الفصل السابع والستون

11


رفعت غرام عيناها تجاه ايهم بتساؤل : ليه ؟
قال ايهم بحزم : من غير ليه ....اي حاجه تخص البنات بتاعتي انا وبس ؟!
احتدمت نظرات غرام إليه ولم تصمت لتهتف به بإصرار : وانا مصره اعرف ليه ....واجهته بنظراتها ليقول ايهم بنبره قاطعه : عشان انتي مش امهم 
نظرت له باستنكار لهذا الرد الواهي : مقولتش اني امهم ولا عمري فكرت اخد مكانها بس المفروض اني برضه مش عدوتهم واني بحبهم ودوري اني اوجههم
: مش عاوزك تعملي كده ...انا بس اللي اوجههم
نظرت له باستنكار : وانا دوري ايه 
افلتت الكلمات من شفاه ايهم دون أن يحسب حساب لمشاعرها بينما كل ما فكر فيه هو إلا تشعر ابنتاه بأي قيد منها تجاههم : مالكيش دور 
غص حلق غرام والتوت شفتيها بالسخريه المريرة بينما دون مراعاة لمشاعرها نطق بالحقيقه : يبقي كان عندي حق لما قولتلك اني ماليش مكان بينكم 
زفر ايهم بضيق من تلك التراجيديا بنظره لينظر لها بضيق هاتفا : غراااام ....انا مش فاضي للدلع بتاعك ده كل شويه 
ابتلعت غصه حلقها ونظرت له باحتدام هاتفه لعلها تزيح تلك الحواجز الوهميه من رأسه : كل شويه تقولي دلع .....فين الدلع ولا فين الغلط اللي عملته وانا بقول نفس الكلام اللي كنت بتقوله ليهم 
هتف ايهم من بين أسنانه : مني أنا حاجه ومنك حاجه ....مش كل شويه هقولك كده 
قال كلمته واتجه الي الغرفه ليرتدي ملابسه ويخرج دون قول شيء آخر .....تحركت غرام بعصبيه هنا وهناك تفكر في قراره القاطع ....أنه برأس يابس لا يقبل الرأي الآخر أو التغيير بسهوله واعتاد دوما السمع والطاعه دون جدال ولكنها يجب أن تفعل شيء لتغير هذا الطبع المتملك منه ولن تصمت وهاهي الفتيات تعود من مدرستهم وهاهو موقف آخر لن تصمت عنه ......وقفت بوسط البهو وهي تزم شفتيها بحنق شديد بينما تري منظر معتاد من إلقاء الفتيات حقائبهم وستراتهم في أي مكان ولكن اليوم مختلف فحلا لم تفعلها ولكن هنا فعلتها 
بل وزياده وكأنها قاصده استفزازها حينما ألقت حذاءها بإهمال كل فرده في اتجاه 
: هنااا ....تعالي صوت غرام تنادي علي الصغيره التي تجاهلت نداءها عن عمد ....أنهت حلا وضع الربطه بشعرها والتفتت تجاه اختها قائله بتنبيه : غرام بتنادي عليكى ياهنا 
قالت هنا ببرود وهي تبعد الهاتف عن أذنها : وانا بتكلم في التليفون 
....انحنت غرام وهي تضع يدها علي بطنها لتمسك بالحذاء وتتجه الي غرفه الفتيات وهي تنادي مجددا : هنا 
دخلت الي الغرفه دون أن تستطيع التحكم في الغيظ الذي تحكم منها لتقول بهجوم : هنا انا بنادي عليكي 
أشارت هنا لها أنها تتحدث هاتفيا بينما قالت حلا بلطف : ثواني ياروما تخلص مكالمتها .....نظرت إلي اختها ووكزتها لتنتهي بينما وقفت غرام مكانها تنتظر بغيظ يغلي بداخلها بينما لم يكن من الصعب عليها ملاحظه ان الفتاه الصغيره تتعمد اغاظتها 
أغلقت هنا ونظرت الي غرام : نعم 
حاولت غرام أن تتحكم في غضبها بينما تقول بهدوء مصطنع : هو مش بابا كذا مره يقولك ترتبي حاجتك مكانك .....ينفع تكوني راميه الشوز بتاعك بالمنظر ده 
قالت كلمتها ووضعت الحذاء أرضا لتقول هنا ببرود : عادي يا غرام 
نظرت لها غرام برفض : لا مش عادي يا هنا .....قومي رتبي حاجتك مكانها مينفعش شنطتك وهدومك تبقي مرميه برا ...
تمسكت هنا بعنادها بينما تقول بلا مبالاه : بعدين ياغرام 
لا تعرف لماذا لم تتجاوز كما تفعل معهم دوما لتجد نفسها مصره علي اصلاح وتهذيب طبع الفتاه الان لتقول بحزم : لا مش بعدين يا هنا ... دلوقتي 
عقدت هنا حاجبيها ونظرت الي حزم غرام الجديد كليا لتقول بنقد واضح : وده ليه ؟! .....عشان انتي قررتي فجاه توجهي ليا أوامر وانا المفروض انفذها
تشبه طبعا ابيها كثيرا وكان علي غرام أن تفهم هذا وتحاول ترويضها بطريقه أخري ولكنها أصرت علي اكمال ما بدأته لتقف امام الفتاه وتقول باحتدام :  عشان ده الصح لازم تنفذي كلام الأكبر منك 
احتقن وجه الفتاه لتنظر الي غرام بتحدي هاتفه : وانا متعودتش اخد أوامر من حد  
نظرت لها غرام باستهجان : انا موجهتش ليكي أوامر انا بقولك اعملي الصح وانا مش اي حد ياهنا صح ولا غلط 
رفعت هنا حاجبيها وهتفت بحنق : معرفش 
: امال تعرفي ايه 
نظرت لها هنا بتمرد هاتفه : اعرف انك مش ماما ولا بابا عشان تأمريني اعمل حاجه 
عقدت غرام حاجبيها وهتفت بامتعاض : ومين قال اني بأمرك ...ليه بتقولي كده 
قالت هنا بامتعاض مماثل : عشان ده الواضح 
انتي قاصده تعملي مصلحه اجتماعيه علينا فجاه مع انك مكنتيش كده وحتي لما بابي كان بيقولنا اعملوا كده كنتي انتي مش بتخلينا نعمل حاجه ....
ايه بقي اللي جد وخلاكي فجاه عامله فيها مامي وواقفه تدي لينا أوامر 
تعالي صدر غرام صعودا وهبوطا غيظا من قله لياقه الفتاه التي عبرت بأسلوبها عن التغير الذي شعرت به ولم يكن له مبرر من وجه نظرها لتنفلت الكلمات من شفاه غرام بلا تفكير : اني حامل !!
لم تستوعب الفتاه للحظه ما سمعته لتفيق غرام علي صوت ارتطام الهاتف بالأرض الذي وقع من يد حلا بينما كانت جالسه ولم تتدخل في الجدل بين اختها وبين غرام ولكن ما سمعته كان مفاجاه لم تستوعبها ولكن بالنسبه لهنا وبهذا الوقت تحديدا كان لها صدمه أكثر منها مناسبه 
رمشت هنا باهدابها بضع مرات قبل أن تخفض عيناها وتنظر الي بطن غرام ثم تعود لترفعها ببطء تجاه وجه غرام الذي تحول لها بلحظه الي امرأه لم تعهدها فلم تعد الصديقه اللطيفه بل زوجه اب وام لأخ أو أخت بدأت بوادر تواجدهم في نقد غرام وعدم تحملها لها أو لأختها .......
: هنا ....هنا 
ندم شديد اجتاح أوصال غرام التي حاولت برجاء شديد اصلاح ما أفسدته بينما تطرق علي باب غرفه الفتاه التي اغلقته علي نفسها ...هنا افتحي الباب ....هنا حبيتي افتحي خلينا نتكلم 
ابتلعت ببطء بينما تكالبت دقات قلبها بداخل صدرها حينما استمعت لتلك الخطوات والسؤال البديهي الذي قفز من عيناه ممزوج مع قلقه قبل شفتيه وهو يسأل : في ايه ...مالها هنا ؟!
اهتزت نظرات غرام بينما هربت كل الدماء من عروقها وانعقد لسانها فبماذا ستجيب   ......مالها هنا ؟!
بنفاذ صبر سأل مجددا وهو يطرق الباب لتتعلثم حلا ولا تدري ماذا تقول ...؟!
اختها اخذت موقف معادي للغايه ربما من عدم استيعابها المفاجاه لذا خشيت أن يصيب غرام غضب ابيها فصمتت ....هنا ....هناااا 
طرق ايهم الباب بنفاذ صبر بينما يظهر تحرك مقبض الباب بقوة ....لحظه ودار المفتاح في الباب الذي انفتح لتخرج هنا بعيون باكيه وسرعان ما توجه نظرات العتاب تجاه ابيها : انت هتجيب بيبي تحبه وتهتم بيه اكتر مننا وياخد مكاننا زي ما غرام بقت تعمل واتغيرت معانا !!
صاعقه ضربته ليقف مكانه متسمرا ويدير عيناه ببطء تجاه غرام التي لن تنسي ابدا نظرت الخزلان التي وجهها لها وهو يهز رأسه ويمد ذراعيه تجاه ابنته يجذبها الي حضنه يهتف بها بقلب ملتاع : محدش ابدا يقدر ياخد مكانكم في قلبي .....
دفعته الفتاه ورفضت احتضانه وركضت الي غرفتها ليسرع ايهم خلفها بينما تنكس غرام راسها وتكور قبضتها نادمه علي عدم سيطرتها علي لسانها 
طرق ايهم الباب عده مرات ينادي ابنته : هنا افتحي الباب 
ازدادت خشونه نبرته بينما اهتزاز صورته في عيون ابنتاه هي أكثر ما يخشاه مما جعل هذا الهاجس يتفاقم ويجعل العاطفه هي ما تتحكم به وليس العقل الذي عليه أن يتحدث به مع ابنته ليس أن يقف أمامها وكأنه مذنب 
اتجهت غرام ناحيته تقول بصوت مهتز راجي : ايهم سيبها تهدي شويه وانا هتكلم معاها 
تراجعت للخلف بوجل حينما انفجر بها ايهم بأعصاب تالفه : متتكلميش معاها ولا تيجي ناحيتها ...انتي مش عملتي اللي في دماغك ....!
ابتلعت غرام ونظرت الي اتهامه بعتاب بينما تهز راسها : غصب عني ...مكنش قصدي ...هي بتقول اني اتغيرت وانا كنت عاوزاها بس تفهم اني تعبانه مش اكتر 
استمع أو لم يستمع لتبريرها لم يعد يفرق أمام نظراته التي رمقتها بشيء تخشي تفسيره أنه كراهيه وكأنها سبب وقيعه بينه وبين ابنته لتسحب غرام أقدامها وتتجه الي غرفتها بقلب مكسور ونفس محطمه وهي تتساءل اين نصيبها من السعاده والتفاهم مهما دفعت من اثمان مقابلها 
تمهلت حلا قبل أن تستجمع شجاعتها وتتحدث الي ابيها بينما وقفت مكان المتفرج حتي تهدء العاصفه ولو قليلا : بابي ....غرام كانت ....قبل أن يستمع لما ستقوله ابنته كان يسكتها باشاره من يده وكأنه لا يحتمل مجرد سماع اسمها الان : حلا مش عاوز كلام دلوقتي 
نظرت له ابنته بطاعه مغلبه عليها مؤقتا لتهدء الأجواء التي تركها ايهم مشتعله وغادر لتنفجر غرام باكيه ما أن استمعت لصوت انغلاق الباب بتلك القوة .....تنهدت حلا بضيق واتجهت الي غرفه غرام لتستاء لرؤيتها بتلك الحاله : معلش ياغرام ....متزعليش من هنا 
هزت غرام راسها وقالت بقناعه وصلت لها من نظراته وتصرفاته وحديثه الذي كان صريح به منذ البدايه  : مش زعلانه ....انا دخلت حياتكم غلط وماليش مكان فيها 
ارتجفت شفتيها التي حملت طعم دموعها المالح بينما تتابع بانكسار : انتوا متزعلوش مني 
قامت واتجهت لتربت علي شعر حلا بحنان متابعه : انا مكنش قصدي يحصل كل ده ....باباكم بيحبكم اوي ولو حد غلطان هو انا .....هو مكانش عاوز يتجوزني من الاول ازدادت رجفه شفتيها بانكسار شديد بينما تتابع : وحتي البيبي هو مكانش عاوزه ....هو مش عاوز غيركم في حياته 
قالت حلا بتأثر شديد : واحنا عاوزينك في حياتنا يا غرام .....ابتسمت من بين حزن نظراتها وتابعت : كمان حلو لو جه لينا اخ او اخت صغيرين .....متزعليش من رد فعل هنا .....انتي عارفه انها متدلعه عشان الصغيرة بس والله اكتر حد هيحب البيبي هو هنا 
تابعت حلا التخفيف عن غرام بحديثها الذي زاد من حزن غرام وهي تري نفسها مثيره للشفقه ولكنها لم تعد تشفق علي نفسها فهي من اختارت أن تكون بتلك المكانه .
............
.....
ربتت امتثال بحنان علي وجه حفيدتها الذي عادت إليه ألوانه بعد شحوب طويل لتبتسم زينه قائله بحنان وهي تري ابتسامه وسيله لجدتها : ربنا يخليكي ليها يا حاجه ... نظرت إلي وسيله وتابعت برفق : حمد الله علي سلامتك يا حبيتي ....حاولي تنسي كل اللي فات مهما كان صعب وبصي للي جاي 
ابتسمت لها وسيله دون أن ترفع عيناها تجاه عاصم الذي ظل واقف مكانه لتدير زينه راسها تجاهه وتنظر له أن يقول شيء يعفي وسيله من شعورها بالحرج أمامه 
ليحمحم عاصم قائلا : وسيله يا بنتي ....انا مش هنكر اني زعلان منك بس ده ميقللش ابدا باحساسي أن مسؤل عن جزء كبير من اللي حصلك بسبب عمر 
نظر إلي امتثال باعتذار : لو ينفع يا حاجه اتأسف عن كل اللي حصل بسبب ابني ياريت تقبلي اسفي 
هزت امتثال راسها وقالت بسماحه ممزوجه باليقين : انت مغلطتش ياعاصم عشان تعتذر ....
دخل عمر الغرفه بتلك اللحظه لتصطدم عيناه بعيون امتثال التي تابعت بوعيد : اللي غلط ابنك وهو هيعيش عمره يندم علي غلطته دي ....لوت شفتيها وتابعت بامتعاض : وياريتها غلطه ...دي غلطات !
حاول عمر أن يتجاوز ما سمعه ويدركه جيدا ولن يجادل فيه بينما هو في طريقه للإصلاح ليقول بابتسامه وهو يرفع أحد الاوراق التي بيده : كده قضيه وسيله اتقفلت وتقدر تسيب المستشفي 
اقترب تجاه وسيله وهو يتابع بينما أخذه العشم انها تستمع له : خلاص يا حبيتي احنا هنرجع بيتنا وبس كل فتره هيكون في متابعه مع الدكتورة النفسيه 
ابتسم وتابع : مع اني واثق اننا مش محتاجينها بس إجراءات مش اكتر 
قبل أن يصل إلي وسيله التي لم تنظر إليه من الأساس كانت امتثال تستجمع طاقتها وتضرب الأرض بعكازها وهي تهتف به بسخط : بيت ايه اللي فاكرها رايحه معاك فيه يا ولد !
التفت عمر تجاه أبيه متبرطما : تاني ولد 
تعالي صوت امتثال تزجره علي ما همس به : بتقول ايه علي صوتك 
قال عمر وهو يرسم ابتسامه : قصدي بيتي انا ووسيله طبعا يا تيته
هتفت امتثال بحنق : متقوليش يا تيته ومفيش بيت هيجمعك بيها تاني بعد اللي عملته ...ولا فاكر اني تاني هستأمنك عليها 
تنهد عمر وهو يناجي والدته ووالده أن يتدخلوا ولكنهم وقفوا صامتين باشاره منهم أنها ابسط مشاكله وعليه أن يحلها بنفسه ليتنهد عمر ويقول بهدوء : ولازمته ايه الكلام ده يا تيته....وقف أمام امتثال وتابع بتمهل : انا غلطت واعترفت بغلطي ومعنديش اي استعداد اكرر غلطتي في حقها واهو بابا عرف بكل حاجه وانا نسيت اللي وسيله عملته وهحاول انسيها اللي عملته .... حياتنا هنصلحها سوا 
التفت الي وسيله وتابع : مش كده يا وسيله ؟!
نظرت امتثال الي وسيله التي لم ترفع عيناها تجاهه بينما يكرر سؤاله وهو يمد يده تجاهها : مش كده يا وسيله ....هنصلح حياتنا سوا 
لم تتردد تلك المره ولم تفكر لتشفق زينه عليها من لحظه التفكير التي اخذتها قبل أن تنطق بقرارها وهي تمد يدها تمسك يد جدتها وتقول بينما مازالت لا تنظر إلي عيناه : مفيش حاجه اسمها احنا .....تيته خديني بيتنا !

..............
....
تحرك نديم بعصبيه ذهابا وإيابا بينما تغلي المراجل بداخل عروقه .....فتحت ريم الباب ودخلت لتتفاجيء بوجوده في المنزل : نديم ...انت مقولتش انك راجع بدري 
انفجر نديم بها بلا مبرر وكأي رجل يبحث عن ضحيه لافراغ غضبه : وهو انا هستأذن منك عشان ارجع بيتي ...مش كفايه اللي لسه بحاسب عليه بسبب غرامياتك مع البيه !
كلمات جارحه وكأن لها نصل حاد انغرس بكرامتها لتهتز نظراتها وتقول بوجيعه : غراميات !
اتجه نديم إليها وكأنها كيس ملاكمه قرر إفراغ طاقته به وهو يصيح بحنق : اااه...ابن السيوفي اللي بسببه اتوقفت عن شغلي !
احتقنت كرامتها بشده فلم تسأل عن سبب ماحدث له وكل ما سألت عنه هو كرامتها : وده ايه علاقته بيا ...بتجيب سيرته ليه دانا مالي ومال اللي بينك وبينه 
اندفع نديم ناحيتها وأمسك ذراعها بعنف صارخا : ماهو انتي اللي بيني وبينه ! 
نزعت ريم ذراعها من قبضته وصرخت به بينما اندفعت الدموع من عيونها : اخرس .....اللي بينما وبينه بسبب حقدك وغيرتك منه مش بسببي ....نظرت له من أعلي الي اسفل وتابعت : انت طلعت أحقر كتير اوي منه !
قالت كلماتها واندفعت من الباب الذي دخلت منه قبل قليل ولكن تسبقها دموعها تلك المره 
.....

زمجرت حلا بضيق : افتحي يا هنا الباب وبطلي دلع .....تابعت بصوت غاضب من تصرفات اختها : اهي غرام سابت البيت عشان ترتاحي
لحظات وكان المفتاح بدور بالباب لتصطدم عيون هنا بعيون اختها التي قالت بحنق : عاجبك كده ....انتي استفزتيها بدلعك وهي معملتش حاجه واهو بابا بسببك ضايقها واهي مشيت ياريت تكوني ارتاحتي 
أوقفت هنا اختها قبل أن تغادر : مالك يا حلا بتهاجميني ليه ...هو انا كنت عملت ايه ...عاوزة تفهميني انك فرحانه بالخبر الزفت ده 
اتسعت عيون حلا بانتقاد : زفت ...حرام عليكي ليه كده ؟!
قالت هنا بنبره طفوليه ترثو نفسها : انا حرام ولاهي اللي دخلت بيتنا واخدت بابي وكمان عاوزة تجيب له بيبي اللي حرام 
هزت حلا راسها بنقد واضح : لا ده انتي اتجننتي ...ايه اللي بتقوليه ده ....مين اللي تاخد بابي ولا هي عملت ايه غلط ومين قال أن البيبي هياخد منك حته ....فيها ايه يا هنا ... 
هزت هنا كتفها وقالت بعتاب طفولي : فيها أنه هيبقي الصغير وابنها هتحبه وتهتم بيه اكتر مننا 
لوت حلا شفتيها برفض : وعرفتي منين ....ليه مخك راح لسيناريو عبيط ماهو كلنا هنهتم بالبيبي عشان الصغير بس ده مش معناه أن حته مننا هتنقص ....نظرت إلي اختها وتابعت بجديه وعقلانيه اكبر من عمرها : عيب اوي انك تفكري كده يا هنا ولا انك تحسسي بابي أنه غلط عشان بس انك لسه متدلعه ومش قابله انك متفضليش الصغيرة ....بابي طول عمره مكرس حياته لينا فيها ايه لما يلاقي حد يشاركه حياته ويسعده.....تنهدت وتابعت : وحتي غرام ....كانت عملت ليكي ايه ...انتي قصدتي تستفزيها وهي عمرها ما ضايقتنا ولما قالت الكلام ده كان قصدها تفهمك مثلا أنها تعبانه مش أنها بتأمرك بس انتي اتسببتي في مشكله بينها وبين بابي 
زمت هنا شفتيها بخجل من نفسها بعد كلمات اختها وحاولت أن تكابر للحظه : انا مقصدش اعمل كده ...انا اتفاجئت واصلا قبل ما تحاسبيني حاسبيهم أنهم خبوا علينا من الاول وياعالم كانوا هيخبوا لغايه امتي 
انفلتت نبره حلا باستياء : مش من حقنا نحاسبهم عشان معملوش حاجه غلط ....اقعدي مع نفسك وفكري وشوفي انتي اد ايه غلطانه وانانيه 
.............
. .
ربتت زينب علي كتف ابنتها بحنان هاتفه تواسيها : يا بنتي متعمليش في نفسك كده ...ماهو كده كده كانوا هيعرفوا 
اومات غرام وقالت ببكاء: بس مكانوش هيعرفوا مني ولا بالطريقه دي .....انا غلطانه ياماما
هزت زينب كتفيها وهتفت بحنان: غلطانه تقومي تقهري نفسك كده .... يا بنتي خلاص اهو البنات عرفوا مش مهم بقي عرفوا منين انتي مقطعه نفسك من العياط ليه ...هو جوزك قال حاجه ضايقتك 
هزت غرام راسها وقالت بانكسار تعترف : مقالش حاجه جديده .....انا بس اللي مكنتش عاوزة اصدق وفضلت اجري ورا احلامي الهبله ورافضه اعترف لنفسي ان مكاني ولا حاجه عنده أو عند بناته 
ارتجفت شفتيها بقهر شديد بينما امتزج بكاءها بنبرتها لتخرج بنشيج وهي تتابع بانكسار : انا مكانش ليا ابدا اجيب طفل عشان يعيش علي الهامش زيي .....ضمت زينب ابنتها الي حضنها بينما تقول برفض : استغفري ربنا ياغرام مش انتي اللي بتجيبي ربنا اللي بيدي وسبحانه له حكمه واراد يديكي انتي وأيهم الطفل ده 
رفعت وجه ابنتها إليها وكما عهدتها ابنتها قويه تشد من عزمها وهي تمسح دموعها : كفايه عياط مش هيفيد بحاجه وقولي الحمد لله....غيرك عنده مشاكل وابتلاءت مجرد وجود مشكله بينما وبين جوزك مش أعظمها ...كل حاجه بتتحل وحتي لو معادش ليكم نصيب مع بعض ارضي بالمقسوم 
اغمضت غرام عيناها لتسحب نفس عميق ولكنها فجاه اعتصرت عيناها حينما شعرت أنها لا تستطيع التنفس لتتسع عيون زينب بهلع وهي تري عيون ابنتها تزيغ بتضرب وجهها : غراام .... غرااام
...........
.....
قامت وسيله من مكانها سريعا ما أن رأت جدتها تدخل إليها تحمل صينيه صغيرة عليها الطعام لتسرع من مكانها تأخذها من يدها وهي تقول بعتاب : ليه يا تيته تعبتي نفسك ....امسك يد جدتها بعد أن وضعت الصينيه جانبا : تعالي يا حبيتي ارتاحي انتي لسه تعبانه 
هزت امتثال راسها وربتت علي كتف حفيدتها بحنان هاتفه : انا مش تعبانه طول ما انتي قدام عيني كويسه 
ضمتها إليها وهتفت بحنان وقلب لهيف : وحشتيني يا نور عيني 
كورت وسيله نفسها داخل حضن جدتها اكتر تتنفس أكثر مكان آمن كانت بحاجه اليه طوال الشهور الماضيه 
: حضنك وحشني اوي يا تيته...اوي 
ابتسمت امتثال قائله بحنان: واهو حضني مفتوح ليكي علي طول 
أمسكت يدها تستند إليها بينما انهكها الوقوف لتاخذها الي فراشها دون أن تبدي تعبها : تعالي نقعد ونتكلم ...احكيلي علي كل حاجه يا حبيبتي 
...........
....
نظر عاصم الي عمر الذي حاول التحكم في ثورته ويعترض عل يتصرف امتثال من باب الشكايه: يعني حضرتك يرضيك اللي عملته وأنها تبعدها عني 
قالت عاصم بصراحه دون مراوغه : الست عملت اللي المفروض تعمله 
قبل أن يقول عمر شيء تدخلت زينه بهدوء تسأل عمر سؤال : عمر هو انت بجد كنت معتقد أن وسيله هترجع معاك 
عقد عمر حاجبيه واجاب بسطحيه : اه ... انا عرفت غلطتي واعتذرت 
تنهدت زينه وقالت بجديه : مختلفناش بس متنساش ياعمر ان اللي هي مرت بيه مش شويه ...محتاجه وقت تخف من كل اللي عاشته واحسن مكان تكون فيه هو مع جدتها ...اديها وقت ياعمر وفي الوقت ده حاول ياحبيبي تصلح اللي عملته وترجع ثقتها فيك 
صاغت الوضع برفق حتي لا يبسطه ابنها كما اعتاد 
ليهز عاصم رأسه بموافقه علي كلام زينه .
...........
.....
ارتمت ريم بحضن لميا تشكو لها : انا غلطانه لما فكرت أنه هينسي كان لازم اعرف ان ماضي عمر هيفضل بيني وبينه 
قالت لميا بعدم استيعاب : انا مش عارفه ايه اللي رجع الزفت ده تاني لحياتكم....ايه اللي خلي نديم يتغير كده فجاه 
قالت ريم بلا مبالاه مزيفه تطبطب بها علي جرح كرامتها : ميهمنيش اعرف اي سبب ....هو اهان كرامتي واتهمني في شرفي وانا لا يمكن اعيش معاه بعد كده 
........
...........
تقدمت جوري أمام مراد الذي يحمل طفلهم بينما يعودن الي منزلهم لتتسع عيون جوري وتلتفت تجاه مراد بعدم تصديق وهي تري الغرفه مزينه بالبالونات والورود ترحيبا بعودتها : ايه ده .....مراد انت اول مره تعمل كده 
طارت حرفيا من الفرحه كما فعل مراد وهو يفتح لها أحدي ذراعيه بينما مازال يحمل طفله بذراعه الآخر 
: مبسوطه يا حياتي 
اومات جوري بسعاده بينما تدور في الغرفه كطفله صغيرة سعيده : تحفه يا مراد والاحلي انك فكرت في حاجه زي دي. ......تنهدت بحبور بينما تتابع : يااااه يا حبيبي عمرك ما عملت كده انا مبسوطه اوي 
قبل جبينها قائلا بحب : اهو بتعلم الحب من اول وجديد عشان اعجب 
ضحكت جوري بدلال وهي تداعب عنقه : طول عمرك عاجبني يا حبيبي 
نظر لها بحب : بجد يا جوجو
اومات له وقالت وهي تضع يدها بين عقده حاجبيه : طبعا يا قلب جوجو حتي تكشيرتك بعشقها 
...........
....
تحكي وتحكي دون ترتيب أو تفكير بل تتحدث عن كل ما بقي داخلها ...تاره تتحدث عن عمر وتاره عن نفسها وما تشعر به أو ماشعرت به تاره تتحدث عن هدي وكيف انخدغت بها وتاره تشعر بالشفقه عليها وعلي سر اخفته دون أن تدرك أنه سيصل بها الي تلك النقطه تاره تأتي علي ذكر شافع الذي لم تقل عنه إلا كل ما هو خير وتاره تعود لتتحدث عن عمر الذي مع كل كلمه تفرغها من جوفها كانت معها تفرغ شحنه من شحنات كراهيتها فاضحي حديثها مجرد حديث عن ذكريات سعيده أنها تجاوزتها ......مررت امتثال الفرشاه بشعر وسيله التي طلبت منها أن تجدل لها شعرها كما كانت تفعل 
