( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
حنين جارف اجتاح قلب وصال ما أن خطت قدمها منزل ابيها ليشعر هادي الذي كان يقدم قدم ويؤخر الأخري بهذا الالم الذي اعتصر قلبها وجعل الحزن يكسو ملامحها بعد أن كانت الابتسامه لا تفارق وجهها طوال طريقهم يتحدثون ويمزحون ....دخلت بضع خطوات لتقف بمنتصف الصاله ويتدفق الي قلبها سيل من الذكريات والمشاعر ..بصعوبه حاولت أن تسيطر علي دموعها و
نقت حلقها وهي تحاول رسم ابتسامه خرجت باهته علي شفتيها بينما تلتفت الي هادي الذي كان مايزال واقفا لدي الباب وهو الآخر قد اجتاح عقله تلك الذكريات التي انحفرت بداخله تاركه اثر سيء لم يظن أنه مازال موجود لتتجسد تلك الكلمات التي خرجت من فم مهاب المره تلو الأخري إليه مقلله من شأنه بتعالي وكبر مازال يراه في انعكاس عيون مهاب بتلك الصورة الموضوعه بأحد الاطارات ....ابعد عيناه عن تلك الصورة ونظر الي وصال بينما جاهد هو الآخر في السيطره علي مشاعره التي مازالت تحمل نفس السخط علي هذا الرجل حتي وان مرت سنوات إلا أن الجرح مازال له أثر
: البيت بيتك ياهادي .... اوضتي اخر الطرقه ادخل ارتاح وانا بس هدخل
تهدج صوتها بالدموع بينما تتابع : هدخل بس اوضه بابا شويه
ندم أشد الندم أنه طاوعها في المجيء الي هذا المنزل الذي يحمل ذكريات لكل منهم ولكنه بكل الاحوال تركها بغرفه والدها و تمهل قبل أن يدخل إليها ليعطيها الوقت الذي تحتاجه بينما يتخيل حالتها مع ذكرياتها الحزينه لفراق والدها
دخل إليها بعد قليل وكم التاع قلبه لرؤيه دموعها الغزيرة تمليء وجهها ليقترب منها ويضع يده برفق علي كتفها ثم يضمها إليه ويترك صدره ليكون وساده لدموعها ...
بكت وصال دون قول شيء فقط حضنه هو ما كانت تحتاج إليه ليضمها إليه ويتركها تفرغ مكنونات صدرها الملكوم ليعتصر الحزن قلبه ويتسرب إليه شعورها بالفقد وتتجدد بداخل قلبه ذكريات موت والده وكم كان بحاجه لمن يتوسد صدره ويبكي وقتها ولكنه كان مضطر للوقوف بثبات ويدفن عميقا شعوره بالفقد ليتلقي واجب العزاء بظهر منتصب
خرجت نبرته كسيرة وهو يمرر يداه بحنان علي ظهرها قائلا : موت الاب بيكسر الضهر .....تهدج صوته بينما يؤازر وجعها : حاسس بيكي....ابكي ومتكتميش جواكي
ياريت كنت اعرف ابكي كده علي موت ابويا
تنهد وتابع بغصه حلق : كان نفسي في كتفك ابكي عليه
يومها بس كنتي ضعتي من ايدي
ضمها إليه أكثر يهديء من لوعه قلبه ويتابع : بس خلاص انتي معايا وانا جنبك ووجعك ووجعي هنقسمه سوا
...........
.....
نظرت بهيه الي دياب بعدم فهم : ليه بس يا دياب
هتف دياب بنفاذ صبر : اعملي اللي بقولك عليه وخلاص يا بهيه
قالت بهيه متنهده بعدم اقتناع : ماشي يا دياب بس افهم طيب ....يعني دي اختها اروح انا ازاي بدالها مع اخت العريس
هتف دياب بحزم : اسمعي اللي قولته يا بهيه وكفايه مناهده
اومات بهيه بصمت ليشير لها قائلا : يلا قومي البسي وهاخدك في طريقي اوصلك بيت ام عبدالله
.........
.....
نظرت سمر الي والدتها التي مازالت في الوسط دون أن تأخذ اي موقف لا مع زواج ابنتها ولا مع الرفض بينما موقف دياب الغير مفسر من دنيا وتجنيبها وتقديم بهيه يثير الشكوك
: مالك يا امه ؟! ....انتي مش مرحبه بالجوازه دي
قالت فاطمه بشتات واضح : والله ما انا عارفه يا بتي
اختك بكلامها إن دياب عاوز .... صمتت فاطمه حتي لا تجرح ابنتها التي قالت بانكسار : عاوز يخلص من حملي
دمعت عيناها وقالت بعزه نفس : هو انا يا امه كنت مديت له ايدي ولا فرضت عليه يساعدني وهي بس المره الوحيده اللي طلبت سلف وهي قالت مرضيش مع أن الراجل مرضيش بقعدتي في السوق
نظرت فاطمه الي ابنتها وفكرت باستدراك أن كان دياب رافض أن تكون سمر عبء عليه فلماذا لم يدعها تعمل
لتعيل اولادها
قالت سمر بكمد بينما تنزع طرحتها من فوق راسها : بصي يا امه متضايقيش نفسك اصلا انا جربت حظي ومعدتش عاوزة حاجه من اي راجل ...بلاش منها الجوازه دي
هزت فاطمه راسها : يوه يا بتي ..جايه تقولي كده والناس علي وصول ...لا العقل بيقول نقعد مع الناس ونشوف ولو فيه خير ربنا يكرمك بيه
انا بس مستغربه ليه دياب بعت بهيه واختك لا
نفس سؤال بهيه والذي سيكذب دياب أن قال إن لديه اجابه مقنعه أو شيء ملموس سوي إحساسه الذي لا يكذبه بضغينه وغيره دنيا لكل من حولها
قامت فاطمه لتفتح الباب لبهيه التي دخلت قائله بابتسامه ملئت وجهها الصبوح: السلام عليكم
يا ام العروسه
نظرت فاطمه خلف بهيه تبحث بعيناها عن دنيا وهي تقول : وعليكم السلام...هي دنيا مجتش معاكي
قالت بهيه بلياقه : قاعده بالعيال
اومات فاطمه التي مازالت لا تفهم ..!
نظرت بهيه الي سمر التي خرجت من الغرفه ترحب بها ولكن نظره الحزن بعيناها لم تخفي عن بهيه التي قالت : اخت المعلم ياسين جايه بعد يجي نص ساعه كده تكوني جهزتي يا سمر
نظرت إلي فاطمه واستأذنت منها : بعد اذنك يا ام سمر هدخل اجهزها
قالت سمر ببراءه : انا جاهزة يا بهيه
قالت بهيه بابتسامه : جاهزة ازاي ...لا ده انتي عروسه
تعالي بس معايا
نظرت سمر الي تلك الحقيبه الصغيرة التي أخرجت بهيه منها عباءه مطرزة باللون الوردي تعطيها لها قائله : ايه رايك في دي ....جبتهالك لأجل ما تبين جمالك اكتر
قالت سمر بخجل بينما عز علي بهيه أن لا تدخل علي قلبها الفرحه : ده كتير اوي يا بهيه
نظرت إلي التنورة والبلوزه التي ترتديهم قائله : ماهو انا لبست وبعدين هو انا عيله صغيرة هتزوق
قالت بهيه بابتسامه : طبعا تتزوقي انتي لسه صغيرة وحلوة ...روحي البسي العبايه وتعالي احطلك شويه احمر زي ما وصال علمتني
لم تصدق سمر رؤيتها لنفسها وقد ازداد جمالها البريء بتلك العباءه : الله يسترك ويفرح قلبك ويكرمك يا بهيه زي. ما فرحتيني
قالت بهيه بحنان : ربنا يسعدك يا اختي ...التفتت الي الطرقات علي الباب قائله : دي لازمن الست وداد
مالت علي سمر تهمس : دي ست طيبه اوي هتحبيها وان شاء الله تحبك هي كمان والمعلم ياسين فوضها تشوفك ولو موافقه هيقري الفاتحه أن شاء الله مع دياب ويجيوا يقابلوا الحاج يوم الخميس
كل تلك الفرحه لا تسع قلب سمر لتنظر الي بهيه بأمل وتدعي لها بظهر الغيب .
وعلي الجانب الآخر كانت دنيا تدعي هي الأخري ولكن بكل السوء !
..........
....
في الصباح نظر هادي الي وجه وصال التي نامت بين ذراعيه ليري انتفاخ عيونها من أثر البكاء
برفق شديد مرر يداه علي وجهها يزيل بقايا دموعها لتشعر وصال بحركه يداه فتفتح عيونها وتنظر إليه بامتنان كبير لانه بجوارها ابتسمت له بوهن : اسفه اني ضايقتك امبارح
هز رأسه وقال بحنان شديد وهو يقبل جبينها : متقوليش كده يا حبيبتي
مرر يداه علي وجهها وقال برفق شديد : المهم انك طلعتي كل الحزن اللي جواكي ومش هقولك أنه خلص لا بس علي الاقل وجعه قل
لا تنكر أن حنانه معها جعلها تتجاوز مراره فقد ابيها لتهز راسها له بابتسامه : ربنا يخليك ليا يا هادي
ضمها إليه قائلا : ويخليكي ليا ياقلب هادي .....نظر إلي وجهها وقال بحنان : طيب يلا بقي قولي ليا ايه يبسطك عشان اعمله
حاول التخفيف عنها قدر الإمكان وهو يتابع :
ايه يفرحك يا شهد العسل
قالت وصال دون تفكير وهي تضم نفسها إليه :
وجودك
اطربت قلبه بكلماتها ليحتضنها ويغرق وجهها بالقبلات بينما يقول : وانا جنبك ... ايه تاني يفرحك يا شهد العسل ....قولي ومتشغليش بالك .. هدوم ...دهب ...اطلبي
هزت راسها قائله : عندي كتير
اوما قائلا : وماله نزودهم
هزت راسها ونظرت إليه قائله : لا يا حبيبي ربنا يخليك ليا ...تنهدت وتابعت بتردد : هو في حاجه تفرحني
اوما دون تردد لتقول بطلب : عاوزة ازور قبر بابا
.......
....
ابتسمت وداد بود كبير لسمر التي استشعرت طيبتها وفطرتها بينما كل حديثها كان عن أطفالها لتقول وداد بسماحه: حنيتك علي عيالك انا متاكده انك هتحني زيها علي عيال ياسين ....ده طلبنا الوحيد يا سمر
تنهدت وتابعت : اخويا من بعد المرحومه مرضيش ابدا يدخل واحده تانيه علي عياله بس العيال بتكبر ومحتاجين واحده تراعيهم وتراعيه هو كمان واول ما المعلم دياب اتكلم عن طيبتك وادبك وعزه نفسك ياسين وافق ووكلني اجي وأشوف كلام دياب عنك
ربات علي كتفها وتابعت : والجواب باين من عنوانه
واحده غيرك كانت رمت العيال لابوهم وشافت حالها
هزت سمر راسها بامتعاض : يالهوي ...ارمي عيالي يا ابله وداد ده انا ارمي نفسي في النار ولا أفرط في ضفر عيل من عيالي
قالت وداد بحب : وعشان كده ربنا عوضك ....ابتسمت وتابعت : اخويا ياسين حنيه الدنيا فيه وعلي قد ما يبان صعب بس حنين اوي وهيحن علي عيالك ويراعيهم زي عياله و انتي طبعا مش محتاجه وصايه علي عياله
اومات سمر دون تفكير : عياله في عنيا يا ابله وداد وعمري ما هفرق بينهم وبين عيالي
ابتسمت وداد قاله بتهليل وهي تطلق زغروده : يبقي علي بركه الله
...........
....
مجددا تجددت تلك المشاهد أمام عيون وصال التي جلست مع مدير المستشفى ومجددا تري نفسها ستفعل ما فعلته يومها لتقول وهي تهز راسها : يافندم انا عارفه أن اللي حصل في كل القوانين جايز غلط بس إنسانيا لو رجع بيا الزمن هعمل نفس اللي عملته ومش هسيب فرصه لإنقاذ طفل تضييع عشان خاطر إجراءات
تنهد مدير المشفي قائلا : بس للاسف دي الاجراءات يا دكتورة وانا دوري كمدير للمستشفي اني أنفذها وكان واجبك تنفذيها
نظر اليها ليري الخزلان في نظراتها والتي جعلته يقول بإقرار : بس دوري كطبيب يا دكتورة وصال اني اخد انسانيتك كطبيبه في الحسبان وعشان كده قدمي التماس وانا هرفعه للجنه التظلمات وهتدخل بنفسى احاول تخفيف الجزاء الموقع وان الوقف يكون مؤقت لكام شهر وينتهي بأنك تتحملي الأضرار المادية اللي نتجت عن المشاجره
اومات وصال بعيون لمعت بها بارقه الامل لتمد يدها الي الطبيب تصافحه : شكرا يا دكتور
اوما لها قائلا : العفو
خرجت وصال لتعبر الطريق حيث جلس هادي بالمقهي المقابل في انتظارها
أخبرته بما حدث لتتابع بحماس : لو اتقبل التظلم بتاعي يا هادي أن شاء الله هطلب نقلي للمستشفي العام في البلد وارجع بقي تاني اعالج الاطفال
ابتسم هادي لها قائلا : أن شاء الله يا شهد العسل
داعب وجنتها وتابع : ليكي عليها وقتها افتحلك عياده خصوصي ....رفع يده وأشار لها : واعملك لافته كبيرة اكبر من اللافته اللي علي الوكاله عندي واكتب عليها عياده الدكتورة وصال
ضحكت وصال وضمت يدها الي يده وهي تقول بحب : ربنا يخليك ليا يا حبيبي
...........
....
جلس ماجد في سياره أبيه الصغيره بانتظار نزوله وعلي الجانب الآخر علي بعد يضعه أمتار كانت وصال تتجه الي سياره هادي الذي كان بالاعلي يحمل حقيبتهم وينزل بها إلي السياره
أدار ماجد رأسه والتفت الي حيث اجتذب نظره وقوف وصال ليقول لأبيه سريعا وهو يوقف السياره جانبا : وصال يا بابا
أدار مجدي راسه ونزل خلف ابنه الذي اسرع ناحيه وصال بلهفه : وصال عامله ايه ....احنا قلقنا عليكي اوي كنتي فين
قالت وصال بعتاب وهي تلقي نظره الي سلام عمها البارد ناحيتها : بجد يا ماجد كنتوا قلقانين عليا
اوما ماجد وهو يوكز والده : طبعا ...مش كده ولا ايه يا بابا
لم يقل مجدي شيء بكل كل ما اجتذب نظره هو نظرات هادي الذي اتجه إليهم وعلي جبينه تقطيبه واضحه
قالت وصال سريعا : هادي جوزي يا عمي
وده ماجد ابن عمي ..اعتقد اتقابلتوا قبل كده ياهادي صح
اوما هادي ببرود واضح كما حال نظرات عمها الذي قال وهو يرفع حاجبه باستنكار :
اتجوزتي ياوصال !!....كده من غير ما عمك يعرف
نظر إليها باستخفاف وتابع بعد أن ألقي نظره الي هادي بطرف عيناه : طبعا اتجوزتي بتاع الفاكهه اللي ابوكي رفضه زمان !!
تغيرت ملامح وصال واحمر وجهها من كلمات عمها التي قالها بقله لياقه قاصد التقليل من شأن هادي الذي لم يبدي اي رد فعل بل بوجهه بارد مليء بالثقه
مد يداه تجاه عمها قائلا : ايوه يا بوي انا بتاع الفاكهه اللي الدكتور رفضني زمان
زمت وصال شفتيها من هذا الموقف وشعرت بخيوط من الاسي تتسرب الي قلبها تجاه هادي بينما فعل عمها ما كان ابيها يفعله دوما من التقليل من شأن هادي
ضيق هادي عيناه وتابع بابتسامه مستخفه هادئه :
انت علي ما افتكر كده اخو الدكتور مهاب ....!
قبل أن يقول مجدي شيء كان هادي يتابع باستخفاف أشد : اخو الدكتور مهاب اللي كنت عاوز تاخد بيته وتطلع منه بنته وتورث فيه مش كده !!
اندفعت الدماء الي وجه مجدي بينما اختطفت ثقه هادي نظرات وصال التي أيقنت أمامه بالفعل أن أخذ الحق حرفه وهو محترف بها بينما تابع رد الصاع بألف الي عنها : أيوة أيوة انت عمها اللي بقالك كام شهر مسألتش عن بنت اخوك لا راحت فين ولا جري ليها ايه ....!!
ولا افتكرتها وافتكرت بتاع الفاكهه من سنين ...ضحك هادي باستخفاف وتابع :
الحمد لله يابوي أن ليها اخ يقف في ضهر مديريه بحالها وحس جدها في الدنيا اهو كان ياعالم كانت هتروح فين لو الدكتور الله يرحمه كان سابها في الدنيا لوحدها وبالاسم بس ليها عم !!
نظر إلي وصال التي حاولت اخفاء نظرات التشفي تجاه عمها الذي بدأ كل هذا واستحق ما ناله ليعود هادي ينظر تجاه مجدي الذي ثبت مكانه : دكتور عمك يا وصال زي المرحوم ؟!
هزت وصال راسها بحرج بينما ارادات أن ينتهي هذا اللقاء : لا عمي مهندس
حك هادي ذقنه قائلا بهدوء مستطير : اااه ...طيب وحياتك يا غاليه ابقي فكريني لما انوي اعمل ليكي المستشفي الخصوصي بتاعتك ابقي اخلي عمك ياخد الشغلانه دي بدل ما اجيب مهندس من برا واهو الاقربون أولي
نظر بنظره ذات مغزي الي سياره مجدي القديمه والتي لا تضاهي فخامه سيارته التي لمع طلاءها الاسود اسفل انعكاس اشعه الشمس وتابع : يابوي دي موديل قديم اوي ...بس ملحوقه لما تشتغل مع هادي الغزولي هتعرف تغيرها بأمر الله
قبل أن ينطق مجدي شيء كان هادي يشير إلي وصال بحب وهو يقودها ناحيه سيارته المتوقفة جانبا :
يلا يا شهد العسل !!
انطلق هادي بسيارته بسرعه كبيرة جعلت الرياح تطير عكسيا بوجه عمها الذي احتدمت نظراته الساخطه وهو يقول بتأنيب لابنه : شوفت اللي اتجوزته في الاخر ....طالعه زي امها تحب الفلوس
ضرب كف بالآخر وتابع : خساره تربيتك فيها يا مهاب
قال ماجد بدفاع : وهي وصال عملت ايه يا بابا ...حمحم وتابع : وبعدين اسف بس حضرتك برضه اللي قولت كلام مفيش داعي منه لجوزها والراجل رد
نظر مجدي الي ابنه بسخط : انت بتدافع عنه كمان
قال ماجد وهو يهز رأسه : انا بقول الحق
........
...
نظرت وصال برفق الي هادي الذي تركت له القليل من الوقت ليهديء بعدها وضعت يدها فوق يده الممسكه بمقود السياره تقول : هادي انا ...قصدي ..مش عاوزاك تزعل من كلام عمي ...انا عارفه انك افتكرت كلام بابا الله يرحمه وحقك تتضايق من كلامهم
امسك هادي بيدها بينما تابعت وهي تتهرب بعيناها من عيناه : مش مهم كلامه ولا نظرته المهم كلامك انتي ونظرتك ....كل اللي يهمني انتي شيفاني ازاي يا شهد العسل !
رفعت عيناها إليه لتري بانعكاس نظراته حب لا تتخيله وكأنه شلال جاري من نبع لا ينضب فقط يزداد جريانه بكل لحظه لتقول بحب : مش شايفه في حياتي حد غيرك !
ابتسم هادي لها برضي شديد واوقف السياره جانبا والتفت لها قائلا بحب : وانتي حياتي كلها يا وصال
مال يقبل وجنتها بينما يهمس بحب : اطلبي اللي يسعدك وفورا انفذه
نظرت له وصال بابتسامه شقيه : اي حاجه اي حاجه
اوما لها دون تردد لتقول وهي تفكر في ما تشعر فجاه أنها تريده لتقول له : عاوزة ااكل ملوخيه
نظر إليها ورفع حاجبه : ملوخيه
اومات له قائله بغمزه شقيه : بالجمبري
......
.....
ارتجفت يد سمر من السعاده بينما بدأت تحمل الاكواب الفارغه والاطباق التي كانت تضييف بهم وداد لتنظر الي والدتها قائله بقلب تتضارب دقاته من السعاده : طيبه اوي ابله وداد يا امه مش كده
اومات فاطمه بسعاده : اوي اوي يا بتي ....شكل ده عوض ربنا صح
ابتسمت سمر بسعه متنهده : يااه يا امه ربنا كريم اوي ... شوفي الست وكلامها عن عيالي والراجل مرحب بيهم ازاي يعني هعيش في ضل راجل يعاملني بما يرضي الله وعيالي يلاقوا اللي يراعيهم
ربات فاطمه علي كتف ابنتها قائله : فضله واسع يا بتي
للتو كانت بهيه ووداد يدلفون من نهايه الشارع حيث دخلت دنيا من بدايته عكسا فلم تراهم .... فتحت سمر الباب لتدخل دنيا بملامح متجهمه وتتجاهل اختها وتتجه الي حيث جلست والدتها بالصاله : مين يا سمر ؟
قالت سمر بغصه حلق بينما حتي لم تلقي اختها إليها كلمه : دي دنيا يا امه
قالت فاطمه وهي تعتدل من جلستها : تعالي يا دنيا
أدارت دنيا راسها حيث عادت سمر لتجمع الاكواب والاطباق....ضيقت دنيا عيناها الي تلك الأطباق والاكواب ثم نظرت إلي ذلك الصندوق الكبير الذي امتليء بالفواكهه وقد احضرته وداد معها لترفع حاجبها وتنظر الي والدتها : هو انتوا كان عندكم ضيوف ولا ايه يا امه
قالت فاطمه بابتسامه واسعه تزف لابنتها الخبر : دي الست وداد اخت المعلم ياسين جت تقعد مع اختك ... تابعت فاطمه تخبر دنيا التي اكلت الغيره قلبها وسرعان ما كانت تطلق سموم لسانها بهجوم بينما لمحت العباءه التي ارتدتها اختها : وانا اقول نضفت ولبست ليه ....اتجهت الي اختها التي تراجعت خطوه ما أن أمسكت دنيا بكتف العباءه تصيح بها : طبعا من فلوسي اللي اديتهالك لبستي عبايه زي دي عشان تعملي نفسك عيله صغيره لسه ليها نفس تتجوز ...ده بدل يا ناقصه ما تقعدي تربي عيالك رايحه تدخلي عليهم جوز ام
أبعدت سمر يد اختها عنها واسرعت الي غرفتها تبكي بقهر بينما وقفت فاطمه أمام ابنتها تهتف لها بتوبيخ : بزياده يا بت انتي كلامك اللي زي السم
هتفت بها دنيا بحقد : كلامي ولا كلام الناس اللي مش هيبقي ليها سيره الا اللي رمت عيالها وراحت اتجوزت
هتف بها فاطمه بسخط : عيالها في حضنها والراجل مرحب بيهم كمان
ازداد الغل بملامح دنيا التي لم تتراجع بل هاجمت والدتها وهتفت بها : دافعي عنها وطبعا تلاقيكي بتصرفي من دهبي عليها
اتسعت عيون فاطمه باستنكار : بتسرقيني يا دنيا ....بتسرقي امك
اومات دنيا دون خجل : امال جابت منين ده كله ...وريني دهبي خليني اتاكد أن أيدها متمدتش عليه
هتفت بها فاطمه بتوبيخ وهي تكمم فمها : اخرسي ووطي صوتك اختك تسمعك....زجرتها وتابعت : دهبك ده امانه عندي وانا اللي اقطع اايدها لو اتمدت عليه
أسرعت فاطمه تجذب يد ابنتها وتدفع بها الي غرفتها حيث تبرطمت وهي ترفع الملابس وتبعدها حتي وصلت إلي قاع الخزانه حيث خبات الذهب : اتفضلي ذهبك خديه وغوري من وشي ومعادش تدخلي بيتي تاني طالما بتسرقيني
بلهفه ولهاث لم تخجل دنيا من فتم اللفافه لتري كل دهبها ويطمأن قلبها .....
..........
....
كادت وصال تشعر بطعم الملوخيه في فمها بينما تجذب كيسين من ثلاجه المجمدات بهذا الماركت الكبير في طريقهم لتضعهم بالسله التي يمسك بها هادي
: جوزك معلم في سوق الخضار واخرتها جايبه ملوخيه متجمده ...يا بت الناس قولتلك نوصل البلد واجيب ليكي غيط ملوخيه
ضحكت وصال وهزت كتفها بينما تجذب بضع اكياس من الجمبري وتضعهم بالسله: اعمل ايه بالغيط...لسه هقطف واخرط لا انا هتجنن واكل الملوخيه ودي سريعه اوي اول ما نوصل هعملها
هز رأسه وقال بعدم اقتناع وهو ينظر في ساعته : علي ما نوصل يبقي نص الليل هتعملي ملوخيه
اشارت بشقاوة ومرح الي الاكياس التي ملئت بها السله : بالجمبري
ابتسم هادي لها وداعب وجنتيها بمشاكسه : دمك شربات مش سم زي عمك ده
ضحكت وصال وعادوا الي طريقهم لتلتفت وصال الي هادي قائله بتفكير : تعرف يا حبيبي اني حبيت اوي ازاي اخدت حقك من عمي
التفت لها باستفهام : يعني مزعلتيش عشانه
هزت راسها قائله : لا ...هو كان لازم يسمع كلام ميعجبهوش طالما قال كلام زي ده
نظرت إلي هادي بتردد قبل أن تتابع : بس ...بس
برضه ياهادي اعجابي بردك حاجه واني مستغرباك حاجه تانيه
نظر لها بدهشه لتتابع : يعني انك تتكلم بالفلوس والغرور ده مشفتهوش منك الا يوم ما اتخانقت مع بابا الله يرحمه و النهارده ...انت مش كده الفلوس مش كل حاجه
تنهدت وتابعت : كل يوم كنت بفكر المره اللي وفقت فيها قدام بابا واسال نفسي كان ايه هيحصل لو مكنتش عملت كده كان زماننا مع بعض
قال هادي برجاء : متوجعيش قلبي بعتابك يا بنت الناس
كان لازم ارد علي عمك وبعدين انا قولت ايه غلط
هزت راسها قائله : مقولتش انك غلطت انا بس بقول فكره أنك تتكلم بالفلوس
قال هادي وهو يهز كتفه : هو ده حال الدنيا
ليه عمك يستعلي عليا بعلامه وانا لا مستعلاش عليه بفضل ربنا عليا
تنهدت واقرت بتخلي وتراجع عن هذا النقاش :
خلاص يا هادي محصلش حاجه
التفت هادي إليها بعتاب : محصلش حاجه ازاي وعينك مليانه عتاب ليا وافتكرتي زمان .....ماهو يومها برضه الدكتور مهاب قل مني وكان لازم ارد
نظر إلي عيونها وتابع بعتاب : لو عاوزة تحمليني تمن السنين متحمله
وضعت يدها فوق يده برفق قائله :
مقصدش انا بس بس بفكر أن كان ممكن حاجات كتير تتغير وكانت سنين عمرنا اللي ضاعت واحنا بعيد متكونش لو بس مكنتش قولت الكلام ده لبابا واديته فرضت يعرفك اكتر
نظرت إلي عيناه وتابعت بمشاعر : هادي أنا بخاف أما بفكر كان ايه هيحصل لو كنت رجعت لقيتك ليك بيت واولاد
تنهدت وتابعت : سنين بقنع نفسي أن موضوعنا خلص بس قلبي عمره ما اقتنع
امسك بيدها وقال بحب شديد :ولا انا قلبي عمره شاف غيرك ولو رجع الزمن الف مره وكان بينا الف حيط وسد كنت هعدي ليكي وبرضه هتكوني ليا ونصيبي
ابتسمت ابتسامه باهته : النصيب جمعنا واراد بس انا غصب عني ساعات بسال نفسي لو كنت ليك زوجه واولاد
قال هادي مقاطعا دون تردد. : برضه كنت هتجوزك
هزت وصال رأسه قائلة : مستحيل كنت اقبل ياهادي
انا وافقت عشان كنت طلقت مراتك إنما لو كانت لسه علي ذمتك استحاله كنت اقبل اخرب بيت واحده تانيه ولا اخد اب من ولاده
اهتزت نظراته من حديثها الذي يرسم خطوط النهايه أن عرفت بما يخفيه ليقول بعتاب شديد : عاوزة تسبيني ياشهد العسل
قالت وصال وهي تهز راسها : كان هيبقي غصب عني بس انا كان لا يمكن اوافق ...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك