الفصل الخامس و العشرون
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
: معلم نعمان ....معلم نعمان
ترك نعمان الشيشه من يده والتفت الي أحد الصبيه الذي ركض ناحيته ليميل عليه ويهمس في أذنه ببضع كلمات جعلت عيون نعمان تتسع ويهدر بحنق : بتقول ايه يا واد ؟!!
قال الصبي وهو يهز رأسه : أيوة يا معلم .... من صباحيه ربنا وهو علي القعده دي يا معلم
هب نعمان واقفا من مكانه وهتف بالصبي : قاعد في أي داهيه ؟!
هتف الصبي وهو يشير بيداه: علي اول الوكاله يا معلم
سار نعمان بخطوات غاضبه بينما يدفع بعباءته الفضفاضه علي كتفه ليصل الي اول الوكاله ويقف يتطلع أمامه بعيون أطلقت شهب حارقه بينما وقعت عيناه علي ذلك الذي جعل علي أحد الارصفه ونكس رأسه للأرض ومد يداه أمامه يهتف بذل : مدوقتش لقمه من صباحيه ربنا يا اهل البلد
احتقن وجه نعمان الممتليء بالغضب بينما عليوة يهتف بكلماته يستجدي الماره والبائعين ..... ازدادت خطوات نعمان غضب بينما اقترب حسونه القهوجي من عليوة ومال عليه يضع بجواره كوب من الشاي ورغيف خبز هاتفا : خد يا عم عليوة أفطر ويلا قوم من هنا ...مش هيحصل كويس لو المعلم هادي عرف
امسك عليوة برغيف الخبز ولفه علي بعضه ثم وضعه بكوب الشاي قبل أن يرفعه الي فمه يقضم منه وهو يهتف بحسونه : غور يلا من هنا ومالكش دعوة
لم يلحق عليوة أن يتناول اللقمه الثانيه بينما انتفض من مكانه حينما امسك نعمان بطرف جلبابه يجذبه بعنف و يزمجر به بسخط : بتعمل ايه يا راجل انت !
قال عليوة بهوان مفتعل : زي ما انت شايف يا معلم ...جعان وقاعد اشحت لقمه
زم نعمان شفتيه وهدر بغضب شديد وهو يعنف عليوة : اخرس يا كلاف البهايم....بقي قاعد تشحت ولا قاعد تقصر رقبه المعلم هادي نسيبك
هتف عليوة بغل وحقد : نسيبي قطع عني الشهريه و خلاني امد ايدي للي يسوي و للي ميسواش عشان ااگل أهل بيتي
صاح به نعمان معنفا : وهي كانت ايدك اتشلت ما تغور تشتغل وتصرف علي أهل بيتك طالما انت زي الثور
ولا هادي ملزوم يطفحك
هتف به عليوة ببجاحه : اه ملزوم ...امال كان بياخد البت ليه ...مش عشان يصرف عليا
احتدمت نظرات نعمان ليتابع عليوة بجرأه : انا هقعد اشحت وميخصكش يا معلم
جذبه نعمان بعنف من جلبابه وصاح به : يخصني يا كلاف .... وحالا هتقوم من هنا والا قسما برب العزه اكون مخلي الصبيان تكسر ليك ايدك اللي بتمدها للخلق
تراجع عليوة بينما يعرف أن نعمان لن يأتي بالتهديد ليراوغ بنظراته وكلماته يستجدي عطف نعمان : اعمل ايه يا معلم ماهو البيت مفيش فيه لقمه
لوي نعمان شفتيه ساخرا : بس فيه دخانك اللي مش بيفارق ايدك ..مش كده
نظر إليه بسخط وتابع : ماهو لو فضلت تشتغل كان زمانك مش محوج ...إنما أنت جوزته البت وعيشت علي قفاه وليست جلابيه نضيفه وقاعد تشرب دخان زي النسوان في البيت طول اليوم ....غور ياراجل من قدامي
اعمل زي ما الرجاله بتعمل واشتغل
اسرع عليوة يميل علي يد نعمان يحاول تقبيلها : ابوس ايدك يا معلم نعمان كام المعلم هادي يرجع ليا الشهريه
رفع عيناه إليه وتابع : البت حامل يرضيك جد عيال المعلم هادي يمد أيده للناس
كور نعمان قبضته بسخط ونظر الي عليوة للحظه قبل أن يمد يداه الي جيب الصديري الذي يرتديه اسفل جلبابه لتتشعشع نظرات السعاده بعيون عليوة ولكنها لم تدوم وتحولت إلي عدم فهم حينما تراجع نعمان وتعالي صوته ينادي أحد الصبيه : عشري ...واد يا عشري
اسرع إليه الشاب قائلا : نعم يا معلم
اشار الي عليوة هاتفا : تاخد عليوة معاك علي المخزن يشيل مع الرجاله
اتسعت عيون عليوة ليتابع نعمان بنبره أمره : شغله علي قد جهده ولما يخلص اديله يوميه الطاق اتنين
اومأ عشري قائلا : عنيا يا معلم
نظر عليوة الي نعمان باستنكار : عاوزني اشيل مع الرجاله يا معلم
اوما نعمان قائلا بجمود: وماله اشتغل زي ما كل الرجاله بتشتغل
قال عليوة بتبجح : بس انا نسيب المعلم هادي
قال نعمان بلا مبالاه : اي أن يكون ...انت مش راجل وبتشتغل والمعلم هادي نفسه بيشيل مع رجالته ...يلا روح مع عشري والا ترجع بيتك ومشوفش وشك تاني .
...........
.....
سحب هادي نفس عميق بعد أن أغلق الباب للمره الثانيه وتلك المره بعد انصراف أهل وصال الذين غادروا والسعاده تغزو قلوبهم حينما رأوا سعاده وصال ...
رفع هادي عيناه تجاه وصال التي انشغلت بتوضيب الطاوله الرخاميه بوسط البهو تحمل الاكواب والاطباق الفارغه التي قدمت بها الضيافه لبهيه ووالدتها .....!
قالت وصال دون أن تلتفت إليه : هادي لو سمحت ممكن تجيب العلب اللي عندك دي وتدخلها المطبخ
لم تلقي رد بينما كل ما خطف تركيزه كما خطف أنفاسه هو تأمل تلك التي أصبحت له وأمامه وفي بيته فلم ينظر إلي تلك العلب والصناديق المحمله بكل انواع الطعام والحلوي والفاكهه التي احضرتها عائلتها
نظرت وصال إليه بينما وقف مكانه يتطلع إليها لتسأله بعفويه : هادي واقف كده ليه ....تعالي ساعدني
كان هادي بعالم اخر بينما يحسب الخطوات الفاصله بينهم والتي بدء يسيرها ببطء وعيناه تتلكأ في تأمل كل انش بها وهي تنحني هنا وهناك ....رفعت عيناها إليه وسألته بدهشه : هادي انت مش بترد ليه ...بقولك تعالي ساعدني
ابتسم هادي وقال بمكر بينما أقترب منها : جيت اهو
اومات وصال لتتقابل عيناها بنظرات عيناه العابثه بينما سرعان ما أحاطت ذراعيه بخصرها وجذبها إليه بخشونة محببه وهو يتابع بعبث متطلع الي شفتيها : بس مش هساعدك ....انا هعمل حاجه تانيه
نظرت له وصال بفضول غزاله بريئه أمام نظرات ليث ماكر : هتعمل ايه ؟!
قال هادي بهمس حميمي وهو يميل بجوار أذنها
بينما سرعان ما حددت شفتاه هدفها : هعمل كده .....!!
التقت شفتاه ببشره عنقها الناعمه والتي خدرت حواسه برائحه الياسمين الهادئه لتغمض وصال عيناها وتسري كهرباء طفيفه بكامل حواسها التي أصابها خدر لذيذ ممزوج برهبه جعلت دقات قلبها تتسارع ....زحفت شفتاه علي عنقها يطبع عليه قبلات متفرقه ناعمه وهادئه تنافي الاعصار الذي هب بحواسه وجعل يداه تعرف الطريق الي جسدها الذي أحكم ذراعيه حوله وقربها منه أكثر لاغي اي مسافه بينهم ....ازدادت دقات قلب وصال وأصبحت تدوي بصخب داخل صدرها لتشدد جفونها المغلقه علي
عيونها بينما يزداد شعور الرهبه بداخلها وهي تشعر بشفتاه تزحف تجاه وجنتها وهو يهمس بجوار أذنها همس حميمي ...بحبك يا وصال
داعبت أنفاسه الساخنه وجنتها بينما اقتربت شفتاه من شفتيها البتول ليعلو صدر وصال ويهبط بقوة من فرط تسارع أنفاسها التي تهدجت وهي تهمس له بصوت متقطع : هادي ....كادت تضع يدها علي صدره لتبعده بينما تملك منها شعورها بالرهبه والخجل لتتوقف شفتاه في منتصف الطريق ويفتح هادي عيناه بانزعاج بينما تنفلت ضحكه متدلله من شفاه وصال حينما تعالي رنين جرس الباب وتبعه صوت نعمان الخشن : افتح يا عريس !
ضحكت وصال بدلال بينما تبرطم هادي من بين أسنانه : يمين بالله انا ما عارف ابقي عريس طول ما انتم رايحين جايين عليا ....!!
فتح الباب ليعقد نعمان حاجبيه حينما وجد وجه هادي مقطب : مالك يا عريس
هتف هادي بسخط متبرطما : بلاش كلمه عريس يا عمي
بالله عليك انا كرهت الكلمه دي
نظر له نعمان باستفهام ليتابع هادي بسخط : دي مش صباحيه عريس دي صباحيه العيد وكل العيله جايه وانا مش عارف اتهني ساعه على بعضها
ضحك نعمان وربت علي كتفه قائلا بمشاكسه : يابوي ومستعجل علي ايه قدامك العمر كله تتهني بعروستك
تعالي بس يا ولدي واسمع انا جايلك في ايه !
.......
.......
