بساط السعاده اقتباس من الفصل القادم

2


 عقد دياب حاجبيه بينما اختطف نظره ذلك المشهد وهو يمر بجواره ليتمهل بسيارته ويوقفها جانبا وعيناه متركزه علي مرأه السياره الجانبيه يتأكد مما رأه ومر بجواره ...... !!

لوحت سمر باحدي يديها  تبعد الذباب من علي جبهه طفلها الرضيع الذي وضعته بحجرها بينما بيدها الأخري تعيد ترتيب تلك الخضراوات التي وضعتها أمامه علي أحدي الاقفاص وجلست علي الأرض امامها تبيعها بينما لم تجد سبيل اخر لكسب قوت اولادها لتذهب باكرا الي الوكاله تشتري بضع كيلوات من الخضار وتعود لتعرضهم بجوار بعض البائعين بالسوق الذي لم يسمح لها كبار التجار بدخوله وجعلوها تجلس بالقرب من بعض صغار الباعه مثلها علي بدايه الطريق ...!

نزل دياب من سيارته واتجه ناحيتها بينما عقده جبينه لا تفارق ملامحه ...!

ابتسمت سمر للمرأه التي اشترت منها بضع ربطات من الخضره لتعطيهم لها قائله : الف هنا 

أعطتها المراه بضع جنيهات ومضت في طريقها لتميل سمر تضع الجنيهات في كيس نقودها...رفعت عيناها حينما توقف هذا الخيال الطويل امامها ليخرج اسمه من بين شفتيها بنبره باهته : معلم دياب 

قال دياب باستنكار : قاعده كده ليه يا ام عبد الله ؟!

ابتلعت سمر وقالت بغصه حلق : بسترزق يا اخويا 

قبل أن يقول دياب شيء والذي يستوعب سبب فعلها هذا بينما أكد علي زوجته أن تخبر اختها أنه متكفل بكل مصاريفها هي وأطفالها 

: حقك عليا يااخويا لو ضايقتك انا عارفه هيبتك في السوق بس انا محدش يعرفني هنا والسوق ده بعيد عن اهل البلد وانا لولا الحوجه مكنتش عملتها بس لازم اكسب قرش واصرف علي عيالي مش هفضل عاله وانت تشكر علي اللي بتبعته ليا كل شهر 

هز دياب رأسه بينما تشعشعت نبرتها بعزه النفس ليقول برفق وهو يشير لها أن تقوم من جلستها : بزياده يا أم عبدالله وقومي ميلقش ليكي قعدتك في السوق وحرام العيل اللي علي ايدك يفضل في الشمس والحر ده ....

نظرت له بقله حيله : هعمل ايه يا معلم ماهو لازم اعمل كده عشانه وعشان اخواته اللي كل يوم مصاريفهم بتزيد 

قال دياب برفق :قولت قبل سابق هو وأخواته في رقبتي ليوم الدين وانتي كمان ...تعالي ارجعك بيتك وتفضلي فيه معززه مكرمه و هزود شهريتك عشان تكفيكم 


........

....

أخفت دنيا سريعا اهتزاز نظراتها وسرعان ما كانت ترسم الغضب والامتعاض علي ملامحها بينما تهتف بسخط : هي طول عمرها كده سمر تحب تعيش دور الغلبانه ...بالك انت يا دياب انا اديتها كام عبايه من عندي وهي  برضه سابتهم ولبست جلبيتها المقطعه

تمصمصت وتابعت : طبعا امال ترسم الدور ازاي ماهي لازم تصعب عليك 

أوقفها دياب بسخط : وتصعب عليا ليه هي كانت عارفه اني هشوفها 

اهتزت نظرات دنيا لينظر لها دياب بشك بينما يسألها : انتي مش بتوصلي ليها اللي ببعته 

اومات دنيا سريعا وهي تتهرب من نظرات عيناه المتفحصه : طبعا يا اخويا وبالزياده كمان ...انا مش لست بقولك اديتها كام عبايه من عندي 

زفر دياب بضيق وهتف بها : وتديها قديم ليه انا مش قولتلك هاتي ليهم كسوه جديده 

قالت دنيا بارتباك : حصل يا دياب وجبت لعيالها بس انت عارف الحاجه غاليه والفلوس اللي اديتها ليا خلصت فقولت هي تاخد من عندي المهم عيالها يلبسوا جديد 

انتفخ صدر دياب بالضيق ليقول لها بتوبيخ : ومقولتيش ليا ليه وقتها

قالت بارتباك : اهو اللي حصل ..!

وبعدين فيها ايه لما تلبس من هدومي ...أغتلت ملامحها من اختها لتتابع بسخط :انا ليا صرفه معاها 

هدر دياب بغضب : وبعدها لك يا بت مالك بيها 

التفتت له دنيا وقالت باستنكار : انت اللي مالك بيها وبتدافع عنها ليه ....هي اختي ولا اختك 

نظر لها دياب بدونيه وهتف بها : ماهو عشان اختك كان لازم تكوني انتي اللي قلبك واجعك علي حالها وتعطفي عليها مش تبكتي فيها 

خفضت دنيا عيناها ليتابع دياب بضيق : انا متعودش ارد سائل وربنا قال الاقربون أولي بالمعروف 

 ....رفع اصبعه أمام وجهها وتابع : وانا لولا أني بختشي 

 احرجها كنت بنفسي عملت المعروف من غير ما حد يعرف 

اخرج من جيبه رزمه ماليه وقال لها بتشديد : تاخدي دول وتروحي توصليهم ليها واياك تقولي ليها انك عرفتي مني حاجه ولا تجيبي سيره اللي حصل ...فاهمه 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. انا نفسي دياب يعرف إلى الحربية مراته بتعمله ويطلع عليها كل الغل ده

    ردحذف
  2. اتمنى احسان ودنيا يتفضحوا ونخلص منهم ومن حرقة الدم دي

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !