حكايه عمر الفصل الثالث والخمسون

13


 
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظرت هدي الي وسيله تناجيها برجاء : وسيله السر ده لو اتعرف انا حياتي هتتدمر
قالت وسيله بعنفوان بينما بدء الالم يتجلي علي ملامحها : وانا بسبب السر ده حياتي اتدمرت ....ازداد الالم الذي تغلغل في احشاءها من حركتها المفاجئه وهي تحاول أن تقوم : بسببك اتوصمت بعار اني خاينه .... انا معملتش حاجه غير اني وثقت فيكي 
لاح الالم علي ملامح وسيله بقوة وهي تحاول جر جسدها لتغادر فراش المشفي بينما تصرخ بألم : انتي لازم تقولي لعمر علي كل حاجه ...كل حاجه فاهمه 
أسرعت هدي تجاه وسيله تحاول أن تعيدها الي مكانها بقلق بينما للتو خرجت من عمليه : مينفعش تقومي ياوسيله 
أبعدتها وسيله عنها بغضب صارخه : ابعدي عني ....رفعت اصبعها أمام وجه هدي وتابعت : انتي حالا هتيجي معايا وتقولي لعمر علي كل حاجه والا هبلغ عنك انتي والحارس بتاعك انكم خطفتوني
مسحت هدي حبات العرق البارد الذي تصبب من وجهها وهزت راسها سريعا بينما أدركت أن اثاره غضب وسيله الان ليس بصالحها : حاضر حاضر ياوسيله بس انتي الاول لازم تهدي وترجعي مكانك والا هتتسببي لنفسك في وجع اكبر ...انتي لسه تعبانه 
حاولت الاقتراب منها وتهدئتها بينما تتابع بتبرير : انور مخطفكيش ياوسيله ....انور حاول يساعدك لما لقي عمر بيعمل فيكي كده 
افلتت صرخه مقهورة من صدر وسيله انبثقت من بين شفتيها المرتجفه : عمل كده فيا بسببك ....طفرت دموع القهر من عيونها بينما تتابع بصوت مختنق بحمم دموعها وهي تتذكر كل ما مر عليها : انتي السبب ....أطبقت بقوة علي يد هدي التي كانت تحاول إعادتها لفراشها ونظرت لها بعيون مليئه بالدموع والإصرار : حالا هتقولي لعمر علي كل حاجه 
اومات هدي بينما عرفت أن لا سبيل معها ليعمل عقلها سريعا بينما تقول فقط لتهدئتها : حاضر يا وسيله بس عشان خاطر البيبي انتي لازم تهدي وترجعي مكانك والا هتأذيه 
بدأت تلين قبضه وسيله علي يد هدي التي تابعت كذبتها بينما عرفت كيف تتلاعب علي احاسيس وسيله. مؤقتا حتي تجد حل يخرجها من تلك الورطه : انتي مش خايفه علي ابنك ؟!
هزت وسيله راسها وغامت عيناها بالدموع بينما نكست راسها للاسفل ونظرت الي بطنها التي لم تكد تخبر عمر بما تحمله في داخلها وحدث كل ما حدث ....لتبدأ هدي في إعادتها لفراشها وتتحدث بنبره هادئه: انا معاكي ومش ضدك واصلا مش هسيبك الا لما تبقي كويسه ولو مكنتش خايفه عليكي انا كنت سبتك لجوزك ....رفعت وسيله عيناها الباكيه تجاه هدي التي تابعت بغصه حلق بسبب شعورها الضاري بالذنب وهي تكذب عليها ولا تخبرها بحقيقه فقدانها لطفلها: انا حاسه بيكي لأني ام وكل اللي يهمني دلوقتي انك تبقي كويسه انتي وابنك 
نظرت إلي عيون وسيله وتابعت بجديه ؛ هنفذ كل اللي انتي عاوزاه بس اديني مهله صغيرة امهد فيها لشافع 
قبل أن تنطق وسيله بشيء كانت هدي تتابع برجاء : ارجوكي يا وسيله ....لو مش عشاني عشان خاطر بناتي وابني اللي كلهم حياتهم هتتدمر.... اديني وقت صغير ...كام يوم بس 
لتتابع إقناعها تابعت : علي الاقل عمر يكون هدي وانتي تعدي مرحله الخطر اللي ابنك فيها 
رفعت وسيله وجهها الي هدي بهلع تملك منها لتهز هدي راسها بتأثر زائف اضطرت إليه : مش هخبي عليكي اكتر من كده بس بسبب ضرب عمر ليكي وضع حملك حرج والدكتور مشدد انك متتحركيش من السرير وتنامي علي ضهرك عشان الحمل يكمل !!
.........
...
اسرع انور بخطواته تجاه هدي التي خرجت بانفاس منقطعه بعد أن انهكتها تلك المواجهه مع وسيله : ايه يا دكتورة اللي حصل ؟!
زمت هدي شفتيها ونظرت في الفراغ امامها وهي تقصي اي احساس بالذنب من داخلها تجاه تلك الفتاه قائله بعزم : وسيله مش لازم تعرف أن الطفل مات 
عقد انور حاجبيه باستفهام لتخبره بكل شيء وسرعان ما كانت عيون انور تتسع بعدم تصديق : قولتي ليها علي كل حاجه 
اومات هدي بندم قائله : كنت فاكراها لما تعرف هتقدر انا عملت كده ليه بس لقيتها مصممه تقول كل حاجه لجوزها 
نظر لها انور برفض وقال باستنكار : ازاي يا دكتورة تقولي ليها السر ده 
قالت هدي بندم : خلاص ياانور اللي حصل حصل ...المهم دلوقتي لازم افكر هعمل ايه !!
......
....
أسندت زينه صينيه الطعام التي تحملها باحدي يديها بينما فتحت الباب باليد الأخري ودخلت لتجد الغرفه كما تدخلها كل مره غارقه في الظلام وعمر في فراشه 
وضعت الصينيه بجواره علي الكمود واقتربت منه تربت علي كتفه بحنان : عمر حبيبي اصحي 
اتجهت الي النافذه لتزيح الستائر القاتمه من عليها وتسمح لضوء الشمس بالعبور بينما تناديه مره اخري : قوم ياعمر 
استدار عمر للجهه الأخري مكتفي ببضع كلمات مقتضبه : اقفلي الستاير ياماما انا عاوز انام 
هزت زينه راسها واتجهت لتجلس الي جواره وتداعب شعره بحنان : لا حبيبي انت نمت كتير قوم عشان تأكل اي حاجه 
: عاوز انام لو سمحتي 
هزت زينه راسها ومالت عليه بحنان ومازالت تداعب خصلات شعره : انت بقالك كام يوم نايم ومش بتطلع من اوضتك ....قوم ياعمر عشان خاطري
لم تجد منه رد لتصر عليه برجاء: لو ليا غلاوة عندك قوم علي الاقل اتكلم معايا 
اختنق صوتها بالدموع بينما تتابع : انا محتاجه ليك ياعمر 
التفتت عمر اليها علي مضض لتنظر زينه بأسي الي ملامح وجهه الباهته وعيناه المنتفخه والتي تخبرها أن كل النوم الذي ينامه مجرد تظاهر بينما هو بالحقيقه لا ينام ولو لساعه 
لتمسك وجهه بحنان جارف متساءله : مالك ياعمر .... اللي عامل فيك كده ؟! 
تنهدت وتابعت بغصه حلق : انت عارف ان بابا بيحبك واللي حصل ....قاطعها عمر بينما لايريد حقا سماع شيء : عارف 
نظرت له برفق : وانا عارفه انك زعلان وانا كمان زعلانه اننا وصلنا لكده بس عشان خاطري حاول تتجاوز اللي حصل 
هز رأسه وابتلع غصه حلقه قائلا بزيف: انا مش متضايق انا كويس 
نظرت إلي وجهه بعدم تصديق : كويس ازاي ...؟! انت مش بتخرج من اوضتك بقالك كام يوم وحتي مش بتاكل 
قال باقتضاب : ماليش نفس 
نظرت له برجاء : عشان خاطري كل اي حاجه 
رفض باصرار لتمسد زينه ظهره بحنان : طيب قوم خد دوش واحلق دقنك وانزل اقعد معانا شويه أو أخرج غير جو 
هز عمر رأسه بينما لا يشعر بشي إلا فقدان الرغبه بأي شيء وفقط لايريد شيء إلا أن تخفت حراره تلك النيران المستعمله بداخله والتي لا يعرف احد عنها شيء 
ليربت علي يد والدته بحنان قائلا : ماشي يا ماما بس سيبني لوحدي دلوقتي 
: عموري 
التفتت زينه وعمر الي ذلك الصوت الناعم وتلك الابتسامه الواسعه لجوري التي فتحت الباب ودخلت 
اقتربت منه بابتسامه مشرقه قائله : كل ما اتصل أسأل عليك يقولوا ليا نايم قولت اجي اغلس عليك
احتضنت جوري اخاها بحنان اخفته خلف مرحها المصطنع بينما كانت كارت زينه الاخير حينما طلبت منها أن تأتي الي المنزل لعلها تضفي إليه جو اخر بعد تلك الأجواء الكئيبه التي مرت عليهم وعمر في غرفته لا يبارحها وعاصم يعامل الجميع باقتضاب 
نظرت جوري إليه قائله بمزاح : ايه بقي شكل الاشاعه صح وانت تعبان ولا ايه 
هز عمر رأسه بصمت لم تعتاده جوري منه 
لتحاول أن تداعبه وتتحدث معه هي وزينه 
لقليل من الوقت ثم يخرجون كما دخلوا بينما لاشيء تغير 
إلا أنه وافق علي طلبها الراجي بأن ينزل لتناول العشاء معهم : عشان خاطري ياعمور ده مراد تحت وعاوزين نتجمع كلنا 
نزل استجابه لطلب أخته الراجي ليمر العشاء بثقل والاثقل هو نظرات أبيه التي كانت متفحصه بها الكثير من التأثر الذي رفض الإفصاح عنه وظل علي موقفه من ابنه ونظرات سيف التي امتلئت بالأسئلة التي رفض عمر الاجابه عنها وتركه في غموض لايعرف له نهايه عن اين ذهبت وسيله !!
.....

..
زفر نديم بحنق بينما مر يومان وهي من لا تتحدث معه بالرغم من أنه من يجب عليه ذلك عتابا لها علي عدم مجيئها معه 
ليهتف بها بامتعاض : ممكن افهم هو المفروض مين يزعل؟! انا ولا انتي 
نظرت له ريم بعتاب قائله : بتسال وانت حطتني في الموقف ده 
قال نديم باستنكار : زعلانه اني تمكست بيكي ؟!
هزت ريم راسها قائله : زعلانه انك وقفت قدام بابا
قال نديم باحتدام : هو اللي بدأ ومسابش ليا حلول 
قالت ريم باستنكار : الحل انك ترفع عليه سلاحك 
هز كتفه بغضب : كنت اعمل ايه 
قالت ريم بأسي : تعمل اي حاجه ....اكيد كان في حل تاني .... اي حاجه الا اني اشوف بابا في الموقف ده 
نظر لها نديم بعتاب قائلا : إنما تشوفيني انا في الموقف ده عادي 
اقتربت ريم منه وقالت برفق : يا نديم افمهني 
نزع ذراعه من يدها بتسرع دون أن يمهلها وقت لشرح وجهه نظرها ليهتف بحنق : مش عاوز افهم حاجه خلاص كل حاجه واضحه
.....وانا اسف اني اتمسكت بيكي... واضح أن قرار ابوكي كان علي هواكي 
نظرت له ريم بعتاب لينظر لها نديم بقوه ثم يندفع خارج الباب 
.........
....
قلب الطبيب تلك الورقه بينما يقرء الملاحظات علي حاله المريضه قبل أن يلتفت الي الممرضه قائلا باستنكار : ليه كل المهدئات دي ؟
هزت الممرضه كتفها وقالت بتعلثم : دي حاله تبع د هدي ودي أوامرها 
نظر الطبيب بحده الي الممرضه : أوامر ايه ....مين وافق د هدي علي التهريج ده 
: انا !!
التفت الطبيب ذو الخبره الي ذلك الطبيب الشاب الذي وقف لدي باب الغرفه يواجهه بنظرات قوه استمدها من تلك السلطه التي منحته له هدي 
ليقول باستنكار : انت ازاي تكتب كل المهدئات دي لحاله 
نظر إلي وسيله النائمه وتابع برفض : الحاله دخلت في حادثه عاديه ومش محتاجه مهدئات 
قال الطبيب الشاب ببرود وهو يسحب اوراق تشخيص حاله وسيله من يده : الحاله فقدت حملها في الحادثه وحالتها النفسيه سيئه وانا شايف أن ده احسن حل ليها 
قال الطبيب باحتدام : احسن حل ليها أنها تتقبل اللي حصل لانه اراده ربنا ولو حالتها النفسيه مستدعيه يبقي تقابل متخصص نفسي مش بس نديها مهدئات 
قال الطبيب الشاب بعجرفه : شكرا علي نصيحتك يادكتور بس انا بقرر ايه الانسب للمريضه اللي بشرف علي علاجها
تجاوز الطبيب الاشيب قله لياقه وتقدير الطبيب الشاب وركز علي حاله المريضه ليقول باستنكار : دي مش نصيحه دي حياه انسان 
كرر الشاب بنفس قله التهذيب : شكرا مره تانيه 
التفت الي الممرضه وتابع ببرود : مرام خدي دكتور سالم يكمل مرور علي باقي المرضي لأن انا موجود بتابع حاله المريضه بتاعتي بتكليف من د هدي 
نظر له الرجل بحنق من قله لياقته ليندفع خارج الغرفه هاتفا بالممرضه : فين د هدي 
: هي في مكتبها 
اندفع سريعا الي غرفه هدي ولم يتمهل في ثروته الغاضبه فسرعان ما كان يندفع بغضب : د هدي انتي عندك علم باللي بيعمله د شهاب 
قالت هدي بهدوء وهي تبعد نظارتها الطبيه : بيعمل ايه 
قال سالم بعصبيه : حاله المريضه اللي في اوضه ٤٥ 
هزت هدي راسها بثبات: مالها ؟! 
قال بشرح : كاتب ليها مهدئات كتير بدون داعي 
قالت هدي بهدوء : شغله يا دكتور وهو المشرف علي الحاله 
قال سالم باستنكار بينما لم يعهد شيء كهذا في هدي من قبل : شغله يخلي المريضه نايمه طول الوقت 
دي حاله صدمه هتتجاوزها بأنها تواجهها مش تهرب بالمهدئات 
اومات هدي وتنهدت بينما تتكالب عليها الظروف : طبعا عندك حق يا دكتور سالم بس مش كل حاله زي التانيه والحاله دي فعلا محتاجه تمر اول ايام صدمتها بالمهدئات 
وانا عن نفسي موافقه علي بروتوكول د شهاب 
نظر لها سالم باستنكار : ازاي ؟!
نظرت له هدي بحزم : هتناقشني 
اوما سالم : وليه لا طالما حياه المريضه في الوسط 
قالت هدي بتفهم : المريضه دي تخصني وانا اكتر واحده مهتمه بيها ومتقلقش يادكتور انا فاهمه بعمل ايه كويس 
قبل أن يقول شيء كانت تعتدل واقفه : بعد اذنك يا دكتور عشان عندي شغل 
نظر لها سالم برفض بينما يغادر الغرفه لتتجه هدي الي غرفه وسيله بخطوات ثابته بالرغم من اهتزازها الداخلي ذنبا علي كل ما تفعله وفعلته لتلك الفتاه دون أن تقصد ولكنها مضطره 
كان شهاب مازال واقفا يبلغ الممرضه بتعليماته ليتجه الي هدي قائلا : د سالم ...قاطعته هدي بحزم : عرفت ...اتفضل انت 
خرج شهاب بعدم فهم كما كانت حالته حينما جعلته هدي مشرف ظاهري علي حاله وسيله بينما كل دوره يتلخص في كتابه ما تمليه عليه من تعليمات وادويه اضطرت لها لكسب المزيد من الوقت 
........
....
تقلب ايهم في فراشه بانزعاج بينما ذلك الصوت الذي تغلغل بعقله الباطن لا يتوقف ويجبره علي فتح عيناه ليعقد حاجباه بقوة وهو يفتح عيناه يستدير حوله بينما يبحث عن مصدر الصوت بعقل ناعس ....مد يداه الي ذلك المنبه الصغير بجواره يغلقه بانزعاج شديد من رنينه الذي لا يتوقف وهو يستدير حوله باستغراب أخذ بضع دقائق حتي يحاول استيعاب ما حوله وسبب انطلاق ذلك المنبه ليسأل نفسه وهو يغادر الفراش اين هي بينما لاول مره يسمع رنين المنبه منذ وجودها بالمنزل فهي من تستيقظ وتقوم بكل المهام ثم توقظ كل واحد منهم علي حسب ميعاده ....ابعد الغطاء من فوقه وقام وعيناه تنظر تجاه الحمام الملحق بالغرفه ليجد الباب مفتوح ولا يوجد احد بداخله ....اتجه الي المطبخ ومنه الي غرف بناته ليجد نفسه يدور بكل انحاء المنزل بحثا عنها .....توقف مكانه ومازالت ملامح الانزعاج تعلو وجهه بينما لا يفهم شيء ولا يعرف اين هي ...! 
اتجه الي غرفته ليسحب هاتفه من جواره وعلي الفور تقع عيناه علي تلك الورقه الموضوعه بجوار المنبه مكتوب عليها بخط كبير ( صحي البنات عشان ميعاد المدرسه ) 
استغرب ماهو مكتوب ولم يفسره لوهله وهو يتجه الي غرفه الفتيات يطرق بابها مناديا أسماءهم ليستيقظوا ثم يتجه الي غرفته وهو يتصل بها ....!
ارتجفت دقات قلب غرام بداخل صدرها وانتفضت من مكانها بهلع ما أن تعالي رنين هاتفها لتحاول أن تتمسك بشجاعتها وهي تنظم أنفاسها قبل أن تجيب : الو!
دون مقدمات كان يأتيها صوته الغاضب : انتي فين ؟!
استجمعت غرام المزيد من شجاعتها بينما تؤكد لنفسها أنها فعلت الصواب وعليه أن يشعر بأنه اخطيء بحقها وهو يتجاهلها المره تلو الأخري 
: عند ماما .....لم تجد لجملتها تكمله بينما لم يصل إليه في البدايه معني كلماتها وهو يهتف بها : وازاي تخرجي من غير ما تقولي ليا !
افلتت الكلمات من شفتيها لتخرج بنبره طفوليه غاضبه : انا مش خارجه انا سبت البيت 
حسنا وضحت ما تريد قوله ايا يكون ما نطقت به واختصرته بتلك الكلمات لتنتظر منه رد 
ضيق ايهم حاجباه بينما هربت كل شجاعه غرام بلحظه صمته التي طالت ليتبعها لوم وتأنيب لنفسها علي خطوتها التي شجعت نفسها عليها حينما أتاها صوته البارد بلا أي تعقيب أو سؤال عن أسباب بل فقط يقول ببرود : تمام خليكي مكان ما انتي !! 
اغلق الهاتف وتخلي عن بروده ليطلق زفره حارة ويركل المقعد بقوة يفرغ به غضبه ...!! 
...القي الهاتف علي الفراش بحنق وخرجت نبرته حاده وهو يجيب علي أحدي ابنتاه بينما تطرق علي باب الغرفه وتسأله : بابي ..غرام فين انا مش لاقياها وانا وحلا اتأخرنا علي المدرسه !!
بعصبيه شديده فتح الباب ونظر الي ابنته بتوبيخ هاتفا : ايه صغيرين مستنين تعمل ليكم lunch box يلا افطري انتي واختك اي حاجه وانا هوصلكم 
تراجعت هنا من أمام وجه ابيها الغاضب واتجهت الي غرفتها تكمل ارتداء ملابسها علي عجل وخلفهم تعليمات ايهم الصارمه لتتخبط كلاهما وهم يتحركون من هنا لهناك وعيون ايهم تزداد نظراتها حده وقد بدأ يعتاد النظام وهاهي بمجرد صباح اختفت به عمت الفوضي أرجاء المنزل .....انتفخ صدره بالغضب وهو يفكر أنها تركت له المنزل متوقعه منه الركض خلفها !! 
....
........
نظرت جوري إلي مراد بعتاب بينما كانت تتحدث معه عن عمر لتجده يتحدث عنه بكلمات منتقده: اخوكي متدلع اوي ومستهتر واكيد عامل مصيبه عشان كده عمي واخد منه موقف ! ما يكبر ويعقل كده بدل ماهو مخلي سمعه السيوفي علي كل لسان 
: مراد متتكلمش عن عمر كده 
لم يكن مراد عليه اللوم في تلك الكلمات بل هي من أخطأت وهي تتحدث عن أسرار عائلتها أمامه ...لتتراجع وهي تقوم من مقعدها تجمع اطباق الافطار : عموما اي أن يكون اللي بين بابي وعمر هيتحل 
تنهد مراد وقام خلفها قتيلا باعتذار : جوجو متزعليش انا مكنش قصدي 
هزت راسها قائله : عادي يا مراد ..حصل خير 
اوما مراد واتجه للخارج لتزم جوري شفتيها بضيق بينما تؤنب نفسها مجددا علي التحدث عن شئون عائلتها أمام زوجها الذي مهما يكون تبقي عائلتها الأقرب وعليها أن تظهرهم دوما بصوره حسنه !
......
.........

نظر صادق الي ابنه باستنكار : يعني ايه ؟!
قال نديم بحزم : يعني حياتي انا ومراتي ملهاش دعوة باللي بينما وبين رشدي 
هتف صادق بعنفوان : صادق يبقي ابو مراتك وجد اولادك ازاي ترضي يكون واحد مستغل زي ده 
هز نديم كتفه : وازاي حضرتك تطلب مني عاقبها بذنب ابوها واطلقها 
اعتدل واقفا وهو يتابع : مراتي برا الحسبه وأبوها مهما يكون مش هاخدها بذنبه ...بعد اذن حضرتك 
........
...........
الدقائق ثقيله والنوم عزيز والعقل منهك والقلب مكسور والمشاعر مجروحه كانت تلك باختصار الكلمات التي تدور بعقل عمر بلا توقف وهو ينهك نفسه في محاوله ضاريه لمحاوله تجاوز كل ما حدث وكأنه لم يكن بجبروت منه مطالبا عقله وقلبه بمسح تلك الفتره منهم وكأنها لم تكن كما اعتاد ولكن كيف يمسح كل ما عاشه معها بمجرد اجابه قاطعه أنها لا تستحق أن يلتفت الي لحظه مرت عليه معها .....يجب أن يفكر ويسأل نفسه ويتذكر ويشعر ويعيش صدمته بكافه تفاصيلها ولكنه ابي وظل يضغط علي نفسه وكأنه روبوت سيضغط علي أحد ازاراه فينسي ويتجاوز ....لم يجروء علي مطاوعه عقله في التفكير أو التساؤل ماذا حدث ولماذا واين ذهبت وما مصيرها أو مصيره أو مصير علاقتهم .....لم يجروء قلبه حتي علي التألم بل كل شيء جاهد لفعله هو دفن كل شيء عميقا بذاكرته التي تحمل الكثير والكثير واعتاد تجاهله علي مدار سنوات عمره ليحاول أن يمضي الايام وهو يجبر نفسه أن ينظر للامام ويحذرها من مجرد التفاته للخلف فكان وجعه المدفون مضعف ولا يدري انه لم ينساه بل الوجع يتفاقم اسفل الأنقاض التي دفنه أسفلها ينتظر اللحظه التي سيخرج بها من داخله ...!
نظرات حاده مرعبه سددها تجاه شهد التي تحركت ببضع خطوات في البهو ظنا منها أنه غير موجود لتتوقف خطواتها تماما ما أن انصدمت بوجوده لترتجف يدها التي كانت تحمل فنجان القهوة لعاصم وسرعان ما تسقط من يدها مصدره ضجيج قوي تبعته شهقه متألمه مكتومه من صدرها حينما لسعتها حراره القهوه التي انسكبت علي قدمها .....بغل شديد وغضب اهوج كان عمر ينطلق ناحيتها كالسهم صارخا بتحقير ؛ غورري من قدامي مش عاوز اشوف وشك 
تراجعت شهد للخلف برعب بينما انبثقت الدموع من عيونها لتخونها قدمها وتلتف ببعضهما وتسقط علي الأرض .....أسرعت زينه تنزل علي تلك الأصوات لتمسك سريعا بذراع عمر تهدئه : عمر اهدي يا حبيبي وتعالي معايا 
ابعد عمر ذراعه عن يد والدته بغضب شديد ومال ناحيه شهد التي كان حرفيا لا يطيق النظر إليها ليصرخ بها مجددا : غوررري من وشي 
زحفت شهد للخلف تحاول أن تقوم بينما تنهمر الدموع من عيونها لتميل تينا ناحيتها برفق تساعدها بينما لحقت بزينه ورأت ما يحدث : قومي ياشهد تعالي معايا 
سحبت زينه عمر وكذلك فعلت تينا لتقول زينه بنبره مهدئه : عمر حبيبي اهدي ....احنا اتكلمنا وانا استأذنتك عشان خاطر والدتها اننا منتكلمش في اللي حصل 
كل شيء يقوده لتلك الليله السوداء لتنفلت منه صرخه غاضبه مصدره ضجيج من أسفل الأنقاض التي دفن بها وجعه : مش عاوز اسمع حاجه 
اومات زينه بتفهم وهي مازالت تمسك بذراعه وتناجيه ان يهديء لتصطدم عيونها بنظرات عاصم الواقف لدي باب مكتبه يتابع مايحدث بنظرات بارده امتلئت بالسخريه الجارحه من استمرارها في التعامل مع ابنها وكأنه قطعه زجاج سينكسر لتتقبل منه صوته العالي في وجودها وتتقبل قله لياقته دون أن تجروء علي توجيهه أو توبيخه 
لتنظر زينه الي الارض بخزي من نفسها بينما مهما يكون خلافها مع عاصم إلا أنها تستحق كل نظره من نظراته فهي ام عليها أن تحنو وتقسو وقت اللزوم وكما تراعي حاله ابنها النفسيه عليه مراعاه أنها والدته قبل أي شيء وكما تلتمس له الأعذار عليه أن يتلمس كل طريق لحسن معاملتها .....بنظراته الثابته كما حال خطواته كان عاصم يتجه الي ابنه ويتوقف أمامه بشموخ متساءلا : في ايه ....صوتك عالي ليه ؟!
زم عمر شفتيه وهو يتحكم في نبرته أمام أبيه : انا مش قولت مش عاوز اشوف البنت دي قدامي 
سخر عاصم بثبات : نلبسها طاقيه الإخفاء وانت موجود 
انتفخ صدر عمر بالغضب لتتدخل زينه بدفاع غاشم اعتادته دون التفكير في عواقبه : حقه بعد اللي عملته 
أفلتت نبره عاصم الحاده بتوبيخ تجاه زينه : انا موجهتش ليكي كلام ...انا بكلمه هو ولا عيل محتاج أمه تدافع عنه !!
لمعت الدموع بعيون زينه وسرعان ما اختنقت بها لتهتز يدها الممسكه بذراع عمر الذي اجتاحه شعور ضاري بالحقد تجاه أبيه حينما تحدث الي والدته بتلك الطريقه المهينه لتجده زينه يضع يده فوق يدها بحنان وينظر الي ابيه بتحدي هاتفا : مش عاوز اشوف البنت دي هنا والا هتسمع صوتي كتير 
احتدت نظرات عاصم تجاه تحدي عمر له ليهتف به بغضب : انت بتهددني 
هز عمر رأسه ببرود قائلا : انا ببلغك باللي هيحصل !
اخذ يد والدته واتجه للخارج ليقف عاصم مكانه ومجددا يجتاحه شعور بالعجز ....القسوة والحده منه لا تنفع ولا اللين والرفق من والدته يصلح ...إذن ما الحل مع ابنه !!
احتضن عمر زينه بحنان وربت علي ظهرها بحنان قائلا : متزعليش 
اومات زينه بغصه حلق وهي تخبر نفسها بما حاولت إقناعها به لسنوات وهي تتقبل أفعال زوجها : مش زعلانه ....طبعه وحفظته 
لأول مره تقولها بصوت عالي وكان وقعها عليها كوقع اول ناقوس ينبهها لما تحولت إليه شخصيتها كزوجه خانعه ارهقتها صراعات الحياه !!

........
....
أصبح الوضع لا يحتمل لذا كل ما فكر به هو الهروب وهو يطلب من مديره تلك المأموريه ليبدأ بتجهيز حقيبته 
التفت تجاه تلك الطرقات علي الباب ليفتحه فيجد أمامه تينا : عمر 
نظر لها بقلق : في ايه ؟!
تحدثت تينا ببضع كلمات متوتره : ممكن تنزل تقف مع سيف ....نظر لها عمر بعدم فهم لتتابع سريعا وهي تفرك يدها : سيف أخد قرار مهم اوي بدل اونكل عاصم وانا خايفه يتخانقوا فممكن تنزل عشان لو حصل حاجه تهديهم !
نظر سيف بترقب الي ملامح أبيه بينما يخبره أنه أخذ ذلك القرار بدلا عنه ليتابع بشرح مهذب : 
انا طبعا يابابا مش قصدي ابدا أتجاوز حضرتك بس القرار كان لازم اخده فورا وإلا كانت العمليه كلها هتضيع من أيدينا 
انا عارف انها اتكلفت اعلي بملايين بس عائدها كويس وانا هتحمل نتيجه القرار ده طبعا بعد اذنك 
نبره مهذبه وتبجيل واجب للاب مهما تكون ثقته بقراره كان هذا هو سيف لتتوقف اقدام عمر مكانه وهو يتابع ذلك المشهد دون ادني قلق بل بسخريه من رد أبيه المتوقع والذي كان سيخبر به تينا ليجعلها تهديء ولكنه احتفظ به بنفسه 
نظر عاصم للحظات الي سيف قبل أن يهز رأسه وسرعان ما تتهلل ملامح وجه سيف بينما تتبختر السخريه بملامح عمر فمنذ متي يناقش أبيه قرار اخيه حتي وان كان خطأ 
: انت عارف اني بثق في قراراتك يا سيف ....تمهل وتابع مبادلا ابنه الاحترام الذي أعطاه له في البدايه : حتي لو قرارك مش صح المره دي الا اني واثق انك هتتعلم منه !!
فقط سخريه وكأنه مشهد هزلي اكتفي بها عمر بنظره سطحيه عززت من فطرته علي ما يناله أخيه من ثقه دون أن يفكر ولو للحظه أن تلك الثقه هي رد فعل من أبيه علي تصرفات أخيه التي لا تمت له بصله فهي مبادره لم يقدمها لذا لم يحصل علي مقابل البارده وكل ما يقدمه استهتار وقله لياقه وتحدي فيحصل علي ما يستحقه 
التفت سيف الي أخيه الذي نزل يحمل حقيبته : 
علي فين ياعمر ؟! 
: مسافر 
نظر عاصم الي عمر بينما يسأل سيف بقلق : مسافر 
اوما عمر : اه عندي مامويه في العريش
: عريش....ليه ياعمر ؟!
قال عمر ببرود : شغلي 
نظر عاصم إليه وقال بانتقاد : انت اللي طلبت تسافر المأمورية دي ..... اللواء عبد العزيز بلغني 
رفع عمر حاجبه بسخريه لاذعه : متاسف اني ماخدتش الاذن تحب اجيبلك ورقه إذن من الشغل 
هتف سيف بتوبيخ : عمر اتكلم كويسمع ابوك 
هز عمر كتفه ببرود : وانا قولت ايه ..برد علي كلام ابوك اللي اتصل بمديري يعرف اخباري وكأني تلميذ في مدرسه يبقي لازم اخذ إذن 
ألقت زينه نظره عتاب وخزلان تجاه عاصم الذي رأته يتعمد فعل ما يستفز ابنه به ليخرج اسوء ما فيه فقط لإثبات أنه علي حق لتسرع تحاول اللحاق بعمر فلحقتها نبره عاصم الساخره والتي يكبت بها غضبه : اجري طبطبي ياهانم !! 
هنا توقفت خطوات زينه بمكانها والتفتت له بحده شديده انعكست علي ملامحها وهي تتراجع عن اللحاق بعمر وتتجه لتقف امام عاصم الذي وقف بمنتصف البهو واضعا يداه بجيوبه باعتداد ..... اغمض سيف عيناه بحنق مما يجري في المنزل الذي أصبح لا يمر يوم به دون شد اعصاب الجميع ...نظرت زينه الي عاصم بتحدي غاب عنها كثيرا كما حال قوه نبرتها وهي تقول بثبات : 
حاضر هجري ورا ابني ..... ماهو ابني ولازم اجري وراه .... ابني اللي لو كلكم متفقين تقهروه مش هتعملوا كده !!
اتسعت عيون سيف من كلمات والدته التي شملته باتهامها بينما رفعت اصبعها تجاه عاصم باتهام وتابعت : 
انت قاصد دايما تقلل منه ....من لحظه كنت بتقول لسيف برافو أنه اخد قرار بدالك من غير ما يرجع ليك و عمر في نفس اللحظه كنت بتسأل عنه مديره 
أفلت الدفاع من شفاه عاصم : عشان سيف مسؤول و عمر لا 
لأول مره تواجهه زينه بالحقيقه التي كانت تحاول تجميلها : انت اللي عملت فيهم كده .....واحد كنت دايما بتشجعه وتديله الثقه والتاني دايما كنت بتنتقده وتلومه 
اهتزت نظرات عاصم لتتابع زينه باحتدام : زي ما كنت 
بتلومني دايما اني جنبه مع انك لو لحظه بس كنت بتعامله بأسلوب مختلف واحترمت اختلافه عن اخواته مكنتش هعمل كده ....مكنتش دايما هحاول اداري علي غلطه عشان متلمهوش وتعاقبه ...كبر عمر وانا كبرت جوايا نفس العقده ...عقده أنه دايما غلط !!
لاحت تعبيرات الانزعاج علي ملامح عاصم وقد كانت زينه محقه في مواجهته فكلاهما مخطيء وهما من كانت لهم اليد العليا في تصرفات عمر لتتابع بخزي : واقولك علي حاجه كمان ياعاصم انا فعلا مع عمر ....انت مسيطر علي كل حاجه ....دائما بتفتخر بجوري لأنها شبهك وعقلك بيميل لسيف لانه ماشي علي خطواتك وقلبك بيحب عمر بس مش قابل اختلافه ...ضغط عليه عشان يتغير بس ضغطك جاب نتيجه عكسيه ...انت غيرتني وخلتني ضعيفه فطبيعي اوي ابني يطلع عدواني عشان يداري ضعفه ...!! 
كبر وهو شايف امه بقت شخصيه ضعيفه فلازم يتأثر بيها ....انت اللي خلتني اقف جنبه في كل حاجه واداري علي كل غلطاته من وراك عشان كل ما اتكلم معاك تسكتني ....وانا سكتت مع اني دايما كنت شايفه اد ايه بتصقف لجوري وسيف وعمر بس بتلوم عليه من غير ما تفهم مره سبب غلطاته ....نظرت له بخزي شديد وتابعت : وكل عذرك انك مش عاوزه يبقي شبهك زمان 
تواجهت نظرات عاصم وزينه التي لم تتراجع ولو خطوه بل شعرت بأنها كان عليها أن تقول ما قالته منذ زمن والا تختار الموقف الأضعف بالترقيع خلف ابنها بل مواجهه ابيه بما دفعه لذلك لتشعر بأنها بدأت تستعيد شخصيتها السابقه وهي تبادل تنظر إلي عاصم بشراسه هاتفه : انا هجري اطبطب علي ابني ومش راجعه البيت ده تاني وكل علاقتي بيك انتهت من اللحظه دي 
احتدت نظرات عاصم الذي مهما رأها محقه إلا أنه رأي شيء آخر وهو تمردها المنطقي للغايه دون أن تلقي التهم جزافا لتخرج منه كلمات تناقض اعترافه باحقيتها : انتي فاهمه عواقب كلامك 
نظرت له زينه بتحدي قائله : والا مكنتش قولته 
اسرع سيف يتوقف بينهم بيأس من خلافهم : بابا لو سمحت ماما أعصابها تعبانه 
أبعدته زينه من امامها هاتفه : انا اعصابي مش تعبانه انا اخدت قراري ....انا مش هفضل في البيت ده ثانيه واحده 
نظر سيف الي ابيه يناجيه أن يوقفها ولكن الكبر تمكن من عاصم بتلك اللحظه ليظل مكانه واقفا يتطلع إليها وهي تصعد الي الاعلي بثوره عارمه يعرف انها لن تنطفئ الا بحرب ...!!
نظر سيف الي ابيه بعتاب : بابا لو سمحت انت اللي في ايدك تصلح كل ده ....عمر محتاج منك قعده طويله تتكلموا فيها وماما عندها حق في خوفها عليه هي ام مهما كان !
...........
....
التفتت ثراء تجاه روضه التي لم تتوقف طوال الساعه الماضيه عن التخطيط في الأوراق التي امامها للحظات ثم تمزق الورقه وتلقيها بالقمامه وتعود الي التخطيط بورقه أخري لتقول بفضول : ايه كل الورق اللي بتقطعيه ده 
قالت روضه بعفويه : كل ما افكر في فكرت جديده احس انها ناقصه 
اومات ثراء بخبث بينما تجتذب الحديث من شفاه روضه : وانا كمان هتجنن بقالي اسبوع بفكر في حاجه جديده اقدمها في ال presentation 
نظرت روضه الي ثراء للحظه قبل أن تصمت وتنظر امامها لتقرب ثراء مقعدها من مكتب زميلتها وتقول بطيبه مصطنعه : سكتتي ليه يا روضه ...هو احنا هنفضل متخاصمين علي طول ...ده انا مبسوطه اوي اننا رجعنا نتكلم مع بعض 
تنهدت وتابعت : مهما احلف ليكي ان انا ماخدتش فكرتك انتي مش مصدقاني 
نظرت لها روضه بطيبه فطريه لتتابع ثراء بتأثر زائف : وهو انا لو وحشه اوي كده كنت هقولك اعرضي فكرتك علي مستر 
هزت روضه راسها : بصراحه لا 
ابتسمت ثراء : شوفتي بقي ...يبقي خلينا نرجع تاني صحاب ...انا اصلا ماليش حد أكلمه غيرك هنا ...نظرت لها باستعطاف ظاهري وتابعت : انا مش عارفه انتي ليه اتغيرتي معايا وسمعتي كلام ريهام اني وحشه 
اومات روضه قائله :  مسمعتش كلام حد بس هو ....قاطعتها ثراء بخبث : يبقي اثبتي ده ونرجع صحاب 
اومات روضه بابتسامه بادلتها ثراء لها وهي تخفي خلفها أنيابها المسمومه بينما تدرك أن قربها من روضه سيمنحها المزيد من الفرص والأفكار 
.......
.....
دخل عاصم الغرفه خلف زينه وصفق الباب بعنف واتجه بلا مقدمات الي حقيبتها التي أخذت تلقي بداخلها ملابسها بعشوائيه ليغلقها ويقف أمام زينه يتطلع إليها بغضب شديد : بتعملي ايه ؟!
قالت زينه بشراسه غابت عنها طويلا وحان الوقت لاستعادتها بينما طبع عاصم المسيطر أصبح يزداد : أظنك سمعت قراري 
اوما عاصم بثبات وهو ينظر في عيونها : سمعته ومش موافق عليه لأنه تهريج وكويس اوي اني هعمل نفسي مسمعتهوش !!
اشاحت زينه بوجهها عنه هاتفه بثبات هي الأخري بينما تمزق الكثير من أوصال علاقتهم ولم تعد تحتمل المزيد من التحمل : مش هخاف من تهديدك وكمان مش مستنيه موافقتك ....قراري اخدته وهنفذه 
تفاجأت بعاصم يمسك بكتفها و يديرها إليه ليجعلها تنظر في عيناه بينما يقول بنبره لا تقبل الجدل : مش هتنفذي حاجه ومش هتسيبي البيت ولا تبعدي عني وعن ولادك ....! 
نظرت زينه إليه بينما قال اخر بضع كلمات يمحي كل إساءته السابقه ولا تنكر أن كلماته لامست قلبها ولكن عقلها تلك المره لم يتوقف عن تذكيرها أن القبول بمجرد كلمات تنتهي مع اول شده مجرد وعود كسابقتها ليغص حلقها بينما تقول : مش هينفع المره دي تخلص كده ياعاصم 
نظر لها عاصم بامتعاض : واللي بتعمليه ده كمان مش هينفع 
نظر لها بجديه وتابع : يا زينه اعقلي واكبري احنا مش لسه عيال صغيرين هنتخانق وتقوليلي طلقني 
اوجعتها كلماته مجددا بينما يهمش من وجعها بكلماته لتقول باصرار : كبرت ياعاصم ....كبرت وخلاص مبقتش العيله الصغيرة اللي تقبل منك اهانتك في حقها وتقول عديها عشان الولاد والبيت ...انا اديت ليك اكتر من فرصه بس خلاص !
هتف عاصم بحنق : وبعدين بقي يا زينه ...من امتي بقيتي بتقفي قدامي تردي الكلمه بكلمتها
قالت زينه بثبات : من دلوقتي ...!
رفع عاصم حاجبه بسخط : يعني واخده الموضوع تحدي مش اكتر 
هزت راسها قائله :  لا بحافظ علي كرامتي ...نظرت له وتابعت بسخريه مريرة : أو اللي باقي منها 
نظر لها عاصم بسخط : وانا جيت علي كرامتك في ايه ...كل ده عشان مش عاجبني تصرفاتك مع ابنك 
نظرت له زينه بغصه حلق : ابننا مش ابني لوحدي ياعاصم 
اوما عاصم : جميل ..ابننا يبقي سيبيني اربيه زي ما انا شايف الصح 
هزت كتفها بعنفوان : مش لوحدك اللي بتشوف ...انا كمان ليا رأي 
نظر لها عاصم باحتدام : ورأيك انك تتطلقي 
اومات له : رأي أن أول خطوة هي اني اعترض علي وضعي اللي اتحولت ليه وبقيت علي الهامش لما أحافظ علي كرامتي اللي جيت عليها 
نظر عاصم إليها بغضب : حلو اوي ....حافظي علي كرامتك وانا كمان هحافظ علي بيتي وخروج من هنا مش هيحصل حتي لو اضطريت احبسك يازينه 
نظرت له بعدم تصديق ليهز عاصم رأسه وبلحظه يتجه الي الباب يغلقه بالمفتاح هاتفا بانفعال : وريني هتخرجي ازاي 
نظرت له زينه باستنكار : انت بتهزر ..صح 
اوما عاصم بعصبيه : اه ....احسن ما انفجر فيكي باللي بتعمليه وانا متحمله منك وكأننا عيال صغيره 
اتجه إليها وسرعان ما تبدلت نبرته للعتاب وهو ينظر إلي عيونها : ليه يا زينه كل مشكله بيني وبين عمر تبقي بيني وبينك وفي الاخر منحلش مشكله عمر ونتخانق احنا 
قالت زينه بأسي : انا قولتلك مشكلته وانت رافض تعترف اني صح 
هتف عاصم بجديه : ملحقتش افكر في الصح من الغلط عشان انشغلت في مشكلتي دلوقتي ...نظر لها وهز رأسه متابعا : ماشي عندك حق جايز اكون قسيت عليه بس انتي عارفه أن ده بسبب خوفي عليه 
مش هينفع ادلعه زي ما بتعملي 
نظرت له بانفعال : والحل ايه من وجه نظرك طالما انا اسلوبي غلط معاه 
قال عاصم بتسويف : لما يرجع نتكلم في الحلول 
قالت زينه بسخريه مريرة : يعني يولع دلوقتي ولما يبقي يرجع نشوف 
زفر عاصم بحنق : مقولتش كده ....سيبي عمر انا هتصرف معاه ....خلينا نخلص مشكلتنا دلوقتي اللي اصلا مجر. اننا مختلفين مفيش داعي تكبريها وتقولي كرامتك يازينه عشان أنا مجتش علي كرامتك في حاجه 
نظرت له زينه مطولا ثم اشاحت بوجهها لينظر لها عاصم باستفهام : ساكته ليه ؟! 
ظلت زينه صامته ليقول عاصم بنفاذ صبر : زينه اعقلي ولا تحبي اسيب شغلي واقعد جنبك عشان متسبيش البيت ....قبل أن تقول شيء أدارها إليه ونظر إليها قائلا : فرضنا صممتي تسيبي البيت اوك هسيبك تهدي وهسيب انا البيت بس ده أقصي تنازل هعمله اوعي تفكري اني هوافق ولو لحظه تانيه اني اسمع كلمه طلاق منك مش اني انفذها...يبقي زي ما اتعودتي علي طبعي تفهمي اني بجيب من الاخر معاكي ...هتسيبي البيت وبعدها هنتصالح بأي طريقه يبقي نقصر الطريق علي بعض وتلاقي حل وسط عشان افوق وأشوف مشاكل عمر بدل ما افكر في مراتي اللي عاوزة تتطلق بعد السنين دي 
تنهدت زينه بينما لاتعرف حقا ماذا تفعل بينما ليس امتثال منها لكلامه بل لأنه اختصر ما سيحدث علي مدار يوم او ايام ...سيحدث ما قاله وستجد نفسها مجددا في نفس الدائره من سطوته التي تعبت من البقاء أسفلها لذا رفعت عيناها إليه قائله : ماشي ياعاصم يبقي هروح اقعد عند هشام لاني فعلا محتاجه لكده ولما ارجع بأي طريقه زي ما قولت اعرف اني وقتها هبدا اشتغل 
رفع عاصم حاجبه باستنكار لكل ما قالته وآخر ما نطقت به : نعم .....شغل ايه بعد السنين دي
قالت زينه بجبين مقطب : فيها ايه مش من حقي ...اظن ولادي كبروا ومبقاش في سبب افضل في البيت 
هتف عاصم بنفاذ صبر : زززززينه.... انا حاسس اني رجعت لمشاكل عشرين سنه 
عاوزة اشتغل وعاوزه أخرج وعاوزة اقعد عند هشام....!! اكبري بقي 
هتفت به زينه بانفعال : انا مش عيله وكبيرة ....
انا عاوزة ارجع لنفسي تاني 
نظر لها بسخريه : ونفسك هترجع بالشغل ولا بتلوي دراعي 
قالت زينه بجديه : لا مش بلوي دراعك يا عاصم بس انا مش مبسوطه ومحتاجه الاقي نفسي تاني فلو سمحت سيبني 
تنهد عاصم بينما لجمت نبرتها الصادقه بما تشعر به غضبه ليقول برفق : حاضر يا زينه هعملك اللي انتي عايزاه عشان تبقي مبسوطه بس ساعديني 
امسك بيدها قائلا : تعالي نتكلم وقوليلي مش مبسوطه ليه 
بجفاء سحبت زينه يدها من يده قائله : مش عاوزة اتكلم ياعاصم وعاوزة اكون لوحدي ممكن 
زم شفتيه واستشعر الحاله التي وصلت إليها ليقول بامتثال : ماشي يا زينه  ..براحتك ..اعملي اللي انتي عاوزاه 
........
....
باعياء شديد حاولت وسيله الاستناد ليدها وهي تحاول أن تعتدل جالسه بينما تشعر أنها لم تكن نائمه بل مغيبه عن عالمها لتشعر برأسها يدور ما أن رفعتها من فوق الوساده وسرعان ما شعرت بصداع ضاري يفتك برأسها   ممزوج بشعور غثيان قوي لتضع يدها علي فمها وهي تجاهد حتي تقوم من الفراش بينما تستند الي الحائط إلي أن وصلت للحمام لتفرغ مافي معدتها التي كانت فارغه بالأساس بينما تعيش علي المحاليل المغذيه 
ازداد اعياءها ووهنها حتي أنها لم تستطيع الوقوف علي قدميها وخانتها وهي تحاول غسل وجهها 
بينما يداهمها الالم في كل أنحاء جسدها .....
زاغت عيونها فلم تستطيع النظر لانعكاس صورتها بالمراه ومن الجيد أنها لم تفعل حتي لا تري ما وصلت إليه ملامحها من ذبول
حاولت أن تتماسك لتعود الي فراشها ولكن ساقيها خانتها وكادت تقع لولا أنها أمسكت بقوتها الواهنه بطرف الحوض الرخامي ....
اتسعت عيون الطبيب بقلق حينما دخل الي الغرفه ولم يجد وسيله مكانها ليلتفت بسرعه الي الممرضه الواقفه خلفه : فين المريضه
قالت الممرضه وهي تدير عيناها في أرجاء الغرفه : مش عارفه يادكتور
نظر إلي باب الحمام المغلق وأشار لها : ادخلي شوفيها 
أسرعت الممرضه تطرق علي الباب ثم تدخل لتجد وسيله تحاول الوقوف ...أسرعت ناحيتها لتساعدها فاطبقت يد وسيله علي يد الممرضه بقوة دون أن تقصدها برد فعل طبيعي من جسدها الواهن للتمسك بأي شيء حتي لا تقع 
ساعدتها كما فعل الطبيب ليعيدها الي فراشها قائلا للممرضه وهو يرفع يدها يقيس نبضها الضعيف : جهزي محلول وحطي فيه ...٥ سم و....٨ سم أخذ يملي علي الممرضه الادويه واسرعت تجهز ما طلبه الطبيب الذي التفت الي صوت وسيله الواهن بينما تشعر باعياء شديد نتيجه كل تلك المهدئات التي أنهكت قوتها : انا دايخه اوي 
اوما الطبيب قائلا : ده شيء طبيعي لانك قومتي من السرير 
قالت بصوت واهن : انا عاوزة أخرج من هنا 
هز الطبيب رأسه وهو يستعجل الممرضه :  انتي لسه تعبانه مينفعش تخرجي ...هاتي دراعك 
رفضت وسيله وضمت ذراعها الي جوارها 
لينظر لها الطبيب بانزعاج بينما حاول أكثر من مره جذب يدها وهي ترفض ليهتف بحنق :  مش هينفع كده لازم تاخدي العلاج 
قالت وسيله بوهن : مش عاوزة علاج عاوزة امشي من هنا 
قال الطبيب بقليل من الصبر : طيب خلينا ناخد المحلول وبعدين نشوف 
لم تعد تستطيع المقاومه ولا الرفض بينما خبت قوتها الواهنه  لتتألم ملامحها والطبيب يغرس الحقنه بذراعها الذي استسلم له  لترفع عيناها تجاه السيرم الطبي الذي يقطر ببطء وتخبر نفسها انها يحب أن تتحمل وتشفي من أجل طفلها فهو من بقي لها 
.........
...

تبادلت هنا وحلا النظرات بينما جلسوا حول المائده ولكن اليوم مختلف ولا ينكر أحدهم أن هناك شيء مفقود بعدم وجودها وهذا ما جعل ايهم يشعر بالغضب بينما غيابها احدث فرق ...لتهز إحداهما راسها للآخري بينما يتحدثون بالنظرات لتتجرا حلا وتسأل ابيها : بابي هي غرام فين ؟
نظر إلي ابنتاه وهتف بحنق دون إرادته : مش بتاكلوا ليه 
قالت هنا وهي تغرس الشوكه بطعامها : بأكل يابابي 
نظرت إلي اختها أن تصمت كما فعل ايهم الذي تضايق أنه لاول مره يغضب علي ابنتاه بسبب شيء يضايقه 
قام من علي مقعده لتساله حلا : بابي انت مأكلتش 
قال ايهم باقتضاب : ماليش نفس خلصوا اكل ونضفوا مكانكم 
دخل الي غرفته بخطوات غاضبه واتجه الي الخزانه ليستبدل ملابسه لتقع عيناه علي ذلك الترتيب الذي ترتب به أغراضه باهتمام شديد حتي أنها رتبت جواربه بألوانها المختلفه ....زفر بحنق واغلق الخزانه والتفت لينظر الي 
مكانها حيث اعتادت الجلوس حينما لا تتكون تتحرك في أرجاء المنزل 
طرق بأصابعه بحنق بينما اتصاله أو ذهابه إليها ابعد ما يكون ولن يفعله ...!
......
نظرت حلا الي اختها قائله:  لا طبعا اخاف بابي يزعق 
قالت هنا وهي تهز كتفها : وهو هيعرف منين 
قالت حلا برفض : اكيد مش هنخبي عليه وهنقوله اننا اتصلنا بيها وطبعا هيتنرفز 
قالت هنا بحيره : ماهو احنا عاوزين نعرف في ايه
قالت حلا بفطنه : واضحه ....شكلهم متخانقين 
قالت هنا : طيب يبقي نكلمها ونحاول نصالحهم 
بلهفه أجابت غرام علي هاتفها حينما كان المتصل حلا 
التي سألتها مباشرة أن كانت تشاجرت مع ابيها لتقول غرام بكذب : لا يا حبيتي بس قولت اقعد مع ماما يومين  
رفضت حلا التصديق لتقول : طبعا بتقولي اي كلام ....غرام احنا كبار وعارفين انك اكيد اتخانقتي مع بابي وسبتي البيت 
صمتت غرام متنهده لتقول حلا : غرام ....
بابي حتي لو عارف أنه مزعلك عمره ما هيقول 
تعرف غرام هذا جيدا ليبدأ الندم يداعبها لأنها اختارت هذا الطريق بينما هي متاكده انه لن يأتي إليها وستشعر بالمزيد من التهميش وبنفس الوقت بعد أن غادرت 
لا تستطيع أن تعود ...!
لم تعتاد زينب أن تسأل ابنتها عما يضايقها بينما ظنت أن تأمين اساسيات الحياه أولوياتها لذا كانت وكأنها تتعلم ابجديات مشاركه ابنتها بمشاعرها وهي تتجه الي غرفتها  ... نظرت غرام الي والدتها التي قالت :  غرام ما تيجي نشرب سوا شاي ونتكلم 
رحبت غرام وبسرعه قالت : ياريت ياماما ....هعمل الشاي 
نظرت زينب الي ملامح وجه ابنتها التي بدأت تنضج وسألت نفسها متي مر العمر بينما كانت أظنها ماتزال طفله .... نظرت لها برفق متسائله :  مالك ياغرام هو جوزك زعلك 
هزت غرام راسها وقالت بتنهيده : مش هو ؟!
: امال ...البنات 
هزت غرام راسها سريعا : بالعكس ...تنهدت مجددا وتابعت : انا بس حاسه اني جاهله ومش عارفه اعمل ايه ولا انا بتصرف صح ولا غلط .... هو بيعاملني حلو 
فركت يدها وهي تحاول أن تصيغ شكواها : يعني بيعاملني عادي بس انا  حاسه ان في حاجه ناقصه  
مش عارفه أفهمه ....مش بنتكلم وحاسه اني اصلا مش في حساباته 
قالت والدتها بعتاب : قولتلك 
اومات غرام وقالت بصدق : بس انا عاوزة اجرب وانجح....مفيش مستحيل وانا من جوايا مش رافضه حياتي معاه بالعكس  
تفاجأت زينب بحديث ابنتها الصادق والذي يعبر عن مشاعرها لتقول لها : لو انتي عاوزه كده مقدرش امنعك  
نظرت لها غرام بحيره : تفتكري ممكن اقدر أفهمه 
اومات والدتها : لو انتي عاوزة اه مفيش حاجه صعبه 
نظرت إلي والدتها برجاء : طيب أفهمه ازاي 
انا بعمل كل حاجه تريحه 
قالت زينب بتنهيده : مش شرط يابنتي.... ما انا كنت بعمل كل حاجه تريحك انتي وأخواتك بس مكنتش قريبه منك 
طاطات غرام راسها لتقول زينب باستدراك : مش ده قصدي من كلامي ....انا بضرب ليكي مثل وقصدي أن اللي بتعمليه يريحه جايز مش كل حاجه ولا كل المطلوب ...اعملي الصح لحياتك 
بعد حديثها مع والدتها قررت انها نعم ستحاول ولكن داعبها ذلك الهاجس يوقف حماس قرارها بأنها يجب أن تعود اولا ثم تري ما ستفعله .... وهنا أتاها السؤال كيف ستعود ؟! 
......
.....
نظرت هدي الي انور قائله : مش عارفه ياانور ..حاسه اني بغرق 
اوما انور بينما هو بنفس الحيره القريبه الي اليأس بوجود تلك الفتاه التي تهدد استقرار الجميع 
: هحاول أقنعها بأي طريقه ....هديها فلوس وهخليها تبدأ حياتها 
نظر لها انور بشك : لو هي عندها استعداد ....مفتكرش يا دكتورة ....طول ما هي مستنيه ترجع لجوزها يبقي عمرها ما هتقبل اي حاجه ....الحل الوحيد أن الراجل ده تنساه تماما وهي بنفسها اللي تطلب منك تبدأ بعيد عنه 
حكت هدي وجهها بحيره : وده اعمله ازاي يا انور 
قال انور بتفكير : لازم تكرهه بأي طريقه وانا اصلا وراه وعيني عليه ومفتكرش أن صعب نلاقي حاجه تبعدها عنه بعد اللي عرفناه 
قالت هدي وهي تهز كتفها : لو قصدك علي أنه مخبي جوازهم فدي حاجه هي عارفاها ومفتكرش مشكله بدليل أنها عايشه معاه كل ده 
: نقول لأهله 
هزت هدي راسها بهلع : لا طبعا كده احنا هنفتح علي نفسنا مواضيع كتير ...أبوه مش هيسكت وهيدور علي الحقيقه 
.......
....

ابتسمت غرام وهي تأخد الكيس البلاستيكي من البائع بينما فكرت أن تعيش يومها وتشغل نفسها بما تعرفه وهو اعداد الطعام والتنظيف :  مع السلامه يا بنتي 
: شكرا ياعم خميس
اخذت الخضار وهي تراجع في راسها ما بقي لتشتريه 
لتجد نفسها تفكر في الفتيات... ماذا أكلوا !! 
انحنت لتخرج من حقيبتها الصغيره المعلقه بيدها المفتاح  لتتسع عيناها وتشهق بصدمه حينما وجدته امامها يظهر من العدم فور فتحها للباب  ...تراجعت الي الداخل بخوف فطري منه لتقول بتعلثم :   انا .... انا 
نظر لها ايهم بحنق هاتفا من بين أسنانه : انتي ايه ؟! 
قالت ببراءه وهي تخفض عيناها عن عيناه : كنت بجيب خضار 
قال بتهكم : سبتي البيت عشان تجيبي خضار 
هزت راسها واستجمعت شجاعتها بينما لا يوجد سبب لخوفها  : لا سبته علشان اللي عملته 
رفع ايهم حاجبه باستفهام : عملت ايه !!
قالت بعتاب وهي تنظر له ببراءه عيونها : انت عارف 
هتف ايهم بحزم : سالتك ردي 
اشاحت بوجهها وقالت بغضب طفولي : فاكر انت رديت عليا ازاي لما سالتك .....قولتي اعرفي حدودك وانا عرفت حدودي وأنا ماليش مكان بينكم 
نظر لها باستنكار : بينا 
اومات بغصه حلق : انت وبناتك..... انت بتعاملني اني رجل كرسي في البيت وماليش مكان  
قال ايهم بدفاع عن نفسه : انا معاملتكيش وحش
قالت غرام برفض : ولا عاملتني حلو 
نظر لها باستنكار بينما تفسيره لحسن المعامله هو أنه لم يطاول عليها ويوفر كل طلباتها   : انا 
اومات غرام قائله : أيوة ...انت حاطط حواجز وحدود مع أن المفروض ميكونش فيه بينا كده 
بالأساس يستنكر قدمه التي ساقته إليها وهو يقنع نفسه أنه فعل هذا من أجل ابنتاه والان يجد نفسه مطالب بعتاب محبين ليهتف بضيق متهربا من اطار الحديث : 
انتي عاوزة ايه دلوقتي ؟!
بادلته غرام الضيق وهي تهتف به : انت بتتعصب عليا ليه 
.....احنا بنتكلم فجاه اتعصبت 
هتف ايهم بغيظ : عشان قولتلك ماليش خلق للدلع بتاعك 
قالت غرام وهي تشيح بوجهها : انا مش بتدلع 
رفع حاجبه قائلا : امال ايه ....ست ايه اللي بتسالي عنها دي ام صاحبي 
قالت غرام بغيظ  : و مقولتش ليه من الاول... اعرف منين انا 
قال ايهم بنفاذ صبر : وادي انتي عرفتي كان بقي مستاهل الموضوع اللي بتعمليه 
قالت غرام وهي تشيح بعيناها  بينما داخلها الطفولي اكتفي بمجيئه وبدأت تلين وتخبر نفسها انها فعلا كبرت الأمر والان يكفي أن يخبرها ببضع كلمات طيبه ويطلب منها أن تعود 
: انا قولت اريحكم من جودي طالما ماليش وجود 
قال ايهم وهو يتطلع إليها : غرام بطلي هبل والكلمتين دول مالهمش لازمه ....الموضوع خلص يلا 
بلا تفكير وكأنها كانت تنتظر كانت تبدي موافقتها وهي تقول بدلال : يلا ايه انا لسه هعمل الغدا  
نظر لها بنفاذ صبر قائلا : 
لو مفكره انك غضبانه واني جاي ارجعك انا مش هعمل كده انا مش عيل صغير ...انا جيت عشان ...تردد وهو يبحث عن السبب : عشان حلا وهنا مش مبطلين سؤال عليكي 
داعبت الابتسامه شفاه غرام وهي تري تحرك عضله فكه بينما يخفي ما لاح بعيناه عن أن غيابها بالفعل اثر عليه 
لتقول بعتاب لطيف  : انت ليه كل حاجه يكون ده ردك 
نظر لها باستفهام : رد ايه 
قالت وهي تتطلع الي وسامته : انك مش عيل ...
قال بجديه يخفي بها ضربات قلبه التي تهفو الي تلك المشاعر التي تجعله يعيشها وكان العمر لم يمضي : عشان ده الواقع 
قالت وهي مازالت تنظر إليه ماخوذه بسحره : محسسني انك عندك خمسين سنه  ....اقتربت منه لتتوقف أمامه مباشره وتقول بهيام واضح : يا ايهم قولتلك السن مش هو مشكلتي 
خفق قلبه متسائلا : امال 
قالت مجددا ما يمثل اقضي طموحها : عاوزاك تتعامل معايا غير كده 
قال بجديه : طبعي مش هغيره في يوم وليله 
قالت برجاء وهي تمسك بيده  : حاول 
جرأتها في التعبير عن مشاعرها جعلته يرتبك بينما لا يملك مثل جرأتها ومازال عقله يضعها بخانه معينه فلا يستطيع الانجراف معها والتعبير عن ما يشعر به تجاهها ليقول متهربا :  غرام انا عندي شغل 
نظرت له بعتاب : شوفت بقي 
اغمض عيناه للحظه متنهدا قبل أن يقول : يلا يا غرام خليني اروحك واروح شغلي 
قالت له بجبين مقطب بينما تقبلت صعوبه طبعه : 
طيب .....طيب ممكن تستني اعمل الغدا 
رفع حاجبه : نعم 
قالت بابتسامه راجيه : معلش ....انا قولت هعمل الغدا لماما وحرام هترحع هي واخواتي جعانين 
اوما لها وهو يزفر بضيق : طيب بس خلصي بسرعه  
تحرك ذهابا وايابا وهو بانتظارها لتنتهي لتاخده قدمه الي المطبخ حيث وقفت تتحرك هنا وهناك بنشاط وحماس بينما تخبر نفسها أنه جاء وتلك في حد ذاتها  محاوله حتي لو لم يعترف بها هكذا تفاءلت بأن هذا اول الطريق 
مسحت عيناها بظهر يدها حينما دمعت من تقطيع البصل 
لترفع عيناها إليه حيث وقف بقامته المديده خلفها وادارها إليه بينما يمسح عيناها بطرف منديل أخرجه من جيبه .....خفق قلبها بقوة من فعلته ولاحت نظرات السعاده في عيونها وهي تقول له بعذوبه :  شكرا 
مشاعر تأخذه إليها وهو لا يرغب الا بالوقوف مكانه محتفظا بهيبته وثباته 
وهي تتأمل في المزيد بينما نحت كلامه الذي لن يقوله وتمسكت بما تخبره به عيناه ونظراته 
تراجع ايهم الي الخلف وتركها تتابع عملها ليجد عيناه تتأملها وهي تتحرك برشاقه و قد خلعت القميص الذي ترتديه ووقفت بتشيرت قطني فوق بنطالها الجينز الذي حدد منحنيات جسدها الرشيق ليستعذب تأملها وهو لا يجد ما يفعله بانتظارها ....
جميله وصغيره ولولا خطأها لكانت شيء كبير عليه لا يحلم به اتسعت عيناه من هذا الاعتراف الذي أفلت من داخله لنفسه ليسرع للخارج وهو يبوخ نفسه عن انسياقه خلف تلك المشاعر 
نظرت غرام باستفهام لخروجه للحظه ثم تابعت عملها 
عاد بعد أن استعاد ثباته لتبتسم له قائله وهي تتجه ناحيته وتحمل الملعقه: خلصت دوق كده 
قال وهو يهز رأسه : مش جعان 
نظرت له بدلال بينما تقرب الملعقه من شفتيه : عشان خاطري 
امسك يدها التي رفعتها الي فمه ليقول وهو يربت علي يدها برفق : حلو تسلم ايدك 
طار قلبها من الفرحه برفق لمسته بينما بالفعل كانت ترضي بأقل مبادره عكسه الذي يرفض تقديم أي شيء 
قالت بحماس : تحب اعملك غدا ايه
قال وهو يخرج من المطبخ : اللي انتي عاوزتة ... يلا 
اومات له وهي تتبعه : حاضر هلبس بسرعه 
جلس بانتظارها ليسمع نداءها : ايهم 
: نعم 
قالت بهدوء : معلش ممكن بس تيجي
قام واتجه إليها ليجدها واقفه علي أطراف أصابعها تحاول إسناد ذلك الغطاء الذي تحاول إعادته لمكانه باعلي رف بالخزانه 
: ممكن تساعدني عشان ارجع الغطاء فوق 
اوما لها ليلتصق بها وهو يتوقف خلفها بينما رفع الغطاء بسهوله بقامته المديده  
التفتت غرام لتجد نفسها أمام صدره وتلتهب أنفاسها شريعا باشتياق بينما لا تخجل من الاعتراف أنها وقعت بغرامة 
وضعت يدها علي صدره الذي شعرت بخفقات قلبه بداخله لتنظر له بعذوبه وكم كانت شهيه بتلك اللحظه وبسهوله تشعل بداخله نيران الاشتياق لها ....انساب للحظه خلف تلك الجاذبيه التي تولدت بينهما وبدأ يميل تجاه شفتيها لولا رنين هاتفه ليحمحم وهو يستعيد ثباته قائلا : يلا انا هستني تحت 
اومات قائله : تمام 
أسرعت تتصل بوالدتها وتخبرها أنه اتي يصالحها  
هتوحشيني يا ماما 
: خدي بالك من نفسك ياغرام 
اشتاق لها ويري في عيونها اشتياقها له ولكن فكره انه اتي خلفها تضايقه وتخبره أنه بدأ ينساق خلفها لذا بقي طوال الطريق صامت 
دهلت الي المنزل أمامه لتلتفت إليه حينما وجدته يتجه الي الباب :  انت نازل 
اوما قائلا : عندي شغل 
هزت راسها ؛ اوك
خطت خطوتين ليوقفها صوته : غرام ...التفتت له لتصطدم بكلماته التي وجب عليه أن يقولها ليشعر نفسه أنه لم يتنازل : لو عملتي اللي عملتيه تاني انسي اني اروح وراكي ارجعك 
عكر كل ما فعله بكلماته التي تناسب شخصيته 
الصعبه والتي قررت أن تروضها وهي تجبر نفسها علي حذف اخر ما نطق به وتتلمس له العذر بأن هذا طبعه وعليها تحمله 
......
....

غفت وسيله وعيناها معلقه بهذا السيروم لتتابع الصور الي مخيلتها فتاره ترتجف وتاره اخري تنتفض بنومها وتاره تنساب دمعه من عيونها وهدي جالسه علي المقعد بجوارها تتابعها بعيون مشفقه 
ولكنها مضطره 
التقت عيونها بعيون وسيله التي بدأت تستيقظ وسرعان ما أخفت شفقتها بداخلها وهي تقول بهدوء : 
دكتور شهاب قالي انك عاوزة تخرجي 
اومات وسيله وهي تحاول الا تبدي ضعف جسدها بينما تعتدل جالسه : عاوزة أخرج من هنا 
قالت هدي بملامح خاليه : تخرجي تروحي فين 
نظرت لها باستهجان وتابعت : عاوزة ترجعيله بعد اللي عمله فيكي 
ابتلعت وسيله تلميح هدي وهتف بانفعال :  مش مشكلتك ....مشكلتك انك تصلحي اللي عملتيه
هتفت هدي بعصبيه خانتها من يأسها بإقناع وسيله بالصمت والتستر عليها  :  قولتلك محتاجه وقت 
هزت وسيله راسها باصرار : لو مقولتيش علي كل حاجه انا هقول لعمر 
اقتربت هدي منها برجاء : وسيله ارجوكي قدري موقفي وحسي بيا 
نظرت لها وسيله بعيون طفرت بها الدموع : حسي انتي بيا وشوفي اللي حصل ليا بسببك 
أما حياتي اتدمرت وجوزي فاكر اني خونته 
زمت هدي شفتيها ونظرت الي وسيله باستنكار مبطن : 
وهو فين جوزك ؟!
نظرت وسيله إليها لتتابع هدي بلا شفقه : جوزك اللي انتي متمسكه بيه بعد كل اللي عمله فيكي حتي مفكرش يدور عليكي ولا يسأل انتي فين ولا ايت اللي جرالك وكأنه مصدق تختفي 
اوجعتها بشده تلك الحقيقه لتتابع هدي بلا رأفه : هو شك 
فيكي عشان معندوش ثقه فيكي.... انتي مكنتيش في وضع مخل وكان فيه الف تفسير بس هو اختار التفسير اللي يخرجك بيه برا حياته اللي عايشها بالطول وبالعرض وكانك مكونتيش فيها ....اقتربت منها وتابعت بينما تري وقع كلماتها علي ملامح وسيله : وسيله عمر ده ميستاهلكيش ....انتي ولا حاجه في حياته 
حتي لو قولت الحقيقه تفتكري هيصدق ...لا طبعا 
كل اللي هيحصل أني هخسي ولادي وانتي مش هتكسبي حاجه ....فكري أن جايز كل ده حصل عشان تبعدي عنه لأنه مؤذي ...انتي متستاهليش تكوني زوجه في السر ابدا 
نظرت وسيله إلي هدي بشفاه مرتجفه بينما تقر بتلك الحقيقه التي قالتها لها : بس ابني يستاهل يكون له أب جنبه ...!
تجمدت نظرات هدي علي ملامح وسيله للحظه قبل أن تستجمع شجاعتها وتقرر أن تجهز علي مابقي لتلك الفتاه من اي سبب يجعلها قد تظن أن هناك طريق قد يجمعها به : ابنك مات يا وسيله !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

13 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. هدى شخصية نرجسية شيطانيةتحب نفسها فقط أنا قلبي وجعني الله يا رونا خفي على وسيلة فالكل ضدها أهلها و زوجها و من اعتبرتها صديقة فصل مليىء بالمشاعر❤️💔

    ردحذف
  2. صعبانه عليا جدا وسيله كل الى بتحبهم سابوها لوحدها وتاخلوا عنها حتى هدى الى كانت مفروض صحبتها طلعت شخصيه نرجسيه وانانيه مبتفكرش غير بس فى نفسها ولا حتى هان عليها تحاول تصلح غلطتها وفضلت مكمله فى كذبتها على حساب وسيله ياريت يارونا تعاقبيها باسواء عقاب عشان بجد حرقت دمى هى والى اسمه انور دوك جوزها يعرف حقيقه ويسبها ولا تتحبس ولا ابنها الى بتعمل كل ده عشانه على حساب وسيله يموت يكون عشان تشرب وتدوق من نفس كاس المرء الى شربته وسيله لانها عمرها ما هتحس بوجعها غير لما تجربه بجد حقيقى بكره الناس الى بتكسر غيرها بقصد عشان مصلحتها شخصيه ( ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى سماء )

    ردحذف
  3. هدي ديه ست مش كويسه وايهم وغرام في حاجه جمليه بينهم

    ردحذف
  4. رونا لأ بجد قلبي وجعني اوووووي مقدرتش أخلص البارت قبل ما اكتب حقيقي الحقيرة هدي دي حيوانة عايزة عقاب جامد جدا بجد ي رونا ايه الإجرام ده لأ إله إلا الله حرام كده والله 😭😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  5. عن جد أنا و بقرأ الفصل نفسي اخد وسيلة في حضني و اهرب بيها ياربي كمية واقعية في الوصف و السرد موش معقولة يا رونا

    ردحذف
  6. روعه قمه الواقعيه وسيله صعبانه عليه جدا هدى قمه الانانيه وحب الذات غرام بتحاول تفوز بقلب ايهم

    ردحذف
  7. ع قد ماهدي كانت صعبانه عليا
    ع قد ماكرهتها في اللحظه اللي دمرت الباقي من حياه وسيله
    بس لعله خير يمكن تفوق لنفسها وترجع لحياتها
    بس انا حاسه انها لسه حامل
    ممكن تكون كانت حامل في توائم

    ردحذف
  8. هدى عاوزة تحول وسيله لهدى تانيه للأسف شخصيه غير سويه اللى يكذب ويغش لا ثقه فيه

    ردحذف
  9. هدي انانيه جدا ومش بتفكر غير في نفسها وبجد وسيله قطعت قلبي مش عارفه هي هتروح فين او لمين اما عمر بقا فأنا شايفه انو لازم يتعالج انا بجد لحد دلوقتي مش فاهمه شخصيته بيتحكم في مشاعري ويخليني اتعاطف معاه علي الرغم من ان هو غلطان وعاصم طريقه تعامله مع عمر غلط جدا وبرضو زينه تعاملها معاه غلط اما بقي ايهم وغرام فأنا حاسه في امل من ايهم دا بس هيغلنبا شويه
    معاه انتي بجد مبدعه يرونا متتاخريش علينا ياحبيبتي ♥

    ردحذف
  10. روعه والله بس ماتغيبيش علينا🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  11. وسيله اكتر واحدة مظلومه ف الموضوع دا وهدي انانيه مش بتفكر غير ف نفسها وبس وعمر دايما حاسس انه ضحيه ودا غلط

    ردحذف
  12. مش عارفه خايف تزعلي مني. بس بجد ال واخد عقلي اكتر في الروايه علاقه ايهم وغرام بجد قصه لوحدها واسلوبك في ان السيناريو واقعي جدا وردو الافعال بينهم حقيقه انا فصلت من عمر لانه مثال للولاد في الزمن دا انانيه ومصلحتهم اهم وبيبصو لنفسهم ميهمش مشاعر الغير انما ايهم لانه اكبر ثقافته افضل وفكر فيها ونواتج ال حصل وحلها في الاخر انما عمر متهور نفسي نفسي علشان كدا انا فصله ودا ميقلش منك بالعكس دا موضح اد اي انا تخيلته ركرهته زي مثلا لما ممثل يعمل دور شرير ونكره واتمني يكون تعلقي

    ردحذف
  13. مش ممكن هدى دى كتله شر اعوذ بالله عادى عندها تدمر سمعه انسانه بريئه علشان تدارى على غلطتها فين ضميرها ارجوا ان ضميرها يصحى او ربنا يكشف امرها لجوزها لانها انسانه شريره

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !