حكايه عمر الفصل الرابع والخمسون

14


 زم انور شفتيه بينما وقف الي أن دخلت وسيله إلي السيارة بالخلف ثم استدارت هدي لتركب بجوارها ليهمس انور لها برفض : انتي بتغامري يا دكتورة باللي بتعمليه ؟!

هزت هدي كتفها بيأس قائله : مفيش قدامي الا اني اغامر ياانور 

تنهد بضيق واتجه ليجلس أمام المقود وينطلق بالسياره ببطء بينما كل حواسه منتبهه لهذا الحوار الذي بدأته هدي بتمهل : وسيله !

لم تقل وسيله شيء بل ضمت كلتا شفتيها فوق بعضهما بقوة تحاول أن تبتلع وجعها وحريق قلبها لتتابع هدي برفق شديد : وسيله انا هعمل اللي انتي عاوزاه وكلامي مش معناه اني رافضه ابدا اقول الحقيقه ..كلامي معناه اني رافضه انك ترجعي للشخص ده 

نظرت لها بشفقه وتابعت بصوت متحشرج بينما تطوف عيناها علي ملامح وسيله الذابله والتي مازالت تحمل اثار ضرب عمر الوحشي لها : انا مش عارفه كل تفاصيل اللي عمله فيكي عمر بس انتي اكيد عارفه وفاكره كل تفصيله عيشتيها في اليوم ده ...انتي بس اللي شوفتي وشه الحقيقي وهو بيعاملك زي ال ....بترت هدي باقي جملتها الموجعة بينما لم تكن وسيله بحاجه لكلمات لتذكرها بتلك الليله او بما سبقتها من ليالي موجعة ولكن لتلك الليله الصدي الأكبر في وجعها بينما لا يتوقف عقلها عن سرد شريط ذكريات مؤلم أمام عيناها لكل لحظه مهينة موجعة عاشتها تركت اثر لا يحمي وآخرها انشطار قلبها بلحظه معرفه فقدانها لهذا الجنين كبصمه لا تختفي ختم بها كل اذيتة لها 

مدت هدي يدها برفق الي جانب وجه وسيله التي لم تصمد وسرعان ما خانتها دموعها الحاره التي حرقت وجنتيها وهي تنساب فوقهما ويدها تلقائيا تتحسس بطنها الفارغه وكل تلك الوعود التي وعدتها لجنينها تتجسد أمام عيناها وتذكرها أنها لم توفي بها لأنها من تراجعت من أجله وقررت العوده له ولم تتابع طريقها في الانفصال عن أبيه ....من أجله فقط ومن أجل ألا يعيش كما عاشت وجع انفصال أبويها قررت إعطاء عمر فرصه لا يستحقها والنتيجه أنها خسرته ...خسرت طفلها الذي كان آخر امل لها للصمود أمام كل الالم الذي عاشته ولم تكن تدري ان كل هذا الالم مجرد بدايه 

برفق شديد وضعت هدي يدها فوق يد وسيله تبعدها عن

بطنها وهي تتابع بتأثر : عارفه انك موجوعه وحاسه بيكي لأني عشت اللي عيشتيه واصعب لاني اتعلقت بأبني تسع شهور واول ما فتحت عيني عشان اشيله قالوا إنه مات ...حاسه بيكي والله يا وسيله ومن اول ما شوفتك وانا حاسه انك شبهي وعشان كده بقولك الحياه مش بتقف عند صدمه ولا وجع ولا علي حد للاسف الحياه بتكمل وانتي لسه في بدايه حياتك وقدامك فرصه تبدأي من اول وجديد .... رجوعك لعمر أو حتي انك تقولي له الحقيقه رحمه هو ميستهلهاش ....زي ما هو ميستاهلش واحده زيك في حياته ...البعد عنه اكبر مكسب 

يفكر انك خاينه ولا ميفكرش هو اختار يشوفك كده المهم انتي تشوفي نفسك ازاي بعيد عنه ....اسمعي كلامي ياوسيله وتاني يكرر أن كلامي مش معناه اني مش عاوزة اقول الحقيقه كلامي اني خايفه عليكي 

احنا اهو رايحين لعمر بس تقدري تقولي ليا رايحين فين 

رايحه بيت اهله اللي ميعرفوش بوجودك اصلا 

رايحه تبرري لواحد مهتمش يعرف انتي فين ولا ايه اللي حصلك رايحه ترحميه من وجع هو خلاكي تعيشيه عادي

رايحه فين .....المكان الوحيد اللي لازم تروحيه هو ابعد مكان بعيد عنه تبدأي من اول وجديد تحبي وتتحبي تعيشي مع واحد يقدرك ويقف جنبك ويثق فيكي مش واحد مخبيكي 

ألقت الحقيقه بكلمات بسيطه وكأنها توقف وسيله أمام مراه ...نعم محقه ولكن مصلحتها هي ما دفعتها لقول هذا لذا حقيقتها كانت كالسم بالعسل ووسيله كانت في أضعف حالتها لتتردد تلك الكلمات في أذنها وأكثر ما تتشبت به هو أن تبريرها رحمه لا يستحقها 

تابع انور وقع كلمات هدي علي ملامح وسيله وكأنه جالس علي جمر ملتهب بينما يسير بوتيره بطيئه يتضرع أن تغير قرارها 

سحبت وسيله يدها من أسفل يد هدي التي لاحت الخيبه علي ملامحها وبدأت تفكر ماذا ستفعل أن انكشف كل شيء ... شخصيه عمر لن يتقبل الاستماع بل سيبحث وسيتنقم منها ويخبر زوجها علي الاقل لفقدانه ابنه لذا هي مغامره كما قال انور ليدق قلبها بقوة داخل جنبات صدرها بينما تنتظر تعقيب من وسيله إلي ما قالته 

ظل صمت وسيله المحمل بالدموع الصامته بينما عيناها الدامعه تنظر من خلال النافذه الي الطريق الذي يمضي من حولها كما حال الايام التي مضت وهي برفقته وكم تتمني لو يعود بها الطريق لما كانت خطت خطوه واحده معه وكانت تمسكت بيد جدتها ...!!

جدتها كانت الكلمه التي جعلت بريق امل ينير داخل الظلام الذي خيم علي قلبها لتنطق بصوت محتشرج وعيناها مثبته علي النافذه بجوارها : عاوزة اروح لجدتي 

اهتزت نظرات هدي بنفس لحظه سماع تلك الكلمات بعدم تصديق وهي تتساءل هل انقذتها للتو تلك الكلمات ؟!

لم تسأل ولم تمانع بل اشارت لانور بعيناها أن يغير طريقه كما بلحظه تغير كل قدرها بعد أن كاد سرها الذي دفنته لسنوات ينكشف 

بالرغم من الارتياح الذي سري بعروق انور الا ان القلق والتوجس ظل بعيناه وهو يفكر أن تلك الفتاه لم يكن يجب أن تغيب عن اعينهما وكان عليهما أن يبقوها تحت سطوتهم لينظر الي هدي برفض علي موافقتها من الاساس بأن تخرجها من المشفي 

ولكن ماذا تفعل هدي بعد هذا الانهيار الذي أصابها بعد معرفتها بصدمه فقدان جنينها ومهما حاولت فهي لم تكن ستبقيها محبوسه اسفل غطاء المهدئات طوال عمرها وكان يجب أن تصل إلي اتفاق معها وهاهو الاتفاق تغير كما تغيرت وجهه وسيله من عمر الي جدتها 

.......

...

التفت مجدي الي والدته التي خرجت من غرفه اختها ليسألها : خالتي نامت يا امي ؟!

اومات له مديحه بكمد يزداد كل يوم بينما حاله اختها امتثال لا يتغير بل يزداد سوء : نامت !

ربت مجدي علي يد والدته قائلا : هتبقي كويسه يا امي أن شاء الله

هزت مديحه كتفها قائله بقهر : ازاي بس ياابني وكل الدكاتره اللي شافوها محدش فيهم عارف يعالجها 

قال مجدي برفق : عشان حالتها نفسيه اكتر من جسديه ولازم نفسيتها تتحسن 

هتفت مديحه بغل : منها لله سندس وبنتها قهروها وكل ده عشان الفلوس ....اهي سابت كل حاجه ليهم يارب يسيبوها في حالها 

قال مجدي بفطنه : بس ياامي خالتي مقالتش ليكي أن في مشاكل بينهم علي ورث ولا غيره ايه اللي حصل 

هتفت مديحه بانفعال : الطمع بتاع امها وجوزها اكيد هو اللي بيحركوا بيه وسيله وخلوها تقف قدام جدتها اللي ربتها وخافت عليها 

قاطع حديثهم تعالي رنين جرس الباب ليقول مجدي وهو يعتدل واقفا : استني يا امي انا هفتح 

اتجه مجدي ليفتح الباب ليعقد حاجباه وينظر الي تلك الواقفه امام الباب بحاله مزريه تتطلع له بعيون حمراء كالدماء ليسالها باستفهام : افندم 

خرج صوت وسيله متحشرج وهي تنكس راسها بخزي : تيته

خرج صوتها مبحوح هامس فلم يصل إلي مجدي الذي نظر إلي حيث تتطلع عيناها الباكيه داخل المنزل وكأنها تبحث بنظرات لهيفه عن شيء ما ...

ليسألها : أيوة حضرتك مين ؟! 

قالت وسيله وهي تنقي حشرجه صوتها : تيته....انا وسيله !! 

عقد حاجباه لتناجيه وسيله برجاء أن يسمح لها بالدخول ولكن قبل أن يفسر نظراتها كانت والدته تأتي من خلفه وسرعان ما تتوحش نظراتها ما أن وقعت عيناها علي وسيله لتهتف بها بعصبيه : انتي تاني ...!!

خطت وسيله بخطوات متعثره تجاه مديحه تستعطفها بنظراتها : عاوزة اشوف تيته ....لو سمحتي خليني اشوفها .... 

توقفت مديحه امامها وهتفت بغضب : تشوفيها ليه ...مالك ومالها مش كفايه اللي عملتوه فيها 

انهمرت الدموع من عيون وسيله وهي تنظر إلي مديحه برجاء : خليني اشوفها واكلمها ...ازداد بكاءها وهي تتابع : والله ما هضايقها ..انا بس نفسي تاخدني في حضنها

..انا ندمانه ونفسي تسامحني

لم تكن مديحه يوما قاسيه ولكنها تحمي اختها لتنظر الي وسيله وهي تحاول الا تشفق علي حالتها بينما بالفعل قلبها متمزق من أجل حاله اختها الوحيده التي أصيبت بالشلل نتاج أفعالهم بها لتجذب وسيله بقوة من ذراعها وتختفي بها بقهر وغل وهي تدفعها الي باب غرفه اختها المغلق : عاوزة تشوفي نتيجه عمايلك فيها... اتفضلي 

قبل أن تتهلل ملامح وسيله لرؤيه جدتها كانت خطواتها تتوقف مكانها وكأنها أصيبت بالشلل بينما اول ما وقعت عليه عيناها هو ذلك المقعد المتحرك الموضوع بجوار فراش جدتها التي كادت تختفي وسطه بجسدها النحيل لتهتز نظراتها وتتحرك خطواتها ببطء وهي لا تستوعب أو تتمني الا يكون ما استوعبته صحيح ليغص حلقها بقوة ما أن اقتربت خطوتين من فراش جدتها ورأت كيف أنها استندت بظهرها الي أحد الوسائد واغمضت عيناها بينما الشحوب يكلل كل ملامحها وقد التوت أحدي أطراف يديها علي صدرها .....اندفعت الدموع من عيون مديحه وكأنها تري حاله اختها لأول مره من خلال رؤيتها ملامح الصدمه علي وجهه وسيله ليتنهد مجدي ويهز رأسه متمتما ؛ لاحول ولا قوة الا بالله

التفتت وسيله ببطء تجاه مديحه وعيناها تندفع منها الدموع متساءله بصوت لا تجروء علي إخراجه ...هل أصيبت جدتها بالشلل !!

اعتصرت مديحه قبضتها كما اعتصر الالم قلبها وهي تقول لوسيله بتأنيب : شوفتيها وشوفتي عملتي فيها ....اختي اتشلت بسببك !!

.......

..........

وضع ايهم الهاتف بجواره متنهدا بضيق بينما لا يجيب عمر علي اتصالاته ليقوم من مكانه ويتجه الي الممر المؤدي الي الغرف ليجد غرام تخرج من غرفه ابنتاه 

توقف امامها يسألها : بتعملي ايه ؟ 

قالت غرام وهي تخفض عيناها عن عيناه بينما مازالت كلماته تتردد في أذنها : كنت بسأل البنات يتعشوا ايه عشان اجهز العشا

اوما ايهم قائلا : لا متعمليش حاجه 

رفعت عيناها إليه باستفهام : ليه ؟

قال ايهم بسرعه وهو يتجاوزها : البسي هنتعشي برا !!

قالت غرام سريعا : بس هنا عندها امتحان ومينفعش تخرج ومتذاكرش

حمحم ايهم قائلا بينما مازال لا يستسيغ ما يفعله ولكنه رأي أنه تعويض مناسب فعلا وليس قولا لا يبرع فيه : انا قولت انتي البسي مقولتش البنات هتيجي معانا 

كالبلهاء نظرت غرام إليه تردد : انا وانت نخرج لوحدنا ؟! 

كانت تلك الطريقه هي طريقته في تطيب خاطرها و ليس بالكلمات التي تخبرها أنه سيفكر في طريقه معاملته التي تشكيها ليهز رأسه دون تفسير آخر بينما عليه أن يتجاوز أيضا تساؤلات ابنتاه وهو يقول لهم : اطلبوا عشا من برا أو اعملوا اي حاجه عشان ...حمحم وهو يبعد عيناه عن استفهام ابنتاه بينما يتابع : عشان أنا وغرام خارجين 

عكس ما توقع كانت تهز الفتيات رأسهم وتقول حلا : ماشي يا بابي ...هنطلب اكل 

اوما ايهم قائلا وهو يخرج نقود من حافظته الجلديه ويتركها بجوارهم : اطلبوا اللي انتوا عاوزينه 

تهلل وجه الفتيات ولم يستغربوا كما حال غرام التي كانت ما تزال لا تستوعب ولا تفهم ...هل بالفعل سياخذها ليخرجوا سويا 

لم تعرف كيف تتصرف لتبدوا مرتبكه وهي تحاول أن تختار شيء ترتديه والنتيجه كانت نصف الخزانه موضوعه علي طرف الفراش بعد أن جربت غرام ارتداءها وخلعها وهو عكس ما توقعت لم يستعجلها بل جلس بالخارج بانتظارها إلي أن تنتهي ....وضعت القليل من مساحيق التجميل وعادت لتمسح بعضها ومجددا خلعت تلك التنورة واستبدلتها بأخري حتي خرجت من الغرفه اخيرا بتمهل متوقعه منه غضب لأنها تأخرت ولكنها لم تجد إلا هدوء وهو يتقدمها ويشير لها أن تتبعه ....انطلق بالسياره وعيون غرام تتطلع الي جانب وجه تريد أن تسأله نفس سؤالها الاحمق لينفلت من بين شفتيها : هو احنا هنخرج لوحدنا 

نظر لها ايهم بطرف عيناه قائلا بمزاح دون ان يبتسم : شايفه حد معانا 

ابتسمت هي علي حماقتها قائله : لا 

اوما وعاد ليركز علي الطريق بينما غرام تشعر بتلك الفراشات تتحرك داخل معدتها وتجعل تنفسها سريع من فرط التوتر بينما لا تعرف كيف تتصرف ليبدوا ارتباكها واضحا وهي تدخل برفقته الي ذلك المطعم الأنيق 

لتجد نفسها تلقائيا تحتمي به وتضع يدها في ذراعه ....نظر ايهم الي حركتها العفويه ولم يمانع بل تقدم وذراعها بذراعه الي الداخل ليختار طاوله تطل النافذه بجوارها علي ذلك المنظر البديع بالخارج 

اجلسها وأشار لها وهو يرفع هاتفه تجاه الكود الموضوع أمامه ليري قائمه الطعام 

مال بهاتفه تجاهها وهو يريها أصناف الطعام متساءلا: تأكلي ايه ؟

قالت غرام بابتسامه عكست السعاده المرتسمه علي وجهها وهي تري نفسها مثل أي زوجه تخرج برفقه زوجها : مش مهم اي حاجه 

لم يصر عليها بل اختار الطعام وأشار للنادل ليأخذ طلبهم ثم استند بمرفقه الي الطاوله بصمت لترفع غرام عيناها إليه وتقول بصدق : انا مبسوطه شكرا 

هز كتفه وقال ببساطه بينما يري سعادتها مضاعفه من أجل لفته بسيطه : علي ايه... حقك تخرجي 

ابتسمت له بصفاء ليري كم أنها بسيطه ترضي بأي شيء ومجددا يراود قلبه الشعور بالارتياح ناحيتها الذي لا يريد أن يعكره بالتفكير في مكانها بحياته 

انتهي الطعام وخرجوا سويا ليشير الي أحد المحلات التي كانت تتطلع إليها طوال سيرهم :لو عاوزة تشتري حاجه اشتري اللي انتي عايزاه 

نظرت له بتردد ليشجعها بينما يقول بمرح نادر تتلمسه منه كل حين : لو هنا ولا حلا كانوا دخلوا من غير ما اقول 

ابتسمت له وتشجعت وهي تركز عيناها تجاه واجهه ذلك المحل الذي عرض الوان زاهيه للملابس خالبه للأنظار 

توقف لدي باب المحل وقال لها : هشتري حاجه من المحل ده وارجعلك تكوني اختارتي 

لم تشعر بالوقت وهي محتاره بين هذا وذاك بينما دقات قلبها تنفرط بداخل صدرها من الحماس والسعاده الذين تشعر بهم وكأنها في ليله من الجنه تعيش بها تفاصيل طالما حلمت بها ....نظر ايهم الي سعادتها وهي تتناول الاكياس من البائعه التي مررت كارته البنكي بالاله بينما اخذت أخري تضع مشتريات غرام بالاكياس لتنظر غرام إليه بتوجس بينما تغيرت نظرات عيناه لتظنه غضب لانه سيدفع مبلغ كبير فأنقبض قلبها وفكرت للحظه أن تعيد بعض مما اشترته أو كل ما اشترته فهي لا تهتم لشيء إلا أن تدوم تلك السعاده التي تشعر بها لتميل ناحيته وتهمس له : غاليين ...انا مش عاوزاهم ...قاطعها ايهم باشاره من يده وأخذ ما بقي من الاكياس وخرج من المحل لتنظر غرام بتوجس الي صمته وتقول بهمس : انا اسفه اني ....قاطعها ايهم قائلا بما غير نظراته : الفستان الاحمر مش قصير شويه !

رمشت غرام بعيناها وتوقفت خطواتها تستوعب ماقاله ليتابع ايهم بتحذير : لو فاكره هتلبسي حاجه زي دي انسي ومن غير نقاش 

تابع سيره لبضع خطوات لينتبه أنها مازالت واقفه مكانها ليلتفت إليها أن تتابع : وقفتي ليه ؟ 

كالبلهاء قالت غرام بينما قلبها يموج بسعاده غير عاديه : انت بتغير عليا !!

حرك ايهم يداه علي وجهه يخفي ضحكته علي ردات فعلها وكأنها فتاه صغيرة تستغرب كل شيء حولها ليقول ببساطه وهو يتابع سيرة : طبعا مش مراتي 

سارت بأليه ولكن خطواتها كانت تنفصل علي عقلها الذي كانت الالوان الزاهية ترتسم بكل أفكارها بداخله وابتسامه واسعه مرتسمه علي ملامحها غير مصدقه وكأنها اعتبرت كلماته تصريح أنه يحبها 

وضع ايهم المشتريات بالسياره واتجه ليجلس أمام المقود ليجدها ترفع يدها وتضعها فوق يده بسعاده عارمه وهي تقول : انا بحبك اوي 

تسمرت نظراته علي ملامحه وعلي تلك السعاده المرتسمه فوقها فهي بسيطه لا تحلم الا بمعامله طيبه ....خيالها مازال يحمل براءه فتاه تحلم بفارس الاحلام وهذا ما يجعله يخشي أن تصطدم بالواقع بينما ذلك الحب الذي ترسمه ليس به شيء من الواقع فهو لم يفكر بالأساس في مشاعره ناحيتها بل يعاملها كزوجه له ...تعطي له ولبناته معامله طيبه وهو يردها لها بالمثل ...جميله وأصبح يرتاح إليها بل يحب تواجدها حوله ولا ينكر أن حالتها تلك تفصله علي الواقع وتعيده سنوات للخلف ولكنه مازال مربوط بصخره الواقع بوجود فجوه بينهم ...!! 

.........

....

غشت الدموع رؤيه وسيله وهي تسير بخطوات متعثره تجاه باب المنزل لينظر مجدي إليها بتأثر بينما كادت تصطدم بأحد المقاعد ليسرع إليها يمسك بها قبل أن تقع ...لم تشعر وسيله بشيء ولم تنتبه بينما كلمات مديحه لا تتوقف عن التردد بأذنها ( اختي اتشلت بسببك ) ....لتردد بصوت مختنق بحمم دموعها : بسببي ...بسببي ...!!

ردد مجدي بتأثر : لاحول ولا قوه الا بالله 

مسحت مديحه وجهها تبعد عن قلبها اي شعور بالشفقه تجاه تلك الفتاه لتركز كل شفقتها علي حاله اختها التي وقفت امامها تنظر إليها 

دخل مجدي الي والدته وقال بعتاب : كنتي قاسيه عليها اوي ياامي 

قالت مديحه وهي تبعد عن قلبها اي شعور بالذنب : تستاهل ...هي وامها السبب 

هز مجدي رأسه قائلا بيقين : أمر الله ياامي مش هنعترض 

وبعدين البنت حالتها صعب مينفعش نسيبها....انا هنزل وراها 

هزت مديحه راسها وامسكت بابنها : تنزل وراها فين 

: هتروح فين ياامي في وقت زي ده 

هتفت مديحه بجمود : تروح مكان ما تروح ...انا كل اللي يهمني اختي متتضايقش لما تشوفها 

قال مجدي برفض : ومين قال كده ...مش يمكن تفرح وحالتها تتحسن لو شافت حفيدتها ...ليه ياامي تاخدي قرار عن خالتي 

هزت مديحه راسها : خايفه عليها 

رمشت امتثال بعيونها واصدرت حركه بحلقها حينما استيقظت وسمعت تلك الهمهمات لتنظر بعيناها الي اختها تسألها أن كان ما استمعت له صحيح...ليقول مجدي لخالته : أيوة وسيله كانت هنا 

أسرعت مديحه تجاه اختها قائله : امتثال يا حبيتي انا جنبك وهبعدهم عنك ...كفايه اللي جرالك ...!!

ارتجفت شفاه امتثال التي حاولت بيأس تحريكها لتنطق اسم وسيله الذي لا يتوقف قلبها عن نطقه ...!!

...........

...

نظر ايهم في ساعته بينما اختفت غرام لوقت طويل بالحمام ليناديها وهو يطرق الباب : غرام 

أتاه صوتها من خلف الباب : ثانيه 

نظرت إلي هيئتها بحماس شديد واخذت ترفع نفسها علي أطراف أصابعها لتري كامل هيئتها بينما لاول مره تري نفسها بفستان يشبه ما تراه علي التلفاز ....جذبت أطراف الفستان القصير تداري به ساقيها ولكن عبثا فقد أظهر ساقيها بسخاء وقد التصق بقدها الرشيق واعطي منحنيات رائعه له ...تغلبت علي خجلها وهي تفكر في رده فعله حينما يراها لتتجه الي الباب وسرعان ما يغلبها خجلها مجددا لتطل برأسها من فتحه الباب الصغيره 

قائله : ممكن تغمض عينك ؟

عقد ايهم حاجباه باستفهام : في ايه 

قالت وهي ما زالت تجذب طرف الفستان فوق ساقها : غمض بس 

خرجت بخطي متردده وايضا مترنحه لارتفاع كعب الحذاء الذي لأول مره ترتدي مثله لترتفع عيون ايهم ببطء تجاه ساقيها التي تزينت بخلخال الحذاء الذهبي الذي أحاط ساقيها الممشوقه لترتفع عيناه ببطء الي الاعلي يتتبع تلك الفتنه التي انبعثت منها وقد تغيرت كليا بفستانها ذو اللون الاحمر القاني ...كادت تقع وهي ترفع عيناها التي كانت تركزها علي الأرض لتري خطواتها بهذا الحذاء لتري نظراته إليها وبسرعه تحاول أن تتراجع لتتعثر بينما تهتف به بخجل زاد من حمره وجهها : انت فتحت عينك ليه 

قال ايهم وهو يتجه ناحيتها ويحيط بخصرها حتي لا تقع : اغمضها ليه ؟!

دق قلبها بقوة بينما كل ما تعيشه مثل الحلم فقد رأت ذلك المشهد في الافلام والبطل يحيط بخصر البطله قبل أن تقع لتتلذذ بقوة وتداعب قلبها تلك المشاعر الحالمه وهي تنظر إليه بتعلثم : عشان أنا قولت لك غمض 

قال ايهم بينما جاذبيته ازدادت بسيطرته علي نفسه أمام فتنتها تاركا لعيناه فقط التعبير عن افتتنانه بما يراه لتخرج سهام نظراته قويه تجاهها بينما يقول برصانه تناسب طبعه : مفهمتش ومش بعمل حاجه انا مش فاهمها 

مسح هيئتها بنظراته بينما احتفظ بيداه حول خصرها وهو يقول : ها بقي عاوزاني اغمض ليه ؟

قالت وهي تبتلع بينما ذابت حرفيا أمام جاذبيته : مكسوفه 

ابتسامه عابثه ارتسمت علي طرف شفتيه بينما يقول وعيناه تتلكأ علي فتحه صدرها : جبتيه ليه طالما هتتكسفي لما تلبسيه

وصل لمبتغاه حينما توهج خدها بالاحمرار وهي تقر باعتراف : حبيت تشوفني لابسه كده 

ابتسم ايهم برضي ليترك اخيرا لشفتاه التعبير بينما يميل تجاه وجنتها بتمهل يطبع عليها قبله ألهبت مشاعرها التي وصلت الي ذروتها وهو يهمس بحراره بجوار أذنها : شوفته وعجبني اوي ..اوي 

ابتسمت بخجل شديد وحركت راسها بينما دغدغتها أنفاسه لتهدر الدماء بعروق ايهم وسرعان ما تلتقي شفتاه بعنقها الناعم ذو الرائحه العطره فينهال عليه بقبلات صغيره حاره جعلتها تذوب أمامه فلا تقوي ساقيها على حملها وتظن أنها تحلق فوق السحاب بينما تفارق قدميها الأرض حينما حملها ايهم بين ذراعيه واتجه بها ليضعها برفق بوسط الفراش الوثير ....مال عليها وتطلعت عيناه اليها ولا ينكر أن قلبه تحرك لجمالها الممزوج ببراءتها ليمرر يداه برفق علي جانب وجهها يرسم خطوطه وكالعادة تتحدث بحماس طفله صغيرة : حلو الميكب عليا 

اوما ايهم دون قول شيء مكتفي بنظراته التي تكاد تلتهمها لتتحرك يداه الي شفتيها وقد وضعت فوقها لون احمر مماثل للثوب بينما لا تتوقف غرام عن الحديث : شوفت بنت علي النت بتحط ميكب حلو اوي وقولت اجربه عليا ...عجبك 

اوما لها وإبهامه يتحرك فوق شفتيها المكتنزه يهمس : مش بحب الروج التقيل 

قالت بسرعه وهي تحاول أن تتحرك لتنفذ رغبته بلا تفكير أو اعتراض : همسحه 

هز رأسه ومال فوقها لا يسمح لها بالحركه بينما تركزت عيناه فوق شفتيها : همسحه انا 

نظرت له لتحرقها نظرات عيناه التي أظلمت برغبته فيها : ازاي 

همس ايهم وهو يلتقط شفتيها : بشفايفي ....لفحتها سخونه أنفاسه وحراره قبلته التي لم تترك انش بشفتيها الا وتذوقه لتغنض عيناها وتحلق في سماء أحلامها التي بلا سقف ويترك ايهم العنان لنفسه محلقا معها في سماء أحلامها التي لا يفكر متي ستكون سماءه ..!

.........

.....

نظرت هدي في ساعتها ثم هزت راسها بموافقه لانور أن يتحرك بعد أن طلبت منه أن يبقي واقفا قليلا بعد صعود وسيله : خلاص ياانور يلا 

اداره انور السيارة وقال بعدم فهم ممزوج باعتراض واضح علي كل تصرفاتها مع تلك الفتاه : قولتلك متقلقيش يا دكتوره سايب رجالتي عينيهم هتبقي عليها ومالوش لازمه نستني

قالت هدي بصراحه : معرفش قلبي مقبوض ليه ياانور وخايفه 

قالت انور يطمئنها : متخافيش يادكتورة ...مش هتتحرك خطوه الا وهيكون عندي علم بيها وهمنعها بأي طريقه توصل لدكتور شافع 

اومات هدي متنهده لتسند راسها الي نافذه السياره التي تحركت بها .....أجاب انور بسرعه علي هاتفه : تمام ...وهي فين 

خليك وراها 

نظرت له هدي باستفهام : في ايه يا انور ؟!

هتف أمور بامتعاض بينما لن تأتي راحه من خلف تلك الفتاه : البنت نزلت وماشيه في الشارع 

قالت هدي وهي تعقد حاجبيها : طيب بسرعه ارجع يا انور 

نظر لها انور برفض : نرجع ايه ؟!

قالت هدي بسرعه : ترجع عشان نشوفها ايه اللي حصل 

هتف أمور بعدم رضي : واحنا مالنا ....دكتورة ..احنا كل اللي يهمنا أنها تبعد عن طريقك ..إنما تروح فين تروح في داهيه

نظرت له هدي بغضب وهتفت بنبره أمره : وانا بقولك ارجع 

أدار انور السياره علي مضض لتزفر هدي وتعتذر له بينما هو ليس فقط رجلها المخلص بل هو كأبنها تعتبره كذلك منذ سنوات بينما لا يفارقها ويعرف كل أسرارها 

: متزعلش ياانور ....انا خايفه عليها زي ما انا خايفه منها ولازم اطمن عليها ...انت مش متخيل هي صعبانه عليا اد ايه 

اوما انور لها قائلا : غلط مشاعرك تتحكم فيكي في موضوع زي ده وانا من الاول قولتلك قربك من البنت دي غلط 

.........

....

التفتت وسيله التي غارت عيناها بالدموع تجاه تلك اليد التي وضعت علي كتفها لتري من خلال سحابه دموعها وجه هدي ويأتيها صوتها الحنون بينما تجذبها إليها وقد تمزقت أوصال قلبها وهي تراها جالسه علي سور الكورنيش تلفحها نسمات الهواء البارده ودموعها تنهمر بصمت : قومي معايا يا وسيله 

لم تعترض وسيله لتسير ساقيها مع هدي الي اخذتها الي سيارتها وانطلقت بها وعيناها لا تفارق النظر إليها ....تبكي بصمت موجع يرسم مدي الجروح التي تشعر بألمها ...لاتقول شيء وكأن الكلمات لا تستطيع التعبير عن ما تشعر به ...تردد من بين حين وآخر كلمه ( بسببي ) 

فقط وتهز راسها وكأنها تجلد ذاتها ..ليمر الطريق علي تلك الحاله إلي أن تباطأت سرعه السياره لدي وصولها الي البوابه الحديديه لهذا المنزل المهيب الذي فتحها الحارس بعد أن أطلق له انور البوق .....نظر انور الي هدي بعدم رضي فكيف تأخذ تلك الفتاه بيدها الي منزلها ولم يكن أمام هدي حل اخر بعد أن سألها زوجها عن وجهتها لتحيك سريعا سيناريو برأسها ....تحركت عيون وسيله تجاه هدي التي أخذت تمسح دموعها بطرف أناملها بحنان وتعيد شعرها الي الخلف وتهندم منه بينما تقول لها بتشجيع : انا جنبك ومش هسيبك .... قدرنا بقي واحد يا وسيله وانا مش هسيبك لوحدك 

وضع شافع من يده السيجار الكوبي الذي كان يدخنه ما أن وجد زوجته تدخل وهي تحيط تلك الفتاه بذراعها لينظر لها باستفهام عمن تكون ...: مساء الخير 

اوما شافع وهو ينظر إلي وسيله : مساء النور يا حبيتي 

نظر بعينها مجددا الي زوجته يسألها عمن تكون تلك الفتاه لتقول هدي بلطف : بعد اذنك يا حبيبي هطلع وسيله ترتاح وهنزل نتكلم 

انتظر شافع بفضول بينما اخذت هدي وسيله إلي أحدي الغرف واجلستها علي الفراش وسرعان ما اخذت تملي علي العامله تعليماتها ...هاتي بيجامه جديده من عندي وساعدي وسيله تاخد دوش وجهزي العشا وهاتيه ليها علي ما أنزل لشافع بيه واطلع 

اومات العامله وبدأت بتنفيذ التعليمات بينما تكومت وسيله علي نفسها تبكي بقهر وصوره جدتها لا تفارق عيناها ليزداد بكاءها بوجع وهي تقول بصوت مختنق : سامحيني يا تيته ....كل ده حصلك بسببي ...لو كنت سمعت كلامك كان زماني في حضنك ....ربنا اخد حقك مني ...سامحيني يا تيته ...انا السبب !

.......

...

عقد عمر حاجبيه بدهشه حينما فتح باب غرفته بالسكن الذي يبقي به أثناء مهمته ويجد أخيه أمامه : سيف 

باندفاع هتف سيف به : فاكر لما تسافر هتهرب من سؤالي اللي مش عاوز تجاوب عليه 

تراجع عمر الي الداخل وهو يبدي التجاهل لأخيه ويوليه ظهره بينما يتجلد ببروده قائلا : سؤال ايه ؟!

هتف سيف بغضب شديد من حاله أخيه التي لا يفسرها عقل بينما يبدو وكأنه ضغط زر واختفت تلك الفتاه من حياته ومن الوجود دون أن يقدم أي تفسير : وسيله فين وايه اللي حصل ؟!

جراحه ما تزال مفتوحه ومجرد سماعه لاسمها يمثل ملح يوضع فوق جراحه فتزداد حرقه لهيبها ليلتفت الي أخيه ويهتف بصراخ عجز عن السيطره عليه : متنطقش اسمها قدامي ....متنطقش اسمها !

فرك سيف وجهه بضياع بينما لا يفهم موقف أخيه ليحاول أن يتمهل وهو يقترب من أخيه ويسأله بهدوء : ماشي ياعمر مش هنطق اسمها بس علي الاقل فهمني ايه اللي حصل ؟!

اهتزت نظرات عمر دون إرادته بينما هو نفسه لا يحتمل مجرد التساؤل أو الاجابه عما حدث فكم هو ثقيل عليه أن يعترف للمره الثانيه أن من احبها خانته وطعنته بقلبه ورجولته ليشيح بوجهه عن أخيه ويقول باقتضاب : مفيش حاجه حصلت الموضوع ده اتقفل ومش عاوز اتكلم فيه 

اهتاجت اعصاب سيف ليهتف من بين أسنانه : بس انا عاوز اتكلم وافهم 

نظر له عمر بحده هاتفا : وانت مالك ؟!

نظر له سيف باستنكار ليصل عمر الي هدفه بلذعه لسانه لردع من أمامه في إكمال حديث هو لا يرغب به ليقول بحنق وهو يقف امام أخيه يتحلي بكل الجحود : أيوة انت مالك ....ايه وصي عليا ولا فاكر نفسك ابويا وجاي تعمل عليا حوار الاخ الكبير وفي الاخر تجري علي ابوك تقوله فيقولك برافو

تواجهت نظرات سيف بأخيه والتي حملت كل نظرات الاشمئزاز بينما لا يتوقف للحظه عن كونه شخص كريهه يجرح من أمامه بكلماته ولا يبالي بوقعها وكل ما يهتم له هو نفسه فقط ...اشاح عمر بيده امام أخيه وتابع بسخريه : لا يا حبيبي وفر تعبك واطمن كده كده ابوك بيقولك برافو وكده كده انا وحش ...يلا روح وياريت متجيش تاني عندي واعتبروني ....بتر كلماته القاسيه والتي تعمدها ليهرب من اي طريق قد يسير فيه أخيه ليتحدث عما حدث بتلك الليله لينظر الي أخيه وتخونه غصه حلقه وتخرج واضحه في نبرته وهو يتابع : ولا تعتبروني ليه ...انتوا اصلا معتبرين اني مش موجود 

نظر له سيف بخزلان وهتف به وهو يرفع رأسه بشموخ رافضا أن يوافقه علي دور الضحيه ببضع كلمات اختتم بها قصيدته : وهو انت معتبرنا موجودين عشان نعتبرك .... بالرغم من كل كلامك وعمايلك الا اني جاي وراك ومادد ليك ايدي عشان اقف جنبك وهعتبر كل اللي قولته كأنه مكانش بس احكيلي اللي حصل وخليني اساعدك 

تغضنت ملامح عمر بالألم الذي رفض يبديه لأخيه ليشيح بوجهه قائلا : شكرا بس انا مش محتاج وقفه حد جنبي بعد اذنك عشان أنا هنزل عندي شغل 

اوما سيف بينما تعب من محاولاته لاسترضاء أخيه ليقول بحزم : ماشي ياعمر همشي بس افتكر كويس اوي الموقف ده عشان من النهارده فعلا هكون مش موجود في حياتك .

.........

....

نظر شافع الي هدي التي تابعت بتأثر : طبعا مقدرتش اسيبها وبعد اذنك قررت أجيبها معايا لغايه ما تتحسن 

هز شافع كتفه باستفهام : بس اول مره اعرف ان ليكي قرايب في المنصوره 

قالت هدي : هي والدتها بنت خالتي وبقالها سنين عايشه هناك وانا كل فين وفين لما بكلمها وعلاقتنا مش قريبه اوي طبعا لاني مشغوله طول الوقت بس وسيله جت من سنه هنا لما اتجوزت وكنت علي تواصل معاها ...تنهدت وتابعت بتأثر أتقنت رسمه : بنت طيبه اوي وللاسف حظها وقعها في زوج زي ده بهدلها وضربها واهانها وطردها وخسرت ابنها ورجعت لوالدتها بس جوز امها طردها وانا مقدرتش مقفش جنبها 

اوما شافع وهو ينتقد والدتها : وازاي تسمح لجوزها يعمل كده في بنتها ....بنتها أولي من جوزها طبعا 

اومات هدي قائله : طبعا يا حبيبي بس نقول ايه ...زمن عجيب والبنت ملهاش حد خالص وانا اول ما كلمتني خليت انور ياخدني المنصوره وجبتها من الشارع علي هنا 

نظرت له بلطف وتابعت : بعد اذنك هتفضل معانا كام يوم لغايه ما تتحسن وانا بعد كده هشوف ليها بيت وشغل واخليها تبدأ حياتها 

اوما شافع قائله بكرم معتاد به : وماله تفضل ...البيت مفتوح طبعا 

ابتسمت له وامسكت بيداه وقالت بصدق : وهو انا بحبك من شويه ....طول عمرك راجل وسيد الرجاله 

ابتسم لها ومال ليقبل يدها لينقبض قلب هدي بينما كذبتها التي دفنتها منذ سنوات لا تزال تقض سعادتها وتهددها بينما الكذبه تلو الكذبه بلا توقف ...!

..........

....

شريط طويل مر أمام عيون وسيله تري فيه لقطات عن ذنبها بحق جدتها ....كانت جدتها محقه منذ البدايه وهي من وافقت علي الزواج به وخرجت عن أمر جدتها ....هي من سلمت نفسها له كفتاه رخيصه لتقبل أن تكون زوجه في السر ...هي من كسرت جدتها وخذلتها حينما اكتشفت كل هذا وهي من تركت يد جدتها وامسكت بيده ....جلد ذاتها لم يتوقف طوال الليل وهي تعتصر عيونها التي كانت كالنهر لا ينضب من الدموع الحارقه ....لتغمض عيونها بقوة بينما تفكر أنها نامت معه تلك الليله ونامت جدتها مقهورة واصيبت بالشلل  .... كانت بين ذراعيه وجدتها بتلك الحاله ... هي من اختارته بكل مره بعد أن يقرر عقلها الذهاب الي جدتها يغلبها قلبها .....هي من كانت تكون بين ذراعيه كل ليله وجدتها قعيده بقلب مكسور ....كرهت نفسها وكرهت جسدها الذي أخذت تحكه بقوة شديده وهي تتذكر كل لحظه لها معه استمتعت بها وجدتها بتلك الحاله التي هي السبب فيها ....جلد الذات واه من سطوته التي جعلتها لا ترأف بنفسها وتريد ايلامها بكل ما تستطيع من قوة فلم تشعر بوجع تلك الجروح التي خلفتها أظافرها علي جسدها واستعذبت الشعور بالوجع لعل وجع ضميرها يقل 

اتسعت عيون هدي بهلع ما أن دخلت الي وسيله في الصباح لتجدها تحك جسدها باظافرها بقوة كبيرة وتري تلك الجروح علي ذراعيها ومقدمه صدرها وعنقها لتندفع إليها صارخه وهي تمسك يدها وتحاول أبعادها عن جسدها : وسيله ....كفايه بتعملي ايه ؟!

لم يكن علي لسانها شيء إلا كلمه : انا السبب !!

بقوة كبيرة حاولت هدي امساك ايدي وسيله وهي تصرخ بالخادمه : هاتي تليفوني بسرعه يا مها 

أسرعت الفتاه لتنظر هدي باستياء كبير الي تلك الجروح التي لا تنقص ابدا تلك الفتاه لتقول بغصه حلق : ليه بتعملي في نفسك كده ...

اخذت الهاتف واتصلت باحدي الاطباء بسرعه وهي تعطي مها ايدي وسيله تكبلهم : امسكي ايديها 

: بسرعه يا دكتورة مجيده ....تعالي بسرعه 

.........

....

بعد نصف ساعه وصلت الطبيبه التي حاولت بجهد إعطاء وسيله أحدي الحقن المهدئه لتنظر الي هدي قائله : هنعمل تحاليل عشان نشوف سبب الطفح الجلدي ده مع اني متاكده من غير اي تحاليل أنها حاله نفسيه 

تنهدت وتابعت : وحاله نفسيه صعبه كمان 

اومات هدي قائله : عارفه وعشان كده كلمتك ....هي فقدت ابنها من كام يوم وحالتها صعبه 

نظرت الطبيبه الي وسيله بتأثر ثم بدأت بتدوين بعض الادويه : يعني مؤقتا هكتب شويه حاجات تهديها بس هي محتاجه تتكلم 

قالت هدي برجاء زائف : ياريت يا مجيده تتكلم ...عموما انا هديها الادويه ولو حسيت انها وافقت تتكلم هقولك تحددي ليها جلسه ..شكرا 

...........

...

لم يكن عالم وسيله وحده الذي انهار بل عالم عمر أيضا انهار فوقه مهما حاول تجاهل مايشعر به من انهيار وابداء العكس إلا أن داخله عجز عن المضي قدما ولو خطوه للخروج من أسفل تلك الأنقاض التي تداهمه كلما اغمض عيناه لينهك جسده بالعمل فلا يترك لنفسه لحظه واحده فراغ يفكر بها ....يمر الوقت ثقيل ويحسب الايام لا تمضي بينما كان كل شيء يمضي ويتحرك حوله الا دقات قلبه التي شعر بها تتحجر بداخله وتجعله يتحرك كالاله بلا مشاعر وقد اعتزل كل شيء حوله ليبقي تلك الأسابيع وحده بعيد عن كل شيء فقط يعمل بلا توقف وكلما انهي مهمه طلب أخري دون انقطاع ....ترددت خطواته وتثاقلت وهو ينزل من سيارته أمام باب المشفي بينما تلك اول مره يري عائلته منذ اسابيع طويله كانت ستطول أكثر لولا تلك المكالمه التي تلقاها في الصباح الباكر من زوجه اخيه : عمر ازاي متكونش موجود جنب سيف في يوم زي ده 

انتابه القلق ليسأل بلهفه جعلت تينا تبتسم وهي تشير لسيف بعيناها بينما يستمع إلي المكالمه من خلال مكبر الصوت : ماله سيف ...ايه اللي حصل ؟!

قالت تينا بابتسامه واسعه : انا وسيف جبنا عاصم صغير امبارح الفجر

خفقت دقات قلبه بعد طول توقف لتتخبط المشاعر بداخله فلايعرف هل يفرح ام يرتاح أن أخيه بخير ام يظل علي بروده مشاعره ليخرجه صوت تينا من شتاته بينما تتابع بعتاب : توقعت هتكون اول واحد يشيل البيبي بس مكنتش موجود 

غص حلق عمر بينما يتذكر مكانه الغير موجود بينهم فتخرج نبرته باهته وهو يقول : لو قولتوا ليا كان زماني موجود 

زمت تينا شفتيها بأسي ونظرت الي سيف بعتاب لينكس سيف رأسه يحاول أن يكون مثل اخيه بلا مشاعر بينما بعد لقاءهم الاخير ربط علي قلبه حجر واراد فعلا أن يري أخيه نتائج كلماته 

تجاوزت تينا تلك اللحظه لتقول سريعا وهي تضع يدها فوق يد زوجها وتبتسم له : وادي انا قولتلك اهو ياعمر يلا بقي تعالي بسرعه عشان تشوف عاصم الصغير 

قال عمر وهو يحاول أن يتهرب من هذا اللقاء الثقيل : بس انا عندي شغل مهم ....قاطعته تينا برفض : كأني مسمعتش اي حاجه ...هقفل ومسافة الطريق الاقيك جايب بوكيه ورد وجاي المستشفي احنا في مستشفي **

أغلقت الهاتف دون أن تسمح لعمر بقول شيء لتنظر الي سيف بابتسامه حنونه : هيجي ياسيف ...مستحيل ميجيش

قال سيف وهو يهز رأسه : انا مش عارف ايه اللي جراله ....عارف طبعه بس في حاجه حصلت وخلته يبقي كده ...عمر جواه غضب كبير اوي ومش عارف له سبب بس اكيد له علاقه بوسيله 

اومات تينا بحيره : انت لسه معرفتش اي حاجه عنها 

اوما سيف قائلا : كأنها فص ملح وداب 

توقف حديثهم عند تعالي تلك الطرقات علي الباب لتدخل زينه بابتسامه مشرقه : صباح الخير. 

ابتسمت تينا لها قائله : صباح النور ياطنط 

قبلتها زينه قائله : عامله ايه النهارده يا حبيبه طنط 

اومات تينا قائله : كويسه الحمد لله. .... شوفتي البيبي 

اومات زينه بابتسامه بينما لم تفارق الوقوف أمام حضانه الاطفال منذ الأمس : اه وعاصم هناك مش عاوز يمشي من قدام الحضانه 

ابتسم سيف لزينه ونظر لها نظره فهمتها زينه بأن يكون قدوم الطفل سبب لإنهاء ذلك الجفاء الذي حل بالمنزل باكمله بينما هي وأبيه كل واحد منهم بغرفه منذ شجارهم الاخير لتخفض زينه عيناها بصمت 

همست تينا لها بابتسامه : في مفاجاه 

نظرت لها زينه بفضول ولكن تينا رفضت أن تخبرها أن عمر قادم 

اخرجت زينه هاتفها من حقيبتها قائله : هجرب اكلم عمر تاني يمكن يرد ....تنهدت بأسي وتابعت : انا بعتت له مسج بس مفتحهاش 

ربنا تينا علي يدها وابتسمت لها أن تتأمل ....

.......

...

نظر مراد في ساعته وهتف بضيق : يلا بقي يا جوري اتأخرنا اوي 

زمت جوري شفتيها بضيق بينما تحاول بيأس ادخال الحذاء بقدمها التي تورمت لترفع ظهرها وهي تلهث بعد أن انهكها الانحناء بينما تحاول ارتداء الحذاء ليأتيه صوتها من داخل الغرفه : حاضر يا مراد بلبس اهو 

دخل مراد الي الغرفه بحنق هاتفا : بقالك ساعه يا جوري ...ايه كل ده 

فتحت فمها لتخبره بأن قدمها متورمه للغايه هذا الصباح ولا تستطيع ارتداء الحذاء ليسبقها نقد مراد الاذع : مش محتاجه خطه عشان تروحي لاخوكي المستشفي ...البسي اي حاجه 

غلبه نقده لها بينما استيقظ بمزاج معكر علي أحدي مشاكل عمله الذي لن يستطيع الذهاب إليه إلا بعد الذهاب إلي أخيها المشفي ليخرج ضيقه بتلك الكلمات التي لم يحسب تأثيرها علي نفسيه امراه حامل وحساسه لتتراجع جوري عن قول أي تبرير وتبعد الحذاء بطرف قدمها وتعتدل واقفه وهي تقول : لو مستعجل انزل انت وانا هبقي احصلك 

رفع مراد حاجبه باستنكار : وهو مرات اخويا انا اللي ولدت ولا اخوكي ....جوري بطلي دلع واتفضلي اجهزي 

تبرطم وهو يخرج صافقا باب الغرفه خلفه بسخط : مش ناقص انا كلمتين من حمايا 

نفسيتها حساسه للغايه بسبب هرمونات الحمل لذا طفرت الدموع من عيونها علي عصبيته ....حاولت حبس الدموع بعيونها بينما تفتش بين خزانه احذيتها الكبيرة عن شيء ترتديه لتلهث بانهاك بينما اقل مجهود يرهقها ....كان عليها أن تتصرف سريعا لتمسك هاتفها وتطلب حذاء 

:لا بليز يارودينا اتصرفي متقوليش الوقت بدري ولا المحل قافل ....حالا ابعتي ليا اي شوز مقاسه كبير 

قالت الفتاه والتي اوقظها هاتف جوري : حاضر يا قلبي بس عدي الجمايل ....هبعت حالا مروة المحل وهخليها تجيب ليكي شوز 

: مرسي يا رودي بس بسرعه لو سمحتي 

قامت لتصفف شعرها سريعا وهي تتطلع علي ساعتها كما كان حال مراد الذي يتحرك ذهابا وإيابا وهو يتحدث بعصبيه في الهاتف .... اتجه الي الباب الذي تعالي منه رنين الجرس وهو يقول لمن يحدثه بالهاتف : استني يا عزمي معايا ثانيه 

نظر باستفهام الي الفتاه الواقفه أمامه : أيوة 

قالت الفتاه بتعلثم وهي ترفع الكيس الورقي الأنيق أمامه : ده لمدام جوري 

نظر ببلاهه الي الفتاه بنفس اللحظه التي خرجت بها جوري لتقول بتوتر من نظرات مراد القاتله التي وجهها إليها بينما كل ما فهمه أنها بذلك الوقت الضيق تطلب شيء : مرسي يا مروه ....لحظه اجيبلك الفلوس 

هزت الفتاه راسها سريعا : لا ...ابقي اتعاملي مع مدام رودينا هي قالت بس اوصل ليكي الشوز ...

اغلق مراد الباب بحنق وكادت نظراته تحرق ظهر جوري الذي كل ما تمنته أن يصمت فقط ولكن كيف وغضبه تفاقم بداخله وسرعان ما كان يخرج من لسانه الساخر : انتي شايفه أن ده وقت طلبات اونلاين يا هانم ...بقولك عندي مشكله في الشغل ومع ذلك مستني اروح مع سيادتك عشان اجتماعيات فارغه وانتي كل اللي همك شوز جديد مع أن عندك محل جوه ..!

لم ترد جوري فهو محق أن رأي الأمر من تلك الناحيه لتختار الصمت الذي اعتادته فتنزوي مكانها تتابع رد فعله الغاضب وهو يتجاوزها ويدخل الي الغرفه جاذبا سترته يرتديها وهو يسير بخطوات غاضبه بينما يتبرطم : انا غلطان من الاول اني استنيتك ....روحي بقي لوحدك وابقي قوليلهم اصل جوزي قليل الذوق .

ألقت جوري الكيس الورقي من يدها بحنق وبكت بحساسيه مفرطه تلوم نفسها انها صمتت ولم تقل له شيء وتركته يفسر كل شيء علي حسب ما رأي 

........

...


اول مره يري عائلته بعد تلك الأسابيع ليشعر نفسه غريب وهو يدخل بتردد الي تلك الغرفه التي طرق بابها .....اتسعت ابتسامه زينه وركضت تجاهه تحتضنه ليقف عمر امامها بجمود كما حال عاصم الذي ظل واقف مكانه الذي ظل به سواء تجاه زينه التي رفض السير خطوه ناحيتها بعد تلك المسافه التي وضعتها بينهم ولا تجاه ابنه الذي قرر أن يتركه يفعل ما يريد وهو متأكد أن بالنهاية سيعرف قيمه وجود اب بحياته  

نظر سيف الي عمر الذي تقدم منه ليقرء في عيناه اشتياقه له كما يشعر هو ولكن الكبر جعله لا يبوح به وهو يكتفي بأن يقول باقتضاب : مبروك يا سيف 

حسنا أن كان كذلك فلن يبادر هو لذا قال سيف وهو يصافح أخيه كالغرباء : الله يبارك فيك 

كان مشهد مليء بالمشاعر للجميع تعمه الفرحه ولكنه مشهد لم يري عمر لنفسه وجود به بينما وقف باحدي زوايا الغرفه كالغريب ينظر إلي أخيه 

بينما يجلس بجوار زوجته ويحمل الصغير إليه ويتطلع إليه بعيون متلهفه بينما لاتصف اي كلمات السعاده التي يعيشها وزينه تداعب الصغير بينما جوري تستند الي ذراع ابيها الذي يدللها ويتحدث معها حديث لا ينتهي ولكنه تحت عنوان نظراته أنها مدللته وابنه قلبه وليست فقط ابنته  الجميع يتحدثون ويتهاموسون بحب وسعاده وهو واقف وحده ليضيق المشهد شيئا فشيئا بعيون عمر الذي لم يري له عنوان الا أن الجميع يعيش سعاده الا هو !!

....فتتسرب حسره شديده وتغلف كيانه وهو يستشعر وحده طالما شعر بها ولم تبتعد عنه الا حينما كانت بجواره لتتمرد عليه ذاكرته وهي تغلب قيود عقله وتدفع بكل ذكرياته معها الي عقله لتمر أمام عيناه 

وتجعله ينفصل بعقله عن هذا المشهد ويبقي فقط جسد واقف بينهم بينما روحه تهفو الي سعادته التي لم يصل إليها يوما الا معها والان أصبحت سعاده محرمه عليه لأنها تتركه في الم يعتصر قلبه ....!! الم ووجع شديد وانكسار شعر به وهو يستعذب ذكرياته معها وتنكسر رجولته وهو يري قلبه مازال يتذكر ذكرياته مع امراه خانته .. ! 

نظر إلي أبيه وتحولت كل حسرته الي حقد وجاءه خاطر يبرر به انكسار رجولته بأن سبب تعاسته هو هذا الرجل ..!!

هو من دفعه لكل ما فعل فلولاه لكان متزوج بها في العلن ويعيش كما يعيش إخوته بسعاده برفقه ازواجهم ولم يكن وحيد كما هو الآن يعاني وحده مع ألمه ....ليزداد جموح تفكيره وهو يطبطب علي وجعه أنها لم تخونه لأنها تراه سيء كالجميع بل ربما خانته لأن الظروف تكالبت عليه وجعلته لا يصدق في وعده لها ....ربما لو لم يكن مضطر لاخفاء زواجهم لما كانت خانته...!!

ربما لجأت لرجل اخر لانه لم يكن متواجد يشاركها حياتها..!!

ربما هو من دفعها لذلك ...! 

ازداد اعتصار الالم قلبه بينما أشفق علي نفسه التي بدأت تبحث لها عن اعذار ليلتاع لما وصل إليه من كراهيه وحقد تجاه أبيه الذي بتلك اللحظه أراد أن يؤلمه ويكسره كما انكسر هو ...!! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

وجع كبير لازم يوصف حاله وسيله وعمر ....عمر وجعه اتحول لحقد زي وسيله ما هيتحول جلدها لذاتها لرغبه في الانتقام من عمر بس امتي بقي لما هدي تكسر اخر حاجه جواها وتوريها أن عمر عايش حياته مع ثراء وأنها كانت ولا حاجه وقتها وسيله هتغير كلمه بسببي ل كلمه بسببه وهتشوف أن عمر هو السبب وهتكون رغبتها في الانتقام كبيرة وهتعميها وده حقها 

اقتباس من الفصل القادم 


نظر شافع بتأثر الي وسيله التي قبضت باصابعها بقوة علي يدها وزاغت نظراتها في الفراغ امامها بينما تهتف بقهر ممزوج بمراره الانكسار : اتوجعت اوي ولازم اوجعهم زي ما وجعوني ...تغضنت نبرتها بالاصرار وهي تتابع بغل وحقد جديد علي قلبها : لازم انتقم منمه عشان اعرف ابدء من جديد 

اوما شافع يوافقها : مش هكلمك بالمثاليات بس هقولك لو الانتقام هيريحك انتقمي وخدي حقك من كل واحد اذاكي ....شد اذرها بكلماته وهو يتابع بينما ينظر لعيونها بقوة : دوسي علي كل واحد اذاكي لغايه ما تقفي علي رجلك وبعدها امشي ومتبصيش لورا ...




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

14 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. كالعادة ابدعتي تسلم ايديك

    ردحذف
  2. ايهم وغرام بداية جديده وسيله صعب اوي الي حصل معه عمر اول مره ازعل شانه

    ردحذف
  3. مشاهد غرام وأيهم فراشااااات 🦋🦋♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️😚

    ردحذف
  4. بصراحه بعد النكد الي شفته في الفصول الاخيره من شخصية عمر ومن تجبره الي وصل انو ينتقم من أبوه ويطلع حقده الي ملوش مبرر مع أن عاصم بيحبه اكتر من اخواته بس نفسي انتقام وسيله زي انتقام ناديه الجندي

    ردحذف
  5. روعه البارت يارونا حقيقي وسيله صعبان عليا اوي وهفرح من انتقامها لعمر بس عايزه اعرف البيبي اللى كان ف الاقتباس اللى فات ده ايه

    ردحذف
  6. رائعة ❤️❤️❤️ بس هدى حكايتها تدرس مفيش حاجة بتستخبى علطول... وسيلة ضعفها هو السبب فى كل اللى حصلها وعمر عايز دكتور نفسى

    ردحذف
  7. وسيلة من حقها تعمل اى حاجة اتظلمت اوى ومراد دة هايفضل غبي بس بردو جورى سكوتها غلط ابدعتى يا حبيبتى

    ردحذف
  8. انا يعتبر مقراتش غير جزء غرام وأيهم بس
    غير كده كله هرة ع الفاضى وتكرر الكلام بجد مليت

    ردحذف
    الردود
    1. صدقينى لو ده بس إلى اثر فيكى فى الفصل ده يبقى حقيقي القصة كلها مش ملائمة لذائقتك و ده مش عيب عادى كل واحد ليه الحاجات إلى بيحبها، الرواية ديه فيها بناء للمشاعر و طبقات فوق طبقات عشان تأهلك لتصرفات مجنونه من الأبطال تعالى معايا كده نحلل موقف عمر من جوازة لو بصتى بشكل بسيط هتحتارى عمليا مفيش مبرر انه يخبى و اخوه كمان يخبي لكن نفسيا فيه الف مبرر و وسيلة كمان ليه توافق ؟! من غير كل البناء إلى اتعمل و المؤلف بيعمله و طبقات فوق طبقات من المشاعر و وصفها عمرك ما هتحسي بوجع جنون عمر ووالده و ضعف و قلة حيلة وسيلة و زينة، حاولى تقرأيها كرواية اجتماعية اكتر منها قصة رومانسية، تحياتى

      حذف
  9. بارت روعة وسيلة وعمر الاتنين صعبانين عليا جدا

    ردحذف
  10. تسلم ايديك يا روني

    ردحذف
  11. هدي بجد طلعت شخصيه انانيه جدا
    هي السبب في كل اللي هيحصل لوسيله وعمر بعد كدا

    ردحذف
  12. هو حضرتك بتنزلي الأجزاء كل إد ايه علشان أنا كنت فاكراها اكتملت بس وقعت فى الفخ 😅❤️

    ردحذف
  13. وسيلة غلطت لما مسمعتش كلام جدتها
    علطت لما سابت نفسها تضعف وتتاثر بتحكم عمر
    سيف كان بيساندها بس خافت علي مشاعر عمر وظلمت نفسها
    هدي خانت وسيله وظلمتها متفرقش عن عمر
    عمر بيظلم نفسه والحواليه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !