هتف دياب باستهجان :
بس انت كده بتوقع بينهم يا جدي
قال دياب الكبير وهو يهز كتفه بلا مبالاه : مايقعوا... انا كل اللي يهمني الصالح
هز دياب رأسه باستنكار شديد : صالح مين عشان أنا مبقتش فاهمك ياجدي ...انت كده مش بس بتوقع بين هادي وبين الحاج عبد الباسط و بتذرع بينهم عداوة انت بتولع السوق
قال دياب الكبير بثقه : اسمها بشد السوق اللي بقي ملكنا وكل تاجر من التجار كبيرهم وصغيرهم لازم يعمل لينا فيه حساب ومش جديد علينا عملناها قبل سابق
اوما دياب قائلا : معلوم ياحاج في سوقنا إنما سوق الموالح طول عمرنا احنا والحاج عبدالباسط واخدين نص حصه وهادي وعمه النص التاني
ضحك دياب الكبير وقال بثقه : يعني التلات ارباع السوق بقي بتاعنا ....نظر إلي دياب وتابع كاشفا عن نيته : و من الاخر الربع بتاع عبد الباسط بقي يلزمني
هتف دياب باحتدام : ليه يا حاج هو احنا ناقصين
اوما دياب الكبير قائلا : مش ناقصين بس
كفايه علي عبد الباسط كده ...ضحك وتابع بشماته : عبد الباسط كبر هادي اوي وسنده السنين دي اتاري عشان في الاخر يكون نصيبنا
هز دياب رأسه برفض : انا مش معاك يا جدي
عقد دياب الكبير حاجبيه باستهجان : يعني ايه
قال دياب بجديه بينما أصبحت تصرفات جده تلك الأيام لا يستسيغها : انت علمتني اصول السوق واحنا كده بنشتري عداوة التجار وانت ياما قولت ليا عدوك النهارده حبيبك بكره طول ما انت في السوق وكلامك دلوقتي معاناه عداوة احنا مش محتاجينها
قال دياب الكبير بتبرير : التجار ليهم اللي يورد لهم وانا هورد لهم بس بعد ما عبد الباسط يطلع من سوق الموالح ويبقي السوق بتاعنا وقتها هبقي اعوض التجار
بالطبع عداوة وتنافس قديم لم يمر من دون أن يقيده دياب الكبير في دفاتره وها قد اتي وقت الانتقام لينظر دياب الي جده بعدم رضي قائلا : يعني انت عامل كل ده عشان تخلص حسابك مع الحاج عبد الباسط
اوما دياب الكبير باحتدام : سبق وعملها معانا من سنين لما اكل السوق لوحده
زفر دياب بضيق : كان زمان ياحاج وبرضه معملهاش بطريقتك دي .... ده غير أن هادي مش هيرضيه اللي انت عاوز تعمله في الحاج عبد الباسط
ضحك دياب الكبير بشماته قائلا : وهو هادي لو وقف بيننا وبين عبد الباسط تفتكر هيختار مين ...ده كان حيا الله حماه وانا دلوقتي جد مراته تفتكر هادي هيفتح بوقه
ولا يعترض
نظر دياب الي جده بعدم رضي وهتف بلا تردد :
انت كده خليت البيوت تمشي شغل الرجاله
....احتدت نبرته بينما يتابع باتهام : بعت موافقتك علي الجوازه بالأرض وتاجرت ببنتنا واللي مش هيعرف يفتح بوقه بعد كده احنا مش هادي اللي هيكسر عنينا
رفع رأسه وختم حديثه بقرار نهائي :و انا مش راضي عن اللي بتعمله ياجدي ولا هبقي معاك يوم زياده في الشغل بالطريقه دي
نظر له دياب الكبير بثبات ينافي اهتزازه الداخلي من مغزي كلمات حفيده : هتعمل ايه ؟!
ضرب المكتب بقبضته وتابع بتهديد : دياب اوعي تنسي نفسك وتفتكر انك معلم بصحيح انا اللي عملتك وخليتك كبير بس عشان تقف في ضهري مش عشان تقف قدامي تعارضني !!
نظرت وصال الي هاتف هادي الذي تعالي رنينه لتلمح الاسم المكتوب بجواره كلمه ( حمايا) لتدير عيناها تجاه هادي الذي خرج من الحمام يسألها : مين ياشهد العسل
قالت وصال وهي تهز كتفها : مش عارفه يا حبيبي
اجاب هادي لتتغير ملامحه التي لم تخفي علي وصال بينما كانت رزينه ولم تجعله يعرف مع من يتحدث !
احتقن وجه هادي ودار حول نفسه ليخفض صوته ويتابع مكالمته التي لم يستطيع هواء الشرفه التي وقف بها تهديء من النيران التي تصاعدت برأسه بعد أن عرف بتصرفات دياب الكبير !!
قال هادي بابتسامه متشفيه : بقولك ايه يا عمي ..... خلي الفقير ياكل
سأله نعمان بشك : هتحرق المحصول
اوما هادي بلا تردد : هحرقه بثوابه ياعمي .....غرق السوق
قال نعمان باستفهام : والحاج دياب
قال هادي بتشفي : ربنا يعوض عليه !!
انهي مكالمته مع عمه واتصل مجددا بالحاج عبد الباسط ليسأله بمرح : حاج عبد الباسط انت حجيت السنه دي
: لا ياولدي ملحقتش
: طيب مش عاوز ثواب
قال عبد الباسط بلا تردد : حد يطول
تمهل هادي قبل أن يقول تلك الجمله التي يفهمها التجار : غرق السوق و خسارتك هعوضها انت وعمي نعمان
ابتسم عبد الباسط بينما فهم ما فعله هادي ليقول متنهدا : ياريت كل الخساره فلوس يا ولدي
اخسر فلوس بس اكسب واد زيك ...اصيل وابن اصول
نظرت وصال الي هادي وقالت ببساطه : انت فاكر اني هغير عشان حماك بيتصل بيك
نظر إلي هدوءها بتوجس : يعني متضايقتيش
هزت راسها قائله : لا طبعا ...بدليل اني بسالك في ايه
قال باقتضاب : هو بس بيعتبرني زي ابنه وكان واقع في مشكله بس اتحلت الحمد لله
قالت وصال بفضول : طيب
احكيلي ...انا بحب اسمع مواضيع الشغل بتاعتكم
ابتسمت وصال لتخالف توقعاته بينما ظنها ستغضب :.يعني مهزتش ثقه الراجل فيك وقبلت تخسر فلوس
قال هادي ببساطه مردد نفس كلمات عبد الباسط: ياريت كل الخساره فلوس و ابويا قالي زمان لو حد هيلوي دراعك اقطعها بالرضا وانا راضي اني اكسب رضي الراجل اللي وقف جنبي كتير
قالت وصال لنفسها وهي ترفع حاجبها بينما بفطنه أدركت أن جدها هو من تدور حوله تلك الجوله بينما لم يتخيل هادي أنها ذكيه وبفطنه ربطت الأحداث : و كسبت عداوة جدي يا هادي
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
حلو جدا جدا مش عارفه هاقدر اصبر لما ينزل الفصل الجديد
ردحذف