هز عمر رأسه بينما لاح في عيناه الشتات الذي لا يريد أن يجذبه الي بحره حتي لا يغرق به فهو يريد فقط أن يؤكد لنفسه : لا ...لا مش حامل ....وسيله مش حامل مكانتش حامل
رمقه سيف بنظره مستخفه من طرف عيناه بينما مازال نفس الشخص الذي بالواقع هو مثير للشفقه لانه عدو نفسه الاول والاخير .....كررها عمر كثيرا وكأنه يقنع نفسه بها لينظر الي سيف ويكررها مجددا : مش حامل ..لا يمكن تكون حامل .!!
اوما سيف ونظر له بمغزي : عشان كنت بتخليها تاخد حبوب منع الحمل
التقت نظرات عمر بنظرات سيف التي تقطر سخط ليتابع سيف محاولا التحلي بالبرود لعله يشعل اعصاب أخيه : عموما لو انت واثق اوي كده أن في اراده فوق اراده ربنا يبقي تمام
نظر عمر إليه بضياع حاول أن يخفيه وهو يردد مبررات لا يقتنع بها : مقالتش ليا
نظر له سيف بسخط : جايز ملحقتش تقولك بعد اتهامك القذر ليها
هب عمر يغطي ضياعه بصوته العالي : قولتلك شوفت راجل عندها ...!
اوما سيف ببرود وهو يهز كتفه : وانا قولتلك حاجه ....انت حر
اشار الي الممر المؤدي للغرف وتابع : المهم بقي دلوقتي ادخل فضي كل حاجه في البيت ليها علاقه بيك أو بوسيله عشان لو في يوم من الايام ابوك جه هنا
يتعمد بكل جمله نطق اسمها لعله يشعر أو يفكر ...ذلك المخلوق الذي لايعرف له وصف والمسمي بأخيه ....تابع سيف خطواته الي الداخل والسخط يمليء داخله فكيف يلقي اتهاما كهذا لزوجته بمجرد دليل واحد أمامه الف حقيقه تخبره عن ماهيه تلك الفتاه التي يتمني لو يعرف كيف يصل إليها ويستغرب بشده كيف تابع أخاه حياته دون أن يسأل علي الاقل ماذا حدث لها ....اااه من قله حيلته الان وهو يكتفي بالتفكير بلا توقف وتخيل الف سيناريو عما حدث لتلك الفتاه ....اااه لو كان يعرف منذ وقتها لكان اخذها من يدها وأبعدها هو بنفسه عن أخاه
نكس عمر رأسه وهو يتطلع الي علي الدواء الملقاه علي الأرض يجاهد لأول مره نفسه التي تدفعه لسماع صوت عقله والا يضغط زر التجاوز والنسيان كما اعتاد
مد سيف يداه تجاه الخزانه يحاول أن يضغط علي أخاه وهو يفكر بافراغها ولكن ما أن مد يداه الي الملابس حتي ابتعد سريعا وصوره تلك الفتاه ضحيه أخيه تتجسد أمامه وتلقي عليه اللوم لانه وقف متفرجا وأخيه يجهز عليها ....سلبيته جعلته يكره نفسه بتلك اللحظه التي ستليها لحظات لا تنتهي من تأنيب نفسه وهو يسأل بكل لحظه ماذا حدث لها ..؟!
قام عمر ببطء تجاه تلك العلب ومال يلتقط إحداها ويقلبها بيداه للحظات وعقله طاحونه لا تتوقف
: سيف ..!!
التفت سيف الذي كان متجمد مكانه الي عمر الذي كان من ابشع كوابيسه دخول تلك الغرفه التي شهدت تجرده من كل إنسانيته وهو يعاقبها ليتراجع خطوه للخلف قائلا وهو يبعد عيناه عن النظر الي الغرفه التي كل انش بها يذكره بكل ما عاشه معها ....تعالي معايا ياسيف ؟
نظر له سيف باستفهام : علي فين ؟!
قال عمر وهو يسبق أخاه للخارج : تعالي بس معايا
........
املي شافع تعليماته للممرضات التي تتابع حاله الطفله وهو يخلع رداءه الطبي عنه ليلمح وسيله جالسه علي أحد المقاعد الممتده في الرواق تضع راسها بين يديها
اقترب منها لترفع له عيناها التي لمعت بها الدموع وسرعان ما تسأله : البنت حالتها ايه ؟!
قال بنبرته الهادئه وهو يجلس في المقعد المجاور لها : مستقره
نظرت له ليشرح لها العيب الخلقي الموجود بقلب الطفله : هتحتاج متابعه وعلاج بس هتبقي كويسه أن شاء الله
اخرجت وسيله من بين ثنايا حزن قلبها ابتسامه متأمله : الفضل ليك يادكتور
هز رأسه قائلا بتواضع : الفضل لله ....احنا مجرد اسباب ربنا حاططنا في طريق بعض
اومات وسيله بوجع بينما ما قابلته في طريقها مثلما قابل هو في طريقه فهو مغدور مثلها بسبب انسانه ظهرت في حياته وهي اتغدرت من الرجل الذي ظهر في حياتها
خانتها نبرته بينما تقول بصوت مختنق بالدموع : ليه الدنيا مفيش فيها ناس كتير زيك ....ليه كلهم وحوش والطيبين ملهمش مكان
وضعت يدها علي بطنها تنعي طفلها : ليه جزاه الثقه تكون وجع وخيانه
نظر شافع بتأثر الي وسيله التي قبضت باصابعها بقوة علي يدها وزاغت نظراتها في الفراغ امامها بينما تهتف بقهر ممزوج بمراره الانكسار : اتوجعت اوي ولازم اوجعهم زي ما وجعوني ...تغضنت نبرتها بالاصرار وهي تتابع بغل وحقد جديد علي قلبها : لازم انتقم منهم عشان اعرف ابدء من جديد
اوما شافع يوافقها : مش هكلمك بالمثاليات بس هقولك لو الانتقام هيريحك انتقمي وخدي حقك من كل واحد اذاكي ....شد اذرها بكلماته وهو يتابع بينما ينظر لعيونها بقوة : دوسي علي كل واحد اذاكي لغايه ما تقفي علي رجلك وبعدها امشي ومتبصيش لورا ...!
نظرت له وسيله مطولا تفكر في كلماته لتنكس راسها وتقول بأسي : لو عملت كده هدوس ناس ملهاش اي ذنب
تقصده هو ولكنه لا يدري بينما يبتسم لها بهدوء قائلا : شوفتي بقي أن اللي بيحكم في الاخر هو اصل الانسان ومعدنه ....اه الانتقام بيريح بس انتقام ربنا بيكون عادل اكتر
انسي يا بنتي وابدأي حياتك وسيبي اللي اذاكي لعقاب ربنا
.....
نظر صالح الي ابنته بخيبه أمل بينما وقفت أمامه تتبجح بالردود : عملت ايه غلط ....كل ده عشان عاوزة شكلنا يكون حلو قدام الناس ....كل ده عشان ربنا نصفني بعريس كويس ونفسي يشوفنا في صورة حلوة ....ايييه كفرت وانا بحاول احسن صورتكم قدام الناس بدل ما انتم كده .....
غص حلق صالح وهو يسأل ابنته بلسان ثقيل : كده ازاي ؟!
نظرت له ثراء باشمئزاز : كده يابابا ...سواق وواحده جاهله بتربي خمس عيال في بيت زي العلبه الصفيح
زمت دلال شفتيها بانكسار بينما لم يحتمل صالح ما قالته ابنته ليشعر بالاختناق ويعجز عن التقاف أنفاسه .....هلعت دلال وهي تري امتقاع وجه زوجها لتركض الي صارخه : صالح ....صاااالح
اهتزت نظرات ثراء واسرعت الي جوار ابيها الذي لم تحمله ساقه : بابا .....بااابا
.........
......
نظرت ريم إلي ابيها بحزن : انت بتطردني يابابا
اوما رشدي بغضب اجتاح أوصاله ما أن عاد إلي المنزل ووجد ابنته : أيوة ....مش انتي اختاري ابن الورداني يبقي لا انتي بنتي ولا اعرفك ....
هزت ريم راسها تحاول التبرير : يا بابا ...قاطعها رشدي بحنق: متقوليش بابا دي تاني
نظرت له لميا برفض : ايه اللي بتقوله ده يا رشدي
نظر رشدي إليها بسخط هاتفا : انا هدخل مكتبي اعمل تليفون ولما أخرج مش عاوز اشوف وشها هنا
ربتت لميا علي كتف ريم برفق ؛ معلش يا ريم انتي عارفه بابا عصبي هيهدي وهخليه يصالحك
جرت ريم أقدامها وهي تخرج من الباب بخيبه أمل من موقف ابيها المضاد تجاهها
.......
...
نظرت دلال الي الطبيب الذي عاين صالح تسأله : يعني المستشفي احسن يادكتور
اوما الطبيب قائلا : طبعا افضل عشان يكون تحت الملاحظه لو نوبه القلب اتكررت تاني
خرجت دلال توصل الطبيب لتمسك ثراء بهاتفها وتتصل بعمر الذي ترك هاتفه يرن بلا توقف لينظر له سيف بأعصاب تالفه بينما عمر يجاهد لرسم الهدوء
نظر سيف الي أخيه بنفاذ صبر بينما لا يتوقف رنين هاتفه : ما ترد بقي فلقتني
نظر عمر الي هاتفه الذي لا تتوقف ثراء عن الاتصال به وإرسال الرسائل ليجيب باقتضاب : أيوة
ما أن استمعت الي صوته حتي قالت بلهفه :
عمر الحقتي بابا تعبان اوي .... كالعاده يكون رده اللامبالاة ولكن ثراء لم تمهله وهي تتابع بصوت لهيف : انا ماليش غيرك ومش عارفه اتصرف الدكتور قال لازم يتنقل المستشفي وانا مش عارفه اعمل ايه
حشرته في الزوايا برجاءها ليقول باقتضاب : طيب كلمي مستشفي ** تبعت له عربيه إسعاف
قالت ثراء بضعف مزيف وهي تمزج الرجفه بصوتها : مش هعرف اتصرف ياعمر ...بابا بيموت ....اتصرف ارجوك
زفر عمر وقبض علي هاتفه : طيب انا هكلم المستشفي
لمعت عيون ثراء بالرضي ولكنها سرعان ما تابعت بضعف : طيب وانت مش هتكون جنبي في موقف زي ده
زفر عمر مجددا وهو يقول بتسويف : ربنا يسهل ... يلا اقفلي بقي خليني الحق اكلم المستشفي
تابعه سيف بوجه محتقن ليسأله : في ايه ؟!
قال عمر بعدم اكتراث : متشغلش بالك
تنهد سيف بحنق: طيب رايحين فين
قال عمر وهو يتوقف أمام باب المشفي الوحيد بالمدينه التي كان يعيش بها مع وسيله : هثبتلك أن تفكيرك غلط
نزل عمر من السيارة لتتبعه نظرات سيف الغاضبه ....
دخل الي صيدليه المشفي بالدور السفلي وهو يخرج علب الدوا من جيبه حيث كان مطبوع اسم المشفي علي الباركود الخاص بعلب الدواء
اتجه رأسا الي أحد الصيادله ليسأله وهو يضع العلب أمامه : عاوز اعرف الدوا ده اتصرف لمين ؟!
نظر له الصيدلي باستنكار وعدم فهم ليعرفه عمر عن نفسه فكان الصيدلي ينظر إلي العلب بحيره قائلا باجابه محايده : احنا بنصرف الدوا ده كتير جدا كل يوم ...ازاي احدد اتصرف امتي ولمين ...مش بالبساطه دي يا فندم
فرك عمر وجهه بتفكير يعقل حديث الصيدلي ليقول وهو يضع العلبتين : بس لو اتصرفوا مع بعض في روشته واحده جايز توصل لنتيجه
اوما الصيدلي وسأل عمر : ممكن ويكون اسهل لو حددت ليا فتره زمنيه
هتف عمر بنفاذ صبر : مش عارف امتي ... من كذا شهر
نظر له الصيدلي بقله حيله : صعب يافندم
افلتت نبره عمر المنفعله : جرب تدور بدل ما انت عمال تقولي اعذار
نظر الصيدلي إلي العلب مرارا للحظات قبل أن يقول لعمر : طيب علي الاقل اديني شويه وقت
..........
...
رفع ايهم نفسه قليلا من فوق غرام التي لمح تغير ملامحها بينما أغمضت عيناها بقوة تحاول استيعاب سبب الالم الذي شعرت به فجاه وهي معه ولم يحدث شيء كهذا من قبل ...مالك ياغرام ؟!.
فتحت غرام عيناها سريعا ونظرت اليه بينما كان وجهه امامها وانفاسه الساخنه مازالت تتابع من صدره الذي يعلو ويهبط لتهز راسها سريعا وهي تقول : مفيش ...مفيش
نظر لها ايهم ومد يداه الي الضوء بجواره ليشعله ويراها بصورة أوضح ولكنها وضعت احدي يديها فوق يداه وبيدها الأخري أحاطت عنقه لتقربه منها وتمرر شفتيها فوق عنقه بينما لا تريد منه أن يغضب أن أفسدت لحظتهم الرومانسيه معا أن أخبرته أنها تشعر بألم
حاول ايهم التراجع ولكنها ألهبت نيران رغبته بها وهي تتقرب منه ليعود متناول شفتيها بين شفتاه ويتابع ما كان يفعله بينما غرام تحاول الاستمتاع باقترابه متجاهله هذا الالم الذي تشعر به ...!
........
...........
نظرت ثراء الي دلال التي بعد أن أوصلت الطبيب أسرعت الي غرفتها تبحث عن شيء في الإدراج : بتعملي ايه ؟!
قالت دلال وهي تلقي نظره الي صالح الذي مازال تحت تأثير الحقنه التي أعطاها له الطبيب : بشوف دفتر التأمين بتاع ابوكي فين عشان ناخده علي القصر العيني
نظرت لها ثراء بجزع ولوت شفتيها : قصر عيني ايه ودفتر تأمين ايه ....اجهزي عمر كلم اكبر مستشفي تبعت لبابا عربيه إسعاف تنقله
حنت دلال راسها بينما لا تستطيع الرفض أو الجدال لتتجه الي الخزانه تخرج منها ستره طويله تضعها فوق ملابسها وتضع بعض مستلزمات زوجها في حقيبه صغيرة وتجلس بجوار صالح بانتظار سياره الاسعاف التي وصلت بغضون دقائق ...
.........
......
اخذ سيف يهز ساقه بعصبية بينما عمر لا يتوقف عن التأكيد أن الحمل الدواء مجرد أوهام في راس أخيه طوال طريق عودتهم الي القاهره لتنفلت نبره سيف الغاضبه : خلاص كفاااايه بقي تفضل تكرر زي البغبغان ....مش مصدق ولا مقتنع انت حر
التفت الي جواره وهتف بأخيه بحنق شديد : اقولك ...اقف ونزلني
نظر له عمر باستنكار ليصر سيف بغضب : نزلني يا اخي مش متحمل افضل معاك في مكان واحد .....اقف
أوقف عمر السياره جانبا لينزل سيف منها ويصفق الباب بعنف متبرطما : اجري الحق ضحيتك التانيه ...بلا قرف !
بقي عمر واقف يتطلع الي سيف الذي أخذ يتحرك بعصبيه علي الرصيف ذهابا وإيابا وعقله يكاد يطير حرفيا بينما يري أخيه بهذا البرود ولكن من قال أنه بارد هو فقط كعادته يتظاهر ولكن حتي التظاهر عليه ألا يكون دوما وهناك مواقف يجب أن تخرج فيها مشاعرنا
نزل عمر واتجه الي أخيه ليتنهد متسائلا برفق : طيب انا عملت ايه يا سيف ؟!
اتسعت عيون سيف ونظر الي أخيه باستنكار شديد بينما لا يريد أنه فعل شيء : عملت ايه ...انت بتسأل ؟!
اوما عمر بدفاع عن نفسه : أيوة .... روحت قدامك المستشفي ...قاطعه سيف بغضب لا يهديء : وبعدين ...ايه كده عملت اللي عليك ...خلاص كده خلصت وهتكمل حياتك عادي زي ما كملتها قبل شهور ....انت ايه ياأخي
غص حلق عمر وخانته نبرته الكسيرة بينما يقول باعتراف : انا واحد مكسور .....خانتني وكسرتني
رفع سيف عيناه ببطء تجاه أخيه الذي تجسد الانكسار بملامحه ليهز عمر رأسه ويحاول أن ينفض كسرته بينما يتهرب من عيون أخيه : كفايه يا سيف تحكم عليا .....انا اتجرحت واتكسرت بعد اللي هي عملته
كور سيف قبضته وحاول السيطره علي لهيب الغضب الذي يتوهج بعروقه ما أن يستمع لهذا الاتهام ليقول من بين أسنانه : ولو كانت معملتش حاجه يا عمر ....ياأخي فكر ولو لحظه في أنها بريئه وانك ظلمتها ....فكر ثواني بس واسأل نفسك هتعمل كده ليه
حك عمر رأسه بضياع رافض ان يدور بتلك الدوامه لينظر له سيف بيأس ويهز كتفه : مفيش فايده فيك ...!
........
.....
شدد انور علي كلماته الرافضه : اسمعي الكلام يا دكتورة وسيبني انا اتصرف مع الناس دي .....دي عالم انا عارف أمثالهم ولو فتحتي قدامهم باب الفلوس مش هتخلصي وهنحط صباعنا تحت ضرسهم
نظرت له هدي بضيق شديد : اتصرف ياانور انا مش حمل ادخل في أي مشاكل تانيه ...كفايه عليا وسيله
ضربت طرف المكتب بقبضتها وتابعت : لو اللي هيسكت الست دي علاج بنتها ....خلاص انا هتكفل بكل حاجه
رفض انور قائلا : قولتلك لا يا دكتورة بلاش نطمعها ....بنتها تتعالج في اي حته وهي تاخد قرشين وتغور من هنا مش نسيبها في المستشفي ونخلي ليها ديل عندنا ووسيله تستغله
زفرت هدي بضيق : اتصرف يا انور ...اتصرف المهم الموضوع يخلص انا مش ناقصه مشاكل
اوما انور وخرج من غرفه هدي ليتجه الي ساميه التي توقفت خارج الغرفه الزجاجيه تتطلع الي ابنتها الموصوله بالاجهزه ....!
التفتت له ساميه بلهفه : ايه يا بيه ....هتعالجوا بنتي ؟!
قال انور وهو يشير لها : تعالي نتكلم في الاوضه احسن
اومات ساميه وهي تسير بخطوات متعرجه بينما جسدها مازال واهن من أثر الاصطدام و تعلقت يداها بالجبيره الي صدرها : اسمعي يا ست ساميه الحادثه خلاص محضرها اتقفل وحتي لو متقفلش هيتقفل لأن انتي مش عارفه بتتعاملي مع مين أما بقي علاج بنتك فده عاوز فلوس كتير اوي ....أخرج من جيبه رزمه ماليه كبيره ومد يده بها الي ساميه قائلا : خدي دول وخدي بنتك ومع السلامه أو تقفي قدامنا وبرضه مش هتوصلي لحاجه
اتسعت عيون ساميه كما اتسعت عيون فرج الذي كان يدخل الي الغرفه واول ما وقعت عيناه عليها هو تلك الأموال بيد انور
أسرعت ساميه تبكي لفرج : دنيا يافرج ....الحق دنيا تعبانه اوي
التفت انور الي فرج وسرعان ما قرء في عيناه لمعه الأموال ليقول ببرود وهو يعيد الاموال الي جيب سترته اخذا معها عيون فرج : يلا هسيبك مع الاستاذ يا ست ساميه وشوفي هتقرري ايه
نظر فرج الي انور باستفهام بينما لم يصبر لحظه وهو ينقض علي ذراع ساميه غير مبالي بكسورها : في ايه يا وش الفقر....مين الراجل ده وايه اللي حصل
أخبرته ساميه بما حدث وهي تبكي بقهر ابنتها ليحك فرج ذقنه الخشنه ويقول بصوت اجش وقد اتخذ قراره : روحي يا وليه هاتي البت وخدي الفلوس من الراجل
انصدمت ملامح ساميه لتردد بلسان ثقيل : دنيا لازمها علاج
لوي فرج شفتيه : واحنا لازمنا فلوس ولا نموت من الجوع عشان خاطر عيون الست دنيا ...قومي يا وليه
هزت ساميه راسها ببكاء : لا ...لا
انقض فرج عليها يجذبها من خصلات شعرها بعنف ويشهر مطواه صغيرة من جيبه سدد نصلها الحاد تجاه عتق ساميه هاتفا بوعيد : قسما بالله لو ما جبتي البت واخدتي الفلوس لهكون مخلص عليكي
انحنت ساميه بذل وهوان تحاول تقبيل يده بينما مازال يقبض علي شعرها : ابوس ايدك يا فرج خلي البت تتعالج. ...انا هشتغل ليل نهار وهجيب فلوس بس خليهم يعالجوها
رجفه قويه انتابت جسد وسيله بينما للحظه لم تشعر بساقها حينما فتحت باب الغرفه ورأت هذا الرجل يعنف ساميه لتتجدد برأسها تلك الذكريات ويفور جسدها وكأنها تتلقي صفعه تلو الأخري من عمر وتشعر بعنفه واستقواءه عليها مجددا .....تنفست مرارا بصعوبه وهي تهز راسها تبعد تلك الذكريات وهي تندفع صارخه بهذا الرجل : ابعد عنها
توهجت عيون فرج بالشر وهو يلتفت الي وسيله : انتي ايه دخلك يا ست انتي
صوته أجش وهيئته مخيفه بثت خوف فطري في قلب وسيله التي تراجعت صارخه في محاوله منها لعدم اظهار خوفها : انا هطلب الأمن يرموك برا
نظر فرج الي ساميه بشرور لتسرع ساميه تمسك بوسيله : ابوس ايدك بلاش ....بلاش تتدخلي
نظرت لها وسيله باستنكار ليزجرها فرج بغضب : يلا غوري هاتي البت
نظرت لها وسيله بعدم استيعاب : البنت تعبانه مينفعش تخرج
نظر لها الرجل شزرا : وانا ابوها وقولت هتخرج ...عندك مانع
نظرت له وسيله بغل وتحركت خطوه تجاه الباب ليقرء فرج ما تنتويه وسرعان ما كان يجذبها بعنف من ذراعها لتنفلت من وسيله صرخه مرعوبه من مباغته الرجل لها ولكن كان مصيرها يده التي كممت فمها بينما بجراه وشر مطلق كان يهمس بفحيح بجوار أذنها : اسمعي بقي يا ست انتي .....انا اسمي فرج الارزقي يعني تسألي عليا اي حد في السيده يقولك مين فرج ابن المعلمه ارزاق ....لا بخاف ولا بتهدد إنما انتي يا حلوة تخافي اوي ....اشار الي ساميه بطرف المطواه الصغيره التي أخرجها من جيبه مجددا ولوح بها تجاه ساميه : وهي تخاف كمان عشان لو مشيت ورا كلامك هقطعها واقري علي روحها الفاتحه هي وعيالها
انحنت ساميه تقبل يد وسيله : ابوس ايدك يا ست مالكيش دعوه .....خليني اخد بنتي وامشي زي ما ابوها قال
نظرت لها وسيله بغصه حلق بينما الشر هو ما ينتصر : بنتك لو خرجت من هنا هتموت
قالت ساميه بيأس : ربنا يتولاها
دفعت ساميه وسيله للخارج وهي تهمس لها : ابوس ايدك متتدخليش
انساقت وسيله إلي يد ساميه التي دفعتها للخارج لتقف بوسط الرواق متجمده ظاهريا بينما كل داخلها ينتفض ونوبه من الانكسار تسري بعروقها وهي تتذكر كيف عاملها عمر واستقوي عليها ولاقت نفس مصير تلك المرأه وفقدت طفلها لتنساب دموع حاره علي وجنتيها وهي تسير بخطوات بطيئة لتقف خلف الزجاج تتطلع الي الطفله التي لاحول لها ولا قوة ...!
........
نظر فرج الي ساميه بانتصار بينما هزت راسها وقالت وهي تكفف دموعها : هجيب دنيا واجي يافرج
جذبها فرج تجاهه وهمس بجوار أذنها بفحيح يثير الاشمئزاز : والأول تروحي تجيبي الفلوس من الباشا
اومات ساميه بخوف لتخرج وهي تسير خطوه للامام وتؤخر خطوة للخلف .... التفتت وسيله تجاه ساميه التي أبعدت عيناها عن عتاب عيون وسيله التي تتهمها أنها تفرط بابنتها ولكنها لا تدري بأنها بين شقي الرحي وباقي اولادها علي المحك ....!!
نظرت وسيله إلي ساميه التي مدت يدها تجاه الطفله تحملها ولكن يد وسيله سبقتها : حرام عليكي
غص حلق ساميه قائله بضعف : حرام عليكي انتي تبصي ليا كده ....اعمل ايه
قالت وسيله وهي تحاول بثها القوة التي عجزت أن تبثها لنفسها من قبل : سيبيه وابعدي عنه
قالت ساميه بانكسار : الكلام سهل ..... مش هيخليني اخد عيالي ولو اخدتهم اروح بيهم فين في الدنيا الواسعه ....انا حياتي كده وراضيه بيها
قالت وسيله بتأنيب وهي تنظر للطفله : وهي ذنبها ايه ؟!
قالت ساميه وهي تضع حجر علي قلبها : واخواتها ذنبهم ايه .....مدت يدها تحمل الطفله التي تعالي بكاءها وهي تتمتم بأسي : ربنا كبير
اومات وسيله ونظرت لها برفض : ربنا مقالش نرضي بالظلم ...بنتك هتموت لو اخدتيها من هنا
نظرت لها ساميه بيأس : واخواتها هيموتوا لو سبتها
اندفعت وسيله بلا تفكير تمد يدها تجاه ساميه : سيبيها ليا !!
اهتزت نظرات ساميه بينما استجمعت وسيله كل قوتها وهي تتابع : سيبيها ليا وانا هعالجها
تسرب امل الي قلب ساميه التي قالت وهي تفكر بشتات: واقول لفرج ايه
مدت وسيله يدها أكثر تجاه ساميه لتعطيها الطفله : قوليله اي حاجه ....هي مش فارقه معاه ....سيبيها ليا وانا هعالجها ولما تخف هرجعهالك
ابتلعت ساميه بخوف من رد فعل زوجها : اخاف منه
قالت وسيله بينما وصلت يدها الي الطفله التي بدأت قبضه والدتها حولها تخف : متخافيش .... قوليله اي حاجه بس هاتي البنت مفيش وقت ... هاتيها وقوليلي مكانك وانا اول ما تخف هرجعهالك
بدأت يد ساميه تترك الطفله لوسيله بما يهفو إليه قلبها في اختيار صالح ابنتها بينما لسانها مازال يعقده الخوف : ده راجل شراني هيأذيكي
هزت وسيله راسها بشجاعه : متخافيش ...هاتي البنت يا ست ساميه واختاري حياتها
.......
..........
رفعت هدي راسها تجاه انور تسأله : عملت ايه ؟!
قال انور بانتصار : متقلقيش يا دكتورة ....هتاخد الفلوس وتمشي
عضت هدي علي شفتيها بتوتر : ولو شافع سال علي البنت ....اكيد هيتابع حالتها
هز انور كتفه : هنقول أهلها اخدوها ومنعرفش عنهم حاجه ....كل سجلات دخول الست دي متسجلتش في المستشفي والمحضر اعتبريه مكانش
اومات هدي وهي تطمأن نفسها لتنظر الي انور بامتنان : انا مش عارفه اقولك ايه يا انور
ابتسم لها قائلا : تقوليلي روحني عشان انتي تعبتي اوي النهارده .....نظر لها وتابع : هروح اخلص مع الست وجوزها واجي اخدك نروح
اومات هدي قائله وهي تقوم من خلف مكتبها : هروح اشوف وسيله فين ؟!
........
...
بلعاب يسيل أخذ فرج الرزمه الماليه من انور وهو يتمتم بصوته الاجش : يدوم العز يا بيه ....نظر إلي انور بخبث وتابع بينما يعد النقود : بس مش شويه دول يا بيه
نظر له انور بحزم هاتفا : لا مش شويه ....دول كتير اوي
نظر إليه هو الآخر بمكر وتابع بينما يمد يداه الي الأموال التي يعدها فرج : ولا مش بتعرف تعد ...تجيب اعدهم انا
هز فرج رأسه وسرعان ما وضع الأموال بجيبه : لا يا بيه ....بعرف اعد كويسين اوي ..يدوم
اوما انور له واستدار ليغادر بينما يقول بتشديد : تاخد مراتك وبنتك ومشوفكش هنا تاني
اوما فرج الذي رفع حاجبه وهو يري ساميه قادمه تجاهه
ارتجفت ساميه وانتفضت من مكانها بينما ينظر لها فرج شزرا ويسألها بصوت اجش : فين البت ؟!
تحشرج صوت ساميه بينما تقول بنبره خافته بالكاد غادرت شفتيها : معرفش
تعالي صوت الرجل بينما يشد ذراع ساميه : يعني ايت متعرفيش ....انطقي فين البت ؟!
قالت ساميه بصوت مرتجف : معرفش ....معرفش يافرج ....روحت اخدها ملقتهاش
صاح فرج بصوت خشن : يعني ايه الكلام ده ....ايه قطه ملقاهاش ....انطقي وديتي البت فين
التفت انور الي الرجل بغضب : وطي صوتك يا راجل انت
وفهمني في ايه ؟!
اهتزت نظرات هدي التي اتجهت الي تعالي تلك الأصوات ليسرع العاملين الذين تجمعوا علي تلك الأصوات بالابتعاد والعوده الي أعمالهم ما أن رأوا تقدم هدي
: في ايه يا انور ؟!
.........
....
ضمت وسيله الطفله بين حضنها وسرعان ما استندت الي أحد الجدران بجسدها وفقط أطلت برأسها تتطلع الي الرواق الخالي قبل أن تندفع بخطوات مسرعه تجاه غرفه هدي التي غادرتها قبل قليل .....بأنفاس متسارعه وأيدي مرتعشه اخذت وسيله مفاتيح السياره الموضوعه علي جانب المكتب كما اخذت حقيبه هدي الموضوعه علي أحد الطاولات بجوارها وعلقتها بكتفها واتجهت ناحيه الباب ليدق قلبها بقوة بينما تعالت تلك الطرقات عليه : د هدي ....د هدي
مجددا بضع طرقات علي الباب ثم ساد الصمت لتنتظر وسيله لحظات قبل أن تمد يدها المرتجفه الي مقبض الباب تحركه بهدوء وتطل برأسها لتتاكد من خلو الرواق بعدها تسرع بخطواتها تجاه الباب المؤدي الي سلم الحريق الخلفي .....اخذت تضم الطفله إليها وهي تركض نازله درجات السلم الدائرية إلي أن وصلت للطابق السفلي لتمد يدها بايدي مرتجفه الي جيبها تخرج مفتاح السياره وتضغط زره لتضيء السيارة المتوقفه بوسط الجراج اسفل المشفي......برفق وضعت الطفله بالخلف وهي تحيطها بالبالطو الناعم الخاص بهدي ثم تتجه الي المقعد الأمامي وبسرعه تدير السياره وتتحرك بها وهي تطلق البوق لأفراد الأمن أن يرفعوا السياج الحديدي والذي سرعان ما رفعوه حينما رأوه سياره هدي دون أن ينظروا من بداخلها بينما عبرت وسيله بوابه الخروج بسرعه كبيره ....!!
........
....
ارتجفت أوصال هدي ولكنها لم تظهر توترها بينما تهتف بحزم في فرج : وطي صوتك يا راجل انت ....انت في مستشفي وإذا كان علي بنتك هتروح فين ...تلاقي الممرضه اخدتها تعمل اشعه ولا حاجه ....انور خدهم مكتبي وانا هشوف في ايه
هز فرج رأسه وقال بصوت خشن : انا مش همشي من هنا قبل ما اخد البت
نظر إلي انور بخبث وتابع : اذا كان ليكم غرض فيها من الاول كنتوا قولوا مش تعملوا عليا الفيلم الهابط ده
اندفعت هدي بغضب : اخرس ....فيلم ايه وكلام فارغ ايه ...هناخد بنتك نعمل بيها ايه ....انور خده من قدامي
امتثل انور الي حديث هدي قائلا وهو يسحب ذراع فرج : امرك يا دكتورة
فركت هدي وجهها بتوتر واسرعت تسأل أحدي الممرضات : د شافع فين ؟!
قالت الممرضه : عنده عمليه ومشي من ساعتين
اومات هدي تطمئن نفسها بأنها ستنهي كل شيء قبل عودته لتتجه الي الغرفه حيث كانت الطفله وتسأل لتجيب الممرضه : سبتها مع والدتها ومعرفش راحت فين
نظرت لها هدي باستنكار غاضب : يعني ايه متعرفيش ؟!
تعلثمت الممرضه قائله : يا دكتورة ....انا روحت بناء علي تعليمات استاذ انور أنها هتمشي
احتقن وجه هدي ودارت حول نفسها تتساءل اين ذهبت الطفله ليبرق برأسها سؤال آخر فليست الطفله وحدها المفقوده بل وسيله ....!!
.........
....
اشار انور لأحد أفراد الأمن أن يقف امام باب الغرفه حيث ترك فرج وساميه : متتحركش من هنا
اوما الرجل ليتجه انور سريعا الي هدي : وصلتي لايه يا دكتورة
قالت هدي وهي تفرك راسها : موصلتش لحاجه يا انور ....البنت كانت في الأوضه واختفت
نظرت له بهلع وتابعت : تعالي معايا نشوف الكاميرات .... مصيبه وكارثه لو اتعرفت حاجه زي دي !!
اسرع انور في أثرها فلم تمر الا لحظات وكانت الحقيقه تظهر امامها وهي تري وسيله تحمل الطفله وتخرج بها من الغرفه لتتجمد نظراتها بينما يسرع انور يشير لرجل الأمن : الفيديو ده اياك حد يشوفه ..فاهم
اوما الرجل ليسحب انور هدي برفق من ذراعها وياخذها الي مكتبها وهدي تابعه بخطوات مصدومه : اخدت البنت !!
قال انور بثبات : اهدي يا دكتورة ....هنلاقي حل ....هي اصلا استحاله تكون خرجت بيها برا المستشفي ...هتروح فين وهتخرج ازاي ...قبل أن يكمل جملته كانت هدي تتلفت حولها وتسأل : شنطتي ومفتاح العربيه يا انور !!
.........
....
أوقفت وسيله السياره جانبا بعد أن ابتعدت مسافه مناسبه لتمد يدها الي الخلف وتحمل الطفله الي حضنها وتتطلع الي سكون بكاءها الذي لأول مره تراه فتهيم عيناها فوق ملامحها الصغيره وترتسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها وهي تمرر أطراف أناملها برفق حول وجهها الناعم وتهمس بحنين : متخافيش ...انا جنبك يا دنيا
حنين جارف اجتاح قلبها وهي تزيد من احتضان الطفله إليها وراحه تشعر بها لأول مره بينما تتغلب علي وجعها بأنها كان يمكن أن تحمل طفلها أو طفلتها .... مررت أناملها مجددا علي وجه الصغيره ثم مدت أحدي أصابعها تجاه يد الطفله الصغيرة للغايه والتي أمسكت باصبع وسيله وقبضت عليه بيدها الصغيرة لتهمس لها وسيله بابتسامه : دلوقتي خلينا نفكر هنعمل ايه ....!
........
اتسعت عيون انور الذي أخرج هاتفه من جيبه حينما تعالي رنينه ليردد بعدم استيعاب لهدي التي تقف أمامه : ده تليفونك بيتصل بيا
قالت هدي بلهفه : رد يا انور ...دي وسيله اخدت التليفون
اجاب انور سريعا لتأخذ هدي الهاتف من يده : وسيله انتي فين ؟!
قالت وسيله بصوت ثابت : هشش ...متسأليش اسمعي اللي هقولك عليه
هتفت هدي بنفاذ صبر : مش هسمع حاجه ....انتي مستوعبه عملتي ايه ...انتي خطفتي الطفله وأبوها مش هيسكت
صاحت وسيله بانفعال : ابوها كان هيسيبها تموت
هتفت هدي بحنق: وانتي مالك ...ده ابوها
صاحت وسيله بعصبيه : وانا بحميها منه
قبل أن تقول هدي شيء كانت وسيله تهتف بحنق : وانتي عارفه كده كويس ومكانش فارق معاكي مصير البنت وكل اللي فرق معاكي نفسك يبقي تسكتي خالص والا انا اللي هتكلم وهدمرك وهقول ل د شافع علي كل حاجه
هتفت هدي بانفعال : انتي بتهدديني ....حالا رجعي البنت والا انا هبلغ عنك
جذب انور الهاتف من يد هدي وفتح مكبر الصوت بينما تابعت وسيله بثبات : انتي من دلوقتي مش هتقوليلي اعمل ايه ولو عاوزة تبلغي وعندك الشجاعه اعمليها وانا ادمرك
ساد الصمت بينما احتقن وجه انور بالغضب ولكن هدي أشارت له أن يثبت مكانه وهي تقول بتراجع : عاوزة ايه يا وسيله
قالت وسيله بينما لمعت عيناها بالانتصار : عاوزاكي تبعدي عن طريقي واياكي تفكري تدوري عليا
: والبنت ....هتعملي بيها ايه ...انتي ناسيه أنها تعبانه
هتفت بها وسيله بامتعاض : مالكيش دعوه بيها وخليكي في نفسك .....مجددا ساد الصمت لتقطعه وسيله وهي تقول بثبات زاجره هدي: الباسورد بتاع الفيزا بتاعتك كام
عقدت هدي حاجبيها للحظه بعدم استيعاب بينما نظرت وسيله إلي حافظه هدي التي أخرجت منها كارتها البنكي وهي تفكر أن اول خطوه حاجتها للمال : كام قولي ؟! ولا اروح لدكتور شافع واطلب منه فلوس واقوله علي كل حاجه
هز انور رأسه لهدي أن تخبرها لتردد هدي الرقم وباللحظه التاليه كانت وسيله تغلق الهاتف بينما انور يظن أنه وصل إليها : متقلقيش هعرف هي سحبت فلوس منين وهوصل لها
أشارت له هدي وهي تتهاوي علي المقعد خلفها : بلاش تستفزها ياانور ....وسيله مش متزنه ومعندهاش حاجه تخسرها ...حاول توصل ليها بس من بعيد لبعيد
اوما انور متنهدا : وهنعمل ايه مع الراجل ده
قالت هدي بتفكير : قوله البنت ماتت واديله فلوس عشان يسكت ولو وصلت هدده
اوما انور واتجه لينفذ تعليماتها بينما بقيت هدي جالسه مكانها بوجوم تفكر بعواقب فعلتها التي حان عليها أن تواجهها ...!!
..........
....
لفحت نسمات الهواء البارده وجه وسيله وهي تدلف الي ذلك المشفي لتتجه الي الاستقبال وتسأل عن أطباء الأطفال ....ارشدتها الممرضه الي الغرفه لتنتظر حتي يأتي أحد لمعاينه الطفله .....
..........
....
فتح صالح عيناه ليديرها حوله في أرجاء تلك الغرفه الغريبه وهو يصدر صوت سعال خافت ما أن تحرك لتسرع إليه زوجته : صالح ...حمد الله على السلامه
تمتم صالح بصوت واهن: انا فين ...ايه اللي حصل
بدأت دلال تخبره بما حدث ليسألها : ثراء فين ؟!
بالطبع كانت ثراء خارج الغرفه تتحرك ذهابا وإيابا بتوتر ويدها لا تتوقف عن الاتصال بعمر الذي وجد نفسه يذهب إليها قسرا بعد أن ارهقته بحديثها كل لحظه عن حاجتها إليه ....
نظرت إلي عمر الذي وقف بوجه جامد ولا تدري شيء عن عقله الذي يعمل مثل الطاحونه بكل ما مر به اليوم ويري ثراء أمامه وكأنها طيف لا يسمعها ولا يراها وكل تركيزه علي ماحدث اليوم .....عمر انت مش هتدخل تتطمن علي بابا ؟!
اوما عمر بتسويف وهو يريد الاختلاء بنفسه بأي طريقه : اه ...بس ...وضع يده بجيوبه وتابع : هشوف تليفوني شكلي نسيته في العربيه
قبل أن يتحرك كانت أحدي الممرضات تتجه إليهم قائله : ممكن حد يتفضل للحسابات
نظرت ثراء إلي عمر بطرف عيناها ليقول عمر وهو يهز رأسه : اه طبعا
قالت ثراء سريعا وهي تبتسم لعمر وتمد يدها بلا مقدمات تسحب من يداه مفتاح سيارته : هات المفتاح وانا اروح اشوف تليفونك وانت روح الحسابات
تضعه دوما أمام الأمر الواقع لذا هز عمر رأسه وهو ليس بحال يسمح له بالجدل ....لتتحرك ثراء تجاه الخارج تسير بخيلاء وهي تري نفسها زوجته وتتصرف وفقا لذلك بينما تجلس بالسياره الفارهه وتتطلع الي نفسها بالمرأه تخبر نفسها انها صبرت ونالت ....!!
انهي عمر المعاملات واتجه الي الخارج ينتوي أن يغادر
لتوقفه ثراء التي كانت تتحدث مع زوجه ابيها : عمر بابا فاق ...تعالي شوفه
دخل عمر دون اراده ليقف يتطلع الي صالح بعيون وملامح خاويه وكلمات سيف لا تفارقه .....تنفس اخيرا وهو يتملص منهم ويتجه الي باب الغرفه لتتبعه ثراء سريعا : عمر انت رايح فين ؟!
مرر عمر يداه خلف عنقه قائلا : لو عاوزة حاجه كلميني ...عندي شغل
بدلال أمسكت ثراء بذراعه : بجد انا بحبك اوي يا عمر ....
انقبضت ذراعيه الي جواره من لمستها لا إراديا بينما شعرت ثراء به وهو يبعد ذراعه عن يدها وكأنه لا يريد منها أن تلمسه ولكنها تجاهلته كما تجاهلت كل ملامحه وتصرفاته التي تعمدت الا تفسرها وتفهم أنه لا يريدها
فهي تريده وستفعل اي شيء وفقا لهذا متجاهله كلمات سيف عن عمد فلم تتحدث بها معه ولن تفعل ابدا ....!
اتسعت عيون عمر بصدمه ما أن التفت تجاه ذلك النداء باسمه : عمر
قال وهو ينظر بدهشه تجاه أخته التي كانت تهرول ناحيته : جوري ...انتي بتعملي ايه هنا ؟!
........
...
اومات وسيله للطبيب الذي قال : هتفضل تحت الملاحظه الليله وبكره لو حاله التنفس بقت طبيعيه تقدري تاخديها وتخرجي
اومات وسيله قائله : شكرا يا دكتور ....طبعا ينفع افضل معاها
اوما الطبيب لها ليدون بعض الادويه ويعطي لوسيله الروشته قائلا : اصرفي الادويه دي من الصيدليه تحت
اتجهت وسيله حيث أخبرها الطبيب لتتباطيء خطواتها وتتجمد عيناها وهي تقع علي هذا المشهد .....!!
.......
...
التفت عمر تجاه ثراء بينما تقول جوري وهي تلتقف أنفاسها : قلقت يا عمر اول ما اتصلت بيك وردت عليا ثراء وقالت انكم في المستشفي جيت جري ...فكرت حصلك حاجه
توحشت نظرات عمر تجاه ثراء التي تعمدت أن تخبر جوري بهذا لتثير الإنتباه الي وجودها في حياتهم ولكن امام عمر تعلثمت بزيف وهي تقول : انا ...انا بس كنت متلخبطه ومفكرتش أنها هتفهم غلط
رمقها عمر بنظره غاضبه ثم أمسك بذراع أخته برفق قائلا : تعالي يا حبيتي اروحك
هزت جوري راسها قائله : لا يا عمر ...انا هروح المهم اني اطمنت عليك ....خليك معاها
هز عمر رأسه برفض ليتحرك خطوتان برفقه أخته فكانت ثراء سريعا ما تمسك بذراعه وتقول باعتذار لطيف بنبره رقيقه : سوري ياعمر بجد ...مقصدش
ابعد عمر ذراعه عن يدها ولم يقل شيء ....حاولت جوري أن تنحني تجاه رباط حذاءها الذي انتبهت أن ربطته انحلت ليسرع عمر ناحيتها يوقفها ويجثو هو علي ركبتيه امامها يعقد لها رباط حذاءها ثم يعتدل واقفا ويربت علي ذراعها بحنان مبتسما لها ...يلا يا حبيتي .....توقفت الكلمات بحلقه ودار الكون حوله للحظه حينما التقت عيناه بتلك العيون .......كلاهما متوقف علي بعد بضع أمتار من الاخر وكلاهما جمدته صدمه اللقاء بعد كل ما حدث .....أنه يتخيل ولا يراها حقا كان هذا اول ما فكر به وكان اول ما فكرت به هو رؤيته بمشهد مزق قلبها أشلاء بينما توحدت هي وخسرت كل شيء وهو ينعم بوجوده وسط عائلته وبجواره تلك الفتاه .....نيران ضاريه اشتعلت بكيانها لفحت مابقي من قلبها واحرقته بينما عدم استيعاب ضرب كيانه وهو ينفصل عما حوله ويركض بلا هدي يتبع طيفها الذي ظن أنه رأه .....اختبأت وسيله سريعا خلف أحد الاعمده ثم تلتفتت يمينا ويسارا قبل أن تسرع عائده الي غرفه الطفله بينما جوري وثراء يتطلعون بعدم فهم الي خطوات عمر المتعثره وعيناه التي تتطلع هنا وهناك .....اتجهت جوري خلفه لتسأله : في ايه ياعمر ...مالك بتدور علي ايه ؟!
ابتلع عمر ببطء واقنع نفسه بما قاله : ابدا فكرت اني شوفت حد اعرفه ...!!
...........
....
قامت غرام بجسد واهن تجاه الباب تفتحه بعد أن تعالي رنينه لتتفاجيء بوالدتها امامها ....ماما
ابتسمت زينب لابنتها برفق : صوتك مريحنيش الصبح قولت اعدي ابص عليكي .
ابتسمت غرام لها قائله وهي تجذبها للداخل : نورتي يا ماما
جلست برفقه زينب التي لم يخفي عليها شحوب ملامح ابنتها : مالك يا غرام
قالت غرام وهي تتمطأ بجسدها : مش عارفه ...شكلي واخده برد ...جسمي واجعني وساعات اكل وساعات ارجع كل اللي بأكله
بفطنه كانت زينب تسألها : تكوني حامل يا غرام !!
توقفت اذرع غرام عن الحركه ما أن استمعت لتلك الكلمات لتهتز نظراتها وتسأل والدتها : حامل ؟!
اومات زينب وتمهلت وهي تسأل ابنتها : تفتكري جوزك هيعمل ايه ؟!
قالت غرام وهي تخفي كل توترها من البحث عن اجابه هذا السؤال : هيعمل ....قصدي هيعمل ايه ...اتاكد بس الاول يا ماما
قالت زينب وهي تهز راسها : هنزل اجيبلك اختبار
هزت غرام راسها سريعا وهي تخاف من معرفه النتيجه بينما قلبها يخبرها أن تهديء وتطمئن : متتعبيش نفسك .. انا هبقي اجيبه
..........
...
نظر الصيدلي الي عمر الذي مع خيوط الفجر الأولي كان يتوقف أمامه ويسأله عما وصل إليه بينما لم يستطيع أن ينام وكان سيف مثله فلم يهديء له بال وكان سرعان ما ينضم لأخيه بتشجيع حينما أخبره أنه سيذهب مجددا للإسكندرية ...تحرك عمر بنفاذ صبر ذهابا وإيابا بينما الصيدلي يدقق البحث وسيف جالس يتطلع الي أخيه ويتساءل ماذا سيحدث بعد ....توقف عمر ونظر الي سيف قائلا بصوت مشتت : انا شوفتها النهارده
عقد سيف حاجبيه باستفهام : شوفت مين ....وسيله ؟!
اوما عمر ولم يكد يخبر أخيه حتي قال الصيدلي : الروشته انصرفت من شهور لحاله كانت في المستشفي
قال سيف بلهفه : اسم الحاله ايه ؟!
قال الصيدلي وهو يدون شيء علي الورقه : لا معنديش اسم الحاله ....في رقم الغرفه ...تقدر تسأل في الاستعلامات
بأقدام مسرعه كان سيف يسبق عمر الذي لم تسعفه خطواته وهو يخشي لأول مره معرفه شيء ....
دققت الموظفه النظر قبل أن تقول : مش مدون بيانات كامله ...أما أن الحاله مشيت قبل ما تكمل البيانات أو خطأ من الموظف اللي كان بيدون البيانات
انفلات نبره عمر المنفعله : يعني ايه ....الحاله اسمها ايه
قالت الفتاه وهي تنظر امامها لشاشه الحاسوب : وسيله
التقت نظرات عمر بأخيه الذي نظر إلي أخيه وتتهادي تلك الصدمه وتتجلي فوق ملامح كلاهما بينما ينظر الطبيب بأحد السجلات أمامه قائلا : التحاليل اللي اتعملت للمريضه اليوم ده اهي ... انخفاض في ضغط الدم ...اتعلق ليها محلول وريدي ....اتعملت ليها تحاليل
تمهل الطبيب وهو يقرءباقي التقرير الطبي : حامل !!
التفت سيف الي عمر الذي بهتت ملامحه بينما لا يستوعب مجرد التفكير أن يكتشف شيء كهذا ...!!
...........
نظر ايهم الي غرام بعدم استيعاب: ايه ؟!
تراجعت غرام بجسدها الي الفراش الذي بقيت به لوقت طويل تاره تريد أن تخبره وتعشم نفسها بفرحته وتاره تخشي أن يكون رد فعله ما تراه الان بتلك الصدمه علي ملامحه بينما تردظ مجددا بصوت خافت : انا حامل !!
........
....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
كل سنه وانتوا طيبين وسنه سعيده علينا جميعا
غرام مبنلحقش نفرح بيهم 😂😂
ردحذفغرام مش تفرح ابدان وعمر تصدم
ردحذفوانتي طيبه يقمر ربنا يجعلها سنه سعيده علينا جميعا ♥
ردحذفبارت رائع في انتظار الجديد 🤩🤎🤎🤎🤎🤎🤎😘
ردحذفكل سنه وانتي طيبه يا قلبي ♥️
ردحذفصدمت عمر زي صدمت ايهم ياريت ايهم يخالف توقعتنا ويفرح بالحمل
ردحذفنفسي اعرف النهايه بسرعه
ردحذفالبارت روعه يارونا كل سنه وانتي طيبه ياجميل❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفعمر ده بجد صعب او اوي
ردحذفو كمان ايهم انا كأحد بيقراء البارت خوفت منه مش قدره استني للخميس الجي عشان اعرف رد فعله اي و عمل مع غرام اي
البارت روعة تسلم عيونك وسيلة لازم ترجع حقها من عمر هدى وانور كاه يهون قدام مصلحتهم
ردحذفكل سنة وانت طيبة عام سعيد عليكى
ردحذفايه الجمال دا ياروني الحقيقه صعبه
ردحذفهو في مواعيد محددة بتنزل فيها البارت؟
ردحذف