مررت بهيه يدها علي كتف دياب العريض وهي تقول بتأكيد والإبتسامة لا تفارق شفتيها : ورحمه امي كانت مبسوطه وطايره من الفرحه ....كفايه بقي تبكت في نفسك يا دياب هيجري ليك حاجه ....اختك مبسوطه ودي اهم حاجه
نظر لها دياب الذي تنازع ما بين راحه قلبه لسماع تلك الكلمات من زوجته وما بين قلق عقله الذي لا يستطيع ابتلاع تلك المسكنات لاراحه ضميره لتخرج كلمات اللوم من بين شفتيه : مبسوطه عشان لسه متعرفش بس حالها هيكون ايه لما تعرف
تنهدت بهيه بقله حيله بينما عجزت عن إخراجه من تحت وطأه ضميره لتنظر له برفق قائله : ربك هيدبرها زي ما رتبها كده ....هادي مش هيزعلها وهيراضيها وهي مخها كبير ومش هتعترض علي أمر ربنا
جلست بجواره وانفلتت من صدرها تنهيده امتزجت بحزنها بينما تتابع : تشكر ربنا أن ملهاش ضره
...مهما كان ده عيل ومسيرها تحبه والدنيا هتمشي وبكره تقول بهيه قالت
هل يحتاج الي المزيد من عذاب الضمير الان بينما تذكره زوجته بطعم العلقم الذي مرر حياتها وتحملته سنوات
ليضع يده فوق يد بهيه قائلا برفق : تسلمي يا بهيه ..خلاص انا بخير يلا شوفي انتي بتعملي ايه
نظرت له برفق لتسأله : اعملك فطار ...انت مأكلتش حاجه من امبارح
هز رأسه : تسلمي يا بهيه ...انا هريح شويه
عقدت حاجبيها وسألته : انت مش رايح الوكاله النهارده
هز دياب رأسه برفض لتقول بتوجس : بس انت بقالك يومين مش بتروح شغلك وكده جدي ممكن يتضايق
كور دياب قبضته بضيق بينما لا يحتمل رؤيه جده او التعامل معه وهاهي الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن بينما تعالت تلك الطرقات علي الباب وتبعها صوت جده الخشن : دياب
أسرعت بهيه تفتح الباب قائله بارتباك : اتفضل يا جدي
قال دياب الكبير وهو ينظر إلي جلسه دياب الذي لم ينظر إليه : ايه يا دياب قاعد في البيت زي الحريم ليه ....مورناش شغل اياك ...يلا قوم اسبقني علي الوكاله
سحب دياب نفس ثقيل للغايه وهو يقول بضيق واضح : مش رايح
توجست نظرات وصال بينما ضيق دياب الكبير عيناه ونظر الي دياب باستنكار : ليه ...تكونش مخاصم جدك وبتعاقبه
ابتلع دياب بصمت ليشير دياب الكبير الي بهيه قائلا : هملينا لحالنا يا بهيه
اومات بهيه التي ترجت دياب بنظراتها الا يعاند مع جده
اتجه دياب الكبير ليجلس أمام دياب ويهتف به بتوبيخ واضح : مالك قاعد زي الولايا كده وشايل طاجن ستك
نظر له دياب بضيق ليتابع دياب الكبير دون ذره تأنيب ضمير واحده : زعلان عشان خبيت علي اختك اللي عرفته ....لوح بيداه وتابع بسخط : كنت عاوزنا نعمل ايه ... نروح نقول لها ونفركش الجوازه....كنت عاوز امك تتقهر واختك سمعتها تبقي في الأرض ومحدش فينا يرفع عينه في عين الخلق اللي لو حلفنا ليهم علي الميه تجمد ما كان حد فيهم هيصدق والكل هيقول عريسها سابها ليله دخلته
امسك كتف حفيده وتابع بغلظه : كنت عاوزنا نعمل كده ولا نسيب الراجل اللي اخدت عليه الف وعد أنه يراضيها يتصرف
نظر إلي حفيده بسخط وتابع : زعلان اني
امنت مستقبل اختك وبدل وعد الكلام اخدت الغالي كله اللي يملكه عشان يفكر الف مره قبل ما يزعلها
اشار الي حفيده بضيق وتابع وهو يهب واقفا رافع رأسه بيقين : انا عملت اللي فيه المصلحه ومحدش فيكم يراجعني فيه ....نظر إليه وتابع بنبره أمره : يلا قوم اتسبح وغير خلاجاتك وحالا الاقيك ورايا علي شغلك زي الرجاله ...رفع اصبعه أمام وجه دياب وتابع بنبره أمره : واعرف ان دي اول واخر مره تقف قصادي وتلوي دراعي اللي انا خليتك تبقي يمينها فاهم !
....
. ....
عقد هادي حاجبيه ما أن هتف عمه بحنق : واد المركوب كلاف البهايم عليوة !!
صمت نعمان سريعا حينما هب هادي من مكانه وأدار رأسه تجاه وصال التي اتجهت إليهم تحمل اكواب العصير لينظر له عمه بينما يقول هادي وهو يرسم ابتسامه زائفه : تعالي ياوصال سلمي علي عمي
ابتسمت وصال بتهذيب لنعمان الذي قال بود : الف مبروك يا عروسه
قالت وصال بابتسامه هادئه وهي تضع الضيافه أمام نعمان : الله يبارك في حضرتك
ابتسم لها نعمان وأخرج من جيبه رزمه ماليه كبيرة وضعها بيد وصال قائلا : نقطتك يا عروسه
هزت وصال راسها بخجل : مفيش داعي يا اونكل
نظر لها هادي وقال بابتسامه : خدي من ايد عمي يا وصال
اومات وصال وقالت بلباقه : مرسي يا اونكل
قال نعمان باستفهام : أامري يا بتي عاوزة ايه ؟!
قالت وصال بحمره خجل : ولا حاجه بقولك شكرا يا اونكل
بفارغ الصبر انتظر هادي بضع دقائق لتستاذنهم وصال وتدخل الي الداخل وسرعان ما كان تتأهب ملامحه ويسأل عمه : قولي يا عمي ...عمل ايه ؟!
نظر له عمه باستفهام : انت مخبي عني ايه يا هادي ؟!
انت مش قولت انك عرفت دياب باللي حصل
اوما هادي وقال بصوت خافت : عرف بس هي لسه متعرفش
استنكرت كل ملامح نعمان الذي قال :
ومستني ايه يا هادي ..حاجه زي دي لا يمكن تستخبي
اوما هادي بتهرب : عارف يا عمي وعارف انا بعمل ايه
رفع نعمان حاجبه : يعني اسكت يا ولدي
هز هادي رأسه قائلا : العفو يا عمي ...سيبك من الموضوع ده و قولي عمل ايه عليوة
أخبره نعمان ليختم حديثه بامتعاض : انت غلطت من الاول لما طمعت فيك الي يسوي وميسواش ....مفيش حاجه اسمها فلوس من غير شغل ولو حتي اتجوزت بنته
هتف هادي سريعا بينما تعالت نبره نعمان : وطي صوتك يا عمي
هتف به نعمان بعدم رضي : وبعدها لك يا هادي أنا وطيت صوتي طيب وباقي البلد .... ماهو مسير اي حد يتكلم قدامها
هتف هادي برفض : عمي مش وقت الكلام ده ..قولي عملت ايه معاه ولا اروح اقطع خبره
قال نعمان با متعاض : ولا تقطع خبره ولا تيجي ناحيته ... أنا شغلته عندي في الوكاله وهياخد يوميه زيه زي غيره إنما التكيه الي كنت فاتحها له لا خلاص قفلت
اوما هادي قائلا : اللي تشوفه يا عمي بس تخلي عشري عينه عليه ولو عمل اي حاجه قولي
هز نعمان رأسه ثم نظر إلي هادي قائلا : وانت ناوي تنزل وكالتك امتي ولا قعده البيت علي هواك
نظر له هادي ورفع حاجبه : وانا لساتني قعدت في البيت .....ده هو سواد الليل
قال نعمان بمرح : اني بضحك معاك يا ولدي
قام من مكانه قائلا : يلا بالاذن
اتجه هادي خلفه ليوصله الي الباب قائلا : اذنك معاك ياعمي
.........
.....
نظرت وصال الي نفسها في المرأه تحاول أن تهديء من دقات قلبها وهي تتنفس بعمق ....مالك يا وصال متوترة ليه ....اهدي كده ومتخافيش
حاولت أن تهديء من رهبتها وهي تستحضر كل ذكرياتهم سويا وتركز تفكيرها أنه حبيبها وزوجها ولا داعي لأن تتورتر بتلك الطريقه ....
التفتت وصال الي هادي الذي فتح باب الغرفه ودخل تسبقه لهفته المرسومه بعيناه
لتبتسم له وصال بينما يتجه إليها ويقول متنهدا بنبره مسرحيه وهو ينفض يداه : كده خلصنا من المباركات والعيله وعيله العيله جت باركت ...خلاص بقينا لوحدنا
مجددا تلاشت ابتسامتها وحلت محلها الرهبه
لينظر إليها هادي ويشاكسها بمرح : ولا في حد هيخبط تأتي
ضحكت وصال ليذوب بضحكتها ويغمز لها بشقاوة : يابوي علي ضحكتك الحلوة ....أيوة كده اضحكي
قالت وصال بنعومه بينما تتطلع الي ضحكته التي أضاءت ملامحه الخشنه : يابوي حلوة منك
توقفت خطواته امامها ليمد يداه ويضعها حول خصرها بينما يقول بهيام : وانتي حلوة اوي يا وصال
ابتلعت وصال بتوتر بينما تلاعبت نظرات الاشتياق بعيناه لتقول له وهي تتراجع خطوه : ايه ...!
نظر لها هادي وهو يجذبها بذراعيه التي تمسك بخصرها ناحيته مجددا : ايه. .. ايه
قالت وصال بخجل وهي تخفض عيناها أمام نظراته العاشقه : ايه ...
ضحك هادي قائلا : هنقضيها ايه ....غمز بشقاوة وتابع بينما تتلمس يداه قماش عباءتها : فين الحرير بتاع الصبح لساته بدري علي العبايه دي .....اشار بيداه وتابع : قد تلت اربع سنين كده يبقوا العيال بيجروا تحت رجلك وانتي مش شامه نفسك وقتها تلبسي ليا العبايه
ضحكت وصال وغامت عيناها بهذا الحلم الجميل لتقول بابتسامه : عيال
اوما هادي قائلا وهو يستشعر حلاوة هذا الإحساس الذي لم يداعب قلبه حينما عرف بحمل احسان : معلوم ...عيال .....اربع عيال
قالت وصال بابتسامه خجوله : مش كتير
هز هادي رأسه قائلا : كل سنه عيل ....العيال عزوه
تنهدت وصال وقالت بيقين : العيال احلي حاجه في الدنيا مش عزوة بس
ازدادت اتساع ابتسامه هادي الذي قال : يعني هتجيبي ليا كل سنه عيل
فاجأته وصال حينما قالت بموافقه : معنديش مانع
يبقي عندي ولاد كتير ....غامت عيناها بقليل من الشجن وهي تتابع : انا عيشت سنين عمري كله لوحدي
نظر لها هادي وقال بغصه حلق : وانا ياوصال من غيرك كنت زي اليتيم
تلاقت اعينهما بينما اخيرا كان اللقاء بعد فراق طويل ....لتطول نظراتهم قبل أن يغلبه اشتياقه وتوقه الشديد إليها فتشعر بيداه تقربها إليه ويلامس جسدها صدره القوي ويدفنها بحضنه بعناق حميمي الهب مشاعر كليهما ليميل هادي ويدفن رأسه بعنقها بينما
زحفت يداه تجاه جسدها يتلمسه بجرأه جعلت الخجل يدب في أوصالها وتغزو الحمره وجنتيها وتضع يدها سريعا فوق يده توقفه عن ما يفعله وهي تقول بتوتر :
احنا كنا بنتكلم
قال هادي وهو يرفع يداه فوق يدها وتعود يداه الي ما كان يفعله بينما ذابت حواسه بقربها لتخرج أنفاسه محمله بحراره مشاعره بينما همس بجوار أذنها : ولسه بنتكلم
مجددا وضعت وصال يدها فوق يداه المتلهفه الي استكشاف خريطه جسدها : طيب...طيب انت...انت بتعمل ايه
خرجت ضحكته ماكره بينما يقول بنبره لعوب : بنفذ اللي قولناه ....مش قولنا عاوزين عيال
قالت وصال ببراءه متعلثمه : اه في الحلم
ضحك هادي بصخب ثم قال وهو يقربها إليه بينما يلقي نظره عابثه لها مغزي تجاه الفراش الوثير خلفها : ماهو انا لازم احقق كل احلامك يا شهد العسل ...تعالي
تراجعت وصال خطوتين وقالت بخجل بينما يتراجع هادي تجاه الفراش : لا لا اجي فين ....
ضحك هادي قائلا بمكر : تعالي نكمل كلامنا عن العيال علي السرير
اتسعت عيون وصال وهزت راسها : لا ...
رفع هادي حاجبه : لا
اومات له وقالت بتوتر محبب : أيوة وبطل قله ادب انا فاهمه انت عاوز ايه
غمز لها هادي بشقاوة : عاوز ايه
تهربت وصال من نظراته الجريئه التي تحركت تجاه شفتيها التي نطقت ببراءه: عاوز ....
اقترب هادي منها ومرر يداه علي شفتيها التي بدأت تقضمها بينما يهمس امامها : انا هقولك عاوز ايه
أبعدت وصال أنامله التي أثارت زوبعه من المشاعر اللذيذه بداخلها زادت من رهبتها : انا عارفه انت عاوز ايه متقولش وبطل قله ادب
غمز لها هادي قائلا بعبث : طيب ولما انتي عارفه ...ايه بقي !!
صمت وصال شفتيها بخجل وتهربت منه ليقول هادي يسايرها : طيب خلاص مش هكسفك ...مد يداه إليها وتابع : تعالي نكمل كلامنا عن العيال علي السرير
قالت وصال وهي تضيق عيناها وتتطلع له بغيظ : ما تكمل كلامك واحنا واقفين ولا لازم السرير
قال هادي بمرح وهو يسايرها : طبعا لازم السرير ولا هتفضل واقفين
توقف امامها وتابع بمرح يشاكسها : اخاف علي رجلك توجعك يا شهد العسل ....تلاعبت النظرات الماكره بعيناه وهو يتابع : وبعدين ده موضوع يطول شرحه ولا فكراني هنزل السوق اجيب العيال لا ده ليهم ترتيب تاني
عقدت وصال حاجبيها ونظرت له ببراءه:
متتريقش عليا
اوما لها والإبتسامة تكلل ملامحه : حاضر يا ست الكل
قالت وصال متنهده بحب : تعرف انك حلو اوي وانت بتسمع كلامي
قال هادي متنهدا بهيام : وانتي احلي وانتي مكسوفه كده أمسك بيدها وجذبها لتجلس أمامه علي الفراش وهو يتابع : زي ما سمعت كلامك تعالي اقعدي واسمعي كلامي
خفضت وصال عيناها بينما لم يعد هناك مهرب لتنطق اسمه : هادي
اجاب عليها بهيام وهو يقرب وجه من وجهها : عيون هادي
قامت قبل أن تصل شفتاه الي شفتيها وهي تلوح بيدها : انا ...انا ....
حاسه اني حرانه اوي
هتف هادي باحتراق من تمنعها : وانا حاسس بنار
خفضت عيناها ليقول بمكر : كله من العبايه اللي انتي لبساها....ما تغييرها
وجدتها فرصه لتتهرب منه لتقول وهي تهز راسها : اه عندك حق ..!
اشارت له تجاه باب الغرفه : اطلع برا
نظر لها بعدم فهم : ايه
قالت وصال بخجل : اطلع عشان اغير هدومي
قال هادي ببساطه : ليه ..انا جوزك
قالت وصال بخجل : أيوة بس برضه اطلع
استجاب لرغبتها ليقف أمام باب الغرفه بانتظارها وكأنه جالس علي جمر ملتهب وعيناه تموج بتخيلاته عن اطفالهم ....طرق الباب بعد قليل يسألها : ادخل يا عيوني
اومات وصال وهي تفرك يدها بتوتر بينما دخل هادي تسبقه لهفته التي ازدادت حينما وقعت عيناه عليها وقد
سبق خطواتها حفيف الروب الحريري الطويل الذي ارتدته وقد تزين بالنقوش المطرزة و أسفله قميص باللون الوردي ذو حمالات عريضه ربطت حزامه حول خصرها الرشيق
رفع هادي عيناه ببطء علي هذا القماش الناعم الذي لامس جسدها بينما أطلقت خصلات شعرها الذي يعشقه حول كتفها
ليقول بغمزه ماكره وعيناه تزحف علي جسدها : طويل اوي
قالت وصال باستفهام بريء : هو ايه ؟!
قال وهو يتوقف امامها ويلمس خصلات شعرها ولكنه يقصد شيء آخر ؛ شعرك
ابتسمت له ليعود يسألها بعبث : امال فين قميص الصبح
....هزت كتفها بخجل : توء
قال بجبين مقطب كالاطفال : ليه توء
زمت شفتيها عن ضحكتها وهي تقول : قصير
قال هادي متصنع الجديه : وماله ده عز اطلب
وكزته وصال بكتفه : هادي بطل قله ادب بقي انت عمال تكسفني
اوما لها بانصياع مزيف بينما عرفت يداه الطريق الي جسدها الذي طوقه بذراعيه: وماله حاضر
رفعت وصال عيناها إليه لتقابل حراره نظراته الجريئه التي تركزت علي فتحه صدرها لتقول بجبين مقطب : واللي بتعمله
قال هادي ببراءه بينما تتابع يداه انحراف لمساتها : بعمل ايه
أمسكت بيده وهتفت به بغيظ : ايدك دي بتعمل ايه
قال هادي ببراءه وهو يهز كتفه :
اعمل فيها ايه مش قادر علي الجمال آللي قدامي
سرعان ما جذبها ناحيته ولم يتواني أو يعطيها فرصه بل سرعان ما انقضت شفتاه التي انهكها الجوع اشتياقا لشفتيها علي فمها يأخذه بقبله عاصفه خطفت أنفاسها ...
عقد هادي حاجبيه ونظر الي وصال التي وضعت يدها علي ذراعه الذي يحيط خصرها به تحاول أبعاده وهي تتهرب بعيونها منه بخجل محبب هامسه بأسمه. بينما زادت لمساته جرأه : هادي !
قال هادي بهيام بينما يقربها أكثر الي صدره ومجددا يغرق برحيق عنقها الذي أخذ يوزع عليه قبلاته الشغوفه : نعم يا عيون هادي
تراجعت سريعا برأسها ما أن لمحت قرب شفتيه وسرعان ما تراجعت خطوتين للخلف وهي تقول بارتباك شديد وخجل غرقت به : اصل ...اصل ..اصل انا افتكرت رمضان !
عقد هادي حاجبيه وقال بمكر وهو يقترب الخطوتين الذين ابتعدتهم : اه ..كل سنه وانتي طيبه بس ده لسه يجي اربع شهور علي رمضان
توهجت وجنه وصال بالاحمرار وسرعان ما عادت الشرسه التي يعرفها بينما نفضت عنها الخجل وتلفحت بنظرات عيناها الغاضبه وهي تزمجر به من بين اسنانها : انا مش قصدي علي شهر رمضان ....انا قصدي رمضان العريس اللي ....اللي .....مجددا غرقت بالخجل وعادت لتتلبسها الفتاه البريئه التي وقعت بمصيده قط ماكر ليضحك هادي بخبث بينما يراها تتراجع مجددا ....ايه يا شهد العسل بترجعي ورا ليه !
رفعت اصبعها أمام وجهه بينما وجدت أن التراجع لن يفيدها أمام مكر نظراته اللعوب لتهتف به : هادي أياك تقرب انا بقولك اهو ...!!
ضحك هادي وزاد من قربه بينما يقول بتمني : وانا بقولك اهو ...عمري ما هبعد عنك ...!!
قالت بتوتر لم يراها به سابقا : يعني ....هو ...يعني انا كمان مش عاوزة ابعد عنك ...بس
قال برفق وهو يتطلع الي هروبها منه : بس ايه ....مالك ياعيون هادي
قالت وصال باعتراف : بصراحه متوتره وخايفه اوي
ابتسم لها وقال برفق لم تتوقعه بينما تحكم بمشاعره وأحاط كتفها بذراعه بحنان وهو يقول : خايفه مني
اومات له ليتابع بحنان ويقبل راسها : حد يخاف من حبيبه ....هو انا مش هادي حبيبك
اومات له وقالت بشفاه متعلثمه : أيوة بس اللي انت عاوزة ده
همس بجوار أذنها وقد عاد العبث يمليء نبرته : ماله
أغمضت وصال عيناها بينما يتابع بمكر بجوار أذنها :
انتي كمان عاوزاه
فتحت عيناها وابعدته وهي تنظر له بغيظ : انا ...لا مستحيل
ضحك هادي وقال بخبث : طيب عيني في عينك
عقدت حاجبيها وقالت بتهرب : هادي بطل بقي ....زفرت وهي تتحكم في أنفاسها التي بعثرها هذا الماكر لتقول :
هو مش انت كنت طيب من شويه ...ليه بقي بتقلب حمدي الوزير كده مره واحده
ضحك هادي بصخب علي تشبيهها : الله يجازيكي يا شهد العسل انا برضه
اومات له لترفع اصبعها أمام وجهه : أيوة انت وعمال تتحرش بيا وانا ساكته من الصبح
لم يستطيع هادي التوقف عن الضحك حتي دمعت عيناه
لتزجره بغيظ : بتضحك علي ايه...ايه عملت كده ولا لا
قال هادي وهو يتظاهر بالبراءه معترفا : وانا عارف اعمل حاجه ...ده انا كل ما اقرب منك تنطي من قدامي
خفتت نبرته بينما يتابع بنبره هامسه وهو يقترب منها :
انتي بس بطلي تفكير وسيبي نفسك ليا
سكنت أمامه وتعلقت عيناها بعيناه بينما ختم حديثه بكلمات حاره : بحبك ياوصال
قالت وهي تهز راسها : وانا بموت فيك يا هادي
بس بجد انا متوترة
نظر إليها لترفع وصال ذراعيها بجرأه وتحيط عنقه بهم بينما تتابع بنعومه ورقه : انت مش قولت هنسافر نتفسح
اوما لها لتقول بخجل وهي تخفض عيناها : طيب يبقي اصبر شويه لما ناخد علي بعض
رفع هادي حاجبه وتبرطم من بين أسنانه : عشر سنين ولسه مخدناش علي بعض
اومات وصال وقالت ببراءه مزيفه بينما عرفت أنه لن يمانع لها طلب : اه عشر سنين بس لسه متجوزين امبارح وانا لسه مش واخده عليك
اوما هادي علي مضض ليقول من بين أسنانه : وماله اصبر وامري لله .. شوفي عاوزة نروح فين
قفزت السعاده من عيناها : بجد يا هادي
اوما لها لتقول بحماس طفله صغيره وعدها ابيها بالنزهه :
انا عاوزة اروح اماكن كتير أوي معاك
قال هادي بحنان : وماله اللي انتي عاوزاة
نظرت له بتردد : بس السفر ده هيتكلف كتير
قال ببساطه : ولا يهمك ....احاط خصرها بذراعيه وقال بصدق : اعتبري أن طلع لك العفريت بتاع الفانوس السحري ...رفع يدها الي شفتيه وتابع :
انا بتاعك وتحت امرك
ضحكت وصال ووضعت ذراعيها حول عنقه وهمست بأنفاس ناعمه : بحبك يا هادي
اذابته بهمسها ليقول هادي بأنفاس بعثرتها بقربها : اللهم اخزيك يا شيطان
شوفتي بقي انتي اهو اللي بتجرجريني وترجعي تقولي لسه مش واخده عليك
قالت وصال ببراءه محببه : انا عملت ايه
قال هادي بغزل : كفايه التفاح اللي علي خدودك ده
مال ليقضم خديها بشفتاه :بيخليني عاوز أكلك
استجابت لقبلته التي التهم بها وجنتيها قبل أن تقول بدلال بينما اراحها بصبره عليها : هادي
: عيون هادي
: احنا مش قولنا هتصبر لما نسافر نقضي شهر العسل
اوما هادي علي مضض : وانا عملت ايه ...دي تصبيره وانا هموت من الجوع
ضحكت بخجل من مغزي كلماته ليقول هادي برفق متبوع بعدم صبره : طيب بقولك ايه ياشهد العسل ما تجهزي ويلا نسافر علي طول
نظرت له ليهز رأسه الذي طن بهذا الخاطر ليتابع : انتي جهزي كل حاجه وانا هروح مشوار بسرعه وراجع
نظرت له باستفهام : مشوار ايه ؟!
؛ هعدي علي امي اقولها واشوفها لو عاوزة حاجه وابص علي الوكاله وارجع
اومات له وشاكسته : اوك يلا ياعفريت الفانوس بسرعه متتاخرش عليا
ارسل لها قبله في الهواء قائلا : مقدرش اتاخر عنك يا شهد العسل ..!
......
......
اخيرا انتهت احسان من الاعمال المنزليه التي لم ترحمها منها حميده لتدخل الي غرفتها وهي تتبرطم بحنق ...
اتسعت عيونها وشهقت بمفاجاه حينما رأت هادي امامها والذي لا تعرف من اين اتي ....!
لمعت عيناه بالشر لتتراجع احسان خطوه للخلف باقدام هلاميه بثت بها نظراته الرعب وسرعان ما أمرها عقلها بالهروب من الغرفه ولكن هادي كان الاسرع ليجذبها من ذراعها يدفعها للداخل ويغلق الباب بالمفتاح
اهتزت نظراتها وجف حلقها بينما يتقدم منها هادي بخطوات بثت في قلبها الرعب
: هادي أنا
أطبق علي ذراعها وزمجر بها بغضب : انتي ايه ....
احرقتها نظراته الغاضبه وهو يتابع بفحيح مرعب :
غلطتي وعارفه اني مش بسامح في الغلط
قالت بسرعه تحاول ايجاد تبرير ترضي به رجولته : غيرت عليك
زمجر هادي بها بعنف : دخلتي بيتي واتجرأتي تأذي مراتي يابنت ال ** ....
قالت احسان باحتراق تدافع عن نفسها وترحمها من غضبه وهي تتدغدغ غروره الرجولي : بحبك وغيرت عليك والغيره عمتني ومكنتش عارفه ازاي أطفئ النار اللي جوايا ... بحبك وقلبي قاد نار وكنت عاوزة اعمل اي حاجه
تهدجت أنفاسها بينما تجثو أمامه وتذرف دموع زائفه وهي تتابع : مشفتش في عينك اي فرحه بالعيل اللي بقالك سنين مستنيه زي ما شوفت في عينك فرحتك بيها ....راحت ولا جت واحده إنما ابنك ده هيكون من صلبك وانا امه يعني طال الزمن ولا قصر مسيرك تزهدها وترجع لام ابنك
غلبتها نظرات الضعف بينما تتابع بغصه حلق : انا اللي استحملت منك اللي مفيش واحده تستحمله وقولت حاضر وكل يوم بقول لنفسي اصبري مسيرك تسامحني وتنسي لما تشوف ابنه وتعرف أن غلطتي الوحيده اللي علمتها لما روحت لقدروة كانت عشان اجيبلك العيل
لم يكن لديها ادني شك بأن كلماتها وشكوي مظلمتها ستلقي قبول من ناحيته لترفع عيناها ببطء للحظه قبل ان تتسع عيناها بصدمه حينما التقت بعيون هادي الذي جذبها بعنف من ذراعها واوقفها أمامه مزمجرا : غلطتك الوحيده !!
دق قلبها بقوة بينما استشرست ملامح هادي الذي أظلمت عيناه بالغضب الشديد وهو يتذكر اعترافات قدورة بكل أفعال احسان !!!
Flash back
لم تكد قدروة تلتقف أنفاسها حتي تفاجات بهادي يعود إليها وعيناه بها غضب لا يهدأ بينما لم يكن بالغبي الذي يصدق ببساطه تلك المسرحيه التي حاكتها قدروة وإحسان أمامه عن رغبتها بالحمل
وسرعان ما ربط الأحداث ببعضها وهو يفتش الغرفه بينما شعر بجسده كله ينتفض وهو يجد تلك الأعمال والاسحار مخبأه بكل انش بها ليعود الي قدورة وبداخله غضب حارق يريد له قربان ....لن تضحي قدورة بنفسها لتقول من بين شهقاتها الراجيه ...هقولك يا معلم ....أيوة احسان كذبت عليك
نظر لها هادي وهتف بفحيح : قولي كل حاجه
قالت قدورة وهي تلقي له طعم يلتهي به بعيدا عنها بينما بحسبه بسيطه عرفت ماذا تقول وماذا تخفي
: احسان جت هنا من زمان .....جت عشان تخليني اعمل لها عمل يخليك تكره مراتك وتتجوزها
توالت تلك الاعترافات الحقيره عن كل ما كانت تفعله بزوجته ليلتاع هادي وهو يكتشف أن كل ماحدث كان بتخطيط من تلك الحقيره التي بالنسبه لها كان صيدا اوقعته بشباكها .....مغفل بالدرجه الأولي وكم كان صعب عليه أن يعترف أنها تلاعبت به علي أصابعها لذا لم يقل أنه اكتشف تلك الحقائق التي حذفت قدورة منها أي شيء يخص أخته حتي تأمن بطشه ويكون كل غضبه من احسان وحدها لتجثو علي قدمه تهتف بتوسل : سامحني يا معلم انا عبد مأمور وبعمل اللي يتطلب مني وهي طلبت ودفعت .....أشارت إلي ما حولها وتابعت : انا ماليش يد في حاجه هي اللي خططت
بخطوات مشتته خرج وهو يسأل نفسه لماذا لم ينتقم من تلك المرأه والتي سبقه عمه وحرق منزلها بعدها ببضعه ايام كان هادي بهما يحاول استعاده اتزانه وهو يستصعب بشده كونه كان كل ذلك الوقت غافل عما حاكته احسان من خلف ظهره !!
Back
توحشت نظرات هادي وهو يتطلع الي احسان التي تراجعت بخوف شديد للحظه قبل أن تصرخ بألم حينما هوي هادي علي وجهها بصفعه جعلت أذنها تطن
وضعت احدي يديها بألم علي وجهها بينما بيدها الأخري أشارت إلي بطنها وهي تبكي بتوسل : ابوس ايدك يا هادي ارحمني انا حامل
زمجر هادي بغل شديد : هو ده السبب الوحيد اللي مانعني اشرب من دمك وادفعك تمن كل غلطاتك
صرخت احسان مجددا بينما جذبها بقوة من شعرها وتابع بفحيح: بس لو فكرتي تاني تقربي بس ناحيه وصال مش هيهمني حاجه وهوريكي العذاب الوان
دفعها باشمئزاز لتتمسك احسان سريعا بطاوله الزينه حتي لا تقع بينما تنتفض علي صوت الباب الذي صفقه خلفه بعنف وهو يغادر الغرفه ..!
عقدت حميده حاجبيها بمفاجأه حينما وجدت هادي ينزل الدرج : هادي .....عملت فيك ايه بنت مهجه خلتك تطفش منها يوم الصباحيه
هز هادي كتفه بقله حيله من تفكير والدته : معملتش يا امه ...انا جيت اشوفك عاوزة حاجه
لم تفهم حميده ليتابع هادي وهو يحمحم : انا مسافر كام يوم كده وقولت اشوفك هتحتاجي حاجه
قالت حميده باستفهام : مسافر
اوما هادي بتهرب : اه يا امه ..عندي مصلحه كده
قالت حميده سريعا : يبقي تجيب مراتك تقعد معايا ما هي مش هتقعد لوحدها والبت بت عليوة تروح تقعد عند اختك اليومين دول
قال هادي وهو يتجاوز ما قالته والدته : لا مفيش داعي ما هو انا هاخد وصال معايا
هتفت حميده بامتعاض : تاخدها معاك ليه ..مش قولت عندك مصلحه
اوما هادي وقال بتهرب من تحقيق والدته : أيوة يا امه واهو افسحها كمان كام يوم
اتسعت عيون حميده وضربت صدرها بيدها : أيوة بقي قول كده ...بت مهجه عاوزة تبعدك عني وتاخدك معاها بلاد برا
ضحك هادي وقال برفق : برا ايه بس يا امه .... بقولك اسكندريه كام يوم
نظرت له حميده بطرف عيناها وقالت : طيب خدني معاك انا كمان اشوف اسكندريه !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك