حكايه عمر الفصل الأخير

21

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

أسرعت زينب بأقدام هلاميه تجاه ايهم الذي وقف ببهو المشفي الذي نعمل به بينما بالكاد تستطيع أن تستجمع دماءها التي هربت من عروقها ما أن أخبرتها أحدي زميلاتها أن زوج ابنتها بالاسفل يريدها بأمر هام 

لتسأله بلسان ثقيل : ايه ياابني ...غرام ....غرام حصل لها حاجه ؟!

قال ايهم برفق شديد ممزوج بالاعتذار : لا خالص اطمني ...انا متاسف لو قلقتك بأني جيت 

تلهفت زينب لمعرفه سبب مجيئه لتعفيه من اي اعتذار : مش مهم ياابني ...طمني بس في ايه 

قال ايهم برفق ممزوج بابتسامه هادئه : قولتلك اطمني مفيش حاجه .....الاول قبل اي حاجه كل سنه وحضرتك طيبه 

نظرت له زينب بعدم استيعاب لتتلهف للمزيد فيتابع ايهم وهو يقودها للخارج : تاني حاجه وسبب اني جيت واستأذنت ليكي تاخدي النهارده إجازة هو اني بعد اذنك اخدت الولاد وغرام وحبيت كلنا نتسحر سوا !

التقفت زينب واخيرا أنفاسها وهي تجلس في السياره التي فتح لها ايهم بابها وانطلق بها 

التفتت زينب اليه تنظر لحظات الي جانب وجهه قبل أن تقول بتمهل : انت جواك بني ادم شهم وطيب وحنين ياابني .....صمتت لحظه قبل أن تتابع : مكانش ليك ابدا تمشي في الطريق اللي كنت ماشي فيه 

ابتسم ايهم لها ومازالت عيناه متركزه علي الطريق أمامه 

بينما يجيب بهدوء : محدش بيحب الغلط وكل واحد له أسبابه ياست زينب 

اومات زينب وقالت بعتاب لطيف : معلوم 

هز رأسه ومرت لحظات صمت مجددا قبل أن تقول زينب باستدراك حتي لا تترك في قلبه غصه لأنها انتقدته : اعذرني ياابني علي الكلام اللي قولته 

هز رأسه بتهذيب : ولا يهمك يا ست زينب ....تنهد وتابع : انا عارف اني غلطت كتير بس كانت بناتي اهم عندي من اي حسابات تانيه 

اومات زينب له قائله : ربنا يخليك ليهم !

أوقف ايهم السياره جانبا والتفت الي زينب يسألها بعفويه : غرام بتحب حلويات ايه ؟

لاحت ابتسامه في عيون زينب بينما تجيب بمغزي : هتحب اي حاجه من ايدك ياابني 

ابتسم لها ونزل ليعود بعد قليل حامل علبتين من الحلوي الخاصه برمضان يضعهم في السياره بالخلف ثم يعود لينطلق الي المنزل الذي عمه الهدوء بينما نامت الفتيات ونام اخوه غرام التي بقيت جالسه علي الاريكه تستند برأسها الي مرفقها وقد غفت أمام التلفاز .....فتح ايهم الباب بهدوء ودخل وهو يقول بلياقه وترحيب : اتفضلي يا ست زينب 

دخلت زينب بخطي متردده لتفتح غرام عيناها علي تلك الأصوات بينما قال ايهم برفض حينما انحنت زينب تخلع حذاءها : ادخلي ياست زينب 

رفضت زينب وخلعت حذاءها ودخلت لتخرج غرام من غرفه المعيشه بنفس اللحظه وتقف مكانها بعدم تصديق حينما رأته يدخل برفقه والدتها ....ركضت تجاهها تحتضنها وكأنها اشتاقت لها سنوات : ماما 

بادلتها زينب الاحتضان وهي تقول بفرحه : جوزك ربنا يسعد قلبه جابني عشان نتجمع كلنا اول سحور 

نظرت غرام إليه لت نفسها تحتضن والدتها مجددا بدلا من أن تنساق الي الانثي المتلهفه بداخلها للارتماء بين ذراعيه وأخباره كم هي سعيده لكل لفته طيبه يقدمها لها !

.............

: تحبي اساعدك ؟!

شهقت غرام بفزع حينما استشعرت أنفاسه الساخنه تضرب عنقها وهو يتوقف خلفها 

قالت بتعلثم وهي تتهرب من تلك الحراره التي ازدادت 

من مجرد اقترابه : لا ...انا ..انا خلصت 

قالت وهي تغلق الموقد : هصحي اخواتي وحلا وهنا وماما صاحيه بتقري قرأن 

قال ايهم بابتسامه : طيبه اوي الست زينب 

اومات له ونظرت إليه لتضرب الحمره وجهها حينما قال باعتراف : وانتي طالعه ليها طيبه اوي 

ختم كلماته بابتسامه أثره بينما اتجهت مسرعه لتخرج من المطبخ ليوقفها : غرام 

التفتت له ليتهرب بنظراته وهو يتظاهر بأنه متشاغل بتقطيع الخيار 

: وجودك عامل فرق في البيت 

لم تستطيع أن تخفي ابتسامتها التي أضاءت وجهها وجعلتها تقف كالبلهاء تتطلع إليه والانثي بداخلها تتلهف لسماع المزيد ....استشعر وقوفها ليدير رأسه إليها فتتواجه عيناه بعينها الحالمه ليرسل لها ابتسامه تدرك بعدها أنه لن يقول أكثر ومجددا يتكرر المشهد فقلبها الغر يقفز بين ضلوعها وابتسامتها الحالمه لاتبارح وجهها 

ليدور حديث بين عيونها وعيونه طوال وقت الطعام وعيون الجميع مفغمه بالنعاس لتقوم حلا وهنا ركضا الي فراشها كما فعل اخوه غرام الذين اخدتهم زينب بينما بدأت غرام تجمع الطاوله 

قام ايهم خلفها قائلا برفق : سيبي انا هنضف انتي تعبتي النهارده ارتاحي 

هزت راسها ويدها تواكب يده في جمع الاطباق : مش تعبانه 

وبالفعل كانت كمن دبت فيها الحياه من تلك الكلمات التي تتمني لو يكملهم فتجد ما يداوري جرح كرامتها ويروي عطش قلبها المحب فتجد ما يجعلها تبقي 

انتهت مع صوت اذان الفجر لتتجه قدميها الي الغرفه تبحث عن اسدالها الذي أخذته من علي طرف المقعد بهدوء حينما وجدته يصلي في زاويه الغرفه 

انهي ايهم صلاته واتجه الي الفراش ينتظرها بينما ظنها تصلي كل هذا الوقت ولكن الوقت طال 

عقد حاجبيه حينما خرج ووجدها تمددت علي الاريكه بغرفه المعيشه 

جثي علي ركبتيه امامها يناديها بصوت خافت : غرام 

فتحت عيناها لتجد وجه مقابل لوجهها فتتبعثر أنفاسها : نايمه هنا ليه ؟

تبعثرت أنفاسها وهي ترجع راسها للخلف : انام فين 

قال ببديهيه : في اوضتك 

تقابلت أعينهم لتعاتبه أنه يتعامل بتجاهل لما ماحدث متخذ طريق سهل بينما الاعتذار أو تطيب خاطرها اسهل 

لتبعد عيناها عن عيناه وتقول باقتضاب: شكرا انا مرتاحه هنا 

: مرتاحه ازاي 

قالت بانفعال وهي تشيح بوجهها عنه : زي الناس 

نظر لها ايهم بامتعاض هاتفا : مالك بتتكلمي بعصبيه ليه كده؟!

قالت دون مراوغه : عشان انت تعصب 

رفع حاجبه باستفهام : نعم 

اعتدلت جالسه وعقدت ذراعيها حول صدرها : اه اللي سمعته ..جاي تتعامل معايا عادي وواقف تساعدني في المطبخ وجايب ليا حلويات ...عقد حاجبيها لتنظر له وتهز راسها : اه ماما قالت ليا انك جبتها عشاني 

أراد أن يضحك علي طفولتها وبرائتها ولكن امام وجهها الغاضب تمسك بثبات ملامحه بينما تتابع غرام بحنق : ودلوقتي جاي تقولي قومي نامي في اوضتك 

لا لا انت كده بتنرفزني 

قال بمرح يتحايل به علي انفعالها : نامي في أوضتك بتنرفزك 

اومات له وقالت بجديه : اه عشان معناها ارجعي وكأن مفيش حاجه حصلت 

وقبل ما تكشر وتقولي وبعدين ياغرام ولا انتي عاوزة ايه ياغرام 

هقولك مفيش بعدين الا لما قبلين يتصلح واقعد مع نفسك فكر انا عاوز ايه 

زم شفتيه ورفع حاجبه قائلا بمراوغه : بقي اقعد مع نفسي افكر انتي عاوزة ايه .. ده واضح انك لسه عندك طاقه تتخانقي مع اني مرضتش اسيبك زعلانه وروحت جبتك من بيت مامتك بدل المره اتنين 

هزت راسها بحنق من تبسيطه للأمر : مش بنتخانق وبلاش تطلعني غلطانه عشان انت الغلطان 

اوما لها قائلا : لو هترتاحي اني غلطان ماشي يا غرام انا غلطان يلا قومي نامي مكانك 

هتفت بغيظ : ايه اللي هو انا غلطان طيب غلطان في ايه بقي ..... 

نظرت له بغيظ لتتابع بحنق : شوفت بقي انك بتاخدني علي قد عقلي ....طيب انا مرتاحه هنا وكمان بكره هروح مع ماما 

اشاحت بوجهها وتابعت بعتاب : طالما انا كل مره باخد الخطوة وانت مش بتساعدني 

تنهد ايهم بقله حيله أمام دلالها من وجهه نظره : كل ده ومش بساعدك ....هو مين اللي قصر المسافه وراح يرجعك 

اومات غرام والتفتت له بمواجهه: أيوة بس من غير ماتقول حاجه 

مال ايهم عليها لينهي الجدل وهو يحملها ويتجه بها الي غرفتها لتهتف به غرام بغيظ : اوعي نزلني ...انا مرتاحه هنا 

قال ايهم وهو يداعب أنفها بأنفه : وانا مش مرتاح 

: ليه ؟! 

قال وهو يضعها بوسط الفراش الوثير : هيكون ليه ...عشان انتي حامل وحرام تنامي علي الكنبه

قبل أن تهم بالمغادرة وضع كلتا ذراعيه حولها يمنعها بينما ينظر في عيونها قائلا بصبر : ها بقي عاوزة ايه 

اشاحت بوجهها تتهرب من سيطره مشاعرها عليها أمامه لترتسم ابتسامه هادئه علي شفتيه بينما يرفع أحدي ذراعيه ويمرر يداه علي خصلات شعرها يبعدها عن وجهها قائلا بصوت هامس : عاوزاني اقولك حسيت أن حاجه نقصاني من غيرك وحسيت أن البيت كئيب من غيرك ......لأول مره يضع يده علي بطنها بينما يتابع باعتذار : وحسيت اني مقصر في حق أبني

التفتت له غرام بوجه احمر من فرط ضربات قلبها : يعني ...يعني 

قال ايهم وهو يمسك يدها ويكمل جملتها : يعني انتي عارفه كل ده من غير ما اقول 

قالت بهيام : محتاجه اسمع 

قال ايهم بجديه : انا مش بتاع كلام .....

طبعي كده ياغرام اقبليه و اقبلي اني عمري ما هفرض وجودي عليكي ابدا وهفضل دايما سايب ليكي مساحتك اللي تحررك مني عشان لو ندمتي في يوم 

قالت باستنكار : ايه اللي بتقوله ده 

انا مش ممكن اندم .... نظرت إلي عيناه وتابعت بعتاب : انت بتصرفاتك اللي بتخليني اندم ...اوعدني انك مش هتتصرف تاني وكأني ولا حاجه 

كما أخبرها أنه ليس ممن يقولوا كلمات ولكنه وعدها : حاضر ياغرام 

............

...

ضمت زينه حولها وشاحها الثقيل الذي أحاط كتفها بينما لفتحها نسمات الهواء البارده وهي واقفه في الشرفه تتطلع من وقت لآخر الي ساعتها ....تقلب عاصم في فراشه ليستشعر عدم وجودها بجواره ....فتح عيناه ونظر حوله ليلمح تطاير الستائر الحريريه 

التفتت زينه إليه حينما أحاط ظهرها بذراعيه ووضع رأسه في عنقها هامسا: لسه منمتيش

هزت زينه راسها قائله : لا ... مستنيه عمر 

سألها بجبين مقطب: هو لسه مرجعش؟

هزت زينه راسها قائله بأمل : اكيد زمانه راجع والمره دي يرجع مبسوط من عند وسيله أن شاء الله

كذبت قلبها الذي لا يخبرها بهذا ولم يرد عاصم أن يؤكد ظنونها فالوقت مبكرا كثيرا لتتجاوز تلك الفتاه ماحدث بينها وبين ابنه والذي ربما يجهل كثير من تفاصيله ولكنه يري اثاره علي ملامح الفتاه 

التفتت زينه بحماس لدي رؤيتها انوار سياره عمر تنير الفناء لتقول وهي تركض للداخل

: عمر رجع هنزل اشوفه عمل ايه 

تباطأت خطواتها الراكضه بينما رأت عمر يدلف من الباب بكتف مهدل ونظرات كسيرة ليخفق قلبها بشفقه تجاهه بينما تسأله بحنان: ايه اللي حصل يا حبيبي ؟

توجع قلبها من الأجل الانكسار الذي مليء نبرته وهو يختصر ما حدث في النتيجه : مفيش فايده 

مررت زينه يدها علي كتفه بحنان جعل عمر يشفق علي نفسه فأخذ انكساره وتواري بغرفته التي بقي بها اليوم التالي بأكمله لم يبارحها 

قبيل العصر دخلت زينه إليه تحمل ابن أخيه الصغير قائله : حبيبي اصحي عشان عصومي الصغير زعلان منك يااونكل عمر 

حن قلبه لابن أخيه الذي لم يقضي معه الكثير من الوقت ليمسكه من بين يدي زينه ويتجاوب معها وهو يداعبه : زعلان ليه ؟!

قالت زينه بمرح : يعني اول رمضان للقمر ده معانا وقولت اونكل عمر هيجيب له فانوس ومحصلش له حق يزعل ولا لا 

ابتسم عمر من بين الغصه التي ضربت قلبه بينما أخذته الذكريات لكل ماشعر به مع دنيا ليقول بملامح حزينه : 

له حق يزعل 

ابتسمت زينه له قائله بتشجيع : طيب قوم بقي وانزل اشتري له فانوس وكمان هات لابن جوري عشان تديهوله علي الفطار 

قال عمر بتسويف بينما لا يريد مبارحه مكانه : حاضر بس بعدين 

غلبته غصه حلقه بينما يتابع : كان نفسي تكون معايا النهارده 

نظرت له زينه بحنان قائله : عمر انا حاسه بيك يا حبيبي وعارفه انك موجوع وكل حاجه حواليك محسساك انك ناقص من غيرها بس انت لازم تقبل أنها محتاجه وقت 

هز عمر رأسه قائلا برفض أن يصدق الامل : مقالتش كده .....رافضه وقافله كل الطرق في وشي 

قالت زينه بتبرير : غصب عنها ياعمر 

نظر لها عمر بيأس قائلا : اشمعني انتي سامحتي .... هي ليه مش عاوزة تسامح 

قالت زينه برفق : عشان أنا مش هي .....انا مش مقياس ياعمر

أنا معشتش الي هي عاشته ولاهي عاشت اللي انا عيشته كل واحد وله ظروف 

تنهد وقال بأسي وندم : جايز لو البيبي عاش كان في حاجه تربطها بيا 

ربتت زينه علي كتفه بحنان قائله : متقولش له ...ربنا له حكمه وجايز عشان ترجع لك عشان هي عاوزة مش عشان هي مضطره 

قال بيأس : بس انا اتغيرت ....والله عشانها اتغيرت 

اومات زينه له قائله : عمر يا حبيبي انا مش هقولك انت اتغيرت بس هقولك انت سيطرت علي الجانب الوحش اللي فيك وده عامل فرق ليك قبل ما يكون لوسيله 

كمل كده وسيب كل حاجه للوقت 

هز رأسه بأسي : مش قادر يا ماما 

قالت زينه برفق : عيبك انك مستعجل علي طول ولازم تسيطر علي العيب ده كمان .....

هي لو كانت مستعده كنت هتحس بكده بلاش تضغط عليها واديها وقتها 

...........

....

صداع ضاري فتك برأسها لتشعر بيد جدتها الحنونه تمررها علي رأسها قائله : سلامتك يا حبيتي هو أول يوم صيام كده 

ابتسمت وسيله لها قائله : انا كويسه يا تيته 

نظرت لها امتثال باستفهام بينما تنظر إلي عيناها : يعني مش زعلانه من اللي حصل امباررح

هزت وسيله راسها بيقين : لا انا مرتاحه كده ....ده الصح 

.........

........


عقدت غرام حاجبيها في الصباح بينما هتفت زينب بأطفالها الذين ملئوا المنزل بالبهجه يلعبون مع هنا وحلا 

: يلا يا ولاد البسوا عشان نمشي 

قبل أن تنطق كان ايهم يقول برفض وهو ينزل أخيها الصغير من علي ساقه بينما كان يلاعبه : لا تمشوا ايه ...لا يا ست زينب احنا هنفطر كلنا 

قالت زينب باعتذار : معلش ياابني يابخت من زار وخف واحنا بايتين هنا من امبارح 

قال ايهم ببساطه : انتوا منورين ...خليكوا ياست زينب 

قالت زينب بلياقه : معلش ياابني اعذرني .... انا بحب انزل اصلي التراويح في المسجد اللي تحت البيت ودي عاده ليا في رمضان 

أمام إصرار زينب قال ايهم بلياقه : زي ما تحبي ....هقوم البس عشان اوصلكم 

هزت زينب راسها : متتعبش نفسك 

أصر ايهم ليتجه الي غرفته بينما تهربت غرام بنظراتها من والدتها التي نظرت لها باستفهام عن موقفها وما تغير به لتقول غرام بتعلثم : ماما ...انا مش هرجع معاكم وهفضل في البيت هنا 

نظرت لها زينب بطيف ابتسامه لابنتها التي كل يوم بحال ومازالت صغيره تتقلب من حال لحال 

: متاكده ياغرام يعني مش بعد يومين هتتخانقي وتقولي اتطلق 

هزت غرام راسها بأمل : أن شاء الله لا ....انا اتكلمت معاه وهو وعدني هيتغير 

تنهدت زينب قائله : وانتي كمان لازم تتغيري ياغرام ....جوزك موقفه ثابت ودورك انتي اللي ترسي علي بر

قالت غرام باحراج : انا بحبه يا ماما ونفسي اعيش مبسوطه 

قالت زينب وهي تربت علي كتف ابنتها : انا مش هتدخل في قرارك ولا حياتك مع انك كل مره بترجعي من نص الطريق بس علي الاقل خدي نصيحتي وطالما انتي حابه جوزك وبيتك وبناته يبقي اعملي لنفسك وجود ووجودك مش بالخدمه ابدا ...خليه يحس بقيمتك وقدري نفسك وكملي تعليمك واياك تفرطي في شهاتك ولو الظروف سمحت تشتغلي اشتغلي حتي لو اي حاجه تخلي ليكي مساحه 

خليه يشاركك حياته وهمومه اتكلمي معاه وقربي من دماغه وقولي الي جواكي و خليه يشيل همك ويحس بيكي ....اشغليه بيكي 

تنهدت زينب وتابعت بإقرار : عشان الست اللي شايله كل حاجه عن جوزها بتظلم نفسها وبعد سنين ترجع تزعل لما تلاقيه شايل هم زميلته ولا قريبته عشان اتعود أن من مراته أنها مش مشيلاه هم ...المثل اللي قال جوزك علي ما تعوديه مش غلط ....لو عودتيه انك مالكيش لازمه حتي لو شايله كل حاجه هيتعود علي كده ولسه مفاتش الأوان أنك تتغيري 

يارب يا بنتي يصلح حالكم 

.........

....

لم تستفيض وسيله في الحديث مع جدتها فكانت بحاجه لأن تحرر كل ما في صدرها مع طبيبتها التي سألتها : القرار ده من جواكي ولا اخدتيه عشان جدتك 

قالت وسيله بيقين : عشاني انا ....مجرد كلام عمر اننا نرجع لبعض بيخليني احس بخنقه الايام اللي عشتها معاه 

انتي مش متخيله مجرد ما بفتكر الايام دي بحس بأيه 

كنت لوحدي في مكان كبير فيه كل حاجه حلوة بس كنت كأني في سجن ضلمه .....احساس بيخنقني ومش عاوزه ارجع له تاني 

قالت الطبيبه بتوضيح : بس الوضع ده هيختلف بعد ما الكل عرف بجوازكم 

هزت وسيله راسها قائله : مش قادره اقنع نفسي بالعكس مجرد وجودي مع عمر بيرجعني لنفس الاحساس 

انا خايفه من اني اعيش تاني نفس اللي عيشته معاه وأحساس الخوف ده بيخنقني وحسيت اني مرتاحه وحره لما اخدت قراري اني مش هرجعله 

قالت الطبيبه بثناء : حلو انك بدأتي تاخدي قرارات تسعدك 

تنهدت وسيله بارتياح قائله : رفضي خلاني احس اني حره واني صاحبه القرار اكمل في حياتي بالطريقه اللي تريحني وانا حاسه اني مرتاحه بعيد عنه !

لم يكن هذا هو الرفض الوحيد الذي أصرت عليه بل رفضها لمساعي والدتها التي جاءتها بعيون باكيه

: وسيله انا اتغيرت يا حبيتي !!

افلتت نبره وسيله الساخطه علي تلك الجمله التي يظنون أنها اعتذار وتكفير عما مضي : اتغيرتي عشانك مش عشاني .....هو كل واحد فيكم جاي يقولي اتغيرت وفاكر أنه كده عمل ليا جميل .....اتغيرتوا عشان نفسكم وعشان اذيتوا اللي حواليكم بتصرفاتكم ....اتغيرتوا عشان خسرتوا مش عشاني ....ميهمنيش تغيركم في حاجه كل واحد فيكم آذاني وكونه يتغير أو ميتغيرش ده لنفسكم مش ليا !

نظرت سندس الي ابنتها بعتاب ظنت أن لها الحق به ولكن نظرات ابنتها لم تتغير بثبات بينما تختم حديثها : انا استنيتك كتير اوي ...استنيت يكون ليكي دور في حياتي جيت ليكي وانا محتاجه حضن امي بس انتي متستاهليش حضن ابدا ....انا ماليش غير الست دي 

أسرعت ترتمي بحضن جدتها التي ضمتها لها بحنان ونظرت الي سندس بكمد قائله : كفايه يا سندس ومش كل شويه تقلبي عليها المواجع ...انتي نمتي وانتي مرتاحه كتير اوي ...سيبيها هي كمان تنام مرتاحه وتنسي كل كسره النفس والخاطر اللي حسيتهم !

...........

....

واكبت لميا خطوات ريم الي داخل المنزل وهي تقول بسعاده : مبروك يا ريمو 

قبل أن تقول ريم شيء كانت ملامح وجهها تتغير حينما تفاجأت بسلمي جالسه بالبهو في انتظارهم والتي سرعان ما لمحت ما كانت تقوله لميا لتسألهم بفضول وهي تري الابتسامه مرتسمه علي وجوههم : شكل في خبر حلو ....خير يا ريم 

اشاحت ريم بوجهها وبعفويه وضعت يدها علي بطنها هاتفه : انتي اللي خير يا سلمي جايه ليه !!

رمشت سلمي باهدابها بحرج تفكر أن كان ظنها صحيح لتزجرها لميا بحنق : خير يا سلمي جايه ليه بعد اللي اخوكي عمله 

تنهدت سلمي قائله وهي توجه حديثها لريم : ريم نديم كان مضغوط الفتره اللي فاتت بس هو بيحبك وانتي عارفه 

هزت ريم راسها بجديه قائله : لا مش عارفه 

نظرت لها سلمي برفض قائله : لا عارفه يا ريم ...اقتربت منها وتابعت : نديم نسي ليكي حاجات كتير انسي انتي كمان اللي عمله وسامحيه 

تنفست ريم بضع مرات بينما فهمت تلميح سلمي لترفع راسها بكبرياء قائله قرارها : مش واحده قصاد واحده يا سلمي .....لو نديم نسي زي ما بتقولي مكانش عايرني ولا اتهمني اتهامات زي دي 

..........


عقد نديم حاجبيه وهب من مكانه يسأل أخته بلهفه : هي قالتلك ؟!

هزت سلمي راسها قائله : لا ...انا فهمت وحسيت بكده ولما سألتها رفضت تقولي إذا كانت حامل او لا 

وطبعا مش مدياني اي فرصه اتكلم أو اصلح اللي بينكم 

.........

...

طاحونه افكار كل فكره يشرد فيها كثيرا حتي ترتسم بسمه امل علي شفتيه وهو يتخيل أن نهايه المشهد ستكون بعودتها اليه 

لم يغفل عن كلمه قالتها وظن أن بها مفتاح لعله يفتح الباب المغلق بينهما لذا سرعان ما قام من مكانه واتجه الي منزل بسنت صديقتهم القديمه 

توقف لدي الباب بانتظار أن تفتح له لتتفاجيء بسنت برؤيته وسرعان ما تعبر عن استياءها لرؤيته وتقول بعتاب : ينفع اللي عملته ده ياعمر ....ازاي تاخدها من هنا بالطريقه دي !

تجاوز عمر اي تبرير أو شرح ليدخل بصلب الموضوع : بسنت انا محتاج منك خدمه !

لم تتردد بسنت بالرغم من القاءها لبضع كلمات توبخ بهم عمر والذي لم يدخل بتفاصيل إلا أنه يريد ارضاءها 

زينت البسمه شفاه بسنت التي تنهدت وهتفت بلهفه حينما أتاها صوت وسيله : سيلا اخيرا وصلت ليكي 

بادلتها وسيله اللهفه : بسنت وحشاني جدا 

قالت بسنت بابتسامه : وانتي اكتر ...فينك يا سيلا كل ده 

تنهدت وتابعت : اخيرا لقيتك وشوفي رسالتي 

اخذها الحديث قليلا مع صديقه الطفوله التي قالت بحماس : دفعتنا هتتجمع في فطار بعد بكره عشان نتقابل كلنا ونشوف بعض انتي اكيد جايه ....احنا جمعنا بعض وهيكون يوم حلو اوي 

ترددت وسيله من تلك الدعوه المفاجئه ولكنها شعرت بسعاده ورغبه في رؤيه أصدقائها القدامي وتجديد الحنين والذكريات : فكره حلوة ...بس ....قاطعتها بسنت برفض : مفيش بس هتيجي يعني هتيجي أن شاء الله

هبعتلك المكان اللي هنتجمع فيه 

أغلقت وسيله الهاتف ورفعت عيناها الي السقف تفكر هل تذهب أم لا لتقرر أنها تريد استعاده ذكرياتها واللقاء باصدقاءها بعد طول عزلتها عمن حولها 

لمعت عيون عمر بلهفه يترقب رد بسنت التي وقف علي باب منزلها قبل ساعه يترجاها أن تحاول إقناع وسيله وهي لم ترفض 

: قالت جايه ؟!

اومات بسنت : متردده بس اعتقد جايه أن شاء الله

نظرت إلي عمر بتساؤل : بس انت هتعرف تجمع صحابنا في الوقت القصير ده ....الفطار بعد بكره 

اشتعل الحماس بعروقه قائلا : هرتب كل حاجه انتي بس اوعي تقولي لوسيله اني جاي أو ليا علاقه بالموضوع 

ابتسمت بسنت له قبل أن تقول بعتاب : والله لولا شايفه في عينك اد ايه بتحبها انا مكنتش كذبت عليها خصوصا بعد ما شوفتك بتاخدها من عندي بالطريقه دي 

نظر لها عمر باعتذار : معلش اني لجأت ليكي بس مضطر ....تنهد وتابع : نفسي أسعدها بأي طريقه يا بسنت 

ضحكت بسنت قائله بمرح : وهي الهدايا قصرت معاك في حاجه ....ورد وهديه حلوة ياعمر 

تنهد عمر قائلا بأمل يائس : ياريتها بالبساطه دي !!


............


زم نديم شفتيه وهتف باحتدام : بسألك انتي حامل ولا لا 

ترددت ريم لحظات قبل أن تستجمع كل ثباتها وقد أخذت قرارها الذي ستدعمه الي النهايه لتنظر اليه بثبات هاتفه : اه ...رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت : بس مش معني اجابتي دي أن في أي كلام تاني بينا ممكن يتقال ...!

نظر لها نديم باستنكار : يعني ايه ؟!

قالت ريم وهي تنظر له بثبات : يعني قراري نهائي انا مش هعيش معاك تاني 

هتف بسخط : حتي وانتي حامل مصممه علي الطلاق 

اومات ريم دون أن تتراجع ولو قيد انمله: مش هسمح لأي حاجه تجبرني ارجع لواحد غلط فيا واهانني بالطريقه دي 

اخيرا جاء دور رشدي الذي جلس يشاهد ما يحدث بتمهل بعد أن ترجته لميا أن يثق في قرار ابنته : أظنك سمعت قرارها 

نظر له نديم بسخط ليلتفت الي ريم ويهتف بوعيد : مش هسيبك تبعدي ابني عني ...هاخده منك 

لم تهتز لها شعره لوعيده : القانون هيديني حضانه الطفل ولما يكبر من حقه يقرر يكون مع مين واصلا انا معنديش اي نيه احرمه منك او احرمك منه ...ابنك ولما يجي بالسلامه أن شاء الله تقدر تشوفه في أي وقت وياريت الانفصال يكون بشياكه من غير محاكم أو مشاكل !

أغلقت أمامه كل الابواب ولم يجد إلا باب الندم ليعبر منه ! 


.........

نفس ثقيل سحبه شافع الذي اجاب علي مكالمه عمته والتي تدخلت لتكون واسطه للصلح بينه وبين زوجته لتقول نبره حازمه لشافع الذي تعتبره كأبنها وتفتخر به طوال عمرها كما تفتخر بزوجته وتحبها وتقديرها كما يحبها هو ويقدرها : ايه يا دكتور برضه ام بناتك تسيبها كل الوقت ده زعلانه ...انا مرضتش أتدخل بينكم بس الوقت طال فقولت اكلمك 

تفاجيء لا ينكر بوجود هدي عند عمته بينما لم يتخيل أن تجروء علي الذهاب الي هناك ولكنها كانت واثقه بأنه لن يهز صورتها أمام عائلته 

لذا وقف امامها يتطلع لها باحتقار ممزوج بالوعيد : لو فاكره اني ساكت عشانك وانك كده هتضغطي عليا تبقي بتغلطي تاني 

هزت هدي راسها واسرعت ترتمي اسفل قدمه برجاء وهي تبكي : والله لا يا شافع ...تهدج صوتها بينما ترفع إليه راسها : انا جيت هنا لأهلك عشان ماليش مكان غيرك 

ومقدرش ابعد عنك ....سامحني يا شافع وانا هعيش عمري أكفر عن غلطتي في حقك 

مال شافع ليمسك ذراعها بقوة ويوقفها ناظرا إليها بغضب شديد : تكفري عن ايه ولا ايه ....نظر لها باحتقار وتابع : تفكري عن كذبتك عليا طول السنين دي ولا عن كذبك الجديد اللي خلاني اشوف وشك الحقيقي .....وشك اللي خلاكي تدمري حياه واحده تانيه عشان حياتك انتي ....كذبتك اللي خلتيها تشاركك فيها وتدمر حياه ناس تانين 

دفعها بعنف وتابع باشمئزاز شديد : انا بقيت بقرف ابصلك حتي مش اني اسامحك 

حاولت أن تلحق به ولكنه تابع خطواته بحزم لتلحقه عمته التي كانت تقف لدي الباب : ياولدي انت رايح فين ....استهدي بالله 

هتف شافع وهو يلتقف أنفاسه : ونعم بالله يا عمتي ...التفت لها وقال بجديه : لو بتعزيني صح بلاش تتكلمي معايا في الموضوع ده ...الست دي أنا طلقتها ومفيش اي حاجه تربطها بيا الا البنات والاحسن لها تبعد عن طريقي خالص 

استمعت هدي لآخر تحذير قبل أن ينصرف لتنظر لها عمته بحيره متسائله : لو اعرف بس يا بنتي ايه اللي حصل وخلته يعمل كده !

خفضت هدي راسها بخزي فماذا يمكنها أن تقول للمرأه التي ستنبذها فورا أن عرفت الحقيقه !

...........

....

بحسره حاولت ثراء جذب أقدامها وهي تمر أمام المكتب الذي كانت تعمل به بينما تلمح روضه مازالت جالسه تعمل بجد والجميع مضي بحياته ماعدا هي من تكبدت خسائر هائله ....نظرت نيهال إليها باستفهام : خير !

: محتاجه اقابل مستر عاصم ضروري 

ترددت نيهال ولكنها ابلغت عاصم الذي نظر لها باستفهام عن سبب مجيئها لتدخل ثراء دون مراوغه في صلب الموضوع الذي أتت من أجله والذي ظنته اخر ورقه رابحه قد تعوض بها خسائرها : انا عاوزة تعويض !

رفع عاصم حاجبه بعدم فهم : مش فاهم 

قالت ثراء بجديه دون مراوغه : انا خسرت شغلي ومستقبلي بسبب ابنك اللي لعب بيا وعاوزة تعويض 

التوت شفاه عاصم بسخريه : كملي ...والا ؟!.

هزت ثراء كتفها بينما تركت والا مفتوحه ظنا منها أنه سيعوضها بمبلغ لن يمثل له شيء أمام فضيحه ربما تفتعلها ليتنهد عاصم وينظر لها لحظات قبل أن يقول بحزم : بصرف النظر عن اني مش بتهدد ولا هقول الكلمتين دول عشان خايف منك مثلا بس هقولك الكلمتين دول عشان بس جايز تفوقي بيهم ....يا ثراء انتي خسرتي عشان طمعتي ...عشان فكرتي انك ذكيه وتقدري تاخدي كل حاجه حتي لو مش من حقك .....ابني لعب بيكي عشان انتي كان ليكي طموحات تلعبي بيه 

وخسرتي شغلك عشان فكرتي انك كل ما تدوسي علي غيرك هتعلي واخر كلمه هقولهالك برا ! 


.........

....

مرت بضعه أيام ولكنه بكل مره يراها يشعر بفقدان وافتقاد يعادل سنوات لتلمع لهفته في عيناه وهو يتجه ناحيتها بينما بالكاد كانت تستشعر حنين لقاء أصدقائها بعد سنوات لتبدأ ابتسامتها بالتلاشي حينما وجدته يتجه ناحيتها ....مد يداه إليها وهو لا يصدق أنه يصافحها كالغرباء : ازيك يا وسيله ؟

ترددت وسيله قبل أن تمد يدها تجاهه وتسحبها بسرعه ليبدو شعور عدم التقبل واضح علي ملامحها لقربه وكم كان شعور قاتل ليسأل نفسه الف مره ماذا فعل بها ليستحق كل هذا النفور ؟!

لم تكن بحاجه لذكاء لتقرء ما كان عليها فهمه من بدايه اتصال صديقتها بها ولكن وقتها لهفتها لتعويض ما فاتها جعلها لا تذهب الي الظن أنه وراء كل هذا 

ليخرج سؤالها فارغ : انت اللي عملت كده ؟!

قال عمر كطفل صغير يترجي والدته الصفح : كنت عاوز اشوفك 

اشاحت وسيله بوجهها كما بدأت تتحرك خطوة بعيدا عنه تنتوي المغادره ليسرع عمر تجاهها يمسك ذراعها ويوقفها: وسيله استني 

ابعدت ذراعها عن لمسته لتصطدم عيناها بنظراته المنكسره بينما يقول بأسي شديد : للدرجه دي يا وسيله بقيتي تكرهيني 

اغمضت وسيله عيناها وسحبت نفس عميق وزفرته بينما تقول بحزم : هكرهك ياعمر لو رجعت تضغط عليا زي ما كنت بتعمل ....فتحت عيناها ونظرت إليه واعادت كلماتها : قولتلك بطل اللي بتعمله عشان مفيش فايده ...كل ما بتضغط عليا بتخنقني 

قال عمر برفق وهو يبتلع كلماتها : انتي قولتي نرجع أصحاب زي زمان ...صح 

نظرت له بحنق ليبتسم لها بانكسار : قولتي كده صح !

رفضت الاجابه ليتابع عمر برجاء : انا عارف اني استاهل اكتر من كده بس انتي مش قاسيه انك حتي تستكتري عليا اشوفك ونتكلم 

هزت راسها بحنق : نتكلم في ايه ؟!

قال عمر برجاء : في اللي بيننا يا وسيله .....مفيش حاجه واحده جواكي تشفع ليا عندك 

طالت نظراتهم لبعض ليري الاسي الشديد بعيناها ...لا تريد أن تذهب الي هذا الطريق الذي بدأ يجعل أنفاسها تضيق لذا سحبت عيناها من أمام عيناه واسرعت تستدير لتغادر ولكن تقدم منهم مجموعه من اصدقاءهم القدامي يقطعون حديثهم ويقطعوا علي وسيله مغادرتها بينما يهتفون : يلا يا جماعه الفطار قرب 

لم يخفي اهتمامه بها عن جميع من حولهم بالاضافه الي نظراته التي تكاد تلتهما كما بدء بالتهام الطعام بشهيه فقدها الايام الماضيه ليهمس لها بابتسامه طفل صغير : تعرفي ان دي اول مره أفطر من اول رمضان 

تهكمت وسيله هاتفه : صايم بقالك اسبوع !

هز رأسه قائلا بمرح : لا طبعا بس اول مره اكل بنفس عشان شايفك 

مد يداه ليضعها فوق يدها ولكن وسيله سرعان ما سحبت يدها لتصطدم بكوب الماء وسرعان ما يهب عمر ليمسح قطرات المياه عن ملابسها وعن الطاوله ليشاكسهم أحد اصدقاءهم بصوت عالي : انا قلبي حاسس ان ورا العزومه دي خبر حلو .....غمز له صديقه وتابع : ولا ايه يا سيوفي!؟ 

ابتسم عمر وقال بتأكيد وهو ينظر إلي عيون وسيله بينما اعتدل واقفا يتحدث أمام الجميع : خبر جايز مش كلكم تعرفوه ...انا ووسيله اتجوزنا من سنه ....نظر إليها وتابع دون خجل : انا زعلتها كتير وبعتذر ليها قدامكم ومستعد أعمل اي حاجه عشان تسامحني ولو سامحتني هنعمل فرح تاني ونتجمع كلنا 

صفارات وتصفيق وتنهيدات أحاطت بهم أثارت في نفوس الجميع حلاوة الحب ومشاعره بينما كل ما أثارته بداخل وسيله هو الضيق والشعور بالاختناق لأن كل ما يفعله هو خيوط حريريه لامعه مجددا يحيكها حولها ليضغط عليها أن تعود الي ما ابتعدت عنه .... نظر عمر إليها بانتظار رد فعل اي فتاه علي مافعله ولكنه جهل أنها لم تعد مثل أي فتاه بقلب اخضر غر ينخدع بجمال البدايات بل أصبحت مثقله بجروح وقلب مكسور من حسره النهايات لتهتز نظراته أمام صمتها ويبدأ البعض في إبداء التشاغل بأي حديث لتجنيب عمر الحرج الذي جعل ملامحه تتحول إلي كتله ناريه وهو يلحق بها بينما سحبت حقيبتها وغادرت 

امسك عمر بذراعها ونظر بيأس وهتف بمراره وقد اثقله شعور قله الحيله : هو انا المفروض كام مره اعتذر واطلب واترجي انك تسامحيني وترجعيلي 

أحكمت وسيله اهدابها علي تلك الدموع التي شقت طريقها خلال حلقها وجعلت الالم الذي نجحت في رسمه نفور علي صفحه وجهها بينما تنفلت الكلمات من بين شفتيها دون أن تري نصلها الحاد الذي انغرس بقلبه : انا اللي المفروض كام مره اقولك لا مش هرجعلك ....مش عاوزة ارجعلك ياعمر ......اييييه ياأخي ليه مصمم علي حاجه مستحيل تحصل ....خلي عندك كرامه وابعد عني ! 

اوجعته بحق بتلك الكلمات التي مزقت كرامته وكبرياءه اربا ليلوح الالم علي صفحه وجهه ويلمع بعيناه التي تجمدت نظراتها علي وجهها مسدده عتاب قاسي هربت منه وهي تسرع بخطواتها تبتعد عنه ليظل عمر واقف لحظات طويله مكانه قبل أن يستجمع نفسه ويلملم جروحها !

نظر عاصم بأسي تجاه عمر الذي لم يراه سابقا بتلك الحاله التي تجعل قلبه ينشق من أجله حزنا 

مسح علي وجهه وحاول أن يغلق نبرته بالمرح حتي لا يشعر ابنه أنه يشفق عليه : ايه يأست خلاص ؟! 

لم تفلح نبره عاصم المرحه في تغيير ملامح عمر التي ازدادت الما وهو يقول بخزلان : كلامها وجعني !

جلس عاصم في المقعد المقابل لعمر ونظر إليه برفق قائلا : قالت كده من خوفها 

نظر عمر الي ابيه الذي تابع بيقين : خافت من ضعفها قدامك فقالت الكلام ده عشان توجعك فتبعد عنها وتبطل تحاول وبالتالي متضطرش أنها تواجه نفسها وتقف ضدها عشانك 

عقد عمر حاجبيه بينما بدأ الامل يدب في عروقه والتمني يلوح في نظراته وهو يسأل أبيه : تفتكر يابابا ولا بتقولي الكلام ده عشان صعبت عليك 

غلف عاصم نبرته بالمرح وهو يضرب مؤخره رأس ابنه بخفه : وهتصعب عليا ليه يا جحش ....عارفك انك اجمد من كده ومش مجرد كلمتين هيخلوك تتراجع عن حاجه انت عاوزها 

قال عمر بتخلي يائس : بس هي مش عاوزاني

هز عاصم رأسه بيقين : عاوزاك ياعمر بس قلبها لسه مجروح منك ....كمل ياعمر اللي بتعمله !

............

....

لم يعد أمامه طريق واضح ليكمله بينما نفذت كل خططه وفرغت جعبته بينما وسيله كانت هي من عليها أن تكمل الطريق الذي اتخذته وتصر عليه حتي تنتهي منه 

.....تطايرت دقات قلبه وهو يجيب علي مكالمتها التي كانت بضع كلمات مقتضبه تضعه بهم أمام الأمر الواقع : عمر لو سمحت ممكن تجيب والدك وتيجي بيت تيته 

لم يسال بل سرعان ماكان يركض في أرجاء المنزل تسبقه صيحات السعاده وهو يخبرهم أن يستعدوا جميعا وقد فسر مكالمتها بشيء آخر 

: هنروح كلنا نطلبها تاني من جدتها 

حاول عاصم أن يستفهم من ابنه ما تغير من الامس لليوم ولكن فرحه عمر وسعادته وحماسه رفضت اي تفسير آخر لكلمات وسيله التي ظنها راجعت نفسها وهي بالفعل راجعت نفسها وأخذت قرارها النهائي والذي أبلغت به جدتها لتكون معها وتمنت أن يكون وجود عاصم ورقه ضغط علي عمر ليقطع آخر شعره بقيت تربطهم ! 

.......

....


نظرت غرام الي ايهم بابتسامه واسعه : يعني انت عاوزني اجي معاك ؟! 

اوما ايهم ببساطه بينما تلقي من عمر مكالمه يخبره أنه سيأتي معهم الي الاسكندريه لطلب وسيله من جدتها 

لمعت عيناها بالسعاده بينما مجددا لم تتعلم من خطأها بتعظيم اي شيء يفعله وكل ما فعله أنه سياخذها معه لخطبه صديقه 

: والبنات ؟!

قال ايهم برفق وهو يترك ما بيده ويتجه إليها ليمسك كتفها وينظر إليها : انا قولت ليكي انتي ياغرام ولو عاوز اخد البنات كنت قولت ليهم ...يلا يا حبيتي اجهزي 

تسمرت غراز مكانها كالبلهاء بشفاه مفتوحه : قولت ايه ؟!

افلتت ابتسامه من ايهم علي تعبيرات وجهها لتتعلق بذراعه كالطفله الصغيرة : قول تاني قولت ايه 

ضحك ايهم وربت علي كتفها بحنان : قولت يلا يا حبيتي 

كل ما تفعله تفعله بعفويه نعم جذبت قلبه ولكنها شيئا فشيئا بدأت تنسي نصائح والدتها ! 

.......

اهتزت نظرات وسيله وهي تفتح الباب وتجده امامها بحله سوداء انيقه ويحمل باقه من الورود لتبتلع ببطء ما أن رأت كل هذا الجمع معه من عائلته وكان هذا ابسط ما يعيد به كرامتها بأن تطلبها كل عائلته لتتهدج أنفاس وسيله مع كل خطوه يخطوها للداخل ويري ما أعدته له أمام ما أعده لها ...!

نعم اعتصر الوجع قلبها من أجله ولكن رفعت كرامتها رأسها بعدم استكانه لمشاعرها وهي تذكر نفسها بكل ما كانت تعده من أجله وكان يلقاه بغدر بها ويتركها وحدها تعاني الوجع والحزن ! 

رفعت امتثال راسها كما فعل المأذون الذي كان جالس بالانتظار لتنقلب موازينه وهو يري دخول عائله يحملون الورود والهدايا متأنقين وكأنهم قادمين لحفل زواج وليس لطلاق......!!

انكسر قلب زينه التي لم تحتاج لذكاء لفهم ما يحدث اول ما رأت المأذون كما كان حال نظرات عاصم الذي كور قبضته بكراهيه أن يشهد مره اخري علي انكسار قلب ابنه الذي طوال الطريق يتحدث عن احلام ورديه بحفل زفاف وشهر عسل اسطوري وتعويضات لا تنتهي 

نظرت غرام الي ملامح ايهم التي تغيرت بعدم فهم وقد كانت الوحيده بين الجميع التي لا تفهم كيف يمكن أن ترفض فتاه كل ما يفعله رجل مثل عمر من أجلها بينما مازالت تحمل نفس النظره الرومانسيه فقط علي الأمور 

وتجهل أن هناك حسابات أخري غير حسابات القلب يجب أن يسيروا سويا يد بيد !!

تباطأت خطوات عمر ليتوقف بمنتصف الصاله ينقل نظراته بين المأذون وبين وسيله التي نظر لها بخزلان شديد وعتاب أشد وهو يسألها بلسان ثقيل : ايه ده ؟!

سؤال يعرف إجابته ولكنه كان كمن يشغل بداخلها نار الاسي بعتابه المبطن داخل سؤاله لتبتلع وسيله غصه حلقها وتشجع نفسها أنها اختارت الصواب وفعلت ما اقتنع به عقلها وكرامتها دون أن تركض خلف احلام رومانسيه تتركها مع اول خلاف بينهم !

لتقول وهي تبعد عيناها عن عيناه : بنهي اخر حاجه بينا ياعمر ....لو سمحت كفايه لغايه كده انا واخده قراري ومش عاوزة اي حاجه تجمعني بيك !

رمشت امتثال باهدابها ولا تنكر أن رؤيتها له امامها وأمام الجميع بهذا الانكسار اوجع قلبها وارادت أن تأخذه بحضنها كما فعلت زينه التي مهما يخطيء ابنها يظل قلبها يتوجع من أجله ... اخطيء نعم ولكن ثمن الخطيئه ربما كان موجع من وجه نظر البعض ماعدا وسيله التي فقط تري أنها اقتصت منه حقها في كل ما عاشته 

حتي أن القصاص قليل فهي خرجت محطمه من تجربه فاشله عاشتها برفقته اشهر مظلمه وانتهت بأنها فقدت جنينها وفقدت ادميتها وصدقها أمام نفسها حتي انها كادت تدخل الي السجن بعد أن اعمتها رغبتها بالانتقام .....فقدت الكثير وهي أكثر من تحكم علي خسارتها أمام قصاصها ولا يحق لأي منهم أن يحكم بأنه مظلوم ويراها ظالمه طالما لم يعيش ما عاشته !

انهته وانكسر كبريائه و انهزمت رجولته بينما قالتها بكل طريقه ممكنه أنها لا تريده لذا عليه أن يقبل خسارتها ويأخذ ندمه ويعيش به .....انعقد لسانه ولم يستطع نطق اخر كلمه تربطها به والتي أخذ المأذون يسأله أن ينطق بها لتلتقي عيناه بعيناها بنظره اخيره حملت ما حملت من مشاعر يبقي منها ما يبقي في الذاكره : انتي طالق يا وسيله !

............

....

يوم جديد وصباح مشرق ارسلت به الشمس أشعتها علي كل مكان في الأرض تمحي بها ظلمه الليل وعتمته التي مهما طالت يكون خلفها دوما نور ولكن ما لا تستطيع اشعه الشمس تغييره هو عتمه النفوس التي تتوالي عليها الصباحات وتظل بعتمتها .....مرت بضعه أشهر وبكل صباح تخلف كل نفس بكيفيه استقباله .....يقف كل مننا أمام المرأه ويري انعكاس ما بداخله علي ملامحه التي ربما تكون أوقات كثيرة مثاليه فلا نري ما تحمله من هموم تثقل كاهلنا يوما بعد يوم وأوقات أخري تكون ملامحنا مشرقه كما حال الامل بداخلنا .....

وقفت وسيله أمام المرأه تتطلع الي شعرها الذي طالت خصلاته والي عيناها التي استردت لمعتها بينما اخيرا صدقت المقوله التي تقول إن الضربه التي لا تقتلنا تجعلنا اقوي وهي خرجت من تجربتها بوهن يلو الاخر وخزلان يتبعه خزلان حتي طاد أن ينحني ظهرها الذي واخيرا اقامته بقوة حتي أضحي مستقيما قويا يخبرها كل يوم أنه سيتحمل اي ضربه أخري !!

خرجت من غرفتها تنادي بصوتها الذي غرد كصوت العصافير بأذن جدتها التي وضعت القرأن من يدها وأجابت عليها بنداءها  المحبب الي قلبها : نعم يا نور عيني 

جلست وسيله بجوارها وهي تهتف بحماس بينما تخرج رزمه ماليه كبيرة من جيبها : خدي يا تيته مكسب الشهر 

اومات امتثال وهي تتناوله من يدها قائله : ربنا يباركلك يا حبيتي 

تناولت علبه حديديه من جوارها لأحد منتجات الشيكولاته بكل منزل من منازل امهاتنا مثلها تستخدمها كعلبه خياطه أو حصاله أو أي شيء الا كونها علبه شيكولاته 🤣 لتضع بهم الرزمه بجوار مثيلاتها قبل أن تتطلع الي وسيله بابتسامه دون أن تستطيع اغلاق العلبه : ماشاء الله الايراد بتاع المشروع بتاعك كبر مش تحطيهم في البنك احسن 

هزت وسيله راسها قائله بحب وهي تحتضن جدتها التي تمليء كل شيء بركه : لا انا بتفاءل بعلبتك 

ضمتها امتثال لها وقبلت جبينها لتقوم وسيله وتعلق حقيبتها بكتفها قائله : انا هنزل عشان عندي اوردر كبير عاوزة اخلصه 

ابتسمت امتثال لها ورددت دعاءها لها : ربنا يفتح ليكي ابواب الخير!

ولم تكن وحدها من تدعو بفتح باب من أبواب الخير فهاهي غرام تضع يدها علي بطنها المنتفخة وتنظر الي ايهم بحب وتدعو أن يظل باب قلبه ورفقه بها مفتوح 

لينظر ايهم الي ابتسامتها الراضيه بحب وهو يشير لها أن تختار ما تريده لمولودهم لتسحب غرام نفس عميق بينما تنتقي أحدي القطع الورديه وهي تسأله بتردد : انت بجد مبسوط أن البيبي اللي جاي بنت 

التفت أيهم إليها وهو يهز راسه بيأس بينما يجيب علي هذا السؤال يوميا : طبعا ياغرام ...هو كل يوم نفس السؤال ؟!

ضحكت غرام وتعلقت بذراعه لتهمس له بمرح : المره اللي جايه أن شاء الله يكون ولد !

توقفت خطوات ايهم والتفت لها لتنظر له بتوجس بينما ضيق عيناه ونظر إليها بغيظ : قولتي ايه ؟!

قالت غرام بدلال :قولت المره اللي جايه أن شاء الله يكون ولد 

كاد ايهم أن يقضم شفتيه بغيظ منها بينما تتابع وهي تتعلق بذراعه مجددا : هو مش هنا وحلا فرحانين اوي بأختهم اللي جايه وانت كمان مبسوط اوي ...يبقي نجيب بيبي تاني ....ولا ايه 

هز كتفه بقله حيله من تلك الصغيره ليقول بمرح : ولا ايه ؟

ضحكت غرام وواكبت خطواته بينما مازالت تتعلق بذراعه : بهزر معاك ...انا أن شاء الله هستني شويه عشان اكون خلصت دراسه 

ضحك ايهم عليها بينما أصبح يفهم أنها كل يوم برأي وحال ....أوقفته غرام أمام أحدي محلات الحلوي : ايهم هات ليا من ده عشان نفسي فيه !

اخذت غرام تتناول الحلوي بشهيه بينما مازالت تتجول معه وقلبها يرفرف بين جنبات صدرها .....نظرت إلي ايهم الذي توقف أمام أحدي واجهات المحلات لتسأله : في ايه ؟!

أشار لها علي أحدي الأقراط الصغيره قائلا : عاوز اجيب حلق للبنوته 

ابتسمت غرام بحماس لتتسارع دقات قلبها بينما أشار للبائع علي قرط اخر وهو يهمس بجوار أذنها : وطبعا هجيب لأم البنوته !

  ..........

....

دعاء اخر كان ممزوج بتهنئه لريم التي وضعت مولودها قبل أيام وهاهي عائله زوجها يوميا يطلبون منها أن تعود إليه من أجل الصغيره ولكن ردها لا يتغير وقد أغلقت صفحته وهذا الباب دون رجعه لينظر إليها نديم بحسره 

تقطر يوميا بحلقه كما تقطر بحلق عمر ولسانه يردد دعاءه أن يفتح له باب من ابواب قلبها .....!

ابتسامه واحضان مشتاقه من الجميع استقبلوا بها عمر الذي عاد من أداء مناسك العمره هو وعاصم لتسرع شهد تدهل بين الجميع بينما لا تستطيع منع تعليقها وهي تتلهف لرؤيه عمر : لولا شايفاك بالقفطان الابيض عمري ما كنت أصدقها 

ابتلعت باقي كلماتها وهي تشهق بينما القاءها عمر بحقيبه الصغيرة : امشي يابت بدل ما ادعي عليكي وانا لسه راجع من العمره 

بادلته شهد المزاح وهي تتوقف خلف زينه تحتمي بها : وال يعني دعوتك مستجابه !!

زم عمر شفتيه بغيظ واراد أن يركض خلفها ليهز عاصم رأسه بقله حيله : ياابني انت مش هتعقل ابدا 

ضحك سيف واجاب علي أبيه : وهو بقي في عاقل زي ابننا عمر ده بقي واحد تاني 

نظر عمر الي بطن تينا المنتفخه وقال بمزاح : واضح أن في واحد تاني جاي 

تعالت الضحكات التي تغطي قليلا علي ضجيج وجع قلبه الذي يتلظي بنار بعدها واشتياقه لها الذي يزداد يوما بند يوم .....تغير كثيرا ولا ينكر أنه احب نفسه أكثر وهو يري أن العلاقات ماهي الا رد فعل لافعالنا ...قدم الحسن تجد الاحسن وقدم السوء تجد الاسوء ...!

جلس علي طرف فراشه وبدء يفرغ حقيبته لينظر بحسره الي تلك العباءه البيضاء التي اشتراها لها بأمل أنها سترتديها يوما ويؤدون سويا مناسك العمره. ...مازال بداخله امل أنها قد تعود اليه بيوم من الايام وربما هذا الأمل هو ما يجعله يستمر في تطويع نفسه للاحسن 

قطع شروده طرقات شهد التي توقفت علي الباب قائله بمشاكسه : ها بقي جبت ليا الخلاط اللي قولتلك عليه ؟!

ضحك عمر وهز رأسه متبرطما : خلاط ايه وهو انا كنت في ليبيا 

عقدت شهد حاجبيها : يعني مجبتش ليا حاجه 

قال عمر ممازحا : جبتلك سبحه وطاقيه 

زمت شهم شفتيها بغيظ ونظرت الي العباءه التي يمسك بها : امال جايب العبايه الحلوة دي لمين ....اكيد ليا 

هز عمر رأسه واعاد العباءة للحقيبه سريعا لتنظر له شهد وتغمز بشقاوة : يبقي ليها ....تنهدت بحالميه وهي تحتضن يدها: ياااه مين يصدق أن ده عمر السيوفي بتاع ياحياتي ...!

انفجرت ضاحكه وركضت بسرعه بينما اسرع عمر يركض خلفها بضع خطوات قبل يتوقف مكانه تماما كما توقفت حياته منذ أن غادرتها ...!


وهاهي الطرق التي لم تجتمع يوما تكتمل فهاهي كل منهم اختارت طريقها ...... فإحداهما مثل غرام تجاوزت وتابعت من حيث توقفت تأمل نفسها أن هناك دوما امل في التغيير وترضي بكل ماهو قليل برضي يجعلها تشعره عظيم ....! 

وهناك من بقي هناك خيط من الماضي مازال يقيدها كما حال ريم التي بقيت شعره تربطها بالماضي الذي أخذت قرار بعدم العوده اليه  وهناك من لم تعش يوما تلك الحيره واكتملت حياتها بنصفها الاخر الصحيح كما حال تينا التي كانت حياتها مع رجل مثل سيف تقارب المثاليه وكل منهم يري في الاخر نصفه الصحيح 

وهناك من تابعت طريقها دون النظر خلفها كما حال وسيله التي شعرت بحلاوة البدايه الجديده وهي تغلق صفحه الماضي بكل ما بها من اوجاع تغلبت عليها 

وهناك من شعرت أن حياتها توقفت ولا تستطيع إكمالها مثل ثراء التي مازالت تحسب خسارتها دون أن تقتنع أنها من جعلت نفسها خاسره ومثل هدي التي زادت من خسائرها يوما بعد يوم ومثل سندس التي لم تدرك فداحه خسارتها 

وأخريات كثيرات كل منهما تابعت حياتها كيفما رأت وشعرت وحكمت عليها الظروف فكان اصدارنا للأحكام عليهم عبثا ....!

خلصت الحكايه ومش لازم كل حكايه تخلص زي التانيه لأننا بشر وكل واحد فينا له حكم ومنظور للأمور اهم حاجه الطريق اللي نختاره يكون فعلا طريق احنا مؤمنين بيه وفيه راحه لينا 

انتظروا الخاتمه قريبا لحكايه عمر ....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

 هستني منكم تعليق جميل عن الروايه افتكركم بيها ...دمتم سالمين 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

21 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. مبدعه يا رونا معاكي بسافر في حته تانيه خالص اسلوبك هايل

    ردحذف
  2. نهايات واقعيه بتحصل فعلا في حياتنا وفيه كتير مبيعرفش يسامح ويكمل مع اللي جرحه

    ردحذف
  3. رائعه تسلم ايديك احسن ايشي بهاي الرواية انها واقعية

    ردحذف
  4. بجد حاجه عظيمه جدا تحفه

    ردحذف
  5. كان نفسي تبدأ معاه صفحه جديده ،بس يمكن ده احسن ليهم روعه بجد

    ردحذف
  6. حقيقى مفيش ملام يوصف الرواية ابدعتى وامتعتينا دومتى لينا مبدعة

    ردحذف
  7. بجد مش قادره اصدق ان روايه خلصت ايوه صحيح كان نفسى يرجعوا لبعض بس زى ما قولتى ده الواقع بصراحه. يارونا امتى ديما بتبدعى فى كل رواياتك وحقيقى روايه ديه كانت. من اقرب رويات لى قلبى واتمنى يرجعوا لبعض فى الخاتمه عمر صعب عليا اوى وزعلت. اوى عليه. وهو خلاص اتغير ارجوك يارونا رجعيهم لبعض فى الخاتمه نفسى اختم روايه فى اخر رمضان بنهايه سعيده ليهم ♥️🍃

    ردحذف
    الردود
    1. البارت وحش اوي وبعدين هو عمل حاجات كتير اوي اوي عشانها ولازم ترجعله هو عوضها كتير البارت وحش اوي كان نفسي تبقا النهايه سعيده الباراتات الي فاتت كانت كلها حزينه المفروض يتصالحو والله الواحد اتنكد بالله عليكي صالحيهم

      حذف
  8. جد نهاية غريبة وغير مرضية بالنهاية الواحد بهرب من واقعية الحياة عشان يعيش لحظات ونهايات جميلة بالروايات وخصوصا ان جميع رواياتك نهاياتها بتجننن بس هاي الرواية تابعتها من الأول واستنيت جميع الفصول ورغم أنها طولت كنت متحمسة للنهاية الجميله خصوصا انه الجميع بستاهل فرصة تانية ف ارجوكِ حاولي تكون الخاتمة حلوة ومرضية زينة برغم كل اللي عمله عاصم وسامحته وكذلك ساجي وجلال قد تكون بعيد عن الواقعية بس مو الجميع بدور ع الواقعية بالروايات في مجموعة بتدور على السعادة والنهايات الحلوة اللي طبطب على القلب في وسط هاي الحياة اللي احنا عايشينها وشكرا لإلك كتير

    ردحذف
  9. جوايا شعورين واحد ان النهاية حزينة و قاسية و منكرش انها ضايقتني شوية و التانى انها نهاية عادلة جدا، فى رواية المتملك و الشرسة كنت دائما بتغاظ ان زينة سامحت بسهولة جداا ذنب لا يغتفر بصراحه و لما بقارن مع الى عمله عمر بوسيلة فى الحقيقة هو لا يمكن غفرانه لكن منكرش ان الجزء الرومانسي جوايا نفسه فى نهاية سعيدة عشان الحياة الواقعيه شديدة القسوة فيا ريت الخيال يغفر ما لا يغفر من أجل لحظات من السعادة

    ردحذف
  10. ياريت يرجعه لبعض كلنا عارفين الواقع وعايشين فيه بس الروايات عالم تاني ياريت تكون نهايه سعيده

    ردحذف
  11. نهاية سيئة جدا اول حاجة هي كان لازم تسامح امها مهما كانت غلطت في حقها تاني حاجة انا مش شايفة جدتها صح او ست كويسة جدتها انسانة متسلطة جدا ماتفرقش عن عمر هي طول القصة في صراع من سيطرة جدتها وسيطرة عمر
    تالت حاجة اللي بيحب بيسامح مستحيل يعملها كل دا وماتسامحوش مهما كانت اتوجعت منه الا لو هي مرضت نفسي وكان برده لازم النهاية انها تتعالج وترجع شخصية سوية حاجة اخيرة غرام من اول القصة لآخرها مش عارفة اتعاطف معاها
    وشايفة اللي عملته مع بنات أيهم نظام اتمسكن لحد ماتتمكن هي مش من حقها تؤمرهم او تتدخل في حياتهم ومحدش طلب منها انها لازم ترتب البيت انا شيفاها اول اما حست بحب أيهم وبقت حامل بقت تملي شروطها وقلبت على الوش التاني

    ردحذف
  12. الروايه تحفه وزعلت انها خلصت مع انك اتأخرتي علينا بس حاسه بكروته كان نفسي تكتري ونفسي كانو يرجعو بليز اعملي فصلين كمان الروايه اتعلقت بيها قوي

    ردحذف
    الردود
    1. وانا كمان بوافقك راى اعملى يا رونا فصلين زياده احنا دخلين على عيد 😂♥️ وكل سنه وانتى طيبه يا رونا💞🍃 ابسطينا ونزلى فصلين زياده حلوين

      حذف
  13. تحفه مفيش اقتباس من الخاتمه

    ردحذف
  14. بليز العيد جاي فرحين بفصلين ٣ حلوين

    ردحذف
    الردود
    1. يا سلام. لو حصل هتبقا احلى هديه من رونا

      حذف
  15. رونا بليز نزلى فصل يوم الوقفه نختم بيه روايه فى نهايه رمضان. وتكون نهايه حلوه وعمر ووسيله يرجعوا لبعض عايزين نفرح شويه 💞🍃

    ردحذف
  16. رغم كلالكلام الواقع الجميل فعلا صحيح بس قلبى وجعنى علشان عمر الحقيقة ان محدش بيموت لبعد حد عنه هو غلط تمام غلط كبير إنما العقاب كبير وشديد وسيلة اتغيرت وانتقلت لنفسها منه رغم اشتراكها فلى حصل بحب عاصم جدا حتى لو معلش ولا كلمة وجوده كفاية ايهم وغرام نهاية جميلة تسلم عيونك ياقمر برضوا زعلانة علشان عمر وسيلة

    ردحذف
  17. الرواية فيها واقعيه جميله جدا وفعلا فى ناس بتقدر تسامح وفى ناس لا او حسب رصيد الشخص عندك

    ردحذف
  18. روايه من احسن احسن رواياتك يا رونا وعندي احساس أن الخاتمه هتكون رجوع وسيله وعمر

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !