حكايه عمر ..اقتباس من الفصل الأخير

6


 نظر عمر الي وسيله بيأس وهتف بمراره وقد اثقله شعور قله الحيله : هو انا المفروض كام مره اعتذر واطلب واترجي انك تسامحيني وترجعيلي 

أحكمت وسيله اهدابها علي تلك الدموع التي شقت طريقها خلال حلقها وجعلت الالم الذي نجحت في رسمه نفور علي صفحه وجهها بينما تنفلت الكلمات من بين شفتيها دون أن تري نصلها الحاد الذي انغرس بقلبه : انا اللي المفروض كام مره اقولك لا مش هرجعلك ....مش عاوزة ارجعلك ياعمر ......اييييه ياأخي ليه مصمم علي حاجه مستحيل تحصل ....خلي عندك كرامه وابعد عني ! 

اوجعته بحق بتلك الكلمات التي مزقت كرامته وكبرياءه اربا ليلوح الالم علي صفحه وجهه ويلمع بعيناه التي تجمدت نظراتها علي وجهها مسدده عتاب قاسي هربت منه وهي تسرع بخطواتها تبتعد عنه ليظل عمر واقف لحظات طويله مكانه قبل أن يستجمع نفسه ويلملم جروحها !

........

....

أسرعت زينب بأقدام هلاميه تجاه ايهم الذي وقف ببهو المشفي الذي تعمل به بينما بالكاد تستطيع أن تستجمع دماءها التي هربت من عروقها ما أن أخبرتها أحدي زميلاتها أن زوج ابنتها بالاسفل يريدها بأمر هام 

لتسأله بلسان ثقيل : ايه ياابني ...غرام ....غرام حصل لها حاجه ؟!

قال ايهم برفق شديد ممزوج بالاعتذار : لا خالص اطمني ...انا متاسف لو قلقتك بأني جيت 

تلهفت زينب لمعرفه سبب مجيئه لتعفيه من اي اعتذار : مش مهم ياابني ...طمني بس في ايه 

قال ايهم برفق ممزوج بابتسامه هادئه : قولتلك اطمني مفيش حاجه .....الاول قبل اي حاجه كل سنه وحضرتك طيبه 

نظرت له زينب بعدم استيعاب لتتلهف للمزيد فيتابع ايهم وهو يقودها للخارج : تاني حاجه وسبب اني جيت واستأذنت ليكي تاخدي النهارده إجازة هو اني بعد اذنك اخدت الولاد وغرام وحبيت كلنا نتسحر سوا !

التقفت زينب واخيرا أنفاسها وهي تجلس في السياره التي فتح لها ايهم بابها وانطلق بها 

التفتت زينب اليه تنظر لحظات الي جانب وجهه قبل أن تقول بتمهل : انت جواك بني ادم شهم وطيب وحنين ياابني .....صمتت لحظه قبل أن تتابع : مكانش ليك ابدا تمشي في الطريق اللي كنت ماشي فيه 

ابتسم ايهم لها ومازالت عيناه متركزه علي الطريق أمامه 

بينما يجيب بهدوء : محدش بيحب الغلط وكل واحد له أسبابه ياست زينب 

اومات زينب وقالت بعتاب لطيف : معلوم 

هز رأسه ومرت لحظات صمت مجددا قبل أن تقول زينب باستدراك حتي لا تترك في قلبه غصه لأنها انتقدته : اعذرني ياابني علي الكلام اللي قولته 

هز رأسه بتهذيب : ولا يهمك يا ست زينب ....تنهد وتابع : انا عارف اني غلطت كتير بس كانت بناتي اهم عندي من اي حسابات تانيه 

اومات زينب له قائله : ربنا يخليك ليهم !

أوقف ايهم السياره جانبا والتفت الي زينب يسألها بعفويه : غرام بتحب حلويات ايه ؟

لاحت ابتسامه في عيون زينب بينما تجيب بمغزي : هتحب اي حاجه من ايدك ياابني 

ابتسم لها ونزل ليعود بعد قليل حامل علبتين من الحلوي الخاصه برمضان يضعهم في السياره بالخلف ثم يعود لينطلق الي المنزل الذي عمه الهدوء بينما نامت الفتيات ونام اخوه غرام التي بقيت جالسه علي الاريكه تستند برأسها الي مرفقها وقد غفت أمام التلفاز .....فتح ايهم الباب بهدوء ودخل وهو يقول بلياقه وترحيب : اتفضلي يا ست زينب 

دخلت زينب بخطي متردده لتفتح غرام عيناها علي تلك الأصوات بينما قال ايهم برفض حينما انحنت زينب تخلع حذاءها : ادخلي ياست زينب 

رفضت زينب وخلعت حذاءها ودخلت لتخرج غرام من غرفه المعيشه بنفس اللحظه وتقف مكانها بعدم تصديق حينما رأته يدخل برفقه والدتها ....ركضت تجاهها تحتضنها وكأنها اشتاقت لها سنوات : ماما 

بادلتها زينب الاحتضان وهي تقول بفرحه : جوزك ربنا يسعد قلبه جابني عشان نتجمع كلنا اول سحور 

نظرت غرام إليه لتجد نفسها تحتضن والدتها مجددا بدلا من أن تنساق الي الانثي المتلهفه بداخلها للارتماء بين ذراعيه وأخباره كم هي سعيده لكل لفته طيبه يقدمها لها !


نظر عاصم بأسي تجاه عمر الذي لم يراه سابقا بتلك الحاله التي تجعل قلبه ينشق من أجله حزنا 

مسح علي وجهه وحاول أن يغلف نبرته بالمرح حتي لا يشعر ابنه أنه يشفق عليه : ايه يأست خلاص ؟! 

لم تفلح نبره عاصم المرحه في تغيير ملامح عمر التي ازدادت الما وهو يقول بخزلان : كلامها وجعني !

جلس عاصم في المقعد المقابل لعمر ونظر إليه برفق قائلا : قالت كده من خوفها 

نظر عمر الي ابيه الذي تابع بيقين : خافت من ضعفها قدامك فقالت الكلام ده عشان توجعك فتبعد عنها وتبطل تحاول وبالتالي متضطرش أنها تواجه نفسها وتقف ضدها عشانك 

عقد عمر حاجبيه بينما بدأ الامل يدب في عروقه والتمني يلوح في نظراته وهو يسأل أبيه : تفتكر يابابا ولا بتقولي الكلام ده عشان صعبت عليك 

غلف عاصم نبرته بالمرح وهو يضرب مؤخره رأس ابنه بخفه : وهتصعب عليا ليه يا جحش ....عارفك انك اجمد من كده ومش مجرد كلمتين هيخلوك تتراجع عن حاجه انت عاوزها 

قال عمر بتخلي يائس : بس هي مش عاوزاني

هز عاصم رأسه بيقين : عاوزاك ياعمر بس قلبها لسه مجروح منك ....كمل ياعمر اللي بتعمله !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم في مبادره ايهم وايه رايكم في كلام عاصم 

عمر يكمل ولا كفايه ويسيبها في حالها 


إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. عمر يكمل اللي بيعملو عشان ميبقاش جحش بجد
    وخلي لوح التلج اللي اسمه ايهم يتكلم عشان انا زهقت لغرام
    وعايزة اعرف نديم وريم عملو ايه

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. عمر يكمل ال بيعملوا

    ردحذف
  4. ايهم بترجم مشاعره بافعال ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. لازم يكمل عشان سيلا وجدتها يحسوا انهم مهما عملوا عمر متمسك بوسيلة لاخر نفس

    ردحذف
  6. لا ميكملش وكفاية كده
    اللى حصل مش ممكن يتنسى ومش لازم فى كل علاقة مؤذية البطلة ترجع للبطل لمجرد اعتذر وعمال يجرى وراها عادى جدا مترجعلوش وتخلى كرامتها فوق كل شئ وتشترى صحتها وتحافظ على نفسيتها عادى جدا غلطت فى اختيار واتعلمت منه عشان تختار صح بعد كده
    عادى جدا الست متسامحش فى الاذى وتفضل مصرة على قرارها

    النهاية المنطقية انها مترجعلوش ومش لازم النهاية تكون سعيدة يكفى تكون واقعية ورسالة مهمة للبنات انها مترجعش لشخص مؤذئ واللى انكسر مبيتصلحش
    عادى جدا تكمل فى حياتها وتقفل صفحته نهائى ولما تيجى تتجوز تبدأ صح وتختار زوج مناسب ليها

    مش مجبره تديله فرصة تانية لمجرد انه بيحاول يتغير ومتمسك بيها هت حر يتغير لنفسه وهى حرة تكمل حياتها بعيد عنه

    مش لازم الست دايما تسامح وتدى فرصة تانية وتتنازل وترضى وترجع تانى
    ياريت نغير المفهوم دا بقى وأنها مش قاعدة وكل واحد حر فى حياته وان البنات تتعلم يبقى عندها نضج وترمى العلاقات المؤذية دى برا حياتها ومترجعش تبص وراها تانى ونفسيتك وصحتك وكرامتك فوق كل شئ ومتديش فرصة تانية لشخص كان ممكن يبقى كويس من الاول بس هو اختار يبقى وحش ويوجعك رغم حبك ليه
    خلاص فات أوان كل دا

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !