:وسيله حبيبتي اسمعيني ...عمر ده لازم تنسيه زي ماهو نساكي وسابك بين الحياه والموت ومفكرش حتي يعرف حصل ليكي ايه ....مجددا تعيد سرد كل ماحدث بلا رحمه أو شفقه علي وسيله التي تعرف كل هذا ولا تحتاج لسماعه لتضع يدها علي أذنها وتصرخ بهستيريا : كفايه ...كفاااايه مش عاوزة اسمع
حاولت هدي بلهفه الامساك بوسيله التي دفعتها من امامها واندفعت خارج الغرفه وهي مازالت تضع يدها علي أذنها لتركض بلا هدي ودموعها تسبقها .....!!
توقفت هدي مكانها وابتلعت ببطء بينما كادت تلحق بوسيله التي كانت قد وصلت الي الباب الزجاجي لتتوقف اقدام هدي وتنظر بوجل الي شافع الذي كان يدخل من الباب ....تجاوزته وسيله التي كانت تسير بأقدام حافيه لينظر شافع الي هدي باستفهام فكانت سريعا ما تقول : حاولت أهديها واقولها أنها لازم تبدأ حياتها وتنسي اللي فات بس زي ما انت شايف حالتها ...
اوما شافع لتتفاجيء هدي به يشير لها أن تتوقف مكانها ويقول بهدوء : خليني انا احاول معاها
دق قلبها بجنون داخل صدرها ولكنها لم تبدي توترها بينما تهز راسها الي زوجها الذي التفت حوله ليري تلك الفتاه وقد خارت قواها لتجلس علي الأرض العشبيه تبكي بصمت يمزق نياط القلوب .... وقفت هدي تفرك يدها بتوتر بينما تقترب خطوات زوجها من وسيله ....اقترب شافع بحرص ليجلس أرضا علي مسافه من وسيله التي كانت مغمضه عيناها بينما تنساب منها الدموع علي وجنتيها ...صمت قليلا قبل أن تخرج نبرته رفيقه وهو يقول : تعرفي ان الدموع دي عطيه كبيرة من ربنا ....فتحت وسيله عيناها والتفتت الي تلك النبره لتجد ذلك الرجل الاشيب ينظر أمامه الي الفراغ ويتحدث برفق متابعا : كل ما تعيطي اتاكدي انك هترجعي اقوي من الاول ....قلبك المكسور هتغسله دموعك وهيرجع زي ما كان ...وشده الوجع هتقل كل يوم ودموعك هتقل كل يوم
عيشي وجعك كله لغايه ما تحسي بيه بيقل
خرج صوت وسيله مختنق بدموعها التي ازدادت من كلماته : الوجع مش بيقل ده بيزيد
اوما لها قائلا : كل حاجه بعد ما بتوصل ذروتها بتقل...دي سنه الحياه ...مفيش حاجه بتدوم للابد ...كل حاجه بتتولد صغيرة وبتكبر الا الحزن بيتولد كبير وبيصغر مع الايام
هز رأسه وتابع برفق شديد : مش معني أنه بيصغر اننا بننساه بس ده لطف ربنا بينا وبدايره الحياه اللي بتفضل تلف وتاخدنا معاها فننسي
كانت هدي واقفه لدي الباب علي جمر ملتهب لا تسمع شيء من هذا الحديث الذي يدور بين زوجها وبين تلك الفتاه التي لا تدرك أن كانت ستفضح سرها أم تصمت فيقضي خوفها علي كل الانسانيات والرحمه بداخلها من أجل أن تحافظ علي سرها والذي يعني الحفاظ علي أبناءها ....أيوة يا انور
اجاب انور عليها ليأتيه صوتها المتوتر بينما تقول : انت لازم تشوف حل ....وسيله لازم بأي تمن تنسي عمر !!
طبطبت كلمات شافع علي وجعها ليقوم بعد أن نظر لها برفق نظره تدفعها الي الامل بأن لوجعها نهايه ....رفع عيناه الي السماء وقال بينما ارتسمت ابتسامه خفيفه علي شفتيه : كانت امي الله يرحمها بتقول لأخواتي البنات بلاش تعيطوا بليل عشان تشوفوا النجوم .....بصي يا بنتي للنجوم وخلي عندك امل ان اللي رسمها كده في السما قادر يرسم علي وشك الفرح ..!
كم كانت كلماته كالبسلم علي جروحها الغائرة بينما تنكشف جوانب خفيه لشخصيه ذلك الرجل الصارم والذي يحمل بداخله قلب كبير تماما مثل قلوب الأطفال التي يعالجها
بسرعه خطت هدي ناحيته والتوتر يلوح علي ملامحها بينما تسأله : اتكلمتوا في ايه ؟
قال شافع برفق : متتكلميش معاها في حاجه يا هاديه....هي من نفسها هتبدا حياتها اول ما تكون مستعده !!
محق للغايه بينما مرت الايام علي وسيله وهي تحاول استجماع شظايا قلبها وعقلها وحياتها ...صمت وذكريات وحديث مع النفس وافكار لا تنتهي ودموع لا تنضب بمرور كل يوم وهو محق بأن ضراوة الوجع تقل يوما بعد يوم ...!
.........
...
تألمت جوري وهي تخلع حذائها بعد أن عادت من المشفي لتنظر بعيون متألمه الي قدمها المنتفخه والتي ارتسمت فوقها دوائر حمراء لتحاول أن تميل ببطنها المنتفخ
تجاه ساقيها تدلكها بهذا الكريم الذي أخرجته من أحد الإدراج .... وضع مراد حقيبته علي أحد المقاعد وخطي الي باب الغرفه وهو يجهز بداخله كلماته التي سيرد بها حتما عليها متوقع منها أن تفتح ما حدث بالصباح ليعقد حاجبيه حينما دخل ورأها بتلك الحاله تلهث وهي تحاول الوصول الي قدمها التي اجتذبت نظره ليسرع إليها بقلق : جوري مال رجلك
ما أن لمس قدمها حتي سحبتها جوري سريعا وهي تقول بعتاب تأخرت به : رجلي ورامه وعشان كده مكنتش عارفه البس اي شوز الصبح
رفع مراد عيناه ناحيتها وسرعان ما تدفق منها العتاب وهو يهتف بحنق شديد: ومقولتيش ليه ؟!.
ايه ياجوري هو لعب عيال ....تخليني اتعصب عليكي مع انك لو قولتي مكنش في مشكله حصلت بينا
قبل أن تقول اي شيء كان يمسك بقدمها يفحصها قائلا : عموما خلاص اللي حصل حصل....قومي خليني اخدك للدكتور
نظرت له بعتاب تدللت به وهي تهز كتفها : لا خلاص
رفع حاجبه قائلا : مفيش خلاص وبعدين لو فاكره هقولك اني غلطان انسي لانك انتي اللي غلطتي لما سكتتي ...يلا قومي معايا
كان محق لذا هي بالأساس لم تغضب منه وهاهو يتحدث معها في طريقهم عن مشكلته في عمله ليجد كل منهم مبرر للآخر وتنتهي الليله بجلوسه علي ركبتيه التي وضع فوقها قدمها وهو يدلك لها أحد الكريمات التي وصفها الطريق لتتهادي ابتسامه واسعه علي شفتيها حينما شعرت بشفتاه تقبل قدمها ويهمس بحنان : سلامتك يا روحي
مدت أناملها تجاه خصلات شعره تداعبها وهي تبادله الهمس الحار : الله يسلمك يا حبيبي
.........
....
التقت نظرات عاصم بعيون زينه وهي تمد يدها تجاه مقبض الباب لتدخل الي الغرفه التي تبقي بها منذ خلافهم الاخير لتخونه نظراته ويظهر بها حنينه واشتياقه الحار لها ولم تكن هي بأقل منه اشتياقا إليه
ولكن قلبها ابي الصفح أو التراجع كما كان حال قلبه الذي جعله طوال تلك الأيام متمسك بموقفه لتتبقي المسافه بينهم ....افلتت تنهيده غير راضيه من صدره ليتراجع الدخول الي غرفته واتجه إليها لتتراجع هي الأخري عن الامساك بمقبض الباب وتتوقف مكانها وكل منهم فقط ينتظر خطوه من الاخر لتخرج كلمات عاصم معاتبه : ايه يا زينه مش كفايه كده ....نظر إلي عيونها وتابع بحنين : موحشتكيش ؟
نظرت له بعتاب قائله : وحشتني
ارتسمت ابتسامه بعيناه ولكنه لم يكد يتنفس طعم ابتسامه حتي كانت زينه تتابع بأسي وهي تتذكر ابنها : بس ابني كمان وحشني .....
لاح الاسي بعيون عاصم الذي اعتصر قلبه رؤيه ابنه وبينهم بضع خطوات ولكنه يري في عيناه مسافات طويله تحول بينهم لتتابع زينه :
انت وعدتني انك هتحل كل حاجه ومنفذتش وعدك
غص حلقها وهي تتابع : كان واقف زي الغريب بينا
قال عاصم بتبرير جاد : هو محاوش يقرب خطوه من حد فينا ورضي يكون غريب
قالت له وهي كالعاده لا تري أن عمر مخطيء : كنت قربت
اوما عاصم قائلا : لا يا زينه عشان هو اتعود علي كده
تنهدت زينه بألم ونظرت إليه بخزلان : يعني هتفضل متمسك بموقفك منه
اوما عاصم باقتناع : طول ما هو متمسك بموقفه وشايف أنه مش غلطان يبقي انا أبوه وحقي أوجهه بالطريقه اللي انا شايفها صح
مجددا نفس الدائرة المغلقه التي يدور فيها ثلاثتهم لتلوح نظرات الخزلان بعيون زينه بينما تري أن مفتاح الأمر كله بيد عاصم أن قدم لعمر التبريرات واحتواه وعاصم يري أن عمر عليه أن يري خطأه ويطلب السماح والنصيحه حتي لا يعود الي طريق أخطائه مجددا
وضعت زينه يدها علي مقبض الباب بإعلان صريح منها أن موقفها لن يتغير طالما موقفه من ابنه لن يتغير فما كان من عاصم إلا أن يترجم سخطه من تصرفاتها بثورته الغاضبه وهو يهتف بحنق شديد وعناد : براحتك ...ابعدي اكتر وتعرفي اني مش هتنازل ابدا لغايه ما يعرف غلطاته...ده راجل مش عيل محتاج اطبطب عليه
نظرت زينه إليه بعتاب ليتابع بعنفوان ساخرا : وياريته اصلا بيطلب الطبطبه لا ده البيه شايفها حق مكتسب
انهي كلماته واندفع للاسفل وهو يعلن التحدي بين ثباته علي موقفه وثبات ابنه
تحدي وهي لن تشارك به لأنها تتعامل بقلب ام وليس بعقلها
...........
...
مررت ثراء يدها حول عنقها من أسفل حجابها بينما يكاد التوتر يشعرها بالاختناق وهي تتطلع الي شاشه الحاسوب امامها ولا تدري ماذا تفعل أكثر فهي اعتصرت عقلها ووضعت كل ما فيه بذلك العمل المطلوب منها ومع ذلك لا تري اي تقدم ولكن غرورها رفض الاعتراف بالهزيمه وهي تحاول أن تجعل عقلها يعمل علي خطه بديله ....قامت من مكانها وأخذت حاسوبها واتجهت الي ريهام لتخبرها بالتقدم الذي وصلت إليه ....نظرت في أرجاء المكتب الخالي وسألت سكرتيرتها : مسز ريهام فين ؟!
قالت الفتاه بهدوء وهي تتابع عملها : فوق عند مستر سيف
اومات وانطلقت الي الاعلي وهي تفكر بأن شكوي بسيطه من تحامل ريهام عليها أمام سيف قد توفي بالغرض
لمحت عاصم الذي كان يتجه الي مكتبه لتركض إليه وهي تحتضن حاسوبها : باشمهندس
التفت عاصم إليها وابتسم لها بهدوء حينما قالت : عامل ايه ؟!
اوما لها قائلا : الحمد لله وانتي !؟
تنهدت ثراء ورسمت اليأس علي ملامحها بينما تقول : مخي هينفجر يا باشمهندس
نظر لها باستفهام : ليه ؟!
هزت كتفها قائله : مسز ريهام مش سايبه ليا فرصه اتنفس وكل يوم الف task
اوما لها قائلا وهو يخطو الي مكتبه وتواكب هي خطواته : ليه كده ...تعالي قوليلي
دخلت خلفه تتبختر بغرور بينما تري المسافه بينهم معدومه وهي تخبره بما تواجه من مشاكل بتلميح خبيث الي استقصاد ريهام لها الواضح ولم تنسي أن تضيف : مستر سيف طبعا مش بيسمع الا ليها ومهما احاول ابرر له اني مش مقصره وأنها بتضغط عليا مش بيسمع بس المره دي قررت اتكلم معاه
اسدلت اهدابها وهي تتابع بخبث : وكالعاده حظي وحش جدا وكل ما احاول أقابله تكون مسز ريهام عنده
تنهدت وتابعت بمغزي قصدت إيصاله لعاصم : وكأن الشركه مفيش فيها شغل الا شغل القسم بتاع مسز ريهام ....ده مستر سيف مش بيقعد مع مستر اياد زي ما بيقعد معاها
حك عاصم ذقنه وانتبه لحديث ثراء يحاول أن يتبين صحته ليكتشف أنه لايعرف فبالايام الماضيه هو مشغول كثيرا وحقا لا يري سيف الذي يبقي بمكتبه اغلب الوقت
تجاوز تلك النقطه ولم يبدي لثراء شيء وهو يقول : تمام ...المهم انك متقصريش في شغلك
قالت ثراء بحماس وهي تفتح حاسوبها : لا طبعا ...ده حتي انا شغاله علي ال task وقربت اخلص ...اخذت تتحدث بكلمه هنا وكلمه هناك وعاصم بالأساس لم يكن لديه ادني تركيز بما تقوله وهي سرعان ما فسرت صمته تشجيع .....نظرت إلي صمته الذي طال لتسأله بود : مالك ياباشمهندس ..هو شغلي فيه حاجه غلط ؟
قال عاصم وهو يقوم من مكانه ويتجه الي الاريكه الجلديه يسند ظهره إليها : لا ابدا ياثراء ...معلش أنا بس متضايق شويه ومش مركز معاكي
اتجهت ثراء إليه لتجلس بجرأه الي جواره وتسأله برفق مستنكره : حضرتك متضايق ....ايه ممكن يضايقك في الدنيا دي !
استنكر سؤالها ولم ينتبه لجلوسها بجواره بسبب عقله المشتت : ليه هو انا مش بني ادم وبتضايق عادي
اومات ثراء وتطلعت إليه بنظرات مبهوره وهي تقول : طبعا بس انت مش اي بني ادم ....انت بني ادم محصلتش ...قوي وناجح جدا وشخصيه قياديه بمجرد بصه أو كلمه منك تقدر تعمل حاجات كتير ...ازاي بقي في حاجه ممكن تضايقك
ماكره تتلاعب علي غرور الرجال بالاضافه لأنها بالفعل تراه هكذا لينتبه عاصم الي مغزي حديثها المبطن بإعجاب لايريد أن يفسره ويظلمها لذا اعتدل واقفا سريعا وهو يقول : الحمد لله علي كل حال ....التفت تجاه باب مكتبه الذي انفتح ودخلت منه نيهال مديره مكتبه والتي سرعان ما تغيرت ملامحها وهي تري ثراء بمكتب عاصم الذي قال : نيهال ابقي قولي لريهام أن ثراء off tasks لمده اسبوع بقراري
نظرت له ثراء بامتنان لتقول نيهال باستنكار : اوك يا مستر عاصم بس ياريت الانسه ثراء قبل ما تدخل مكتب حضرتك تبلغني
قال عاصم وهو يشير لنيهال : خلاص يا نيهال كان عندها مشكله وحبت تتكلم معايا فيها وانا اللي قولتلها تيجي مكتبي ...يلا اتفضلوا انتوا الاتنين
خرجت ثراء وهي تتمايل بمشيتها التي تضاهي الطاووس غرورا لتلقي نظره متشفيه الي نيهال التي اغتلت كل ملامحها من مكر تلك الفتاه
...........
...
حك عاصم وجهه باستنكار وهو يتذكر كلمات تلك الفتاه ليقوم من مكانه مسرعا وهو يهز رأسه رافضا أن يطاوع شيطانه : انت اتجننت يا عاصم بتفكر في ايه !!
لم يعطي اي فرصه لنفسه بالشعور بأي شيء إلا بالذنب تجاه زينه التي خانه عقله وجعله يسأله لماذا لم تعد تراه زينه كما تراه فتاه مثل ثراء ....استنكر نفسه ورفض مجرد التفكير ليبرر الف تبرير لزوجته وحبيبته ويلقي علي نفسه بألف لوم فهو يستحق منها الكثير وليس مجرد تغيير رؤيتها له ليجد قدمه تقوده بلا تفكير الي غرفتها التي فتح بابها ودون أن يتردد للحظه كان يتجه إليها يتوسد الفراش بجوارها ...فتحت زينه عيناها حينما شعرت بتلك الذراعين تطوقها ليضمها عاصم إليه بقوة وهو يلصق ظهرها بصدره ويدفن رأسه في عنقها هامسا بلوعه: متبعديش عني يا زينه انا بحبك ومقدرش ابعد عنك
أغمضت زينه عيناها بينما دق قلبها بقوة واستدارت إليه ليبقيها عاصم بين ذراعيه وهو يتطلع الي عيناها برجاء الا تبتعد ليغلبها اشتياقها له وتضع رأسه بعنقه وتهمس له وجعها برجاء : رجعلي عمر يا عاصم ...رجع ليا ابني
.........
.....
لم يستطيع عاصم إلا أن ينفذ رجاءها وكان يخطو الي ابنه خطوه وهو يتصل به يسأله أن يعود للمنزل بحجه احتفالهم بمولد ابن أخيه ...!
كانت العوده الي منزل عائلته من أبشع أنواع العذاب التي شعر بها عمر بينما بداخله طاقه سلبيه وصلت إلي حد كراهيه الجميع ...كراهيه تزداد كلما استشعر وحده لم يكن يشعر بها حينما كانت في حياته ..... ليداهمه شعوره الكبير بالوحده في هذا الحفل الكبير بينما في وسط كل هؤلاء الناس كان وحيدا واقفا بأحد الزوايا يتابع بنظرات امتلئت بالحسره والشعور الضاري بالفقد كل من حوله ...
وقفت جوري بجوار والدتها تقول وعيناها معلقه باخيها الذي وقف بأحد اركان الحديقه بصمت : تعرفي ياماما أن عمر صعبان عليها اوي ....نظرت زينه إليها لتتابع جوري برفق : حاسه انه لوحده ونفسي تكون في واحده جنبه زيي انا وسيف
اومات زينه بغصه حلق لتقول جوري بحماس : ايه رايك اعزم نورهان بنت عم مراد علي الغدا واعرف عمر عليها يمكن تعجبه
قالت زينه بحماس : ياريت ياجوري
: عمر
التفت عمر بدهشه الي أبيه الذي اتجه ناحيته : واقف لوحدك ليه ؟!
هز عمر كتفه قائلا : عادي
تنهد عاصم قائلا : تعالي اقف معايا انا كمان واقف لوحدي
بادره من عاصم ليصدها عمر بينما لا يشعر بأي رغبه في التواجد بقرب أبيه الذي القي عليه كامل اللوم في كل ما يشعر به : لا انا هطلع انام
اوما عاصم قائلا : اعمل اللي يعجبك ياعمر ولو فاكر اني مش فاهمك تبقي غلطان ...انا فاهمك كويس اوي وهتكلم معاك بصراحه ...من الاخر عاوزني اثق فيك وفي قرارات وريني انك تستحق ثقتي ...قدم السبت وانا هقدم باقي الاسبوع ...تفضل زي ما انت هفضل انا كمان زي ما انا شايفك بنفس الصورة
صمت عمر ولم يعقب فتقبل عاصم غرور ابنه في عدم التراجع وعفي نفسه من اي عتاب فهو قدم بادره صدها ابنه ليهز رأسه ويبتعد عمر تجاه الداخل لتصطدم عيناه بشهد التي سرعان ما تراجعت الي الداخل ما أن رأته امامها ليكور عمر قبضته بحنق شديد وسرعان ما تتجدد بداخل عقله ذكريات تلك الليله ويترجم غضبه في ركضه الي سيارته التي انطلق بها بسرعه كبيرة يحاول أن يفرغ بها كل الغضب الذي توهج مجددا بكيانه
........
ارهفت ثراء السمع الي تلك الهمسات بين ريهام وروضه التي كانت متوتره للغايه وسرعان ما خرجت لتقف مع ريهام بالرواق
نظرت ريهام الي روضه : ها يا روضه
قالت روضه بتوتر : محدش بيرد
فركت ريهام وجهها بتوتر قائله : انتي متاكده انك نسيتي الاب توب بتاعك في الكافيه
اومات روضه : أيوة كنت بشتغل عليه لآخر وقت ولما لقيت الساعه وصلت تسعه قومت وجيت هنا واكتشفت أنه مش موجود في العربيه
تصبب العرق البارد علي طول ظهرها وهي تتابع : هعمل ايه دلوقتي .... الإجتماع هيبدا كمان دقايق ومستر سيف مش هيكتفي أنه يرفدني لما معرفش اقدم ال presentation
قالت ريهام برفض وهي تطمئن روضه : هتعرفي تقدميه حتي لو مش موجود الاب توب ....اسمعي انا هروح الكافيه اجيب الاب بتاعك وانتي تدخلي الاجتماع وتحاول قدر الإمكان تقولي كل مشروعك
هزت روضه راسها وهي تبكي بتوتر : مش هعرف اقول حاجه ...اصلا نسيت كل حاجه وكل الارقام
قالت ريهام بتشجيع : لا طبعا هتعرفي ...انتي اللي عملتي الشغل ده ومطبوع في عقلك مش لازم تقولي ارقام اتكلمي بصوره عامه ....متتوتريش وشجعي نفسك يلا
نظرت لها روضه بقلق لتبتسم لها بتشجيع : متخافيش انتي قدها
ابتسمت ثراء بخبث وهي تسأل نفسها ....
هل مافهمته صحيح وروضه أضاعت الملف الذي تعمل عليه لتتشبع ابتسامتها بالتشفي بينما تخيلت الشماته في عيونها حينما تفشل أمام الجميع حتي انها كادت تتخيل المشهد كاملا وكأنه حقيقه وهي تشاهد لحظه طردها من الشركه أمام الجميع
: في حاجه ياثراء
التفتت ثراء بفزع حينما لمحت ريهام وقوفها لتهز كتفها بتعلثم : لا ابدا انا كنت طالعه الاجتماع
اومات ريهام قائله : اوك ...اتفضلي
قالت ثراء بخبث : هو حضرتك مش طالعه معايا
نظرت لها ريهام ببرود قائله : هجيب حاجه من العربيه وطالعه... اتفضلي انتي
اومات ثراء لتوقفها ريهام : ثراء
التفتت لها لتقول ريهام : مش عاوزة مستر سيف يحس بعدم وجودي وياريت كل واحد منكم يقدم شغله بمهنيه لغايه ما اطلع
قالت ثراء بابتسامه تخفي بها مكرها : متقلقيش
بغل نظرت ثراء إلي روضه التي بذلت كل جهدها بثبات وثقه تتحدث عن عملها لتحاول بخبث شديد أن تحصر روضه بسؤال يلو الاخر وليس وكأنهم بنفس الفريق بل وكأنها فريق منافس ليشعر سيف بها تتعمد احراج روضه أمام الشركه التي جلس مندوبها يري العروض ....: هتتكلف كام في دراستك التطويرات دي يا مسز روضه ...
حاولت روضه اعتصار عقلها لتتابع ثراء : اعتقد لو التطوير مكلف يبقي الفكره كلها مش مناسبه لمكان بيقوم علي الخدمات مش .....ابتلعت باقي حديثها حينما امسك سيف بدفه الحديث وهو يعتدل واقفا : طبعا احنا في أول اجتماع لينا وبنعرض الأفكار واللي طبعا اتنفذت عليها دراسات بالارقام ولكن أنا هأجل ده للاجتماع اللي جاي
احتقن وجه ثراء بالغل بينما بوضوح كان سيف يتعامل مع الوضع ويظهر فريقه بصورة لائقه أمام الشركه الأخري التي قال مندوبها : طبعا ياسيف بيه مش متوقع أقل من كده ...
اوما سيف قائلا : يبقي نحدد ميعاد تاني ويكون مع روضه لأن واضح انها اكتر فكره مناسبه
اوما الجميع وابتسم لها زملاءها بتشجيع لتجد روضه الحقد والغيره تصور لها بغرور أنها قد تستطيع المنافسه فلا تعرف كيف تجرأت وهي تقول : لسه فكرتي يا مستر سيف
اخرسها سيف وهو يقول : مفيش داعي يا ثراء ....نظر لها بابتسامه مزيفه وهو يتابع : فكرتك انا اخترتها لمشروع التجمع ...مفيش داعي نعطل مستر ذكي اكتر طالما اختار فكره روضه ...
.....
.
طالت نظرات سيف الي ثراء التي ارتجفت كل أوصالها وتصبب العرق البارد علي طول ظهرها
بينما يحشرها سيف بالزاويه وهو يسألها : ايه ساكته ليه ...بقولك اشرحي ليا فكرتك العظيمه
قالت بتعلثم : ماهو قدام حضرتك ال....قاطعها سيف بعصبيه : قولت اشرحي
تعلثمت ولاح فشلها وهي تقول كلمات مشتته : يعني هو الخطوط الاساسيه دي وكنت بشتغل عليها و
هنوصل ل ...قصدي
نظر لها سيف بحنق : امال كنتي هتقدمي ايه قدام الناس
ابتلعت ثراء بوجل بينما لو تتوقع ابدا ان تقع في هذا المأزق الذي أوقعت نفسها به ليتابع سيف بحنق وهو يدفع حاسوبها بغضب من أمامه : هتقدمي شويه كلام فارغ من واحده وقفت قدام زميلتها تناطح فيها وكأنها احمد زويل قاصده تحرجها
كالعاده الوشايه كانت من طرقها لتقول : لا طبعا يا مستر سيف انا بس مكنتش عاوزة حضرتك تتحط في موقف محرج وخصوصا ان روضه مفيش معاها اي data لو العميل طلب يشوفها وكانت بتتكلم من مخها ودي مغامره
ضيق سيف عيناه ونظر إليها باستفهام : عرفتي منين أن مفيش معاها data
أخبرته بما حدث : معرفش بالصدفه لقيتها بتقول لمسز ريهام أنها ضيعت الاب توب بتاعها ومسز ريهام كالعاده حاولت تداري غلطتها وانا كان كل همي اني احول ذهن العميل لفكره تانيه
نظر لها سيف مطولا بصمت بينما يحاول تفسير مدي غباء عقل وقلب تلك الفتاه التي بمنتهي السهوله أوقعت زميلتها بمشكله ...تنفست ثراء الصعداء حينما صمت سيف لتظنه كحال بعض المديرين يحب الوشايه ويرقي الواشيين أو بمفهومها الان العصافير 🤣
لتتجمد نظراتها وتقع كلمات سيف عليها كالصاعقة بينما رفع الهاتف من أمامه وقال باقتضاب : مسز ريهام بلغي ال hr يطلعوا قرار بفصل ثراء نهائي من الشركه
اغلق الهاتف لتنظر له ثراء بعدم استيعاب لهذا القرار : ايه ؟!
نظر لها سيف بسخط قائلا : اللي سمعتيه ....مينفعش واحده بتفكيرك ولا اخلاقك مع زمايلك تكون وسط فريق شركتنا ...اتفضلي
..........
....
رفع نديم عيناه الي ريم التي دخلت الي مكتبه : ريم ..في ايه ..جايه هنا ليه ؟!
قالت ريم بعتاب وهي تدخل وتغلق الباب : انت بقالك كام يوم سايب البيت
قال نديم وهو يتهرب من نظراته التي ستفضح اشتياقه لها : مش وقته ياريم عندي شغل نتكلم بعدين
قالت ريم وهي تقترب منه : لا وقته وهنتكلم دلوقتى عشان أنا عندي حاجه مهمه عاوزة اقولها ليك
نظر لها باستفهام لترتسم ابتسامه واسعه علي شفاه ريم بينما تخرج صوره صغيره من جيبها تعطيها له قائله بحماس شديد : انا حامل
لم يستوعب نديم ما نطقت به ليهب من مكانه ويأخذ الصورة من يدها ويظل لحظه ينقل نظراته ما بين الصورة وريم التي لم تكن يوما اسعد وهي تهز راسها تؤكد له
ليجذبها نديم إليه ويغرق وجهها بالقبلات ....بجد يا ريم ....بجد
اومات ريم وأحاطت عنقه بذراعيها بدلال قائله : اعتقد مفيش دليل اكتر من كده اني بحبك وبموت فيك ونفسي يكون بينا ولاد كتير مش بس بيبي واحد
...........
.....
هزت شهد راسها الي زينه التي تابعت بتشديد : شهد مش عاوزة تظهري قدام عمر ....نظرت لها بعتاب وتابعت : كفايه اللي حصل واللي كلنا سكتنا عليه إكراما ليكي عشان والدتك متعرفش حاجه زي دي
بكت شهد بانكسار وندم : والله يا مدام زينه ضحك عليا انا مكنتش عارفه بعمل ايه
زمت زينت شفتيها بحزم : اللي حصل حصل وانتي اتعلمتي من غلطتك ....مفيش بنت محترمه تعمل اللي عملتيه ....تنهدت وتابعت : عموما انا بقولك الكلام ده عشان مش عاوزة منيره تلاحظ لو عمر اتخانق معاكي ...ابعدي عنه خالص
اومات شهد بينما هي بالأساس لم تعد تستطيع النظر إليه ورؤيه كل نظرات الاحتقار بعيناه ...الجميع تجاوز عن غلطتها بصورة أو أخري ولكن عمر لم يفعل ولن يفعل بينما تحولت نظرته لها تماما وهذا من فرط معزتها التي كان يحملها بقلبه ويراها اخت صغيره له تفاجيء وانصدم بفعلتها ....!
....
شعرت ثراء وكأن العالم انهار فوقها بينما كل ما رسمته ضاع بلحظه وخسرت كل شيء ...حاولت مقابله عاصم ولكن نيهال لم تسمح لها لتعود الي المنزل تجر أذيال الخيبه ....جلست بوجوم تتناول العشاء الذي حاول ماجد الاعتذار عنه ولكن أخته رفضت وصممت أن يتناوله معهم
نظرت دلال الي ابنه زوجها باستفهام : مالك ياثراء من وقت العشاء وانتي ساكته ؟!
هزت ثراء كتفها قائله : أبدا يا ماما .... مرهقه من الشغل
نظرت إلي زوجه ابيها نظره خاطفه بينما فجاه شعرت بالندم أنها كانت تصد ماجد أخيها ظنا منها أنها ستجد الافضل لتتابع بخبث وهي تتوقع أن تري رده فعل متهلفه من دلال علي حديثها : انا بفكر اسيب الشغل
نظرت بطرف عيناها الي دلال وتابعت : يعني ايه رايك
قالت دلال وهي تتابع طي الثياب : والله يا بنتي الرأي رايك انتي حره
حمحمت ثراء بينما تحاول تدفع زوجه ابيها لفهم تلميحها : مش كنتي بتقولي ليا الجواز للبنت احسن
اومات دلال قائله : طبعا
ابتسمت ثراء بأمل لتنمحي ابتسامتها بينما تابعت دلال : بس لما يبقي يجي ابن الحلال ابقي فكري تسيبي الشغل
انكمدت ثراء والتي جاهدت مجددا وهي تقول برقه : هو ماجد عامل ايه ...كان ساكت برضه علي العشا
قالت دلال وهي تفهم تلميح ابنه زوجها : كويس يا حبيتي ...بس عقله مشغول عشان بيشطب الشقه وناوي يتجوز قريب
تهلل وجه ثراء لتقول بخجل : طيب وفكر يتجوز مين
اومات دلال لتنظر لها ثراء بلهفه بينما تتوقع مجددا مفاتحه زوجه ابيها لها في أمر زواج أخيها منها لتنظر لها دلال بتشفي بينما لم تمنحها تلك الفرصه مجددا فاخيها ليس بديل تلجأ له : اه يا حبيتي .....مياده
انصدمت ملامح ثراء بقوة لتتابع دلال وهي تحمل الثياب وتتجه للخزانه تضعهم بها : ماجد كلم ابوها عشان يخطبها
نار حارقه التهبت بكيانها واشتعلت نار الحقد بداخلها وهي تغادر الغرفه بينما بالفعل خسرت كل شيء ....!!
.......
....
التفتت وسيله تجاه تلك الطرقات علي الباب ليحمحم شافع وهو يقول بينما وقف لدي باب الغرفه : ممكن ادخل؟
اومات وسيله ومدت يدها تجاه وجهها تكفف أحدي دموعها التي لم تتوقف ولكنها أصبحت أقل بينما نضب مجري دموعها وجفت مقلتيها وبدأ عقلها ببطء ينهض من أسفل ركام الحزن الذي اندفن أسفله طويلا تفكر كيف تستجمع نفسها ...
دخل شافع خطوة ثم التفت الي الباب قائلا وهو يشير بيده : تعالي يا سعد ادخل انت و حمدي
نظرت إلي الرجلين الذان دخلوا يحملون حوض زجاجي ضخم ....بتواضع اتجه شافع الي أحدي الطاولات الممتده اسفل الشرفه الزجاجيه الضخمه يزيل تلك الفازة الزجاجيه من فوقها ويبعد المفرش الحريري مشيرا إلي رجاله أن يتقدموا قائلا : حطه هنا يا سعد
وضع الرجلين الحوض من يديهم لتنظر وسيله الذي الحوض الزجاجي والذي كان عباره عن حوض لاسماك الزينه
بقيت مكانها تتابع شافع وهو يمليء الحوض بالمياه بمساعده رجاله ثم يحمل بيداه كيس شفاف مملوء بالماء وبه سمكه بلون اصفر لامع وضعها برفق داخل المياه ثم تابع تركيب اسلاك الفلتر المنقي للمياه لتتعلق عيون وسيله بتلك الشجيرات الصغيرة التي زينت اسفل الحوض فوق الصخور الصناعيه التي افترشت القاع لترتفع عيناها ببطء تجاه تلك النافورة الصغيرة بأحد الجوانب والتي تدور مخلفه فقاعات ملئت المياه واخيرا انتهي شافع ليضغط أحد الازرار فيضيء الحوض بلون ازرق هاديء ...انتهي الرجال من مساعدته وخرجوا ليستدير شافع تجاه وسيله ويقف بصمت للحظه وتلك الابتسامه الهادئه مرتسمه فوق شفتيه وهو يحصل علي رد الفعل الذي توقعه براحه ارتسمت علي ملامح وسيله ولمعه جديده برقت في عيونها التي أخذها سحر ذلك المنظر بتأمل السمكه وهي تتحرك بانسيابيه هنا وهناك
اخيرا تحدث بصوته الهاديء : ايه رايك ؟!
قامت من مكانها واتجهت لتقف امام الحوض تتأمله عن قرب ليتركها شافع تشرد بتأمل السمكه قليلا قبل أن يقول : من كام سنه كان في طفل هعمله عمليه في القلب وجه المستشفي وهو حاضن حوض سمك صغير ....حط الحوض قدامي وقعد يتكلم عن السمكه بتاعته وفضل طول اليوم وهو بيتجهز للعمليه يكلم السمكه ويقولها أنه مش هيتأخر عليها وقعد يشرح ليها أنه هيسيبها بس كام ساعه ويرجع وطلب من مامته تاخد بالها من السمكه ....وقتها مكنتش بفكر في حاجه الا ان الطفل اللي جواه الامل ده لازم يطلع بالسلامه وينفذ الوعد بتاعه للسمكه بتاعته والحمد لله الولد خرج من العمليه واول حاجه سأل عنها سمكته
كانت وسيله تستمع إليه وعيناها معلقه بحركه السمكه التي أخذت تتخيلها سمكه هذا الطفل لينجح شافع بأخذ عقلها الي حكايه أخري بعيدا عن حزنها الدفين
تابع شافع بابتسامه : فكره الولد ده خلتني انفذها مع اطفال كتير زيه ....كل طفل يدخل المستشفي كنت بجيب له حيوان أليف ...سمكه ..قطه ...عصفورة
اي حاجه يحبها والولاد كانت بتتعلق بيهم وكأنهم صاحبهم ووعد ورا وعد خلاني اشوف أن رغبتهم القويه بتنفيذ وعدهم تخلي الامل جواهم كبير وتنشط جهازهم المناعي وطبعا بعد اراده ربنا الامل كان طريقهم للشفا
رفعت وسيله عيناها الحزينه تجاه شافع لتري لمعه عيناه وهو يهز رأسه قائلا : حبي السمكه بتاعتك واوعديها تبقي احسن ....اهتمي بيها هتلاقي كل يوم عندك رغبه تصحي عشان بقت مسؤوله منك ....هي زيك دلوقتي معندهاش بيت وفي مكان غريب وكل اللي تعرفه هو انتي فبلاش تخزليها .
مايسترو ليس فقط بشفاء القلوب بيده كجراح ولكن بالرحمه الموجوده بقلبه .
..........
....
عقدت ثراء حاجبيها بانزعاج علي تلك الزغاريد التي تعالت من حولها لتقوم من فراشها وتتجه الي باب غرفتها تفتحه قليلا وتنظر من خلاله وسرعان ما تتوهج نظرات الحقد بعيناها وهي تري تلك الفتاه واقفه بجوار دلال التي امسكت علبه قطيفه كبيرة لمعت بداخلها بعض القطع الذهبيه ....قالت دلال الي والده مياده : الف مبروك يا ام مياده
ابتسمت المراه لها قائله بلياقه : الله يبارك فيكي ....ده كتير اوي
ربتت دلال علي كتف مياده قائله : مفيش حاجه تغلي علي عروستنا
اومات المراه قائله : نستأذن احنا
قالت دلال بفرحه عارمه : مع الف سلامه ....ابتسمت لمياده قائله وهي تغلق العلبه : تلبسيها في الهنا يا حبيتي
غادرت مياده ووالدتها بعد أن ذهبوا مع دلال لانتقاء الشبكه التي اخذتها ودخلت بها الي غرفه ثراء قائله
: تعالي يا ثراء شوفي شبكه مياده
فتحت العلبه أمام ثراء وتابعت : ماجد قالي انزل معاها عشان تنقي براحتها اللي يعجبها والبنت بنت حلال اوي وعينيها مليانه مكانتش عاوزة تنقي أي حاجه
نظرت ثراء بغل تجاه ذلك الطوق الذهبي المجدول الذي توسد الارضيه الحريريه للعلبه واسفله امتد سوار وقرط وخاتم بنفس النقشه لتعرف كم تكلفت شبكه باهظه كتلك وبحقد فطري استكثرتها علي تلك الفتاه لتقول ساخره وهي تاخذ الاسورة وتمررها فوق معصمها : كل ده عشان مياده
انزعجت ملامح دلال من تجريح ثراء لتجذب من يدها الاسورة وتعيدها الي العلبه هاتفه بغضب : مالها مياده يا ثراء ....؟!
هزت ثراء كتفها وقالت بكيد : بنت عاديه وأقل من العاديه
نظرت لها دلال بغضب وهتفت بتوبيخ : بنت ناس متربيه
نظرت إلي ثراء بتقييم وتابعت : مش فاكره نفسها اللي خلقها مخلقش غيرها عشان اتوظفت
نظرت لها بحنق واتجهت الي باب الغرفه الذي ما كدت تخرج منه حتي التفتت الي ثراء وقالت ساخره : عقبالك يا حبيتي لما تلاقي واحد يقدر انك مش عاديه !!
احتقن وجه ثراء ودفعت الباب بغل خلف زوجه ابيها بينما غلت كل الدماء بعروقها وهي تفكر كيف تستطيع تعويض ما خسرته ....فهي لا تستطيع أن تخبر زوجها ابيها أنها تركت العمل او بمعني اصح طردوها لتري الشماتة في عيونها ....يجب أن تعود للعمل بأي طريقه !!
........
....
مررت غرام ظهر يدها فوق جبينها تمسح حبات العرق التي سالت فوقه وهي تلهث بأنفاس متسارعه بينما تعود لتلك السجاده التي افترشتها علي الارضيه الرخاميه وأخذت تحكها بفرشاه صغيرة ..... : بتعملي ايه ؟!
كان ذلك صوت ايهم المستعجب بينما عاد قبل دقائق مبكرا عن موعد رجوعه باليوم التالي من مأموريه عمله ليتفاجيء بتلك الجاثيه علي الارضيه الرخاميه غارقه وسط الصابون والمياه المتدفقه تغسل أحدي السجاد ...هبت غرام من مكانها بينما تصببت المياه فوق ساقها التي ظهرت من هذا الشورت القصير الذي ترتديه لتسأله بهلع : انت رجعت ؟!
رفع ايهم حاجباه ضاحكا علي كلماتها : لا لسه ...اشار الي ما تفعله وتسائل بدهشه : بتعملي ايه يا غرام ؟!
قالت وهي تلقي الفرشاه من يدها أرضا وتحاول أن تهندم من خصلات شعرها المبعثره فوق جبينها بينما لم تكن تنتوي ابدا أن يراها بهذا المنظر بل كانت تنهي التنظيف اليوم لتستعد غدا لعودته : بغسل السجاده
اوما ايهم باستنكار رفيق : شايف ...بس ليه ؟!
قالت وهي تجفف وجهها : ماهو قولت اغسلها عشان كانت متوسخه ...قبل أن يقول شيء كانت تقول سريعا : متقلقش كلها ثواني واخلص
هز رأسه وزفر قائلا: لا سيبي اللي في ايدك وانا هكلم البواب يبعت حد يغسلها
اشار لها وتابع : ليه اصلا تعملي كده في نفسك ... كنتي كلمتيه يبعت حد بدل ما انتي مبهدله نفسك كده
هزت راسها بابتسامه بينما ظنته غاضب من هيئتها لتجده مهتم بها وبراحتها لتقول بسماحه: لا مفيش داعي انا اصلا خلصت ...انت بس روح غير هدومك اكون انا شطفت الصابون وطلعتها علي البلكونه
التفت حوله باستفهام : فين البنات ؟!
قالت وهي تعود لما تفعله : في اوضتهم
اتجه أيهم الي غرفه ابنتاه ليركضوا إليه مهللين : بابي حمد الله علي السلامه
احتضنهم بحنان وقبلهم ليسألهم بعدها : مش بتساعدوا غرام ليه
ضحكت هنا قائله : بقالها كام يوم تغسل السجاد وقالبه البيت وكأن بكره العيد وانا ولولو قولنا ليها
خلينا نساعدك اهو نلعب شويه بالصابون معاها مرضتش
اوما ايهم متنهدا ثم خرج من الغرفه ليري كل شيء بالمنزل يلمع وكأنهم بالفعل بليله العيد لتداعب شفتيه تلك الابتسامه وهو يتذكر ما كانت تفعله والدته مثلما تفعل غرام الان
رفعت غرام عيناها الي ايهم الذي عاد إليها وهو يشمر أكمام قميصه عن ساعديه لتسأله بدهشة: انت بتعمل ايه ؟!
