لها تهاني بغيظ وزجرتها : بس يا بت 

هزت فيروز راسها وتقربت من تهاني قائله بابتسامه : والله شكلك حبتيني ومش عاوزة تقولي .....

زفرت تهاني بينما لا تنكر أنها بالفعل تحب مشاكستها لتقترب منها فيروز اكتر بينما تقول : ولسه هتحبيني اكتر لما اقولك علي حاجه كده 

نظرت لها تهاني بفضول : حاجه ايه ؟!.

قال فيروز بحماس : في واحد كويس اوي حاطط عينه علي بسمه وعاوز يخطبها 

اتسعت عيون بسمه التي تراجعت للخلف قليلا بينما كانت تتجه لتجلس معهم ولكنها ما استمعت الي كلام فيروز حتي تراجعت ووقفت خلف الجدار تحاول أن تستمع الي كلام فيروز ..!

التفتت لها تهاني بكامل جسدها ولم تستطيع أن تنكر فضولها بينما اغدقت فيروز بالاسئله : مين ده وبيشتغل ايه ....ابن مين ...شافها فين 

تمهلت فيروز وهي تقول من خلال ضحكتها : واحده واحده عليا وهحكيلك

زجرتها تهاني : خلصي وقولي يا بت انتي 

أومات فيروز لتقول بصوت خفيض : ده اخو واحده صاحبتي ....بس شاب كويس اوي وشافها صدفه لما كانت معايا أنا ومهران وكلم أخته وهي كلمتني وسالتني عن بسمه وانا كلمتها عنها ...و...

ضيقت تهاني حاجبيها بينما أوقفت فيروز عن المتابعه : استني .... اخو صاحبتك .....صاحبتك مين ؟!.

قالت فيروز سريعا : ماس مرات جاسر صاحب مهران ....ده ابن ناس كويسين اوي واخته زي ما شوفتيها كده 

رفعت تهاني حاجبها باستنكار : وده اللي عايش في اسكندريه 

أومات فيروز لتتغير ملامح وجهه تهاني وتهز راسها : لا ده انا كده هكسر رقبتك بأيدي 

نظرت لها فيروز بدهشه : ليه ...في ايه ؟!

قالت تهاني وهي تهز راسها برفض : بنتي لا يمكن تبعد عني ....رفعت اصبعها في وجهه فيروز وتابعت : انتي تقفلي كلام في الموضوع ده .....انا مش هجوز بنتي لواحد ياخدها ويبعدها عني 

نظرت لها فيروز باستنكار : وايه المشكله هو هياخدها المريخ ....ده شاب كويس جدا وفي آخر سنه كليه هندسه 

اشاحت تهاني برأسها : والله لما يكون مين ....لا يعني لا 

عادت لتنظر الي فيروز بحده : وكمان لسه بيدرس. ....لا قومي من قدامي احسنلك 

نظرت لها فيروز بعدم فهم : انتي بتتكلمي جد يا طنط 

زجرتها تهاني وهي تهب من مكانها بغيظ : طنط لما تنططك ....قومي يا بت من هنا 

ضحكت فيروز علي هيئه تهاني الغاضبه لتقول من خلال ضحكتها : ليه كده ياطنط ....اقعدي هقنعك

نظرت لها تهاني بغيظ : قولتلك لا .....يلا قومي بدل ما هقطم رقبتك 

قالت فيروز وهي تعتدل واقفه : طيب اهدي بس وخلينا نتكلم 

اشاحت تهاني بوجهها : مفيش كلام ....يلا امشي 

قالت فيروز بإصرار : لا 

زفرت تهاني قائله : هقوم انا اعمل الغدا بدل ما تفوري دمي 

تابعت فيوز خطوات تهاني الغاضبه بابتسامه بينما تبينت أنها لم تكرهها ابدا وكل ما كان بينهما عدم تقبل لأي جديد يحدق احيانا ويذوب مع الوقت ومع نسيان المواقف السيئه ....

عضت بسمه علي شفتيها وهي تتجه بخطوات هادئه تجاه فيروز لتعرف فيروز من حمره وجهها أنها استمعت لما قالته ولم تخفي بسمه فضولها لتقول بهمس وهي تتلفت حولها : انا سمعتك بتقولي لماما عن اخو صاحبتك ....

أومات فيروز لها بابتسامه لتقول بسمه بخجل : هو سأل عني 

هزت فيروز راسها ونظرت تجاه الباب حيث اختفت تهاني لتهمس الي بسمه تخبرها ...


مكالمه تلو الأخري تلقتها ماس من الجميع للاطمئنان عليها وهي لم تتوقف عن اخبارهم انها بخير وأنها مجرد خلاف بسيط بينها وبين جاسر الذي لم يعد الي المنزل علي الفور بينما مازال غاضبا بشده خاصه بعد اتهام الجميع له بتلك الطريقه ليمتزج كل شيء بعقله ويراها هي السبب ...عصبي نعم لا ينكر ولكن هل تكون عصبيته 

بلا سبب ...هز رأسه برفض وعناد فلن يعترف ابدا أنه أخطأ ...

محمود ومالك أخبروها أنهم بجوارها لتخبرهم أنها بخير 

وزينت صوتها الحزين بابتسامه لتخفيف حزنها علي صوت والدتها ووالدها القلق 


بينما الوحيد الذي نال منها كان محمود الذي لم يتواني عن الذهاب إليها حاملا علبه من حلواها المفضله ولكنه لم يخبر أبيه أو أمه بذهابه وقبل صعوده تأكد من عدم وجود جاسر ليتحدث معها براحه ولا يترك ضغينه بقلب جاسر كما حدث حينما اتهمه مالك أمام الجميع بتلك الطريقه فهو لم يتخذ موقف ابدا ضد جاسر وتفهم موقفه 

: بصي يا ماسه انا فاهمك وحاسس بيكي ....انتوا مختلفين في الطبع وده عادي جدا وانا حابب انك متفهمه وكمان عارفه انك غلطتي لما خبيتي عنه وفاهم برضه أن ليكي اسباب بس تعالي نتكلم من الاخر 

نظرت إلي أخيها الذي استطاع اراحه قلبها قليلا من ضغط التبرير أو الدفاع عن صورة جاسر بينما ببساطه لخص الأمر أن لكل مننا مزايا وعيوب كما أنه الوحيد الذي تفهم أن جاسر لم يقصد ابدا اخافتها من طباعه : بقولك ايه يا ماسه .....انتي بتحبي الراجل ده 

عقدت ماس حاجبيها قائله : قصدك جاسر 

ضحك محمود قائلا : عندنا غيره 

أومات له وهزت راسها ليبتسم لها ويداعب شعرها بحنان : يبقي لما يرجع هاتي من الاخر..... كلمتين حلوين واتاسفوا لبعض وخلاص انهي الموضوع 

نظرت له باستفهام : بالبساطه دي 

اوما لها : وتصعبيها ليه... اسمعي كلامي وخدي الأمور ببساطه ....جاسر انتي بنفسك قولتي أنه مش وحش وان كل عصبيته غيره وحب .....رفع إصبعه في وجهها وتابع : مش هقولك أنه صح ....لا هو غلطان بس حاليا في الوضع ده مش هينفع ابدا عتاب ولا كلام خلي الكلام لما تهدوا انتوا الاتنين وتصفوا ...اتكلمي معاه وفهميه إنما دلوقتي افتكر احسن حاجه تعمليها انكم تتصالحوا .....هز رأسه وتابع : بصراحه مالك زودها معاه اوي وطلع شكله وحش قدامنا كلنا وكأنه فعلا بيعذبك 

قبل أن تقول شيء كان محمود يهز رأسه متفهما : عارف أنه خليف عليكي برضه ....بس خلينا نبدل الاماكن ....ترضي حد ينتقدك بالطريقه دي 

تنهد وتابع بعقلانية دوما مستترة خلف طبعه المرح : يا ماسه جاسر بشر مش ملاك وفيه مميزات وعيوب ...عصبيته غلط جدا بس لما تحبي تغيري طبعه مش بالعند ولا بالهجوم ....براحه 

مال عليها وقال بشقاوة : هو شويه دلع وآه ياجسورة ابنك هيطلع عصبي زيك وهو هيهدي .....بسطي الأمور لنفسك طالما موصلتش لاهانه منه 

صادف حديث محمود هوس في نفسها المرهقه من كثره الجدال فهي لا تريد شيء إلا الصفو والهدوء حتي أنها نسيت تماما كل عيوب جاسر وأصبحت تراه من وجهه نظر أخيها وكم كانت هنا للكلمه سحرها فبدلا من أن يزيد من مشاعرها النافره تجاه زوجها هدأها عكس تماما مي التي قطعت كل حبال الود التي في قلب جاسر تجاه ماس التي غفلت تماما عن السبب الرئيسي لما يمر به جاسر والذي أكده كل ما حدث اليوم ....فهي لا تحبه وتراه كما وصفه أخيها أمام عائلتها ....!

قبل محمود وجنه ماس وهو يتجه الي الباب قائلا بحنان : خدي بالك من نفسك 

أومات له واحتضنته بدموع قائله : ربنا يخليك ليا .....

ابتسم لها ومسح دموعها سريعا : بطلي عياط بقي .....بصي انا جنبك ولو في اي حاجه كلميني انا وبلاش بابا أو مالك خالص دلوقتي

نظرت له ماس بقلق : اتخانقوا جامد 

هز محمود رأسه بحنان : متشغليش بالك ....كل حاجه هتبقي تمام .... انتي بس اهدي واعملي اللي قولتلك عليه 

.......

.....

ترددت ماس كثيرا في أخذ تلك الخطوه حينما عاد جاسر بوقت متأخر الي المنزل لتتحامل علي نفسها من الالم الذي تشعر به وتتجه إليه حيث كان يخطو الي داخل الغرفه لتتعلثم وهي تنقي صوتها المتحشرج بينما قابلها بصمت : جاسر ...ممكن نتكلم 

فقط هز رأسه ومر بجوارها دون أن يقول شيء لتخترق الغصه حلق ماس من جفاءه معها بتلك الطريقه 

تجاهلها جاسر وهو يدخل للحمام ليستبدل ملابسه بينما استجمعت ماس شجاعتها وحاولت التحدث معه مجددا

حينما خرج لتموت الكلمات علي شفتيها التي ارتجفت بحزن شديد اخترق قلبها حينما جذب جاسر وساده وغطاء واتجه لخارج الغرفه لتندفع الدموع من عيون ماس التي وضعت يدها علي فمها تكتم بكاءها الذي انفجرت به وهي تدفن وجهها بالوساده ....

....

......

كانت دقات قلب مي تهدر بقوة داخل صدرها ولكن برائتها الزائفه جعلتها تشد من عزيمتها وتصدقها بداخلها وهي تعود إلي المنزل برفقه مالك الذي لم ينطق بحرف طوال الطريق ....وهاهي لا تشكر الله الذي سترها حتي الآن وتستغل تلك الفرصه لتعترف بخطأها ولو بينها وبين نفسها بل تزداد كراهيه تجاه ماس التي كالعاده ظهرت بمظهر البطله وهي تجنب عائلتها من خلافاتها مع جاسر ومي هي من تظهر بمظهر الشريرة التي دوما ما تفتعل المشاكل ....

دخلت من الباب وسارت بضع خطوات بينما سبقها ادم يركض الي الداخل لتلتفت الي مالك وتقول بعتاب ظنته من حقها : شوفت بقي انك ظلمتني وان ماليش ذنب 

ذرفت دمعه زائفة وهي تتابع بإتقان دور الضحيه الذي صدقته : انت اول مرة تمد ايدك عليا 

نظر لها مالك بصمت دون قول شيء لتقترب مي منه وتتابع عتابها : كده برضه يا مالك ...هونت عليك 

بجفاء شديد ابعد مالك يدها عنه ورمقها بنظره حملت الكثير من النفور قائلا : ابعدي عني 

نظرت له مي بمفاجاه بينما ظنت أنه اقتنع ببرائتها لينظر لها مالك بمزيد من النفور بينما يقول وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : اوعي تفكري اني اهبل ولا اني صدقت ..... مهما يكون في دليل إلا أني المره دي هصدق احساسي ...

عشان انا حاولت كتير اصدقك بس كل مرة من جوايا بحس انك بتكذبي وبتخبي 

هزت راسها بدفاع زائف عن نفسها : انا عمري ما كدبت عليك 

نظر لها مالك ساخرا : متاكده 

أومات له وفتحت فمها لتقسم : وحياه ....قاطعها مالك سريعا مزمجرا : اياك ....اياك تحلفي بابني ولا تحطي اسمه وسط كذبك 

انفعل ليمسك ذراعها بغضب شديد : من دلوقتي هحاسبك علي كل اللي عملتيه .....

اهتزت نظراتها ليرمقها مالك بثبات ويقول بنبره أمره : ادخلي شوفي ادم وخليكي جنبه وطول ما انا موجود في البيت مش عاوز اشوفك فاهمه ...

........

....

نظرت ياسمين الي صالح الذي فور عودتهم لم يتجه الي المنزل بل أخبرها أنهم اولا سيذهبون الي مكان ما رفض اخبارها به 

عقدت ياسمين حاجبيها حينما اوقف صالح السيارة بأحد الشوارع الجانبيه بشارع فرنسا الشهير 

لتساله : احنا جايين هنا ليه ؟!

قال صالح بتمهل : هتعرفي حالا 

امسك بيدها وسار بها خلال ذلك الشارع بينما بدأت دقات قلبها تهدر بفضول لتجده يوقفها أمام أحد المحلات الصغيرة نسبيا مقارنه بباقي محلات المصوغات الذهبيه الموجوده علي جانبي الشارع الشهير 

نظرت له ياسمين باستفهام ليبتسم لها قائلا : اكيد عارفه المحل ده 

تشوش عقل ياسمين قليلا وهي تحاول الفهم ولكن سرعان ما هزت راسها وهي تقرأ الاسم الذي مازال موجود علي الافته القديمه ( مصوغات ومجوهرات الهمشري ) 

ساعدها صالح قائلا بفخر : ده اول محل جدك بدأ بيه في الصاغه 

نظرت له وهزت راسها وهي تتذكر قليلا مجيئها مع والدتها الي جدها هنا وهي صغيرة بينما كان اول محل باعه والدها وتخلص منه بالرغم من ذكراه القويه لجدها الذي شعر بالقهر علي مكانه المفضل 

أخرجها صالح من تفكيرها وهو يشير لها لتدخل لتنظر اليه بعدم فهم : في ايه ....صالح فهمني ؟!

ابتسم لها قائلا : هتفهمي حالا 

بترحاب كبير قام ذلك الرجل الأشيب من خلف مكتبه واتجه ليرحب بصالح وياسمين بحفاوة 

: اهلا اهلا ...احفاد الغالي 

...........

....

نظرت فيروز الي مهران قائله : قولت ايه يا مهران ؟!

تابع مهران ارتداء ملابسه بينما قال وهو ينظر إلي فيروز من خلال المراه : قولت أن الكلام ده سابق لأوانه 

نظرت له بعدم فهم : يعني ايه ؟!

التفت لها واتجه ليجلس بجوارها علي طرف الفراش قائلا : يعني لغايه دلوقتي كله كلام حريم بينك وبين صاحبتك ....لما يكون في كلام رجاله هقول رايي

ضيقت فيروز عيناها ونظرت له بغيظ : ايه حريم ورجاله دي .....ما تتكلم معايا يامهران وتقولي رايك في الموضوع 

هز كتفه : لو عليا انا موافق بس رايي مالوش لازمه لسه في راي الحاج وراي امها وراي البنت قبلهم وكل ده لسه مجاش أوانه 

أومات فيروز بابتسامه : عموما طالما انت موافق يبقي كلهم هيوافقوا 

نظر لها رافعا حاجبه : وده ليه ؟!

احتضنت ذراعه بحب قائله : عشان هما بياخدوا برأيك ....

مرر يداه علي يدها بحنان قائلا : طيب يا ست البنات ممكن بقي تأكلي عشان الاكل جنبك برد من بدري 

هزت فيروز راسها قائله : معلش يامهران مش قادره اكل اي حاجه 

هز مهران رأسه بإصرار وجذب الصينيه الموضوع عليها الطعام ليضعها علي ساقها ويبدأ باطعامها 

قالت فيروز بشقاوة بينما يدللها بتلك الطريقه : انت مش قولت الحمل مش مزود غلاوتي

اوما لها لتقول : طيب سايب شغلك وقاعد تأكلني ليه ؟!.

نظر لها مهران بابتسامه : عشان بحبك وخايف عليكي 

ابتسمت له فيروز بسعاده : وانا بحبك اوي 

مال مهران تجاه وجنتيها يقبلها قبل أن يرفع شفتاه ويهمس بجوار اذنها : اوعي ارجع الاقيكي نايمه زي امبارح بليل .....عاوز أرحب بعمران الصغير 

ضحكت فيروز بخجل ليلثم مهران عنقها بقبلات صغيرة قبل أن يقبل جبينها ويتركها ويغادر 

........

....

نظرت ياسمين بعيون تقفز سعاده الي صالح ولم تحتمل لحظات بمجرد دخولهم الي السيارة لتلقي نفسها بين ذراعيه تحتضنه : صالح انا بحبك اوي ومبسوطه اوي 

ابتسم لها صالح ومرر يداه علي كتفها بحب : وانا مش عاوز حاجه الا انك تكوني مبسوطه 

نظرت له بحماس بينما يقول : انتي طلبتي تشتغلي وانا ملقتش انسب من انك تشتغلي مع الحاج ابو النجا ...ده كبير الصاغه وكان بيحب جدك اوي وحتي مشالش اسمه من علي المحل السنين دي كلها 

غمز لها بشقاوة وتابع : شوفي بقي لما تشتغلي بأسم الحاج الهمشري 

ضحكت ياسمين بصخب : الهمشري ياصالح .... بذمتك في حد اسمه همشري لغايه دلوقتي 

قال صالح متقلدا الجديه : وماله الهمشري ...فينك ياحاج تسمع حفيدتك 

ضحكت ياسمين قائله : الله يرحمك ياجدو 

شاكست صالح قائله : كويس ان طنط ليليان مسمتكش علي اسمه 

ضحك صالح ساخرا : علي اساس صالح نازل اول امبارح ....بقي بذمتك امي اسمها ليليان وتسمي ابنها صالح 

ضحكت ياسمين قائله : واضح أن اونكل رافت مسيطر

انت علي ذكر والده بعفويه ولكن دون ارداته صالح عادت أقدامه لتلامس الواقع الذي تناساه الايام السابقه 

نظرت ياسمين الي صالح ثم قالت بجديه : بس ياصالح انت دفعت فلوس كتير تمن شراكتي في المحل ده وكمان كتبته باسمي مع انها فلوسك 

ربت صالح علي يدها قائلا : مفيش حاجه اسمها فلوسي وفلوسك ....انا كان نفسي اشتري المحل كله مش عشانك بس لا عشان خاطر ذكري جدو الله يرحمه بس مقدرتش الا اني ادخل شريك بالنص وكمان الحاج ابو النجا شجعني ورحب اوي 

قالت ياسمين وهي تهز راسها : ده راجل طيب جدا ...

اوما صالح وقاد السيارة بينما تأكد أنها ستعمل بحمايه هذا الرجل الذي بالاساس يكره زياد ويقف أمامه ولذا سيكون مرتاح أنها بعيدا عن زياد ومكرم وتعمل برفقه رجل كهذا ...

.........

.... 

زفر جاسر بضيق بينما لا تتوقف ماجده عن الاتصال به ليجيب اخيرا : خير ياماما 

قالت ماجده بعتاب : ده بدل ما تقولي صباح الخير ياامي 

زفر جاسر بضيق بينما مر عليه اليومان السابقان بصعوبه شديده وهو وماس لا يتحدثان حتي أنه يتجنب مجرد النظر إليها وهي ذبلت من الحزن الذي خيم علي حياتها وأصبحت لا تفارق الفراش ...تخفي دموعها حينما تشعر بوجوده بالمنزل وتترك لها العنان ما أن يخرج ...يومان لم تشعر بحزن في حياتها كما شعرت خلالهما وهو يعاملها بهذا التجاهل وكأنها ارتكبت جريمه لا تغتفر ولا تدرك أن كل خطيئتها كانت بسبب كلمات مي التي ترسخت في عقله وابت الذهاب وكلما جلس بمفرده تذكر تلك الكلمات وتذكر هجوم مالك عليه وتلميحات شريف ولا يدرك أنهم فقط خائفون عليها وانها في حديثها معهم لم تقل عنه إلا كل شيء جيد ورفضت تماما تشويه صورته ودافعت عنه. ...

قالت ماجده برجاء : عشان خاطري ياجاسر ...لو ليا غلاوة عندك ....

هز جاسر رأسه : مش هينفع يا ماما .....انا مسافر بليل 

ترجته ماجده بإصرار : وحياتي عندك ....انا عاوزاك انت واختك وجوزها ومراتك تتصافوا 

: مفيش حاجه ياماما خلاص 

هزت ماجده راسها بإصرار : لو بتحب اختك ....مالك لازم يشوف أخته ويعرف انكم كويسين عشان يهدي ناحيه اختك 

زفر جاسر عده مرات لتتابع ماجده رجاءها : البيت كله حاله مقلوب وابوك مش بيكلم اختك عشان خاطرك انت وماس ....وحياتي عندك ياجاسر نتجمع كلنا 

حتي خليني علي الاقل اطمن انك انت ومراتك كويسين واتصافيتوا زي ما بتقولوا 

........

....

أعاد مهران الاتصال بجاسر مرة أخري ليجيب جاسر عليه ما ان انهي مكالمته مع والدته 

: ايه يا باشا فينك مش بترد عليا ليه ؟!

تنهد جاسر قائلا باقتضاب : كنت مشغول شويه 

اوما مهران بسعاده : بارك ليا جاي عمران صغير في الطريق 

قال جاسر بسعاده : الف مبروك 

عقد مهران حاجبيه ولم تخفي عليه نبره جاسر : في ايه ....مالك ؟!

هز جاسر رأسه : ابدا 

: طيب انت راجع امتي .....انا دماغي طقت من القعده لوحدي وانت وصالح مش هنا 

قال جاسر متنهدا : بليل هرجع أن شاء الله

اوما مهران : بالسلامه 

.......

...

سحب جاسر نفس مطولا قبل أن يتجه الي الغرفه حيث بقيت ماس علي جلستها الواجمه طوال هذان اليومان 

لم ينظر إليها بينما يقول دون مقدمات : اعملي حسابك ساعتين وهنعدي علي ماما وبعدها هنسافر 

تحاملت ماس علي شظايا قلبها المحطم من معاملته القاسيه معها لتقول بتعب حقيقي تتمني لو يشعر بها وبما تعانيه من الم نفسي وجسدي من جفاءه معها بتلك الطريقه : معلش ينفع بلاش نروح ونبقي نسافر علي طول ....خانتها نبرتها لتخرج ضعيفه وهي تتابع : انا تعبانه ومش قادره اروح اي مكان 

وضع علي قلبه حجر لتنفلت الكلمات القاسيه من شفتيه بتهكم جارح : مكنتيش تعبانه وانتي بتشتغلي !

ارتجفت شفاه ماس بقهر من قسوته بينما حتي لم يعبأ بتعبها الذي شكته له لتهز راسها بصمت وضعف دخيل عليها ولكنها لم تجد في نفسها القوة علي مواجهه هذا الضعف أو نفضه عنها بينما هي بالفعل تشعر بالضعف وعدم الرغبه بأي قتال تستعيد به قوتها .....فهي منهارة نفسيا وجسديا وكما عهدت نفسها فهي شعله تنطفيء وتتوهج بحسب ما تشعر به وهي حاليا تشعر بالوجع الشديد منه ولا تريد إرهاق قلبها بالمزيد لذا كبوه روحها طبيعيه وانطفاء مهجه روحها مجرد مرأه لما تشعر به وتعيشه الان .....

لقاء ثقيل للغايه علي قلبها تحملته بينما تمثل وتزيف سعادتها وهي مقتنعه بداخلها أن هذا الصواب بينما تري في عيون أخيها نيران لا تنطفيء الا برؤيتها سعيده لذا أتقنت تمثيل السعاده .... ولكن حتي التمثيل دوما ما يكون له نهايه وهاهي مي لا تتوقف عن الضغط عليها بينما لا تنفك تتحدث عن خصامها مع جاسر وترتدي عباءه النصح وهي تنصحها الا تخفي شيء عن زوجها 

لتصمت ماس وهي تعد الوقت وكأنها سجين بانتظار الإفراج ....حاولت كثيرا ان تتحلي بضبط النفس واصبر نفسها ان اللقاء سينتهي قريبا ولكن جلسه زيدان مع مالك وجاسر طالت كثير وهي اضطرت أن تحتمل تعليقات مي السخيفه ولكنها لم تعد تحتمل لتقوم من مكانها وتتجه الي المطبخ سريعا .... 

التفتت ماجده الي مي بتوبيخ شديد : انتي مش ناويه تعقلي ابدا 

قالت ببراءه : وانا عملت ايه ...؟!

نظرت لها ماجده بسخط : نازله سلخ فيها وانا عماله اسكتك وانتي مفيش فايده 

زفرت مي قائله : يوووه بقي هو انا اكلمها واقرب منها مش عاجب مكلمهاش وابقي في حالي مش عاجب 

لوت ماجده شفتيها : وانتي كده في حالك ؟!

بجديه شديده نظرت إليها وتابعت : اسمعي بقي انا ساكته عشان مش عارفه استفرد بيكي بس والله يامي لو فعلا كان ليكي يد في الخناقه اللي حصلت بين اخوكي ومراته لساني ما هيخاطب لسانك تاني 

عقدت مي حاجبيها باستنكار : انا ياماما مس هتكلميني عشانها 

أومات ماجده : اه عشان مفيش واحده غبيه تعمل عملتك .....وقعتي بين اخوكي وجوزك وكمان بين اخوكي ومراته 

احتقن وجهه مي بالغضب لتلتفت الي والدتها هاتفه : حرام عليكي انتي بتظلميني برضه ....انا هعمل كده ليه ؟!

وبعدين ماهو قدامك قالت أن ماليش ذنب وجاسر قال أنه عرف من صاحبه 

اشاحت ماجده بوجهها متبرطمه : يارب يكون كلامك صح 

: بتكذبيني يا ماما 

زفرت ماجده وهتفت بضيق : ولا بكذبك ولا حاجه .....

مش وقته الكلام ده روحي شوفي ماس راحت فين عشان ابوكي خارج من الاوضه مع مالك وجاسر واياك يامي تضايقيها بكلمه ....كفايه بقي مشاكل وكفايه عليهم الغربه اللي هما فيها مش كمان هنتكدي عليهم 

خرج مالك يسبق زيدان الذي تمهل يريد الاختلاء بجاسر ليتلفت حوله قائلا : ماس فين ؟!

قالت ماجده سريعا وهي توكز مي لتقوم : كانت لسه قاعده معانا ياحبيبي. ... مي شوفي ماس فين ؟!

أوقفها مالك قائلا بغريزة فطريه للدفاع عن أخته : اوعي تكوني ضايقتيها بكلمه 

هزت ماجده راسها سريعا : لا ياحبيبي وهتضايقها ليه ....بقولك كانت لسه معانا حالا ...تقريبا دخلت الحمام 

اوما مالك وهو يزفر بينما مهما تحدث زيدان معهم إلا أن قلبه لم يصفو ابدا تجاه جاسر خاصه بعد أن عرف بعلاقته مع ماس سابقا ....

زفرت مي بضيق شديد وتوهجت نيران الغيرة بقلبها أكثر بينما ازداد فريق ماس مشجع اخر وهاهي كالعاده السيئه في روايتهم جميعا 

.......

بقوه كبيرة كبحت الدموع بداخل عيونها بينما تحدث نفسها .... معلش يا ماس استحملي ....انتي قويه اوعي تعيطي ...

نفس عميق تنفسته حينما شعرت بقرب تلك الخطوات منها لتلتفت الي مي التي اتجهت ناحيتها بينما ابتسامه ماكرة ارتسمت علي طرف شفتيها وهي تقول ببراءه مزيفه : ايه يا ماسه سبتينا وقومتي ليه ...؟!

التفتت لها ماس بابتسامه جاهدت لرسمها ولكنها اتقنتها بينما تقول بهدوء : ابدا يا روحي .... كنت بشرب 

لا تنكر مي أن رؤيتها بهذا الهدوء استفزها لتقرر كعادتها الا تتركها بحالها وماهي الا مجرد بضع خطوات تجاوزتها بهم ماس حتي تبعتها بينما تقول ببراءه تخفي بها مكرها : اهي ياماما ماس مش متضايقه ولا حاجة ... وكانت بتشرب وجايه 

نظرت ماس الي حماتها بينما لاحقتها ضحكه مي الخبيثه وهي تتابع بينما تجلس بجوار مالك : اهو شوفت بقي ياحبيبي اني دايما مظلومه وكان كل هدفي اطمن عليها هي وجاسر لسه متخاصمين ولا لا 

فوران أصاب الدماء بعروق ماس ولكنها لم تظهر منه شيء لتجعل تلك الخبيثه تشمت بها لترفع وجهها بابتسامه هادئه فاجئت مي بينما تضاعفت المفاجاه للجميع واولهم جاسر حينما اتجهت مباشرة لتجلس بجواره ملتصقه به وتميل عليه بدلال قائله بينما تلامس أناملها وجنته الخشنه ....انا وجاسر حبيبي منقدرش نتخاصم ابدا ....

تقابلت عيونها بعيونه بعد جفاء طويل ولا ينكر أن قلبه تحرك من موضعه لقربها ودلالها الذي تمني أن يكون واقعا وليس مجرد تمثيل أمام أخته ...

ابتسمت له وتابعت بينما ترفع يداه وتضعها حول كتفها : مش كدة ولا ايه ياحبيبي ...

ابتلع جاسر ببطء من قربها ودلالها وداعبت المرارة حلقه لانه ليس أكثر من تمثيل ولكن مرارته لم تكن شيء بجوار مرارتها بينما سرعان ما تغلغلت بقلبها ما أن ركبت بجواره السيارة لتترك العنان لمشاعرها التي ضغطتها طوال الساعات الماضيه و معها تنساب دموعها بصمت .....!! 


........

حاسب جاسر نفسه حساب طويل بينما جافي النوم عيناه وهو يسأل نفسه منذ متي يري دموعها ويقابلها بقسوة صمته .... طوال الطريق وهو يشعر بها تبكي بصمت بينما لم يرتفق بها قلبه ويلتفت لينظر إليها وتركها متمسك بموقفه القاسي تجاهها بينما لم يغفر قلبه الفائض بعشقها ابدا تلك الصورة التي رسمتها عنه ليتغني بغرور احمق أن كانت تراه هكذا إذن فليكن كما تراه ......وضع نفسه بداخل هذا الإطار الضيق ورفض النظر إلي كامل الصورة بينما كان بإمكان قلبه اعطاءها مائه عذر لكلامها الذي للاسف لايدرك أنه مجرد نصف حقيقه مشوهه 

أغمضت ماس عيناها بينما تلك الذكريات الحلوة تسربت لكل انش من كيانها ....تلك الأضواء التي ملئت المكان وتلك الورود البيضاء التي تناثرت بكل مكان وخطواتها التي نزلت بها هذا الدرج بينما عيناها اشتبكت بعيناه بنظرات تفجرت بها سعاده ولهفه بعد انتظار سنوات .....وهاهي اخيرا ستكون له ....فتحت عيونها وابتسامه حالمه مبتسمه فوق شفتيها بينما لا تستطيع أن تنسي اي لحظه من هذا اليوم .... مررت أناملها ببطء فوق تلك الصور التي كانت تتصفح بها والتي جمعت ذكريات يوم زفافهم لترسم أناملها خطوط ناعمه فوق ملامحه وضحكته لتنطلق تنهيده اشتياق ولوعه من داخل قلبها الذي اكتوي بنيران الجفاء والبعد بينهما ......لتغمض عيونها مجددا وتدع سيل ذكرياتهم الجميله تجتاح كيانها .....!! 

تريد أن تهرب من قسوته عليها بتلك الطريقه وتتذكر بقوة كل ذكرياتهم الجيده لعل وجع قلبها يقل لعل عقلها يقتنع أنها مجرد سحابه صيفيه الي زوال ولكن الوجع اشتد عليها وعادت الدموع لتغزو عيونها من جديد بينما تركت العتاب لقلبها وهي تتخيل انها تحدثه ..... ابكاءها وقسي عليها ولم يشفع لها حبه لديه ...رفض الاستماع لها وعاملها بقسوة وجفاء شديد .... اتكون القسوة الوجه الاخر للحب أم أنه مجروح بقوة لذا يجرحها بغضب اعمي .....نعم هذا هو حاله ....مجروح بغضب اعمي لذا لايري نتائج أفعاله التي كانت لها فاتورة جسيمه بينما فتحت ماس عيونها بمنتصف الليل علي هذا الالم الشديد يغزو جسدها ....بروده شديده عصفت بجسدها الذي لم تستطيع تحريكه بينما الوهن سري بكامل أطرافها لتجرب اخراج صوتها المستنجد تناديه بينما كما فعل الايام الماضيه وترك لها الغرفه هاهو أيضا لدي عودتهم اتخذ من الاريكه مكانا له .....جرت ماس أطرافها بصعوبه تحاول أن تخرج من الغرفه بخطوات واهنه وهي تستند الي الحائط ومع كل خطوه تنادي اسمه بصوت ضعيف خرج بصعوبه من حلقها الجاف ....التفت ساقها ببعض بينما كل ما استطاعت أن تسيره خارج الغرفه هو بضع خطوات قبل أن تخونها ساقها ولا تستطيع حملها فتجثو مكانها والألم الشديد يكاد يزهق روحها لتنادي اسمه مره اخري بينما قلبها العاصي مازال يراه امانها ...جاسر

انتفض جاسر من مكانه بينما استمع لصوت ارتطام جسدها بالأرض ليركض ناحيتها وتتجمد ساقاه بالأرض وهو يراها بتلك الحاله .....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !