بساط السعاده الفصل السادس عشر جزء اول

1


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


وكأنها ربحت معركه كانت حميده تنظر بأنتصار الي ابنها الذي  بقيت ملامح الصدمه مرتسمه بقوة علي ملامحه للحظات طويله وحرفيا كأن عالمه انهار فلم يكن بحال تسمح له بسماع حديث والدته التي قالت بتشفي : اظن مفيش علامه اكتر من كده تقولك أنك مش هتكون في يوم للبت اللي قلبي مش مرتاح لها دي ...قدمها شوؤم علي نفسها ما بالك بقي هيكون ازاي عليك !

لم تفهم احسان شيء من حديث حميده والذي يبدو به الكثير من الغموض ولكنها لم تسأل بالرغم من الفضول الذي تملك منها و اوجب عليها أن تعرف عن ماذا تتحدث حميده ولكن ليس الان فلتعود اولا الي كنف ذلك المنزل ثم تعرف كل شيء لاحقا وعلي الاقل يكفيها موقف حميده التي دون تردد واضح انها اخذت جانبها وتعرف احسان جيدا أن هذا ليس حبا بها بل تمنيا بالحفيد المنتظر الذي لا يلقي نفس التمني لدي هادي !

نظرت احسان إليه بتوجس بينما استوحشت ملامحه بطريقه مخيفه ويبدو أن خبر حملها لم يحرك به شعره 

لتمسك بيد حميده وتتوسل إليها وهي تمسك بطنها بيدها وتجثو اسفل قدمها : احميني يا امه حميده من ابويا ... ابوس رجلك يا امه حميده احميني انا ماليش غيركم ..ااه لو تعرفي عمل فيا ايه 

توجع قلب نشوي الذي احتار يتوجع من أجل نظرات الانهزام وقله الحيله المرتسمه علي ملامح أخيها بعد أن كاد يطير من الفرح ام من أجل احسان التي تنوح و تبكي بقهر تخبرهم بما فعله ابيها بها بينما رفعت طرف جلبابها المتسخ تريهم اثار وحشيه ابيها وهي تقول بقهر : 

ابويا كان مكتفني ايد ورجل من غير لقمه ولا بوق ميه

اشارت إلي اثار القيد علي ساقيها ويدها التي امتلئت بالكدمات : شوفي عمل فيا ايه المفتري 

بالطبع تأثرت ملامح نشوي وثارت ملامح حميده ولكن ملامح هادي بقيت قاسيه جامده كما هي لتحاول احسان الضغط أكثر عليه بطفله القادم : كان عاوز يسقطني يا هادي 

هتفت حميده بفزع : تفي من بوقك يا بت 

قالت احسان تجاري حميده بضعف : بعد الشر علي ابن هادي يا امه أن شاء الله انا ....انا اتحملت الضرب والجوع والعطش عشان خاطر العيل اللي هادي بيترجاه من الدنيا 

نفس الملامح الجامده فلم تراهن علي هادي بل وجهت ضعفها وشكواها الي حميده وهي تتابع بضحكه من بين دموعها الغزيرة : 

شوفتي يا امه ربنا عوضنا خير ازاي انا وهادي وحملت

التفت هادي لها بحده هاتفا اخيرا بعد أن حاول تمالك نفسه : انتي كدابه ! 

ابتلعت احسان ببطء ونظرت إليه حميده باستنكار بينما انقض علي ذراعها بلا شعور يجذبها منه صارخا :  حامل بالسحر والشعوذه 

بكت احسان وهي تهز راسها بخوف من ملامحه الغاضبه : لا والله ....ده اتاري انا كنت حامل ومعرفش 

زادت من جرعه بكاءها وهي تتابع : هو انا روحت لقدروة ليه مش عشان اسعدك واجيبلك عيل 

هتف هادي بسخط وهو يهزها بينما مازال يقبض علي ذراعها : مش عاوزة 

تدخلت حميده تسحب حميده من قبضته وهي تهتف به بسخط : توف من بوقك يا هادي .....بقي بترفس النعمه اللي بقالك سنين مستنيها

نظرت إليه بمزيد من السخط مزمجره : وكل ده عشان مين ...عشان الدكتورة 

افلتت الكلمات من شفاه احسان : دكتوره مين يا امه 

صاح هادي بحنق : اخرسي مش عاوز اسمع صوتك 

قبل أن تنطق كانت حميده تقف أمامه وتهتف بقوة :  

مش هتخرس بس انا اللي هتكلم وهقولك انسي المشوار اللي انت رايحه اهو ربنا بعتلك علامه عاوز ايه اكتر من كده 

احتدت ملامح هادي وكور قبضته لتسرع نشوي الي والدتها تهتف بها برجاء : ايه دخل ده في ده يا امه ...ابوس ايدك بلاش تولعي النار زياده انتي مش شايفه حالته 

صرخت بها حميده : اخرسي يا بت ومتتدخليش ويلا خدي مرات اخوكي ترتاح فوق لما اشوف هعمل ايه انا واخوكي في ابوها اللي يتشك في أيده 

صاح هادي بغضب : البت دي مش هتفضل هنا 

اهتزت نظرات احسان وارتجف جسدها الضعيف بقوة : 

لا يا هادي ابوس ايدك مترجعنيش لأبويا بقولك هيسقطني !

افلتت الكلمات الغاضبه من شفتيه بلا شعور أو تفكير : في ستين داهيه 

هتفت به حميده بسخط : 

انت بتقول ايه ؟! 

هتف هادي بنبره قاطعه : اللي سمعتيه يا امه انا طلقتها 

لماذا تتحدث احسان طالما حميده تتحدث بأكثر مما تريد 

والتي قالت : متجوزش الطلقه وهي حامل 

حاولت نشوي تحذير والدتها التي تضغط بقوة علي أخيها الذي كان كالبركان علي وشك الانفجار : امه !

تعالي رنين هاتفه مجددا بينما عمه لا يتوقف عن الاتصال به ليتعجله ليعيد هادي الهاتف لجيبه وهو يدور حول نفسه يفكر ماذا يفعل وحميده لا تتدخر جهد في الضغط عليه ..! 

هل ضاع حلمه وانتهي ...هذا كان كل ما يفكر به ولا يحتمل مجددا الشعور بفقدها أن عرفت بشيء كهذا مؤكد لن توافق علي الزواج به ...هكذا بتلك البساطه بعد أن كانت ستكون له ويتحقق حلم السنين يتبخر بلحظه بسبب تلك التي أراد الفتك بها 

مع أفكاره وإحساسه بقله الحيله ازداد توتر ملامحه بينما تهتف حميده دون أن تدري انها تسكب المزيد من البنزين علي نار مشتعله بالفعل ومتوهجه : مراتك مش هتطلع من البيت وانت مش هتعمل اي حاجه دلوقتي الا انك تجيب حقها وحق ابنك من ابوها 

نظر هادي الي والدته بشراسه ؛ من أمتي حد بيقولي اعمل ايه ومعملش ايه 

هتفت حميده بجبروت : من دلوقتي يا هادي وهتعمل اللي انا بقوله ....أشارت إلي احسان التي بالكاد تستطيع أن تقف بينما الالم الشديد لايبارح جسدها ولكنها تحتمله وستحتمل المزيد حتي تعود إلي هذا المنزل : 

البت حامل ...سنين وانا بتمني اشوف عيالك وانت جاي تقولي طلقتها ...لا يا هادي غلطان لو فاكر اني مش هقف لك 

صاح هادي بغضب شديد : مش عاوزها يا امه 

قالت حميده بجبروت : مش مهم انا عاوزة اللي بطنها 

: مش هتقعد في البيت 

هتفت حميده بنبره قاطعه : هتقعد 

مجددا تعالي رنين هاتفه ليصم آذانهم صوت تحطم الهاتف الذي أخرجه هادي من جيبه و القاه علي الأرض لينزل حطام  

اشفقت نشوي علي أخيها الذي انهارت كل أحلامه بلحظه علي حقيقه كتلك 

لتتجه إليه برجاء هاتفه : استهدي بالله يا اخويا وكل حاجه هتتحل 

نظر هادي الي أخته التي لم تفعل شيء إلا مجرد بضع كلمات تهدئه بها ولكنها له طوق نجاه من الاختناق الذي يشعر به 

قالت نشوي برفق وهي تمسك كتفه لتشعر بالذبذبات الغاضبه التي تسري بجسده : 

احسان اهي قاعده وانت روح مشوارك ولما ترجع تكون هديت وتفكر هتعمل ايه ....نظر هادي إليها ولاح بعيناه السؤال ..كيف يذهب لتتابع نشوي برفق : 

مهما كان عيب الناس تستني وانت اديتهم كلمه 

نظرت حميده بغضب جارف الي ابنتها : انتي بتقولي ايه يابت انتي ...ناس ايه اللي يروح لهم 

نفس السؤال أرادت احسان أن تسأله ولكنها صمتت تحاول أن تفهم!!

........

...

توقفت بهيه خلف دياب لتضع فوق كتفه عباءته الكتان السوداء والتي عززت من لون جلبابه الابيض لتلمع بعيناها نظرات الإعجاب به والتي لم يخفت وهجها بل تزداد مع مرور السنوات .... ابتسم دياب لها بينما رأي جمال عيونها التي تكحلت بلون اسود أبرز عسليتيها 

أكثر ليقول بإعجاب : بقالك كتير محطتيش كحل يا بهيه 

قالت بهيه بخجل : دي وصال وهي بتحط احمر لنفسها قالت تعالي ازوقك يا بهيه 

هزت كتفها وتابعت بنفس الخجل بينما لا يترك دياب النظر إلي عيونها : قولتلها انتي العروسه مش انا بس ربنا يجبر بخاطرها صممت تزوقني 

قال دياب بإعجاب : في عيني انتي احلي من اي عروسه 

ضحكت بهيه بخفه قائله : كده وصال تزعل 

استدار دياب ناحيتها بينما تهندم علي كتفيه العباءه وهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها حتي بالكاد وصلت إلي منتصف صدره ليخفض دياب وجهه ناحيتها 

يمليء عيناه من جمال تلك الحمرة الخفيفه التي سرت بوجنتها وجعلتها مثل حبه التفاح 

أحاط خصرها بذراع بينما ابعد العباءه بالذراع الاخر لتقع أرضا ...أسرعت بهيه تنحني لتلتقط العباءه :

يوه العبايه وقعت 

امسك دياب بذراعها يوقفها قبل أن تنحني ليرفعها بين ذراعيه بينما يهمس بهيام : ده قلبي اللي وقع 

ابتسمت بهيه بخجل قائله : سلامه قلبك 

نظرت له وتابعت بخجل : يوه علي كلامك يا دياب 

ابتسم دياب ومرر ظهر يداه علي وجنتها قائلا بهمس حميمي بجوار أذنها : يوه علي جمالك انتي يا بهيه 

التقت شفتيه بجانب عنقها ليدغدغ مشاعرها بتلك القبله الحاره التي تمهل وهو يضعها علي بشرتها التي التهبت بالحمره لتهدر الدماء بعروق دياب وسرعان ما تنهل شفتاه من رحيق بشرتها بتمهل ويهمس بكلمات الغزل متجاهل ممانعتها الضعيفه وتذكيره أن هادي وعمه علي وشك الوصول !

......


بعد أن كانت والدتها تتعجلها قبل موعد مجيء الناس تراجعت وبدأت تخفت وتيره تعجلها لابنتها 

لم تكن يوما ممن يقفون طويلا أمام المراه باستثناء حينما كانت تقابله ...كانت تتزين وتتجمل لتري في عيناه إعجابه بها ولكن بعد ابتعادهم لم تعد تراودها تلك الرغبه في أن تكون جميله ولكن اليوم هاهي تقف أمام المراه تبدل ثوب بآخر وتعقد شعرها وتفك عقدته بحيره في اختيار كيف ستكون وتلك السعاده تسري بعروقها وترفض أن تجعل شيء يعكرها فهي تريد أن تكون مثل اي فتاه سعيده بهذا اليوم ...لن تفكر أو تتساءل فيما سيحدث هي فقط تشعر بالسعاده وقد تجرأت اخيرا واخبرت نفسها أن حلم السنين سيتحقق ....ذلك الرجل الذي لم تحلم بسواه سيخطبها بعد قليل ! 

تنهدت وعادت تنظر إلي انعكاس صورتها بالمرأه واخيرا شعرت بالرضي عن هيئتها ....التقطت ساعتها الفضيه لتضعها بمعصمها لتقع عيناها علي الساعه وللحظه تتساءل هل تأخر عن القدوم أم أنها متعجله 

والاجابه كانت واضحه بأنه تأخر ولكن دياب الكبير رفض أن يعترف بأنه بانتظار أحد ! 

جلست مهجه تتطلع الي ابيها باستفهام لم تجروء علي النطق به عن سبب تأخر هادي بينما جلس والدها براحه يخفي بها ضيقه من هذا التأخر 

نظر دياب الي جلسه مهجه الواجمه ليقول بهدوء :  قومي اعملي ليا شاي يا مهجه 

اومات مهجه سريعا : حاضر يا ابويا 

سارت بضع خطوات ليوقفها باستفهام : وصال فين 

قالت مهجه وهي تشير للاعلي : فوق بتلبس هتطلع استعجلها 

قال دياب الكبير بهدوء عكس عادته : سيبيها براحتها وهي الدنيا طارت 

تعلثمت مهجه وهي تسأل ابيها : هو يعني مش المفروض يكونوا الجماعه وصلوا 

قالوا بعد العشاء واهي العشا أذنت من بدري 

قال دياب ببرود : يجيبوا وقت ما يجوا يا مهجه واحنا خلاص قاعدين من غير عشا ومستنين منهم اللقمه 

هزت مهجه راسها باعتذار : مقصدش يا ابويا ...انا ..انا 

انا بس بسال يمكن من اللهفه حاسه أنهم اتاخروا 

هروح اعمل الشاي !

قامت بهيه سريعا من جوار دياب الذي تنهد براحه وهو يسند ظهره الي الوساده خلفه ويضع يداه خلف رأسه مغمض العينان ينعم بلحظات من السعاده ....سرعان ما أنهت بهيه استحمامها وجهزت لدياب الحمام لتخرج قائله : انا جهزت لك الحمام يلا يا دياب عشان جدي ...قبل أن تتابع حديثها انتبهت أن جدها لم يتعجلهم لتقول باستدراك : هو الجماعه اتأخروا ولا انا بيتهيأ ليا 

........

...

أشفق دياب علي والدته كما علي أخته التي رأي في عيناها القلق ولكنها لم تبديه وبقيت مثل جدها بملامح ثابته لا تبدي اهتمام او سؤال عن تأخيره بينما مهجه وبهيه اكل القلق قلبهم 

.......


اطلق نعمان بوق السياره بالخارج بضع مرات ونزل وهو ينادي ابن أخيه : هادي ....هادي 

اسرعت نشوي تتجه الي النافذه تزيح الستائر وهي تقول : ده عمي برا يا هادي 

لم تستعفه الكلمات أو رد الفعل بينما اصيب عقله بالشلل يفكر ماذا يفعل بتلك الكارثه 

اسرعت نشوي تخرج من الباب حينما وجدت أخيها مايزال واقف مكانه ووالدتها لا تصمت بينما تهاجم أخيها بشراسه : قول لعمك انك مش رايح المشوار الشؤوم ده 

التفت هادي لها بحده وزمجر من بين أسنانه : كفااايه يا امه 

اسرعت نشوي تجاه عمها الذي قال : فين هادي يانشوي بتصل بيه بقالي ساعه 

قالت نشوي بتعلثم : حاضر ياعمي اهو جاي 

أسرعت تجاه أخيها الذي جلس منكس الرأس وحميده لا تتوقف عن الحديث : عمي بيستعجلك يا هادي يلا يا اخويا عيب تسيب الناس تستني كل ده 

صاحت حميده بها بتوبيخ : روحي قولي له هادي صرف نظر 

نظر هادي الي والدته بحده وقام من مكانه لتهتف به حميده باستنكار : انت رايح فين ...توقفت أمامه تهتف بغضب : انت هتروح تجيب عليوه وتربيه علي عملته والبت دي تصرف نظر عنها خلاص انت جايلك عيل وانا كان قلبي حاسس من الاول ...

أمسكت بذراع ابنها توقفه بينما لم تفلح محاولات نشوي لايقاف سم لسانها : تاخد ليه العانس اللي لما قطر الجواز فاتها وافقت بيك دلوقتي ...اسمع من امك وشوف ربنا بعت ليك علامه ...البت احسان تيجي وقبل ما تروح تخطب غيرها ليه إذا مكانتش دي علامه 

زفرت نشوي بضيق وتجرأت لتهتف بوالدتها : ما كفايه بقي يا امه حرام عليكي تقولي عنها كده 

نظرت إلي أخيها وتجاهلت حديث والدتها التي وبختها بسخط : حرمت عيشتك يابت 

: رايح فين ...اقف يا هادي وكلمني زي ما بكلمك 

توقف هادي ولكن ليس ليتحدث بل ليصدر أمر الي والدته : مفيش كلمه زياده هتتقال ....انا رايح أخطب وصال ولو الدنيا كلها وقفت قصادي هتجوزها مش انتي بس يا امه 

جذب عباءته من علي طرف المقعد وتابع بسخط ووعيد : ولما ارجع هبقي اشوف حكايه العلامه دي ايه !! 


......

هتف نعمان بمشاكسه لابن أخيه : 

ايه يا بوي فينك كل ده ولا عريس عاد هتتاخر 

قال هادي باقتضاب : معلش يا عمي اتاخرت عليك 

قال نعمان بخفه ضاحكا : معلش دي تقولها للجماعه 

نظر في ساعته وتابع : اتاخرنا اوي يا بوي 

تجاهل هادي ما قاله عمه وهو يحاول أن يتحلي بالثبات ليقول من بقايا شتات عقله : عمي اتكلم انت وانا موافق علي كل حاجه يطلبوها 

رفع نعمان حاجبه وهو يقول : ده انت شاري اوي ...ايه يا بوي هتخلص المزاد قبل ما يبدأ 

لم يكن هادي بحال تسمح له بالمزاح ليصمت بينما يجلس بجوار عمه في سيارته التي انطلق بها والتفت الي هادي باستفهام : مالك يا هادي 

قال هادي بمراوغه : ابدا بس في حاجه شاغله بالي في الشغل

عقد نعمان حاجبيه : حاجه ايه 

قال هادي بتهرب : اهو نبقي نتكلم فيها بعدين ....انت بس اي حاجه الحاج دياب يطلبها وافق عليها وانا رقبتي سداده

اوما عمه قائلا : طول عمرك سداد ياابن اخويا بس بالأصول برضه 

هز هادي رأسه قائلا : لا ياعمي انا عاوزها وزي ما يكون طلبات أهلها شبكه أو مهر موافق 

تردد نعمان بتفكير ليقول : طيب انا قبل ما اديهم كلمه هبصلك وانت شاور بعينك ولو في حاجه نتكلم فيها معاهم 

وانا مفتكرش الحاج دياب هيطمع ...اهو زيها زي اي بنت 

هز هادي رأسه وخرجت نبرته بها قليل من الحسره : وصال مش زي اي بنت 

ضحك عمه قائلا : ده انت شاري اوي يا بوي 

اوما هادي بصمت للحظه قبل أن يلتفت الي عمه باستدراك قائلا : عمي انا هشتري منك البيت القديم 

عقد نعمان حاجبه باستفهام : تشتريه 

اوما هادي بينما لن يترك أي شيء يقف عائقا بينه وبين إتمام زواجه بها : أيوة يا عمي ...هاخد البيت وهتجوز فيه 

ازدادت عقده جبين نعمان : وامك هتسيبها 

قال هادي بتسويف : هتبقي افهمك علي كل حاجه بس لما تتفق تقولهم اني هاخد لها بيت وحدها 

........

..

هزت وصال راسها بينما لا يترك تفكيرها ذلك الهاجس بأنه رفض شرطها وتراجع لذا لم يأتي حتي الآن ...؟!

هل طلبت منه شيء كثير لتلك الدرجه ...هل كان يمكن الا تتحكم في طلبها وتضعه عائق أمامه ...اسئله كثيره جعلت الفرحه بداخلها تتلاشيء ببط ويكسو وجهها الحزن 

وهي تسأل نفسها هل يمكن أن يخلف وعده و موعده 

ولكن قبل أن تزداد ضربات قلبها لهذا الهاجس كانت بهيه تسرع تزف لهم الخبر : هادي وصل 

اسرعت مهجه لتفتح ليشير لها دياب الكبير قائلا : 

خليكي  يا مهجه دياب هيفتح 

اشار الي حفيده قائلا بخبث : سيبهم شويه وبعدين افتح يا دياب 

اوما دياب الذي اتجه الي الباب يتهادي بخطوات بطيئه 

قبل أن يفتح ليقول نعمان بصوت عالي : السلام عليكم ...متاخذوناش علي التأخير 

أتاه صوت دياب الكبير الذي بقي جالس بوسط مقعده الكبير : تأخير ايه يا نعمان ده العشا يا دوب أذنت ...اتفضلوا 

: كيفك يا حاج دياب 

: بخير يا نعمان 

جلس الرجال بينما اخذت مهجه وبهيه وصال معهم الي المطبخ الذي جهزوا به تلك الصواني المليئه بالمأكولات والحلويات ....قالت بهيه وهي تسكب الشربات : اول ما جدي ينادي يا وصال ادخلي بالشربات 

مشهد رأته كثيرا ومثل اي فتاه تشعر بمشاعر حلوة تريد أن تعيشها ولكن خجلها منعها لذا قالت وهي تهز راسها : لا ..لا بلاش شغل الافلام 

ضحكت بهيه تشاكسها : يوه هو في احلي من الأفلام 

مالت تجاه وصال وتابعت بهمس : ده انا عمري ما انسي يوم ما دياب جه خطبني ودخلت شايله الشربات وعيني مترفعتش من علي الأرض من الكسوف بس كنت حاسه ان عينه مترفعتش من عليا 

سرت القشعريرة بعروق وصال وهي تتخيل نفس المشهد لتهز راسها : لا برضه يا بهيه اتكسف ...بلاش 

قالت مهجه بهمس : طيب ما تبطلوا رغي وخلونا نسمع بيقولوا ايه 

تحركت الفتيات تجاه الخارج ليقفوا يستمعون الي حديث الرجال وهاهو نعمان يطلب وصال من دياب 

الذي قال : متتعزش عنكم يا نعمان ...موافق 

غزت الابتسامه ملامح وصال وشعرت بالدموع تتسلل الي عيون والدتها التي همست لها بفرحه غامره: مبروك يا حبيتي 

تابع دياب حديثه بينما يسأله نعمان عن طلباته : الشبكه اللي تليق بيكم دي هديتكم والمهر حسب الاصول و الاصول مهرها هيكون ارض

اوما هادي ليقول عمه : وماله يا بوي نهاديها بفدان ارض 

قال دياب بمكر بينما فهم مقصده نعمان : الارض اللي هي  تشاور عليها 

نظر نعمان الي هادي فهل يقبل فتح سقف الطلب ام يحدد ماهيه هذه الأرض ليهز هادي رأسه قائلا: الأرض اللي تختارها يا حاج ..موافق 

ارتاحت ملامح دياب الكبير ولكن دياب فتح فمه ليعرض طلب أخته 

حمحم هادي لتزداد مفاجاه عمه حينما قال : 

وهشتري لوصال بيت جديد تقعد فيه لوحدها ...انا عارف ان جايز عوايدنا متعجبهاش وعشان كده ليها بيت لوحدها 

ارتاح جانب الجميع بعد تلك الكلمات ليقول دياب براحه :  

عداك العيب يا هادي ...نقري الفاتحه ...تعالي صوته وهو يتابع ....الشربات يا ام العروسه 

اتسعت ابتسامه وصال ونظرت الي والدتها تسألها : 

فين الشربات 

اتسعت عيون بهيه : هتدخلي بيه 

اومات وصال بخجل لتبتسم لها بهيه وتناولها صينيه الشربات  لتدخل بابتسامه وعيناها تتطلع بخجل الي الأرض قبل أن ترفعها ببطء تجاه هادي بنظره ممتنه تمنت أن يراها ولكن نظراته كانت شاره مشتته فلم يرفع عيناه عن الأرض وقد أخذته دوامه أفكاره التي ذكرت صفو فرحته 

استغربت وصال عدم رؤيتها السعاده التي توقعتها بعيناه حتي أنه غادر دون أن يلتفت إليها 

التفتت الي جدها الذي قال : الف مبروك يا بتي 

قالت وهي ماتزال شارده في التفكير بموقفه الغريب والذي لم تتوقعه : الله يبارك فيك يا جدي 

قال دياب وهو يريح ظهره الي المقعد خلفه : اهو من غير ما نطلب الراجل قال هيجبلك دار وحدك  

...........

....

نظرت نشوي الي احسان التي مازالت تدخل يدها الي فمها الممتليء بالطعام الذي انقضت عليه بشراهه لتقول لها برفق وهي تعطيها كوب الماء حينما سعلت : علي مهلك يا احسان هتزوري 

قالت احسان بلهفه وهي مازالت تأكل : الجوع كافر يا نشوي ....منه لله ابويا كان حارمني من الاكل والشرب 

نظرت إليها نشوي بشفقه ولا تنكر أن قلبها الطيب تحرك حينما قالت احسان بصدق :شوفت ايام سودا ...نظرت إلي نشوي برجاء وتابعت : بس انتوا مش هتسيبوني له تاني مش كده يا نشوي 

نظرت لها نشوي بتأثر لتمسك احسان يدها سريعا وتميل عليها : ابوس ايدك يا نشوي  ..وغلاوة ابنك بلاش تخلي هادي يرميني لأبويا  .... انتي طيبه ومش هترضي ليا بالظلم 

قالت نشوي بتسويف : ارمي حمولك علي الله يا احسان ويلا كملي أكلك عشان اللي في بطنك 

ارتجفت يد احسان حينما تعالت تلك الطرقات علي الباب 

لتنظر الي نشوي بهلع : ده ابويا ....ابويا وهادي مش هنا هيعمل فيا ايه !!

قالت نشوي تطمأنها : متخافيش. ..امي موجوده ومش هتسيبه يأذيكي 

وقفت حميده ترفع أحدي ذراعيها علي الباب أمام عليوة وتنظر له شرزا بينما يسألها : 

فين البت ؟!

هتفت حميده بسخط : بت مين يا عليوة 

اسمها أحسان مرات المعلم هادي وام ابنه 

قال عليوة بسخط : مكانش ده كلام المعلم هادي معايا من كام يوم 

ده طردني زي الكلب وقالي بتك متلزمنيش 

قالت حميده وهي تلوي شفتيها : واهي عادت تلزمه يخصك ايه 

قال عليوة ببجاحه : يخصني بتي 

قالت حميده ساخره : بتك اللي ضربتها وكنت هتسقطها 

اتسعت عيون عليوه لتهتف به حميده بغلظه متابعه : 

انا لولا عامله حساب لأبني اللي هيحاسبك كنت اكلتك بسناني .....

زجرته وهي تتابع : و الواد اللي في بطنها لو كان حصله حاجه كنت خليتك تحصله ...يلا يا راجل انت غور من قدامي مالكش بنات عندنا 

هتف عليوة بغضب : 

باماره ايه يا حاجه .... ابنك طلقها وقالي متلزمنيش

هتفت حميده بسخط : واهو ردها 

افلتت الكلمات من شفاه عليوة : وانا استفدت ايه 

تراجع بسرعه يصحح كلماته : قصدي البت استفادت ايه رجعها عشان حامل وبكره لما تولد يرميها تاني 

لا يا حاجه انا عاوز أأمن مستقل بتي والا أخدها معايا 

هتفت به حميده بسخط وهي تدفعه للخارج : جاك كسر حقك انت نسيت نفسك يا كلاف البهايم وواقف تقولي حقي ....يلا غور من قدامي 

أغلقت الباب بوجهه عليوة والتفتت الي احسان التي سرعان ما استغلت الموقف وهي تقول بكمد.:  

شوفتي يا امه برضه بعد كل اللي عمله فيا لسه طمعان فيكم ازاي 

نظرت لها حميده بطرف عيناها لتخفض احسان عيناها وتتابع بانكسار مزيف لتأخذ من حميده كلمه قاطعه بأن هادي لن يطردها  :  بس ابويا برضه قال الحق هادي رماني وبكره لما اخلف هيرميني تاني 

قالت حميده وهي تنظر إلي احسان بطرف عيناها ساخطه : رماكي عشان عملتك ولا نسيتي 

بوغتت احسان التي ظنت أن حميده لا تعرف شيء لتقول بتعلثم : ياامه 

اخرستها حميده بحنق : اخرسي مش عاوزة اسمع كلمه ....مش وقته ومتستعجليش حسابك انا بس ساكته عشان اطفي النار اللي جوه هادي بس بعدها هحاسبك بروقه !!

قالت احسان بضعف تترجي حميده : اعملي فيا اللي انتي عايزاه يا امه ...بس بلاش ترجعيني لأبويا 

تهكمت حميده وهي تجلس علي المقعد وترفع راسها ونظراتها الساخطه تجاه احسان : اشكري العيل اللي في بطنك عشان هو بس اللي هيخليكي ترجعي البيت ده ! 

.........

...


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

بكره ان شاء الله باقي الفصل 

اقتباس 


: قومي يا بت معايا 

: نروح فين 

: ابلعي لسانك وقومي وانتي ساكته 

توقفت حميده أمامه : واخد البت فين.... والله لو رجعتها لابوها ما انا قاعده في البيت 

قال هادي بوعيد : هرجعها بس بعد ما اكشف كذبها  

ابتلعت احسان بتوتر : 

وهو انا هكذب ليه 

قال هادي بحنق : يبقي تقومي معايا الدكتورة تكشف عليكي 

قالت احسان بتوتر : انا خايفه علي اللي بطني من الحركه 

هتف بها هادي بوعيد من بين أسنانه : خافي علي نفسك من اللي هعمله فيكي لو طلعتي كدابه 






إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !