بساط السعاده الفصل الثامن والعشرون

2

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ابتسمت بهيه لسمر التي فتحت لها الباب وهي تقول : السلام عليكم 

اندهشت سمر ولكنها قالت بترحيب : ست بهيه يا اهلا وسهلا يا خطوه عزيزه ...وعليكم السلام ..اتفضلي 

دخلت بهيه تحمل تلك الأكياس التي جعلها دياب تحضر بها كل ما لذ وطاب لتضعهم جانبا وهي تقول بتهذيب : حاجه بسيطه للعيال 

هزت سمر راسها بابتسامه : كلفتي نفسك يا ست بهيه

هزت بهيه راسها بابتسامه سمحه قائله : متقوليش كده يا ام عبد الله 

جلست بهيه بأول مقعد قابلها لتقول بابتسامه هادئه : متأخذنيش اني جيت كده فجاه بس دياب قالي اطل عليكي وعلي العيال وكمان في كلمتين عاوزاكي فيهم 

قالت سمر بترحيب : متقوليش كده ... البيت بيتك تنوري في أي وقت ...يا الف خطوه عزيزه 

أسرعت تنادي أطفالها بينما تقول بامتنان : تسلمي ويسلم المعلم دياب ...خيره مغرقني 

قالت بهيه بلياقه : خير ربنا يا اختي 

اسرع الاطفال علي نداء والدتهم لتقول لهم سمر : تعالوا سلموا علي خالتكم بهيه 

احتضنت بهيه الاطفال بحنان وقبلت رأسهم قائله : اسمكم ايه بقي يا حبايبي 

قال الاطفال بابتسامه : انا عبد الله ودي تقوي 

قامت سمر وعادت بعد لحظات وهي تحمل طفلها الرضيع تضعه بحضن قائله بابتسامه : وده بقي اخر العنقود عبد الرحمن 

قالت بهيه بحنان وهي تحتضن الصغير : ماشاء الله ربنا يباركلك فيهم 

قامت سمر من مكانها قائله : تشربي ايه يا ست بهيه 

قالت بهيه سريعا وهي تهز راسها : ولا اي حاجه ...تعالي بس اقعدي يا ام عبد الله عشان عاوزاكي في كلمتين 

هزت سمر راسها بإصرار قائله : لا والله ما يحصل....لازم تشربي حاجه وبعدين عنيا ليكي في أي كلام 

قالت بهيه بتهذيب : طيب هشرب شاي معاكي 

عادت بنر بعد قليل تضع الشاي أمام بهيه التي قالت : امال الست فاطمه فين ؟!

قالت سمر بابتسامه : راحت تطل علي خالتي وزمانها راجعه 

اومات بهيه لتشير سمر الي أطفالها أن يعودا للداخل ...ثم نظرت إلي بهيه قائله : خير يا ست بهيه 

قالت بهيه بهدوء : الاول بلاها ست بهيه دي ....هو انا مش زي اختك 

قالت سمر سريعا : يا خبر يا ست بهيه هو انا اطول 

قالت بهيه بتواضع : متقوليش كده يا ام عبد الله 

اومات سمر لتقول : يبقي قولي ليا سمر 

اومات بهيه لتقول بابتسامه : طيب شوفي بقي يا سمر انا جايه واسطه خير ......

استمعت سمر الي حديث بهيه عن العريس المرتقب لتقول بزهد : جواز تاني يا بهيه ....لا يااختي انا جربت حظي وخلاص هعيش اربي العيال ...هزت كتفها وتابعت بأسي : وهو يعني حد هيرضي بيا وانا معايا ٣ عيال 

هزت بهيه راسها وقالت بإقناع :الف مين يرضي بيكي .... انتي لسه صغيرة وحلوة وربنا هيعوضك خير ....دياب بيشكر ليا في المعلم ياسين والراجل شاري ومرحب بعيالك واهو كمان تكسبي ثواب في تربيه عياله وتعيشي مع راجل يعوضك 

غزت الحمره وجه سمر وهي تتخيل حياه كالتي تصفها بهيه مع رجل يعاملها باحترام وتقدير ويحنو عليها وعلي أطفالها لتتنهد بأمل : تفتكري يا بهيه ....زاغت عيناها بالحزن وهي تتابع : ده ابوهم اللي هما من دمه كان مدوقهم المر يبقي الغريب هيحن عليهم ...لا لا يا بهيه انا خلاص زهدت الرجاله 

اومات بهيه بتأكيد : لا ليه .... يا اختي هو عشان راجل طلع قلبه حجر يبقي كل الرجاله كده ...لسه في رجاله جدعه وزي ما قولتلك دياب قاله علي كل ظروفك والراجل مرحب وزي ما هتحني علي عياله اليتامي هيحن علي عيالك 

تابعت بهيه إقناع سمر وتجاذبت كلتاهما الحديث طويلا ليمر الوقت بعدها التفتت سمر حيث فتحت والدتها الباب 

قامت من مكانها واتجهت الي والدتها تقول بتهليل : امه تعالي شوفي مين عندنا 

تفاجات فاطمه بوجود بهيه وبعفويه ظهرت مفاجاتها 

علي ملامحها فهي لا تسمع عن بهيه الا كل سوء من ابنتها 

صافحتها بهيه بود ولكن وجه فاطمه ظل محتفظ بما تسمعه عن خبثها ومكرها من ابنتها ليبدو ترحيبها لها بارد 

بعد قليل قامت بهيه قائله : طيب بالاذن انا وانتي يا سمر شاوري نفسك و شاوري الست فاطمه والحاج وهستني تقولي ليا رايك 

خرجت بهيه لتسألها فاطمه بفضول : كانت جايه ليه ؟!

قالت سمر وهي تشير إلي ما احضرته بهيه : جايبه شويه حاجات للعيال...تنهدت وتابعت : والله الواحد ما بقي عارف يودي جمايل المعلم دياب فين 

نظرت سمر الي والدتها بخجل وتابعت : وكمان يا امه في حاجه كلمتني فيها 

قالت فاطمه بفضول : كلمتك في ايه ؟! 

أخبرتها سمر بخجل لتختم حديثها :  انا قولتلها اني جربت حظي وخلاص بس هي بتقولي أن المعلم ياسين  راجل كويس وكمان هيحن علي عيالي 

بأمل تعلقت عيناها بملامح والدتها لعلها تخبرها برأيها وموافقتها التي بدأت سمر تميل إليها : ها ايه رايك يا امه 

قالت فاطمه بشرود تقلب الحديث الذي سمعته برأسها : غريبه ؟!

قالت سمر باستفهام : ايه الغريب 

قالت فاطمه وهي تنظر إلي ابنتها : يعني لما دياب جايب العريس بهيه جت ليه واختك مقالتش ليه ....لازمن الموضوع فيه إن!!

قالت سمر باستفهام ممزوج بالخزلان من جانب والدتها التي كل ما شغل راسها هو اختها : إن ايه يا امه 

قالت فاطمه بانفعال : ماهو انا بقولك اهو ...ليه بهيه واختك لا اللي يقولوا 

هزت سمر راسها قائله : معرفش يا امه اهي الست جت واسطه خير 

قالت فاطمه باحتدام : خير ليكي يعني اختك أولي اللي تجيبه مش ضرتها 

غص حلق سمر وقالت بكمد : اختي !!

اختي استكترت علي عيالي هدمه جديده يفرحوا بيها ... خليني ساكته يا أمه وبلاش اقولك اني شوفت من الغريبه حنيه مشوفتهاش من اختي 

قامت من مكانها واتجهت الي حيث الأكياس التي احضرتها بهيه لتفتحها قائله : شوفي جايبه ايه للعيال 

نظرت إلي الالعاب والحلوي والمأكولات والملابس 

لتقول فاطمه بعيون لامعه : بهيه جابت كل ده 

: أيوة يا امه مش بقولك طيبه وعملت اللي اختي مهانش عليها تعمله وولعت فيها النار عشان جوزها عطف علي عيالي إنما الغريبه بكل طيبه جايه ومحمله 

تنهدت سمر وتابعت بعزه نفس : والله يا امه ماهو عشان الحاجه اللي الست جابتها ...انا بس بقولك اللي حسيته من بهيه 

الست بتكلمني وتنصحني زي ما اكون اختها 

تنهدت فاطمه وقالت بإقرار : كلامك صح يا بتي ... بهيه باينها طلعت طيبه غير ما كانت اختك بتقول 

نظرت لها سمر واكدت : اللي يقول يقول يا امه وعلي رأي المثل...تعرف فلان اعرفه ...عاشرته لا ..يبقي متعرفهوش

اومات فاطمه قائله : أيوة يا بتي بس برضه تفتكري ليه دياب مبعتش اختك 

هتفت سمر بنفاذ صبر بينما كل ما تسعي خلفه والدتها هو اختها وليس هي : اساليها يا امه 

قالت فاطمه : معلوم هسألها واهو برضه ناخد رأيها في الجوازه دي وكمان نقول لابوكي 

اومات سمر وقالت بخزلان  : اللي تشوفيه يا امه 

.......

....

نظرت صديقه بدهشه الي دنيا التي طرقت الباب للمره الثانيه تسأله عن احسان 

: يوه يا بت ما انا قولتلك احسان مش هنا 

اومات دنيا وقالت بخبث : وقولتي أنها عند الست حميده واهو انا لسه راجعه من هناك ...اصلا هتكون ازاي هناك ؟! 

ازدادت نظراتها مكرا وهي تتابع : هو مش هادي طلقها ..هتبقي في بيته ازاي 

احتقن وجه صديقه وزاغت عيناها للحظه قبل أن تسيطر علي ملامحها وتهتف بدنيا : وانا قولتلك أنها في بيته ...انا قولت انها راحت تزور الست حميده ولا هتقوليني اللي مقلتهوش !!

ازداد شتات تفكير دنيا لتتابع صديقه ببرود : احسان راحت عند عمتها في كفر الدوار...لما تيجي هبقي اقولها انك سألتي عنها !!

أغلقت صديقه الباب وتمهلت قليلا قبل أن تفتحه مجددا وتطمأن أن دنيا غادرت في سبيلها لتنظر الي ابنتها وتهتف بها : مالها ومالك البت دي بتسأل عنك ليه ؟!

قالت احسان بتفكير : معرفش يا امه بس ايا أن يكون السبب كويس انك قولتي ليها كده ..... ماهي مش قلبها عليا ولا جايه تزوني ...دي جايه لحاجه معينه ولغايه ما اعرف الحاجه دي احسن انك مشتيها 

زفرت صديقه بضيق : انا معدتش فاهمه حاجه ....يا بت فطميني في ايه ....مخبيه ايه عني 

قالت احسان وهي تتناول طرحتها وتضعها حول راسها : مفيش حاجه يا امه ...يلا انا هرجع البيت احسن الست حميده تستعوقني !

........

زمت دنيا شفتيها بينما عادت خاليه الوفاض والادهي أنها لا تفهم شيء ...لا سبب ارسال دياب الكبير لها الي احسان ولا سبب تصرف صديقه والده احسان معها وكأنها لا ترحب بوجودها ...! 

لتعود وطوال الطريق وهي تسأل نفسها ماذا يريد دياب الكبير من سؤاله عن احسان ...!

..........

....

تمطأ هادي بكسل بينما جلس في الفراش الوثير يشاهد التلفاز في انتظار وصال التي مكثت تصفف شعرها بعد الاستحمام ...!


فركت نشوي يديها بينما دب القلق في قلبها من سؤال دنيا عن احسان وسرعان ما كانت تتصل بأخيها 

: أيوة يا اخويا 

اجاب هادي الذي جلس بانتظار وصال : عامله ايه يا نشوي 

قالت نشوي سريعا : بخير يا هادي بس كان في حاجه عاوزة اقولك عليها 

انتبهت كل حواس هادي حينما أخبرته أخته بسؤال دنيا عن احسان : سالت عنها ليه ؟!

قالت نشوي بعدم فهم : معرفش ...ال جايه تزوها بس انا حسيت أن في ان وعشان كده قولت اكلمك 

تمهلت لحظه قبل أن تسأل هادي الذي تعكرت ملامحه وهاد القلق يدب في أوصاله بينما انسته سعادته برفقتها هذا السر الذي يخفيه عنها 

: هو انت ياخويا مقولتش لوصال ؟! 

نظر هادي الي باب الحمام حيث تعالي صوت مجفف الشعر من داخله ليخفض صوته الي الهمس وهو يزمجر بأخته :  اقولها ايه بس يا نشوي ؟! 

انفلت السؤال من شفاه نشوي : هتقولها أمتي يا اخويا ....؟! 

هتف هادي بحنق مسوفا : لسه مش عارف 

قالت نشوي بإصرار : انت لازم تقولها ياهادي ... قلبي بيقولي مجيه دنيا وراها إن.... وانت عارف كلام النسوان خليها تيجي منك انت لما تقولها احسن 

امتليء صدره بالضيق ليهتف بأخته : طيب يا نشوي خلاص بقي ..... المهم عينك علي البت احسان واياك تطلع 

افلتت الكلمات من شفاه نشوي : بس ده ابوها تعبان وراحت تطل عليه 

احتقن وجهه بالغضب هاتفا : انا مش قولت متطلعش برا البيت 

هتفت نشوي سريعا : طلعت بعلم امي 

هتف بحزم : طيب متطلعش من البيت تاني .....زفر بسخط وتابع : عينك عليها يا نشوي 

الله اعلم هتروح تعمل الاسحار اللي بتعملها تاني ولا ايه 

قالت نشوي بتأكيد : متقلقش يا هادي 

شدد هادي علي أخته مزمجرا من بين أسنانه : لو البت دي طلعت من البيت تاني تقولي ل.....ماتت اخر كلماته علي شفتيه بينما اتسعت عيناه حينما وقعت علي وصال واقفه أمامه لتتحرك دقات قلبه وفورا يتساءل ماذا سمعت وهو يغلق الهاتف !!

........

نظر دياب الكبير بسخط الي دنيا بينما تقول : 

زي ما بقولك يا حاج ما اخدتش عقاد نافع 

لاهي في بين أهلها ولا عند الست حميده 

ضيق دياب الكبير عيناه هاتفا : امال راحت في أي داهيه 

قالت دنيا وهي تهز كتفها :امها لما رجعت ليها قالت إنها عند عمتها في كفر الدوار ومعرفتش اوصل لها 

زفر دياب بضيق وضرب طرف مكتبه هاتفا : وانا كنت باعتك عشان تقولي ليا الكلمتين دول 

قالت دنيا بضعف زائف : يوه يا حاج وانا عملت ايه عشان تزعق ليا 

نظر لهاياب الكبير نظره مرعبه هاتفا : اخفي من وشي 

......

خرجت دنيا لتكاد تصطدم بمهجه التي كانت تدخل لأبيها بالشاي : في ايه يا بت ...ابويا بيزعق ليه ؟! 

هتفت دنيا وهي تلوح بيدها : انا عارفه 

نظرت لها مهجه باستفهام قائله : كنتي فين ورجعتي جري علي مكتب ابويا  ؟! ومن امتي بتطلعي وانا معرفش 

قالت دنيا بتهرب : روحت اطل علي امي 

نظرت لها مهجه بعدم ارتياح لتلتفت دنيا حيث دخلت بهيه من الباب وسرعان ما كانت تتملص من مهجه هاتفه : ماهو ابله بهيه كانت برا ولا سألتيها كانت فين ولا مفيش غيري في البيت 

أسرعت الي غرفتها تتهرب من اسئله مهجه التي هتفت بوعيد : ماشي يا دنيا مسيري اعرف ابويا عاوزك في ايه !

.......

.....

ابتلع هادي ببطء وزاغت عيناه بينما حاول أن يرسم ابتسامه مزيفه علي شفتيه وهو يسأل وصال : خلصتي يا شهد العسل 

اومات وصال التي لم تخفي الدهشه عن ملامحها وهي تسأله : مين البنت اللي بتتكلم عنها 

دقات قلبه هدرت بجنون بين جنبات صدره وقال بتعلثم بينما عمل عقله كالطاحونه يبحث عن كذبه كسيل كذبه عليها والذي لن يتوقف طالما كذبه تجر الأخري : بنت ايه ؟!

هزت وصال كتفها وقالت بعفويه : معرفش ...أشارت 

الي الهاتف الذي اغلقه فور رؤيتها وتابعت : انت كنت حالا بتتكلم في التليفون وبتقول لو خرجت لازم تعرف 

حمحم هادي وقال وهو يحاول أن يرسم الثبات بنظراته : اااه قصدك علي دي ....تحرك صدره بانفاست صعودا وهبوطا وهو يقول بثبات ينافي دقات قلبه المتعثره : دي نشوي اختي كانت بتكلمني وبتشكي ليا اخت جوزها أنها طلعت من البيت من غير ماتقولها ومكانتش عاوزه تشكي لزين جوزها فقولت أتدخل انا !

موضوع كبير لا يعرف كيف صاغه بتلك الحبكه لينظر الي وصال التي للمره التي لاتعرف عددها تشعر بشيء ما ولا تستطيع إثباته أو صياغته لتهز راسها ولم تنكر فضولها: طيب وانت لما تعرف هتعمل ايه ؟!

ابتلع هادي قائله بارتباك : هعمل ايه في ايه ؟!

قالت وصال بعدم فهم لارتباكه الواضح : مع اخت جوز نشوي ...يعني قصدي ايه علاقتك بيها وهتتدخل بصفتك ايه 

قال هادي سريعا : اااه ... رسم ضحكه وتابع : انتي مخك راح فين يا شهد العسل ...دي عيله صغيره كنت هزعق لها واقولها متطلعش تلعب مع العيال الا لما تقول لامها أو نشوي

تاهت منه حرفيا ....نعم بارع وماكر في تضليلها لتجد وصال نفسها بلا كلمات إلا أنها هزت كتفها 

وهاهو ذلك المخادع سرعان ما يحول انتباهها الي شيء أخر بينما يمد يداه الي شعرها ويقول بغزل : بس ايه الحلاوة دي يا شهد العسل 

نعم تجاوبت مع غزله بكامل حواسها ولكن هناك جزء صغير جدا في وعيها بقي يلمع بضجيج خافت بأن هناك شيء ما يخفيه عنها ..!..

.......

...

ضيقت دنيا عيناها وهتفت بوالدتها بفزع وهي تعب واقفه وكأن لدغتها حيه : عريس !! 

انتي بتقولي ايه يا امه ؟! 

قالت فاطمه لدهشه من رد فعل ابنتها : لهو 

انتي متعرفيش ؟!...ازاي وجوزك اللي باعت بهيه 

هتفت دنيا بها بانفعال : بقولك معرفش ....نظرت إلي والدتها وتابعت بفضول قاتل : لا من الاول احكيلي يا امه 

قالت فاطمه وهي تهز راسها : ما انا قولتلك يا بت  

هزت دنيا راسها قائله : لا يا امه احكي تاني ومن الاول ...نظرت لها بغضب وتابعت :  بهيه السوسه جت وطبعا هي والست سمر اتلموا عليا 

قالت فاطمه بدهشه : ليه بس بتقولي كده هي اختك هتعمل كده 

هتفت دنيا بسخط : 

باينه وهو ايه اللي لم الشامي علي المغربي ...اختي وضرتي 

قالت فاطمه بشتات : اهو اللي حصل بقي المهم ايه رايك في الجوازه 

هتفت دنيا بغيره واضحه : 

وهي ليها نفس تتجوز مش كفايه خيبتها 

قالت فاطمه بتوبيخ : يابت كفايه كلام وحش عن اختك 

هتفت بها دنيا بغضب : عاوزاني اقول ايه جوزاه ايه اللي جايه تاخدي رأيي فيها   .....نظرت إلي والدتها واستبد الحقد والغيره من قلبها لتتابع :بقي معلم كبير هيرضي ببتك المطلقه وكمان بعيالها .....زمت شفتيها بحقد وتابعت :   دياب باين استتقل حملها وطمعها فيه وقال يخلص منها 

قالت فاطمه باستنكار : برضه المعلم دياب هيعمل كده ؟!

قالت دنيا بحقد : وابو كده اساليني انا.... ده بخيل والقرش مش بيطلع منه إلا بطلوع الروح 

وبهيه سوسه قالت تخلص منها عشان زي ما بقولك بتحب تكوش علي كل حاجه ....نظرت إلي والدتها وتابعت بخبث : بقولك ايه يا امه سيبك من الجوازه دي 

قالت فاطمه بتأثر وشك :  ليه يا بتي ماهو راجل ومرحب يشيل حملها 

هتفت بها دنيا بغل : وهو الفلوس اللي بديها لها مش كفايه ...خليها تبطل طمع 

قالت فاطمه بتوبيخ : اختك غلبانه ومش طماعه 

افلتت الكلمات الحقوده من شفاه دنيا :  

اختي سوسه 

هتفت بها فاطمه بتوبيخ : بزياده يا بت كلام عن اختك 

حكت دنيا عنقها وحاولت أن تتحكم في ملامحها بينما تقول لوالدتها تسايرها : يا امه وانا قولت ايه ...انا خايفه عليها 

أمسكت يد والدتها وتابعت في محاوله منها لاثناء والدتها عن تلك الزيجه التي لا تتمني بها الخير لأختها : بقولك ايه يا امه ...كلميها تسيبها من الجوزاه دي وانا ليها عليا كل شهر ابعت مصروف ليها ولعيالها !

......

....

التفتت احسان التي عادت للتو من منزل ابيها تجاه نشوي التي نادتها بغضب لأول مره : 

بت يا احسان انتي يا بت 

نظرت لها احسان باستفهام : نعم يا شوشو 

هتفت بها نشوي بعصبيه نابعه من توترها وخوفها علي أخيها : ايه حكايه دنيا 

هزت احسان كتفها بعدم فهم مزيف : دنيا مين ؟!

أمسكت نشوي بذراعها ولاول مره تتطاول عليها : انتي هتلفي وتدوري عليا يا بت 

ابتلعت احسان وأخبرت نشوي لتختم حديثها : زي ما قولتلك سالت عليا وانا خليت امي متريحهاش 

زمجرت مشوي بها بشك :  ومين قالها انك هنا مش هادي   منبه عليكي متفتحيش بوقك بكلمه 

قالت احسان بدفاع عن نفسها : مقولتش حاجه 

قالت نشوي بعصبيه : امال البت دنيا جت تسال عنك ليه وقالت إن امك قالت انك هنا 

قالت احسان باستنكار : بقي بتصدقي البت دي وتكدبيني 

هتفت نشوي بسخط : اهو انتوا الاتنين زي بعض ولا ناسيه اللي عملتيه ومرواحك للدجاله وسرقتك لأمي 

اهتزت نظرات احسان التي استشعرت الخطر من نشوي لأول مره بينما أن سمعت حميده مجددا هذا الحديث ستنقلب ضدها ...لم تمهلها نشوي الفرصه للرد لتهتف بها بوعيد :  

اسمعي يابت انتي .....انتي طول عمرك ما شوفتي مني الا الخير.... بس لو جيتي ناحيته اخويا مش هسكت ليكي وبدل ما كنت بدافع عنك انا اللي هقف ليكي وهيكون اخر يوم ليكي هنا 

رفعت اصبعها أمام وجهها وتابعت : ومن دلوقتي ولغايه ما هادي يرجع انا هنا وعنيا عليكي واياك تطلعي برا البيت 

رأت احسان قيد سيلتف حولها ولكن قبل أن يلتف حولها ويقيدها قررت التخلص منه ليعمل عقلها بخبث شديد وسرعان ما تهتف بصوت عالي بنشوي : هو في ايه انتي بتبيعي وتشتري فيا ليه .....لا 

انا معدتش اسكت علي كده 

نظرت لها نشوي بتحدي هاتفه : هتعملي ايه 

نظرت احسان بطرف عيناها تجاه حميده التي جاءت علي تلك الأصوات والاستفهام يعلو ملامحها : في ايه ؟!

قبل  أن تقول نشوي شيء كانت احسان تصرخ بانهيار مزيف : وانا اقدر اعمل حاجه ...انتي اللي تقدري تعملي فيا اكتر من كده .....نظرت نشوي لها لتنفجر احسان بانهيار وضعف : لا بكفايه ذل فيا ولو علي العيل الي رابطني بيكم خلاص 

اتسعت عيون حميده بصدمه بينما ركضت احسان الي الاعلي صارخه وهي تلقي بتهديدها الذي ماثل القنبله : انا هسقط نفسي وراجع بيت اهلي واخلص من الذل ده يا نشوي !! 

اتسعت عيون حميده بصدمه كما حال نشوي التي ركضت خلفها تناديها : احسان ....

أسرعت احسان تغلق الباب بالمفتاح خلفها 

طرقت حميده علي الباب هاتفه :  افتحي يابت واياك تعملي كده والله ما هرحمك 

هتفت احسان من خلف الباب : هعمل يا امه عشان نشوي ترتاح

هتفت حميده بابنتها صارخه : عملتي ليها ايه يابت 

قالت نشوي بدفاع عن نفسها : وانا مالي ياامه انا بنفذ

كلام هادي 

وكزتها حميده بغل:  هادي ....هادي اللي بيرمح ورا بت مهجه وسايب ام ابنه 

عادت تطرق علي الباب بلهفه : افتحي يا احسان ....

يابت افتحي واياك تقربي من العيل 

رقصت احسان بابتسامه شامته بينما تستمع الي اللهفه بنيره حميده لتقول ببكاء مزيف :  خليني اخلصهم مني واخلص يا امه وهو ربنا يهنيه بعروسته ... انا ايه جابرني علي الذل ده 

هتفت حميده باستماته وهي تطرق علي الباب : يابت افتحي بقولك 

نظرت إلي ابنتها وتابعت بتوبيخ : عاجبك كده 

حاولت نشوي أن تدافع عن نفسها : يا امي وانا عملت ايه....انا بقولها ....اخرستها حميده بسخط : اخرسي ولا تقولي ولا تعيدي 

عادت تطرق علي الباب تنادي : افتحي يا احسان لامك حميده 

تباطأت احسان وهي تفتح الباب بعد أن زيفت دموعها 

لتقول بانكسار زائف :  نعم يا امه 

نظرت حميده الي بطنها بلهفه ودارت حولها تطمأن علي حفيدها ثم نظرت إلي احسان وهتفت بها بعتاب لاذع :  بقي كده عاوزه تموتي حفيدي 

قالت احسان بيأس زائف :  وانا اعمل ايه يا امه ماهو انتي شايفه بيعملوا فيا ايه إذا كان هادي ولو نشوي وكأني عبده عندهم ولا حد حاسس بالنار اللي جوايا وجوزي متجوز غيري 

زادت من جرعه ضعفها تتلاعب علي اوتار قلب حميده : انا كنت عملت ايه بس ما انا عايشه تحت رجليكم 

يكون جزاتي تقولي هتطردني برا 

التفتت حميده بسخط الي ابنتها وهتفت باستهجان : تطردك !!

حاولت نشوي أن تدافع عن نفسها : يا امي اسمعيني 

هزت حميده راسها وهتفت بسخط :  

مسمعتش انا سمعت بما فيه الكفايه ....

رفعت اصبعها أمام ابنتها وتابعت بوعيد :  ومن هنا ورايح البيت ده بيت الواد اللي احسان حامل فيه ومحدش هيزعلها بكلمه 

اتسعت عيون نشوي بينما تابعت حميده : واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل 

اتسعت عيون نشوي بصدمه : بتطرديني يا امه 

اشاحت حميده بوجهها :  كلامي واضح 

قالت نشوي باستنكار : كلامك معناته أن ده معادتش بيت اخويا 

هتفت حميده بسخط : اخوكي يا اختي بيته مع الغندوره  وده بيت  ابنه وام ابنه !!

.........

....

اتجهت دنيا تجاه بهيه وهي تقول بخبث :  

عامله ايه يا ابله بهيه 

قالت بهيه بينما تتابع تقطيع الخضروات : بخير  ....خير ! 

قالت دنيا بخبث ؛ بلاش اطمن عليكي يا ابله بهيه 

زمت شفتيها وتابعت بمكر : 

لما انتي رايحه لامي مقولتيش ليه 

قالت بهيه ببرود : واقولك ليه 

قالت دنيا بسخط : عشان دي امي مثلا 

قالت بهيه ببرود وهي تقلب الطعام علي الموقد :  

رايحه في موضوع ميخصكيش 

رفعت دنيا حاجبها بسخط : ميخصنيش 

اومات بهيه وهتفت بدنيا : اه وسيبيني اخلص اللي ورايا 

وروحي شوفي عيالك ! 

خرجت دنيا من المطبخ بسخط واتجهت سريعا تجاه دياب  الذي رفع عيناه ناحيتها حينما فتحت باب الغرفه ودخلت كالبركان : انت ازاي تبعت بهيه لأختي وانا لا وازاي تقولها موضوع العريس وانا زي الاطرش في الزفه 

قام دياب من مكانه واتجه ليقف امامها مزمجرا بغضب :  

وانتي يخصك ايه ولا من أمتي بتراجعيني ولا تتحدثي معايا كده ...غوري من وشي ! 


.....

...

نظر هادي الي حيث نظرات وصال التي اختطفها ذلك الصغير الجالس في مقعد مخصص للأطفال علي الطاوله المقابله لطاولتهم وهم يتناولون الإفطار برفقه والدته 

قال هادي بابتسامه تشبه ابتسامه وصال التي بقيت تتطلع الي الصغير بنظرات حنونه :  حلو اوي يا شهد العسل يلا اتجدعني وهاتي ليا واد شبهه 

ابتسمت وصال بحزن وادارت عيناها ناحيه هادي قائله : أن شاء الله 

عقد هادي حاجبيه بدهشه من نبره الحزن بصوتها بينما تلاعبت الظنون برأسه أنها بدأت تشك به ليقول برفق : مالك يا شهد العسل ....شاكسها وتابع : ايه يا شهد العسل مش عاوزة تجيبي ليا واد حلو شبهه 

قالت وصال بابتسامه باهته : لا طبعا ...يارب 

نظرت إلي الطفل وتابعت :  حلو وملاك 

تنهدت وتابعت بتأثر :  ربنا قادر يشفيه 

نظر لها بجبين مقطب : يشفيه !!

اومات وصال ليقول هادي وهو ينظر للطفل : الواد الله اكبر زي الفل قدامك 

هزت راسها وقالت :  لا ده مريض يا هادي ...عنده متلازمه داون 

لم يفهم هادي لتشرح له وصال : ده خلل جيني بيأخر نمو الأطفال 

ازدادت عقده جبين هادي الذي التفت الي الطفل بينما اخذ يحرك رأسه بوتيره معينه عيون وصال الخبيره سرعان ما فسرتها من اول نظره 

: شايف حركته ونظراته 

فهم هادي بينما بدأ يفسر ما تقوله وصال ليتنهد قائلا بتأثر : ربنا يشفيه وجعتي قلبي 

وافقته وصال قائله : وانا قلبي بيوجعني اوي علي كل الاطفال 

قال هادي بتأثر : مالوش علاج المرض ده 

هزت راسها قائله : للاسف لا ...علاجات مساعده ولكن طبعا مش بالشفا 

اخذت تتحدث معه ليسألها بفضول :  وبيجي من ايه 

قالت وصال بشرح : حاجات وراثيه 

قال هادي متنهدا : ربنا يكفينا الشر 

تنهدت وصال وقالت بحنين تناغم مع رؤيتها لهذا الطفل : شغلي وحشني اوي يا هادي 

تغيرت نظراته لتتابع بتأثر :  كنت حاسه ان ليا رساله ودور وانا بكون سبب في علاج الاطفال ...

انا نفسي ارجع اشتغل تاني 

قال هادي بهروب وهو يحاول مغايره الموضوع :  شكلك زهقتي مني 

هزت راسها وقالت بابتسامه : ليه بتقول كده يا حبيبي. 

قال هادي بمراوغه : اهو قولتي شغلي وحشني وكأنك  زهقتي من شهر العسل 

هزت راسها قائله : لا طبعا أنا بس لما شوفت حاله الولد حنيت لشغلي 

قال هادي بتسويف : هتشتغلي كله بأوانه 

ابتسم لها وتابع : وبعدين ماهو انا اهو ياشهد العسل سايب شغلي ومصالحي عشان ابقي معاكي 

ربت علي كتفها وتابع : ها بقي ناويه نروح فين تاني 

قالت وصال بحماس : في رحله سفاري الاوتيل عاملها بليل انا نفسي اوي اروح 

اوما لها قائلا دون جدال  : وماله زي ما تحبي 

..........

....


عقدت وصال حاجبيها وتلفتت حولها وهي تسير وهادي ممسك بيدها وسط تلك الرمال التي يتجاوزها دون أن ينظر خلفه لتنظر وصال الي الاضواء اللامعه لتلك النيران التي جلس حولها الفوج والتي ابتعدوا عنها كثيرا حتي بدأت تتلاشى لتقول وصال بتوجس : هادي حبيبي احنا احنا بعدنا اوي عن الفوج ...هنتوه كده 

ضحك هادي وهو يتابع طريقه بينما يقول بلا مبالاه وثقه : نتوه ... !! ياقلب هادي أنا بدخل واطلع من غيطان القصب هتوه في شويه رمله 

نظرت وصال له بثقه فيه ولكن التوجس مازال بنظراتها لتقول : شويه رمله ايه بس ...احنا في الصحراء ..

توقفت مكانها وضيقت عيناها ناظره إليه : هادي انت هتخطفني وتقتلني وتقطعني !!

رفع هادي حاجبه وضحك قائلا : وايه كمان يا شهد العسل 

تلاعبت النظرات الماكره بعيناه بينما يقترب منها ببطء ونبرته تقطر خبثا وهو يقول بينما تطوق يداه خصرها : هو انا هخطفك ...قرب وجهه من وجهها أكثر وتابع بهمس جريء بجوار أذنها : وهقطعك ..!

انتهت كلماته بجانب شفتيها التي التهمها بشفتيه بقبله عاصفه ....!

ضحكت وصال ودفنت وجهها بصدره الذي تعالت به دقات قلبه لتهمس بأنفاس لاهثه : انت مجنون 

ضحك هادي وضمها إليه أكثر بينما يهز رأسه متنهدا بسعاده : مجنون بيكي ....اشار الي السماء فوقهم والتي انارتها النجوم بمنظر بديع يخلب العقل وتابع بحب : ليله تحت السما والنجوم 

اومات وصال وهي مازالت تضع راسها علي صدره ليشاكسها بمرح : هي دي السفاري مش تقولي ليا اقعد حوالين النار !

.............

....

سعاده لاتصفها كلمات كل يوم وساعه ودقيقه تعيشها وصال برفقه هادي الذي لا يتواني عن اسعادها....

نظر هادي تجاهها بينما سارت ناحيته ببطء وهي تنظر له برجاء وها قد بدء يرفض لها طلب 

اشار لها بهز رأسه لتتابع سيرها ناحيته وتجلس علي ساقه وفقط تسدد له نظراتها الراجيه وهي تحيط عنقه بذراعيها ...اول مره تقولي لا !

قال هادي بشرح : مقولتش لا ... 

قالت وصال بدلال : قولت مش عاوز تتصور 

قال هادي وهو يرفع حاجبه : أيوة يا وصال ...انا عيل صغير هتصور وانا ماسك ورد 

ضحكت وصال وهزت راسها : مش شرط يا هادي ...انا بس بوريك شكل ال photo section  اللي نفسي نعمل زيها ويكون عندنا ذكريات 

مالت عليه وتابعت بدلال : بليز يا هادي خلينا نتصور شويه صور ...

عقدت ذراعيها حول صدرها وقالت بشفاه ملتويه كالاطفال : مش كفايه اننا متصورناش في الفرح 

مررت يدها علي وجهه وتابعت : ليه بس رافض 

نظر هادي الي وصال التي تابعت تمرير أطراف أناملها برقه علي جانب وجهه بينما برقه زائده ودلال خدر حواسه : عشان خاطري يا هادي ... هزت كتفها بدلال وتابعت : امال فين بقي كلامك بتاع طلباتك اوامر والفانوس السحري وشبيك لبيك ....اهو لما طلبت حاجه مش عاوز تعملها ليا 

قال هادي بعتاب محبب بينما يمرر يداه علي ظهرها برقه : انا برضه بتاع كلام ياشهد العسل 

اومات له ولوت شفتيها كالاطفال : أيوة ...بتاع كلام عشان مش عاوز توافق ياهادي 

قال هادي وهو يهز رأسه راسم الجديه : اوافق علي ايه بس يانن عين هادي .... عاوزاني اعمل زي عيال اليومين دول وأتصور الصور دي 

هزت وصال راسها وقالت بينما تمرر يدها علي جانب عنقه برقه : مقولتش كده ....احنا هنعمل photo section اه بس تكون لايقه علينا 

نظر لها باستفهام : يعني ايه ؟!

قالت وهي تحيط عنقه بذراعيها : يعني تسيب نفسك ليا وهتشوف النتيجه 

تلاعبت النظرات الخبيثه بعيناه بينما تابعت يداه حركتها علي ظهرها بجرأه وهو يقول : طيب ما تسيبي انتي نفسك ليا وتشوفي 

وكزته وصال في كتفه وقامت من فوق ساقه توليه ظهرها ليقول وهو يقوم خلفها : طيب خلاص خلاص بلاش تتقمصي زي العيال ....موافق 

التفتت له بعيون تتقد حماس : بتتكلم جد 

اوما لها وهو يهز كتفه بقله حيله : وانا اقدر ارفضلك طلب 

اتسعت ابتسامتها كما حال ابتسامته التي توسطتت ملامحه وهو يري تلك الصور التي ارتدي بها جلبابه وعباءته ووقف باستقامه وهي جلست أمامه تضع ساق فوق الأخري وتنظر له بحب وآخري سواها علي طراز قديم أحبت وصال به أن تلتقط تلك الصور 

..........

......

نظرت حميده الي احسان التي تركتها تتدلل كل الايام الماضيه علي غير العاده ولكن ها قد اتي أوان وقفتها لها 

لتسألها : رايحه فين ؟!

قالت احسان وهي تعقد طرحتها حول وجهها بينما تصدر اساورها الذهبيه صوت رنين أطرب إذن احسان التي بدأت تستعيد كل ما فقدته وهاهي حميده اهدتها تلك الاساور تراضيها بهم ولكن ليس عليها ام تأمن حميده كثيرا 

: رايحه اطل علي ابويا 

هتفت حميده بسخط : وهو موال ابوكي ده مش هيخلص ادي ليكي شهر رايحه جايه ...بزياده تنطيط واقعدي عشان اللي في بطنك 

بالرغم من احتقان وجه احسان إلا أنها هزت راسها بطاعه قائله : حاضر يا امه 

ابتسمت حميده لها بزيف وسرعان ما تخلت عن ابتسامتها ما أن صعدت أحسان لغرفتها ليعود الغل يمليء ملامحها وهي تهتف : شهر غايب يا هادي !!

........

.........

يراضيها ولا يرفض لها طلب وهاهو شهر مضي عليهم من هنا لهناك كلما طلبت منه الذهاب لمكان يأخذها إليه حتي كاد ينسي كل شيء سوي السعاده التي يجدها بقربهم ولكن طال ابتعاده عن عمله وهناك الكثير من المسؤوليات خلفه لينظر إليها بينما تدللت وهي تطلب منه هذا الطلب ليقول برفق : حاضر يا شهد العسل بس مش اليومين دول 

نظرت له وصال برفض : ليه يا هادي ...انا نفسي جدا نروح سوا الاقصر وأسوان

قال هادي برجاء : بس انا عندي شغل كتير ولازم نرجع 

اشوف اللي ورايا 

عقدت وصال ذراعيها حول صدرها : انت قولت هتنفذ ليا اي طلب

قال هادي بعتاب لطيف وهو يجلسها فوق ساقه : وهو انا اتأخرت عن أي طلب طلبتيه ...انا بقي المره دي اللي بطلب منك يا شهد العسل ارجع اشوف شغلي 

اشاحت بوجهها عنه قائله   : هو يعني الشغل هيطير ....خلاص يا هادي براحتك 

تنهد ومرر يداه برفق علي كتفها :  يعني هتتقمصي مني 

هزت راسها قائله بوجه مقطب: لا خلاص ولو عاوز نرجع النهارده يلا 

هز رأسه وقال برفق : مقولتش كده ...انا قولت نكمل الاسبوع ونرجع الخميس اخر النهار 

واهو عشان متزعليش 

..........

....

سعل عليوة بينما ينفخ دخان سيجارته وهو ينادي زوجته بصوته الخشن : هي البت احسان بقالها كام يوم مش بتيجي ليه 

قالت صديقه وهي تهز كتفها : معرفش يا اخويا 

هتف بها بنبره أمره : روحي لها وهاتي منها قرشين انا مش معايا حتي حق الدخان 

اومات زوجته دون جدال لتذهب الي احسان التي هتفت بها : هو مش بيشبع ....ايه لحق يخلص كل الفلوس اللي ادتهاله 

قالت صديقه برجاء : اوعي تقولي كده قدامه ...انا ما صدقت أنه يبطل يمد أيده عليكي ولا عاوزاه تاني يعملها 

هتفت احسان بغل : طيب يبقي يفكر يعملها وانا اخلي حميده تقطع أيده 

نظرت صديقه الي يد ابنتها التي تزينب بالاساور الذهبيه : ماشاء الله....جبتي دهب تاني يا سونه 

قالت احسان وهي تسحب يدها من يد والدتها : اه حميده جابتهم ليا ....تنهدت وتابعت بحقد : بس يجوا ايه دول في دهبي اللي اخده مني هادي ومرجعهوش 

قالت صديقه برفق : مسيره يرجعه ليكي لما تجيبي له العيل 

زفرت احسان بغل لتقوم من مكانها وتخرج من أحدي الإدراج ورقه ماليه بمائه جنيه : خدي دي اديها لابويا 

قالت صديقه باستنكار : وهو ابوكي هيرضي بدي بس 

قالت احسان بسخط : وانا اعمل له ايه ...واجيب منين !!

.......


...

قال عليوة بسخط : بقي هي قالت كده 

قالت صديقه برفق تدافع عن ابنتها : قصدها يعني أن الست حميده مقرطه أيدها عليها ...خد بس دي وكلها كام يوم وهتبعت ليك فلوس غيرها 

اخذها عليوة بغلظه من يدها وهتف بوعيد : لما نشوف !

......

.  ...

نظر هادي الي وصال برفض واضح لم يثني وصال عن طلبها : انت قولت عاوز ترجع اخر الاسبوع ولسه قدامنا يومين فيها ايه لما نروح المستشفي اشوف موضوع وقفي عن شغلي 

حمحم هادي وحاول أن يهديء من نبره صوته : فيها يا وصال ...ايه طلعها في دماغك فجاه 

قالت وصال وهي تهز كتفها : مش فجاه انا بقالي كتير عاوزة اعمل المشوار ده واهو فرصه قبل ما نرجع وتتشغل 

قال هادي بتهرب وهو يوليها ظهره : حاضر يا وصال بس مش وقته 

هتفت وصال بإصرار : وقته يا هادي ...انا مش شايفه سبب انك ترفض ...كده كده قدامنا يومين قبل ما نرجع 

هتف بامتعاض : يومين بدل ما نقضيهم سوا تقولي ليا المستشفي 

قالت وصال وهي تتجه لتقف أمامه : ما احنا مع بعض اهو يا حبيبي ...عشان خاطري يا هادي ..!

.........

......

طرق هادي بأنامله علي المقود بينما يحاول إخفاء ضيقه من موافقتها ولكن ماذا يفعل في حكم قلبه الذي رفض أن يحزنها وهاهم في طريقهم الي حيث أرادات ...

التفت لها بينما تقتله بنظراتها الراجيه والتي لا يستطيع الرفض امامها : عشان خاطري يا هادي ....بيت بابا وحشني اوي ....احنا بليل نروح نرتاح والصبح أن شاء الله نروح المستشفي وبعدين نرجع ..!

امتليء صدره بانفاسه الغاضبه التي تترجمت لنظرات رافضه واجهت نظراتها الراجيه ..!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


اقتباسات مختلفه 

نظر دياب الكبير الي عليوة الذي قال بلهفه : عاوز الامان يا معلم قبل ما اقول اي حاجه !!

اوما دياب الكبير ونظرات المكر تلمع بعيناه 


عقد هادي حاجبيه وهب واقفا وهو يزمجر : لا يا حاجه دياب كده كتير اوي 

نظر له دياب الكبير بسخط : معناته ايه كلامك  

صاح هادي بانفعال : معناته أن انا مش هنفذ حاجه زي دي يا حاج ولا هدفع مليم تاني !

قال دياب الكبير بسخط وهو يقبض علي عصاه بقبضته : ووصال !

التقت نظرات دياب الكبير بنظرات هادي للحظه بينما تهديد دياب الكبير واضح !!


هتفت دنيا بغل وحقد : الجوازه دي لا يمكن تتم 



تقدمت سمر بخجل تجاه اخت ياسين التي هتفت بتهليل : اللهم صلي علي النبي ...قربي يا عروسه 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !