حكايه عمر الفصل الستون

7


 احتدت نظرات عمر بينما للحظه لم يستوعب ما نطق به ذلك الضابط الذي اقتحم مكتبه وخلفه بضع عساكر 

ليهتف عمر بعنفوان ما أن أمر الضابط رجاله بتفتيش المكتب وهو يبرر باقتضاب : في بلاغ متقدم انك اتقاضيت رشوة عن قضيه شغال عليها 

ازدادت حده نظرات عمر هادرا بعنفوان : رشوه ؟! ...انت بتقول ايه ... رشوة ايه انت مش عارف انا مين وابن مين ؟!

حاول الضابط إعفاء نفسه من حرج ذلك الموقف فهو بالنهاية يؤدي عمله ليكرر كلماته بحزم : مفيش حد فوق القانون ياعمر بيه ...في بلاغ ضدك وانا جاي افتش مكتبك وده شغلي ولازم انفذه 

تكالبت دقات قلب وسيله بصدرها بينما ببطء ادار عمر عيناه تجاهها وهو يراجع ماحدث قبل قليل من مجيئها فجأه الي مكتبه وتصرفها بهذا الشكل غير المفهوم والان بدأت الصورة تتضح أمامه !!

شددت وسيله من ذراعيها التي تحيط بها ابنتها الصغيرة وتراجعت بضع خطوات للخلف بينما عيون عمر متركزه فوقها وهو يقوم ببطء من خلف مكتبه ويدع الضابط يقوم بعمله بينما خانته قدمه وبالكاد تحرك وعيناه لاتفارق النظر إلي عيناها بعتاب شديد ليعلو صدر وسيله ويهبط وتتساءل اين ذهبت نشوه انتصارها بالانتقام الذي حلمت به !! 

لا تشعر بأي رغبه في الانتقام منه بتلك الطريقه ...هو لم يفعلها هكذا ....لم يتواري وهو يلقيها بتهمه ملفقه بل صدق افتراء ولم يصدقها .... سلب منها كل شيء جميل في حياتها وهو ينظر في عيناها مرددا كلمات الحب 

خطوة تلو الأخري كانت وسيله تتراجعها وهي تريد أن تهرب من هذا المكان ومن نظرات العتاب التي للحظه نفذت إلي قلبها وكأن له الحق بها .... ضم عمر قبضته مره تلو الأخري وهو يحاول أن يجد ثباته هاتفا بالضابط ساخرا : وهو اي تهمه تصدقوها 

هز الضابط رأسه قائلا بمهنيه : لا طبعا وعشان كده احنا بنعمل شغلنا وبنشوف في دليل علي الاتهام ولا لا ....لو سمحت يا عمر بيه خلينا نشوف شغلنا اللي انت اكتر واحد عارف طبيعته وان مفيش مكان لا لأسم ولا لوظيفه قدام اي اتهام 

اوما عمر والتفت تجاه وسيله لتتسع عيناه بصدمه ما أن إدار رأسه ولم يجدها .....: وسيله !!

صوته الجهوري جعل كامل بدنها يرتجف وهي تخرج ركضا من الغرفه تضم الصغيرة الي حضنها متخبطه في كل خطوة تخطوها .....اسرع الضابط ورجاله يحاولون ايقاف عمر ما أن تحرك للحاق بها وهو ينادي اسمها 

: عمر بيه مكانك 

دفع عمر الضابط بقوة بعيدا عنه حينما حاول الامساك به بينما يتجه الي خارج الغرفه بخطوات مسرعه ليلحق بها وهو لا يتخيل مجددا فقدانها بعد أن كانت أمامه .....اصوات عاليه وهرج ومرج ضج به المكان بينما عمر بعنفوان يدفع رجال الأمن بعيدا عنه ويحاول الخروج وهم يحاولون إيقافه عن الهرب من وجه نظرهم 

ليحتدم الأمر ويسدد عمر لكمه قويه لأنف الضابط وهو بأستماته ينادي اسمها : مش ههرب ..... هلحق مراتي وبنتي ....اوعي ...!!

عقد ايهم حاجبيه وهب من خلف مكتبه ما أن هرع إليه أحد الامناء يخبره بما يحدث في مكتب عمر ليركض تجاهه ليري ما يحدث ولكن ما اجتذب نظره هو أثر تلك التي تركض لنهايه الرواق ليقف لحظه عصيبه متردد ما بين اللحاق بها واللحاق بعمر الذي تكالب عليه رجال الأمن وقد أضحي ثائر كالنمر الجريح يقاتل كل من يقف في طريقه للحاق بها .....أخذ ايهم قراره وهو يركض في أثر وسيله يطمئن نفسه أن عمر سيستطيع حل الأمر وإن لم يفعل سيجدون حل ولكن الأهم هو عدم فقدان أثرها .....تلفتت وسيله حولها بينما تلفحها نسمات الهواء البارده خارج مبني الأمن لتركض تعبر الطريق حيث أوقفت السياره وسرعان ما تنحني تضع الصغيره بالمقعد المخصص لها بالخلف ثم تسرع الي أمام المقود تنطلق بالسياره .....!!

..........

....

اومات غرام للفتاه التي أشارت لها : انتظري هنا شويه 

جلست غرام الي أحد المقاعد في رواق المشفي تفرك يدها البارده بسبب التوتر وهي تحاول أن تفكر أو تتخيل كيف ستكون مقابله العمل ....نظرت في الأوراق التي تمسك بها من شهاده دراستها المتواضعة الي شهاده ميلادها لترتسك ابتسامه متخازله علي شفتيها بينما هذا هو كل ما تملكه ...ليس لديها خبره ولا دراسه ولا لغه ولا اي مهاره ...ماذا ستفعل بسوق العمل بتلك الورقه 

حاولت أن تطمئن نفسها بأنها ربما تقبل بهذا العمل وتستمد الامل من كلمات والدتها أنها حتي وإن لم تقبل ليست نهايه المطاف ...!

.....

........

لوي فرج شفتيه ونظر بامتعاض الي أحد تلك المرأه التي أخذت تدير الفتاتان الصغيرتان امامها وكأنها تنتقي بضاعه : مش هاخد أقل من ٢٠٠ جنيه في اليوم لكل بت منهم 

هزت المراه راسها ودفعت الفتاتان بعنف من امامها : يبقي تاخدهم يا فرج ....تهكمت ضاحكه لتظهر أحدي اسنانها الفضيه التي ركبتها بجانب فكها : ٢٠٠ جنيه ليه ....وهي هتدخل ليا كام عشان اديك انت بس ٢٠٠ جنيه....نظرت إلي الفتاتان باشمئزاز وتابعت : ده غير اكل وشرب وحته يناموا فيها ...لا البيعه دي خسرانه 

نظر لها فرج شزرا هاتفا : خسرانه بأماره ايه ....دي كل بندت منهم هتبيض ليكي بيضه دهب كل يوم ولا ناسيه اني ابن المعلمه ارزاق وعارف انا بقول ايه 

لوت المراه شفتيها هاتفه بصوت خشن : ده كان زمان ايام لما كانت الناس في قلبها رحمه بتدي اللي جيبها إنما دلوقتي بح يا حبيبي والبت من دول تفضل تسرح في الشارع اليوم كله وآخرها لو جابت ٥٠ جنيه يبقي نعمه ورضا 

نظر لها فرج بحنق بينما اكتسي وجه الفتيات بالخوف الذي جعل جسدهم بأكمله يرتجف وهم لا يعرفون أنهم مجرد سلعه تباع وتشتري من امراه كانت تتغني منذ لحظه برحمه الناس ...! 

: يعني ده اخر قولك 

اومات المراه قائله : خمسين جنيه في اليوم والا خدهم في ايدك انا عندي بدل البت عشره وعشرين 

نظر لها فرج بحنق وهم بالقيام من مكانه مزمجرا : يلا يا بت 

بنفس اللحظه كان يتعالي صوت أحدي الضباط الذين اقتحموا المكان : محدش يتحرك من مكانه 

اتسعت عيون فرج بصدمه بينما شهقت المرأه بفزع 

: في ايه يا باشا ...احنا عملنا ايه !؟

نظر لها الضابط شزرا بينما يهتف بها : بتتاجري بالعيال المخطوفه ....اقبض عليهم !

.........

...........

نظرت بسنت بعدم فهم لوسيله التي عادت بنفس التوتر والارتباك لتعطيها الفتاه هاتفه : بسنت خلي دنيا معاكي لغايه ما ارجع 

نظرت لها بسنت بعدم فهم وهي تأخذ منها الصغيره : في ايه يا وسيله ...طمنيني !

هزت وسيله راسها وهي تتحرك مسرعه لتنزل مجددا للاسفل : متقلقيش ...!

تركتها لا تفهم شيء لتسرع مجددا تنطلق بالسياره وأيهم خلفها علي بعد بضع سيارات حتي لا تراه ...!

بغضب شديد جذبت المغلف الذي خبأته في بطانيه الصغيره وهي تهرب من مكتب عمر لتدخل الي المشفي بخطوات يملئها الغضب والكراهية .... اسرع ايهم في أثرها وهي تخطو تجاه المشفي وتتجه الي الرواق الطويل ليجدهابلا مقدمات تقتحم مكتب مدير المشفي ....تراجع يضع خطوات للخلف حتي لا تراه بينما يضيق عيناه باستفهام ...ماذا تفعل هنا !!

طال انتظار غرام وتيبست ساقيها من الجلوس لتقوم من مكانها وتتحرك بضع خطوات ذهابا وإيابا في الممر وهي تحيط صدرها بيدها التي تحمل بها أوراقها ....حاول ايهم الاقتراب من المكتب الذي اقتحمته وسيله ولكنه توقف مكانه وتراجع ما أن لمح تلك التي تتحرك ببطء وعيناها شارده تتطلع الي الارضيه ...!

بغضب شديد ألقت هدي الهاتف امامها بعد أن وصلتها تلك المكالمه من انور يخبرها أن الأمر مع عمر لم يسير كما خطط لتتحرك ذهابا وإيابا بغضب ممزوج بعدم التصديق بأن وسيله بعد كل ما حدث لها بسببه هي من تنقذه ....! 

رفعت هدي عيناها بصدمه بينما اقتحمت وسيله مكتبها صافقه الباب خلفها بعنف لتتجه تتوقف امامها وتلقي المغلف بوجهها : خدي زبالتك ....رفعت اصبعها أمام وجهها وتابعت بوعيد : ده اخر تحذير ليكي ... ابعدي عن حياتي واي حد يخصني 

ابتلعت هدي ما فعلته وسيله لتنظر لها باستنكار : يخصك !!

بعد اللي عمله فيكي. ..انقذتيه !!

صرخت وسيله بها بعنف بينما لا تريد سماع شيء عن إنقاذها له فيكفي صوت عقلها المؤنب: مالكيش دعوه ....مالكييييش دعوه 

أسرعت هدي تحاول الامساك بوسيله قبل أن تغادر : وسيله اسمعيني 

ابعدتها وسيله عنها بعنف صارخة: مش عاوزة اسمعك ولا اشوفك تاني ...ابعدي عني والا متلوميش غير نفسك 

أغمضت هدي عيناها واجتذبت نفس عميق من داخلها هاتفه : يعني مصممه تتحملي مسؤوليه البنت 

اومات وسيله بعزم ثم نظرت إلي هدي من أعلي الي اسفل وتركتها وغادرت بخطوات غاضبه 

.......

....

نظر ايهم ناحيه غرام بعدم تصديق واسرع بخطواته تجاهها : انتي بتعملي ايه هنا ؟!

ارتبكت نظرات غرام وتعلثمت وهي تراه واقف امامها ينظر لها باستفهام مرتسم علي ملامحه الجامده 

ولم تجيب بل انفلتت الكلمات المبعثرة من شفتيها بنفس التساؤل : انت ...انت بتعمل ايه هنا ...يعني انت ماشي ورايا ولا بتراقبني ولا بتعمل ايه !

القي ايهم نظره الي باب مكتب هدي المغلق يطمئن أن وسيله مازالت بالداخل ولم يفقد أثرها قبل أن يستدير مجددا الي تلك المتعلثمه ويهتف بنفاذ صبر : سألتك سؤال ...ردي عليه مش تسأليني ...بتعملي ايه هنا 

انصدمت غرام برؤيته هي الأخري ولكنها واجهته بثبات لم يسبق لها : جايه عندي مقابله شغل !!

للحظه لم يستوعب ما نطقت به والذي اشعل الغضب بعروقه ...ليردد بحنق : شغل ايه ....مين سمح ليكي اصلا بحاجه زي دي 

تغيرت ملامح غرام للغضب وهتفت به رافضه سطوته : انا سمحت لنفسي لاني محتاجه اشتغل 

اجتذب نظر ايهم خروج وسيله من غرفه هدي لتجده غرام يجذبها من ذراعها يوقفها أمامه ليصبح ظهره باتجاه وسيله حتي لا تراه بينما يزمجر بغرام : انسي الموضوع ده ...لو علي الفلوس انا ....احتقن كل وجه غرام بالغضب لتوجه ناحيته سهام غضب نظراتها وهي تهتف به تقاطعه :مش عاوزة منك حاجه !!

كان عليه أن يتحرك وفي نفس الوقت لا يستطيع ترك غرام ليتخذ قراره بلحظه وتجد غرام ذراعها بقبضته يأخذها للخارج : تعالي معايا 

حاولت غرام نزع ذراعها من قبضته متذمره : اوعي كده ...اوعي بقولك عندي مقابله شغل 

هتف ايهم من بين أسنانه وهو يسرع بخطواته خلف وسيله : امشي معايا وانتي ساكته يا غرام 

زمت غرام شفتيها بغضب شديد وحاولت مجددا نزع ذراعها من قبضته ولكنه فتح باب السياره وادخلها إليه هاتفا بحنق : اركبي هنتكلم 

لا يستطيع الحديث معها ولا التركيز بتتبع اثر وسيله في نفس الوقت بينما غرام جالسه علي جمر ملتهب تلقي بكلماتها الغاضبه : انت مالك ومالي ....مش انت سبتني 

التفت لها بغضب هاتفا : انتي اللي سبتي البيت 

نظرت له باستنكار : كنت عاوزني افضل قاعده بعد معاملتك ليا كده ..!

زفر بضيق وهو يتجاوز سياره أمامه بسرعه يحاول إلحاق بوسيله التي تزيد بسرعتها ليتبرطم بحنق وهو يتذكر قياده عمر المتهورة : بتجري في سبق زي الجحش انتي كمان ...!

ارتدت نظرات غرام : انت بتقول ايه ؟!

هز رأسه بشتات : مش بكلمك ببرطم مع نفسي ...اسكتي ياغرام شويه وخليني اركز 

نظرت له بغضب : تركز في ايه ؟

لم يجيب عليها لتنظر غرام بحنق تجاه نظراته المركزه علي الطريق أمامه : انت واخدني ورايح فين....أوقف 

هز رأسه قائلا بنفس التشتت : استني ياغرام شويه وهنتكلم ...سيبيني دلوقتي 

رفعت حاجبها بحنق متبرطمه : انا مش ماسكه فيك انت اللي اخدتني غضب عني ....أوقف ونزلني عشان الحق ميعادي في الشغل 

هز رأسه والتفت لها بنظرات اخافتها للحظه : قولتلك مفيش شغل 

عقدت غرام بدها أمام صدرها هاتفه بغضب مماثل : ليه بقي ؟

زفر ايهم واجتذب تركيزة انعطاف وسيله بأحد المنعطفات ليترك غرام للحظه بلا رد جعلتها تستشيط غضبا وتمسك ذراعه الممسك بالمقود: بقولك أوقف 

نظر لها بغضب وهو يبعد يدها ويستعيد السيطرة علي مقود السياره : انتي مجنونه ....هنعمل حادثه ...اهدي شويه وهنتكلم بس اخلص من اللي بعمله 

نظرت له بغضب هاتفه : وانت بتعمل ايه ؟!

قال وهو يتمهل بالسياره كما تفعل وسيله : بعمل شغل ومكنتش متوقع الاقيكي قدامي ...اصبري وهنتكلم قولتلك 

زفرت غرام وعقدت يدها أمام صدرها مجددا بينما لا تنكر أن داخلها تجدد الامل ليخونها قلبها ويتنفس رائحته باشتياق وتبرر لعقلها أنه هديء وسيتحدث معها وربما تبتسم لها الحياه لتتعلق مجددا بحبال الامل الواهنه والتي لا تدرك أنها ستوقعها مجددا ...!

توقفت وسيله السياره وبقيت مكانها جالسه للحظات تلتقف أنفاسها ... لا تريد أن تعاتب نفسها علي فعلتها ولا تريد التفكير بها ..تريد أن يصفون ذهنها ...تريد تجاوز 

كل ما حدث لها ...تريد بدايه جديده فلماذا لا يدعوها وشأنها بعد كل اذيتهم لها ....تعبت وتريد أن ترتاح ما الخطيئه التي ارتكبتها لتعيش كل هذا ....!

.......

التفت ايهم الي غرام ورفع إصبعه أمام وجهها هاتفا بحزم : انا هنزل اتكلم مع البواب كلمتين ....اياك تتحركي من مكانك 

نظرت له بتمرد ظاهري ولكن بداخلها كانت اتخذت قرارها فور نطقه أنه يعمل بأنها لن تعيق عمله ...يتأجل حديثهم ولكن عمله حساس ....نظر ايهم الي نظره التمرد في عيونها والتي أتقنت رسمها وكأنها تخبره أنها لم تعد نفس الفتان التي يتركها بالمنزل ويعود ليجدها كما تركها ليهتف بتشديد  : غرام اياك تتحركي من مكانك ....خليني اركز في شغلي 

اومات له واشاحت بعيناها عنه وكأنها غاضبه ولكن الحقيقه أنها تخشي أن تفضحها نظراتها المشتاقه له 

نزل ايهم بعد أن دخلت وسيله الي تلك العماره التي اتت إليها قبل ذهابها للمشفي ليتحدث مع البواب ويعرف أنها ضيفه في أحدي الشقق لامراه متزوجه وزوجها بالخارج : ضيفه مدام بسنت في الدور الرابع ...كانت هنا من يومين 

اوما ايهم له ووضع بيده بضع أوراق نقديه ثم عاد إلي السياره لتتأهب غرام للحديث وهي تراجع عتابها له ولكنها وجدته يخرج هاتفه من جيبه ويتحدث به : عمر ...ما أن استمع عمر الي نبرته حتي هتف به : انت فين ياايهم ... تعالي انا في مشكله ...ضربت الضباط !

قال أيهم وهو يدير سيارته بينما يلوي شفتيه  : ياأخي انت متعرفش تقعد يوم من غير مشكله 

زفر عمر بانتفاخ : لما تيجي هحكيلك .... كلم هاشم يتنازل انت عارف اني انا وهو مش بنطيق بعض وهو ماصدق ...انا لازم أخرج من هنا ياايهم ...وسيله ....قاطعه ايهم قائلا : انا بكلمك عشان كده .... انا عرفت مكان وسيله 

اتسعت عيون عمر وهب من مكانه مرددا بعدم تصديق : انت بتتكلم جد ...لقيتها فين ...ايهم مش مهم انا خليك وراها اوعي تضيع مكانها 

اوما ايهم له قائلا : متقلقش ....يلا انا جاي ليك علي طول ....اياك تعمل مشكله خلينا نعرف نخرجك 

اغلق عمر الهاتف ودار حول نفسه بضع مرات بينما أنفاسه تتلاحق وهو يهتف : الحمد لله ...الحمد لله

اسرع تجاه باب الغرفه حيث احتجزه أحد الضباط يطرق علي الباب : عاوز اقابل هاشم بيه 

دخل إليه أحد الللوءات ينظر له بغضب : عاوز ايه ياعمر من هاشم ...عاوز تكمل اللي عملته 

هز عمر رأسه ولاول مره يحني رأسه لاحد فلايهم اي شيء إلا أن يخرج كم تلك المشكله ويذهب إليها : عاوز اعتذر له 

نظر له اللواء بطرف عيناه ليهز عمر رأسه بتأكيد : أيوة يا فندم انا غلطت ...هتأسف له وياريت حضرتك تتدخل يقبل اسفي 

اشاح هاشم بوجهه عن عمر والذي امتليء بالكدمات ليهتف عمر مجددا : والله يا هاشم ما كان قصدي ولا كنت حاسس انا بعمل ايه ....غص حلقه بينما لاول مره يقر بخطأه : كنت عاوز الحق مراتي ...زعلانه مني وماصدقت أنها كانت قدامي ....كل تركيزي كان اني الحقها 

انا عارف انك بتشوف شغلك وانا غصب عني اتهورت

التفت الي اللواء الذي وقف بينهم قائلا : واضح أن هاشم مش قابل اعتذاري ....خد ضدي كل الإجراءات بس لو سمحت يا فندم أخرج من هنا دلوقتي ....مش هروح في أي مكان بس لازم اشوف مراتي وبنتي !

انصدمت ملامحهم ليردد هاشم بعد تصديق : بنتك ....ايه ياعمر فاكرني مش عارفك  ... طيب مراتك وبلعتها ...بنتك جت امتي 

نظر له عمر وهز كتفه : موضوع طويل ....لو سمحت يا هاشم قول حاجه واعتبره جميل في رقبتي 

...........

التفتت غرام بحنق تجاه ايهم الذي أوقف سيارته اسفل منزلها : وده ايه بقي ....انت بتروحني ليه ...مش قولتلك عندي مقابله شغل 

هتف ايهم من بين أسنانه بينما الوقت يداهمه : وانا عندي شغل ومش فاضيلك دلوقتي !

افلتتها حبال الحب الواهنه التي كانت تتعلق بها لتسقط علي الأرض وتتحطم أحلامها علي صخرتها كالعاده بينما جاءت كلماته بنفس النمط الاعتيادي له فلا جديد ليغص حلقها بقوة وتزم شفتيها فوق بعضهما للحظه تمنع عبراتها قبل أن تضع يدها علي مقبض السياره وتفتح الباب بينما تنظر له بخزلان هاتفه  : ولا عمرك كنت فاضي ليا ...انا الغلطانه !

تلك الكلمه بقيت ترددها لنفسها طوال الطريق بينما اول ما فعلته بعد نزولها من سيارته هو إيقافها لسياره اجره لتذهب الي مقابله العمل وكأنها لم تقابله ....( غلطانه وكل مره تجري ورا قلبك ...بس المره دي عقلي وبس اللي همشي وراه )

..........

....

وضع مجدي يده علي وجهه بينما ينظر إلي سندس بامتعاض : يعني الحاجه كانت رافضه الجواز وانتي سمحتي لجوزك اللي مش ابوها يجوزها

نكست سندس راسها بينما انعكست تلك الذكري علي ملامح امتثال التي بجهد كانت تحفز كل انش بها أن يتحرك وهي تستمع الي سندس : عقلي شت مني لما جه يسألني عن وسيله ....ياتري يا بنتي روحتي فين ؟!

كل منهما بحاول ربط الأحداث ولكن كل الاحداث ناقصه بنقص كلمات امتثال ....وسيله ذهبت معه تلك الليله والتعرف عنها شيء من وقتها ...جاءت بضع مرات وآخرها حينما علمت باصابتها بالشلل والان عمر يبحث عنها... نظر مجدي الي سندس هاتفا : فين عنوان الراجل ده 

ابتلعت سندس بوجل وخفضت عيناها بخزي وهي تردد : معرفش

عقد مجدي حاجبيه باستنكار : متعرفيش ايه...بقولك عنوان جوز بنتك 

نظر إلي والدته التي ضربت كف بالاخر ليزفر مجدي بضيق هاتفا : طيب فين عقد الجواز ....اكيد فيه عنوان بطاقته 

مجددا تسرب العرق البارد علي ظهر سندس التي لاتعرف شيء عن زوج ابنتها ليقوم مجدي من مكانه مزمجرا وهو ينظر إلي سندس بسخط : لاحول ولا قوة الا بالله.....ايه يا مدام ...امال تعرفي ايه ...دي بنت واحده ربنا كرمك بيها امال لو عندك عشره ....ايه وظيفتك ولا دورك في حياتها ...امهات ايه دي بس يا ربي 

لحقت مديحه بابنها الذي خرج من الغرفه بينما بكت سندس وهي تحاول الامساك بيد امتثال تقبلها : سامحيني يا حاجه 

: رايح فين بس يا مجدي 

هتف مجدي بحنق : رايح اشوف من المأذون عنوان الراجل ده ....الموضوع مش بسيط وانتي بتسمعي عن البلاوي اللي بتحصل ..جايز جوزها ده عمل فيها حاجه 

طمني خالتي وقوليلها مش هرجع أن شاء الله الا وانا عارف عنها أي حاجه 

........

...

نظرت ساميه الي انور الذي وضع امامها رزم ماليه : انا بسهوله زي ما خلصت من فرج اقدر اخلص منك بس انا بقول انتي عاقله ومش بتاعه مشاكل ...خدي الفلوس وزي ما اتفقنا متفتحيش بوقك بكلمه 

هزت ساميه راسها وهي تبتسم ببلاهه : لا يا بيه مش عاوزة فلوس كفايه انك خلصتني منه .....يا بيه انا غلبانه وكل اللي عاوزاه بنتي تتعالج 

نظر لها انور بحنق لتتابع ساميه بلهفه : هي مش بتتعالج 

اوما انور بكذب بينما كل ما يعرفه أن الصغيره مع وسيله 

لتقول ساميه : انا اخاف اخد الفلوس ام فرج تفكر أن ليا يد في سجنه وتقوم تأذيني أو تأذي عيالي ....انا هعمل نفسي معرفش حاجه وبس عاوزة منك تطمنني علي بنتي 

اوما انور واعطاها النقود : عموما خدي برضه الفلوس يمكن تحتاجي ليها وده رقم تليفوني لو في حاجه كلميني بس رجلك متخطيش ناحيه المستشفي والا هتحصلي فرج ...!

.........

...

بلهفه اسرع عمر الي سيارته الي حيث أخبره ايهم لتسبقه دقات قلبه وهو يتجه الي العنوان الذي أعطاه له ايهم 

نظرت بسنت الي وسيله بشفقه بينما تشعر بتوترها وهي تحاول جاهده أن تسكت بكاء الصغيرة لتمد لها يدها قائله : طيب هاتيها اجرب انا اسكتها يا سيلا وانتي ارتاحي شويه

تناولت بسنت الصغيرة من وسيله التي جلست علي طرف الفراش تضم قبضتها وهي تفكر في كلام هدي عن تحمل مسؤوليه الطفله ....تريد أن تشفي ولكنها تخشي الا تفعل !

أشارت بسنت الي طفلتها بهمس بينما بدأت دنيا تغفو : هشش يا كوكي البيبي بينام 

اومات الصغيرة وركضت تلهو لتبتسم بسنت الي الطفله التي غفت وتاخذها لتضعها في غرفه أطفالها ثم تتجه الي وسيله التي بالكاد أغمضت عيونها ...التفتت الي بسنت التي ربتت علي كتفها بحنان لتبتسم وسيله لها بامتنان شديد وهي تراها تقف بجوارها حتي دون أن تدرك مدي حاجتها لها 

اتجهت بسنت بعد قليل بسرعه لتفتح الباب الذي تعالي رنين جرسه لتتوقف مكانها بمفاجاه حينما رأت عمر امامها : عمر !

بلهفه نطق عمر : وسيله فين ؟!

قالت بابتسامه وهي تشير له : ادخل ...هي بترتاح شويه بس اكيد هتفرح اوي لو شافتك 

دخل عمر بخطوات ضائعه وعيناه تبحث عنها بكل اتجاه بينما تقول بسنت بأخويه : انا مش عارفه ايه اللي حصل بينكم بس وسيله حالتها صعبه اوي ...عشان خاطري يا عمر بلاش تضايقها 

اتجهت الي الغرفه حيث تبقي وسيله لتفتح الباب برفق وتتجه الي وسيله توقظها برفق والإبتسامة تكلل ملامحها : وسيله حبيتي اصحي في مفاجاه 

قبل أن تنطق بها كان عمر يلحق بها لتلوح المفاجاه علي ملامح وسيله وهي تراه امامها ...!

........

..........

نظر ايهم الي زينب وكأنه يشهدها علي أفعال ابنتها : عاجبك الكلام ده يا ست زينب ...بقي انا اقولها متروحش شغل ولا الكلام ده والف ضهري ارجع الاقيها بتقولي كنت في الشغل 

بحرج ليس لعدم وقوفها مع ابنتها ولكن فقط لأن ابنتها خالفت حديثه رددت زينب : هو ياابني معاك حق ان الأصول الست تسمع كلام جوزها بس برضه هي مغلطتش أنها بتشوف مستقبلها 

نظر ايهم بحده الي زينب هاتفا : مش مشكلتي هي كانت فين ...مشكلتي أنها مسمعتش كلامي 

انفلتت غرام بعصبيه هاتفه : وانا اسمع كلامك ليه .... انت اصلا معتبر ليا وجود 

نظر لها ايهم بغضب بينما حشرته في الزاويه التي لا يحبها بالتبرير ليتخلص من الموقف بتصرف لم يحسب حسابه وهو يعتدل واقفا بينما يخرج من جيبه رزمه ماليه يضعها علي الطاوله بلا مبالاه قائلا بينما ظن أنه في موقف يمكنه من املاء شروطه : مفيش داعي للشغل ولا غيره ....ده مصروف يكفيكي وكل شهر هبعتلك زيه 

احتقن وجه زينب بينما هدرت الدماء الساخنه بعروق غرام لتنظر له بسخط شديد وقبل أن ترد له زينب إهانته كانت غرام تسير بعنفوان تجاه الطاوله تجذب المال من فوقها وتمد يدها تمسك يداه وتفتحها واضعه بها المال بينما تواجهه بعيون قويه لأول مره : خد فلوسك انا مش محتاجه حاجه منك .....ولو فاكر اني هشتغل علشان الفلوس تبقي غلطان ..انا هشتغل عشان تكون ليا حياه ومفضلش طول عمري تحت رحمه حد ولا محتاجه لحد ..!

تقابلت نظرات كلاهما للحظه قبل أن تخفضها غرام حتي لا يري كميه الخزلان الذي تشبعت به نظراتها منه فهو لم يتحدث معها بشيء يخص الطفل بل اتي ثائرا يفرض سطوته بلا حق 

القي ايهم المال من يده واتجه الي الباب بخطوات غاضبه دون قول شيء ليحتقن وجه غرام بالغضب الشديد من هذا المخلوق البارد والذي يظن أن كل شيء تحت سيطرته لتنحني بعنفوان تجمع الاوراق الماليه من علي الأرض وتتبعه بغضب وإصرار وتجذب يداه بجراه تضع بها المال صارخه بانفعال شديد : خد فلوسك ...مش عاوزة منك حاجه ...وطلقني 

انصدمت ملامحه للحظه قبل أن يزم شفتاه يحاول السيطرة علي غضبه بينما يري أن الأمور انفلتت خاصه في وجود زينب التي لايريد أن يتهور امامها ليهتف بغرام من بين أسنانه : متعليش صوتك قدامي 

صاحت غرام بصوت غاضب اعلي من سابقه بتحدي وقد فاض الكيل : انا اعمل اللي انا عاوزاه ......طلقني وصلح غلطتك اللي كل شويه تعايرني بيها 

بقوة ضغط ايهم علي يداه بينما يحاول التمسك بعقال أعصابه وهو يهتف من بين أسنانه : لو نطقتيها تاني هنفذها وهتندمي 

لم يعد لديها ما تندم عليه لتنظر له بتحدي تفاجيء به : مش هندم اد ما ندمت...طلقني !

مجددا حشرته في الزاويه وهو ليس ممن لا ينفذون حديثهم لينظر لها بحده لعلها تصمت أو تتراجع ولا تدفعه لشيء لايريده أو لم يفكر به لينقذه عقله بهذا الموقف سريعا باجابه محايده حتي لا يبدو متمسكا بها ...نظر إلي بطنها ثم نظر إليها قائلا : الطلاق ميقعش علي الحامل 

نطق جملته وانصرف من امامها وكل انش بعروقه يغلي كما حال غرام التي بكت بقهر ....اتجهت زينب إليها تحتضنها وتهدئها بينما تبكي غرام ...بس يا بنتي اهدي 

: لما هو مش عاوزني ولا عاوز عيل مني مش بيطلقني ليه 

.........

....


: انت عرفت مكاني منين ؟

واخيرا اللقاء ولكن المواجهه هي ما لم تكن في الحسبان ليردد عمر وهو يتوقف امامها : زي ما عرفتي مكان فلوس الرشوة .....اهتزت نظراتها بينما لم تتخيل أنه من يلقي بالعتاب عليها وهو يتابع : انتي اللي عملتي كده يا وسيله ....للدرجه دي بقيتي تكرهيني!!

رمشت بعيونها تتطلع إليه بعدم تصديق بينما داخلها سخر بمراره وهي تسأل نفسها أن كان هناك مقياس للكراهيه فهل يريد معرفه مداه حقا ....بعد كل اذيته لها يسألها أن كانت تكرهه 

: انا مش زعلان منك .... انا مش متخيل أننا نوصل للمرحله دي 

التوت شفتيها بالسخريه المريرة بينما تردد بثقل وهي تبعد عيناها عن عيناه التي أضحت تكره نظرتها : عشان مش بتعرف تتخيل !

لا يدرك شيء إلا أنه المغدور دوما ومازال بعد كل هذا لا يستوعب أنه جاني مع سبق الاصرار فهو حتي يحرم علي الضحيه الشعور بمظلوميتها ويتقمص هو الدور بجداره 

: وسيله حطي نفسك مكاني يومها وشوفي هتفكري ازاي ....اهتزت نبرته بينما أخذه عقله مجددا لتلك الليله : انا كنت زي المجنون ومازالت ...في حاجات اتغيرت وعرفت حاجات وهدي دي وراها حاجات كتير بس انتي لما هربتي مني خليتيني مدورش ورا الحقيقه....بس ...بس دلوقتي انتي هتحكي ليا علي كل حاجه وهتقوليلي كل الوقت ده كنتي فين وليه خبيتي عليا بنتي ! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباس من القادم 

كل ما فعله بها بكفه وكونه مازال يعتقد أنه المغدور بكفه أخري فاضت وجعلت الحساب يحين موعده لتنظر له وسيله للحظه قبل أن تقول بغموض لم يفسره : افتكر انك انت اللي دورت عليا مش انا ياعمر 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

7 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. كنت عايزة عمر يدوخ شوية على ما يلقيها راوعة يارونا

    ردحذف
  2. وأخيراً جه وقت الحساب وسيله هتوريك ياعمر الوش التاني وبصراحه انت تستاهل لان بعد الي حصل ولسا عايش دور الضحيه ايهم دا بقي جحش وغبي وغبي كمان مره

    ردحذف
  3. عمر وايهم الاتنين فاكرين نفسهم منزهين عن الخطأ وبيتصرفوا على كدة غرام بقت جامدة ومية مية تسلم عيونك ياقمر

    ردحذف
  4. تحفة
    ياريت يعرف ان دنيا مش بنته وانه قتل ابنه بسرعه عشان يحس بالوجع والقهر اللي بجد
    ومتتأخريش علينا🥰

    ردحذف
  5. يعني بجد ايهم عايز ايه ما هو يابيحب غرام يالا بس كده حرام الي هو بيعمل فيه وعمره مش طبيعي ابدان

    ردحذف
  6. ايه الجمال والروعه دا

    ردحذف
  7. ارجو إكمال الرواية لطفا

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !