( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تراجعت دنيا خطوة الي الخلف بينما انذرت ملامح دياب بالشر وهو يهتف بها بغضب : هو انا مش حذرتك الف مره مالكيش صالح ببهيه
قالت دنيا بضعف زائف وهي تستدعي دموعها : وانا عملت ايه يا سي دياب .... بقي بتزعق ليا عشان بشتكي ليك اللي عملته فيا عشان مكدبتش عليك زي ماهي عملت وكمان أمه مهجه كملت عليا ووقفت في صفها
زم دياب شفتيه وأمسك ذراعها بغضب : بهيه مش كدابه اخيرا بدأت دموعها تطاوعها وتنساب من عيونها التي امتلئت مكر وهي تقول : كدبت عليك يا سي دياب وخبت عليك ان أمه مهجه خرجت
ترك دياب ذراعها لتتقهقر خطوة للخلف ترفع يدها سريعا بحمايه أمام وجهها بينما يزمجر بغضب شديد : ميخصكيش ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بتحذير : اخر مره تتكلمي عليها فاهمه
اسرعت دنيا تحاول اللحاق به بينما اتجه الي باب الغرفه لتمسك ذراعه : انت رايح فين ؟!
ابعد دياب يدها عن ذراعه وهتف بها : مالكيش صالح
تركها واندفع خارج الغرفه لتأكل الغيره قلبها بينما وجدته يدخل الي غرفه ضرتها بأخر الرواق لتأكل شفتيها بحنق شديد وتتجه سريعا إلي الأسفل حيث غرفه مهجه التي رفعت عيناها إليها باستفهام : في ايه يابتي مالك داخله كده ليه ؟!
رفعت بهيه عيناها بدهشه حينما وجدت دياب يدخل الي غرفتها لتهب من مكانها وتتجه إليه تسأله بقلق : خير يادياب ...مالك يااخويا ؟!
قال دياب وهو يتجه ناحيتها ويميل ليحيط خصرها بذراعه القويه يقربها من صدره قائلا بخشونه محببه : اتوحشتك يابهيه
امتليء قلبها بالسعاده من كلماته ولكنها قالت بينما تغالب سعادتها بمجيئه : بس الليله ليله دنيا
هز دياب رأسه ونظر الي شفتيها المكتنزه وركز نظراته عليها للحظه قبل أن يأخذها بين شفتيه هامسا بعشق : بس انا عاوزك انتي الليله دي
تركت بهيه شفتيها لشفتاه كما تركت ذراعيه تكتنفها الي صدره كما اعتادت أن تتركه بلا سؤال وقتما يحتاج إليها !
....
هتفت دنيا بصوت عالي : شوفتي عمايل بهيه
قامت مهجه من فراشها الذي وضعت به احفادها ينامون بجوارها وهتفت بدنيا تزجرها من بين اسنانها : وطي حسك العيال نايميين
أمسكت ذراعها واخذتها خارج الغرفه لتتركها وتنظر لها : ها عملت ايه بهيه ليكي ؟
قالت دنيا بينما تعقد ذراعيها حول صدرها وتهز جسدها بانفعال : الليله ليلتي اللي دياب بيقضيها عندي واهي اخدته يبات عندها
نظرت لها مهجه باستنكار : وهو دياب عيل هتاخده
اشاحت دنيا بوجهها وهتفت ببرود : والله معرفش
زجرتها مهجه بغضب : اخرسي قطع لسانك دياب سيد الرجاله ويروح مطرح ما يروح
نظرت لها دنيا بخزلان زائف ومجددا استدعت دموعها : بقي كده يا امه ....هو ده الحق ...ده انا جايه اشتكي ليكي وفكرت هتجيبي ليا حقي ولا اكمنها بنت اخوكي
ماكره وتلاعبت علي قلب مهجه الابيض لتنظر لها مهجه بضيق هاتفه : ماهو انتي غلطتي لما وقفتي قدامي تعيبي في ابني
قالت دنيا باعتذار زائف وهي تمسح دموعها : مقصدش يا امه ...دياب سيد الرجاله ...انا بس الغيرة اكلت قلبي
ربتت مهجه علي كتفها تطيب خاطرها قائله : بعد الشر علي قلبك ....نظرت لها وتابعت بسماحه : يابت هو مين اللي يغير من التاني .... ده انتي اللي اتجوزها عليها ! وبعدين ليله وهتعدي وهيرجع تاني يعني هيروح فين ..يلا روحي اغسلي وشك وبطلي دلع البنات ده
انا هبقي اتكلم معاه
هزت دنيا راسها وهتفت بضعف زائف : لا خلاص يا امه لا تتكلمي معاه ولا حاجه ...انا بس قولت احكيلك وافضفض عشان تعرفي هي بتعمل معايا ايه
طيبت مهجه خاطرها بحنان قائله : بهيه طيبه وبنت حلال وبتعاملك زي اختها ....بلاش شغل الضراير يا دنيا عشان متحرقيش دمك علي الفاضي وانتي عارفه دياب حقاني ولو علي الليله دي هيعوضك بس سيبيه يكون مكان ماهو مرتاح عشان اليومين دول هو متضايق
اومات دنيا وهي تقول بمكر : عشانك انتي هسكت ياامه
نظرت إليها وتابعت بفضول : الا بالحق ...هو ايه اللي مضايق سي دياب اوي كده ....نظرت إلي مهجه بطرف عيناها وتابعت : ده حقه يبقي فرحان اكمن أخته اللي بقالها سنين غايبه رجعت
تنهدت مهجه بحزن قائله : حقه يفرح بس الله اعلم باللي في القلوب
وكانت مهجه محقه في أن الله وحده من يعلم مافي القلوب بينما امتليء قلب دياب بالغصاصه من معامله أبيه له دوما والتقليل منه !
ليمرر أنامله بين خصلات شعر بهيه التي توسدت صدره واغمض عيناه متنهدا بثقل وهو يتذكر نظره أبيه الدونيه له والتي كانت تكبر كلما كبر ...دوما شعر بأنه فاشل ولم يتذوق نظره فخر واحده الا من جده الذي اشعره بوجوده وأهميته
ركض ذلك الصغير ذو العشره أعوام يختبيء خلف ظهر والدته ينما لا يتوقف أبيه عن توبيخه : درجات زي الزفت ... كل المدرسين بيشتكوا منك
توقفت مهجه أمام مهاب تسأله بينما تضع يدها حول صغيرها الذي احتضن ساقيها يرتجف بخوف : في ايه يا مهاب ...؟
هتف مهاب بسخط : فيها أن مخه غبي مفيش فيه إلا اللعب .... !
قالت مهجه برفق لتحاول أن تمتص غضبه : ماهو عيل يااخويا
نظر لها مهاب بسخط شديد وكالعادة ينال والدته ما يناله من التقليل والتوبيخ: ماهو طول ما انتي بتقولي له كده هيفضل غبي زي ماهو ....ام تانيه تقعد تذاكر معاه وتنمي مهاراته إنما انتي ولا علي بالك حاجه الا الطلبات ...يوم الواد عاوز عجله زي ابن خاله ويوم الواد عاوز كورة ويوم الواد عاوز معرفش ايه ....إنما تركزي في مستقبله لا
غص حلق مهجه لتنظر الي الأرض بينما يتابع مهاب توبيخه لها والنابع من عدم قدرته علي توفير كل احتياجات طفله والتي تطلبها منه بعفويه ليزفر بضيق بينما تأخذ طفلها وتنصرف من أمامه
وخزه قلبه ليتجه إليها بعد قليل فيجدها جالسه في فراشها تبكي ....مهجه
لم تنظر مهجه إليه ليتجه الي جوارها ويضع يده علي كتفها بحنان قائلا : انا اسف يا مهجه...عارف اني ساعات بتعصب عليكي بس ده من خوفي علي مستقبل الولاد
امسك يدها بحنان ورفعها الي شفتيه يقبلها بينما يتابع بتبرير : يا مهجه انا دخلت الولاد احسن المدارس ونفسي يكونوا احسن مني وغصب عني اتضايقت لما روحت اسأل عنه ولقيت كل المدرسين بتشتكي منه
بسماحه نسيت مهجه توبيخه لها لتقول بسطحيه : ماهو انا قولتلك بلاها المدارس الغاليه اوي دي
نظر لها مهاب بعتاب قائلا : وانا قولت ليكي انا بستثمر في مستقبل ولادي ....تعليمهم اهم من اي حاجه
قالت مهجه بسطحيه متوافقه مع عقلها : ماهو كله علام
هز مهاب رأسه قائلا : لا يا مهجه...لما الولد يتأسس من وهو صغير في مدرسه كويسه هيطلع شاطر
لم تفهم الفرق ولم تجادل لتقول برجاء : طيب عشان خاطري واحده واحده علي الواد وبلاش كل شويه تزعق له وتأنبه ...هو راح ولا جه حته عيل
ابتسم لها مهاب يسايرها : حاضر مع اني مش مقتنع .... دياب لازم يفهم أنه مبقاش طفل وأنه بقي مسؤول ومسؤولياته هي مذاكرته
مال تجاه جبينها يقبله ويتابع : متزعليش من كلامي
هزت راسها بابتسامه صافيه : مش زعلانه
ابتسم لها ومال الي جانب شفتيها يقبلها قبله رقيقه : بحبك!
كانت دوما تسامحه في نوبات غضبه ولكن الطفل الصغير لم يسامح في سماح لم يطلبه والده بل ظل يؤنبه ويلقي عليه المزيد من المسؤوليات التي لا يفهمها طفل في عمره ....كره تلك الدروس الصعبه وكره شده المدرسين وشده ابيه معه وكان متفرجه الوحيد هو تلك الأيام التي يتلهف لقضاءها بمنزل جده بينما يسمح له بفعل كل ما يمنعه منه أبيه فكان يركض ويلعب بلا توقف ...يفعل كل شيء في أي وقت بل ويطلب ما يريد وجده لا يعز عنه طلب لذا بدأت الكراهيه تتسرب الي قلبه تجاه أبيه أو تحديدا معامله أبيه الجافيه له ويحب جده أكثر واكثر
وهاهو خرج من عباءه أبيه ودخل عباءه جده الواسعه
عاد من شروده علي لمسه بهيه الي كتفه بينما تنظر إلي عيناه بحنان تسأله ..مالك يادياب ...شايل الهم ليه ؟
لم يعتاد أن يبوح بضعفه أو شكواه الي أحد غير جده الذي يصلب ضهره به لذا قال وهو يهز رأسه : مفيش يا غاليه
قالت بعتاب : ازاي مفيش هو انا اول مره اعرفك
ابتسم لها وداعب شعرها قائلا : وطالما عرفتني يبقي عارفه أن لما اقول مفيش
أكملت جملته بابتسامه : يبقي مش هتقول
عادت تتوسد صدره بينما تقول بحب : وقت ما تحب تتكلم هتلاقي صدري واسع ليك !
.....
عقدت وصال حاجبيها وفتحت الحقيبه لتري كل تلك الاموال بداخلها ...ارتسمت ابتسامه علي شفتيها وقالت بامتنان : دياب بعت ليا فلوس العلاج يا ماجد
نظر ماجد الي حقيبه الاموال وابتسم ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته حينما ظهرت تلك الشابه من خلف حارس العقار الذي كان مازال واقف لدي الباب المفتوح .....!
ليقول بدهشه : نانسي !
رمقته الفتاه الشابه بنظره ناريه للحظه وباللحظه التاليه كانت وصال هي ضحيه نظرتها تلك بينما تقول بتهكم : اه نانسي ....
اتجه الشاب إليها باستفهام : ايه اللي جابك هنا ؟
استشرست ملامح نانسي لتهتف بجموح : ايه مكنتش عاوزني اجي وأقطع خلوتكم
عقدت وصال حاجبيها بانزعاج شديد من كلمه تلك الفتاه : انتي بتقولي ايه ؟! خلوة ايه وكلام فارغ ايه ؟
انسحب البواب للخلف خطوتين بينما نظر ماجد الي خطيبته باستنكار شديد : نانسي انتي اتجننتي
اومات الفتاه باحتدام شديد هاتفه : اه حقي اتجنن وانا شايفه خطافه الرجاله دي بتحوم حواليك
كان هذا أكثر من احتمال وصال لتندفع ناحيتها خطوة هاتفه بغضب شديد : اخرسي
نظر ماجد بامتعاض الي تلك التي تهتف بصوت عالي : لا مش هخرس وهعلي صوتي اكتر عشان كل العماره تشوف خطافه الرجاله اللي حاطه عينها علي خطيبي .... !
بانفعال شديد امسك ماجد بذراع الفتاه يصرخ بها
: احترمي نفسك ومتنسيش انك بتتكلمي عن بنت عمي
صاحت نانسي وهي تنزع ذراعها من يده
: لما العانس دي تحترمها الاول !
: اخرسي يا قليله الربايه!
التفت الجميع تجاه هذا الصوت الحاد الآتي من خلفهم لترفع وصال عيناها الي ذو القامه المديده الذي اقتحم وقفتهم ودخل ينظر إلي الفتاه وخطيبها نظرات ناريه ويعيد كلماته مره اخري : انطقي حرف كمان وانا اقطع لسانك وارميه للكلاب !
اهتزت نظرات نانسي وابتلع ماجد بتوتر بينما طفرت الدموع من عين وصال التي أسرعت تقف الي جواره وتردد بقلب لهيف : دياب
التفت دياب ناحيتها وأحاط كتفها بذراعه بينما يقول باعتداد : مين دول ياوصال وازاي تسمحي ليها زي دي تعلي صوتها عليكي
قالت وصال بصوت مهتز: ده د ماجد ابن عمنا
تدخل ماجد قائلا باعتذار وهو يرفع عيناه إلي دياب : انا اسف علي سوء التفاهم ده ...مد يداه إليه قائلا: انا ماجد ابن عمك ودي نانسي خطيبتي وفهمت غلطت
لم يمد دياب يداه بترفع مقصود بينما يهتف بسخط : غلط ولا صح ....خدها واتكل علي الله وإياك حد منكم يقرب من اختي
نظرت نانسي الي وصال بسخريه : قول الكلام ده لأختك اللي كل يوم والتاني تعمل حجه شكل عشان تتكلم مع...ابتلعت باقي حديثها بوجل وهي تتراجع لتتوقف خلف ماجد حينما اتجه دياب ناحيتها بعيون تقطر شرا هاتفا : ابلعي لسانك بدل ما ادب ايدي واقطعهولك ...نظر شزرا الي ماجد هاتفا بسخط يأمره : وانت خد البت دي من قدامي وغوروا برااا
دفع دياب الباب بقدمه والتفت الي وصال التي فسرت فرحتها بتلك اللحظه بالجنون بينما وجدت من يحميها وتقف خلفه حتي لو من بضع كلمات لينظر دياب إليها باستفهام حينما ابتسمت له : شكرا يا دياب
هتف بامتعاض : متشكرنيش وحالا فهميني مين لمامه الشوارع دول
قالت وصال وهي تتجه إليه بلهفه : طيب تعالي اقعد الاول
هتف دياب بنفاذ صبر : ولا اقعد ولا اضايف بقولك مين دول
قالت وصال بشرح : ما انا قولتلك ماجد ابن عمنا .....
زفر دياب : وبعدين
هزت كتفها بهدوء : ولا اي حاجه ....خطيبته وبتغير عليه !
رفع دياب حاجبه باستنكار : وتغير عليه ليه منك ؟!.
ابتلعت وصال رمقها وقالت بينما تخفي انكسار داخلها متظاهره بالبرود : عادي يادياب زي اي واحده مفكره اني عشان بنت اتاخرت في الجواز يبقي عينيها علي جوزها ولا خطيبها
نظر دياب الي أخته بانزعاج هاتفا : مش لما يبقي جوزها ولا خطيبها عليه القيمه ويتبص له ....ده انا مستعناهوش يمسح عربيتي !
ابتسمت وصال له بينما حاول جبر خاطرها بتلك الكلمات قبل أن ينظر إليها وتتقابل عيناه ذات النظرات الحاده التي تمسك بجمودها مع نظراتها المتلهفه ....لم يبدي شوقه لأخته ولا شعوره بالاسي من أجلها كما لم يبدي اي شيء من حنقه علي نفسه طوال الأيام الماضيه بينما ينازع نفسه التي تخبره ألا يترك أخته وحدها بهذا الموقف حتي استسلم اخيرا وجاء إليها ولكنه بالرغم من كل هذا لن يبدي اي شيء من مشاعره ليظل واقف مكانه ولكنه يشير إليها أن تقترب : تعالي يا وصال
لم تقترب بل وجدها ترتمي بحضنه ليتوقف جامد مكانه للحظات قبل أن يترك ذراعه تلتف حولها بحنان لتغزو ابتسامه هادئه ملامح وجه الجامده وهو ينظر إلي تلك التي بالكاد وصلت إلي منتصف صدره .... رفع وجهها إليه بكلتا يداه يتطلع إليها للحظه قبل أن يقول برفق : حقك عليا
هزت راسها سريعا : ولا يهمك ...انا عارفه انك زعلان من بابا ....بس هو هيفرح اوي لما يشوفك
قالت كلمتها وهي تجذب يداه ليتحرك معها تجاه غرفه ابيها ولكنها وجدته يترك يدها ويظل واقف مكانه لتعقد حاجبيها باستفهام : انت مش عاوز تشوف بابا يا دياب
سحب دياب نفس عميق وزفره قائلا باقتضاب : انا جي اشوف طلباتك ياوصال
نظرت له بعتاب ليتابع دياب بحزم : جيت عشانك انتي !
نكست وصال راسها الي الأرض : بس بابا ....قاطعها دياب وهو يغالب غصه حلقه : مش هيفرح لما يشوفني ولا حاجه ....خلينا في المهم
نظرت إليه بدفاع عن ابيها ولكنه لم يسمح لها أن تنطق به بينما يتابع : انا هعالج ابوكي في اكبر مستشفي وهتكفل بكل حاجه وانتي هتيجي معايا
نظرت له وصال بعدم فهم بينما كل موقف يفعله يناقض الاخر ...جاء ولكنه لن يري ابيها ....سيتكفل بمصاريف العلاج ولكنه يريد اخذها منعه !
: اجي معاك فين ؟!
قال دياب ببديهيه: ترجعي احضن امك !
بوغتت لتخرج نبرتها باهته : وبابا ؟!
قال دياب وهو يشيح بوجهه : قولتلك هعالجه
اومات وصال : قصدك أن دي قصاد دي
هز دياب رأسه قائلا : قصدي امك ليها حق عليكي
قالت وصال بدفاع : مختلفناش بس بابا كمان محتاج ليا وانا مقدرش اسيبه
رفعت عيناها الي أخيها وتابعت بعتاب ؛ انا مقدرتش اسيبه وهو بصحته يبقي تفتكر هقدر اسيبه وهو تعبان
هزت راسها وتابعت بغصه حلق : لا يا دياب مش هسيب بابا ولو جاي تاخد حاجه قصاد مساعدتك له يبقي شكرا !
..........
....
هتفت احسان من بين اسنانها بغل شديد : عارفه يا قدورة لو كلامك مطلعش صح والعمل ده برد ناري انا هعمل فيكي ايه
قالت قدورة بثقه بينما تمد يدها إليها بهذا المغلف الصغير : اسمها تقوليلي هتعملي ليا ايه لو حققتلك المراد ...انتي بس تاخدي ده وترشيه زي ما قولتلك وكلها كام يوم وهتقوليلي انتي تسلم ايدك يا قدورة
لمعت عيون احسان بالتشفي بينما تأخذ المغلف من يد المراه : كام يوم كتير يا قدورة ...لوت شفتيها وتابعت بحقد : وقتها تكون ست الحسن ولدت وجابت العيل...انا عاوزاها متقومش منها ولا هي ولا العيل اللي في بطنها !
ضحكت المراه قائله وهي تمد يدها باشاره للأموال : ارمي بياضك انتي بس وشوفي
اخرجت أحسان الرزم الماليه من حقيبتها الصغيرة ووضعتهم أمام قدورة التي قالت باستنكار : ايه ده ...ميكفوش
قالت احسان بغيظ : وبعدهالك يا قدورة ...انتي بقيتي طماعه اوي
قالت المراه وهي تلقي بالمزيد من البخور : انتي اللي بقيتي بخيله
هزت احسان راسها قائله : فين يا وليه ده انا كل اللي باخده من هادي اول باول معاكي
زفرت قدورة وأخذت المال لتضعه بملابسها قائله : ماشي يااحسان خليها عليا المره دي !
.........
جذب ماجد ذراع نانسي حتي وصل بها إلي اسفل منزل وصال ليترك ذراعها بعدها وينظر لها شزرا للحظه قبل أن يخلع من يده اليمني تلك الدبله الفضيه ويلقيها بوجهها هاتفا بسخط : بعد اللي عملتيه فوق انتي من طريق وانا طريق
اتسعت عيون نانسي بهلع لتسرع خلفه : ماجد ...ماجد
لم يستمع إليها بل اسرع يعبر الشارع و يدخل الي سيارته وينطلق بها !
....
......
عاد هادي بوجه متكدر لا يحتمل أن تمر من أمامه ذبابه
ليطلق بوق السياره بحنق شديد تجاه ذلك الرجل الذي كان يعبر فجاه من أمامه ويطلق سباب غاضب من بين شفتيه .... هل تزوجت ؟!
ماذا كان يظن ....؟!
نار توهجت بداخله وجلعت الدماء تغلي بعروقه ...تزوج بدلا منها ثلاثه ومع ذلك مازالت تحمل تأثيرها عليه ...قلبه الذي وضع عليه حجر مازال ينبض لها ...!
ضرب المقود بيداه وعاد يتذكر كيف خرج من منزل ابيها ذلك اليوم وهو بالكاد يري شيء أمامه وكان اول ما فعله هو وقوفه أمام أبيه يسأله بصوت غاضب يكاد غضبه يوازي فوران بركان : ليه يا ابويا معلمتنيش !
أدار أبيه رأسه إليه بدهشه ولكن الدهشه تحولت إلي هدوء تحلي به أمام بركان غضب ابنه النابع من انكساره
: اول مره تسألني السؤال ده يا ولدي
هتف هادي بسخط : عشان اول مره احس اني قليل
هز عياد الغزالي رأسه برفض : مين قال انك أقل من اي حد
قام واتجه ليقف أمام ابنه ويضع يده علي كتفه بفخر هاتفا : انت باشاره من ايدك بتحرك سوق وبكلمه منك بتعلي مزاد ....انا يا ولدي طلعتك شبهي .....نظر إلي عيون ابنه التي قرأ ما بداخلها وتابع : كل واحد بيطلع شبه أبوه
زم هادي شفتيه بقهر شديد تركه يظهر عليه أمام أبيه الذي ارتمي بحضنه هاتفا بانكسار : ابوها عايرني بجهلي
استمع عياد الي ولده ليري هادي تلك النظره الهادئه بعيناه وهو يسأله : حبيتها يا هادي
اوما هادي دون تفكير : قلبي بيتخلع من مكانه لما تبعد عني
تنهد عياد بقله حيله : يبقي أدفن قلبك ولو حكمت اخلعه من مكانه ودوس عليه ...انت راجل يا ولدي اوعي تقبل حاجه ولا حد في الدنيا يذلك ....متتنصلش من اصلك ولا من كونك وهي لو راضيه بيك وشايفاك دنيتها يا اهلا إنما لو هتقل منك يبقي بلاها ...!
حك هادي وجهه بحنق ليري ملامح وجه المحتقنه في مراه السياره بينما يتذكر كلمات أبيه ...لماذا يتذكرها ...؟!
كل هذا الحنين واللهيب فقط لسماع شيء عنها ...ماذا أن رأها ...؟!
ااااه حاره انبثقت من صدره وهو يتذكر اللقاء الذي جمعهم بعد ماحدث والذي وجدها تلقي عليه به كامل اللوم وكأنه ارتكب جريمه حينما طلب زواجها ولم يكن يعلم ما حدث بينها وبين ابيها بعد مغادرته
Flash back
عقدت وصال حاجبيها وقامت مسرعه لتدير المفتاح بباب غرفتها وتفتح الباب تنظر من خلاله لتتبين سبب صوت ابيها الغاضب لتنتفض علي صوت انغلاق باب الشقه بقوة
خرجت باستفهام : بابا ...في ايه ؟!
التفت مهاب الي ابنته وهدر بغضب شديد : المجنون اللي من طرف امك ال جاي يطلب ايدك !
افلتت نبره وصال مهتزه كما اهتزاز نظراتها : هادي !
اتسعت عيون مهاب ونظر الي ابنته باتهام لم يفصح عنه قبل أن يطلق تحذيره وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : اسمعي يا وصال
الموضوع ده تنسيه خالص وتفتكري كويس انا قولتلك ايه اول يوم دخلتي بيه الكليه
...قولتلك هتقابلي كتير منهم اللي يقولك بحبك ومنهم اللي معجب بيكي ومنهم ومنهم ...قولتلك قلبك حقه يدق بس قبلها تاخدي رأي عقلك وفكرتك باللي حصل بيني وبين امك .....قولتلك انا ابوكي وصاحبك واحكي ليا علي كل حاجه عشان تاخدي رأي ووعدتك احترم قراراتك ولكن توصل بيكي انك تفكري مجرد تفكير في واحد زي ده يبقي انسي كل اللي قولته ليكي واعتبري امري نافذ ورفضي قاطع للموضوع ده .....مستحيل اعيد التجربه واكرر مأساتي فيكي
حاولت وصال أن تفتح وفمها وتدافع عن هادي : يا بابا تجربه حضرتك مش شرط تتكرر وجايز....قاطعها مهاب بسخط شديد : مفيش جايز ....شوفي الفرق بينه وبينك
عاوزة تسيبي كل اللي وصلتي له وتعيشي خدامه عنده وعند أهله بلقمتك ولبسك ...عاوزة تلبسي دهب وتقلعي بالطو الدكتوره ...عاوزة ايه فهميني
جدال طويل بينها وبين ابيها علي استحياء حاولت من خلاله أن تدافع عن هادي الذي رفضه والدها رفض قاطع لم يتزحزح ....!
في اليوم التالي كانت اثار دموعها التي لم تجف واضحه علي عيونها التي انتفخت ليسرع هادي تجاهها بلهفه : حصل ايه يا قلبي ...!
التفتت وصال إليه بينما تفاجات به اسفل المنزل ينتظرها ولم تعرف أنه جالس في انتظارها من بعد الفجر يريد أن يطمئن عليها : هادي
قال بحب وعيناه تطوف بملامح وجهها الحزين : قلب هادي ....عملك ايه ؟!
قالت بغصه حلق : ولا حاجه
امسك يدها يأخذها الي سيارته : طيب تعالي نتكلم
إن كان رفض ابيها وإصراره قيراط فهاهو اربعه وعشرون حينما حدث ذلك الموقف ورأها برفقه هادي لتشهق وصال ما أن انفتح باب السياره بجوارها و
جذبها مهاب منها ليصعد بها الي المنزل ....غلت الدماء بعروق هادي ولم يحتمل أن يأخذها ابيها بتلك الطريقه ليندفع خلفها وقبل أن يغلق مهاب الباب خلفه هو وابنته وينطق بعتابه لها كان هادي باندفاع غاشم يقتحم المنزل مزمجرا : انا طلبتها منك وبطلبها تاني .....انا اللي جيت وراها اياك تيجي جنبها ولا تضايقها ..!
اهتاجت اعصاب مهاب ليلتفت الي هادي وينظر اليه بغضب شديد مزمجرا : انت مجنون ...! انت مين اصلا عشان تتدخل بيني وبين بنتي
هتف هادي باحتدام : انا هتجوزها
نظر له مهاب بغضب شديد بينما يدفع يد وصال التي تحاول الامساك به : بابا عشان خاطري
تجاهلها مهاب واتجه ليقف أمام هادي الذي أخذه اندفاع الشباب ليهدر مهاب به : ايه في كلامي مفهمتهوش ....قولتلك لا
استحاله اجوز بنتي واحد زيك جاهل
اندفع هادي بلا تفكير يرد الاهانه : الجاهل هو اللي ماسك في كلمتين حافظهم وخلاص .... مين قال انك احسن مني ....انا باشاره مني اشغل الف دكتور زيك وباشاره مني احقق كل احلام بنتك اللي شايفها كتير اوي عليا ......الجاهل اللي بتتكلم عنه يقدر يفتح لها مستشفي ويعيشها عيشه الف دكتور ميحلمش بيها ... بلاش كل ده .... تعالي انزل انا وانت الشارع وشوف السايس هيجري يمسح عربيه مين يا دكتور
قالها بتهكم قاصدا ليرد جرح مهاب لكرامته لتثور ثائرة وصال وتغتل ملامحها لأول مره منه بينما رأت به نفس تقليل عائله والدتها لوالدها لتهتف به : هادي الزم حدودك
نظر لها هادي بحنق لانه رأت رده علي ابيها ولم تري كلام ابيها الجارح له ولكن مهاب لم يمهله المزيد وهو يشير إلي الباب : هيجري يمسح عربيتك انت الاول عشان هو شبهك عبد القرش ....اطلع برا واياك تقرب من بنتي !
دفعه مهاب واغلق الباب خلفه ليسمع هادي من خلف الباب صوت مهاب الصارخ يهتف بجنون : اياك تفكري مره تانيه تشوفيه يا وصال ...ساااامعه !
استمعت وصال لتوبيخ ابيها ورأت صلابه موقفه الذي اتخذه ضدها حتي أنه هددها بعدم ذهابها لرؤيه والدتها ليتحول الي رجل آخر لا تعرفه ...شرس فقط لحمايه ابنته من عيش نفس تجربته
يحتمل اي شيء من أجلها ولكن لا يحتمل شيء واحد منها ....لا يحتمل بعدها الذي عاقبته به ..!
رأت أنه تسرع بطلب الزواج وأن الأمر تحول بينه وبين ابيها لعناد بسبب اندفاعه وتهوره وأسلوبه الذي يفتقر للعقلانية وعاقبته أشد عقاب حينما ألقت عليه لومها وعتابها
: انت ازاي تتكلم بالطريقه دي مع بابا ياهادي
هتف هادي باحتدام : طريقه ايه ...كنتي عاوزاني اقف ساكت وهو بيقلل مني
هزت راسها بانفعال : مقللش منك
رفع حاجبه بسخط : امال عمل ايه ....صمتت واشاحت بوجهها لينظر لها بحده هاتفا : ردي عليا .... كنتي عاوزاني اقبل الاهانه وأحط مركوب في بوقي
ازدادت نبرته حده بينما يتابع : لا يا بت الناس مش انا. ...لا هو ماسك روحي ولا رزقي عشان اسكت له !
اغمضت وصال عيناها لحظه تحاول استيعاب كل هذا الضغط عليها لتستفز هادي بصمتها فيهتف بها بحنق : ساكته ليه...ردي عليا ..كنتي عاوزاني اعمل ايه
تنهدت وصال بتعب من هذا الضغط لتقول بوهن
: مكنش عاوزاك تتسرع ياهادي وتتكلم في موضوع جوازنا دلوقتي
هتف هادي بامتعاض : بعد ما امك شافتنا سوا كنت هبقي راجل ازاي لو مطلبتكيش
هتفت وصال بيأس مما وصلوا اليه : كان لازم تاخد رأيي !
صاح هادي بانفعال : رأيك مكنش هيخليني راجل قدام نفسي لو مكنتش طلبتك بعد ما امك شافتنا سوا
نظرت له وصال بيأس وهتفت بخزلان : انت ليه مش عاوز تفهمني
نظر لها هادي بغضب : هتقولي عني جاهل انتي كمان
نظرت له وصال بضيق ولم تقل شيء تعقيبا علي تلك الفجوه التي نشأت بينهم من اول خلاف !
ولمره أخري يندفع هادي بلا تفكير من وجه نظرها بينما كان اول ما فعله بعد عودته للبلده هو ذهابه الي جدها ليخبره أن ابيها من رفض طلبه وأنه لم يتراجع في كلمته ليهتف دياب الكبير بغضب شديد : يعني ايه ؟!
قال هادي وهو يفرك يداه : يعني يا حاج انا مرجعتش في طلبي ولا كلمتي ....ابوها رفض
انزعجت ملامح دياب ليهتف بسخط : يرفض ولا يقبل انا اديتك كلمتي
نظر له هادي باستفهام ليعتدل دياب واقفا بينما يقول بثقه : طلبت البنت وانا اديتهالك .... وانا مرجعش في كلمتي واصل
كبر الأمر وتحول الي عناد حتي ان ابيها رفض السماح لها بالذهاب لرؤيه والدتها ليمر شهر وهي تتعذب وهو يتعذب أكثر منها لبعدها ولعقابها دون أن يدري انها قطعت وعد لأبيها بعدم رؤيته ولكن يوم بعد يوم ذبلت ملامحها فصعبت مهمه ابيها في إصراره علي موقفه ..... رفعت عيناها إليه باستفهام : هنروح فين ؟
قال مهاب : هاخدك تشوفي والدتك بس الاول هنروح مشوار
جهلت الي اين يأخذها ابيها الذي قطع الطريق بصمت طويل كما حال الطريق ....عقدت وصال حاجبيها والتفتت الي ابيها باستفهام حينما وجدته يتوقف أمام الوكاله حيث كان أول لقاء بينها وبين هادي : احنا جايين هنا ليه ؟!
قال مهاب بهدوء : انزلي معايا وانا افهمك
نزلت وسارت مع ابيها لتفهم ....تباطأت خطوات مهاب وتوقف لتتوقف وصال مكانها بينما يشير مهاب إليها أن تقف ....انا جبتك تشوفي الراجل اللي فكرتي يكون شريك حياتك واعتقادك أنه مناسب ... شوفيه من بعيد ولو صورته لسه زي ما هي في عينك انا هوافق
لم تفهم وصال شيء من كلمات ابيها الغامضه لتدير عيناها حولها لا تفهم شيء ...ماذا ستري ؟!
تراجعت بضع خطوات للخلف تشاهد مايجري حولها ....الناس التي تتحرك كالنمل وكل واحد يدري وجهته ماعدا هي ....صوت عالي جعلها تلتفت لتتدقق النظر إلي صاحب تلك النبره التي لم تسمعها سابقا بتلك الحده.....شيء فشيء بدأت تدرك ما يريد منها ابيها رؤيته ....رأت هادي اخر ....معلم بوجه صارم وملامح متجهمه وصوت خشن يهتف بأحد الصبيه بتوبيخ أن يحمل المزيد ويصدر أمر لآخر ويطلق سباب هنا واخر هناك بينما يتابع عمله
نظر مهاب الي ابنته وانتظر قليلا قبل أن يبدأ بالحديث : شوفتيه !
لم تقل وصال شيء ليتابع ابيها : شوفتي ايه يا وصال ؟!
بحياديه أجابت وصال بالرغم من تشتت أفكارها : شوفته مختلف يا بابا ....أيوة مختلف بس مش معناه أنه وحش .....هو اختلف عشان طبيعه شغله كده ...ليه احكم عليه بالطريقه دي !
هتف مهاب بسخط : عشان حكمك لازم يكون موضوعي ....اعترفي أنه مختلف عننا
هتفت وصال بعصبيه : مختلف بس مش زي ما حضرتك شايفه
نظر لها مهاب بغضب : يعني مصممه ...مصممه تتنازلي عن كل تعبي معاكي وتعبك انتي السنين اللي فاتت
هزت وصال راسها بضياع شديد بينما كل هذا الضغط عليها يدفعها لإلقاء المزيد من اللوم عليه ...لو فقط انتظر وتمهل لربما اختلف الأمر أو ربما وجدوا جل بدلا من العناد ....انا وعدتك تشوفي والدتك ومش هرجع في وعدي ليكي بالرغم من اعتراضي علي نقاشك ليا وكأنك موافقه علي الراجل ده
: يابابا انا معترضه علي رفضك المطلق
هتف مهاب بنبره قاطعه : مش هسمح ليكي تعترضي علي حاجه تعارض مستقبلك ...قراري نهائي ولو كسرتي كلمتي يا وصال اعتبري مالكيش اب !
نفس الجمله سمعتها من جدها الذي أحكم قبضته عليها ما أن جاءت لوالدتها :
كلمتي هتمشي وهتتجوزيه طالما موافقه !
كل من ابيها وجدها أخذا قرار لا يقبل الجدل وكل منهم يري نفسه محق وهي بين شقي الرحي ووالدتها تنعي قله حيلتها : ياريتك ما جيتي يا وصال ....اهو جدك مصمم يجوزك
مجرد الجمله في حد ذاتها مثيره للغضب ..احساس أنها مسلوبه الاراده وان جدها هو من يتحكم بها أو حتي ابيها جعل صدرها يضيق والتمرد يلوح بدماءها الهادره: يعني ايه مصمم ....هو انا ماليش رأي
قالت مهجه بقله حيله : وانا قولت ايه يا وصال ....
نظرت وصال الي والدتها التي تتابع بنفس قله الحيله : انا بقول
لو موافقه قولي اه وجدك واخوكي
نظرت لها باستنكار : هيعملوا ايه يا ماما هيقفوا قدام بابا
صمتت مهجه لتهتف وصال بسخط : سهله ما هو انا وانتي عارفين مين هينتصر....نظرت إلي والدتها بعتاب وتابعت وهي تهز راسها : بس تفتكري اني اقدر احط بابا في الموقف ده
هزت راسها مجددا وتابعت : مستحيل ....حتي لو موافقه مستحيل اقف قدام بابا
نظرت لها مهجه بقله حيله : والحل ؟! هتقفي قدام جدك
جذبت وصال حقيبتها وهتفت بغضب : مش هقف قدام حد ...اسرعت مهجه توقفها : استني يا وصال رايحه فين ؟!
صاحت وصال بانفعال : ماشيه يا ماما
حاولت مهجه اللحاق بابنتها وهي تتخيل ثورة ابيها ما أن يعود ويحدها خالفت أوامره وذهبت ...استني يا وصال
لم تنتظر بل أسرعت تغادر المنزل ....!
قلبه الذي يعشقها لم يحتمل جفاءها وعدم اجابتها علي مكالماته فكان يسرع الي منزل والدتها ليتفاجيء بها تخبره أنها غادرت : مشيت يعني ايه ....الحاج دياب قال إنه هيتمم الجواز
حاولت مهجه أن تشرح له : ياابني ماهو ابوها مش موافق
هتف هادي باحتدام : بس هي موافقه وده اللي يهمني
تنهدت مهجه بقله حيله : ملهاش في نفسها حاجه ....اهي سافرت وربنا يستر لما يعرف جدها أنها خالفت قراره
اندفعت الدماء الحاره بعروقه ليصيح بغضب : مشيت امتي
قالت مهجه برثاء: من نص ساعه
نظر في ساعته وهو يسرع الي سيارته بينما يحسب الوقت المتبقي لانطلاق القطار
نكست وصال راسها للاسفل وتهدل كتفيها بينما بقيت جالسه علي أحد المقاعد الممتده علي رصيف المحطه بانتظار القطار ..... غضب شديد ركزه هادي بنظراته تجاهها بينما يهتف بصوت حاد : بتعملي ايه هنا ؟!
رفعت وصال راسها بمفاجاه : هادي !
اوما هادي ولاول مره تري تلك النظره الحاده بعيناه بينما يقول باتهام : بتعملي ايه هنا ؟!
نظرت له ليندفع بغضب : مش جدك ادي ليا ولاهلي كلمه ....ازاي تمشي
انفلتت أعصابها من عقالها لتهتف به بغضب : مالوش حق يديك كلمه قدام كلمه بابا
رفع حاجبه بغضب : عاوزه كلمه ابوكي اللي تمشي
زفرت وصال بحنق : انت قولت ابويا. .... ابويا يعني مينفعش اكسر كلمته
رفع حاجبه باستنكار لتتابع وصال بحنق شديد
: انت السبب في كل ده
: انا !
اومات بانفعال : أيوة جدي مصمم يجوزني ليك
هتف هادي بأستفهام غاضب : وانتي ممانعه
هزت راسها : مش انا وانت عارف كويس مين اللي ممانع
زفرت هادي بغضب : هو ماله
قالت وصال باستهجان : ده ابويا
صاح هادي بعصبيه : مختلفناش بس هو مش الحاكم بأمره ...انتي تقدري تقولي اه
هزت وصال راسها باندفاع : من غيره لا
نظر هادي إليها باستنكار : يعني ايه ؟!
واجهته وصال بنظراتها بقوة هاتفه :
يعني لا يا هادي مش هقف قدام بابا !
تواجهت نظرات كلاهما ليبتلع ببطء وهو يسألها : ولا عشاني ؟!
أبعدت وصال عيناه عن مرمي عتاب نظراته وهي متمسكه بما تراه الصواب : ولا عشان اي حد في الدنيا
لم يصدق أنها عنيده الي هذا الحل لينفلت سؤاله بسخط : والحل ؟!
استشاطت وصال غضبا لتهتف به بعصبيه :
كل واحد فيكم بيسألني الحل وكأن الحل في أيدي
قال هادي بحنق : امال في ايد مين ؟!
اشاحت بوجهها هاتفه : معرفش
امسك هادي بذراعها لتنظر اليه بينما يهتف بانفعال : عارفه وعارفه أن الحل في ايدك
نظرت اليه بغضب : اللي هو ايه ؟!
قال هادي بعنفوان : توافقي جدك
اتسعت عيناها من إصراره لتخرج نبرتها حاده وقاطعه بينما تقول بثبات : قولتلك لا يا هادي مش هقف مع جدي ولا مع اي حد مهما كان ضد ابويا
نظر لها هادي باحتدام وخزلان للحظات قبل أن يقول باتهام : وطبعا الحد ده انا
أشاحت بوجهها رافضه أن تكون متهمه بأنها خزلته : اي أن يكون !
ترك هادي ذراعها ونظر لها مطولا بعتاب قبل أن يسألها بزهد : انتي عاوزة ايه دلوقتي يا وصال
هتفت وصال بحزم : عاوزاك تقول لجدي انك اتراجعت عن الموضوع
رفع حاجبه باستنكار لتهز راسها تؤكد إصرارها : قوله انك مش عاوز تتجوزني خلاص
ارتسمت ابتسامه ساخره علي طرف شفتيه : قصدك انك انتي اللي مش عاوزاني
هزت راسها رافضه صياغته للأمر بتلك الطريقه : مقولتش كده
قال هادي باتهام : كلامك مالوش معني تاني
قالت بثبات : كلامي واضح يا هادي
انفجر بغضب : لا مش واضح يا وصال ....
هتفت بانفعال : ولا واضح يا هادي ...وكفايه تعلي صوتك وتتعصب عليا ...انت عمرك ما كنت كده معايا
صاح هادي بعصبيه اكثر : عاوزاني اعمل ايه وانا شايفك بتضيعي من ايدي
قالت وصال بنبره خاليه : اصبر شويه !
هز رأسه هاتفا بعناد : صبرت كتير وابوكي مش هيغير رأيه يبقي بلاها رأيه وموافقته
نظرت له باستنكار شديد : يعني ايه ؟!
: يعني جدك واخوكي موافقين !
هتفت بغضب : كفايه عناد ...اه هما موافقين
بس اهم واحد مش موافق
هتف بانفعال : قولتلك بلاها موافقه واهم واحد هو انتي مش هو
نظرت له بغضب للحظه قبل أن تشيح بوجهها وتهتف باصرار : وانا اخدت قراري ومش هرجع فيه ....مش هقف قدام بابا واعارضه
نظر لها لتري براكين غضب اهوج لم تقف يوما أمامه ولم يريها إياه سابقا ولكن الآن غير اي سابق ليهتف باحتدام :طالما اخدتي قرارك يبقي اسمعي كمان قراري يا بنت الدكتور
التقت نظراتهم لتخرج نبرته ثابته عنيده صلبه كالصخره تحمل وعيد أو تهديد أو قرار أو أي شيء لم تعتاده منه سابقا : انا اخدت كلمه من جدك وعندي استعداد انفذها دلوقتي واتجوزك واقف قدام العفريت الازرق لو قولتي اه
وحالا دلوقتي لو انتي عاوزاني زي ما انا عاوزك هتقولي اه
احتقن وجهها بالغضب من نبرته لترفع إليه عيناها بنظره تمرد : ولو قولت لا ياهادي
اشاح بوجهه وهتف بثبات : يبقي انتي اللي اختارتي يا بنت الناس !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
الدينا وصلت بينهم لطريق مسدود
ردحذفوصال تظلمت جدا
ردحذفالعناد وصلهم لطريق مسدود كان لازم واحد يميل للثاني شوايه واكيد مش هادي المفروض وصال كانت تتكلم بهدوء اكتر من كدا
ردحذف