قال وهو يبعدها عن السجاده الثقيله التي كانت تحاول رفعها عن الأرض الرخاميه : ابعدي بس وسيبيها انا هشيلها
هزت راسها وهي تحاول أن تسبق يدها يداه : لا لا هدومك هتتبل كده
داعب شعرها المبعثر بحركه عفويه : يلا روحي غيري هدومك انتي عشان متاخديش برد
نظرت له وعضت علي شفتيها مشيره خلفها : لسه فاضل سجاده صغيرة
رفع حاجبه وهز رأسه بقله حيله : هاتيها يا ستي هغسلها معاكي
نفض ايهم يداه بعد أن انتهي ليتنفس بضع مرات ويهز رأسه متعجبا : مش عارف عملتي ليه في نفسك العمله دي
قالت ببراءه وعفويه : كان نفسي ترجع تلاقي البيت زي الفل
اشار حوله قائلا : ماهو زي الفل بس الحاجات التقيله دي خلي حد يساعدك
اومات له وبعفويه وجدت نفسها تحتضنه وتقول بهيام : انا بحبك اوي
بالفعل طفله ترضي بأي شيء لتقدم أضعاف ربت علي شعرها بحنان لتنتبه أنها اغرقت قميصه بالمياه بسبب ملابسها المبتله لتمد يدها سريعا تجاه قميصه تفك ازراره بتوتر : مكنش قصدي ....هتبرد اقلع
داعبت حواسه بحركتها ليمسك يدها التي لامست صدره ونظر لها باشتياق بينما تلاعب العبث بنبرته وهو يقول : هقلع بس مش هنا
عضت غرام علي شفتيها واندفعت الحمره الي وجهها بخجل ليبتسم لها ويميل هامسا بجوار أذنها : عاوز مكافاه علي اني بهيبتي دي وقفت اغسل سجاد
ضحكت بخجل وهزت راسها ليتابع ايهم بمرح : ده انا من ثانوي معملتهاش ...نظرت له ليهز رأسه بحنين الي الذكريات : كانت امي الله يرحمها بتخليني اساعدها واغسل معاها السجاد هي قالبه البيت كده زيك
ابتسمت باتساع بينما لاول مره يتحدث عن شيء يخص حياته .....تجمعوا أمام الطاوله لتناول العشاء الذي لم يدعها تطبخه بل طلب لهم طعام جاهز وزجر ابنتاه أن يتولوا مهمه تقديمه وتنظيف الطاوله بعدهم لترتمي غرام علي الفراش بانهاك ترتاح قليلا حتي ينتهي هو من محادثته الهاتفيه ....دخل الي الغرفه ليراها متمدده بوسط الفراش وغارقه بالنوم ....اقترب منها لينظر الي ملامحها علي الضوء الخافت بجانب الغرفه ...مال ناحيتها وبرفق حاول تعديل وضعيه نومها مقررا تركها ترتاح لتفتح غرام عيونها الناعسه وتنظر إليه وهي تتمتم: انا صاحيه
ابتسم لها ومرر يداه برفق علي شعرها قائلا بهمس: توء كملي نوم انتي مرهقه
فتحت عيونها علي وسعهم تحاول طرد النوم منهما بينما بداخلها رفضت أن تنام وتدعه غاضب أن تركته ونامت
: لا لا انا صاحيه
تفاجأت به يشاكسها بمرح وهو يمرر أنامله علي جفونها : ده انتي فاتحه عينك بالعافيه ....يلا نامي
هزت راسها وقالت بعفويه وهي مازالت تقاوم النعاس: لا لا انا مش هنام واسيبك. ..انت لسه راجع من السفر
ابتسم لها برفق قائلا : مش زعلان ...يلا كملي نوم
همس بجوار أذنها بحراره : عوضيهالي بكره
ابتسمت له وتمددت اسفل الاغطيه التي رحبت بدفئها بينما تهمس له بصوت ناعس : طيب تعالي خدني في حضنك
........
....
ما أن شعرت ثراء بخطوات عاصم تقترب حتي سحبت نفس عميق وكتمته بداخل رئتيها وهي تغمض عيناها تستجمع ثباتها قبل أن تقوم وتلتفت الي خطواته المهيبه وهي تحاول أن تستجمع شجاعتها لتقول الكلمات التي رتبتها بعقلها طوال الطريق فهي رفضت أن تستسلم وحينما عجزت عن مقابلته بمكتبه تجرأت وذهبت الي منزله متشجعه بمعاملته الحسنه لها .... قالت بصوت هاديء : انا متاسفه اني جيت من غير ما ابلغ حضرتك يامستر عاصم
اوما عاصم دون قول شيء لتبتلع ثراء رمقها بثقل وتحاول قراءه ملامحه ولكنها لم تستطيع بينما جلس عاصم في مقعده الجلدي الوثير ونظر إليها بنظراته الثاقبه لتتحدث فيما أتت من اجله دون أن يسألها لتتحدث ثراء بثقه في عقلها وفي تلك المعاملة رحبه الصدر التي طالما قابلها بها : مش عارفه اذا كان وصل لحضرتك القرار بتاع مستر سيف أو لا
استند عاصم بذقنه الي قبضه يداه ونظر إليها بقليل من الاستخفاف لم تلمحه بينما يقول : عندك شك ان في حاجه انا معرفهاش بتحصل في الشركه
هزت ثراء راسها وسرعان ما بدأت في التملق وهي تقول بثقه : طبعا لا يامستر عاصم وعشان كده انا جيت لسيادتك عشان تلغي القرار ده
هنا لمحت نظرات الاستخفاف بعيون عاصم الذي قال وعلي طرف شفتيه لمحه من ابتسامه مستخفه لثقتها الزائده : وايه اللي مخليكي واثقه كده !؟
قالت ثراء بمزيد من الثقه : أن طبعا مستر سيف مبلغش حضرتك سبب قراره أنه يفصلني والا اكيد كنت هتمنعه وترفض قرار زي ده اخده من غير ما يرجعلك
رفع عاصم حاجبه وازاد من جرعه استخفافه بها لأنها من أتت تستخف بعقله ليقول بهدوء شديد كان كافي بتلقينها الدرس الذي تحتاج إليه : انتي متوقعه مني الغي قرار ابني اللي انا سايب في أيده قرارت شغلي ورأس مالي كله وثقتي فيه عميا
اهتزت نظرات ثراء ورفض عقلها التوقف عن نثر سمومه لتهز راسها وتقول بخبث قصدته : طبعا لانه فصلني من الشغل بسبب كلام مسز ريهام عشان ليها مكانه عنده مش لأي سبب تاني ....انا كان هدفي أنقذ الموقف بس مستر سيف وقف في صف مسز ريهام اللي دارت علي غلطه روضه وشجعتها تكذب
خبيثه وظنت بثقه أن إلقاء تهمه كتلك علي سيف ستجد صداها كما فعلتها مع تينا بقصد ذرع الشك بداخلها في زوجها لتنصدم ملامحها حينما نظر لها عاصم بحده وطار كل هدوءه بينما يهتف بها بتوبيخ : سيف اخد القرار بناء علي حاجه معينه هو شايفها وانا مش هسأله اخد القرار ليه لاني واثق في كل قرار ياخده
اهتزت نظرات ثراء لتهتف بعدم تصديق بينما بلحظه انهدمت كل آمالها ولم تفلح خطتها في إعادتها لعملها : يعني ...يعني انا مش هرجع الشغل
لم يجاوب عاصم علي سؤالها الساذج ليقوم من مقعده ويشير لها بقله لياقه : متاسف عندي شغل مهم لو كلامك خلص اتفضلي
قامت ثراء ببطء من مكانها وعيناها التي تجمعت بها الدموع نظرت إلي عاصم بعدم تصديق لهذا التغيير الكامل من طرفه ناحيتها لتجر أذيال الخيبه وهي تخرج من الغرفه ..... شهقت بقوة وارتدت الي الخلف بينما كادت تصطدم بعمر الذي تراجع للخلف وهو يبعد الكوب الذي كان بيده و انسكب البعض منه علي الأرض لتقول ثراء سريعا باعتذار : انا اسفه ...انا اسفه اوي
هز عمر رأسه قائلا : ولا يهمك ...حصل خير
تغيرت ملامحه وسرعان ما زأر بصوت جهوري : بت يا شهد ....انتي يا بت
أسرعت شهد تركض وهي تخفض عيناها بذل وانكسار الي الأرض قائله : نعم
نظر لها عمر نظره مليئه بالكراهية لم تخفي عن ثراء التي تساءلت ما غير علاقتهم عما قبل ليهتف عمر بها بتحقير : نضفي الأرض ولا اتعميتي مش شايفه
غص حلق شهد واسرعت بانكسار تحضر فوطه تنظف بها الأرض
لتنظر ثراء له وسرعان ماكانت تأمر تلك الدموع بالانهمار بينما تقول : انا اسفه بس مستر عاصم كلامه خلاني مبقاش شايفه قدامي
اجتذبت اهتمام عمر الذي سألها ...ايه اللي حصل
قبل أن تقول ثراء شيء كانت شهد تعود
وتجثو اسفل قدم عمر الذي رفع قامته باعتداد ونظر لها باحتقار وهو يمسح طرف حذاءه الثمين بالقرب منها في طرف الفوطه التي احضرتها قائلا : روحي شوفي حاجه تانيه تنضفي بيها
سبقتها دموعها وهي تركض من أمامه لتتغير ملامح عمر مجددا وتتحول الي اللطف بينما يقول لثراء التي رأها تخرج باكيه من غرفه أبيه وكانت في وجهه نظره اليوم ضحيه لأبيه مثلما يفعل : فاضيه نتكلم شويه ....بالطبع وافقت علي الفور فهاهي الظروف تساعدها دوما وما أن ينغلق باب حتي ينفتح اخر ولكنها لم تكن تظن أنه سيفتح لتلك الدرجه ...!!
اصاغت ثراء بخبث موقف أخيه المعادي لها ووضعت خطوط اسفل كلمات عاصم الذي يسير بثقه عمياء خلف أخيه : يعني مستر عاصم وافق أنه يظلمني بس عشان مستر سيف
هزت كتفها وتابعت باكيه : وانا كنت متوقعه ايه ....ماهو
ابنه طبعا وانا ولا حاجه
نظر عمر إليها ليس بتأثر ولكن نظر لها كما يري نفسه ضحيه من ضحايا أبيه الظالم الذي ينحاز لأخيه ليجد نفسه بلا تفكير في أي شيء الا رغبه بتلقين أبيه صدمه يسأل ثراء بينما يضع يداه فوق يدها : تتجوزيني يا ثراء ...!!
........
..
نظر مراد باستفهام الي جوري التي كانت تتحدث معه وهي تشير الي ذلك الجدول الزمني الذي وضعته
: ليه ؟!
نظرت له جوري بعدم فهم : ليه ايه ....انا قربت أولد كلها شهرين وعشان كده فكرت أرتب جدول احاول فيه اخلص اكبر قدر من رساله الدكتوراه عشان مش هيكون عندي وقت بعد ما أولد طبعا اهتم بالبيبي وبالبيت وبيك واذاكر واروح الشغل
حك مراد ذقنه وقال بهدوء صدر به جرعه بارده صدمت حماسها : وايه لازمه المذاكره ولا الشغل
عقدت جوري حاجبيها باستفهام : يعني ايه ....مش شغلي ورسالتي اللي بقالي سنين بجهزها
اوما مراد قائلا : مش هيجري حاجه لما تتأجل كمان كام سنه علي ما البيبى يكبر شويه
نظر لها وتابع بمنطقيه من وجهه نظره : لما يكون عندك وقت فاضي ابقي ذاكري مع اني اشك في ده وطبعا مش هيكون عندك وقت ولا داعي للشغل
تأهبت ملامح جوري باستنكار : يعني ايه مفيش داعي للشغل
قال مراد بنفس المنطقيه: طبيعي جدا ....ايه لازمه الشغل طالما بقي عندك طفل تهتمي بيه
قالت جوري بدفاع : وفيها ايه لما اهتم بأبني وبيتي وشغلي ودراستي
قبل أن يقول شيء كانت تتابع : انا اللي هتعب بس هكون مرتاحه وهحاول أرتب وقتي ومفيش حاجه هتأثر عليك ولا علي البيت ...عادي جدا اشتغل مش كل الستات بتخلف وتقعد في البيت
كبح مراد نفوره من هذا النقاش الذي لا داعي له من وجه نظره ليضع يده فوق يدها ويقول بأبتسامه مزيفه ينهي بها الجدل بينهم : وانا مش عاوزك تتعبي ...مالوش داعي الشغل
هزت راسها باصرار بينما استنكرت مجرد الفكره : لا له داعي ....ده شغلي اللي بحبه
نظرت له وتابعت : ينفع اقولك مالوش داعي تشتغل
هز رأسه وقال بنبره رجوليه بحته : لا طبعا لأني الراجل والمسؤول عن البيت وطلباتك وطلبات البيت والأولاد ...ازاي مشتغلش
قالت جوري متجاوزه وجه النظر المحدوده في هذا الأمر : وانا ازاي مشتغلش ....مراد ...بصرف النظر عن موضوع الماديات بالنسبه لينا الا ان وجه نظرك ووجه نظر اغلب الرجاله في الموضوع ده محدوده اوي ...الشغل للبنت أو الست مستقبل وكيان ووجود ....ليه نحصر البنت اللي بعد ما تتعلم نص عمرها أنها تكون بس ام وزوجه ....ايه المانع أنها تكون ست ليها كارير
وليها مصدر مالي مستقل حتي لو مش محتاجه له إلا أن مقابل تعبها فلوس بيكون ليها طعم تاني ...انا كلامي ده حط قبله الف خط أن أولوياتي هي بيتي بس طالما بقولك هقدر أوفق بين شغلي وبيتي يبقي ايه لازمه كلامك اني اسيب شغلي
مناقشه بارعه لن يستطيع مجاراتها لذا رفض أن يكون الخاسر بالنقاش ونظر لها بهيمنه قائلا دون تفكير : لازمته أن ده قراري
هبت جوري واقفه وهتفت باستنكار : مش قرارك لوحدك
نظر لها بتحدي : لا قراري لوحدي يا جوري ....زفر وتابع بضيق شديد : وأيا يكون اصلا انتي ليه بتسبقي الأحداث ...لما تبقي تلاقي ليكي وقت فاضي وينفع تشتغلي ابقي اتكلمي ..!
..........
....
نظرت روضه باستنكار شديد تجاه ساجد : انت بتقول ايه ؟!
خفض الرجل عيناه وقال بضيق : بسألك سؤال واضح ...في حاجه بينك وبين اياد
كادت تجن وهي تستمع الي هذا السؤال مجددا : ايه اللي بتقوله ده وايه خلاك تقول حاجه زي دي ...ازاي اصلا تقول كده ...انت مستوعب
قال بصراحه وجدها اقرب طريق بينما احتكم قلبه الذي مال إليها وعقله الذي فكر في افتراء ثراء : اللي سمعته وبعد تفكير طويل قولت لازم اسألك عنه عشان اعرف اخد قراري
نظرت له روضه بعدم استيعاب مردده : سمعته ...؟!
سمعت من مين ؟!
اهتزت نظراتها بعدم تصديق وهي تستمع الي هذا الافتراء الذي جرؤت فتاه مثلها أن تتهمها به !
لتردد بعدم تصديق : ثراء قالت كده ؟!
اوما ساجد لها لتنظر له بعدم تصديق وتعادل واقفه بينما لا تصدق كميه الشر بالبشر : وانت صدقت ...للدرجه دي الافتراء سهل عليكم
غادرت ليركض ساجد خلفها يحاول إيقافها: روضه استني ...!
أسرعت بخطواتها والدموع تلمع في عيونها غير مصدقه ما كميه الشر بداخل تلك الفتاه والتي ظنت أنها كسبت غنيمه بكلمات عمر ...!!
.........
...
رفع عاصم عيناه باستنكار بينما لم يصدق ما استمع له : بتقول ايه ؟!
قال عمر بهدوء شديد وعقلانيه نجح في رسمها أمام عاصم كافيه باستفزازه : بقول اني اخترت اللي هتجوزها وجاي زي اي ابن بياخد رأي ابوه
اوما عاصم وتمسك بهدوءه قائلا : جميل يعني انت جاي تاخد رأيي....نظر إلي ابنه وتمهل بينما يتابع : وانا مش موافق !
ارتسمت نظرات الاستخفاف بعيون عمر يخفي خلفها تحديه لأبيه بينما يسأله : والسبب ؟!
قبل أن يقول عاصم شيء كان عمر يتابع : انها مش بنت وزير ولا سفير ....هز كتفه وتابع ببرود : حتي لو كده ...عجباني وانت نفسك كنت بتتكلم عنها وعن اخلاقها
اوما عاصم وقد انخدع بحديث عمر العقلاني ليبادله العقلانية : حصل بس ده قبل ما كنت اعرف طبعها ....ياعمر البنت دي مش كويسه ...وصوليه وكدابه ...تخيل عاوزاني اشك في اخوك ....قاطعه عمر قبل أن يتابع بينما يقول بتحدي : عجباني !!
احتدت نبره عاصم بغضب : ايه اللي عجبك فيها ...انت اصلا متعرفهاش ....خليني اقولك اللي عرفته عنها من اخوك ...بدء يخبر عمر بما أخبره به سيف ليهز عمر رأسه ويقول باصرار رافض سماع اي شيء إلا صدي صوت تحديه لأبيه : مش فارق معايا حوارات الشغل بتاعتكم ... انا قررت اني اتجوز ثراء !!
زم عاصم شفتيه ليتابع عمر بتحدي مبطن : افتكر انك وعدتني تثق في قراراتي
اوما عاصم : حصل بس في نفس الوقت لازم أتدخل لما احس ان قرارك غلط
هز عمر رأسه وهتف باصرار : هتحمل نتيجته
زم عاصم شفتيه ونظر الي ابنه بخيبه امل فهاهو لم يتغير بل فقط كان مستكين بانتظار قدوم الوقت الذي يظن بأنه بتحديه لأبيه بهذا القرار سيأخذ حقه منه
ليتبختر عمر بخيلاء زائفه وهو يغادر مكتب أبيه وعلي شفتيه ابتسامه النصر بينما بداخله ذلك الغل والحقد الذي لا يهدأ وهو يتذكر كل لحظه مضت ....أبيه شك به واطلق عليه حكمه المطلق بينما لم يتواني لحظه في الثقه العمياء بأخيه بالرغم من وجود تلك الشائعات !!
........
..
بعيون لامعه اسرع انور بخطواته بعد أن نزل من السيارة وهو يطلب رقم هدي : دكتورة ...انزلي الجنينه في حاجه لازم تشوفيها
نزلت هدي بلا تفكير ليقول انور بثقه وانتصار وهو يرفع هاتفه تجاه هدي : شوفي صورت عمر مع مين !!
نظر لها بانتصار وتابع : كده البنت دي استحاله تفكر فيه تاني
وبالفعل حاولت وسيله الا تفكر به طوال تلك الأيام بل كانت تحاول بساق محطمه وعزيمه مكسوره أن تنهض بينما يد شافع الخفيه تساعدها بترميم جروحها الداخليه
وقف شافع لدي باب الغرفه يتطلع الي وسيله التي انشغلت بتلك الأسلاك امامها فلم تشعر بوقوفه يتابعها وهي تحاول اصلاح دائرة الكهرباء الخاصه بالحوض بحماس ترجمته يداها وانشغل عقلها وانصب فيما تفعله
فلم يحاول التدخل الا حينما ارتسمت تلك الابتسامه المنتصره علي شفتيها وهي تضع القابس في الكهرباء لينير ضوء الحوض وتعود النافورة للعمل : اشتغل
التفتت الي ذلك التصفيق الهاديء خلفها لتقوم سريعا بابتسامه : د شافع
اوما لها قائلا : برافو
ابتسمت لأول منذ وقت طويل وابتسم هو الآخر بينما ساعدها لتضع قدمها علي أول طريق استعاده نفسها من بؤره الحزن التي وقعت بها ....مرت هدي من امام الباب بينما كان قلبها يدق بقوة تجاهد الا ترسم ملامح الراحه علي وجهها وهي تتجه الي غرفه وسيله بينما لا تتوقع الا ان تنساه وسيله بعد ما ستريه لها .....!!
لتجد زوجها يتحدث مع وسيله ..انت رجعت يا حبيبي
اوما لها وأشار إلي وسيله : شوفتي وسيله طلعت اسطي كهربائي شاطر ازاي
ابتسمت وسيله ولاول مره تتحدث بحماس بعد أن كادت تنسي ابجديات الكلام : بابا كان مهندس كهرباء وعملني شويه حاجات
اومات هدي وهي ترسم ابتسامه زائفه لتقول بعد قليل : ايه رايك يا وسيله نخرج نتمشي شويه
نظرت لها وسيله بتردد بينما بقيت وقت طويل داخل جدران الغرفه وهدي لم تطيق صبرا لتخبرها بما انتوته بينما كال مكوثها لديها ومع مرور كل يوم تري حديثها مع زوجها تخشي أن تكشف سرها الذي لم تكن وسيله يوما ما ستجرح به ذلك الرجل ذو القلب الرحيم لتقرر الا تكون ابدا سببا في جرح لها وهو من يحاول مداواه جروحها ولكن هدي لم تفكر ابدا ان وسيله لها قلب بهذا النقاء لذا كل ما كانت تفكر به أن تجعلها تغادر منزلها وتبدأ من جديد وهاهو بيدها سبب يدفعها لذلك وبهذا ترتاح من خوفها ...!
............
خرجت تلك المرأه ذات الوجه العابس من المطبخ تعقد فوق ضفيرتها منديل تعصب به شعرها وهي تتبرطم بحنق بينما صوت بكاء ذلك الطفل يتعالي في الانحاء : ساميه ...بت يا ساميه
خرجت من أحدي الغرف امراه يأكل الشقاء ملامحها وتحمل علي يدها رضيع قائله : نعم يا اما
لوت المراه شفتيها قائله بامتعاض : ايه يا ست الستات هتفضلي عامله فيها بنت بنوت والده وقاعده في السرير ولا تقومي تشوفي البيت
قالت المراه وهي تهز الرضيعه التي علي ذراعها : حاضر يا اما ...دنيا تسكت وجايه علي طول
حاولت تلمس العذر لنفسها : والله يا اما زي ماانتي شايفه طول الليل علي صرخه واحده
هتفت المراه بسخط : سامعه يا اختي لما دماغي طقت مني ....حطيها جوه وخلي حد من اخواتها يترزع جنبها وتعالي جهزي ليا لقمه أفطر وبعدين روحي شوفي شغلك واهو خديها علي ايدك يمكن تجيب لقمتها
ابتلعت ساميه وقالت برجاء بينما تتحامل علي نفسها وقد وضعت الفتاه قبل أيام ومازالت تحتاج للراحه ولكن كيف ترتاح وحماتها امراه مثل تلك المراه التي تسمي ارزاق : حاضر يا اما بس هسيبها مع البت شفيقه دي لسه حته لحمه حمرا اطلع بيها ازاي
لوت ارزاق شفتيها هاتفه : زي الناس يااختي ولا هتعمل فيها هانم ....لا يا حبيتي زيها وبيطلعوا بيهم
ربتت علي كتفها ساخره : اهي تحنن قلب الناس عليكي
تركتها واتجهت الي أحدي الغرف ليتعالي صوتها وهي توقظ ابنها : قوم يا سبع ....قوم يا اخويا شوف الهانم مراتك اللي عامله فيها هانم ولسه والده وعاوزة تقعد في السرير
هب رجل بوجه عابس مماثل لوجه امه ليهتف بصوت خشن : في ايه يا اما علي الصبح
قالت المراه بسخط : في انك مبقاش ليك حكم علي الهانم ....قولنا مفيش داعي تخلف وخلفت واهو عيله مش مبطله عياط وال عاوزة تقعد بيها في البيت وبقالنا كام يوم مفيش قرش دخل لينا من وراها
ارتجفت أوصال ساميه بينما تحاول بجهد إسكات رضيعتها التي تبكي بلا توقف خشيه من بطش زوجها بها والذي سرعان ما خرج إليها هاتفا : ايه يا وليه مش بتسمعي كلام امي ليه
قالت ساميه بخوف وهي تهز رضيعتها : بسمعه يا اخويا وقولت هنزل الشارع بس هسيب دنيا مع البت شفيقه
نظر لها بسخط قائلا : لا يااختي خديها علي ايدك عشان تحنني قلب الناس واهو تعوضي الكام يوم اللي مفيش قرش دخل ليا منك
بقله حيله اومات ساميه والتي أنجزت ما طلبته منها حماتها واتجهت لتضع فوقها عباءه سوداء باليه وتحيط رضيعتها باحدي اللفات وتحملها علي ذراعها وتخرج تجاه أحد الشوارع التي اعتادت أن تشحت بها منذ نعومه أظافرها وقد تربت علي يد المعلمه ارزاق والتي زوجتها بابنها ليبقي طوال اليوم بالمنزل أو جالس علي القهوة وهي تتسول لتجلب لهم المال وعام مر وراء الآخر ليبقي في عنقها خمسه اطفال لا يعرفهم أبيهم من بعضهم وفي النهايه حملت بتلك المسكينه التي جلست بها علي قارعه الطريق ومدت يدها امامها للماره ليضعوا بها المال ...!
.........
تهدجت انفاس وسيله وسرعان ما شقت الدموع طريقها الي حلقها وهي تتطلع بعيون غشيتها الدموع الي تلك الصور والتي حرص انور علي التقاطها جميعا لعمر وهو جالس مع ثراء .....
: كنتي فاكره اني ضدك لما قولتلك انسيه ....اهو الدليل قدامك بيقولك انا نسيتك وانتي اصلا ولا حاجه في حياتي .....عمر قدامك اهو مع واحده تانيه هيتجوزها قدام الكل مش في السر زيك
لم تكن تدري بنيه عمر في الزواج من ثراء ولكنها اضافه لن تضر لذا قصدت الاجهاز علي قلب وسيله الذي لم يكد يستجمع قواه
: شوفتي بعينك يا وسيله وصدقتي ...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباسات من الفصل القادم
نظر ايهم الي غرام بعدم استيعاب: ايه ؟!
ابتلعت غرام بوجل وهي تحاول اخراج صوتها المتحشرج بتلك الكلمه .....!!
تحشرج صوت عمر وهو يواجه نظرات ابيه بينما يسأله و
الصدمه تلوح علي وجهه : ايه ؟!
نظرت زينه الي جوري وقالت بنبره قويه : انتي صح ....اياك تتراجعي ولا تتنازلي...شغلك مهم زي بالضبط بيتك وولادك.... الشغل بتاع الست مش دلع ولا رفاهيه ده كيانها
اتسعت عيون وسيله بهلع وهي تلتفت الي هدي التي امسكت هاتفها بتوتر هاتفه : الحقني ياانور
عادت إليها وسيله بخطوات غاضبه لتدفعها بقوة وسخط صارخه : انتي لسه عاوزة حد ينضف عمايلك القذره ...!!
روعه روعه روعه تسلم ايدك
ردحذفرائعة ابدعتي يس مش عارفة وسيلة عاملة شو بحياتها عشان كل اللي بتقابلهم زبالة هيك عمر و ثراء طنجرة ولقت غطاها و هي اللي راح تاخد حق وسيلة منو
ردحذففرحانه في عمر اوي هوا وثراء ليقين علي بعض
ردحذفبارت جميل ومشاهده مؤثره
ردحذفهدي خبيثه همها مصلحتها لكن تدمر سمعه وسيله تصرف حقير
ثراء حلال فيها عمر
عمر غبي
ايه الجمال والروعه دا بارت تحفه
ردحذفايه الجمال ده تحفه
ردحذفربنا ينتقم من هدي يارب 🤬💔
ردحذفولا بقيت اقرء اى حاجه ف ام الرواية غير الجزء بتاع ايهم
ردحذفروعة يا رونا بجد تحفة امتى هاتيجى نهاية ثراء بجد كمية شر
ردحذفروعه حقيقي تسلم ايدك 😍😍دايما مبدعه
ردحذفجميله جدا ❤️❤️
ردحذفشخصيات جديدة أرزاق و سامية اممممم يا ترى ليه ؟ حلو ذوبان الجليد بين ايهم و غرام بدايات المحبة، الواحد متشوق للى جاي
ردحذفحاسه البنت اللي كان مع وسيلة في الاقتباس هي بنت سامية ووسيله هتاخدها تربيها🤗
حذفبصراحه هدى دى انسانه بشعه وحلال فيها تنكشف قدام زوجها لان من لا يرحم لا يرحم … عمر أنا بعتبره انسان مختل عقليلا فمبقتش ادقق على اى حاجه يعملها …
ردحذف