الفصل السابق
الفصل السابع والاربعون
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ترددت ياسمين و اخذت تؤخر خطواتها وهي تتبع صالح
الذي لاحظ ترددها ما أن توقف بباحه المنزل ليمسك بيدها قائلا بحنان : تعالي ياسمين.
نظرت له ولم تنكر مشاعرها بينما تقول : بصراحه يا صالح انا خايفه
عقد حاجبيه باستفهام ؛ خايفه من ايه ؟
هزت كتفها قائله : انا مش عاوزة اكون سبب في مشكله بينك وبين والدك تاني
هز صالح رأسه قائلا : مفيش مشاكل متقلقيش
قالت ياسمين برجاء : عشان خاطري خلينا نروح اي مكان تاني ...أو علي الاقل وصلني محطه القطر وانا هرجع البيت
هز صالح رأسه برفض : لا طبعا انتي مكانك معايا ......نظر لها متنهدا : ياسمين حبيتي انا مش عاوزك تكوني حساسه كده في الموضوع ده ....خلاص بابا فهم أن جوازنا أمر واقع .....ابتسم لها ليقصي ترددها الذي ماثل تردده في البدايه ولكنه أصر علي فرض علاقته الزوجيه علي عائلته ولينتهي الأمر
ليقول : وبعدين ماما هتتجنن وتشوفك
تغيرت ملامح وجهه ياسمين دون إرادتها للحزن ليسالها صالح : مالك
قالت ياسمين وهي تخفض عيونها : اصل انت بتقول أن خالتو هتتجنن وتشوفني بس انا مفتكرش ....
قطب صالح جبينه قائلا : ليه بتقولي كده ؟!
هزت كتفها وقالت بنبره حزينه : أصلها بعدت عني وبحس أنها مبقتش بتحبني زي الاول
هز صالح رأسه : خالص يا حبيتي ....انتي عارفه أن ماما بتحبك جدا وبعدين كل ما بكلمك بتقولي هات اكلم ياسمين وهي دلوقتي قاعده مستنياكي ....
قبل أن يكمل كلمته كانت ليليان تفتح الباب علي مصراعيه وتفتح ذراعيها بترحيب ولهفه : ياسمين حبيتي ...حمد الله على السلامه
ابتسمت ياسمين ليمسك صالح بيدها ويتجه الي الدرجات الرخاميه ويتجه بها سريعا الي والدته التي احتضنتها بقوة كما فعلت ياسمين التي استشعرت حنان والدتها الذي افتقدته منذ وقت طويل
التفتت ليليان الي صالح واحتضنته بحب واشتياق : وحشتني يا حبيبي ...كده برضه كل متشوفش امك
قبل صالح راسها قائلا : حقك عليا
افسحت ليليان لهم المجال وهي تشير لهم بترحيب للدخول : ادخلوا يا حبايبي
شعرت ياسمين بالراحه بينما لم يكن رافت بالمنزل لتبقي مع ليليان تتحدث مطولا .....بعد وقت طويل عاد رافت للمنزل
حمحم ودخل ليقول : السلام عليكم
ردت ياسمين بصوت خفيض : وعليكم السلام
نظر رافت الي صالح قائلا ،: صالح تعالي انا عاوزك
اوما صالح ليترك ياسمين مع والدته ويتجه خلف أبيه الذي قال ما أن انفرد بأبنه : انت عارف انا جاي منين ؟!
هز صالح رأسه بعدم اكتراث : يعني !!
عقد رافت حاجبيه : يعني ايه ؟
تنهد صالح قائلا : عرفت أن الحاج رياض تعبان وحضرتك اكيد كنت عنده في المستشفي
رفع رافت حاجبه باستنكار : والحاج رياض يبقي مين ؟!
فهم صالح مغزي كلمات أبيه ليقول بعدم اكتراث :
مش فارقه
احتدت نبره رافت بينما يقول بتحذير : خد بالك ان انا نفذت اتفاقنا لغايه دلوقتي ياصالح بس انت لا
ضيق صالح عيناه ناظرا الي ابيه : يعني ايه ؟!
هدر رافت بحزم : يعني انت عليك واجبات تجاه مراتك
احتقن وجهه صالح بينما اشاح بوجهه : انا قولتلك من الاول شروطي في الجوازه دي
هز رافت رأسه : مختلفناش بس هي كمان مراتك وليها حقوق عليك
هز صالح رأسه : ملهاش
قال رافت بإصرار : ليها .....بالشرع وبالدين ليها
اعدل بينهم
رفض صالح مزمجرا : هي قبلت من الاول بالوضع ده ...محدش فيكم يطلب مني حاجه زياده غير اللي عملته
احتقن وجهه رافت بالغضب ولكنه تراجع عن العناد مع ابنه ليقول من بين أسنانه : علي الاقل اقف جنبها ....ده حماك مهما كان
زفر صالح : لو هزوره هيكون عشان هو الحاج رياض مش عشان حمايا ولا الكلام ده
نظر رافت الي ابنه بغضب موبخا : وهو بتاع القمار احسن من رياض عشان تروح وراه في الأقسام
فرك صالح وجهه بغضب ليتابع رافت بسخط وهو يشيح بوجهه : جاي من اخر الدنيا عشان صاحبك وحماك مفكرتش تبص عليه وتقف جنب مراتك
انفلتت نبره صالح : قولتلك مش مراتب
زفر رافت بضيق : براحتك بس اللي بتعمله ده ميرضيش ربنا ....مها بقت مراتك وخلاص
كور صالح قبضته بضيق قائلا : بابا لو سمحت اقفل كلام في الموضوع ده ....انا تعبت من الخناق ...نفسي ارتاح واعيش يومين مبسوط ومرتاح
نظر صالح اللي ابنه الذي شعر بعتابه الخفي ليقول باستسلام : اعمل اللي يعجبك ....
اوما صالح واتجه الي الباب قبل أن يعود خطوه الي ابيه قائلا : بابا
رفع رافت عيناه الي ابنه قائلا : افندم
قال صالح برجاء : ياريت بلاش تضايق ياسمين
عقد رافت حاجبه قائلا : شايفني قليل الذوق ولا معرفش الأصول...... انا لو عدوي في بيتي هكرمه واظن مع كل عمايل ابوها وامها سبق واستقبلتها في بيتي لما كانت تعبانه فاكر ولا نسيت
هز صالح رأسه قائلا : متشكر
...........
بعد خروج صالح دخلت ليليان الي رافت تسأله بصوت خافت : رافت هتتعشي معانا
هز رافت رأسه قائلا : ماليش نفس
قالت ليليان برجاء : لازم تقعد معانا يارأفت .... عشان صالح ميتحرجش قدام مراته
زمجر رافت بضيق : وبعدين يا ليليان قولتلك ماليش نفس ....... رحبي انتي بيهم وانا اهو بعيد عشان ابنك ميقولش ضايقت الهانم
ترددت ليليان قبل أن تقول : رافت والله ياسمين غلبانه
أوقفها رافت بحزم : ليليان بس مش عاوز اسمع كلمه عن البنت دي ...
قالت ليليان برجاء : ليه بس يا رافت ....والله ياسمين طيبه وكويسه اوي وبتحب صالح وملهاش اي شبه بابوها ....شوف هو مبسوط اد ايه ....شوف صالح اللي كان من سنين مش بيتكلم ولا يضحك بقي عامل ازاي
عاود رافت نبرته الحازمه يقاطع زوجته : قولت مش عاوز اسمع كلمه عنها
خرجت ليليان من الغرفه لتجد صالح يتجه الي الدرج برفقه ياسمين : صالح انت رايح فين ؟!
قال صالح : هنطلع ننام
قالت ليليان برفض : والعشا
قالت ياسمين بتهذيب : شكرا يا طنط ماليش نفس
هزت ليليان راسها بإصرار : لا طبعا لا يمكن ....اطلعوا ارتاحوا وانا هطلع ليكم العشا
ابتسمت ياسمين قائله : متتعبيش نفسك ياطنط
هزت راسها قائله : تعبك راحه يا حبيبتي
...........
....
عقدت فيروز حاجبيها وهي تتجه الي مهران الذي جلس مكانه صامت منذ عودته من منزل جاسر : مهران انت من ساعه ما رجعت وانت قاعد كده ...في ايه ؟!.
هز مهران كتفه قائلا : متضايق حبتين علي جاسر
ربتت فيروز علي يده قائله : معلش ربنا يعوضهم خير
اوما مهران قائلا : يارب
التفتت فيروز تجاه تلك الطرقات علي الباب : أيوة
قالت ذكيه من خلف الباب : في ناس عاوزة مهران بيه تحت يا ست فيروز
عقد مهران حاجبيه ؛ ناس مين يا ذكيه ؟!
قالت ذكيه : عمال من الأرض يا بيه
اوما مهران قائلا : طيب نازل
..........
...
اتجه مكرم تجاه عماد قائلا وهو يسنده ليقوم من الفراش : أسند عليا يا عماد بيه
قال عماد بامتنان : والله ما انا عارف من غير وقفتك جنبي كنت هعمل ايه يا مكرم
قال مكرم بتهذيب :متقولش كده ....
اسنده مكرم الي الخارج قائلا : انت متاكد انك جاهز تخرج من المستشفي ...انت لسه تعبان
هز عماد رأسه وهو يحاول الاستناد الي كتف مكرم : لازم اخرج واختفي عشان زياد يبعد عنها
اوما مكرم وأخذ عماد الي سيارته ..
.........
....
أخذ صالح تلك الصينيه من والدته التي جهزت عليها اجود انواع الطعام ليقول : شكرا ياامي
اومات ليليان ليدخل صالح ويغلق الباب
التفت الي ياسمين التي قد بدأت بخلع ملابسها بعفويه
بينما لم تشعر بصالح الذي سرعان ما احاطها بذراعه لتشهق : صالح
أدارها صالح اليه قائلا بهيام : وحشتيني
اتسعت ابتسامه ياسمين التي بادلته بدلال وهي تحيط عنقه بذراعيها : وانت كمان
اغمض صالح عيناه وسرعان ما كان يلتقط شفتيها بشفتاه في قبله حاره انتهت بينما زحفت شفتاه تجاه عنقها الناعم يلتهمها بشفتاه ....فتحت ياسمين عيناها التي تخدرت بها نظراتها حينما بدأت لمسات صالح تزداد جراه فوق جسدها بينما تهمس وهو توقفه :: مش هينفع
عقد صالح حاجبيه بانزعاج كالاطفال : ليه ؟!
هزت كتفها بدلال ونظرت له بخجل :
اهو كده
احاطها صالح بذراعيه ودفن رأسه في عنقها هامسا :
توء وحشتني
لم تلبث ياسمين في تمنعها سريعا لتنساب بين ذراعيه وتجد نفسها بين ذراعيه بوسط الفراش الوثير .
........
....
عقدت فيروز حاجبيها بدهشه حينما وجدت سياره عمها تدلف من بوابه المنزل لتتوجه الي الداخل من الشرفه التي كانت جالسه بها وتنزل الدرج
التفتت تهاني إليها باستنكار هاتفه : ايه اللي منزلك ...مش قولنا بطلي تنطيط وادي انتي شوفتي اللي حصل للبنيه مرات الضابط
أومات فيروز قائله : ربنا يعوض عليهم
تنهدت تهاني قائله : يارب ....الحق انا زعلت اوي عليها كانت زي الورده
أومات فيروز بحزن لتقول تهاني : طيب يلا اطلعي اوضتك ومتنزليش السلم كل شويه
قالت فيروز بعدم بعدم اكتراث بينما كل ما شغلها هو معرفه سبب مجيء عمها : انا كويسه
نظرت تجاه غرفه المكتب قائله بفضول : هو فيه ايه ؟!
قالت تهاني وهي تشيح بوجهها : وانتي مالك ؟!
رفعت فيروز حاجبيها : انا بتكلم جد
أومات تهاني قائله : وانا كمان بتكلم جد .... من أمتي الحريم بتتدخل في اللي بيحصل ولا محتاجه كلمتين من مهران
خمسة فيروز لتهاني : انا بسالك انتي هو انا سالت مهران
زفرت تهاني قائله : وانا رديت وقولت ملهاش دعوه
يلا اطلعي ريحي
هزت فيروز راسها واتجهت لتجلس بجوار تهاني التي سرعان ما نظرت لها باستنكار : انتي هتقعدي
جنبي ليه ؟!
هزت فيروز كتفها وعيناها لا تبارح النظر تجاه غرفه المكتب المغلقه : اهو قاعده وخلاص
رفعت تهاني حاجبيها وهتفت : خليكي كده لما تاخدي منه كلمتين
التفتت لها فيروز وقالت بصراحه : اخد كلمتين ليه ....مش من حقي اعرف عمي جاي ليه
شددت تهاني علي كلماتها : جاي في شغل ميخصكيش
زفرت فيروز لتوكزها تهاني بحنق : انتي كمان بتنفخي في وشي
هزت فيروز راسها باعتذار : مش قصدي ....انا بس عاوزة اعرف
التفتت لها تهاني بجديه : قولتلك متتدخليش في شغله
افلتت الكلمات من شفاه فيروز : قلبك عليا
هزت تهاني راسها وقالت متصنعه البرود : و انا قلبي هيكون عليكي ليه ....انا بس بقيت لازم اتحملك اكمنك ام الواد اللي جاي لمهران
ابتسمت فيروز وسرعان ما شاكست تهاني : لا طبعا ....اعترفي انك بقيتي تحبيني
وكزتها تهاني بكتفها : قومي يا بت من هنا
......
تعالت الأصوات الرافضه : يرضيك يامهران بيه يطردنا ويقطع عيشنا من الارض؟!
نظر مهران الي فاروق الذي هي من مكانه مزمجرا بجرأه :دي ارضي اعمل فيها اللي يعجبني
لو كانت النظرات تقتل لكان فاروق صريع نظره مهران الذي سدد إليه نظرات حارقه بالرغم من جلوسه بثبات وهدوء ظل محتفظ به ليرفع رأسه الي فاروق قائلا : واللي يعجبك ده معناه قطع عيش الناس
اشاح فاروق وجهه قائلا باقتضاب : اهو اللي حصل يامهران بيه
اوما مهران قائلا بهدوء مريب لا يعكس ما يفكر به : ماشي يافاروق ....الناس دي عيشها خلص عندك
تعالت الأصوات مجددا برجاء : ونأكل عيالنا منين يابيه
اشار لهم مهران بالصمت قائلا : من بكرة هتشتغلوا في الأرض بتاعتي
تهللت الوجوه وتعالت التساؤلات : ازاي يامهران بيه ....ارضك مليانه عمال
قاطعهم مهران قائلا بحزم : الكلام انتهي ....بكرة الصبح عوض هيوزع عليكم الشغل وباليوميه اللي بتاخدوها وزياده
تعالت أصوات البعض : شكرا يامهران بيه ...ربنا يوسع عليك
اوما مهران : يوسع علينا كلنا .... اتفضلوا يارجاله
خرج الرجال وتأهب فاروق للمغاردة ليوقفه مهران : حاج فاروق ...عاوزك !
تغيرت ملامح وجهه فاروق بقليل من التوتر ولكنه شجع نفسه علي المواجهه لينظر الي مهران الذي اعتدل واقفا واتجه اليه قائلا بنبره هادئه : احنا متفقناش علي انك تطرد العمال من الأرض
هز فاروق كتفه قائلا : دي ارضي اعمل فيها اللي يعجبني
نظر بعيون مهران المخيفه وتابع بثبات : مش ده الحق ولا ايه يامهران بيه
قال مهران وهو يحك ذقنه : طلع الحق برا عشان مفيش حق معناته قطع عيش الناس
اشاح فاروق بوجهه دون قول شيء لينظر له مهران متمهلا قبل أن يتابع : العشر عمال دول اخر ناس تمشيهم برا الأرض
التفت فاروق الي مهران قائلا : والله هعيد نفس كلامي دي ارضي اعمل فيها اللي يعجبني ...اقعد باقي العمال أو امشيهم ده بتاعي انا وبس
رفع مهران حاجبه : ده اخر كلامك
اوما فاروق بثقه : اه
هز مهران رأسه : ماشي ياحاج فاروق .... افتكر أن دي التانيه بعد اللي عملته مع الحاج رياض وفي التالته متبقاش تزعل ..
فتح فاروق فمه ليتحدث ولكن اشارة مهران له اخرسته بينما يقول : شرفت
احتقن وجهه فاروق بالغضب ليجذب عباءته ويغادر ....عقد مهران حاجبيه بغضب شديد افرغه في تلك الطاوله التي ركلها لتتطاير مصدره ضجيج قوي. ....
وكزت تهاني فيروز التي تأهبت لأن تقوم ما أن رأت مهران يخرج من الغرفه بهذا الوجهه الغاضب : اقعدي مكانك واياك تكلميه وهو كده
تجاهلت فيروز كلام تهاني واسرعت خلف مهران الذي عقد حاجبه والتفت إليها بينما لحقت به الي الخارج : في ايه جايه ورايا ليه ؟!
دون أن تحسب حساب لحسن اختيار وقت مناسب لكلماتها كانت تسأله : عمي كان هنا ليه ؟!.
نظر مهران إليها بوجهه الغاضب ولكنه تمسك باعصابه وهو يقول باقتضاب : شغل
مجددا اخطأت وهي تتابع فضولها بإصرار : شغل ايه ؟! هو كل ما أسألك تقولي شغل ....!
احتدت نظرات مهران الذي أشار لها بيده قائلا بحزم من بين أسنانه : اطلعي فوق ومتسأليش عن حاجه متخصكيش تاني
احتقن وجهه فيروز بالغضب وفتحت فمها لتتحدث ولكنها تفاجئت بيد تهاني توكز ظهرها خفيه بينما تقول : بقالي ساعه بنادي عليكي يا فيروز ...ذكيه عملت الشاي تعالي نكمل قعدتنا
استدار مهران وغادر بينما أنقذت تهاني الموقف ولكنها لم تكمل دور الطيبه الذي لا تحب أن تكون به لتتشدق لفيروز بكلمات منتقده : انتي البعيده غبيه .....قولتلك متتكلميش معاه وانتي واقفه الكلمه بكلمتها
اشاحت بوجهها وتابعت : وبعد كده تزعلي لما يهب فيكي
جلست وامسكت بكوب الشاي الخاص بها وتابعت وهي تتبرطم : بنات اخر زمن ....يااختي شوفي ازاي تغيري مزاجه لما يكون متعصب مش واقفه فاتحه معاه تحقيق
........
....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
زمجر زياد بغضب : يعني ايه مفيش تسجيلات ؟!
قال الرجل بتعلثم : يعني مش لاقي حاجه في الكاميرات يازياد بيه
أطاح زياد بالكوب من يده وضاح بغضب : اطلع برا ومش عاوز اشوف وشك ...برااا
عدلت سلمي من ملابسها وشعرها قبل أن تتجه الي مكتب زياد الذي تعالي صوته في ارجاءه وكانت ترسم كيف ستهدئه وبالفعل دخلت تتهادي بخطواتها المتغنجه وتميل عليه بدلال قائله : مالك يا حبيبي ...متعصب اوي كده ليه ؟!
زفر زياد قائلا : التسجيلات بتاعه اللي اسمه عماد مش عارف لها طريق
أومات ومررت يدها علي صدره الظاهر من فتحه قميصه باغواء قائله : وماله ياحبيبي هي مصايب عماد بتخلص ....هيجيلك برجله لما أيده توجعه ويبقي عاوز يلعب تاني
....
...........
بعد منتصف الليل
عقد صالح حاجبيه بانزعاج وهب من نومه علي صوت تلك الطرقات العاليه التي تردد صداها بكامل أرجاء المنزل الهاديء وسط سكون الليل ......هب رافت وليليان من نومهم بفزع علي تلك الأصوات أيضا بينما
قالت ياسمين بخوف لصالح وهي تعتدل جالسه : في ايه؟!
هز صالح رأسه بعدم فهم واسرع ليقوم من جوارها ويرتدي ملابسه سريعا متجها الي الأسفل بينما أسرعت ياسمين تبحث عن ملابسها لترتديهم وتلحق به
بينما كان رافت ينزل سريعا خلف صالح الذي ما أن فتح الباب حتي تفاجيء بمها أمامه .....نظر إليها والي حالتها الغريبه التي أتت بها بعد منتصف الليل قائلا بدهشة :
مها في ايه ؟!
لم تعطيه فرصه للتساؤل وسرعان ما كانت تصرخ به باندفاع : في أن ابويا مات ....ابويا مات وانا لوحدي
وانت جنب مراتك ...!!
انصعقت ملامح صالح ورافت الذي ردد بصدمه : لاحول ولاقوة الا بالله .....امتي حصل يابنتي ؟!
لم تعي مها شيء من كلمات رافت بينما اجتذبت نظرات عيونها الباكيه نزول ياسمين خلف صالح
لتهتاج بقوة وهي تصرخ بصالح بعتاب ظنت أن لها حق به بينما هي من ارتضت بمكانها لديه : ابويا مات ...ابويا اللي مهانش عليك حتي تسألني ماله ....
حاول رافت تهدئتها بينما تسمر صالح مكانه من هول الموقف : اهدي يا بنتي ده أمر ربنا .....
رفعت مها عيناها الباكيه تجاه رافت ثم نظرت الي ياسمين بحقد شديد بينما تردد : هو جنبها وانا كنت لوحدي ......مع اني مراته زي زيها !
انصعقت ملامح ياسمين بينما وضعت ليليان يدها علي فمها الذي انطلقت منه شهقه مصدومه .....!!
نظرت مها الي ياسمين التي انصدمت ملامحها بعدم استيعاب لما نطقت به لتتشفي بها نظراتها وهي تتابع : اتصدمتي مش كده ؟!
هزت راسها والدموع تنهمر من عيونها وكأنها علي درب الجنون بينما تتابع وهي تنظر داخل عيون ياسمين بتشفي : اه متجوز عليكي ...
هدر صالح بها : اسكتي
هزت راسها وصرخت به : مش هسكت
مش هسكت بعد كده ......انا مراتك زيي زيها ....فاهم !
اكيد صالح بذراعها يهتف بها بسخط ليوقفها ؛ اخرسي ....اخرسي
ترك صالح ذراعها والتفت تجاه ياسمين التي تبخرت ليركض للاعلي خلفها ...بينما امسك رافت بذراع مها قائلا برفق : اهدي يابنتي وانا جاي معاكي
اهدي ..البقاء لله
اسرع صالح خلف ياسمين التي مازالت لا تستوعب ماحدث ....متزوج عليها ؟!
كل ما حدث بينهم كذب وخداع .....؟!
سعادتها التي لا يتواني عن تحقيقها لحظه خداع ...... خائن ....!
اسرع صالح يحاول إيقافها برجاء
: ياسمين
؛ ياسمين اسمعيني
لم تقل ياسمين شيء بل فقط انسابت العبرات الغزيرة من عيونها وكلمات مها ونظراتها مازالت تتردد في اذنها
فاسرعت تجذب حقيبتها اليدويه وتسرع الي الخارج بعد أن دفعت يد صالح الذي حاول إيقافها
ركضت ليليان خلفها وقلبها يدعي علي تلك الفتاه التي بلحظه هدمت سعاده ابنها لتقول برجاء لياسيمن التي وجدتها تنزل الدرج ودموعها تسبقها : ياسمين استني يا بنتي
رفعت مها وجهها من بين كفيها حينما استمعت لصوت صالح يركض خلف ياسمين ليزداد الحقد بعيونها الباكيه وتتجه مسرعه ناحيته وهي تبعد يد رافت الذي كان يواسيها
أسرعت ياسمين للخارج بينما أمسكت مها بيد صالح ومازالت مستمرة بجنونها المطلق بينما خسرت بالفعل كل شيء : رايح فين...؟ لسه هتجري وراها ...؟!
دفع صالح يدها بحنق وهو يسرع خلف ياسمين :
ابعدي عني
دفع يدها واسرع خلف ياسمين التي كانت تسرع بلا هدي وسط ظلام الليل الدامس الذي انارته فجاه انوار تلك السيارة القادمه بسرعه لتنفلت صرخه من ياسمين قبل أن تهوي علي الأرض بفعل يد صالح الذي دفعها بعيدا عن السيارة واصطدم بها هو لتتعالي صرختها في الفضاء .......صااالح
انصدمت ملامح الجميع وشلت حركتهم فور رؤيه هذا المشهد الذي حدث بثواني بينما سائق السياره المحمله بالاخشاب كان سرعان ما يدعس المكابح بقوة ماان ظهرت تلك الفتاه أمامه ليحاول أن يتفاداها ولكنه لم يستطيع بينما دفعها صالح بعيدا وارتطم جسده هو بالسياره ليسقط علي الأرض غارق بدماءه ......!
.....
هزت فيروز ساقها بانفعال وهي تري الساعه تمر تلو الأخري وهو لم يعد حتي الآن .....غفت وهي جالسه مكانها علي المقعد بالشرفه ولم تفيق الا علي يد مهران الذي اوقظها بينما يقول باستنكار : ايه اللي منيمك برا كده
هزت كتفها وهي تفرك وجهها بيدها : كنت مستنياك ونمت علي نفسي
اوما لها قائلا : طيب يلا ادخلي نامي جوه
لاحقته نظراتها الغير راضيه والتي تظاهر أنه لا يراها بينما لايريد شيء إلا أن يتجاوز تلك الليله دون أن يصيبها شظايا غضبه ولكن فيروز كالعاده لم تكن ذكيه لتفهم هذا لتظل تقابله بوجهها العابس بينما بدأ مهران في خلع ملابسه ليقول متبرطما : بدأنا وصله النكد
تأهبت فيروز للرد ولكن قبل أن تفتح فمها كان يتعالي رنين جرس هاتف مهران الذي انصعقت ملامحه وهو يستمع من أحد رجاله عما حدث لصالح ....!
اتسعت عيون فيروز بفزع من حاله مهران الذي جذب عباءته وركض خارج الغرفه : مهران ...مهران في ايه ؟!
لم يتوقف ولم يجيب بل ركض بسرعه الي الخارج
.........
..
كانت مجرد ساعتين وبدأت ماس تستيقظ من هذا النوم الذي تمنت لو تظل به ....ببطء فتحت عيونها وهي ككل مرة تفكر للحظه أن ما تمر به هو مجرد كابوس ولكن ما أن تفتح عيونها حتي تدرك أنه واقع ....واقع مازالت لا تحتمل أن تواجهه لذا تهرب بالنوم ....
بينما لم يستطيع جاسر اغلاق عيناه بالرغم من كل الارهاق الذي ناله إلا أنه لم يستطيع ابدا النوم ليظل مستيقظا ومع شروق الشمس كان يلقي نظره يطمئن بها عليها ثم يتجه الي الخارج ليتخذ سيارته ويتجه لإحضار بعض الاشياء بينما لم يكن هناك أي شيء بالمنزل
عاد بعد قليل ليحمل الاكياس ويتجه الي الداخل
قام البواب سريعا واتجه اليه : عنك يا باشا
هز جاسر رأسه قائلا : لا سيبهم يا سمير
خد بس الورقه والفلوس دي لما المحلات نفتح هات الطلبات اللي فيها
اوما الرجل قائلا : حاضر يا جاسر باشا
انتهي من وضع الاشياء مكانها بعد أن اطمأن عليها بينما كانت ما تزال نائمه
..... مدد ساقه أمامه و جلس علي أحد المقاعد في الشرفه شاردا أمامه وبين أنامله سيجارة تحترق وهو لا يتنفس أنفاسها .....
توجعت فانفلتت تأوها من بين شفتيها دون إرادتها حينما كانت تعتدل جالسه ليشعر جاسر باستيقاظها
فيسرع يلقي سيجارته من يده ويتتجه الي داخل الغرفه ناحيتها وعلي وجهه ملامح هادئه ممزوجه بقلقه الذي لاي يستطيع اخفاءه
قابل وجهها بنبره حنونه وعيون تلتهم ملامحها الباهته بينما يقول وهو يتلمس خصلات شعرها : صباح الخير
نقت ماس صوتها المتحشرج وهي تقول دون أن تنظر إليه : صباح النور
نظر إلي وجهها الباهت الذي خفضته وكأنها لاتريد للنظر إليه لتزداد ضراوة إحساسه بالوجع الذي امتزجت أسبابه ....ندم شديد يعتصر قلبه ....ضياع بسبب ما حدث لهم وتساؤلات لا تنتهي عما اوصلهم الي تلك النقطه
حاولت ماس أن تعدل من وضعيه جلوسها بينما المها ظهرها لتجده يسرع إليها يساعدها ويعدل من وضع الوساده خلف ظهرها ويريحها الي الخلف ويعيد وضع خصلات شعرها خلف اذنها ....بعد أن انتهي قبل جبينها واتجه الي خارج الغرفه قائلا : هجيبلك الفطار
أغمضت ماس عيناها وهي تزجر قلبها الذي رحب بكل ما يفعله معها الان وليس وكأنه من كان يؤلم قلبها بقسوته ...اردات أن تصرخ بتناقضات احساسها تجاه هذا الرجل الذي دوما مايكون سبب حزنها وفرحها ...كرهت أن لا تشعر بالنفور تجاهه بعد كل ما جعلها تعيشه الأيام الماضيه وكرهت كونها بحاجه الي حنانه لعله يشفي وجع قلبها المحترق علي فقدان طفلها ..... رفضت أن تفكر أو تتذكر شيء بينما لم يعد هناك لديها احتمال لوجع اخر لذا هربت من كل ما تشعر أو تفكر به وعادت لتتهرب بالنوم من الواقع الذي عليها أن تواجهه عاجلا أو آجلا
عاد جاسر بعد أن جهز لها طعام الافطار ليجدها قد وضعت رأسها فوق الوساده واغمضت عيناها
جلس بجوارها وربت بحنان علي كتفها قائلا : ماس حبيتي قومي عشان تفطري
هزت راسها دون أن تفتح عيونها : مش عاوزة
شعرت بيداه يمررها علي خصلات شعرها بحنان وهو يسألها : طيب عاوزة ايه ؟!
ظلت صامته ليتنهد جاسر وتنفلت شفتاه قائلا بعتاب لأنها تترك نفسها بتلك الحاله ولا تحارب كما اعتاد منها عدم الاستسلام ...توقع أن تثور وتصرخ وتبكي ثم تنهار وهو كان سينهار معها ويظهر انهياره الداخلي الذي يجاهد ليخفيه ثم سوبا يرممون انهيارات حياتهم ولكنه تفاجيء بحالتها المهزومه تلك ليتنهد وهو يقول
: ماس ...انا عارف انك زعلانه وحقك بس انتي كده بتتعبي نفسك وتتعبيني ....ماس انا تعبت ساعديني عشان نعدي اللي حصل لينا
توجع قلبها أكثر مما فهمته من كلماته التي لم يقصدها لتقول بخزلان : متتعبش نفسك عشاني انا كويسه
زجر نفسها و اه من مقدار غباء اختيار كلماته التي وصلت لها بهذا المعني ..... بيداه القويه كان يحيط بها ويجلسها برفق شديد ويرفع وجهها إليه ناظرا في عيونها بعتاب اكتسب قلبه الحق به : ماسه انتي اكتر واحده عارفه اني مقصدتش حاجه من كلامي الا خوفي عليكي .....ياماسه انا عمري ما اتعب منك ابدا
تغضنت نبرته قليلا بينما يتابع : اللي حصل ده حصل لينا احنا الاتنين مش انتي لوحدك .....انا عاوزك تعرفي ان
انا قلبي واجعني أضعاف عشان وجعك بيوجعني
هز رأسه وغص حلقه بينما يتابع : ....انتي ماسه القويه اللي هتاخد بأيدي ونعدي من اللي حصل .....ماسه انتي سايبه ايدي وانا مش عارف اتصرف من غيرك ....انا مش قادر ازعل علي ابني عشان ده حقك انتي .....حقك تعملي كل حاجه وانا جنبك مش عشان ده دوري وواجبي
عشان انتي حبيتي قبل اي حاجه ....
ارتجفت شفتيها دون إرادتها بينما غص حلقها بالدموع من كلماته التي بالرغم من مدي صدقه بها إلا أنه مازال يرهقها بتناقضاته ليكمل جاسر وهو يضع وجهها بين يديه قائلا باعتراف : انا قسيت عليكي اوي ياماسه وكنت سايبك لوحدك لما تعبتي بس دلوقتي
انا جنبك ومش هسيبك ابدا
خفضت عيناها ودون إرادتها انفلتت عتاب من بين شفتيها وهي تقول بخزلان : خلاص مبقاش له فايدة
وضعت يدها بالم شديد اجتاح قلبها علي بطنها الفارغه ليعقد جاسر حاجبيه بقوة وهو يشعر بأضعاف مضاعفه من الوجع واليأس لإيجاد ما يسكن وجع قلبهما ليجلس
بجوارها ويضمها اليه بحنان شديد ويغرق وجهها بالقبلات : معلش ياحبيتي ...أن شاء الله ربنا هيعوضنا
أغمضت عيناها بقوة تمنع دموعها التي تزاحمت خلف اهدابها من الانهمار وهي تحاول أن تتمسك بقوتها المعدومه بينما ترفض أن يحتاج قلبها الي حنانه بتلك الطريقه وتتذكر قسوته عليها وكم كانت بحاجه اليه ولم يكن بجوارها ...قلبها الخائن الذي مازال ينبض له ولم يتعلم الدرس ابدا مهما بلغت صعوبته
شعر جاسر بها تضع يدها علي صدره وتبعد جسدها عن ذراعيه ومازالت تبعد نظراتها عن عيناه ليربت علي يدها بحنان قائلا : انا عارف انك زعلانه من اللي حصل بينا بس ياماس ده كان غصب عني .....كل اللي حصل انتي اكتر واحده عارفه أنه حصل بسبب حبي ليكي
صمت وغالب نفسه يريد أن يتحدث ويخبرها بكل ما عاشه هو الآخر ولكنه لا يستطيع الان ...هي لن تحتمل عتاب أو نقاش ليسحب نفس عميق ويقول برفق شديد : بصي ياماس احنا هنتكلم في اللي حصل بينا بس مش دلوقتي..... لما تبقي كويسه وقادره تتكلمي هنتكلم وقبل ما تقولي اي كلمه انا عارف اني غلطت في حقك كتير وبعتذر علي كل اللي عملته
اعتذار ...! اعتذار مع بضع كلمات ربما كان في الماضي يرضيها أما الآن فلا تشعر بشيء ولو من قريب برضي أو براحه ....تشعر نفسها مذنبه وكفي ....!
مذنبه بكل شيء وليس الذنب ذنب جاسر ... هي من أحبته وهي من ارتضت بخلاف طباعه وهي من تغيرت لتتلائم مع اختلافه ...هي من أخفت نفسها وهي من تنازلت بكل الرضي ....الان لخصت كل شيء بنفسها هي وهو في النهايه لم يتغير بل كما أخبرها سابقا ( انا كده ومش هتغير ياماس ....يا تقبليني زي ما يا ينتهي اللي بينا ) وقد كانت صاحبه القرار في قبوله كما هو فهل تلقي اللوم عليه ام علي نفسها !
تحشرجت أنفاسها واردات منه أن يتوقف عن الحديث وان يتركها وحدها لتهز رآها توقفه : مش عاوزة اتكلم في حاجه خلاص
اوما جاسر دون جدال : ماشي زي ما انتي عاوزة بس دلوقتي لازم تأكلي
هزت راسها برفض فهي لا تستطيع أن تضع شيء بفمها ليتنهد جاسر قائلا : طيب واخرتها
قالت وهي تشيح بوجهها عنه : انا كويسه بس ماليش نفس اكل... عادي
نظر لها وسألها برفق : طيب عاوزة ايه
انفلتت الكلمات من شفتيها التي ارتجفت : مش عاوزة حاجه غير اسكت مش عاوزة اتكلم مش عاوزة اسمع معلش مش عاوزة حد يواسيني ولا اصعب عليه
تألم قلبه بقوة ليجذبها الي حضنه يدفنها بين ضلوعه يتمني لو يسحب كل المها إليه : ماس
فقط كل ما استطاع نطقه هو اسمها من بين حشرجه حلقه : ماس حبيتي
أبعدت ماس نفسها عن حضنه وهي تهز راسها بتماسك لن تبكي ولن تشعر بهذا الاحتياج له ابدا
نظر لها ولابتعادها الواضح عنه وقرر الا يضغط عليها ليقول : ماس علي الاقل عشان صحتك تتحسن كلي
: ماليش نفس
قال برجاء : معلش تعالي علي نفسك عشان خاطري
قالت وهي تتمدد علي الفراش : اول ما احس اني جعانه هاكل
لم ييأس من عنادها ليقول بإصرار : طيب بلاش تأكلي اشربي اللبن ده
هزت راسها ليتنهد قائلا : طيب تحبي اكلم مامتك علي الاقل ....جايز ترتاحي تتكلمي معاها
هزت راسها واغمضت عيناها : مش عاوزة اكلم حد
تنهد قائلا دون جدال : ماشي ....طيب ممكن تديني رقم الدكتور بتاعك عشان عاوز اكلمه
نظرت له بدهشه : ليه ؟!
: هجحز ميعاد يشوفك واطمن عليكي
: انا كويسه
(مش كويسه )كانت تلك كلماته التي احتفظ بها لنفسه وهو يدرك جيدا أنها ليست بحال جيد ابدا
تركها واتجه ليفتح الباب ليدخل البواب وهو يحمل الأغراض التي طلبها : حطها في المطبخ ياسمير
اوما الرجل ووضعها وانصرف ليبدأ جاسر بوضع كل شيء مكانه بعقل مشتت في حالتها ... مهما كانت الخلافات بينهم كان هناك دوما جسر للتواصل أما الآن فلا شيء ابدا ....ليعترف بانها هي من كانت تقود علاقتهم وهاهي تركت يداه فوقف عاجز وسط الطريق لايعرف في أي اتجاه عليه أن يذهب .....
..........
....
تجمدت عيون ياسمين علي الأرض بينما ماتزال آثار دماء صالح علي يدها وملابسها وصورته وهو علي الأرض غارق بدماءه لا تفارق عيناها الباكيه كما حال ليليان التي كانت تبكي بلا توقف بينما كاد أن يصاب لسانها بالشلل من كثرة دعاءها أن يتلطف اللطيف بأبنها بينما لايعرف رأفت كم مضي عليه وهو واقف بذلك الممر ينتظر كلمه تهديء ضربات قلبه الملتاع علي ابنه وعيناه متركزه علي هذا الباب بينما بكل لحظه يتخيل خروج أحد الأطباء لاخباره بفقدان ابنه الوحيد وثمرة حياته التي سيفقدها بعد أن رواها بروحه طوال تلك السنوات ليخبر نفسه بانهزام أنه لن يحتمل ...لن يحتمل ابدا البقاء لحظه أن فقد ابنه لتراود قلبه تلك الوخزه القويه وقبل أن يرفع يداه تجاه قلبه كانت تخونه ساقه ويسقط علي الأرض !
..... .... هرع مهران الي المشفي بخطوات متعثره بينما صوته يسبقه مزمجرا في الأطباء أن يخبروه بحاله صديقه ... اتجه الي حيث وقف رافت ولكن قبل أن يصل إليه كانت ساقاه تتجمد بالأرض حينما لمح سقوط رافت مرتطما بالارضيه بقوة ليهرع إليه بفزع بينما تعالت صرخات ليليان : رافت !
..........
...
مكثت مها علي الارضيه الرخاميه للحمام حيث اخذتها أحدي الممرضات لتغسل وجهها بعد أن غابت أنفاسها تبكي بانهيار علي ابيها وعلي حبيبها الذي تخيلت أن تفقده بلحظه كما فقدت كل شيء
أمسكت الممرضه بكتفها واسندتها الي الخارج لتجلسها علي أحد المقاعد بشفقه بينما اقترب منها أحد الأطباء ليقول بأسف : البقاء لله .....في حد من عيلتك نكلمه عشان نخلص إجراءات الدفن
قالت مها وهي تهز راسها ودموعها لا تتوقف عن الانهمار :
ماليش حد غير بابا
تأثرت نظرات الطبيب ولكن بنفس اللحظه كان يتعالي صوت مهران الذي قال : شدي حيلك ....انا هنا يادكتور وهخلص كل حاجه
اوما الطبيب قائلا : تعالي معايا
اتجه مهران خلف الطبيب بينما للتو كان يخرج من تلك الغرفه حيث رقد رأفت الذي اصيب بنوبه قلبيه !
..........
....
فتحت ماس عيناها علي رنين هاتف جاسر الذي اسرع بخطاه تجاه الغرفه وهو يزجر نفسه علي ازعاجها ليقول وهو يمد يداه سريعا الي الهاتف : معلش يا حبيتي ...كملي نوم وارتاحي
اجاب علي مهران وهو يتجه الي خارج الغرفه لتستمع ماس الي صوته المصدوم وهو يهدر : ايييه ؟!
قامت من فراشها بأقدام واهنه لتخرج تتبين بقلق ما يحدث لتستمع الي صوت جاسر الذي الجمته الصدمه : حالته ايه ؟!
هتف مهران بكمد : ادعيله يا جاسر .....احنا في كرب كبير ...ابوه وقع من طوله والحاج رياض تعيش انت
: لاحول ولا قوة الا بالله
كور جاسر قبضته بينما يتحرك بخطوات مرتبكه بأرجاء البهو وهو لايعرف ماذا يقول أو ماذا يفعل
: انا ....انا مش عارف اعمل ايه يا مهران. ....ماس تعبانه ومقدرش اسيبها واجيلك وهي في الحاله دي
: خليك جنبها يابوي .....انا هنا
: طيب طمني يامهران .....اول ما تعرف حاجه عن صالح طمني
اغلق بأيدي مرتبكه لتسأله ماس بقلق : في ايه ياجاسر ؟!
أتجه جاسر ناحيتها وسرعان ما امسك بيدها ليجلسها وهو يري حالتها الشاحبه : مفيش ...تعالي اقعدي
هزت راسها بإصرار : انا كويسه ....في ايه ؟!
أخبرها لما حدث لتقول بسماحه : انا كويسه سافر اطمن علي صالح
هز رأسه برفض : مش هسيبك. .... كذب علي قلبه القلق وهو يؤكد لها : أن شاء الله هيبقي كويس. ...دلوقتي مهران يطمني
الحت عليه ولكنه أصر علي البقاء عليها ليعيدها الي فراشها ويتظاهر بالثبات بينما يقول : هروح اجهزلك الاكل
عرفت أنه يتهرب من الوقوف أمامها بحالته القلقه وصدق حدثها حينما استمعت لهذا الضجيج القوي الصادر من المطبخ لتقوم إليه ....قبل لحظه سقط أحدي الاطباق من يده علي الأرض الرخاميه ليصدر ضجيج قوي كما ضجيج أفكاره القلقه ويده التي لا تتوقف عن الاتصال بمهران كل بضع دقائق
اعتدل جاسر واقفا بعد أن جمع الزجاج المحطم ووضعه بسله المهملات ليجد ماس واقفه علي الباب : ماسه متقلقيش ده طبق وقع من ايدي .....روحي ارتاحي وانا هجيبلك الاكل
هزت راسها واتجهت إليه ليتفاجيء بها تمسك بيده وتنظر إليه قائله : روح لصالح
هز رأسه : مش هينفع اسيبك لوحدك
أبعدت وجهها عن عيناه وقالت بكذب : انا كلمت ماما وهي جايه في الطريق وهتفضل معايا
هز رأسه برفض : مش هسيبك وانتي تعبانه
تنهدت بارهاق : انا كويسه .......نظرت إليه وتابعت برجاء : لو سمحت ياجاسر انت قولت هتعمل اللي يريحني .... سافر اطمن علي صالح وانا ماما مالك هيجيبها ليا وهتفضل معايا ...
لمحت في عينه الرفض لتضع أمامه عقبه قائله :
مش عاوزة تحصل مشكله بينك وبين مالك..... لو سمحت سافر انت
نظر لها وعقد حاجبيه بتساؤل ....هل هي لا تريده بجوارها ؟!
ليقول بنبره باهته : انتي مش عاوزاني جنبك ياماس ؟!
هزت راسها بمراوغه : انا كويسه. .... سافر اطمن علي صاحبك
نازع كثيرا قلبه الذي لا يرغب بتركها ولكن إصرارها جعله يمتثل لرغبتها بينما أوضحت أنها تريد البقاء برفقه والدتها وحدها وهو قرر أن يتركها لراحتها ...
اطالت ماس بقاءها في الاستحمام حتي يكون قد غادر لتشعر أن مضي وقت كافي فتخرج وهي تحيط جسدها بالمنشفه تستند الي الجدار بينما ذلك الشعور بالوهن يداهمها مجددا بقوة
ما أن خرجت من باب الحمام حتي تفاجئت به لم يغادر وقد جلس علي طرف الفراش لتقول وهي تتظاهر بأنها علي مايرام : انت لسه هنا ؟!
اوما لها قائلا وهو يمد يده ناحيتها ليسندها : همشي علي طول بس قولت اطمن عليكي الاول .....خوفت تقعي ولا حاجه
سحبت يدها من يده بعفويه قائله : انا كويسه
عقد جاسر حاجبيه وداهمت قلبه تلك الوخزه بينما يري بكل تصرفاتها نفورها الواضح منه وعدم رغبتها حتي بالنظر إليه ليقول وهو ينظر في ساعته : هستني لما مامتك توصل
هزت راسها قائله دون أن تنظر إليه : زمانها قربت توصل .....سافر انت
..........
...
أسرعت ياسمين بأقدام خاويه تجاه الطبيب الذي خرج من غرفه صالح لتقول بصوت متهدج من فرط البكاء: حالته ايه ؟!
اوما الطبيب قائلا : الحمد لله حالته استقرت بس طبعا في كسور كتير في جسمه
تنهدت ياسمين من بين دموعها ؛ الحمد لله
قالت ليليان بلهفه : عاوزة اشوفه
اوما الطبيب : واحده بس منكم تدخل دقيقه وتخرج وبعدها التانيه
........
...كان صالح مايزال تحت تأثير المخدر بينما لم يتوقف عن الهذيان باسمها لتتعالي شهقات ياسمين وتغادر الغرفه تسند ليليان التي لم تعد ساقها تتحملها وهي تقول برجاء : صالح عمل كده عشانك يا ياسمين .....والله كل ده عمل عشانك .....ابوه ضغط عليه ...
ابوه وقع من طوله وهيضيع من ايديا .....انا ماليش حد غيرهم يارب ......الطف بينا يارب
انهمرت الدموع من عيون ياسمين وهي تتجه الي غرفه رافت بينما كلمات ليليان لا تتوقف عن التردد بأذنها تخبرها بكل ما عاناه صالح من أجلها
أخرج الطبيب الحقنه من ذراع رافت الذي كان مستسلم لما اصابه ليسحب ذراعه من يد الطبيب برفض للعلاج الذي جاهد الطبيب لاعطاءه له بينما قيدت ذراعه أحدي الممرضات
وقفت ياسمين بأذان لا تلتقط شيء قدر طنين الأجهزة بينما يقول الطبيب : اتعرض لنوبه قلبيه حاده .....حاليا هيفضل تحت العنايه لغايه بكره وان شاء الله حالته تتحسن
سبقتها دموعها وهي تتجه الي جوار فراش رافت
لتنظر اليه بعيون باكيه وتنفجر برجاء ما أن سمعت صوته الواهن يهذي بأسم وحيده : صالح
: صالح هيبقي كويس ....
غالب رافت ضعفه ليفتح عيناه فيري بكاء ياسمين التي هزت راسها إليه وهي تتابع : هيبقي كويس ....والله هيبقي كويس ....انا هخرج من حياته ...هخرج من حياتكم كلكم بس انت خف .... انا سبب كل اللي حصل ليكم ....والله هبعد عنه بس انت خليك جنبه
انا حسيت بالعيله اول مره جيت بيتكم ومش عاوزة اكون سبب في ضياع حد منكم ....ارجوك ياعمي خف واقف علي رجلك ....صالح محتاجلك
انا السبب في كل حاجه وحشه حصلت ليكم
انتوا متستاهلوش يحصل ليكم حاجه وحشه ......انا همشي وهخرج من حياته بس هما محتاجين لك ....
مسحت شلالات دموعها بظهر يدها ولكنها لم تكد تستدير حتي سمعت صوت رافت الواهن يوقفها : استني يا بنتي !
.........
طوال الطريق الذي قطع نصفه لم يتوقف جاسر عن تانيب نفسه أنه تركها حتي وان كانت تلك رغبتها لذا دون تفكير كان يستدير بالسيارة سريعا بينما كادت تصم أذنه أبواق السيارات خلفه التي تجاوزها بتلك السرعه ولكنه لم يهتم وضغط دوليه الوقود عائدا إليها بقلب لهيف. ....
نزل من سيارته واتجه الي الداخل ليسأل البواب : والده المدام وصلت امتي يا سمير
هز الرجل رأسه قائلا : مفيش حد جه لسيادتك يا باشا
عقد جاسر حاجبيه بقلق وسرعان ما ركض تجاه الدرج ليفتح الباب بدقات قلب قلقه ازدادت وهو يري المنزل غارق بالظلام .....اسرع بخطواته تجاه غرفتها ليهوي قلبه بقدميه حينما لم يجدها وقبل أن ينتابه القلق أكثر كانت قدماه تقوده الي الغرفه بنهايه الممر ليلتاع قلبه حينما وجدها جاثيه علي الأرض تحتضن تلك الملابس التي احضرها لمولودهم وتنهار بنوبه بكاء حاره يعرف أنها بحاجه اليها وقد كبحتها بداخلها طويلا .....
انحني ناحيتها بقلب متمزق ليضمها إليه دون نطق شيء ويتركها تبكي وتبكي مفرغه عن مكنونات صدرها ....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
يروحي ماس بجد قطعت قلبي بجد يارونا انتي مبدعه في انك قدرتي توصلي احساسها لينا
ردحذف