( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ضرب الالم الشديد جسد احسان الذي أصبح كالخرقه الباليه من التعذيب الذي نالته الايام الماضيه علي يد ابيها الذي لم يتواني عن ضربها وحرمانها من الطعام و تركها مقيده وملقاه أرضا ليوقع بها اشد أنواع العذاب غيظا وكرها بعد أن طلقها هادي .... انفلتت من بين شفتيها صرخه شقت حلقها من عزم الالم الذي جعلها تنحني علي الأرض التي جلست فوقها مقيده اليد والساق وتعض عليها وتصرخ مجددا بألم شديد تستغيث بيأس أن تنقذها والدتها : ااااه يا امه بتقطع من الوجع الحقيني !
كورت صديقه قبضتها ووضعتها بين شفتيها بقهر بينما تستمع الي صراخ ابنتها الذي لا يتوقف منذ ايام ولا تستطيع أن تحرك ساكنا وقد انهك جسدها الضئيل هي الاخري ضرب زوجها لها كلما ترجته أن يفك وثاق ابنتها ..... نظر عليوة بطرف عيناه التي امتلئت قسوه تجاه صديقه يتحداها أن تنطق ليعيد الكره ويضربها أن دافعت عن ابنتها التي تحجر قلبه عليها وكأنها ليست ابنته بل وكأنها عدوة تسببت بفقدانه الشهريه الكبيرة التي كان يحصل عليها من هادي !
قضم عليوة من قطعه البطيخ الكبيرة التي بين يداه قضمه ولوكها بين أسنانه الصفراء ليمتزج صوت مضغه للاكل بصرخات ابنتها التي بدأت تخفت ليحل محلها صمت لبضع دقائق ثم تعود لتصرخ مجددا ...حاولت صديقه أن تخالف قلبها الذي يخبرها أن صرخات ابنتها اليوم ليست ككل يوم وقد كانت محقه فاليوم صرخات احسان أشد وجعا بينما مزق الم رهيب احشائها التي اعتصرتها بيد واحده بينما قيدت يدها الأخري الي أحدي ساقيها ...!
رفع عليوة عيناه الي ابنه الذي دخل من الباب ليهتف به : سبع ولا ضبع
هتف محمود بشفاه ملتويه وهو يلقي بضع ورقات ماليه قليله علي الطاوله المهترئه أمام أبيه : شقي اسبوع أشيل وأحط لما ضهري اتقسم وفي الاخر شويه ملاليم
نظر بطرف عيناه تجاه الغرفه التي يحتجز عليوه بها احسان وتابع ببغض وقسوه : منها لله كنا متمرمغين في العز وبنصرف من غير حساب ...نظر إلي امه بنفس القسوة وتابع وهو يشير إلي المال الذي وضعه علي الطاوله : اهو شوفي هنطفح ايه بالملاليم دي
ارتمي بجوار أبيه وهو يرفع جلبابه يخلعه ويبقي ببنطال قطني وصديري رتداه اسفل جلبابه وهتف بوالدته : قومي يا امه طفحيني اي لقمه انا علي لحم بطني من الصبح
قامت صديقه علي مضض وهي تدعو من قلبها علي ابنها وزوجها بينما لم يرأف حالهم بتلك المسكينه التي اذاقوها العذاب الوان
نظر محمود تجاه طبق الخضار الذي بالكاد طبخته بعد أن نفذ كل شيء من المنزل ووضعت بجانبهم رغيفين من العيش الذي خبزته ليرفع عيناه الممتعضه تجاه والدته ويهتف بها : مفيش حته زفر ..بطني نشفت من الطفح ده
افلت لسان صديقه بامتعاض : قول الحمد لله غيرنا مش لاقي
هب عليوة من مكانه وانقضت علي شعر صديقه المغطي بايشارب بالي يجذبها منه بقسوة هادرا : وغيرنا متمترمغ في العز ...لولا عمله الفقريه بتك كان زماننا عايشين زيهم حاولت صديقه تخليص نفسها من قبضه زوجها تترجاه : سيبني يا عليوة وانا ذنبي ايه
دفعها بغل مزمجرا : ذنبك انك معرفتيش تربيها...فقريه زيك ... رايحه تعمل للراجل اللي خيره علينا سحر
قالت صديقه بألم : كان نفسها في حته عيل
لوي محمود شفتيه متبرطما : اهو خلي العيل ينفعها ...دي حتي معرفتش تطلع بالصيغه اللي كانت بتلبسها
التفت عليوة الي ابنه وضيق عيناه التي لمعت وهو يسأل ابنه : أيوة يا واد ...البت احسان كانت لابسه صيغه وتلاقيها مخبياها
اتسعت عيون صديقه بهلع حينما التفت عليوة تجاهها : فين يا وليه صيغه البت اللي كانت في دراعتها ؟!
قالت صديقه بخوف وهي تتراجع للخلف : اخذها منها المفتري هادي
رفض تصديق هذا ليهتف بها : أخدها ولا مخبياها بنت الملكومه ...
اسرع بخطواته تجاه الغرفه التي أخرج مفتاحها من جيبه وفتح الباب صوته الخشن يسبقه : فين صيغتك يابنت ال**
توقف مكانه وتسمرت قدماه وكذلك فعلت صديقه التي لحقت به لتمر لحظه من الصمت وتتسمر أعينهم علي هذا المنظر قبل أن تنفلت صرخه قويه من شفاه صديقه التي صكت صدرها صارخه : بتييييييي !!
اسرع عليوة يلطم صديقه علي فمها مزمجرا : اخرسي يا ** لما نشوف المصيبه دي
وكانت المصيبه تتمثل في احسان التي تمدد جسدها المقيد علي الأرض غارق في دماءه !!
........
...
جلس هادي شاردا لوقت طويل يفكر بهذا الطلب الذي لم يخطر له علي بال ....تريد منزل وحدها وكأن كل هذا المنزل غير كافي ...تنهد بضيق وهو يفكر بأنه لن يترك والدته وحدها فأخته ستعود الي منزلها حتما وحتي وان تركها هي أن تتركه يبتعد عنها وقد اعتادت وجوده ...لا يستطيع أن يخبر والدته أن تلك رغبه وصال فهم بالأساس ليسوا علي وفاق وحميده لن تمرر لها شيء كهذا ثقيل للغايه عليه أن يعترف بأنه ينفذ طلبها لذا ظل تفكيره يدور في دوائر لا نهائيه وكلها تقود الي نفس النهايه بأنه لا يستطيع قبول شيء كهذا ...تمادت كثيرا في دلالها واختبرت صبره المعدوم ولكنه أمامها يتظاهر بطول البال .... التفت الي والدته التي رأت جلسته الواجمه وظنتها أنه يتجنب الحديث معها : لساتك مصمم علي مشوارك بليل ياهادي
قال هادي بملل فهو لا يحتمل الان جدال والدته فيكفي ما يفكر به : مشوار ايه ؟!
لوت حميده شفتيها من مراوغه ابنها : جوازتك اللي ولا علي البال ولا الخاطر
تنهد هادي واشاح بوجهه هاتفا باقتضاب : اعملي ليا شاي لو سمحتي يا امه
تبرطمت حميده بحنق : اعملك يا عين امك ...بس رد عليا
زفر هادي قائلا وهو يلتف الي والدته : اه يا امه
رفعت حميده حاجبها وقالت بوعيد مخفي : ماشي يا هادي
تنهد هادي وعاد يفكر في ماذا سيفعل بهذا الطلب الذي عكر صفوه وبعد أن كان يعد الساعات ليذهب لطلبها أصبح يريد المزيد من الوقت لعله يصل الي حل غير الحل الذي انتواه والذي سيجعل ثائرتها تثور حينما يضعها أمام الأمر الواقع !
........
بعزيمه خطت حميده تجاه غرفه هادي لتتلفت حولها وتطمأن أن ابنها جالس بالاسفل ثم تتجه الي باب الغرفه تفتحه وتدخل سريعا وتغلق الباب خلفها ....زمت شفتيها تتذكر كلمات قدورة وهي تخرج من صدرها ذلك الشيء الابيض الملفوف وتتطلع حولها في ارجاء الغرفه قبل أن تصل عيناها الي مبتغاها المتمثل في فراش ابنها تنفذ كلمات قدورة وتنتوي ان تضع هذا العمل اسفل وسادته بنيه شفاءه من هذا السحر المصنوع له ....!
شهقت بهلع وادارت راسها بحده بينما هدرت دقات قلبها داخل صدرها كالطبول ما أن انفتح باب الغرفه لتتسع عيناها وتقف مكانها متسمره تواجهه تلك العيون المستنكره !!
.........
...
نظرت بهيه برفق تجاه وصال التي تتحرك ذهابا وايابا بتوتر منذ عودتهما لتتنهد وتقول برفق : هتقعي من طولك يا وصال وانتي رايحه جايه كده تأكلي في نفسك
فركت وصال يدها بتوتر ونظرت الي بهيه بقله حيله : اعمل ايه يا بهيه متوترة وقلقانه
قالت بهيه باستفهام : قلقانه من ايه بس يا وصال ...انتي مش قولتي له علي طلباتك
اومات وصال بغيظ وهي تقضم شفتيها : اه بس هو مقالش موافق ولا لا
قالت بهيه تطمأنها : هيوافق أن شاء الله... انتي حطيتي له العقده في المنشار وقولتي انك مش هترضي ابدا بقعدتك مع أهله يبقي هيوافق اكيد
زفرت وصال واتجهت لتجلس بجوار بهيه تتحدث معها بصوت عالي عما يدور بعقلها : برضه قلقانه يا بهيه ...انا عارفه هادي وطالما موافقش وساب الموضوع مفتوح يبقي في دماغه حاجه
عقدت بهيه حاجبيها باستفهام : حاجه ايه ؟!
قالت بهيه وهي تقضم شفتيها مجددا : ممكن يحطني قدام الأمر الواقع قدام جدي ودياب !
هزت بهيه راسها بحيرة : معقوله
اومات وصال بحنق : معقوله اوي ....هادي وانا عارفاه وعارفه دماغه
ضحكت بهيه قائله لتطمأن وصال : وهو برضه عارف دماغك وعارف انك مش بتاعه أمر واقع
نظرت وصال الي بهيه لتبتسم لها قائله : سيبك من القلق ده يا حبيتي وافرحي
التقت نظرات بهيه بوصال التي لمعت عيناها واخبرت نفسها انها بالفعل تريد أن تفرح ولكن ماذا تفعل في عقلها الذي لا يطاوعها و دوما بتفكيره الزائد يعكر صفو فرحتها لذا بعد دقائق كانت تصل لتسويه بين عقلها وقلبها وسرعان ما اتجهت الي باب الغرفه لتنفذها
: رايحه فين يا وصال ؟
قالت وصال وهي تخرج سريعا : تعالي وانتي تعرفي
قامت بهيه خلف وصال التي نزلت للاسفل تبحث بعيناها عن جدها فوجدت والدتها تتجه وهي تحمل الصينيه الموضوع عليها اكواب الشاي : ماما جدي ودياب فين ؟!
قالت مهجه باستفهام : قاعدين برا في الجنينه
اسرعت وصال تجاه جدها الذي كان جالس يتحدث مع دياب
: انت الراجل يا دياب وفي ايدك تحكم بلد بناسها ايه مش قادر علي حريمك
زم دياب شفتيه ونظر الي جده الذي تابع نصيحته بالتوبيخ كما اعتاد ليقول : معدتش عاوزها يا جدي
ضيق دياب الكبير عيناه بسخط هاتفا : وعيالك ؟!
قال دياب بضيق : مش هقصر معاهم في حاجه
نظر له دياب باستنكار : هتسيب عيالك ؟!
اوما دياب قائلا : لغايه ما يشدوا حيلهم وبعد كده هاخدهم منها وتروح لحال سبيلها وبهيه تربيهم
زفر دياب الكبير بعدم رضي : ويتقال دياب رمي عياله
نظر دياب الي جده باحتدام : اللي يقول يقول ....انا زهقت من الخناق بين دي ودي
ركز نظراته علي جده وهو يتابع بمغزي : وبعدين هي الناس اللي هتقول كانت نفعتني بأيه لما سمعت الكلام الماسخ وروحت اتجوزت
نظر دياب الي حفيده بحده هاتفا : قصدك اني كلامي ماسخ
اشاح دياب بوجهه هاتفا : كلام الناس يا جدي
اوما دياب بحنق : وغير كلام الناس .....انا عاوز اشوف عيالك حواليا ومش عاوزهم يتربوا في بيوت الغرب وده كلامي اللي هتنفذه
نظر إليه دياب بسخط : كلام ايه ؟!
قبض دياب الكبير علي عصاه الابنوسيه وهتف بنبره قاطعه : تحكم علي حريمك واللي تخالفك فيهم تكسر ليها ضلع يطلع غيره اربعه وعشرين إنما تقولي تطلق واحده منهم هقولك لا والف لا
هتف دياب بضيق : وانا مش مرتاح ومعدتش عاوز التانيه ...هعالج بهيه وتخلف أن شاء الله
زفر دياب الكبير بضيق وقال بنبره قاطعه : مش مرتاح بينهم اتجوز عليهم اللي تريحك
اتسعت عيون دياب بصدمه ليهز دياب الكبير رأسه متابعا : حقك وشرع ربنا تتجوز بدل الواحده اربعه طالما مكفيهم
لاحت ملامح الغضب علي وجهه دياب ليحاول دياب الكبير تغيير مجري الحديث بدلا من العناد : اسمع من جدك يا دياب ....الحرمه لما تسمع أن جوزها ناوي يتجوز عليها هتقيد به صوابعها العشره شمع ....ربت علي كتفه وتابع : اسمع مني انا أدري واحد بمصلحتك.... عارف ان مرتك التانيه لسانها فلتان بس هي برضه ام عيالك
يبقي تقص لسانها ولو متعدلتش تتجوز غيرها وبهيه طيبه وبت حلال عالجها واصرف عليها من جنيه لمليون لغايه ما تخلف لو ربنا أراد إنما تقولي تطلق وترمي عيالك هقولك لا
افلت النقد الساخط من لسان دياب : مكانش ده كلامك زمان مع أمي
احتقن وجه دياب الكبير بالغضب ليشيح بوجهه ويهتف باقتناع : انت مش ابوك وابوك مكنش مكفي امك عيش حاف وعشان كده طلاقها كان احسن ليها وليك
فتح دياب فمه ولكن سرعان ما اسكته جده وهو يلمح تقدم مهجه ناحيته ليتهرب من إكمال الحديث مع حفيده ويقول بصوو خافت : بزياده كلام عن اللي فات وخلي امك تفرح بجوازه اختك
انهي كلماته بينما وصلت مهجه اليهم لتضع أمامهم الصينيه قائله : الشاي يا ابويا
: تسلم ايدك
لمح وصال التي تسرع ناحيتهم ليقول: واهي عروستنا جت
تعالي يا عروسه اشربي الشاي مع جدك
التفت الي بهيه التي تتبع وصال قائلا :
هاتي شاي لوصال يا بهيه
اومات بهيه سريعا قائله : حاضر يا جدي .
تقدمت وصال من جدها قائله : جدي انا موافقه اتجوز هادي
تهللت ملامح دياب الكبير لبضع لحظات قبل أن تتابع وصال : بس انا ليا شرط
التفت دياب الي أخته بينما عقد دياب الكبير حاجبيه باستفهام : شرط ايه ؟!
نظرت مهجه الي ابنتها التي قالت بلا تردد : انا عاوزاك تشرط عليه يجيب ليا بيت لوحدي وده شرط مش هتنازل عنه
ليس مجرد الشرط ولكن مجرد فكره أنه سينفذ ما تريد يجعل الطمأنينة تتسرب إليها
قلب دياب الكبير عيناه وسرعان ما التفت إلي مهجه هاتفا : ايه الكلام الي بتقوله بنتك يا مهجه
قالت مهجه بتعلثم : ماهو يا ابويا
هتف دياب بسخط دون أن يدعها تنطق بحرف اخر : ماهو ايه ...الراجل وعنده دار كبيره اتشرط عليه يجيب غيرها ليه
قبل أن تقول مهجه شيء كانت وصال تهتف بإصرار :عشان انا عاوزة كده
أمسكت مهجه بيد ابنتها تهمس لها برجاء : تعالي ياوصال نتكلم انا وانتي
هزت وصال راسها بإصرار : مش هتكلم يا ماما.... انا يا ناس ليا طلب لو سمحتوا محدش يتدخل
هتف دياب الكبير بحده منتقدا : قصدك ايه ...ملناش صالح بيكي
تدخل دياب قائلا : لا لينا صالح ياجدي وصالحنا وصالح وصال واحد
نظر دياب الي حفيده الذي تابع يساند أخته : وماله يا جدي لما يكون صالحنا راحه بنتنا وزي ما بتقول عنده دار كبير ويقدر يجيب اكبر منها ولا هي وصال قليله
اشار الي أخته حتي لا تشتبك مع جدها وتصمت ويتولي هو الحديث : روحي يا وصال وانا هتكلم مع جدي
تقابلت نظرات الجد مع دياب الذي تراجع بظهره الي الخلف براحه قائلا : شرطها نقوله ونشوف رأيه
هتف الجد بسخط : لما يكون شرط عدل
....لوي شفتيه وتابع : إنما دار ايه الي عاوزاها... يكتب ليها جنينه فاكهه ولا حته ارض
قال دياب وهو يهز كتفه : هي عاوزة دار ولا عاوزة ارض ولا جنينه فاكهه
زفر دياب بضيق هاتفا : وهو هادي هيرضي انا لو كان أبو بهيه اتشرط عليا مكنتش هاخدها
قال دياب بلا مبالاه : اهو بقي براحته يا جدي ...دي شروطنا ان كان عاوزها
ضيق دياب الكبير عيناه وقال بخبث :
دياب انت معاوزش الجوزاه دي
هز دياب رأسه قائلا : عاوز اختي تبقي مبسوطه واقدر اعمل لها حاجه بعد ما عاشت مقطوعه من شجره ...
اختي تكون نجمه في السما مش اي واحده هي عشان ياخدها من غير ما يتعب ... دي دكتورة وبعدين ياجدي هي وصال بتاعه سكن بيت العيله ولا هي هتخدم حماتها وانت عارف حميده ....لا اختي تبقي في دار لوحدها احسن للكل
........
قالت مهجه برجاء : انا عاوزة افرح بيكي يا وصال
قالت وصال بشجن : وانا كمان يا ماما عاوزة افرح ...تنهدت وتابعت بينما رأت نظره الشك في عيون والدتها : أيوة يا ماما انا كمان نفسي افرح زي اي بنت بتتجوز
قالت مهجه بعتاب لطيف : يبقي لازمتها ايه تتشرطي علي الناس
قالت وصال بعقلانيه : مش بتشرط يا ماما ...انا بقول طلباتي
: يا بنتي مش بتتفهم كده ...امه هتقوله انك بتتشرطي عليه وعاوزة تبعديه عنها
هزت وصال كتفها وتابعت : لو سمع كلامها من غير ما يفكر فيه يبقي هو حر
قالت مهجه بسماحه تحاول إقناع ابنتها : بس دي امه وواجب يسمع كلامها
: يسمع كلامها بس مش يعيش علي هواها ...التفتت الي والدتها وتابعت : هي الست حميده دي صحتها تعبانه
عقدت مهجه حاجبيها وهزت راسها بعدم فهم : لا يا بتي الست كويسه
قالت وصال بجديه : يعني عادي تعيش لوحدها ومش محتاجه ابنها يكون جنبها واكيد طبعا احنا مش هتكون بعيد وزي ما هزوك ابنها هيزوها إنما ليه اقعد معاها
قالت مهجه بقله حيله : عشان احنا كبرنا علي كده ...الاب بيعمل دار لعياله وعياله يعملوا لعيالهم ويفضل بيت العيله
اشاحت وصال بوجهها هاتفه : منطق حلو بس مش ده اللي بيحصل والعيله نفسها علاقتها بتبقي وحشه مع بعض بسبب القرب الزايد والتدخل ...يا ماما ابعد حبه تزيد محبه
رفعت مهجه حاجبيها وتبرطمت : وهو انا هعرف اخد معاكي حق ولا باطل
التفتت وصال ومهجه الي دياب الذي دخل منتفخ الصدر بعد أن اقنع جده ليبتسم الي أخته بانتصار قائلا : شرطك هنقوله لابن الغزولي يا وصال
ابتسمت بهيه وكذلك تهلل وجه وصال التي قالت بعدم تصديق : بجد يا دياب يعني هتقف معايا لو موافقش
قال دياب بنبره قاطعه : لو موافقش يبقي احنا كمان مش موافقين
نظرت له مهجه بكمد الي ابنها : بقي كده يا دياب عاوز تبوظ جوازه اختك
قال دياب بجديه : عاوز اختي تكون مرتاحه ...وطالما راحتها في دار لوحدها يبقي يجيب ليها الي يريحها
تنهدت وصال وهي تخبر نفسها بأن تنفيذه لطلبها سيطمأنها ..!
....
اهتزت نظرات حميده ولكنها سرعان ما تفلت علي جانبها وهي تقول بسخط لابنتها : خضتيني يا بومه
داخله ورايا ليه كده
نظرت نشوي تجاه يد والدتها التي أسرعت تخفيها خلف ظهرها قائله : انتي اللي داخله تتسحبي اوضه هادي ليه
نظرت تجاه يد والدتها وتابعت : في ايه ورا ضهرك
قالت حميده بسخط وهي ماتزال تضع يدها خلف ظهرها : وانتي مالك
اقتربت تجاه والدتها بجرأه تهتف بها وهي تحاول رؤيه ما تخفيه بيدها : مالي يا امه ...وريني مخبيه ايه
هتفت حميده بابنتها تبعدها : ابعدي يابت ومالكيش صالح ....
شهقت نشوي كما شهقت حميده حينما جذبت ابنتها يدها لتري ما بيدها وتهتف بعدم تصديق : بقي بتعملي عمل لهادي يا امه
قالت حميده بجديه : بفك العمل اللي معمول لأبني
هتفت نشوي بسخط : بعمل تاني
مدت يدها تحاول جذب هذا الشيء من يد والدتها هاتفه بسخط : هاتي القرف ده
ابعدت حميده يد ابنتها هاتفه : ابعدي ايدك ومتتدخليش
صاحت نشوي بامتعاض :
هتدخل يا امه ومش هسيبك تأذي اخويا
هتفت حميده بغل : ده ابني
قالت نشوي بضيق : يبقي خافي عليه من اللي بتعمليه
قالت حميده باقتناع نابع من جهلها :
وانا بعمل كده ليه ماهو عشان خايفه عليه
هزت نشوي راسها قائله : لا انتي بتعانديه وخلاص عشان ميتجوزش اللي رايدها من زمان ...نظرت إلي والدتها بعتاب شديد وتابعت :
حرام عليكي يا امه سيبيه يفرح مره وبعدين احسان مين اللي انتي باكيه عليها انتي ناسيه هي كانت ايه ولا بنت مين وانتي بنفسك مكنتيش هترضي تجوزيها له
لو مكانش اللي حصل حصل مع شروق ....ايه يا امه هو ده مش ابنك وحقه يفرح مع اللي قلبه اختارها من سنين
...مراته الاولانيه واتجوزخا عشان يكيد نفسه
والتانيه بنت ال ** شوفتي عملت ايه وازاي مكانتش عاوزة تخلف منه ....نظرت إلي والدتها وتابعت باتهام شديد : مين فيهم خلته مبسوط عشان تقفي معاها ضده وتقولي علي اللي قلبه اختارها لا ....سيبيه بقي يفرح ويرتاح وبعدين عيبها ايه وصال دي دكتورة اد الدنيا
للحظه تاهت حميده بعتاب ابنتها لتباغتها نشوي وتخطف هذا العمل من يدها وتسرع تركض خارج الغرفه وهي تصيح :
هاتي القرف ده هرميه
اسرعت خلفها حميده خلف ابنتها : تقفي عندك يابت ....توعدتها وهي تسرع خلفها :
والله لو مسكتك هحطك تحت رجلي واكسر عضمك
لحقت جميده بابنتها التي سرعان ما قبضت بقوة علي ما بيدها وهي تصيح برفض :
لا يا امه مش هتاخديه
أمسكت حميده بذراع ابنتها لتسرع نشوي بلحظه تضع ذلك العمل بصدرها هاتفه : مش هتاخديه يا امه ....
واقولك ...نظرت إلي نشوي التي بسرعه بديهه كانت تحرك لسانها و تطلق الزغاريد
ليصعد هادي باللحظه التاليه يتساءل عما يحدث :
في ايه ؟!
قالت نشوي وهي تزغرد مجددا وتنظر الي والدتها بتشفي :
فرحانه يا اخويا وبزغرد لك مش النهارده رايح تطلب وصال يبقي نزغرد ونفرح !
..........
....
جثت صديقه بجوار ابنتها تضرب بيدها علي وجهها وهي تصرخ باسمها ليتناول عليوه سريعا كوب الماء الذي ركض محمود ليحضره وسرعان ما يسكبه بوجهه احسان التي شهقت وبدأت أنفاسها تتحرك بصدرها وهي تحاول أن تفتح عيناها الزائغه تستوعب اين هي أو ماذا حدث لها ولكنها بالكاد فتحت عيناها للحظه قبل أن تنقلب عيناها للاعلي وتسري تلك الرجفه القويه بجسدها الذي انتفض بقوة جعلت عيون عليوة تجحظ والخوف يدب باوصاله ليس عليها بل خوفا من أن يحدث لها شيء ويكون هو المذنب لذا صرخ بزوجته التي تصرخ وتولول : قومي يا وليه حطي عليها عبايه وانت يا واد اجري هات توكتوك ياخدنا الوحده الصحيه !
......
....
ابتسمت نشوي بحب تجاه طفلها الذي تحتضنه وتقف خلف أخيها تتطلع الي انعكاس صورته بالمرأه قائله : شايف خالك زي القمر ازاي ...عاوزاك تطلع لخالك هيبه وطول بعرض
ضحك هادي والتفت الي أخته قائلا بحب : تسلمي ياغالية بس خاله عجز خلاص
هزت نشوي راسها قائله : فشر ده انت اصبي من ايها شاب
عاد هادي يقف أمام المراه ويجذب جاكيت بدلته السوداء والتي ارتدي أسفلها قميص ابيض فتح اور ازراره قائلا : حلوة البدله دي ولا البس جلابيه احسن
قالت نشوي بحب : كله عليك حلو بس خليك بالبدله كده قيمه وسيما
ضحك هادي علي أخته التي تنهدت برضي وهي تري لمعه عيناه لتقول : ربنا يفرح قلبك ويجمع شملكم يااخويا
قال هادي برجاء : يارب يا باشو
التفت اليها وتابع : انا عاوزك بكره تنزلي معايا تنقي ليها شبكه محدش جاب زيها وكمان عاوزك تجيبي ليها هديه انتي وامي عشان تفرح
قالت نشوي سريعا : طبعا يا اخويا ده انا هجيب ليها الغالي كله ....ترددت قبل أن تتابع : بس هو مش كنت تاخدني انا وامي معاك
قال هادي برفق : طبعا هاخدكم الخميس اللي جاي عشان الشبكه بس النهارده قاعده رجاله كفايه عمي معايا
ربتت نشوي علي كتفه قائله : ربنا يسعدك يا اخويا ..!
.. .......
...
تراجعت الطبيبه الشابه بخوف حينما دخلت الي غرفه الكشف ورأت حاله احسان التي كانت تستند الي كتف والدتها بينما بالكاد تستطيع الوقوف علي قدميها وسرعان ما ارتمت علي فراش الكشف
قالت الطبيبه بتوجس : مالها
هتف عليوة بغلظه : وقعت وهي بتنضف السطح ودمها ساح
اقتربت الطبيبه بحذر بينما منظر محمود وعليوة وحده كافي ببث الخوف بقلبها لتقول : طيب اطلعوا عشان اكشف عليها
هز عليوة رأسه خوفا من أن توشي به ابنته : اكشفي واحنا واقفين انا ابوها وده اخوها وامها محدش غريب
قالت الطبيبه بقليل من الحزم : امها بس تفضل وانتوا استنوا علي الباب برا
خرج عليوة وهو يهمس بوعيد لزوجته : اياك تفتحي بوقك بكلمه
هزت صديقه راسها لتقف بجسد مرتجف بينما بدأت الطبيبه تكشف علي احسان لتتسع عيناها بهلع من حالتها : انتوا عملتوا فيها ايه ؟!.
قالت صديقه برجاء : ابوس ايدك شوفي البت مالها ومتسأليش
تكليف ببلد غريب تصطدم به الكثير من الطبيبات الشابات والتي لا تسمع إلا بضع كلمات من باب النصحيه تنهي تكليفها دون كثره اسأله عن أي من عادات اهل البلد
عكس عيون الطبيبه التي امتلئت بالأسئلة كانت عيون تلك الممرضه ذات الاربعون عاما والجسد الممتليء ثابته تساعد الطبيبه بصمت وبيد محترفه ربما أكثر من يد الطبيبه المرتجفه وقد اعتادت حالات كثيرة مثل حالات احسان تعرضت لضرب وعنف فلم تستغرب
علقت الممرضه محلول وريدي بإحسان أوصت به الطبيبه التي ارتدت قفاز طبي وأشارت الي الممرضه أن تساعدها للكشف علي احسان التي أفاقت علي تلك اليد ترفع ملابسها وتضع ساقيها بالمكان المخصص بسرير الكشف
خرج صوت احسان واهن بهلع وهي تحاول سحب ساقيها : انتوا بتعملوا فيا ايه ؟!
ربتت صديقه علي كتفها وامسكت بها : دي الدكتورة بتكشف يا احسان
زاغت عيون احسان من الالم الذي شعرت به ما أن اقتربت منها الطبيبه التي سرعان ما ابعدت يدها وهي تصرخ بهلع: دي حامل !!
........
...
وكأن الروح دبت بإحسان التي حاولت أن تهب من رقدتها ولكن يد الممرضه التي تقيد ساقيها منعتها صارخه : اثبتي خلي الدكتورة توقق النزيف
هزت الطبيبه راسها بخوف : لا لا دي حالتها صعبه .. مش هعرف
قالت الممرضه بضيق : متخافيش يا دكتورة الكيس مكانه بس انتي وقفي النزيف
هزت الطبيبه راسها لتشير الممرضه بحنق الي صديقه : امسكي رجلها
اسرعت تجذب القطن الطبي وتتجه أمام احسان تحاول فعل ما اعتادت عليه بمثل تلك الحالات اكسبتها خبره في التعامل معها لتشتد عزيمه الطبيبه الشابه بعد قليل وتبعد سعديه وتأخذ مكانها وتشير لها أن تساعدها بينما احسان تفيض عيناها بالدموع غير مصدقه وتتحامل علي نفسها لتحتمل هذا الالم الشديد الذي تشعر به والذي كان لا شيء أمام هذا الخبر الذي لم تتوقعه
بعد ساعه خلعت الطبيبه القفاز الذي امتليء بالدماء والقته بسله النفايات وهي تقول : اللي عملناه وقف النزيف بس مش حل .... الحمل مش طبيعي انا هكتب لها تحويل للمستشفي العام لازم تروح دلوقتي
هزت احسان راسها بعدم فهم : ايه مش طبيعي ...حبلي زي اي واحده بتحبل
هزت الطبيبه راسها قائله : في حاجه مش طبيعيه ولازم تعملي تحليل رقمي نقرر بيه إذا كنا هنحتفظ بالحمل ولا ننزله
شهقت احسان بهلع : لا يمكن ...انزل ايه ...اياك تقربي مني
هتفت بها سعديه : اسمعي كلام الدكتورة لو زي ما بتقول كده كده الحمل مش هيكمل
استندت احسان الي يد والدتها التي كانت ماتزال تحت تأثير الصدمه بينما تصيح ابنتها وهي تضع يدها علي بطنها : تفي من بوقك ...انا لازم اقول لهادي
صاحت بها الطبيبه بسخط : بقولك انتي لازم تروحي المستشفي
هزت احسان راسها وهتفت وهي تمسك يد والدتها : لبسيني يا امه عشان اروح اقول لهادي
نظرت لها الطبيبه بسخط هاتفه وهي تغادر الغرفه : اكتبي يا سعديه التقرير وانا بخلي مسؤوليتي عن حالتها لو مراحتش المستشفي حالا
اسرعت صديقه تلحق بالطبيبه بينما علي الفور اسرعت احسان تشير الي سعديه قائله : هديكي اللي انتي عايزاه بس تعملي اللي انا عاوزاه
نظرت لها سعديه باستفهام لتجد احسان كل قوتها تعود إليها بينما اتت الرياح بما اشتهته سفنها !
اسرعت صديقه بأقدام تلتف ببعضها خلف الطبيبه: انا مش فاهمه حاجه يا دكتورة ...فهميني الله يسترك
قالت الطبيبه بشرح : الكيس الجنيني مشوه وده محتاج تحليل معين لازم بنتك تعمله
صحت صديقه وجهها علي بينما لا تفهم شيء من كلام الطبيبه التي تركتها وغادرت ما أن لمحت عليوة بملامحه الخشنه يتجه ناحيتهم ليزجر صديقه بغلظه : واقفه تتحدتي مع الدكتورة في ايه يا وليه
قالت صديقه بتوهان : احسان حامل والدكتورة بتقول حالتها خطر
لم يسمع عليوة الا اول شيء مما قالته وكأن ابواب الجنه تفتحت أمامه ليقول بصوت غليظ : عارفه لو بتكدبي ياوليه انا هقطع خبرك
صاحت صديقه ببؤس : هكدب ازاي يا اخويا بقولك الدكتورة بتقول حالتها خطر
هتف عليوة بلا مبالاه : انا بتكلم أنها حبلي يا وليه ...عارفه ده معناه ايه !!
بالطبع تعرف احسان معني خبر كهذا سينتشلها من كل العذاب الذي عاشته بل وستاخذ حق كل ما فعله بها ابيها ليزداد بريق الاحلام بعيناها وهي تستند الي يد سعديه التي تلفتت حولها تتأكد من خلو الممر قبل أن تشير لها أن تخرج من أحدي الغرف الي باب خلفي اسرعت احسان وهي تضم عباءتها السوداء فوق ملابسها الملطخه بالدماء وتركض بعيدا ...!!
اتسعت عيون عليوة حينما اقتحم الغرفه ولم يجد ابنته : فين البت !!
.........
...
وضعت نشوي العباءة المصنوعه من قماش الكتان الفاخر علي كتف أخيها وهي تقول : الف مبروك يا اخويا
ربت هادي علي يد أخته قائلا : تسلمي يا باشو
نظر في ساعته قائلا : يا دوب اعدي علي عمي ونتوكل علي الله
قالت أخته بدعاء وهي تلحق به : ربنا يسعدك يا اخويا
هبت حميده من مكانها بينما جلست بكمد بوسط الصاله الكبيرة لتستمع الي ذلك الصراخ الممتزج بتلك الطرقات المتعالية علي الباب الزجاجي للمنزل : امه حميده ...الحقيني يا امه حميده
اسرعت حميده الي الباب تفتحه لتتفاجيء بهيئه احسان التي ارتمت اسفل قدم حميده تبكي وهي تمسك ببطنها : الحقيني يا امه حميده ابويا هيموتني .....عاوز يسقطني !!
اهتزت نظرات هادي الذي الجمت الصدمه خطواته ووقف مكانه اسفل الدرج الذي ما أن نزله حتي تفاجيء بهذا المشهد !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
انا فرحنا في هادي جدا يستاهل
ردحذفبارت رووعه يستاهل هادى فى انتظارك
ردحذف