لينشطر قلب امتثال بينما تتوالي خصلات شعر وسيله بالتساقط في أيدي جدتها التي نظرت إلي شعر حفيدتها بحسره قبل أن تضمها لها بحنان شديد قائله : خلاص يا حبيتي انسي كل ده ...انا جنبك ومفيش حاجه هتضايقك تاني 
ابتسمت وسيله لها وقالت متنهده : خلينا نرجع بيتنا يا تيته
قالت امتثال بغصه حلق : نرجع يا حبيتي .... بكره نروح اسكندريه نشوف حسونه عمل ايه 
تنهدت وتابعت : ياريتني ماكنت وافقت ابدا اسيب البيت بس بعد ما سبتيني مكنتش قادره اقعد فيه لوحدي ....نظرت إلي وسيله وتابعت  بدفاع عن نفسها : انا مبعتش البيت يا حبيتي ولا كنت ناويه اخد حقك ....حسونه قال إن في مقاول كبير هيهد البيت ويبنيه تاني وقولت اهو تكون ليكي شقه في عماره جديده 
هزت وسيله راسها توقف جدتها : مين قال كده يا تيته...ده بيتك 
احتقن وجه وسيله بينما تستمع من جدتها الي اتهام والدتها وطلعت لتقول بحنق شديد : كدابه انا عمري ما قولت كده ....منها لله عشان وقعت بيني وبينك 
اوقفتها امتثال هاتفه : متدعيش علي امك يا وسيله 
هزت وسيله راسها بغضب : دي مش امي .... انتي امي !
.........
....
اتصال يلو الاخر يصل إلي هاتف ايهم الذي ينظر له ولا يجيب بينما شعوره بأن صورته في عيون ابنتاه قد اهتزت سيطر عليه واشعره بالضأله .....اجاب علي حلا التي قررت أن تتصل وتطمأن عليه وتمهد له خبر ترك غرام للمنزل : بابي عامل ايه ؟!
: كويس يا حلا ....اختك عامله ايه ؟!
قالت حلا سريعا : كويسه يا بابي واهي عاوزه تكلم حضرتك 
تحشرج صوت هنا للحظه بينما يقول ايهم بحنان : هنا حبيتي 
لمعت دموع الاعتذار بعيناها بينما تقول بخجل من نفسها : بابي انا اسفه علي اللي عملته ...مكنتش اقصد اضايق حضرتك 
سحب ايهم نفس عميق قائلا : لما ارجع يا هنا نتكلم 
نظرت هنا الي اختها التي أشارت لها بتردد أن  تخبره بذهاب غرام ....بابي كنت عاوزة اقولك حاجه 
قال ايهم سريعا بقلق : قولي يا هنا 
قالت بتعلثم : غرام سابت البيت 
لم يعلق ليقول وهو ينهي المكالمه : خلي بالكم من بعض وانا راجع علي طول 
كالعاده يعترف أنه ظلمها وكالعادة يجيب امها من ظلمت نفسها وأنه من البدايه أخبرها بظروفه ومجددا تسحبه دوامه التفكير التي تصطدم بعقله وطبعه الصلب ولكن قبل أن تبتلعه كان هاتفه يرن برقم زينب 
: الو 
: أيوة يا اابني ....غرام في المستشفي !
..........
....
حنين جارف وشعور بنسمات الدفء التي تحل بعد طول صقيع داعبت قلب وسيله بينما تصل هي وجدتها الي الشارع الذي عاشت به سنوات كل خطوه لها به بذكري 
داعبت الابتسامه أيضا شفاه امتثال التي كانت تستند باحدي ذراعيها الي ذراع وسيله بينما بذراعها الآخر تستند الي عكازها الذي يساعدها علي الحركه ....ازدادت ابتسامتها اتساعا حينما وقعت عيناها علي المنزل الذي قضت به عمرها بأكمله كما هو ولم يتغير الي عماره أخري 
ولكن هناك شيء واحد تغير وهو ذلك القفل الذي أغلق سلسله حديديه ضخمه دارت حول ضلفتي الباب الحديدي الضخم باسفل المنزل 
اسرع أحد الشباب يترك كوب الشاي من يده ويهرع وهو يلقي بالفوطه الصفراء علي كتفه هاتفا بتهليل : حمد الله علي السلامه يا حاجه ..
حمد الله علي السلامه يااستاذه وسيله 
ابتسمت امتثال له قائله : الله يسلمك يا فتحي 
دارت بعيناها حولها قبل أن تسأله : هو فين حسونه ؟! وليه البيت مقفول 
هز الشاب كتفه قائلا : مش عارف يا حاجه اهو قاعد في المحل هناك 
أشار تجاه سياره وسيله التي مازالت متوقفه بجانب الشارع كما تركتها ليقول بهمه : حالا هطوق ليكي العربيه واخليها عروسه يااستاذه 
اومات له وسيله وعيناها متعلقه بسيارتها بينما عودتها لما تركته منحها شعور بأنها تتنفس من جديد 
اتجهت برفقه جدتها التي قالت : تعالي ياسيلا نشوف حسونه 
رفعت امتثال حاجبها بعدم استيعاب بينما انحسرت الدماء بعروق وسيله وهي تستمع الي حسونه : يعني ايه الكلام ده يا حسونه ؟!
قال الرجل بوجه ممتقع : زي ما بقولك كده يا حاجه ....اتنصب عليا !!
عقدت امتثال حاجبيها بقوة بينما يتابع حسونه اخبارها بما حدث : ابن الحرام اللي اسمه عوني المقاول نصب عليا وبعد ما حطيت شقي عمري معاه شركه في العماره واخد مني العقود بقي كل يوم يقولي حجه جديده عشان ميبدأش شغل وفي الاخر بقي يتهرب مني 
تهدجت انفاس وسيله بينما قالت امتثال بلسان ثقيل : يعني البيت ضاع !
نكس حسونه رأسه وهتف بحسره : وكمان شقي عمري ضاع 
هز رأسه بندم وتابع : يا ريتني ما دخلت كار مش كاري....اهو خسرت كل حاجه  
انفعلت وسيله من عدم قدرتها علي احتمال خساره أخري : واحنا مالنا تخسر ولا تكسب ....انت المسؤل قدامنا واحنا هنبلغ البوليس لو حالا مجبتش العقد اللي تيته مضت عليه وقطعته ورجعت ليها بيتها 
نظر حسونه الي وسيله بعتاب : بقي كده يا استاذه ... دي اخرتها عاوزة تسجنيني 
نظر إلي امتثال وتابع : هو انا يا حاجه يعني هنصب عليكي ولا علي أهل حتتي ....انا كان هدفي المصلحه للكل وانا اكتر واحد خسران ....انا دفعت لأصحاب اربع شقق تمنها وانتي والتلاته اللي فاضلين قولتوا هتاخدوا شقق جديده لما العماره تتبني يبقي مين خسر اكتر 
هبت وسيله صارخه بانفعال : مش مشكلتنا مين خسر اكتر ....احنا عاوزين بيتنا 
قال حسونه بحسره : البيت قدامك بس محدش يقدر يدخله ...عوني المقاول اخد كل العقود يعني البيت بتاعه 
نظر إلي امتثال برجاء وتابع : اديني وقت يا حاجه وانا والله بحاول معاه يمكن اعرف ارجع منه العقود أو ياخد قرشين تاني ويبدأ في الشغل  
تعالت انفاس وسيله صعودا وهبوطا بعصبيه : 
فين اللي اسمه عوني ده ؟!
أمسكت امتثال بيد وسيله تهدئها وهي تخفي عنها حسرتها قائله : اهدي يا وسيله ....نظرت إلي حسونه وتابعت : ماشي يا ابني حاول وان شاء الله خير ....
احساس مقيت بالذنب اجتاح كل أوصال وسيله التي خرجت من شفتيها تلك الكلمات الهامسه تؤنب بها نفسها وهي تسير برفقه جدتها للخارج : انا السبب ....انا السبب في كل ده ....ضيعتلك بيتك وصحتك ...انا السبب !
استمعت امتثال بقلب ملتاع الي همس صغيرتها لتتوقف قائله : ليه يا حبيتي بتأنبي نفسك وهو انتي ذنبك ايه ....!
أشارت إلي حيث توقفت سيارتها الصغيرة التي عادت لتلمع بعد أن نظفها الشاب لتقول لها برفق : تعالي يلا نرجع بيت جدتك مديحه وان شاء الله حسونه يكلمنا ويلاقي حل 
لم تعفي وسيله نفسها من الذتب بعد كلمات جدتها ولكنها فقط توقفت عن عتاب نفسها بصوت عالي .... بضع اصوات أصدرتها السياره التي لم تكمل دورتها كلما حركت وسيله بها المفتاح ....شيء آخر شعرت أنها خسرته ليتعاظم بداخلها شعور الفقد وأنها السبب ....مره اثنان ثلاثه تحاول وسيله مجددا قبل أن يلتاع قلب امتثال حينما انفجرت وسيله باكيه تضرب يدها بقوة مقود السياره : انا السبب ...اناااا
أمسكت امتثال بيد صغيرتها التي انفجرت علي اتفه سبب
لتقول لها برفق : كفايه يا نور عيني ....متعمليش في نفسك كده ....استجابت وسيله ليد جدتها الحنونه التي ضمت كفيها برفق ومدت يدها تمسح دموعها وهي تقول بحنان جارف : فداكي البيت والعربيه وانا نفسي فداكي.....قلبي بيوجعني وبموت لما اشوفك كده ....نظرت إلي عيناها الجميله تناجيها : هو احنا مش  اتفقنا اننا نع بعض مش هنزعل ولا نعيط تاني 
فتحت باب السياره من جوارها وهي تشير الي وسيله قائله : انزلي .. تعالي 
اسرع فتحي تجاهها قائلا : تلاقي البطاريه نامت يا حاجه عشان واقفه بقالها كتير 
هزت امتثال راسها قائله : ماشي يا فتحي ..ابقي خلي محمود الميكانيكي يبص عليها 
نزلت وسيله بينما لا تجد في نفسها القدره علي رفع عيناها بعيون جدتها التي تحتويها بحنان بينما اختارته وتركتها .....أشارت امتثال الي فتحي قائله : وقفلي تاكسي يا فتحي 
ركض الشاب قائلا : حمامه يا حاجه 
ركبت وسيله  بجوار جدتها التي ابتسمت لها قائله : تعالي نتغدي في المطعم الغالي اللي اخدتيني فيه انتي و أصحابك قبل كده 
تنفست امتثال هواء البحر بصوت مسموع وهي تشجع وسيله أن تفعل مثلها : ياااه يا سيلا وحشتني ريحه البحر ...شميها كده 
فعلت وسيله لتبتسم لها امتثال بحنان وتربت علي يدها قائله بسماحه: المهم هو النفس ده يا حبيتي ...اي حاجه تانيه تتعوض 
ابتسمت لها وتابعت : متشغليش بالك بحاجه ...كل حاجه هترجع زي زمان 
نظرت وسيله إلي جدتها التي تمنحها الامل لاتدري من اين ولكنها تأملت بلا تفكير .....!
...........
....
نظر عاصم الي عمر باستفهام ليعيد عمر طلبه بخجل دخيل عليه لطلب اي شيء من أبيه ولكنه بحاجه لتلك النقود بعد أن تبع وسيله منذ الصباح وعرف بما حدث 
: محتاج فلوس يا بابا 
اوما عاصم بنفس الاستفهام : سمعت ...وسمعت عاوز كام ....انا بسأل ليه ؟!
جلس عمر أمام أبيه وأخبره بما حدث ليتابع وهو يريد الا يظن أبيه أنه كما كان يركض إليه ليحل مشاكله : عاوز اجيب لوسيله عربيه جديده وكمان بعد اذن حضرتك توفر ليهم شقه في اسكندريه يعيشوا فيها ....قبل أن يقول عاصم شيء كان عمر يتابع بسرعه : انا عشانها والله جيت اطلب من حضرتك ...نفسي ارجع ليها كل حاجه زي ماكانت عشان تتجاوز الحاله اللي هي فيها زي ما الدكتورة قالت ليا 
رفع يده وتابع بوعد : انا هرجع الفلوس دي ياعصوم 
لوي عاصم شفتيه بابتسامه ماكره : هترجعها منين ؟!
قال عمر بمرح : من الفلوس الي حضرتك بتديهالي كل شهر 
ضحك عاصم بصخب للحظات قبل أن يقول : لا والله 
اوما عمر بخجل ولكنه تجاوزه وهو يشاكس ابيه : اعمل ايه طيب يا سيوفي ....مزنوق ومفيش قدامي غيرك استلف منه 
نظر له عاصم بمكر هاتفا : تستلف مني وترجع ليا من فلوسي برضه 
اوما عمر ليهز عاصم رأسه قائلا : لا ...انسي كفايه عليك مرتبك بعد كده 
هز عمر رأسه قائلا : حاضر يا سيوفي ....ده اخر طلب وبعد كده كفايه مرتبي
اوما عاصم ليتهلل وجه عمر قائلا وهو يهب من مقعده ويحضن أبيه : يعني هتديني الفلوس 
هز عاصم رأسه قائلا وهو يخرج دفتر شيكاته يضع به رقم به سته اصفار : اه ...هات ليها عربيه احدث من عربيتك وخليها تختار الشقه اللي تعجب جدتها وتفرشها احسن فرش 
اختنق عاصم من ذراعي عمر الذي طوقه بهم : حبيبي يا سيوفي 
أبعده عاصم عنه بمرح : اوعي هتخنقني يا جحش 
ضحك عمر ليعطيه عاصم الشيك ولكنه يوقف يداه بالمنتصف قائلا : انت قولت هترجع الفلوس !
حك عمر رأسه قائلا بينما يضيق عيناه وهو يحسب الدين الذي عليه : كده لو مرتبي كله اديتهولك هقعد .ممم....اتسعت عيون عمر بينما يتابع : ده جايز الورثه تسدد ليك الفلوس ....لا لا ...هي عربيه ١٢٨ كفايه عليها 
امسك عاصم ضحكته وقال بينما يرسم الجديه : لا انت اللي كفايه عليك دلع ...هتسدد الفلوس دي وانت بتشتغل عندي بعد الضهر 
ضحك عمر بضخب علي ما قاله أبيه : هو انا موظف في الحي يا سيوفي عشان اشتغل عندك بعد الضهر ...انا ضابط يعني مفيش بعد الضهر
تراجع عاصم بظهره الي مقعده قائلا باريحيه : بطل ضحك يا جحش انا مش بهزر ....لازم تتعلم ازاي تجيب فلوس وتكفي بيتك ومراتك حتي لو هتيجي علي نفسك انا مش عايش ليك العمر كله 
نظر له بتقييم وتابع : انت مخك نضيف بس مش بتشغله كتير ....تعالي امسك ليا جهاز الأمن بتاع الشركه اهو تخصصك واهو تبقي زي اخوك بيتشغل وياخد عمولته وعامل لنفسه فلوس مش زيك مستني مني فلوس كل شهر 
اوما عمر بلا جدال : وماله اشتغل ....خطف الشيك من يد عاصم ووضعه بجيبه قائلا : أمن الشركه كله في رقبتي يا باشا ....
ركض عمر من أمامه : رايح فين يا جحش 
قال عمر بصدر منتفخ وهو يلقي لابيه قبله في الهواء : رايح لوسيله ! 
كادت زينه تصطدم بعمر الراكض لتنظر الي عاصم باستفهام : ماله ده 
اشار لها عاصم قائلا : اقفلي الباب وتعالي يا زوزو وانا احكيلك 
أغلقت زينه الباب فلم تنتبه الي النظرات اللعوب التي لمعت بعيون عاصم وهو يستدير بمقعده ليفتح لها ذراعه أن تتقدم .....نظرت له زينه باستفهام لتشهق حينما وجدته يجذبها لتجلس علي ساقه : عاصم !
داعب عاصم وجنتيها بنعومه كما حال نظراته العاشقه ليميل تجاه شفتيها هامسا: انا مبسوط اوي يا زينه ...عمر اتغير 
.........
.....
رسم عمر ابتسامه سمجه علي شفتيه يقابل بها شفاه مديحه التي التوت ما أن رأته امامها وهتفت به : خير !
قال بسماجه وهو يتقدم للداخل حاملا باقه من الزهور : شكرا يا طنط ....
نظرت له مديحه بحنق هاتفه : شكرا علي ايه هو انا قولتلك ادخل ولا انت اللي دخلت 
حك عمر شعره قائلا : اكيد كنتي هتقوليلي اتفضل علي ما انادي وسيله 
قالت مديحه وهي تزفر بحنق : لا مكنتش هقول كده ....وسيله مش هنا 
هز رأسه وقال بابتسامه سمجه : لا ....هنا انا لسه شايفها هي وتيته امتثال راجعين من ساعه وقولت اسيبهم يرتاحوا بعدين اطلع 
خرجت امتثال يسبقها صوت عكازها بينما تهتف بها مديحه: تعالي يا اختي شوفي الجبله ده !
تقدم من امتثال غير مبالي بنظراتها الحانقه بينما يقدم لها باقه الزهور : اتفضلي يا تيته 
ابعدت امتثال يده الممتده امامها هاتفه : مبحبش الورد ....!
قال عمر ضاحكا: انا قولت كده برضه عشان كده جبت بوكيه واحد بس لسيلا 
احتقن وجه امتثال لتنظر له بغيظ : عاوز ايه ياولد ؟!
قال عمر وهو يهز كتفه بينما ينظر إلي امتثال باستعطاف : هكون عاوز ايه يا تيته وايه مخليني مستحمل منك ومن طنط مديحه المعامله دي وكأني جاي اشحت ...عاوز اشوف وسيله واتكلم معاها 
هزت امتثال راسها برفض : لا ومحدش قالك استحمل 
غمز لامتثال قائلا : قلبي قالي استحمل ....لاجل الورد ينسقي العليق 
وكزته امتثال في صدره بغيظ : لا بقي ده انت جبله زي ما قالت مديحه ....امشي يلا من هنا وانسي خالص انك تكلمها كفايه اللي جرالها من تحت راسك 
أصر عمر برجاء : والله ما هضايقها بالعكس انا عاوز افرحها ....أخرج من جيبه مفتاح السياره التي أخذ ينتقيها لوقت طويل وهو يفكر باللون والموديل الذي تحبه : شوفي انا جبت ليها عربيه جديده وكمان شقه جديده ...انا مش عايزها تزعل تاني وهعمل اي حاجه عشان افرحها 
ارتجفت شفاه وسيله وتراجعت للخلف رافضه أن تكمل سماع شيء منه وهي ترفض بشده ان يتعاطف معه قلبها الذي أعلنت أنه مات ولم يعد موجود بين صدرها 
كل ما يفعله لن يعيد شيء ....أنها أفضل بدونه !
بالطبع رفضت امتثال التي هتفت به بتوبيخ : انت بتراقبنا 
هز عمر رأسه : محتاج اطمن عليها يا تيته مش براقبها....انتي ليه مش بتدي ليا اي فرصه 
قالت امتثال بحنق وسخط : عشان انت مكنتش اد ثقتي فيك ولا هتكون ....يلا خد وردك وعربيتك وشقتك وامشي ...احنا مش عاوزين حاجه منك. 
..........
.....
حاول ايهم ضبط أنفاسه ولكن عبثا فهاهي تخرج حامله توتر وترقب بل خوف شديد جعل قلبه ينكمش بين صدره الذي عجز عن التنفس منذ مكالمه زينب له والف سؤال والف هاجس يتوارد اليه طوال الطريق الذي قطعه بسرعه كبيرة ليصل الي المشفي الصغير بنهايه الشارع الذي تسكن به والدتها والتي ركضت إليه تحاول نجده ابنتها ....هل حدث لها مكروه ؟! ام للصغير الذي تحمله ؟!
ذنب اخر لا يحتمل مجرد التفكير أنه سيقع علي عاتقه لتلك الفتاه التي لسوء حظها دوما تكون في كفه امام ابنتاه وتلك المعضله التي جعلته عاجز دوما عن اعطاءها حقها كما يتطلب الأمر ....يعي جيدا أنه ظلمها دوما ولمن عزاءه الوحيد أنها كانت دوما راضيه بترضيته لها !
رأت زينب خطواته المتعثرة وكادت تستمع للهفه نبرته وهو يسأل عن مكانها موظفه الاستقبال لتتأكد بداخلها أنه يحمل لابنتها مشاعر كما تفعل هي ولكنه لا يستطيع التعبير .....ست زينب !
خرج صوته بلهفه حينما وقعت عيناه علي زينب التي كانت واقفه بمنتصف الممر بانتظار الطبيب 
: ايه اللي حصل ؟!
قالت زينب تطمئنه بينما رفضت أن تفعلها بالهاتف حتي تري بنفسها شعوره تجاه معرفه أن هناك شيء حدث لابنتها : وقعت من طولها وجبتها علي المستشفي ....الدكتور معلق ليها محلول وبعدين هيطمننا علي اللي في بطنها 
حاول ايهم أن يتنفس ولكنه لم يستطيع قبل أن يسألها بلهفه لاحت في نبرته : يعني هي كويسه 
اخفت زينب لمعه عيونها بينما اول ما سأل عنه هو ابنتها وليس الطفل لتهز راسها : احنا اهو مستنين الدكتور  
لم ينتظر بل اتجه الي الغرفه حيث كانت غرام ممده تنظر إلي تساقط قطرات المحلول الوريدي بحزن جثي علي صدرها .....إدارات راسها ببطء ظنا منها أن والدتها هي من عادت لتتفاجيء به .....توقف ايهم مكانه وجاهد أن يخفي لهفته التي لمعت بعيناه بينما تتفحص ملامحها الشاحبه .....لم يشتاق إليها ولم يشعر بالقلق عليها هكذا أخبرت غرام نفسها برفض أن تخدعها مجددا 
ابتلع ايهم وارتدي قناع جموده بينما يسألها بصوت مقتطب : ايه اللي حصل ؟!
هزت غرام راسها وغص حلقها من كلماته الجافه وكأنه بتحقيق : معرفش ....محستش بحاجه ولقيت نفسي في المستشفي 
اوما بصمت بينما حاول أن يذكر نفسه بما فعلته حتي لا يبدو قلقا أو متلهفا أو أنه ركض خلفها بعد أن تركت المنزل 
التفت تجاه زينب التي دخلت برفقه الطبيب الذي قال وهو يشير للممرضه أن تنزع المحلول من يدها : حمد الله علي السلامه ...هنشوف وضع البيبي ولو تمام هكتب ليكي شويه مقويات وفيتامينات وتقدري تخرجي بس لازم راحه تامه
هل كانت دقات قلبه أم قلبها ام قلب الطفل الذي تعالي بارجاء الغرفه بينما ساد الصمت وعيون الجميع مركزه علي تلك الشاشه حيث يشير الطبيب : كل شيء تمام ....اخذ يتحدث بينما ذكري بعيده جذبت ايهم إليها وهو يتذكر نفس الموقف باختلاف أنه كان بجوار زوجته الراحله وممسك بيدها بسعاده ليست أقل مما يشعر به الآن ولكن الفرق أنه كان يبدي سعادته عكس الان بينما يخفي سعادته بتلك اللحظه بداخله .....انكسر قلب غرام للمره التي لم تعد تعدها بينما هي الأخري كانت تتمني أن تكون ذكري تلك اللحظه كما تراها بالافلام وليس كما تراها الان ....!
يريد أن يتحدث ولكنه لا يعرف من أين يبدأ .....يريد أن يتوقف عن جرحها أكثر ويريد أن يطيب خاطرها ولكنه لا يستطيع فكيف يسألها أن تعود معه في وجود والدتها كيف يتراجع عن كلمته وهنا يسخر من نفسه وهو يستحضر الموقف الساخر بأحد الافلام ( كلمتي  لا يمكن تنزل الأرض ابدا ) 
جموده الذي اعتاد عليه لا يمنحه فرصه ليبدي العكس وكان مرتاح أنها تتفهمه فلماذا لم تتفهم أنه سيهديء الاوضاع مع ابنته ثم سيطيب خاطرها كما اعتاد بينها وبينه .....انفلتت منه تنهيده أخرجته من تفكيره لينتبه أنه كاد يفوت المنزل حيث اخذها هي ووالدتها ليعيدهم إليه ليوقف السياره علي الفور وينزل باتجاهها متناسي أنها تجاهلت يده التي مدها إليها ليساعدها عند ذهابهم من المشفي لتكررها غرام مجددا وهي ترفض يداه وترفع عيناها تجاهه بشراسه خرجت من أسفل أنقاض كرامتها 
فهو حتي لم يقل كلمه بل وقف كالصنم يري طفلهم ويستمع الي نبضه وكسر فرحتها بتلك اللحظه 
عقد ايهم حاجبيه كما فعلت زينب بينما ظنت غرام أنها ستشفي غليل كرامتها بتلك الكلمه : انا عاوزة اتطلق !
تستفزه هذا كان تعليق زينب بداخل نفسها علي تصرفات ابنتها التي مازالت بريئه ولا تدرك كيل تتعامل مع الحياه ...فقط صغيرة تستفزه بطلب الطلاق أو بترك المنزل أو حتي بالعمل ...كل ما تفعله تفعله لتستفزه لعله ينطق أنه يحبها إذن لم يتغير شيء ومازالت مشاعرها تجاهه هي ما تحركها لذا لم تنضج ابنتها بعد ....كانت مع انفصال ابنتها عنه سابقا ولكن تغير هذا بعد وجود الطفل أو بالاحري بعد رؤيتها أنه يهتم ويحمل مشاعر ولكنه فقط يحصر نفسن في قالب شخصيته الجامده 
التي لا تبدي ابدا قلب عطوف بداخله 
لذا اخذت هي المبادره عن كلاهما وهي تقول لابنتها برفق بينما تسندها : مش وقته الكلام ده ياغرام  ....تعالي نطلع عشان ترتاحي 
مدت يدها تجاه ايهم الذي حمل بيده الادويه قائله : شكرا ياابني 
اوما ايهم بصمت ظل غارق به طوال الليل وهو جالس بلا نوم وفقط بتفكير ....يريد أن يتحرر ولكن بنفس الوقت ابنتاه ومشاعرهم تقيده ....تنهد مرارا وهو يفكر ويتذكر وقلبه يغص بالضيق لنظراتها التي انحفرت بداخله وهو يكسر قلبها كل مره ....أحبته واعترفت بلا أي قيد وليته يستطيع أن يفعل مثلها ....!
.........
.....
اطفيء ايهم من يده السيجاره التي كانت بيده ووضع المنفضه جانبا حينما استمع لطرقات ابنته علي باب الغرفه التي قالت : بابي انا هنا ممكن ادخل 
: ادخلي ياهنا 
دخلت هنا تتبعها اختها التي حتثها أن تعتذر لأبيها عما فعلته والذي لايستحقه هو او غرام أو حتي الطفل منها 
فركت يدها وخفضت عيناها باعتذار هاتفه : بابي انا اسفه علي تصرفي الاناني ده 
نظر ايهم لها بينما وصفها تحديدا استغربه لتهز راسها : أيوة انا كنت انانيه لما فكرت بس في نفسي ومفكرتش أن حضرتك وغرام ليكم حق يكون عندكم بيبي 
هز ايهم رأسه واراد أن يتجاوز هذا الموقف بينه وبين ابنته بأقل حرج ممكن لتتقدم منه حلا بابتسامتها الحلوة وتقول بحماس : مبروك يا بابي .... انا مبسوطه اوي علي فكره 
نظر ايهم الي ابنته هنا التي هزت راسها وقالت بصراحه تربت عليها : مبروك يا بابي... انا مش هقول زي حلا اني مبسوطه اوي بس تقدر تقول كده مش عارفه ....يعني يتوقف هل بنت ولا ولد عشان لو بنت مش هبقي اخر العنقود ولو ولد جايز يبقي رخم زي اخو صاحبتي 
وكزتها حلا في كتفها ليهز ايهم رأسه بابتسامه ارتسمت علي جانب شفتيه وهو يري أنهم اجمل شيء في حياته ....مد لهم يداه قائلا بحنان : تعالوا 
اقتربت الفتاتان لياخذهم بحضنه ويقبل جبينهم قائلا : مهما يكون اعرفي كويس أن كلكم ولادي وان حبكم في قلبي واحد .....نظر لهم وقال بصراحه هو الآخر : جايز في وقت من الأوقات تحسوا اني مهتم بيه زياده وده طبيعي لانه هيكون محتاج ليا اكتر منكم بعد ما كبرتوا بس ده مش معناه ابدا اني مش جنبكم ....لمعت الابتسامه في عيون الفتاتان لتظهر كم هما ممتنين لوجود اب مثله في حياتهم 
شاكس ايهم ابنته بينما أراد أن يتنفس الارتياح بعد ليلته الطويله وبعد اعترافه لنفسه أنها من تستحق الاعتذار هي والطفلة الصغير الذي تحمله : وبعدين ايه رخم دي ....هيطلع رخم لمين ...انا مثلا 
هزت هنا راسها وضحكت بصخب : لا طبعا ....غمزت له وقالت بخبث : جايز لغرام 
وكزتها اختها في كتفها لتهز راسها هاتفه : لا بهزر طبعا يا بابي ...غرام طيبه وجميله وانا بجد مستصغره نفسي اوي أني ضايقتها وكنت سبب في مشكله بينكم 
نظرت له وتابعت برجاء : ممكن نروح نصالحها
قالت حلا وهي تهز كتفها : انتي اللي تصالحيها انا مزعلتهاش 
اومات هنا بلا جدال لتعفي ابيها من الحرج وتكون هي السبب في أن يذهب ليعيد غرام الي المنزل دون أن يبدوا أنه تراجع : اوك انا اصالحها
..........
.....
بحركه واحده وجد حسونه نفسه يهب من فوق مقعده وينجذب تجاه عمر الذي جذبه من ياقه قميصه مزمجرا بغضب : قول بقي تاني يا روح امك الكلام اللي ضحكت بيه علي الحاجه 
تعلثم حسونه قائلا : كلام ايه ....انا قولت الحقيقه 
جذبه عمر بعنف تجاه خارج المحل ليدفعه أرضا ويميل أمامه بطوله الفارع مزمجرا : الحقيقه دي تضحك بيها علي خالتك مش عليا ....! 
: شااااافعي 
نزل شافعي من السياره وفتح الباب الخلفي ليجذب منه عوني المقاول ويلقيه بجوار حسونه ناظرا الي عمر : أوامرك ياعمر بيه 
قال عمر بسخط وهو يتطلع الي الرجلين : ادي الجمل وادي الجمال ....مين فيكم نصب علي الحاجه امتثال 
أشار كل منهم علي الاخر لتدور الركلات واللكمات واخيرا يخرج عمر متبخترا وهو يمسك بعقد المنزل الذي لم ترفض ابدا امتثال الرجوع إليه .....نعم يتبختر كالطاووس كما اعتاد ولكن تلك المره لانه يسير علي الطريق الصحيح .....يفعل كل شيء من أجلها وليس فقط من أجلها بل لمجرد رؤيه ابتسامه علي شفتيها ولم تخذله فهاهي الابتسامه تمليء وجهها وهي تخطو بقدميها تجاه المنزل .....اسرع عمر بخطواته يلحق بها لتوقف يد امتثال التي ظهرت أمامه لا يدري من اين !
: علي فين ؟!
قال عمر باستعطاف دوما يفشل مع تلك المراه التي تنظر له شزرا كلما تراه  : ايه يا تيته بقولك هكلمها كلمه واحده بس 
قالت امتثال بسخط : ولا كلمه ولا حرف ابعد عنها .....وهش معني انك رجعت ليا البيت هتكسر عيني 
قال عمر بتهذيب : العفو يا حاجه ....انا رجعت حقك 
غمز لها بشقاوة وتابع علها ترضي عنه : انا ضابط وده واجبي 
لوت امتثال شفتيها وهتفت به بسخط : واااجبك ...وظه من أمتي ده انت طول النهار بتلف ورانا زي النحله الشريده ...اجري يا ابن عاصم شوف شغلك احسن لك عشان مهما تعمل مش هتشوفها ولا تكلمها 
انتفخ وجه عمر بالغيظ وهو يتحرك امام أبيه : هتجنن يابابا ...الوليه الحيزبونه دي مش مخلياني اقولها كلمه .....نظر لوالده باستعطاف : اتصرف يا سيوفي ....اعمل حاجه ولا قولي اعمل ايه 
قال عاصم بقله حيله : اعمل ايه ياعمر ...كلمت الست كتير وهي رافضه 
لم يجد من أبيه عون ليميل علي زينه ويضم نفسه في حضنها بدلال : طيب انتي يا زوزو اعملي حاجه ....بصي قابلي وسيله وكلميها لوحدك .... قولي عني كلمتين حلوين .....والله اتغيرت ...اتغيرت يا نااااس حد يقولها عمر اتغير !
ضحكت زينه وربتت علي كتفه بينما تبادل سيف وعاصم النظرات الضاحكه وهم يتهامسون : اتجنن علي الاخر !
نظر لهم عمر بغيظ هاتفا : ولسه هتجنن ....والله لو ما اتدهلت ياسيوفي هكون خاطفها واعملك مصيبه
زجره عاصم بغيظ : تاااني مصايب...اهمد بقي وانا هتصرف 
هز عمر رأسه بدلال: لا ياسيوفي بلاش تتصرف انت قولي انا اعمل ايه ... انت ابويا ولازم توجههني 
لوي عاصم شفتيه ساخرا بمرح : ده كده بقيت راحل يعني وهتتصرف ...اتنيل علي خيبتك وقوم معايا 
نظر له عمر باستفهام : علي فين ؟!
قال عاصم وهو يزفر: علي اسكندريه يا آخره صبري 
.........
..
فتحت غرام الباب لتتفاجيء بهذا الصندوق مرفوع امامها .. عقدت حاجبيها ولكن بنفس اللحظه خفضت هنا الصندوق الكبير وابتسمت لغرام : انا اسفه 
مدت يدها لها بصندوق الهديه الذي حملته بينما تتقدم اختها وأيهم خلفهم ببضع خطوات 
ابعدت زينب ابنتها عن الباب وهي تقول بترحيب : اهلا ...اهلا ...اتفضلوا 
احتضنت هنا غرام قائله : متزعليش مني ياروما ....بصي انا جبت للبيبي ايه 
نظر ايهم بطرف عيناه الي رد فعل غرام بينما تقوم ابنتاه الهدايا التي احضروها للطفل ليري رد فعلها وهو يأمل نفسه أنها مازالت نفس الصغيرة التي سترضي بترضيته الغير مباشره ....نعم الفتيات من يقدمون الهدايا ولكن الواقع هو من توقف لاحضارها بحث غير مباشر منه لابنتاه أن عليهم إحضار هديه .... لن يعتذر وهي يجب أن تفهم كما تفهما طبعه بأنه يراضيها دون أن يقول ولكنه اصطدم بجمود ملامحها وعدم ابظاء أي رد فعل حتي زينب نفسها اندهشت ولكن لماذا الدهشه من قلب اعتاد الخزلان فلم يعد يأمل بأي شيء حتي لا تصيبه شظيه خزلان جديده ...!
......
....
نظر الرجل الي عاصم بتبجيل قائلا : ياريت في أيدي اعمل حاجه ياعاصم بيه ....قاطعه عاصم قائلا: في ايدك يا فندم .....رجعها شغلها وانا هدفع مرتبها ومش بس مرتبها لا ده مرتب عشره غيرها تبرع من شركتي كل شهر 
تنهد المدير بحيره ليقول : بس احنا حكومه يا عاصم بيه والحاجات دي مش سهله كده 
تردد قبل أن ينظر الي عاصم بسؤال توقف في حلقه منذ أن جاء يطلب منه اعاده وسيله لعملها السابق : طيب حيث حضرتك عندك استعداد تدفع مرتبها وزياده ما تشغلها عندك 
حمحم عاصم بحرج بينما لا يعرف كيف يصوغ الأمر للرجل ليتدخل عمر قائلا : يا استاذ عرفان ...احنا عاوزينها ترجع شغلها هنا مش عندنا ....تقدر تقول كده سبب عائلي 
فكر المدير ليعتصر عقله قبل أن يقول : ممكن اعملها عقد ...يعني تشتغل كمؤقته 
قال عاصم بحماس : موافق ... المهم ترجع شغلها 
احتضنت عمر أبيه ما أن اختلي به في السياره : ياابن اللذينه يا سيوفي جت في دماغك الحركه دي ازاي 
قال عاصم متبرطما بمرح : اهو من عمايل امك ...كل ما تقلب عليا تقولي شغلي وكياني ...اكيد وسيله زيها هتقول انك السبب أنها سابت شغلها ... تنهد وتابع بجديه : لو رجعت شغلها هتخرج من  حاله الاكتئاب اللي هي فيها وهتتكلم مع الناس وتبطل تفكير في اللي حصل بينكم أو علي الاقل مش هيكون عندها وقت تفكر 
ابتسم عمر له قائلا : ربنا يخليك ليا يا سيوفي 
غمز له بشقاوة وتابع : قول امين وادعي أنها ترجعلي لما تعرف 
أوقفه عاصم قائلا : لا مش هتعرف منك .....ابعد انت خالص وسيب المدير يكلمها 
عقد عمر حاجبيه : ايه ده ...امال هتعرف ازاي اني عملت كده عشانها 
وكزه عاصم في كتفه بغيظ : وهو انت هتذلها ....اسمع اللي بقولك عليه بدل ما تعاند ومترضاش ترجع 
ومن قال إنها سترفض فهاهي تكاد تطير فرحا بينما تستعد للعوده الي عملها ....دخلت امتثال إليها تحمل علبه صغيره لتضعها في حقيبتها قائله : عملتلك ساندويتشات ضحكت وسيله واستدارت الي جدتها : كبرت يا تيته علي اني اخد ساندويتشات معايا 
ابتسمت امتثال لها قائله : مهما تكبري...لسه العيله ام ضافير في عنيا يا نور عيني 
احتضنتها وسيله وقبلتها قائله : باي يا تيته عشان متأخرش
تغيرت نظراتها وسرعان ما انمحت ابتسامتها وهي تراه امامها ما أن خرجت من باب المنزل 
: سيلا ينفع اوصلك 
نظرت له وسيله برفض وكادت تعود الي الداخل لولا أن وجدت جدتها خلفها تنظر إلي عمر شزرا للحظه قبل أن تمسك يد وسيله قائله : انا جايه اوصلك يا سيلا وهستناكي لغايه ما تخلصي عند طنطك عفاف ما هي ساكنه قدام شركه الكهربا🤣
انتفخ وجه عمر بالغيظ ليبرطم بحنق من بين أسنانه : بتطلعي ليا منين يا وليه !!
.........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم 
كل سنه وانتوا طيبين وبخير 





تابعة لقسم :

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. غرام عنده حق في اي حاجه تعمله في ايهم

    ردحذف
  2. تسلم ايدك روعه ❤️❤️

    ردحذف
  3. أنا مع موقف غرام روايه رائعه ومتميزة تسلم أناملك الذهبية

    ردحذف
  4. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك وكل عام وانتم بخير وصحه وسعاده يارب العالمين

    ردحذف
  5. روعة يا رونا الباشا ايهم هايحن امتى البت خلاص هاتموت حرام علية عجبانى اوى الحاجة هاتعزب الواد وتربى

    ردحذف
  6. حلو جدااااا ارجوكى ارجوكى اوعى توقفى فى رمضان الأحداث بقت اسرع و حاسه ان الخيوط عشان تتقفل كويس محتاجه فصلين كمان على الأقل، الرواية ديه حلوه جدا

    ردحذف
  7. ❤❤❤كل عام وانتي بخير❤❤❤

    ردحذف
  8. روعة حببتى البارت جميل جدا بضحك من قلبى على حوارات عمر وعاصم وامتثال نديم
    مستفز ايهم معذور غرام نكدية رقم واحد

    ردحذف
    الردود
    1. نعم غرام نكدية بتهزري بجد أيهم حيوان بس شكلك ولد بقي

      حذف
  9. هي الرواية رح توقف بشهر رمضان؟؟

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !